أعرف عدوك ج1

تقليص

عن الكاتب

تقليص

ابنة ديدات مسلمة اكتشف المزيد حول ابنة ديدات
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ابنة ديدات
    2- عضو مشارك
    • 27 أغس, 2010
    • 117
    • مدرسة و كاتبة
    • مسلمة

    أعرف عدوك ج1

    بسم الله الرحمن الرحيم
    يقول الله تعالى في كتابه الصحيح الوحيد :
    {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }آل عمران139
    و اليوم نتعرض نحن المسلمين لهجمة شرسة من دعاة الردة الوثنية الذين يريدون أن يعيدوا المجد للأصنام الباطلة و الأوثان الزائفة التي لا تضر و لا تنفع و لا تسمع و لا تبصر .. نتعرض لهجمات ممن يسمون أنفسهم ( مبشرين ) و هم في الحقيقة ( منحسين ) وجوه النحس و الشؤم التي تطل علينا من شاشات الفضائيات و قنوات التنصير و مواقع السب و قلة الأدب النصرانية على الإنترنت الذين لا يتورعون عن سب أعز مقدساتنا و النيل من أعراضنا و تسفيهنا و الظهور بمظهر شعب الله المختار و أولاد الله الأحباء الذين يفهمون كل شيء و يشفقون على المسلمين الجهلاء من خداع القرآن و زيغ " محمد " و أصحابه !
    و نسمع نحن و نرد فتأتينا ردودهم مليئة بالسفالة و قلة الأدب و الوقاحة و البذاءة التي لا تأتي عادة إلا ممن ربتهم أمهاتهم في المواخير .. و ليس ذ لك غريباً عليهم فكيف تلوم من يسبك و يتبجح معك إذا كان يؤمن بإله مشوه يسب الناس بعورات أمهاتهم و يختار أنبيائه من الديوثين و الزناة و القتلة و المنافقين و محترفي الأكاذيب .. و يكفيهم فخراً إنهم أتباع كاهن الشيطان " بولس " الطرسوسي اللئيم الذي لم تري البشرية في مثل نفاقه و كذبه و تزويره المفضوح الذي لا يخفي إلا على أعين عمياء لا تري حتى في وضح النهار !
    ماذا تفعل إذا دق بابك مبشر ؟!
    قد يرتبك البعض لهذا السؤال و يتساءلون بدهشة :
    " و هل يمكن أن تصل بهم الوقاحة حد أن يدقوا أبوابنا و يقتحموا بيوتنا " ؟!
    و الرد : نعم يا أخي المسلم فهم لا تنقصهم الوقاحة و لا الغطرسة اللازمة لاقتحام بيوت الناس مقدمين لهم رسالة " يسوع " و كأنه برطمان طرشي .. و لكن ليس من اللازم أن يدقوا أبواب بيتك مباشرة فهم في الواقع يدقون أبواب بيوتنا جميعاً كل يوم و كل ساعة .. عن طريق قنواتهم المشبوهة و برامجهم الحرفية و مبشري الفضائيات الذين يشبهون القرود في طرقهم و لعبهم على كل الحبال كالحواة !
    و لكن ماذا تفعل أمامهم و كيف تحمي نفسك من غوايتهم .. أو لاً يجب أن تضع في حسبانك نقاط أساسية :
    أولاً : أنت بصفتك مسلم تعتبر الوحيد الذي يعبد الله الحقيقي على وجه الأرض .. فقد زالت كل رسالات التوحيد و ضاعت معالمها على أيدي محرفين بارعين و رسل الشيطان الذين نجحوا في تحويل آيات السماء إلى ترانيم الوثنية و الشرك .. و إن كان رسل الشيطان هؤلاء قد أخفقوا في تحويل رسالة الإسلام إلى وثنية و شرك و تعدد فقد أخذ المبشرين ؛ باعتبار العلاقة الوثيقة التي تربطهم بالشيطان على مدي العصور ؛ على عاتقهم صرف المسلمين عن دينهم و تحويلهم إلى الوثنية ليصبح الكل في الشرك سواء !
