ابني الحبيب الذي به سررت !!
الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى أما بعد :-
روى لنا كتبة الأناجيل قصة تعميد يسوع بالماء عند يوحنا المعمدان وماذا حدث فيها ولنترككم مع الشواهد:-
إنجيل متى
حينئذ جاء يسوع من الجليل إلى الأردن إلى يوحنا ليعتمد منه. 13 ولكن يوحنا منعه قائلا: أنا محتاج أن أعتمد منك وأنت تأتي إلي! 14فأجاب يسوع وقال له: اسمح الآن ، لأنه هكذا يليق بنا أن نكمل كل بر. حينئذ سمح له. 15 فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء ،وإذا السماوات قد انفتحت له ،فرأى روح الله نازلا مثل حمامة وآتيا عليه ،16 وصوت من السماوات قائلا: هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت.17 ( إنجيل متى 3 / 13 -17 )
إنجيل لوقا
ولما اعتمد جميع الشعب اعتمد يسوع أيضا. وإذ كان يصلي انفتحت السماء،21 ونزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة. وكان صوت من السماء قائلا: أنت ابني الحبيب ، بك سررت.22 ( إنجيل لوقا 3 /21-22 )
إنجيل مرقص
وفي تلك الأيام جاء يسوع من ناصرة الجليل واعتمد من يوحنا في الأردن. 9 وللوقت وهو صاعد من الماء رأى السماوات قد انشقت ، والروح مثل حمامة نازلا عليه. 10 وكان صوت من السماوات: أنت ابني الحبيب الذي به سررت.11 ( إنجيل مرقص 1 /9-11 )
إنجيل يوحنا
وشهد يوحنا قائلا: إني قد رأيت الروح نازلا مثل حمامة من السماء فاستقر عليه. 32 ( إنجيل يوحنا 1/ 32 )
لقد اتفق كتبة الأناجيل الأربعة على حدوث قصة التعميد وحدوث قصة نزول الروح القدس على يسوع إلا أن المدقق يرى اختلافا في أمر مهم ألا وهو الصوت الذي صدر من السماء .
لقد اتفق كلا من كاتب إنجيل متى ولوقا ومرقص على أن هناك صوتا قد جاء من السماء يقول ( ابني الحبيب الذي به سررت ) ويعتقدون بذلك أن هذا صوت الآب .
وخالفهم كاتب إنجيل يوحنا في هذه القضية فلم يذكر أن هناك صوتا قد صدر وأتى من السماء بل ووثق روايته بشاهد وهو يوحنا المعمدان حيث يقول .. (وشهد يوحنا قائلا: إني قد رأيت الروح نازلا مثل حمامة من السماء فاستقر عليه ) بينما لم يذكر لنا كتبة أناجيل متى ولوقا ومرقص أي شاهد على روايتهم التي ذكروها .
والمتأمل يعلم لماذا لم يذكر كاتب إنجيل يوحنا تلك الرواية وهي الصوت الذي صدر من السماء لأن يوحنا كان يعتقد أن الأب لا يستطيع أحد أن يسمع صوته حيث روى عن المسيح قوله الذي يقول فيه :-
( والآب نفسه الذي أرسلني يشهد لي. لم تسمعوا صوته قط، ولا أبصرتم هيئته، 37 ) إنجيل يوحنا 5/ 37
وبهذه الرواية التي أوردها لنا يوحنا تبطل الرواية التي ذكرها لنا كتبة أناجيل متى ومرقص ولوقا حيث أن الأب لا يستطيع أحد أن يسمع صوته .
فهل من النصارى من يستطيع تفسير هذا التناقض الواضح ؟
وبالله التوفيق .
تعليق