بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله , و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شيرك له , أم بعد.
إهداء خاص إلى البابا القادم
إن من التقليد المستقل في أذهان الأقباط أن الكنيسة القبطية أسسها القديس مرقص رسول المسيح و أنه أول باباتوتها , وهو أمر من الإستقرار في العقل القبطي لدرجة تجعله ليس محلا للتساؤل أصلا , فهو فخر الكنيسة فكما تقول المؤرخة القبطية إيريس حبيب المصري: » و مرقس – بالنسبة للمسيحيين في انحاء العالم – هو أحد الأربعة الذين كتبو الإنجيل . أما بالنسبة لنا معشر القبط فهو كاروز ديارنا المصرية و حامل بشرى الخلاص و مؤسس الكنيسة و البابا الأول للأسكندرية.» (قصة الكنيسة القبطية , الباب الأول , ص:20)
فمن أين أتى هذا التقليد و ما مدى مصداقيته ؟
يرجع هذا التقليد إلى رواية نقلها المؤرخ الكنسي يوسابيوس : «و يقولون أن مرقص هذا (كاتب الإنجيل) كان أول من أرسلو إلى مصر , و أنه بشر بالإنجيل الذي كتبه , و كان أول من أسس كنائس بالأسكندرية »
و من الواضح جدا أن ما نقله يوسابيوس كان بصيغة "يقولون" و بالنسبة لأي مؤرخ فإن هذه الصيغة تعني أنه غير متأكد مما ينقل و أن ما نقله هو كلام شائع ليس إلا و هو ما يؤكده المؤرخ بروس متزجر , قائلا أن نسبة الكنيسة السكندرية إلى مرقص هي : « بنائا على تقليد رواه يوسابيوس مستندا إلى شائعة , تقول أن مرقص الإنجيلي هو أول من أسس الكنائس بالأسكندرية»
و ربما الآن نتسائل لماذا تتمسك الكنيسة السكندرية بنسبتها إلى القديس مرقص و جعل هذا التقليد مستقرا في عقول أبنائها بدرجة تقارب اليقين , هو ما يجيبنا عنه المؤرخ إرنست رينان : « إن التقليد القائل بكرازة القديس مرقص في الأسكندرية هو أحد الإختراعات المتأخرة سعت الكنيسة الكبيرة من خلاله أن تعطي لنفسها صلة رسولية . فإن الملامح العامة لحياة مرقص معروفة و هي في روما و ليس الإسكندرية »
و أهمية نسبة الكنيسة إلى أحد الرسل ترجع إلى المنافسة بين الكنائس المختلفة في هذا الوقت التي سعت جميعها إلى الزعامة , فيقول لنا رينان في هذا الصدد أنه «حين زعمت كل الكنائس أساس رسولي لها , فإن الكنيسة السكندرية , التي كان لها بالفعل مكانة ملحوظة , أرادت أن تنسب لنفسها ألقابا تكريمية لم تكن تمتلكها »
و أقول ختاما أن « زمن قدوم المسيحية في مصر , و من أدخلها إليها , غير معروف على الإطلاق »
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
المراجع :
[1] NPN2 01 – By: Philip Schaff – Publisher: Hindrekson Publishers, Inc. USA, 1995 - Page: 116 (Hist. eed. II. xvi)
[2] THE EARLY VERSIONS OF THE NEW TESTAMENT Their Origin, Transmission, and Limitations – By: BRUCE M. METZGER – Publisher: Oxford University Press, New York, 1977 – Page: 99/100.
[3] The History Of The Origins of Christianity, Book V, The Gospels – By: Ernest Renan – Publisher: MATHIESON & COMPANY, London – Page: 82.
[4] The History Of The Origins of Christianity, Book V, The Gospels – By: Ernest Renan – Publisher: MATHIESON & COMPANY, London – Page: 82.
[5] THE EARLY VERSIONS OF THE NEW TESTAMENT Their Origin, Transmission, and Limitations – By: BRUCE M. METZGER – Publisher: Oxford University Press, New York, 1977 – Page: 99.
[6] THE EARLY VERSIONS OF THE NEW TESTAMENT Their Origin, Transmission, and Limitations – By: BRUCE M. METZGER – Publisher: Oxford University Press, New York, 1977 – Page: 100.