    ثانياً : إن هؤلاء المبشرين لا يريدون إخراجك من دينك فقط بل يريدون أن يهدموا الأساس الذي ترتكز عليه الأمة كلها ليتمكنوا من تحطيمها و قضم كبدها .. لذلك فهم يريدون تنصيرك لا لأن قلوبهم الطيبة تخشي عليك من دينونة جهنم ؛ التي تنتظرهم هم على أحر من الجمر ؛ و لكن لأنك لو خرجت من إسلامك يُسهل عليهم بعد ذلك استخدامك ككلب دعاية حقير و خادم بلا كرامة في مؤسساتهم التبشيرية التنصيرية الوسخة التي تفوح روائح فسادها إلى عنان السماء .. و بعد ذلك يُسهل إخراجك من بيتك و من أرضك و من وطنك لتكون ذيلاً تابعاً و ليلغوا في دمك و عرضك كيف شاءوا !
    ثالثاً : إن هؤلاء المبشرين ؛ و مهما بلغ علمهم و ثقافتهم و حسن منطقهم ؛ ما هم إلا حمير يحملون أسفاراً .. كما أنهم يعتمدون في محاوراتهم معك و مع غيرك على نوع من الفلسفة المريضة تسمي ( السفسطائية ) و هي ثقافة كانت سائدة في بلاد اليونان القديمة و تتلخص في استخدام المنطق المعكوس و المغالطات في الجدل لإقناع محدثهم بأن الأسود أبيض و أن الأحمر ليس إلا أزرق .. و على سبيل المثال فإن المبشر قد يرسم علامة الملائكية على وجهه السمج و يسبل عينيه و يقول لك أن الله عادل و رحيم و أن " يسوع " أبن الإله قد نزل من السماء و عاش بلا خطية و صلب ليكفر عن خطاينا نحن و يحمينا من عذاب الجحيم .. قد يبدو هذا الكلام لك لأول وهلة كلاماً جميلاً و لكنك ما إن تتمعن قليلاً حتى تكتشف أنه كلام متناقض يضرب بعضه بعضاً فكيف يكون الله عادل و رحيم و هو يأخذ ملايين البشر الذين عاشوا بين عصر " آدم " و بين عصر المسيح بما فيهم الرسل و الأنبياء ؛ بذنب لم يقترفوه هم بل أقترفه " آدم " ؟!
    و إذا كان الله عادل و رحيم فكيف يأتي بمن لا ذنب له ؛ و هو " يسوع " الذي بلا خطية ؛ و يعاقبه بذنب ليس ذنبه أصلاً ؟!
    و إذا كان الله عادل و رحيم فلماذا أمر " موسي " و " يشوع " بإبادة أمم أرض كنعان كلهم دون دعوة إلى عبادة الله و دون إنذار ؟!
    رابعاً : إذا اضطرتك الظروف للتحاور مع أحد المبشرين فأنتبه جيداً لما يقله و ركز كل حواسك معه و لا تدعه يمرر عليك كلمة أو مصطلح غير مفهوم .. و إذا قال في أثناء كلامه أي كلمة غير واضحة أو غير مفهومة أو لا تفهم لها معني فأستوقفه فوراً و لتصر على أن يشرح لك معني هذه الكلمة أو هذا المصطلح بعبارة مفهومة واضحة
    خامساً : إذا استخدم المبشر معك أي مقاطع من الكتاب المقدس فيجب أن تجعله يحدد لك رقم الصفحة الموجود فيها هذا المقطع و رقم المقطع نفسه بمنتهي الدقة و دون تسويف
    سادساً : إذا أدعي المبشر أن القرآن الكريم يؤيد الزعم بألوهية المسيح أو التثليث أو أن الكتاب المقدس صحيح و غير محرف أو أي أساسيات أخري من أساسيات المسيحية فلا تتهاون في طلب معرفة أرقام هذه الآيات التي تؤيد هذا الكلام و أسماء السور الموجودة فيها في المصحف الشريف و أطلب منه أن يقرأها بنفسه بصوت مسموع و أن يقدم لك كتب تفسير إسلامي تفسر هذه الآيات بطريقة تؤيد دعواه و أن يحدد لك أيضاً أسم التفسير و أرقام الصفحات الموجود فيها تفسير هذه الآيات و أن يقرأ لك نص التفسير بنفسه و بصوت مسموع !
