الأدلة الدامغة أن اله النصارى مخلوق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
من المسلمات التى يؤمن بها النصارى أن الههم ( يسوع المسيح ) هو مولود غير مخلوق , فكما قال اثناسيوس الرسول واضع قانون الايمان( نؤمن برب واحد يسوع المسيح, إبن الله الوحيد, المولود من الآب قبل كل الدهور, نور من نور, إله حق من إله حق,مولود غير مخلوق( ........وبالطبع من السهل علينا ان نعرف لماذا قصد اثناسيوس الرسول واضع قانون الايمان ومقرره ان يميز بين كون الاله مولودا أو مخلوقا ....... ذلك ان الاكتفاء بذكر ميلاد الاله يعد حقيقة لا سبيل لانكارها, فأما من جهة الجسد فالمسيح مولود من مريم العذراء , واما من جهة اللاهوت ....فالنصارى يستدلون على ميلاد المسيح من ابيه ( الاب ) لاهوتيا بما ورد فى مزمور 2/7 (انت ابنى انا اليوم ولدتك ) ......وعلى زعمهم فهذا يدل على اثبات لاهوت الابن المستمد من لاهوت الاب.
هذا من جهة اثبات ان الابن مولود على حد زعمهم .......... ولكن لماذا يحارب النصارى فكرة ان الاله مخلوق ؟
لا شك ان السبب الرئيس فى مكافحة هذه الفكرة ( أن الاله مخلوق ) هى انها تقتضى عدم ازلية الاله .....وبالطبع لا يكون الها من لا يكون ازليا ...... ولو كان يسوع مخلوقا لم يستوجب الالوهية لانه ليس ازلى قديم قبل المكان وقبل الزمان .
كان هذا هو منبع الفكرة التى من اجلها وضع قانون الايمان ......ان الاله الابن ( يسوع ) ليس مخلوق ........بل هو مولود ....... وميلاده من جهة الاب يدل على لاهوته .
ولكن دعونا يا اخوه ننسف وبالادلة من الكتاب المقدس ومن اقوال الاباء والمفسرين هذا الوهم الحالك الذى صار يتخبط فيه النصارى بلا تثبت او يقين ........ هل الهكم ليس مخلوق ؟
الدليل الاول :
ــــــــــــــــــــــــــ
جاء فى سفر اشعياء 45/ 8
(اُقْطُرِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ مِنْ فَوْقُ، وَلْيُنْزِلُ الْجَوُّ بِرًّا. لِتَنْفَتِحِ الأَرْضُ فَيُثْمِرَالْخَلاَصُ، وَلْتُنْبِتْ بِرًّا مَعًا. أَنَا الرَّبَّ قَدْ خَلَقْتُهُ. )
هل قراتم النص جيدا إخوانى ؟ ............. هل لاحظتم نهاية النص ( أنا الرب قد خلقته )......... دعونا اذن نذهب فى رحلة ممتعة مع اقوال المفسرين لهذا النص لنرى عمن تتكلم هذه النبؤة ........ انها تتكلم عن المسيح .......:
أ- تفسير تاردس يعقوب ملطى :
أمام هذا الوضع رفع إشعياء قلبه نحو الله ليقدم صلاةليتورجية فيها يعلن أن ما يحدث خلال كورش هو رمز لما يتحقق بواسطة السيد المسيح. وكأنه يطلب من اليهود كما من الأمم أن يتحوَّلوا عن تذمرهم إلى خبرة الخلاص المجاني المقدم للكل. هذا ما دفع إشعياء إلى التحول في الحديث من كورش إلى المسيح برُّنا وخلاصنا، إذ يقول:"أُقطُري أيتها السموات من فوق، وليُنزِل الجوُّ بِرًّا. لتنفتح الأرض فيُثمر الخلاصُ، ولتُنبت بِّرًا معًا، أنا الربَّ قد خلقتُهُ" [8].وكأنه يردد ما جاء في سفر المزامير:"لأن خلاصه قريب من خائفيه، ليسكن المجد أرضنا. الرحمة والحق التقيا. البر والسلام تلاثما. الحق من الأرض ينبت والبر من السماء يطلع الخ..." (مز 85: 9-13)؛ "الأرض أعطت غلتها، يباركنا الله إلهنا" (مز 67: 6)؛ "تحمل الجبال سلامًا للشعب والآكام بالبر" (مز 72: 3)...
