هل هي مصادفة أن تركز مراكز أبحاث أمريكية - ترصد ما يجري في العالم العربي والإسلامي – علي أحداث معينة وتضخمها وتحرص علي توزيعها علي وسائل الإعلام الأمريكية ونواب الكونجرس ومراكز التأثير ، كما حدث مؤخرا في واقعتي غلق قناة الرحمة وتهديدات القاعدة لمسيحي مصر والعراق ؟ وهل هي مصادفة أن يأتي هذا التصعيد في وقت يفتخر فيه رئيس المخابرات الحربية الصهيونية (أمان) اللواء عاموس يادلين، بإنجازات جهازه في تخريب الأوضاع الاجتماعية وإشعال الفتنة والاحتقان الطائفية في مصر "لتعميق حالة الاهتراء داخل بيئة ومجتمع والدولة المصرية" ، كما قال ، دون أن يذكر لنا بالطبع كيف يفعلون ذلك ؟
قفزت لذهني هذه التساؤلات حينما لاحظت أن قناة الرحمة الدينية المصرية تم إغلاقها بقرار من إدارة القمر الصناعي المصري نايل سات ، استجابة لقرار من (المجلس السمعي والبصري الفرنسي) بدعوي أن القناة تعادي السامية وأنها تبث أحاديث لشيوخ مسلمين يقولون أن اليهود هم أعداء للإسلام ويدعون لقتالهم بعدما رصدت منظمة أمريكية إسرائيلية هي MEMRI أو معهد الشرق الأوسط لأبحاث الإعلام (ميمري)، التي تعد أكبر مؤسسة إعلامية صهيونية تقوم على مراقبة الإعلام المصري والعربي وتقدم تقارير عنه لصناع القرار الأمريكيين بتوابل صهيونية حريفة ودعاوي معلبة تتحدث عن "معاداة العرب للسامية" وأنهم دمويون .. رصدت حديثا للشيخ حسين يعقوب تحدث فيه عن الحتمية التاريخية التي تقول أن المسلمين سيقاتلون اليهود، ونشرت تقريرا مصورا مترجما – بالعربية والانجليزية والفرنسية - لحديث الشيخ يعقوب على قناة (الرحمة) الفضائية في 17 يناير 2009 ووجهته كما هي عادتها للداخل الأمريكي وأوروبا ، كانت نتيجته هي قلب الدنيا علي القناة والضغط علي نيل سات للتضييق علي هذه القناة وربما القنوات الدينية الأخرى لاحقا !.
وزادت هذه التساؤلات حينما لاحظت أن كل هذه الزوبعة التي أثيرت بشان ما سمي تهديد تنظيم القاعدة لمسيحي العراق ومصر ، كان وراءها أيضا إبراز معهد سايت SITE institute)) الأمريكي الذي تديره يهودية عراقية ومعها باحث أمريكي يرصد "الإرهاب" ، لبيانات قيل أن "تنظيم دولة العراق الإسلامية" المحسوب كفرع للقاعدة في العراق ، أصدرها وقام هذا المركز اليهودي بإبرازها وترجمتها وتوزيعها علي نطاق واسع علي وكالات الأنباء الأجنبية بالتزامن مع احتجاز رهائن مسيحيين في كنيسة النجاة ، برغم أن النبأ الأول الذي أذاعته وكالات الأنباء أشار لأن هؤلاء المسلحين أنفسهم قد اقتحموا أصلا سوق الأوراق المالية لسرقته وعندما فشلوا واشتبكوا مع قوات الأمن العراقية لجأوا إلي الكنيسة واحتجزوا من بداخلها ثم طرحوا مطالب إطلاق سراح زملاءهم في العراق ومصر وأضافوا لها إطلاق سراح زوجات الكهنة اللاتي يعتقد أنهن اسلمن في مصر !.
ما هو معهد سايت ؟
معهد سايت أسسته عام 2002 (ريتا كاتز) - وهي يهودية من أصل عراقي أعدم حزب البعث والدها عام 1969 - ولدت بالعراق وتخرجت من جامعة تل أبيب ضمن برنامج دراسات الشرق الأوسط ، حيث قامت بدور خبيث في نهاية التسعينات بالتجسس على المنظمات الخيرية التي كانت تجمع الأموال لصالح الفلسطينيين – حتى أنها كانت تدعي الإسلام وأنها فلسطينية – وقامت بعد ذلك بالشهادة ضد بعض الشخصيات الإسلامية في محاكمات الإرهاب...وجاء في موقع معهد سايت عنها: " لقد قامت بدراسة وتعقّب وتحليل نشاط الإرهابيين الدّوليين وعملياتهم المالية لأكثر من 6 سنوات قبل 9/11 بوقت طويل.