    سابعاً : إذا أدعي المبشر أن الكتاب المقدس ليس به أخطاء أو تناقضات فأستعن بما نقدمه لك في هذه السلسة مما جمعناه من أبحاث كتب سادتنا من كبار العلماء المسلمين الذين هدي الله بهم المؤمنين و أفحم بهم الوثنيين المبشرين !
    ثامناً : ننصح كل مسلم بأن يقتني في بيته عدداً من الكتب الخاصة بكبار علمائنا و أولهم فضيلة العالم الجليل الأستاذ " أحمد ديدات " .. و أحلم بأن يقوم من يغار على دين الله و يساهم في حملة لجمع كتب " ديدات " القيمة و توزيعها على المسلمين بالمجان في بيوتهم و توزيعها أيضاً على المساجد و الجمعيات الأهلية و المدارس الأزهرية لتكون زاداً و حصناً للمسلمين أمام كلاب التبشير المسعورة .
    تاسعاً : سيستخدم المبشر عدة نقاط مهمة يريد إقناعك بها من أجل إيهامك بصحة عقيدته و إقناعك بالدخول فيها أو على الأقل لتشكيك في عقيدتك و هم لا يريدون أكثر من ذلك و لذلك فأنا أنصحك أن تبادره بالهجوم و لا تترك له فرصة للتحايل عليك و خداعك بوسائلهم القذرة العديدة التي علمها لهم الشيطان .. في هذه السطور سنحاول أن نلم بكل النقاط التي قد يحاول المبشر إقناعك بها و نعطيك المعلومات اللازمة التي تمكنك من صد هجوم المبشر بل و قلب المائدة فوق رأسه إن شاء الله .. و إليك سلسلة الأكاذيب التي يروج لها المبشرون ..
    الخطوة الأولي : أعرف عدوك
    (1) كل شيء عن المسيحية
    المسيحية هي الديانة الثانية في ترتيب الديانات الثلاث الباقية التي ترجع لأصول سماوية .. و أولاً يجب أن نعرف أن الفكرة التي تقول أن الديانات السماوية ثلاثة فقط هي فكرة مغلوطة و غير صحيحة بالمرة .. لأن الله ؛ عز و جل ؛ أرسل كما أخبرنا القرآن الكريم و كما علمنا رسول الله صلي الله عليه و سلم الكثير من الأنبياء و الرسل على مدي ملايين السنيين التي عاشتها البشرية و قد كان لكل رسول و نبي رسالة أو كتاب جديد ينزله الله عليه أو حتى شريعة جديدة كاملة و من المستحيل أنه لم يكن هناك دين سماوي كامل قبل نزول الشريعة اليهودية على موسي .. بل إن القرآن الكريم يشير صراحة إلى أن ملة ( أو ديانة ) إبراهيم عليه السلام هي الأصل و الأساس للرسالات الثلاث التي تلتها بعد ذلك بأزمان كثيرة .. لكن الديانات الثلاثة التي نعرفها ( اليهودية ثم المسيحية ثم الإسلام ) هي التي ظلت شرائعها و كتبها حية بعد أن اندثرت و تلاشت كل آثار الديانات السماوية التي سبقتها .. إذا فليس هناك ديانات سماوية ثلاث فقط منزلة من عند الله بل هناك ثلاث رسالات سماوية تبقت على ظهر الأرض من كل الرسالات السماوية التي جاءت من لدن الله تعالى .