كأن النبي يردد أن الخلاص يتم لا بسبب كورش وإنما خلال خلاص السيد المسيح وبره... فيه يتحقق سلامنا خلال تلاقي الرحمة مع الحق، أو الرحمة مع العدل الإلهي، إذ على الصليب دفع الثمن كاملاً خلال بره اللانهائي.
يرى القديس أغسطينوس[481] أنه في المسيح تلاقى اليهود مع الأمم خلال تلاقي الحق مع الرحمة؛ فاليهود عرفوا الحق خلال الشريعة والنبوات، وقَبِل الأمم الرحمة بعد أن تركوا عبادتهم الوثنية، وتلاقى هؤلاء مع أولئك كشعب واحد بار ومقدس للرب.
في السيد المسيح تلاقت السموات مع الأرض، إذ هو ابن الله السماوي صار ابنًا للبشر، وُلد كبَشري على أرضنا... لهذا يقول النبي: "أُقطري أيتها السموات من فوق، وليْنزل الجو بّرًا" [8]، وكأنه يقول: "طأطأ السموات ونزل" (مز 18: 9)، نزل البار القدوس كما من سمواته ليحقق خلاصنا. أما قوله: "لتنفتحِ الأرضُ فيُثمرَ الخلاصُ ولتُنبت برًا معًا" [8] فيعني: "الحق من الأرض ينبت" (مز 85 ) .
لقد اثبت تادرس ملطى فى تفسيره لنبوة اشعياء انها تتكلم عن المسيح ........ والمسيح فى هذه النبوة مذكور ان الاله قد خلقه( أنا الرب قد خلقته )اشعياء 45/ 8
اذن الهكم الذى تعبدونه ايها النصارى مخلوق باعتراف المفسر تادرس ملطى الذى اقر بان هذه النبؤة تتحدث عن المسيح ...........فهل لازلتم يا نصارى تعتقدون ان الهكم مولودا فقط ام تراه مثلنا مولود ومخلوق ......ولا ميزة له عن باقى البشر فى اصل وجوده ؟
ب- تفسير انطونيوس فكرى :
لقد أكد انطونيوس فكرى هو الاخر ان نبوة اشعياء 45/ 8 تتحدث عن المسيح فقال(هنا إشعياء ينتقل بالوحي لخلاص المسيح بدلاً من خلاص كورش الزمني. هنا نرى البر الذي لن يكون سوى بذبيحة المسيح. أقطري = أي أن البر سيأتي من السماء كما ياتى المطر من السماء. ونلاحظ أن الأرض هي الأخرى تنبت براً = والأرض لن تنبت إلا بنزول المطر. ( انتهى ) .
الم تلاحظوا معى شيء اخوانى ......... النبؤة تقول (اُقْطُرِيأَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ مِنْ فَوْقُ، وَلْيُنْزِلُ الْجَوُّ بِرًّا. لِتَنْفَتِحِ الأَرْضُ فَيُثْمِرَالْخَلاَصُ، وَلْتُنْبِتْ بِرًّا مَعًا. أَنَا الرَّبَّ قَدْ خَلَقْتُهُ. )
ومع ذلك حينما نرى المفسرين تادرس ملطى وانطونيوس فكرى يفسرانها .......فإنهما ومع إقرارهما ان هذه النبؤة تخص السيد المسيح ...إلا انهما لم يتعرضا لتفسير الجزء الاخير منها ( انا الرب قد خلقته ) واكتفيا بإثبات ان النبوة تتحدث عن خلاص المسيح للبشر ..... ولكن لماذا يا ترى امتنع كلا المفسرين المبجلين عن استكمال تفسير باقى النبؤة ( انا الرب قد خلقته ) ؟ ........فهلا وضح لنا المفسرين عمن يتحدث هذا النص ( انا الرب قد خلقته ) مع العلم انهما اثبتا ان النبؤة بكاملها عن المسيح ؟
طبعا الموضوع لا يحتاج الى مزيد من الشرح والكلام .......فكل لبيب بالاشارة يفهم .
