بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالي وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده سيدنا مُحمد رسول الله صلى الله عليه وعلي آله وصحبه وسلم وعلى إخوانه السابقين من الأنبياء والمرسلين
ثم أما بعد
لم يمل النصارى من طرح شبهتهم حول حديث رجم " ماعز بن مالك " وقولته صلى الله عليه وسلم له " أنكتها " .
أولا الرواية :حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيُّ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ سَمِعْتُ يَعْلَى بْنَ حَكِيمٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ لَمَّا أَتَى مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ لَعَلَّكَ قَبَّلْتَ أَوْ غَمَزْتَ أَوْ نَظَرْتَ قَالَ لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَنِكْتَهَا لَا يَكْنِي قَالَ فَعِنْدَ ذَلِكَ أَمَرَ بِرَجْمِهِ
رواه الإمام البخاري في صحيحه 86 : ك : الحدود 28 : ب : هل يقول الإمام للمقر لعلك لمست أو غمزت ح 6824 - ج 4 ص 302 واللفظ له .
والبغوي في شرح السنة ب : الإقرار بالزنى ح 2586 - ج 10 ص 292 وقال هذا حديث صحيح.
وبنحوه عند أبي داود ب : رجم ماعز بن مالك ح 4427 وصححه الألباني وبرقم 4428 وضعفه الألباني ج 2 ص 552 .
ثانياً الدراية :
نقول لهؤلاء المُعترضين المُتكلمين هل عندما لفظ الرسول عليه الصلاة والسلام أحمر وجه ماعز خجلاً وكذلك من حضر ذلك الموقف وقالوا ما هذا الكلام الذي تقوله يا رسول الله ؟
إن كان هذا اللفظ يُعتبر من فحش القول لماذا لم يُحاج به أعداء الإسلام من مُشركي العرب - أهل البيان واللسان - المسلمين وأخذوا يشنعوا أن الرسول صلى الله عليه وسلم يتلفظ بالبذيء من القول ؟
هذا يرجع إلي سبب .
هو أن ذلك التعبير كان شائعا في كلام العرب منتشراً بينهم وفي أمثالهم أيضا . نريد الدليل
التأصيل اللُغوي :
يقول النصراني اللاهوتي بطرس البستاني الذي شارك في ترجمة كتاب النصاري المُقدس إلي العربية في معجمه " محيط المحيط " :
النَّيْكُ معروف, والفاعل : نائِكٌ والمفعول به مَنِيكٌ و مَنْيُوكٌ والأَنثى مَنْيُوكة وقد ناكَها يَنيكها نَيْكاً و النَّيّاك الكثير النَّيْك شدد للكثرة; وفي المثل قال : من يَنِكِ العَيْرَ يَنِكْ نَيّاكا و تَنَايَكَ القوْمُ : غلبهم النُّعاسُ . و تَنايَكَتِ الأَجْفانُ : انطبق بعضها على بعض . الأَزهري في ترجمة نكح : ناكَ المطرُ الأَرضَ وناكَ النعاسُ عينه إِذا غلب عليها .
فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يخترع لفظاً ولم يلفظ بالبذيء بل هذا ما كان مستفيضاً وقتها في ذلك المُجتمع العربي .
أقوال العلماء :
قال بدر الدين العيني في عمدة القاري ج 24 ص 2 :
قوله أنكتها بكسر النون من النيك قوله لا يكني أي لا يصرح بغير هذه اللفظة حاصله أنه صرح بلفظ النيك لأن الحدود لا تثبت بالكنايات .
وفيه جواز تلقين المقر في الحدود إذ لفظ الزنى يقع على نظر العين وغيره .
المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج
أبو زكريا يحيى بن شرف بن مري النووي
ج 1 ص 237 :
وقد يستعملون صريح الاسم لمصلحة راجحة وهى ازالة اللبس أو الاشتراك أو نفى المجاز أو نحو ذلك كقوله تعالى الزانية والزانى وكقوله صلى الله عليه و سلم أنكتها وكقوله صلى الله عليه و سلم أدبر الشيطان وله ضراط وكقول أبى هريرة رضى الله عنه الحدث فساء أو ضراط ونظائر ذلك كثيرة ...... والله أعلم .
فإن كان المجتمع قد حظر إستخدام لفظ ما لعدم مناسبته لظروف هذا المُجتمع أو عدم شيوعه به فهذا ليس ذنبا نحن ولا يلقي علينا أحد باللوم .