    و اليهودية و هي أول الشرائع الثلاث الباقية نزولاً و أقدمها هي الشريعة التي نزلت على سيدنا " موسي " الكليم عليه السلام ، و الكليم لقب لُقب به " موسي " لأنه كلم الله عز وجل تكليماً ؛ كما أخبرنا القرآن ؛ على جبل سيناء .. و القوم الذين تنزلت فيهم الشريعة اليهودية هم ( بني إسرائيل ) ذرية سيدنا ( يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ) ؛ عليهم جميعاً السلام ؛ و قد جاءوا إلى مصر غالباً في عهد الملوك الرعاة ( الهكسوس ) بدعوة من سيدنا " يوسف " ؛ عليه السلام .. الذي نعرف من قصته أنه غُدر به في صباه من إخوته ( أبناء سيدنا " يعقوب " الآخرين ) و بيع عبداً في مصر و مر فيها بمحنة كبيرة على يد سيدة فاسقة من علية القوم و نجاه الله و أصبح كبيراً من كبار رجال ملك مصر حينئذ .. و في هذه الفترة حدث جوع في أرض كنعان ؛ التي كان يقيم فيها " يعقوب " عليه السلام و أهله ؛ و أدت الظروف إلى تعرف " يوسف " على إخوته و تعرفه عليه ، ثم إلى مجيء آل " يعقوب " ؛ و كانوا حوالي سبعين نفس كما تذكر التوراة ؛ للإقامة الدائمة في مصر .. و عندما أستعاد المصريون حكم بلادهم من يد الهكسوس المغتصبين اضطهدوا كل من كان يتعاون مع الهكسوس و يساندهم في مصر و أولهم ( بني إسرائيل ) الذين تعرضوا للعذاب و الهوان على يد فرعون مصري غير محدد بالضبط ، و إن كان كثيرون يعتقدوا أنه قد يكون " رمسيس " الثاني بالتحديد .. و في هذه الفترة ظهر سيدنا " موسي " عليه السلام و نجح بعد مشقة عظيمة و مخاطر هائلة في الخروج ببني إسرائيل من مصر .. و كان من المفروض أن يدخلوا أرض كنعان ( فلسطين ) و لكن جبنهم و نفاقهم جعلهم يخافون محاربة سكان أرض كنعان الذين تبالغ التوراة في وصفهم مبالغة غير مقبولة ، و لمعاقبتهم على كفرهم و عدم ثقتهم بالله و أيضاً عبادتهم عجل ذهبي صنعه لهم من يسميه القرآن ب( السامري ) حكم الله عليهم بالتيه في الأرض أربعين سنة .. أي أن يظلوا هائمين على وجوههم في برية سيناء أربعين سنة .. و في عهد نبي الله " يوشع بن نون " ؛ المذكور في القرآن في سورة الكهف بلقب ( فتي موسي ) ؛ دخل بني إسرائيل أرض كنعان و استعمروها و بدأت قصتهم الطويلة هناك .. و طوال الفترة التي أستوطن فيها بني إسرائيل أرض فلسطين تتابع إرسال الأنبياء إليهم من عند الله سبحانه و تعالى و هنا يجب أن نعرف نقطتين في غاية الأهمية :
    أولاً : إن كثرة الأنبياء الذين أرسلهم الله إلى بني إسرائيل ليست تشريفاً لهم و لا دليلاً على محبة الله لهم .. بل دليل على أن الداء و الكفر كانا متمكنين منهم إلى حد يحتاجون فيه إلى توالى الرسالات تماماً كما يحتاج المريض بمرض مزمن إلى توالى الأدوية ..
    ثانياً : إن من وعدهم الله بأرض كنعان ( فلسطين ) كانوا هم ( بني إسرائيل ) و ليس اليهود المعاصرين الذين لا تربطهم ببني إسرائيل أية روابط من أي نوع فيما عدا تشابه العقيدة ؛ و لا نقول وحدة العقيدة ؛ و الرقبة الصلبة و شدة العناد و الكفر ..