الدليل الثانى :
ـــــــــــــــــــــ
جاء فى سفر الامثال نبؤة عن السيد المسيح تقول (اَلرَّبُّ قَنَانِي أَوَّلَ طَرِيقِهِ، مِنْ قَبْلِ أَعْمَالِهِ، مُنْذُ الْقِدَمِ. ) امثال 8/22
فما معنى كلمة قنانى يا جهابذة الكتاب المقدس وكيف فسرت ؟
دعونا نترك الكلام للقمص تادرس يعقوب ملطى كى يجيبنا عن هذا التساؤل :
ركز الأريوسيون على العبارة "الرب قناني أول طريقه من قبل أعماله منذ القدم" [22]. ليدَّعوا أن السيد المسيح وإن كان سابقًا لكل الخليقة لكنه في نظرهم "أول الخليقة"، الذي خلقه الآب دون غيره، وقام هو بعمل الخلقة. اعتمدوا في ذلك على كلمة "قناني" ويترجمونها "خلقني". لذلك اهتم آباء الكنيسة، وعلى رأسهم البابا أثناسيوس الرسولي بتفسير هذه العبارة وربطها ببقية الفقرة كلها [22-31]. وسأحاول تقديم فكر الآباء في شيء من الإيجاز في ملحق خاص بهذا الأصحاح.
يُلاحظ في هذه الآية الآتي:
أولاً: إن كان بعض الآباء مثل القديس غريغوريوس أسقف نيصص يؤكد أن الكلمة العبرية لا تعني "خلقني" بل "اقتناني possessed Me " إلا أن البعض مثل البابا أثناسيوس الرسولي لم يمتنع عن استخدام الكلمة اليونانية وهي تعني "خلقني"، إلا أنه يؤكد أنها ليست ذات الكلمة التي استخدمت في خلقة العالم.
ثانيًا: إن سفر الأمثال سفر رمزي، فلا نلتقط كلمة منه ونفصلها عن الكتاب المقدس لنفسرها لاهوتيًا.
ثالثًا: إن كلمة "خلقني" لا تربكنا، فإن حكمة الله، الأقنوم الثاني قد صار كلمة، إذ أخذ جسدًا مخلوقًا… وقد صار بالحقيقة إنسانًا وعبدًا دون أن يتغير إذ لايزال إلهًا مباركًا إلي الأبد
رابعًا: لا يمكن أن يكون هذا التعبير "خلقني" خاص بجوهر أقنوم الحكمة، لأنه في نفس العبارة قيل: "من أجل أعماله"، فإن كان هذا الأقنوم قد خُلق لأجل البشرية، فتكون البشرية أفضل وأهم منه. أما بكون الخلق هنا يعني التجسد وخطة الخلاص، فالمعني يختلف تمامًا إذ يكون الخلق من أجل الحب الإلهي الفائق نحو البشر.
هل رأيتم يا اخوة ........نحن لا نتجنى عليهم .......لقد اقر واعترف تادرس ملطى بأن الهه مخلوق , واخذ جسدا مخلوقا .......وهذا ينافى الايمان المسيحى وينافى قانون الايمان الذى وضح ان الاله مولود غير مخلوق ........وعبثا حاول القمص ان يقدم تفسيرات لهذا النص الذى يبدو انه احرجه كثيرا ....فجاءت تفسيراته ضعيفة وهذيله تدينه ولا تخلصه .
اجمل ما فى الموضوع ان القمص تادرس ملطى قال (: إن سفر الأمثال سفر رمزي، فلا نلتقط كلمة منه ونفصلها عن الكتاب المقدس لنفسرها لاهوتيًا ) .
اذن على هذا التأسيس الذى قرره تادرس ملطى نقول .أن كل نصوص الكتاب المقدس التى تحدثت عن لاهوت المسيح بورة رمزية هى نصوص مردوده لا يعتد بها ولا قيمة لمكانتها ......ومن هذه النصوص الرمزية :
سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 22: 13
أَنَا الأَلِفُ وَالْيَاءُ،الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ، الأَوَّلُ وَالآخِرُ.
