هوية الأمة: إحدى مشكلات حماس ! الأستاذ / طلعت رميح

تقليص

عن الكاتب

تقليص

sara94 مسلم اكتشف المزيد حول sara94
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • sara94
    2- عضو مشارك
    • 9 سبت, 2011
    • 220
    • طالبة
    • مسلم

    هوية الأمة: إحدى مشكلات حماس ! الأستاذ / طلعت رميح

    هوية الأمة: إحدى مشكلات حماس ! الأستاذ / طلعت رميح


    المصدر / وكالة الأخبار الإسلامية نبأ " خاص "
    الأستاذ / طلعت رميح
    القاهرة في 03/09/2007

    "الأمة الإسلامية" أمر قرآنى، وأحد أسس الإسلام فى بناء وتوصيف مجتمع الرسالة. وفى حالة المقاومة الإسلامية فى الوضع الراهن، فإن فكرة الأمة الإسلامية هى قضية عملية أيضا، على مستويات التخطيط الإستراتيجي والفعل السياسى والتنفيذى.
    وفى الحالة الفلسطينية، ومع ظهور البديل الحضارى الإسلامي فى الصراع عليها، أصبحت القضية هى أن أرض فلسطين إسلامية، وأن ما يجرى من صراع حولها هو صراع ذو بعد دينى ضمن منظومة حضارية كاملة.
    أصبحت تلك هى القضية المحورية على المستوى العملى لا النظرى، وهنا أصبحت الأمة أحد المشكلات الإستراتيجية لحماس أو بالدقة الحركة الإسلامية فى فلسطين وفصيليها الرئيسيين الآن، حماس الجهاد، على صعيد العلاقات مع حركات المقاومة الأخرى أو على صعيد العلاقات مع النظم العربية ومن باب أولى مع الأسس القانونية والمفاهيمية المشكل على أساسها "النظام الدولى" وبشكل خاص في ظل الهيمنة الأمريكية والغربية عموما.
    لقد تمكنت الحركات الإسلامية فى فلسطين من إعادة الصراع إلى جوهره وأصله وأصوله، كما تمكنت من خلال تلك الرؤية من إعلاء قيمة الانسان فى الصراع – لا السلاح بالدرجة الاولى-لتمسكه بهويته الدينية ومقتضياتها ومترتباتها فى الصراع.
    وفى ذلك عاد الانسان العربى المسلم إلى مكانه ومكانته، كما هو صار المعطى الأساسى فى الصراع لا الأرض وفى الصراع على الأرض فى الآن ذاته.
    لكن المشكلة العملية هنا، باتت متصاعدة أيضا وعلى عدة مستويات. فالصراع على أساس فكرة الأمة والهوية الدينية جعل الخصم الدينى والحضارى فى الصراع أشد شراسة ومتعجل فى أمره لإنهاء القضية وفق إتفاقات ومواثيق يجرى توقيع الأطراف العربية الرسمية عليها، اذ هو كان دوما يحاول اخفاء "هوية" الصراع، والعمل على إبرازه على أنه صراع على أرض وخلاف حول حدود يجرى بسببها صراعات حربية ويمكن أن يجرى بشأنها حلول سياسية أساسها الإلتزام بالإتفاقات الدولية وأساسها الإعتراف بالكيان الصهيونى، وذلك لتقديره بأن ظهور الهوية الحقيقية للصراع كصراع على الدين والهوية الدينية يقدم نمطا للصراع يحقق الحشد الكامل للأمة الإسلامية فى الصراع وهو أمر يخشاه وجرى التعبير عنه فى عدة مناسبات، وكان أهمها ما ورد فى كتابات صهيونية تحدثت عن أن االيهود لا يمكن لهم مواجهة المليار ونصف مسلم.
    وكذا سبب التمسك بفكرة الأمة والهوية، ظهور التمايز الحقيقى مع نظم الحكم فى المنطقة أو مع الدول العربية والإسلامية عموما، إذ رأت النظم عموما أن فكرة الأمة يترتب عليها إنهاء الكيانات المختلقة، وكان الأشد خشية هو النظم المنغمسة فى صراع مع الإسلاميين داخل حدود سيادتها، إذ تلك رأت أن نموذج التحول الذى جرى فى فلسطين من ظهور الحركة الإسلامية المسلحة والمحاطة بدعم شعبى وجماهيرى كبير، هو أمر دافع ومؤثر بالايجاب على أوضاع الإسلاميين لديها باعتبار أن الحركات الإسلامية ذات رؤية واحدة حول الأمة الموحدة التى عنوان نجاحها هو إنهاء الحدود المصطنعة التى هى جوهر سيادة تلك الحكومات على أقاليمها، وهو ما أثار قلقها من إحتمالات تواصل الحركات الإسلامية داخل حدودها مع الحركات الأخرى وبشكل خاص مع الحركة الإسلامية الفلسطينية، وهو ما كان – بالإضافة لعوامل آخرى- دافعها لمنع الحركة الشعبية من التواصل بالدعم والتأييد مع الحركة الإسلامية فى فلسطين، وإلى درجة يمكن معها القول بأن بعض النظم باتت أشد رغبة فى رؤية الحركة الإسلامية فى فلسطين أضعف حتى لا تكون مثلا للنجاح والقوة تحتذى به الحركات الأخرى.
    كما وفق هذا الفهم لمسألة الأمة الإسلامية، كان طبيعيا أن تجرى حالة تمايز وصراع داخل فلسطين وبين حركات المقاومة ذاتها، وفق أنماط متعددة الأشكال، باعتبار أن هذا الفهم يمثل خطا للصراع على مستوى المفاهيم والإستراتيجيات والأهداف ووسائل العمل.. يختلف عن ما كان سائدا من قبل بصفة شاملة أو هو مختلف عن الأسس التى بنيت على أساسها الحركات القديمة والمسيطرة على الشارع الفلسطينى.
    وهو تمايز وصراع بدا بالتباين فى الرؤى والمفاهيم وظل يتطور حتى وصل إلى حالة الصراع الراهنة التى استخدم فيها السلاح.
    لقد كانت تلك العوامل هى ما جعلنا نرى فى الحلقتين السابقتين أن عملية تبلور البديل الحضارى الإسلامي فى فلسطين والأمة، هى مسألة جرت فى خضم الصراع أو كانت حالة صراعية مع النفس والخصم، وأنها عملية تطورية متطاولة جرت وفق أنماط متعددة فى مختلف الدول الإسلامية، وأنها هى المؤشر الحقيقى والجوهرى فى الحكم على صحة إتجاه تطور الصراع ومدى إقتراب الأمة من خوض صراعها على أسس صحيحة فى المفاهيم والإستراتيجيات والوسائل. ولذا لم يكن غريبا أن يضطر الخصم الحضارى الخارجى أن يعلن بوضوح حربه على الحركة الإسلامية فى العالم الإسلامي، وأن يقول الرئيس بوش تحديدا أن حربه تستهدف منع الإسلاميين من إعادة دولة الخلافة.