    أما المسيحية فهي ثانية الديانات السماوية الباقية .. جاء بها " عيسي بن مريم " ؛ عليه السلام ؛ و هو آخر نبي من أنبياء بني إسرائيل.. و يجب أن نعرف أن النبوة تداولها على مدي الزمان أمتان عظيمتان .. كانت النبوة ؛ بعد عصر " نوح " عليه السلام ؛ في البداية في أمة العرب الذين جاء منهم " هود " و " صالح " و " شعيب " عيهم السلام و هم أسبق من " إبراهيم " ومن ذريته من الأنبياء و من أنبياء بني إسرائيل كلهم .. ثم أعطي الله النبوة لبني إسرائيل و انقطعت عن أرض العرب .. ثم ؛ بعد عصر المسيح عليه السلام ؛ أعاد الله النبوة للعرب و أعطاها ل" محمد " صلي الله عليه و سلم آخر أنبياء العرب و آخر أنبياء العالم ..
    إذاً فالنبوة ليست حكراً على بني إسرائيل كما أنها ليست حكراً على العرب بل هي متداولة بينهما .. و لا يعني هذا أن كل الأنبياء كانوا من العرب أو بني إسرائيل
    فقط فالقرآن الكريم يشير إشارة واضحة إلى أن كل أمة كان لها نبي نذير
    {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ }فاطر24
    و هذا هو العدل الإلهي و عدالة القرآن الذي يسوى بين الناس جميعاً و ليس مثل الكتاب المقدس الذي يمثل كتاباً عنصرياً من الدرجة الأولي و يُظهر الله عز و جل و كأنه لا يعنيه من كل خلقه إلا المدللين بني إسرائيل
    فقط و لتذهب كل الأمم إلى الجحيم ..
    و المسيحية ؛ كما نؤمن نحن و كما يشير الكتاب المقدس نفسه ؛ لم تكن إلا رسالة من ضمن الرسائل العديدة التي أرسلها الله إلى بني إسرائيل ؛ بعد زمن " موسي " عليه السلام بأجيال ؛ و لم تكن المسيحية في الأصل ديانة مستقلة أو جديدة بل كانت تجديداً لدعوة موسي و شريعته و المسيح نفسه يذكر ذلك صراحة في الإنجيل و يطالب أتباعه بالخضوع لشريعة التوراة و تنفيذها كما أنزلها الله بل كان هو نفسه حريصاً على إظهار احترامه للشريعة الموسوية كما أنزلها الله تعالى و ليس كما حرفها الكتبة و الكهنة و أبعدوها عن مقاصدها الحقيقية .. و قد أنزل الله تعالى على سيدنا " عيسي " ؛ الذي نعرف إنه ولد ولادة معجزة بدون أن يكون له أب ؛ كتاباً يسمي ( الإنجيل ) أو ( البشري السارة ) كان يحوي هديً ونور كما يخبرنا القرآن الكريم و لكن أتباع المسيح ضيعوه كما ضيع أتباع " موسي " التوراة ..