لأن هذا النص أول ما تكلم عن الرب تكلم عنه بصورة رمزية انه هو الخروف :
وَأَرَانِي نَهْرًا صَافِيًا مِنْ مَاءِ حَيَاةٍ لاَمِعًا كَبَلُّورٍ، خَارِجًا مِنْ عَرْشِ اللهِ وَالْخَرُوفِ. رؤية 22/1
ومن النصوص الرمزية التى يؤمن بها النصارى على انها دليل على لاهوت المسيح ايضا قوله ( ثُمَّ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا قَائِلاً:« أَنَاهُوَ نُورُ الْعَالَمِ .مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ ) يوحنا 8/ 12
فالمسيح فى الواقع لم يكن نور يضيء العالم .....بل كانت الظلمة تأتى على المسيح وكذلك اليل دون ان يرى فيهما اى نور .....والدليل:
(هذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَ قَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ، نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللهِ مُعَلِّمًا،لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللهُ مَعَهُ) يوحنا 3/2
فهل لا يزال يعتبر النصارى مثل هذه النصوص الرمزية دليل على لاهوت المسيح ؟........... اعتقد ان القمص تادرس ملطى وضع القاعدة التى تقول (: إن سفر الأمثال سفر رمزي، فلا نلتقط كلمة منه ونفصلها عن الكتاب المقدس لنفسرها لاهوتيًا ).
اذن اللاهوت لا يفسر بالرمز .........ولولا ان موضوعونا اليوم ليس عن رمزية الاشارات الانجيلية للاهوت المسيح ...لتوسعت فى الاسهاب والشرح عن هذا الاصل الذى قرره القمص تادرس يعقوب ملطى .
ومن الاشياء التى لا ينبغى ان نغفل عنها فيما قاله القمص تادرس يعقوب ملطى فى دفاعه عن نص سفر الامثال ( الرب قنانى ) ما قاله القمص :
سادسًا: في نفس الفقرة تحدث سليمان الحكيم عنه: "كنت عنده صانعًا (مدبرُا)" …فكيف يكون الصانع أو الخالق وفي نفس الوقت هو صنعة أو خليقة؟ هل يخلق نفسه؟ خاصة وقد قيل عنه: "به كان كل شيء، وبغيره لم يكن شيء مما كان" (يو3:1).انتهى
ونحن بدورنا نقول : اليس من الاجدر بنا نحن المسلمون ايها القمص ان نسألك هذا السؤال ؟
فكيف يقول قانون الايمان ان ( الآب هو, ضابط الكل, خالق السماء و الأرض, ما يرى و ما لا يرى ) ومع ذلك نرى يسوع ( المخلوق ) ايضا صانعا ( خالقا )...........
الا يعتبر هذا تناقضا بين النص الوارد فى سفر الامثال وبين قانون الايمان؟
الا يعتبر ذلك ايضا خلطا بين الاقانيم وعدم تمييز بعضها عن بعض فى خصوصية العمل؟
فأقنوم الاب هو المسؤل عن الخلق ....واقنوم الابن مسؤل عن الفداء والخلاص ....فكيف يتم الخلط فى العمل بين الاقانيم بهذه الصورة التى لا تميز كل اقنوم عن الاخر .........الا يعتبر ذلك وقوعا فى هرطقة سابيليوس التى تعتقد ان االاب نفسه هو من فدى البشرية على الصليب فى صورة يسوع المسيح ؟
عجبت لأمركم ايها النصارى .........انتم تقعون فى الهرطقات وتزل اقدامكم فى التجديفات بدعوى الدفاع عن يسوع ........فما ادعى الانسان ان يشفق لحالكم البئيس.
الدليل الثالث:
ــــــــــــــــــــــــــــ
جاء فى انجيل متى حين تحدث عن الصلب المزعوم للسيد المسيح عليه السلام .......ان السيد المسيح وجه صرخة عتاب ولوم لله الاب ( حاشا لله ) قائلا له ( إيلى إيلى لما شبقتنى ....اى الهى الهى لماذا تركتنى ) متى 27/46
ونحن نندهش كيف يثور يسوع على الاب وعلى حكم الصلب .....مع انه من المفترض ان قدومه ما كان إلا لكى تتم خطة الفداء والخلاص ........فكما ورد فى انجيل مرقص (لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ أَيْضًا لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ وَ لِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ ) مرقص 10 /45
وحقيقة ان ثورة يسوع على هذا الصلب تدلعلى تغلغل الصفات البشرية الموجوده داخله وتعمقها داخل ذاته والدليل انه قال عن نفسه انه ( ابن انسان ) لذلك ليس عجيبا ان نرى تادرس ملطى يحاول عبثا ان يفسر ثورة يسوع وحمو غضبه وقت الصلب وعتابه للاب فقال (إنه كممثّل للبشريّة التي سقطت تحت سلطان الظلمة يصرخ في أنين من ثقلها كمن هو في حالة ترك، قائلاً: "إلهي إلهي لماذا تركتني؟" فإذ أحنَى السيِّد رأسه ليحمل خطايا البشريّة كلها صار كمن قد حجب الآب وجهه عنه ) .