    الأمة والدولة

    كانت فلسطين هى الحالة الأعقد فى تطبيق المفهوم الغربى لنمط الدولة – الأمة، الذى زرعته وأخذته خطا عاما لاستراتيجيتها فى المنطقة، كل الدول الاستعمارية الغربية خلال الحقبة الإستعمارية ودون استثناء. قامت الفكرة الغربية على أن الاردنيين والمصريين والليبيين والجزائريين والسودانيين والباكستانيين. .الخ، كل منهم أمة مستقلة وقائمة بذاتها، مثلما فرنسا أمة وبريطانيا أمة والمانيا أمة. .الخ.
    وكان هذا المفهوم هو الأصل الذى على أساسه كانت سايكس بيكو فعلا تقسيميا حسب مصالح الدولتين الإستعماريتين الكبيرتين فى فترة الحرب العالمية الأولى، لمنطقة الشام بالدرجة الأولى أو الهلال الخصيب.
    كما كانت من قبل عمليات التقسيم الأخرى لكل الولايات الإسلامية التى اصبحت دولا على غرار الدول الغربية. وقد كان اللافت هنا هو أن التقسيم للولايات الإسلامية كان فى ذات الوقت رسما لخطوط الحدود بين الدول الاستعمارية وبعضها البعض، إذ كان هناك إحتلال يختلف من ولاية إسلامية إلى أخرى (كانت بريطانيا فى حاجة لجعل حدود مصر واضحة مع ليبيا التى تحتلها ايطاليا، كما كانت هى وفرنسا فى حاجة لرسم خطوط الحدود السورية والعراقية لإحتلال كل منهما للعراق وسوريا. .الخ ).
    وإذ نجحت الدول الإستعمارية فى مسعاها على صعيد تشكيل "دول" لكل "أمة" – حسب وصفها وتعريفها بل ووفق مصالح كل دولة استعمارية محتلة لتلك الدولة العربية والإسلامية فى مواجهة دولة محتلة أخرى لولاية إسمية اخرى- ثم صارت كل دولة- أمة، وفق هذا النمط، تحظى بوضع قانونى دولى محدد الحقوق والواجبات أو بالدقة الواجبات وما يترتب عليها من حقوق، من خلال الإنضمام للأمم المتحدة والإعتراف بحدود لها وأجواء ذات سيادة وجمارك ومعالم سيادتها الأخرى.
    لكن الدول الإستعمارية جميعا، جاءت عند فلسطين وخرجت عن كل هذا السياق دفعة واحدة، اذ هى جميعا لم تعتبر فلسطين، لا أمة ولا دولة (وفق نفس الفهم الذى على أساسه قسمت الأمة إلى دول واعتبرت كل مجموعة سكانية أو شعب امة قائمة بذاتها)، وإنما هى جميعا إعتبرتها أرض متنازع عليها بين اليهود والعرب – هكذا كان الوصف باعتبارها جزءًا من تركة الرجل المريض كما كانوا يطلقون على دولة الأمة الإسلامية تحت الخلافة – ومن بعد هم إعترفوا بأن اليهود أمة ودولة فى فلسطين، وتتدخل بشأنها الأمم المتحدة لحل النزاع على الأرض مع جيرانها.
    لم تصبح فلسطين دولة، كما صارت مسألة أنها أمة محل استنكار من نفس الذين اعتبروا لبنان والأردن وجيبوتى.. الخ ، وصار يجرى النظر لقضية الشعب الفلسطينى على أنها قضية انسانية (لاجئين).
    وهنا كانت الإشكالية معقدة فعليا، بما أوجد حالات معقدة من التعامل معها ومن أنماط الصراعات حولها. فدول المحيط العربى – وفق النظرية والخطة والتطبيق الغربى- كانت حدود رؤيتها وممارستها للصراع لا تزيد عن الحفاظ على وجودها أو ما سمى بالمصالح الوطنية لكل منها على حدة، وعن درء المخاطر القادمة لها من فلسطين المحتلة، إذ هى فى نهاية المطاف ووفق شرط تأسيسها دوليا كانت مطالبة بالإلتزام بحدودها هى لا بحدود الأمة وبمصالحها هى لا بمصالح الأمة (هذا فى أفضل الحالات إذ تحول الأمر بعد فترة إلى الحفاظ على مصالح الفئات أو الأسر الحاكمة).
    والحركة الشعبية الفلسطينية جاء ميلادها ضمن حالة إرتباك هى أيضا. فمن ناحية هى ليس لها دولة وهى لم تكن قادرة على العمل من فوق الأرض الفلسطينية، ومن ثم هى باتت تعمل من أجل إنشاء دولتها من داخل حدود الدول العربية الأخرى، بما وضع الدول الأخرى فى حالة تناقض مع الفعل الفلسطينى من خلال حدودها.
    ولذا كانت البداية فى النهوض الفلسطينى، فى صورة الحركة الوطنية الفلسطينية، هى على أساس "الوطنية" والأمة الفلسطينية والسعى لبناء دولتها كما هو الحال لدى غيرها من الولايات الإسلامية "السابقة" وكما هو الأساس فى بناء النظام الدولى.
    وبعدها وعبر المشوار الطويل وعبر ميلاد المكافىء والبديل الدينى والحضارى للصراع جرى الإنتقال من منهج فتح إلى منهج حماس والجهاد، ليس كحالة مؤقتة ولكن كصيرورة تاريخية ومنهجية للتطور الطبيعى والصحيح للصراع. فهل حلت المشكلة ؟