    و لكن ما الذي حدث بالضبط ؟
    الذي حدث أنه كان هناك نبي عظيم أسمه " عيسي بن مريم " عليه السلام ولد بمعجزة إلهية بدون أب من أم طاهرة عذراء كانت منذورة للهيكل أسمها " مريم بنت عمران " و قد أعطاه الله المعجزات منذ صغره فتكلم في المهد و هو رضيع ليدفع عن أمه اتهامات اليهود الباطلة لها بالزنا .. و لما كبر أعطاه الله النبوة و أجري على يديه معجزات كثيرة مثل إحياء الموتى و شفاء العمى و العرج و المصابين بأمراض لا شفاء منها و كان يبكت اليهود على خطاياهم و يحاول إعادتهم إلى الطريق المستقيم و إلى الالتزام بشريعة " موسي " كما أنزلها الله عليه و ليس كما يحورونها و يحرفونها لخدمة مصالحهم و أهواءهم .. و الطبيعي أن يكون " المسيح " قد تعرض لمؤامرات من جانب اليهود لإيذائه و التخلص منه إذا أمكن .. و هذا ليس غريباً على اليهود ( قتلة الأنبياء ) و أشد الأمم الأرض فساداً و كفراً أبناء الشيطان الذي لا تجد من يدانيهم في قسوتهم و كفرهم على مر العصور ..و قد سبق لهم قتل عدد من الأنبياء أخرهم سيدنا " يحي بن سيدنا زكريا " ؛ عليهما
    السلام ؛ الذي قُتل في زمن المسيح و أثناء وجوده .. و جري الاتفاق مع واحد من تلاميذ " المسيح " الخائنين و كان أسمه كما يقول الإنجيل " يهوذا الإسخريوطي " على تسليم المسيح لهم مقابل مبالغ مالية أو ما شابه .. و إذ ذهب اليهود و برفقتهم جند الرومان ؛ الذين كانوا يحكمون فلسطين حينئذ ؛ للقبض على المسيح و إذ بمعجزة أخري هائلة يجريها الله على يدي نبيه الكريم و إذا ب" يهوذا " يلقي الله عليه شبه المسيح فيأخذه الجند على أنه هو المسيح ذاته و يفعلون به كل ما أعدوه للمسيح من عذاب و ينجو المسيح بفضل الله تعالى و يرفعه الله إليه و ينقذه من أيدي الكافرين ..
    و لكن المصيبة أن بعض تلاميذ المسيح كانوا غير موجودين ؛ إذ فروا عندما حضر الجند تاركين إياه بمفرده ؛ أثناء حدوث هذه المعجزة التي نجا المسيح بفضلها من الهلاك و لم يروا شيئاً .. و عندما تم صلب " يهوذا " على أنه المسيح وجد أولئك التلاميذ أنفسهم في ورطة حقيقية ..
    فأولاً : هم قد صاروا بلا حماية و يمكن أن يبطش بهم اليهود في أي لحظة
    ثانياً : ( و هذه نقطة في غاية الأهمية و أحب أن تنتبهوا إليها جيداً ) فإن صلب المسيح يجعلهم في غاية الحرج لأنه ببساطة معناه أنه نبي كاذب !!
    العهد القديم ( أو التوراة ) يحوي إشارات إلى أن النبي الذي يدعي النبوة و يدعي أنه يأتيه الوحي من السماء دون أن يكون صادقاً أو موحي إليه فعلاً يجب أن يموت أو يقتل بمعني أوضح .. وهنا قد يتبادر سؤال فإذا كان القتل دليل كذب النبي فإننا قلنا منذ قليل أن " يحي " عليه السلام قد قتل فهل هذا يعني أنه نبي كاذب ؟
    و الإجابة لا : لأن " يحي " ؛ كما يشير الإنجيل ؛ قتل في السجن و قُطع رأسه و لكن لم يشهر به و لم يصلب على رؤوس الأشهاد و يصير هزأ للناس .. أما الصلب فهو فضيحة و لعنة فالمصلوب ؛ أو المعلق على خشبة ملعون كما تقول التوراة ؛ و لو كان المسيح نبياً صادقاً ما سمح الله بتجريسه و تجريده من ملابسه أمام الجماهير الغفيرة و البصق عليه و جلده و إهانته و تعذيبه ..
    و هكذا وجد أتباع المسيح أنفسهم ليسوا فقط مهددين بالويل على يد اليهود بل وجدوا أنفسهم في أزمة نفسية رهيبة و لعل بعضهم قد راوده الشك في صدق نبوة " المسيح " و هذا ليس غريباً على تلاميذ المسيح الذين كانوا دائمي الشك و كان المسيح نفسه يقول لهم ( يا قليل الإيمان ) ( لو كان لكم إيمان ) ..
