الحمد لله وكفى ، وسلام على عباده الذين اصطفى ثم
ثم أما بعد ...
وقت أذكار المساء :
ذكر بعض أهل العلم أن وقتها يبدأ من بعد الظهر
وقال البعض : بل يبدأ وقتها من بعد العصر
وقال آخرون : يبدأ وقتها بعد غروب الشمس
واستدل من قال إن وقتها قبل غروب الشمس بالآيات التالية :
" وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب "
" وسبحوه بكرة وأصيلاً "
" وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها "
ولكن لو تأملنا تفسير الآيات لعرفنا ان المقصود شيء آخر
قال القرطبي:
قوله تعالى: (وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس) قال أكثر المتأولين: هذا إشارة إلى الصلوات الخمس " قبل طلوع الشمس " صلاة الصبح (وقبل غروبها) صلاة العصر (ومن آناء الليل) العتمة (وأطراف النهار) المغرب والظهر، لان الظهر في آخر طرف النهار الاول، وأول طرف النهار الآخر، فهي في طرفين منه، والطرف الثالث غروب الشمس وهو وقت المغرب.
وقال ابن كثير في كلامه على آية سورة طه:
{وَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشّمْسِ} يعني صلاة الفجر {وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} يعني صلاة العصر, كما جاء في الصحيحين عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: كنا جلوساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة البدر, فقال: "إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر, لا تضامون في رؤيته, فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا" ثم قرأ هذه الآية.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها" رواه مسلم
وقال الشنقيطي:
وقوله تعالى: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ, وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ} ، قالوا: المراد بالتسبيح في هذه الآية الصلاة، وأشار بقوله: {حِينَ تُمْسُونَ} إلى صلاة المغرب والعشاء، وبقوله: {وَحِينَ تُصْبِحُونَ} إلى صلاة الصبح، وبقوله: {وَعَشِيّاً} إلى صلاة العصر، وبقوله: {وَحِينَ تُظْهِرُونَ} إلى صلاة الظهر.
أضواء البيان - (1 / 280)
ولهذا ذهب الشوكاني رحمه الله أن وقت أذكار المساء يبدأ من بعد المغرب معتمدا على المعنى اللغوي لكلمة المساء و أمسيت الواردة في الاحاديث ، فلا يقال " أمسيت " إلا بدخول الليل وهو الوقت الذي يبدأ من بعد المغرب .
وبالفعل ... باستقراء الأحاديث التي جاء فيها لفظ المساء أو لفظ " أمسيت " سنجد أن المقصود : دخول الليل ، ويبدأ ذلك الوقت من غروب الشمس :
عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ وَهُوَ صَائِمٌ، فَلَمَّا غَرَبَتِ الشَّمْسُ قَالَ لِبَعْضِ القَوْمِ: «يَا فُلاَنُ قُمْ فَاجْدَحْ لَنَا»، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ أَمْسَيْتَ؟ قَالَ: «انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا» قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَلَوْ أَمْسَيْتَ؟ قَالَ: «انْزِلْ، فَاجْدَحْ لَنَا»، قَالَ: إِنَّ عَلَيْكَ نَهَارًا، قَالَ: «انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا»، فَنَزَلَ فَجَدَحَ لَهُمْ، فَشَرِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: «إِذَا رَأَيْتُمُ اللَّيْلَ قَدْ أَقْبَلَ مِنْ هَا هُنَا، فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ» رواه البخاري ومسلم
( المعنى الاجمالي أن النبي يطلب من أحد الصحابة ما يفطر عليه والصحابي يظن الشمس لم تغرب فيقول : لو أمسيت ؟ يظن الشمس لم تغرب بعد ، وكأنه يقول : ألا ننتظر المساء ؟ - غروب الشمس - )
وممَّا يدل على ذلك أيضا حديث ابن مسعود قَالَ كَانَ نَبِىُّ اللَّهِ إِذَا أَمْسَى قَالَ :« أمسينا وأمسى الملك لله .. » الحديث، وفيه « رب أسألك خير ما في هذه الليلة .. » أخرجه مسلم
وفي اسم الإشارة "هذه" دلالة على أن الليلة حاضرة.
ويدل على ذلك : حديث شداد بن أوس رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم : «سَيّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولُ : اللَّهُمَّ! أَنْتَ رِبِّي لاَ إِلَهَ إِلاًّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ». قَالَ :«وَمَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا ، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجنة ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوْقِنٌ بِهَا ، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ».رواه البخاري
ومما يؤيد ذلك حديث عبد الله بن خبيب رضي الله عنه قال: خرجنا في ليلة مطر وظلمة شديدة نطلب النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي لنا فأدركناه فقال : قل . فلم أقل شيئا . ثم قال : قل . فلم أقل شيئا . ثم قال : قل . فقلت : يا رسول الله ما أقول ؟. قال : قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء . رواه ابو داود والترمذي وحسنه الألباني رحمه الله.
ويؤيد هذا أيضاً حديث ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل يوم النحر بمنى، فيقول: "لا حرج"، فسأله رجل فقال: حلقت قبل أن أذبح؟ قال: "اذبح ولا حرج " فقال: رميت بعدما أمسيت؟ فقال: " لا حرج " رواه البخاري .
وقد ذكر ابن حجر أنه من المعلوم أن هذا الرمي كان في الليل.
إذاً أذكار الصباح تقال من بعد الفجر الى قبل الظهر بقليل
وأذكار المساء وقتها من غروب الشمس إلى منتصف الليل
والله تعالى أعلم
باختصار وتصرف من ملتقى أهل الحديث
ثم أما بعد ...