إهداء خاص إلى البابا القادم
إن من التقليد المستقل في أذهان الأقباط أن الكنيسة القبطية أسسها القديس مرقص رسول المسيح و أنه أول باباتوتها , وهو أمر من الإستقرار في العقل القبطي لدرجة تجعله ليس محلا للتساؤل أصلا , فهو فخر الكنيسة فكما تقول المؤرخة القبطية إيريس حبيب المصري: » و مرقس – بالنسبة للمسيحيين في انحاء العالم – هو أحد الأربعة الذين كتبو الإنجيل . أما بالنسبة لنا معشر القبط فهو كاروز ديارنا المصرية و حامل بشرى الخلاص و مؤسس الكنيسة و البابا الأول للأسكندرية.» (قصة الكنيسة القبطية , الباب الأول , ص:20)
فمن أين أتى هذا التقليد و ما مدى مصداقيته ؟
يرجع هذا التقليد إلى رواية نقلها المؤرخ الكنسي يوسابيوس : «و يقولون أن مرقص هذا (كاتب الإنجيل) كان أول من أرسلو إلى مصر , و أنه بشر بالإنجيل الذي كتبه , و كان أول من أسس كنائس بالأسكندرية »
«And they say that this Mark was the First that was sent to Egypt , and that he proclaimed the Gospel that he has written , and first established churches at Alexandria. » [1]
و من الواضح جدا أن ما نقله يوسابيوس كان بصيغة "يقولون" و بالنسبة لأي مؤرخ فإن هذه الصيغة تعني أنه غير متأكد مما ينقل و أن ما نقله هو كلام شائع ليس إلا و هو ما يؤكده المؤرخ بروس متزجر , قائلا أن نسبة الكنيسة السكندرية إلى مرقص هي : « بنائا على تقليد رواه يوسابيوس مستندا إلى شائعة , تقول أن مرقص الإنجيلي هو أول من أسس الكنائس بالأسكندرية»
«According to a tradition reported by Eusebius on the basis of hearsay, it was the Evangelist Mark who first established Christian churches in Alexandria. » [2]
و ربما الآن نتسائل لماذا تتمسك الكنيسة السكندرية بنسبتها إلى القديس مرقص و جعل هذا التقليد مستقرا في عقول أبنائها بدرجة تقارب اليقين , هو ما يجيبنا عنه المؤرخ إرنست رينان : « إن التقليد القائل بكرازة القديس مرقص في الأسكندرية هو أحد الإختراعات المتأخرة سعت الكنيسة الكبيرة من خلاله أن تعطي لنفسها صلة رسولية . فإن الملامح العامة لحياة مرقص معروفة و هي في روما و ليس الإسكندرية »
«The tradition of the preaching of St Mark at Alexandria is one of those tardy inventions by which the great Churches sought to give themselves an apostolic antiquity. The general outline of the life of St Mark is well known; it is in Rome and not in Alexandria that it must be sought. » [3]
و أهمية نسبة الكنيسة إلى أحد الرسل ترجع إلى المنافسة بين الكنائس المختلفة في هذا الوقت التي سعت جميعها إلى الزعامة , فيقول لنا رينان في هذا الصدد أنه «حين زعمت كل الكنائس أساس رسولي لها , فإن الكنيسة السكندرية , التي كان لها بالفعل مكانة ملحوظة , أرادت أن تنسب لنفسها ألقابا تكريمية لم تكن تمتلكها »
«When all the great Churches pretended to an Apostolic foundation, the Church of Alexandria, already very considerable, wished to supply titles of nobility which it did not possess. » [4]
و أقول ختاما أن « زمن قدوم المسيحية في مصر , و من أدخلها إليها , غير معروف على الإطلاق »
«When it was that Christianity was first introduced into Egypt, and by whom, is totally unknown. » [5]
و أن « معظم العلماء يعتبر التقليد بدور مرقص في تأسيس الكنيسة السكندرية هو أسطورة محضة » most scholars regard the tradition of Mark's part in establishing churches in Alexandria as pure legend. [6]
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
المراجع :
[1] NPN2 01 – By: Philip Schaff – Publisher: Hindrekson Publishers, Inc. USA, 1995 - Page: 116 (Hist. eed. II. xvi)
[2] THE EARLY VERSIONS OF THE NEW TESTAMENT Their Origin, Transmission, and Limitations – By: BRUCE M. METZGER – Publisher: Oxford University Press, New York, 1977 – Page: 99/100.
[3] The History Of The Origins of Christianity, Book V, The Gospels – By: Ernest Renan – Publisher: MATHIESON & COMPANY, London – Page: 82.
[4] The History Of The Origins of Christianity, Book V, The Gospels – By: Ernest Renan – Publisher: MATHIESON & COMPANY, London – Page: 82.
[5] THE EARLY VERSIONS OF THE NEW TESTAMENT Their Origin, Transmission, and Limitations – By: BRUCE M. METZGER – Publisher: Oxford University Press, New York, 1977 – Page: 99.
[6] THE EARLY VERSIONS OF THE NEW TESTAMENT Their Origin, Transmission, and Limitations – By: BRUCE M. METZGER – Publisher: Oxford University Press, New York, 1977 – Page: 100.
تعليق