    و آثار هذه الأزمة النفسية نراها في الصراع الذي نشب بين التلاميذ بعد رفع المسيح و الذي تحدث عنه الإنجيل .. و يبدو أن المسيح حاول أن يوضح الأمر لتلاميذه و يفهمهم حقيقة أنه لم يصلب فظهر لهم بعد الصلب المزعوم و حاول إفهامهم و إقناعهم و لكن يبدو أن عقولهم ؛ أو عقول بعضهم على الأقل ؛ كانت أضعف من إيمانهم .. و لا شك أن بعض تلاميذ المسيح أدركوا الحقيقة و حاولوا نشرها و تعريف الناس بها و الدليل على ذلك وجود فرق مسيحية في القرنين الأول و الثاني للميلاد كانت تنكر صلب المسيح و تؤمن أن هناك شخصاً آخر قد صُلب بديلاً عنه .. و يبدو أن التلاميذ ظلوا في هذا الصراع فيما بينهم حتى قيض الله لهم شيطان من شياطين الإنس الذين سُلطوا على الأنبياء منذ القدم و هو المدعو " بولس " اللئيم الذي أحسن الدخول من الباب المغلق .. و " بولس " هذا كان يهودي متعصب يكره المسيح و رسالته كراهية عمياء وكم أساء لأتباع المسيح و تسبب في الأذى و العذاب لهم ..و يبدو أن فكره اليهودي الشيطاني هداه إلى أنه من الأفضل و الأنجح بدلاً من أن يحاول هدم بيت " المسيح " من الخارج أن يدخل البيت من بابه و يفجره من داخله .. فأدعي أنه آمن بالمسيح و ألف قصة سخيفة تحتاج لغباء مطلق لتصديقها و دخل وسط التلاميذ ؛ و إن كان الإنجيل نفسه يشهد بأن تلاميذ المسيح استقبلوه بحذر و كانوا متشككين في نواياه و نشب نزاع بينه و بينهم فيما بعد ؛ و دخل " بولس " من الباب المغلق و بلمسات أصابعه السحرية أخذ يحور قليلاً قليلاً في رسالة المسيح .. فبدأ بالشريعة التي كان المسيح حريصاً على تطبيقها فأدعي نسخها بشريعة المسيح و أقنع لأجيال اللاحقة
    بعدم جدوى الشريعة و عدم ضرورة الالتزام بها .. ثم خطا خطوة أبعد فأدعي إن الالتزام بالشريعة يساوي الكفر برسالة المسيح !
    و شيئاً فشيئاً حور " بولس " و غير و بدل في رسالة المسيح و أخذ من الأديان الوثنية المنتشرة حول بني إسرائيل في فلسطين و ما حولها ؛ و التي تأثر بها اليهود أنفسهم و انزلقوا لعبادتها أكثر من مرة ؛ و أخذ يلطخ ثوب " المسيح " النقي الأبيض حتى حول الرسالة إلى بلية و حول كلمات الله إلى ترانيم ( البعل ) و ( مثرا ) و ( كريشنا ) و حول المسيح من عبد لله و رسول كريم إلى أبن لله ؛ تعالى ؛ و أقنوم ثاني من أقانيم ثلاثة في الذات الإلهية ..و بدلاً من نفي فضيحة الصلب و كشف الحقيقة للناس أصبح الصلب فداء للبشرية من خطيئة " آدم " الذي كان جالساً في الجنة يأكل التفاح بينما " المسيح " على الأرض يُهان و يعذب و يصلب ليكفر عن خطيئته !
    ف" بولس " في الحقيقة ليس إلا نموذج حديث من ( السامري ) فكما أضل الأخير ( بني إسرائيل ) و أستغل غياب نبي الله " موسي " و جعلهم يعبدون العجل كذلك فعل " بولس " الذي أستغل ضعف تلاميذ المسيح و تشتتهم و عدم قدرتهم على مجاراة داهية مثله في دعواه الباطلة و إيقافه عند حده و ملأ بالتراب نبع الماء الصافي و جعله عكراً طيناً .