ولا تنسونا من خالص الدعاء
الحمد لله تعالي وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده سيدنا مُحمد رسول الله صلى الله عليه وعلي آله وصحبه وسلم وعلى إخوانه السابقين من الأنبياء والمرسلين
ثم أما بعد
لم يمل النصارى من طرح شبهتهم حول حديث رجم " ماعز بن مالك " وقولته صلى الله عليه وسلم له " أنكتها " .
أولا الرواية :حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيُّ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ سَمِعْتُ يَعْلَى بْنَ حَكِيمٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ لَمَّا أَتَى مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ لَعَلَّكَ قَبَّلْتَ أَوْ غَمَزْتَ أَوْ نَظَرْتَ قَالَ لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَنِكْتَهَا لَا يَكْنِي قَالَ فَعِنْدَ ذَلِكَ أَمَرَ بِرَجْمِهِ
رواه الإمام البخاري في صحيحه 86 : ك : الحدود 28 : ب : هل يقول الإمام للمقر لعلك لمست أو غمزت ح 6824 - ج 4 ص 302 واللفظ له .
والبغوي في شرح السنة ب : الإقرار بالزنى ح 2586 - ج 10 ص 292 وقال هذا حديث صحيح.
وبنحوه عند أبي داود ب : رجم ماعز بن مالك ح 4427 وصححه الألباني وبرقم 4428 وضعفه الألباني ج 2 ص 552 .
ثانياً الدراية :
نقول لهؤلاء المُعترضين المُتكلمين هل عندما لفظ الرسول عليه الصلاة والسلام أحمر وجه ماعز خجلاً وكذلك من حضر ذلك الموقف وقالوا ما هذا الكلام الذي تقوله يا رسول الله ؟
إن كان هذا اللفظ يُعتبر من فحش القول لماذا لم يُحاج به أعداء الإسلام من مُشركي العرب - أهل البيان واللسان - المسلمين وأخذوا يشنعوا أن الرسول صلى الله عليه وسلم يتلفظ بالبذيء من القول ؟
هذا يرجع إلي سبب .
هو أن ذلك التعبير كان شائعا في كلام العرب منتشراً بينهم وفي أمثالهم أيضا . نريد الدليل
التأصيل اللُغوي :
يقول النصراني اللاهوتي بطرس البستاني الذي شارك في ترجمة كتاب النصاري المُقدس إلي العربية في معجمه " محيط المحيط " :
النَّيْكُ معروف, والفاعل : نائِكٌ والمفعول به مَنِيكٌ و مَنْيُوكٌ والأَنثى مَنْيُوكة وقد ناكَها يَنيكها نَيْكاً و النَّيّاك الكثير النَّيْك شدد للكثرة; وفي المثل قال : من يَنِكِ العَيْرَ يَنِكْ نَيّاكا و تَنَايَكَ القوْمُ : غلبهم النُّعاسُ . و تَنايَكَتِ الأَجْفانُ : انطبق بعضها على بعض . الأَزهري في ترجمة نكح : ناكَ المطرُ الأَرضَ وناكَ النعاسُ عينه إِذا غلب عليها .
فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يخترع لفظاً ولم يلفظ بالبذيء بل هذا ما كان مستفيضاً وقتها في ذلك المُجتمع العربي .
أقوال العلماء :
قال بدر الدين العيني في عمدة القاري ج 24 ص 2 :
قوله أنكتها بكسر النون من النيك قوله لا يكني أي لا يصرح بغير هذه اللفظة حاصله أنه صرح بلفظ النيك لأن الحدود لا تثبت بالكنايات .
وفيه جواز تلقين المقر في الحدود إذ لفظ الزنى يقع على نظر العين وغيره .
المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج
أبو زكريا يحيى بن شرف بن مري النووي
ج 1 ص 237 :
وقد يستعملون صريح الاسم لمصلحة راجحة وهى ازالة اللبس أو الاشتراك أو نفى المجاز أو نحو ذلك كقوله تعالى الزانية والزانى وكقوله صلى الله عليه و سلم أنكتها وكقوله صلى الله عليه و سلم أدبر الشيطان وله ضراط وكقول أبى هريرة رضى الله عنه الحدث فساء أو ضراط ونظائر ذلك كثيرة ...... والله أعلم .
فإن كان المجتمع قد حظر إستخدام لفظ ما لعدم مناسبته لظروف هذا المُجتمع أو عدم شيوعه به فهذا ليس ذنبا نحن ولا يلقي علينا أحد باللوم .
ولا تنسونا من خالص الدعاء
تعليق