تحية طيبة :
أستطيع تسمية الحالة التي كنت عليها قبل الانتقال إلى اللادينية بأنها : إيمان العجائز .
هذا الإيمان البسيط الذي لا يحتاج إلى أدلة فلسفية و كلامية , بل هو إيمان قلبي أو لنسمه
فطري بالدرجة الأولى.
الذي حدث بعدها كان محاولة مني لفهم أعمق للدين الذي أعتنقه , فصرت أتردد على مكتبة
إسلامية و أسأل صاحبها الذي كان خريج كلية الشريعة عما يجب أن أقتنيه من كتب.
قرأت شرح الطحاوية لابن أبي العز الحنفي , فقه السنة لسيد سابق , رياض الصالحين
و مختصر صحيح البخاري , و استعنت بتفسير الجلالين لفهم النص القرآني بشكل أوضح.
ثم توسعت قراءاتي فرحت أقرأ كتباً في الفكر الإسلامي بخاصة كتب محمد الغزالي
و يوسف القرضاوي و محمد قطب و غيرهم.
مشكلتي مع الإسلام بدأت هنا , ما هي وظيفة الدين ؟
قبل الاطلاع كان الدين عندي هو صلتي بالله , أداء الفروض و الابتعاد عن الكبائر , و الحالة
الروحية الجميلة التي تعيشها و أنت تقرأ القرآن بعد الفجر أو باجتماع الأسرة على مائدة
الإفطار في رمضان , أما بعد الاطلاع وجدت أن الإسلام ليس هذا فقط , بل شريعة يسعى
المؤمنون بها إلى تطبيقها على مستوى المجتمع شاء الناس أم أبوا,
رحت أدقق في سلوكيات جماعات العنف الديني , فوجدتها نابعة من النص نفسه , فهم ليسوا
خوارج كما يدعي فقهاء السلطة , بل هم التطبيق الحقيقي لما جاء في الكتاب و السنة.
ألم يقل محمد لقريش : و الله لقد جئتكم بالذبح ؟ ألم يقل : جعل رزقي تحت ظل رمحي ؟
ألا تمتلئ كتب السيرة بالغزوات و السرايا ؟
كنت قبل الاطلاع أفهم الجهاد على أنه الدفاع عن الوطن من العدو , و هذا معنى نبيل يجمع عليه
البشر على اختلاف أديانهم و عقائدهم , لكن تبين لي أن الجهاد في الإسلام يتضمن كذلك
جهاد الطلب , (( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله فإن قالوها عصموا مني
دماءهم و أموالهم ))
توقفت طويلاً أمام سورة براءة المشحونة بالعنف , حتى أنها لا تبدأ باسم الله الرحمن الرحيم ,
و من أسمائها : سورة العذاب , المدمدمة , المنكلة , المشردة , و التي نسخت كل عهد بين محمد
و أعدائه.
هنا كنت أمام خيار من اثنين : إما التطرف و إما الرجوع لما قبل القراءة , و اخترت الثاني , لكن
نفسي كانت مشبعة بالشكوك فلم اتمكن من العودة لما كنت عليه في السابق , و بدأت المسافة
بيني و بين الإسلام تتسع شيئاً فشيئاً , هنا بدأت أبحث عن البديل , كانت المسيحية خياراً مطروحاً,
و لكن من حيث المبدأ أنا أفهم أن واجب الوجود بسيط غير مركب , و لذلك فإن فكرة التثليث لم
تقنعني , و يهوه إله اليهود و العهد القديم لا يقل عنفاً عن إله الإسلام , لذا توقفت عن البحث في
الأديان الابراهيمية , و بدأت أدخل تجمعات الملحدين و اللادينيين على الشبكة , و أرى الكتب التي
يستشهدون بها و أسعى للحصول عليها , كتب في التطور , نشأة الكون , جعلتني هذه الكتب أنكر
الصانع , و كانت أتعس فترة في حياتي , بدأت النظرة العدمية للوجود تسيطر على تفكيري ,
ما أنا ؟ حيوان متطور بين عدمين , ذرات كربون و هدروجين و أكسجين و آزوت لن تلبث أن تعود
للطبيعة و انتهت القصة.
لا معنى للوجود ما لم يكن هناك خالق بث الحياة لغرض محدد ليس فيه عبث . هنا انفتح وعيي على
كتابات الفلاسفة , و بخاصة أرسطو من القدماء و سبينوزا من المحدثين . فبدأ تصور مختلف عن الله
يتشكل في ذهني , إله أسمى من خلافات البشر و اقتتالهم تحت غطاء الدين , روح تسري في الوجود
كله و ليس إلهاً مفارقاً بائناً عن خلقه .
لا أزعم هنا أنني أوجدت بديلاً يشمل النواحي التي يغطيها الدين , و لكن هي محاولات و جهد فردي .
و إلى هذه اللحظة لا زلت أحاور مسلمين من شتى المذاهب إلى جانب أصدقاء لا دينيين و لا أدريين.
هذه هي القصة بدون تطويل ممل . و أرجو أن نتحاور بكل هدوء و لغاية واحدة هي الحقيقة لا غير.
أطيب التحيات.