    الحركة الإسلامية.. والمشكلة

    فى تعاطى الحركة الإسلامية فى فلسطين مع فكرة الدولة الأمة، هى وجدت نفسها فى أساس فكرها ترى أن فلسطين جزء من أمة وليست أمة فى حد ذاتها، ومن ثم فهى اذ لا تملك دولة، فإنها وهى تسعى لكى تنال تلك الدولة – متأخرة فى ذلك عن لمجموعات السكانية الأخرى فى الأمة- فإن سعيها لا يقوم على ذات الفكرة التى على أساسها نشات الدول الاخرى (هى لا تمثل أمة فى ذاتها بل جزء من أمة).
    لكنها فى الوقت الذى ترفض فيه تقسيم الأمة إلى دول وحدود وجدت نفسها- وفق حالة خاصة أشد تعقيدا- مضطرة أن "تحترم" تلك الحدود خلال جهادها، رغم أنها على الصعيد العملى أيضا فى أمس الحاجة إلى أن تكون تلك الحدود مفتوحة بحكم أنها هى من أحدث التحول الإستراتيجي فى الصراع بنقله من الحدود الخارجية لفلسطين إلى داخل الأرض الفلسطينية أى أنها غلبت المصالح العملية وإتقاء شرور الدول على ممارسة فكرها مرحليا.
    وقد جاء إعلانها إحترام الحدود وفق رؤية تتحدث عن عدم التدخل فى الشئون السياسية للدول إستفادة من تجربة فتح التى تدخلت فى الشان الأردنى واللبنانى فكان ما كان.
    ووفقا لتلك الأوضاع وبعد تحرير غزة خاصة هى وجدت نفسها محاصرة بالحدود التى ترفضها، فى حالة مختلفة عن ما جرى مع حركة فتح التى كانت تعمل خلال رحلتها الأولى من خلال الحدود.
    كما هى وجدت الحدود تحاصرها عن بقية الحركات الإسلامية التى هى ضمن ذات الرؤية الدينية والفكرية والحضارية وفى القلب منها فكرة الأمة والصراع الحضارى.
    وهنا يبدو ان فكرة الأمة باتت إشكالية للحركة الإسلامية فى فلسطين بسبب تأخر الحركة الإسلامية فى الدول الأخرى مقارنة بالتقدم والتطور الذى أحرزته هى فى مواجهة العدو الصهيونى. وهو الأمر المعلق حاليا.

    http://www.paldf.net/forum/showthread.php?t=168760

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 4 يوم
ردود 0
9 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 4 يوم
ردود 0
7 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ أسبوع واحد
ردود 0
7 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 3 أسابيع
ردود 8
15 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 3 أسابيع
رد 1
9 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
يعمل...