أما انطونيوس فكرى فقد زاد الطين بله بتفسيره و حاول الهروب من حقيقة عتاب المسيح للاب وقال انها فوق ادراكنا البشرى (إحتجاب وجه الآب عن الإبن كحامل خطايا العالم، وهذه يصعب فهمها على مستوانا البشرى، كيف حدث هذا لن نفهم ولكن كان هذا سبباً لألام المسيح غير المحتملة ).........وكما قال الانبا بيشوى ان صراخ المسيح معناه (لماذا تركتنى أيها الآب في هذا العذاب الجسدي، أو لماذا تركتني لأشرب كأس الموت كحامل لعقوبة خطية الإنسان؟ )........... راجع موقع الانبا تكلا
اذن المسيح وقت الصلب تمرد على الخطة المرسومة له وثار على الاب , والاب حجب وجهه عنه .....فماذا نستفيد من ذلك فى اثبات ان يسوع مخلوق؟
نستفيد من ذلك ان عمق الصفات البشرية عند يسوع وتغلغلها جعلاه ينسي الخطة الالهية لفداء البشر وخلاصهم .....وهذا التمرد يثبت ان يسوع لم يكن فى اى وقت الها بل انسانا عاديا يثور ويتمرد على حكم الاله مثله مثل اى انسان عاصى .... وقد عبر بولس بإستنكار واحتقار على ان الجبلة المصنوعه ( المخلوق ) قد تتمرد على حكم جابلها ( الخالق / الصانع ) :
بَلْ مَنْ أَنْتَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ الَّذِي تُجَاوِبُ اللهَ؟أَلَعَلَّ الْجِبْلَةَ تَقُولُ لِجَابِلِهَا: «لِمَاذَا صَنَعْتَنِي هكَذَا؟....رومية 9/20 .........ويسوع كان يصرخ على الصليب ويقول : لماذا تركتنى
وهى تؤكد ما قاله الانبا بيشوى على ان يسوع قصد هو (لماذا تركتنى أيها الآب في هذا العذاب الجسدي، أو لماذا تركتني لأشرب كأس الموت كحامل لعقوبة خطية الإنسان؟ )
فهل نريد دليلا قويا بعد ذلك ان بسبب كون يسوع مخلوق ....تمرد على خطة الاله التى رسمها للبشر .........؟ نترك الاجابة للنصارى العقلاء كى يجيبوننا على هذا التساؤل.
الدليل الرابع :
ــــــــــــــــــــــــــ
جاء فى سفر يشوع بن سيراخ ما يثبت ان يسوع الكلمة هو بكر كل خليقة (اني خرجت من فم العلي بكرا قبل كل خليقة ) يشوع بن سيراخ 24/5
وقد تكررت نفس العبارة فى رسالة بولس الى اهل كولوسي , حينما كان يتكلم عن السيد المسيح بأنه (الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ،بِكْرُكُلِّ خَلِيقَةٍ. ) كولوسي 1/15
فما معنى هذا ........... لا شك يمثل هذين النصين تصريحا صريحا بأن المسيح مخلوق, وما اطرف ما قام به انطونيوس فكرى وهو يحاول الدفاع عن مفهوم هذا النص بأنه ليس معناه ان يسوع مخلوق .فقال (أى لأنه هو الخالق فهو بكر كل خليقة).......ما هذا الهرج ايها القس ...... كيف يكون معنى بكر الخليقه انه هو الخالق......هل سمعتم اخوانى عن مثل هذه السخافات والترهات من قبل........
واذا كان معنى بكر الخليقه انه هو الخالق فلماذا صرح الانبا بيشوى بوجوب تغيير ترجمة هذا النص لانه فى رأيه انها ترجمة خاطئه ؟
بل والاغرب من ذلك ان انطونيوس فكرى قال (كلمة بكر فى اليونانية تشير لمعنى المولود الأول، فالمسيح أو الإبن هومولود من الآب وليس مخلوق )
ما اغرب هذا التناقض يا سعادة القس.
النص يقول بانه بكر الخليقه وانت تقول انه ليس مخلوق بل مولود ...... جعلت من قانون الايمان انجيل لك ورفضت النص الصريح الوارد فى الانجيل ......كم ارثى لحالكم ايها النصارى .