أستطيع تسمية الحالة التي كنت عليها قبل الانتقال إلى اللادينية بأنها : إيمان العجائز .
هذا الإيمان البسيط الذي لا يحتاج إلى أدلة فلسفية و كلامية , بل هو إيمان قلبي أو لنسمه
فطري بالدرجة الأولى.
الذي حدث بعدها كان محاولة مني لفهم أعمق للدين الذي أعتنقه , فصرت أتردد على مكتبة
إسلامية و أسأل صاحبها الذي كان خريج كلية الشريعة عما يجب أن أقتنيه من كتب.
قرأت شرح الطحاوية لابن أبي العز الحنفي , فقه السنة لسيد سابق , رياض الصالحين
و مختصر صحيح البخاري , و استعنت بتفسير الجلالين لفهم النص القرآني بشكل أوضح.
ثم توسعت قراءاتي فرحت أقرأ كتباً في الفكر الإسلامي بخاصة كتب محمد الغزالي
و يوسف القرضاوي و محمد قطب و غيرهم.
مشكلتي مع الإسلام بدأت هنا , ما هي وظيفة الدين ؟
قبل الاطلاع كان الدين عندي هو صلتي بالله , أداء الفروض و الابتعاد عن الكبائر , و الحالة
الروحية الجميلة التي تعيشها و أنت تقرأ القرآن بعد الفجر أو باجتماع الأسرة على مائدة
الإفطار في رمضان , أما بعد الاطلاع وجدت أن الإسلام ليس هذا فقط , بل شريعة يسعى
المؤمنون بها إلى تطبيقها على مستوى المجتمع شاء الناس أم أبوا,
رحت أدقق في سلوكيات جماعات العنف الديني , فوجدتها نابعة من النص نفسه , فهم ليسوا
خوارج كما يدعي فقهاء السلطة , بل هم التطبيق الحقيقي لما جاء في الكتاب و السنة.
ألم يقل محمد لقريش : و الله لقد جئتكم بالذبح ؟ ألم يقل : جعل رزقي تحت ظل رمحي ؟
ألا تمتلئ كتب السيرة بالغزوات و السرايا ؟
كنت قبل الاطلاع أفهم الجهاد على أنه الدفاع عن الوطن من العدو , و هذا معنى نبيل يجمع عليه
البشر على اختلاف أديانهم و عقائدهم , لكن تبين لي أن الجهاد في الإسلام يتضمن كذلك
جهاد الطلب , (( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله فإن قالوها عصموا مني
دماءهم و أموالهم ))
توقفت طويلاً أمام سورة براءة المشحونة بالعنف , حتى أنها لا تبدأ باسم الله الرحمن الرحيم ,
و من أسمائها : سورة العذاب , المدمدمة , المنكلة , المشردة , و التي نسخت كل عهد بين محمد
و أعدائه.
هنا كنت أمام خيار من اثنين : إما التطرف و إما الرجوع لما قبل القراءة , و اخترت الثاني , لكن
نفسي كانت مشبعة بالشكوك فلم اتمكن من العودة لما كنت عليه في السابق , و بدأت المسافة
بيني و بين الإسلام تتسع شيئاً فشيئاً , هنا بدأت أبحث عن البديل , كانت المسيحية خياراً مطروحاً,
و لكن من حيث المبدأ أنا أفهم أن واجب الوجود بسيط غير مركب , و لذلك فإن فكرة التثليث لم
تقنعني , و يهوه إله اليهود و العهد القديم لا يقل عنفاً عن إله الإسلام , لذا توقفت عن البحث في
الأديان الابراهيمية , و بدأت أدخل تجمعات الملحدين و اللادينيين على الشبكة , و أرى الكتب التي
يستشهدون بها و أسعى للحصول عليها , كتب في التطور , نشأة الكون , جعلتني هذه الكتب أنكر
الصانع , و كانت أتعس فترة في حياتي , بدأت النظرة العدمية للوجود تسيطر على تفكيري ,
ما أنا ؟ حيوان متطور بين عدمين , ذرات كربون و هدروجين و أكسجين و آزوت لن تلبث أن تعود
للطبيعة و انتهت القصة.
لا معنى للوجود ما لم يكن هناك خالق بث الحياة لغرض محدد ليس فيه عبث . هنا انفتح وعيي على
كتابات الفلاسفة , و بخاصة أرسطو من القدماء و سبينوزا من المحدثين . فبدأ تصور مختلف عن الله
يتشكل في ذهني , إله أسمى من خلافات البشر و اقتتالهم تحت غطاء الدين , روح تسري في الوجود
كله و ليس إلهاً مفارقاً بائناً عن خلقه .
لا أزعم هنا أنني أوجدت بديلاً يشمل النواحي التي يغطيها الدين , و لكن هي محاولات و جهد فردي .
و إلى هذه اللحظة لا زلت أحاور مسلمين من شتى المذاهب إلى جانب أصدقاء لا دينيين و لا أدريين.
هذه هي القصة بدون تطويل ممل . و أرجو أن نتحاور بكل هدوء و لغاية واحدة هي الحقيقة لا غير.
أطيب التحيات.
تعليق