    أسئلة و أجوبة عن المسيحية

    س1 : من هو مؤسس الديانة المسيحية ؟
    مؤسس المسيحية الأصلي هو سيدنا " المسيح عيسي بن مريم " عليه السلام أو " يسوع " كما هو في الأصل العبري للاسم .. و لكن المسيحية الحالية لا علاقة لها بسيدنا " المسيح " و لكنها صنعة يد " بولس " .. لذلك نقول أن مؤسس المسيحية كما هي الآن هو " بولس " و ليس " المسيح .

    س2 : من هو " بولس " ؟
    ولد " بولس " يهودياً و أسمه الأصلي " شاول " في ( طرسوس ) من أعمال كيلكيا و هاجر إلى القدس حيث عمل مخبراً لدي كبير الكهنة الذي كان خادماً للرومان .. و سيرة " بولس " تقول أنه كان يعادي أتباع " المسيح " ؛ عليه السلام ؛ عداءً شديداً و يقوم بمطاردتهم و الوشاية بهم للسلطات الرومانية و تعذيبهم و سجنهم و قتلهم إذا أمكن .. و يبدو أنه أدرك بدهائه أن كل ما يفعله لتحطيم دعوة المسيح و وأدها لن يجدي فعمد إلى الحيلة و أدعي أن المسيح ظهر له أثناء رحلة له إلى مدينة ( دمشق ) على الطريق و لمسه و زجره على اضطهاده لأتباعه و ظلمه لهم .. فتأثر المسكين و ظل ثلاثة أيام يا عيني لا يبصر و لا يأكل أو يشرب .. ثم دخل وسط زمرة تلاميذ المسيح و بدأ خطوة خطوة في تحريف رسالة المسيح و تحويرها على هواه ليحقق الانتقام الذي أراده و لكن بوسيلة شيطانية لا يصل إليها إلا الراسخون في الدهاء و الكذب .
    س3 : يزعم النصارى أن مولد المسيح من دون أب دليل على ألوهيته .. كيف نجيب على هذا الكلام ؟
    س3 : أول شيء نجيب به على هذا الادعاء أن نسأل محدثنا هل تؤمن بالله ؟
    فإذا أجابك بنعم ( أؤمن بالله ) فأسأله ( ما هو تصورك لله ؟ هل قدرة الله محدودة أو غير محدودة ؟ )
    فإذا أجابك ( إن قدرة الله غير محدودة ) .. فأسأله ( هل يعجز الله أن يخلق مخلوقاً على أي شكل أو بطريقة مخالفة لباقي المخلوقات ؟ ) فإذا أجابك بقوله ( لا إن قدرة الله ليس لها حدود ) .. فأسأله ( هل المسيح هو أول مخلوق يأتي إلى الوجود بدون أب ؟! ) .. فإذا أجابك بثقة ( نعم ! " المسيح " الرب هو أول و آخر من ولد بدون أب ! ) .. عندئذ فلتجبه ( لا يا بني إنك للأسف لا تعرف شيئاً حتى عن كتابك الذي تؤمن به .. فالمسيح و تبعاً للكتاب المقدس هو الرابع في سلسلة من أتوا إلى العالم بطريقة إعجازية : و أولهم " آدم " بدون أم و لا أب .. و ثانيهم " حواء " بدون أم .. و ثالثهم " ملكي صادق " بدون أم و لا أب .. و إذا نظرت ستجد أن ثلاثتهم يفوقون " المسيح " إعجازاً في خلقهم .. فهل إعجاز الله في خلق المسيح دليل ألوهية المسيح ؟! أم دليل عظمة الله و عدم تناهي قدرته .. إن مولد المسيح المعجز إذا كان دليل على ألوهيته فهو دليل على ألوهية الثلاثة السابقين أيضاً !

    يتبع ...

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 4 ساعات
ردود 0
4 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 5 ساعات
ردود 3
8 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 5 ساعات
ردود 0
5 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ أسبوع واحد
رد 1
10 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ أسبوع واحد
ردود 0
5 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
يعمل...