نلاحظ ايضا ان نص كولوسي يقول ( الذى هو صورة الله غير المنظور بكر كل خليقة ) ......... اثبت ان يسوع هو صورة الله
فماذا يخبرنا الكتاب المقدس عن من هو على صورة الله ؟
الكتاب المقدس يؤكد ان من هو على صورة الله ( الانسان ) يعتبر مخلوق من مخلوقات الله ......واليكم الدليل :
فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ......تكوين 1/27
وبمقتضى النص السابق ......فكل من هو على صورة الله فهو مخلوق .......ويسوع هو صورة الله ......كما قال بولس فى رسالته الى كولوسي ( صورة الله غير المنظور) ......فهل نحتاج الى اثبات بعد ذلك لتأكيد ان يسوع مخلوق من مخلوقات الله ؟
العجيب ايضا ان سفر الرؤيا قد أكد ان يسوع بحق هو بكر الخليقه ( اى مخلوق ) ......
وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ كَنِيسَةِ الّلاَوُدِكِيِّينَ: (هذَايَقُولُهُ الآمِينُ، الشَّاهِدُ الأَمِينُ الصَّادِقُ، بَدَاءَةُ خَلِيقَةِ اللهِ ) رؤيا 3/14.....
.
وقد اكد انطونيوس فكرى ان هذا النص يمثل يسوع المسيح ......والنص يقر ان المسيح هو بداءة خليقة الله ..........اى ان الله هو خالق المسيح
وإلا فليقل لنا النصارى ما هو الفارق بين هذين النصين :
(هذَايَقُولُهُ الآمِينُ، الشَّاهِدُ الأَمِينُ الصَّادِقُ، بَدَاءَةُ خَلِيقَةِ اللهِ ) رؤيا 3/14
(يا اله السماوات خالق المياه ورب كل خليقة استجبني انا المسكينة المتضرعة والمتوكلة على رحمتك ) يهوديت 9/17
فالنصين يؤكدان ان الله هو الخالق وهو رب كل خليقة .......ومادام الله رب كل خليقة ...والمسيح اول ( الخليقة ) فالله اذن هو رب المسيح ( المخلوق ).
وقد اكد الكتاب المقدس وصرح بأن ( الخليقه ) هى من مصنوعات الله .........
(اذالخليقة الخادمة لك انت صانعها تتشددلتعاقب المجرمين وتتراخى لتحسن الى المتوكلين عليك ) سفر الحكمة 16/ 14
وما دام الامر كذلك .........اذن فيسوع داخل ضمن مصنوعات الله .......ومع ذلك لا يزال النصارى مصرون ان الاله مولود غير مخلوق.
الدليل الخامس
ـــــــــــــــــــــــــ
يقول اثناسيوس الرسول فى نهاية رسالته الى ساربيون ان المخلوقات هى ( اعمال ) الله , ودانيال عرف ابن الله، وعرف أعمال الله، ورأى الابن وهو يطفئ الأتون، وقال عن هذهالأعمال "باركي الرب يا جميع أعمال الرب" دانيال 1/57.
وفى الوقت الذى حاول فيه اثناسيوس ان يؤصل لفكرة تأليه يسوع من هذه الرساله .......إلا انه فى نفس الوقت وضع قاعدة مهمة جدا .........وهى ان اعمال الرب ( اى المخلوقات ) هى المنوطه بأن تبارك الرب وتسبحه .........والسؤال هنا ...........هل يسوع بارك الاب .........ام لم يباركه ؟
فلو ثبت ان يسوع بارك الاب لكان مثلما قال اثناسيوس انه من ( اعمال الله ) اى مخلوقاته ..... تماما مثل الرعاة الذين كانوا يسبحوا الاب ويمجدونه (ثُمَّ رَجَعَ الرُّعَاةُ وَهُمْ يُمَجِّدُونَ اللهَ وَيُسَبِّحُونَهُ عَلَى كُلِّ مَا سَمِعُوهُ وَرَأَوْهُ كَمَاقِيلَ لَهُمْ ) لوقا 2/
20
وهؤلاء الرعاة لم يكونوا لمجدوا الله ويباركوه ويسبحوه لولا انهم من اعمال الله ( مخلوقاته ).