ومعها في المعهد (جوش دفون) وآخرون من معهد البحث في شؤون كيانات الإرهاب الدّولي ، ويتميز الباحثون في معهد سايت بإتقان لغات متعددة من ضمنها العربية ، الفرنسية، الألمانية، الإسبانية والعبرية كما يحافظون على شبكة لا مثيل لها من الارتباطات والموارد .
وبرغم أنهم قالوا أنه مؤسسة غير ربحية هدفها البحث المستمر عن أي إنتاج جهادي أو سلفي وترجمته ، فهم يعتمدون في دخلهم المادي علي بيع ترجمات هذه الأخبار والتقارير الجهادية والمختصة بتنظيم القاعدة للمشتركين من وكالات الأنباء وأجهزة الاستخبارات العالمية وشخصيات وجهات أمنية أخرى ، فالعهد يضع علي موقعه علي الانترنت (https://www.siteintelgroup.com/Pages...px?setnav=Home) عناوين موضوعاته الساخنة وعندما تضغط لاختيار إحداها تظهر لك خدمة الاشتراك للحصول على هذه المعلومات الإستخباراتية التي يقولون أنها :"معلومات مبكرة حول النشاط الإرهابي للمساعدة في اقتفاء التهديدات الإرهابية"، و"المجهود الإعلامي الجهادي" و"ترجمات فورية للدّعاية الإرهابية"، و"موسوعات التدريب والبيانات" و"ترجمات كاملة وتفريغات كتابية لرسائل قياديي الإرهابيين " ، و"العناوين الرئيسية حول الإرهاب خلال الأسبوع" ، و"الاتجاهات المتنامية في الإستراتيجية الإرهابية، التكتيكات"، و"الاستهداف والدعاية " !.
وبعض هذه المواد التي يفتخر المعهد اليهودي بيعها تافهة لا قيمة لها أو مأخوذة من مواقع جهادية حماسية ويجري تضخيمها وتفسيرها وفق رؤية القائمين علي المعهد ، حتي أنهم يوزعون كتلوج للمبيعات عبارة عن الأفلام الذي يظهر فيها المجاهدين في العراق وكل أنحاء العالم ليعلنوا فيها عن مطالبهم ، حيث يقوم المتعاونون معهم في عدة خلايا دولية - أبرزها خلية في إسرائيل يعمل بها عرب لمتابعة المواقع الجهادية على مدار السّاعة – بترجمات فورية لما ينشر أو يبث عبر المواقع المحسوبة علي جماعات جهادية أو سلفية .
ولكي يغري هؤلاء الصهاينة وتجار الفتن، أصحاب القرار في أجهزة الاستخبارات والكونجرس وغيرها من الأجهزة الأمنية في الاشتراك بآلاف الدولارات، أعلنوا في برامجهم الدعائية أن المادة التي يقدمها موقعهم ( مادة نفيسة) ، تغنيهم عن البيروقراطية ، وتوفر لهم "اللغة المطلوبة لتعقب الشبكات الكثيفة والمعقدة لتمويل وتجنيد الجماعات الإسلامية الأصولية الإرهابية" ، وتساعد في "جهود الحكومة في القبض على الإرهابيين وتفكيك الشبكات المالية التي توفر الدعم لهم" ، لأنها مستعدة بجانب تقديم المعلومات لتدريبهم علي كيفية الحصول علي هذه المعلومات الحاسمة للنجاح في الحرب على الإرهاب" !؟.
وبحسب تقرير عراقي نشرته شبكة (البصرة) عن أنشطة هذا المعهد ، تبين أنه "من خلال الفحص المتواصل والمعمق إلي يقوم به المركز لمواقع المتطرفين على الإنترنت، السجلات العمومية وتقارير وسائل الإعلام العالمية بالإضافة إلى العمل السري على كلتا ضفتي المحيط الأطلسي؛ يحدد معهد سايت بسرعة مذهلة الارتباطات بين الكيانات الإرهابية وأنصارها ، وحالما يتم التعرّف على كيان إرهابي كامن – سواء من خلال البحث الداخلي المستمر في معهد سايت أو من خلال استعلام محدد من طرف مستخدِمينا – يقوم معهد سايت بإجراء تحقيق شامل وموسع حول الهدف والكيانات المنتسبة إليه ، وذلك بالتّدقيق في سجلاّت الشركات، استمارات الضّرائب، تقارير الائتمان، أشرطة الفيديو، المشاركات الموضوعة في المنتديات الإخبارية على الإنترنت، ومواقع مملوكة بالإضافة إلى مصادر أخرى وذلك بحثاً عن مؤشّرات لنشاطات محظورة ".