وقت أذكار المساء :
ذكر بعض أهل العلم أن وقتها يبدأ من بعد الظهر
وقال البعض : بل يبدأ وقتها من بعد العصر
وقال آخرون : يبدأ وقتها بعد غروب الشمس
واستدل من قال إن وقتها قبل غروب الشمس بالآيات التالية :
" وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب "
" وسبحوه بكرة وأصيلاً "
" وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها "
ولكن لو تأملنا تفسير الآيات لعرفنا ان المقصود شيء آخر
قال القرطبي:
قوله تعالى: (وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس) قال أكثر المتأولين: هذا إشارة إلى الصلوات الخمس " قبل طلوع الشمس " صلاة الصبح (وقبل غروبها) صلاة العصر (ومن آناء الليل) العتمة (وأطراف النهار) المغرب والظهر، لان الظهر في آخر طرف النهار الاول، وأول طرف النهار الآخر، فهي في طرفين منه، والطرف الثالث غروب الشمس وهو وقت المغرب.
وقال ابن كثير في كلامه على آية سورة طه:
{وَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشّمْسِ} يعني صلاة الفجر {وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} يعني صلاة العصر, كما جاء في الصحيحين عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: كنا جلوساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة البدر, فقال: "إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر, لا تضامون في رؤيته, فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا" ثم قرأ هذه الآية.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها" رواه مسلم
وقال الشنقيطي:
وقوله تعالى: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ, وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ} ، قالوا: المراد بالتسبيح في هذه الآية الصلاة، وأشار بقوله: {حِينَ تُمْسُونَ} إلى صلاة المغرب والعشاء، وبقوله: {وَحِينَ تُصْبِحُونَ} إلى صلاة الصبح، وبقوله: {وَعَشِيّاً} إلى صلاة العصر، وبقوله: {وَحِينَ تُظْهِرُونَ} إلى صلاة الظهر.
أضواء البيان - (1 / 280)
ولهذا ذهب الشوكاني رحمه الله أن وقت أذكار المساء يبدأ من بعد المغرب معتمدا على المعنى اللغوي لكلمة المساء و أمسيت الواردة في الاحاديث ، فلا يقال " أمسيت " إلا بدخول الليل وهو الوقت الذي يبدأ من بعد المغرب .
وبالفعل ... باستقراء الأحاديث التي جاء فيها لفظ المساء أو لفظ " أمسيت " سنجد أن المقصود : دخول الليل ، ويبدأ ذلك الوقت من غروب الشمس :
عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ وَهُوَ صَائِمٌ، فَلَمَّا غَرَبَتِ الشَّمْسُ قَالَ لِبَعْضِ القَوْمِ: «يَا فُلاَنُ قُمْ فَاجْدَحْ لَنَا»، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ أَمْسَيْتَ؟ قَالَ: «انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا» قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَلَوْ أَمْسَيْتَ؟ قَالَ: «انْزِلْ، فَاجْدَحْ لَنَا»، قَالَ: إِنَّ عَلَيْكَ نَهَارًا، قَالَ: «انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا»، فَنَزَلَ فَجَدَحَ لَهُمْ، فَشَرِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: «إِذَا رَأَيْتُمُ اللَّيْلَ قَدْ أَقْبَلَ مِنْ هَا هُنَا، فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ» رواه البخاري ومسلم
( المعنى الاجمالي أن النبي يطلب من أحد الصحابة ما يفطر عليه والصحابي يظن الشمس لم تغرب فيقول : لو أمسيت ؟ يظن الشمس لم تغرب بعد ، وكأنه يقول : ألا ننتظر المساء ؟ - غروب الشمس - )
وممَّا يدل على ذلك أيضا حديث ابن مسعود قَالَ كَانَ نَبِىُّ اللَّهِ إِذَا أَمْسَى قَالَ :« أمسينا وأمسى الملك لله .. » الحديث، وفيه « رب أسألك خير ما في هذه الليلة .. » أخرجه مسلم
وفي اسم الإشارة "هذه" دلالة على أن الليلة حاضرة.
ويدل على ذلك : حديث شداد بن أوس رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم : «سَيّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولُ : اللَّهُمَّ! أَنْتَ رِبِّي لاَ إِلَهَ إِلاًّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ». قَالَ :«وَمَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا ، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجنة ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوْقِنٌ بِهَا ، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ».رواه البخاري
ومما يؤيد ذلك حديث عبد الله بن خبيب رضي الله عنه قال: خرجنا في ليلة مطر وظلمة شديدة نطلب النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي لنا فأدركناه فقال : قل . فلم أقل شيئا . ثم قال : قل . فلم أقل شيئا . ثم قال : قل . فقلت : يا رسول الله ما أقول ؟. قال : قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء . رواه ابو داود والترمذي وحسنه الألباني رحمه الله.
ويؤيد هذا أيضاً حديث ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل يوم النحر بمنى، فيقول: "لا حرج"، فسأله رجل فقال: حلقت قبل أن أذبح؟ قال: "اذبح ولا حرج " فقال: رميت بعدما أمسيت؟ فقال: " لا حرج " رواه البخاري .
وقد ذكر ابن حجر أنه من المعلوم أن هذا الرمي كان في الليل.
إذاً أذكار الصباح تقال من بعد الفجر الى قبل الظهر بقليل
وأذكار المساء وقتها من غروب الشمس إلى منتصف الليل
والله تعالى أعلم
باختصار وتصرف من ملتقى أهل الحديث