وعلى اساس هذه القاعد التى أصلها اثناسيوس الرسول .......فلو اثبتنا ان يسوع كان يبارك الاب ويمجده . لثبت انه من اعمال الله ( مخلوقاته ).
لنرى ماذا يقول الكتاب المقدس عن يسوع .
1- امَرَ الْجُمُوعَ أَنْ يَتَّكِئُوا عَلَى الْعُشْبِ. ثُمَّ أَخَذَالأَرْغِفَةَ الْخَمْسَةَ وَالسَّمَكَتَيْنِ،وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَالسَّمَاءِ وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى الأَرْغِفَةَ لِلتَّلاَمِيذِ، وَالتَّلاَمِيذُ لِلْجُمُوعِ. متى 14/19
2- فَأَخَذَ الأَرْغِفَةَ الْخَمْسَةَ وَالسَّمَكَتَيْنِ،وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَالسَّمَاءِ، وَبَارَكَ ثُمَّ كَسَّرَ الأَرْغِفَةَ، وَأَعْطَى تَلاَمِيذَهُ لِيُقَدِّمُوا إِلَيْهِمْ، وَقَسَّمَ السَّمَكَتَيْنِ لِلْجَمِيعِ. مرقس 6 /41
3- فَأَخَذَ الأَرْغِفَةَ الْخَمْسَةَ وَالسَّمَكَتَيْنِ،وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَالسَّمَاءِ وَبَارَكَهُنَّ، ثُمَّكَسَّرَ وَأَعْطَى التَّلاَمِيذَ لِيُقَدِّمُوا لِلْجَمْعِ. لوقا 9 /16
النصوص الثلاثة السابقة تتحدث عن موقف واحد ذكر فى اناجيل ( متى ومرقص ولوقا ).......والملاحظ ان يسوع كان قبل ان يبارك ارغفة الخبز والسمك ............كان يرفع نظره الى السماء ..........لماذا ؟
الاجابة .......لأن يسوع كان يطلب ان تحل البركة من الاب السماوى على السمك والارغفة .........
فالاب السماوى هو الذى كان ينزل البركة والمجد والمعجزات من السماء على يسوع ..........
لأَنَّهُ أَخَذَ مِنَ اللهِ الآبِ كَرَامَةً وَمَجْدًا، إِذْ أَقْبَلَعَلَيْهِ صَوْتٌ كَهذَا مِنَ الْمَجْدِ الأَسْنَى: «هذَا هُوَابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي أَنَا سُرِرْتُ بِهِ. بطرس الثانية 1/17
وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ: «أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ . مرقس ا/11
وبالتالى يسوع حينما كان يريد عمل معجزة ما او ان تحل البركة على شيء ما كان يرفع نظره الى السماء ويبارك الاب السماوى ......كى تتحقق هذه المعجزة .........ومن الادلة على ذلك ايضا ....قصة الرجل الاصم الابكم الذى شفاه يسوع بعد ان نظر الى السماء :
وَجَاءُوا إِلَيْهِ بِأَصَمَّ أَعْقَدَ، وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ
فَأَخَذَهُ مِنْ بَيْنِ الْجَمْعِ عَلَى نَاحِيَةٍ، وَوَضَعَ أَصَابِعَهُ فِي أُذُنَيْهِ وَتَفَلَ وَلَمَسَ لِسَانَهُ،
وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَالسَّمَاءِ، وَأَنَّ وَقَالَ لَهُ: «إِفَّثَا». أَيِ انْفَتِحْ
وَلِلْوَقْتِ انْفَتَحَتْ أُذْنَاهُ، وَانْحَلَّ رِبَاطُ لِسَانِهِ، وَتَكَلَّمَ مُسْتَقِيمًا. مرقص 32/35
اذن بعد ان اثبتنا ان يسوع كان ينظر الى السماء ويبارك الاب قبل عمل المعجزة .......فهذا دليل على ان الابن ( يسوع ) هو من اعمال الاب ( اى مخلوقاته )........لانه كما قال اثناسيوس الرسول ...ان الاعمال ( المخلوقات) فقط هى التى تبارك الخالق كما ورد فى دانيال (باركي الرب ياجميع اعمال الرب سبحي وارفعيه الى الدهور) دانيال 1/57
خاتمة البحث :
ـــــــــــــــــــــــ
بعد ان وفقنا الله فى سرد خمسة أدلة ( مدعومة باراء الاباء المفسرين ) تثبت حقيقة ان اله النصارى مخلوق غير مولود , فلا شك لم يعد للنصارى اى حيلة يحتالون ىبها علينا فى تقرير حقيقة خلقة معبودهم , وانه مثل باقى البشر مخلوق , فلا ميزة له من حيث كونه مخلوق عن باقى البشر........وقد صدق الله اذ يقول:
ان مثل عيسي عند الله كمثل ادم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون . العمران 59
إن ابسط البراهين على كون الاله خالقا .....وليس مخلوق ......ان يكون الها ذا قدرة وسلطان ......ومشيئة حقيقية ........خاضع وليس مخضوع , قاهر وليس مقهور , قادر وليس مقدور , جاعل وليس مجعول .
ونقول للنصارى الاعزاء .........ان اكبر دليل على ان الهكم الذى تعبدونه مخلوق ........ هو ما جاء فى سفر الاعمال :
فَلْيَعْلَمْ يَقِينًا جَمِيعُ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ أَنَّ اللهَ جَعَلَ يَسُوعَ هذَا، الَّذِي صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُمْ،رَبًّا وَمَسِيحًا .اعمال 2/36
هل لاحظتم يا اخوانى كلمة جعل التى وردت فى النص .......هل الاله ( جاعِل ) ام ( مجعول ).........ان الهكم يا نصارى مجعول بقدرة الله الاب .
فبالله عليكم يا نصارى ...كيف يكون الها خالقا من يخضع لقدرة الله الاب وسلطانه ومشيئته ................ فالنص يقول ان يسوع لم يكن ليكون ربا ومسيحا لولا ان الله جعله كذلك........... فهل ترضون ان يكون الهكم مجعول على وزن مخلوق منزوع الارادة والقدرة ؟
وبالطبع كلمة ( ربا ) التى وردت فى النص لا تفيد الالوهية بل هى بمعنى معلم:
فسمعه التلميذان يتكلم فتبعا يسوع فالتفت يسوع و نظرهما يتبعان فقال لهما ماذا تطلبان فقالا ربي الذي تفسيره يا معلم اين تمكث . يوحنا 1/38
ولكى تزيد الصورة امامكم ايها النصارى ......فاليقل لى احدكم ..........ما هو الفرق بين النص الوارد فى سفر الاعمال :
فَلْيَعْلَمْ يَقِينًا جَمِيعُ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ أَنَّ اللهَ جَعَلَ يَسُوعَ هذَا، الَّذِي صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُمْ،رَبًّا وَمَسِيحًا .اعمال 2/36
وهذا النص :
وَأَمَّا إِسْمَاعِيلُ فَقَدْ سَمِعْتُ لَكَ فِيهِ. هَا أَنَا أُبَارِكُهُ وَأُثْمِرُهُ وَأُكَثِّرُهُ كَثِيرًا جِدًّا. اِثْنَيْ عَشَرَ رَئِيسًا يَلِدُ،وَأَجْعَلُهُ أُمَّةً كَبِيرَةً. تكوين 17/20
هل كان لاسماعيل القدرة او السلطان لولا ان الله هو الذى قدر له ان يثمره ويكثره ويجعله امه كبيرة ؟ ............ بالطبع لا
اذن فما الفرق بين يسوع وبين اسماعيل الان ............... الحقيقة هى انه لا يوجد بينهما فرق اذ مضت عليهما قدرة الاله الحقيقي ومشيئته وقدرة سلطانه وقهر ارادته .............فهل هذا الاله الخاضع لقهر الاب وسلطانه هو الهكم الذى تعتبرونه خالقا ايها النصارى ؟
الا تعتبروا يا اولى الابصار ؟
وفى النهاية اختم هذا البحث بكلمة اوجهها للنصارى تعبر عن حقيقة حالهم المأسوى, من صميم كتابهم المقدس لعلها تحدث معهم اثرا او تجدى معهم نفعا :
الَّذِينَ اسْتَبْدَلُوا حَقَّ اللهِ بِالْكَذِبِ، وَاتَّقَوْا وَعَبَدُوا الْمَخْلُوقَ دُونَ الْخَالِقِ. رومية 1/25
وفى النهاية نقول : الحمد لله الذى جعلنا نحن المسلمين نعبد الخالق وليس المخلوق
كتبه اخوكم / مجد الاسلام عبداوى
تعليق