وعادة ما أسفر مثل هذا البحث عن خيوط مهمّة كانت ولا تزال باستمرار توجّهُ إلى تطبيق القانون المتعلّق بالموضوع أو إلى الوكالات الحكومية" ، كما نتج من مثل ذلك البحث معلومات تمّ استعمالها في التحقيقات الحكومية، وغارات الاعتقال والمقاضات داخل الولايات المتّحدة وخارجها !!.
تصعيد التوتر والاحتقان الطائفي في مصر !
المسالة الأخرى التي أثارت التساؤل حول إثارة القلق علي مسيحيو مصر والعراق بعد تهديدات تنظيم دولة العراق الإسلامية ، مؤخرا ، كانت مواكبة هذا التصعيد الإعلامي ، مع تأكيدات صدرت من رئيس المخابرات الحربية الصهيونية (أمان) اللواء عاموس يادلين، خلال خطاب تنحية وتولي غيره ، بأن " مسرح عمليات الجهاز شمل المنطقة المحيطة كلها، بصرف النظر عما إذا كانت تلك الدولة صديقة أو عدوة أو بين بين، وأن مصر تقع في القلب من أنشطته، ولا تزال تشكل أحد أهم مسارح عملياته .
فقد كانت تصريحات يلدين غاية في العدوانية وتكشف الكثير ، حيث قال :" لقد تطور العمل في مصر حسب الخطة المرسومة منذ عام 1979، فقد أحدثنا اختراقات سياسية وأمنية واقتصادية في أكثر من موقع ، ونجحنا في تصعيد التوتر والاحتقان الطائفي والاجتماعي لتوليد بيئة متصارعة متوترة دائما ومنقسمة إلى أكثر من شطر لتعميق حالة الاهتراء داخل بيئة ومجتمع والدولة المصرية ، ولكي يعجز أي نظام يأتي بعد حسني مبارك عن معالجة الانقسام والتخلف والوهن المتفشي في البلد" !.
وقد أستشهد في ذلك «بنجاح» الجهود الإسرائيلية في إذكاء الفتنة الطائفية بمصر، وتأجيج الصراع الحاصل في دارفور ، بخلاف ما قاله عن اختراقات للمقاومة في فلسطين ولبنان والمشروع النووي الإيراني وسوريا بصورة مبالغ فيها أو ربما تكون حقيقة تظهر ما يجري في هذه الجهات كأنه كتاب مفتوح امام الصهاينة وتدفع للتساؤل عن حجم هذه الاختراقات الصهيونية الاستخبارية !.
والمفارقة في مسألة تهديدات القاعدة لمسيحي مصر والعراق ، أن استهداف مسيحيو العراق تزايد في ظل الاحتلال العراقي وكانوا في ظل حكم صدام حسين يعيشون في سلام وبحبوحة من العيش دون أي تهديدات ، حتى ان الفاتيكان عقد سينودسن مخصوص للحديث عن اختفاء مسيحي العراق وفلسطين وتحدث عن تصاعد "الأصولية" الإسلامية كسبب أكبر، برغم أن الدولتين محتلتين والمسيحيون عاشوا في ظل الدولة الإسلامية في فلسطين في سلام وفي ظل الدولة القومية العراقية أيضا في سلام ولم تبدأ هجرتهم ولا الهجوم عليهم إلا مع قدوم الاحتلال الأمريكي أو الصهيوني !.
والمفارقة الثانية أن تنظيم القاعدة ظل دوما يتخذ الحكومات العربية عدوا له باعتبارها كافرة لا تنفذ الشريعة الإسلامية وينفذ تفجيرات ضد المصالح الحكومية ، ثم أنقلب – مع انضمام التيار السلفي الجهادي لتنظيم قاعدة بن لان في أفغانستان وتشكيل (الجبهة الإسلامية العالمية لمحاربة اليهود والصليبيين والأمريكان) – لمحاربة الغرب والعدو الخارجي ، قبل أن يرتد مرة ثانية لتهديد الداخل العربي والأقليات المسيحية بالتوازي مع محاربة للغرب ، ما يثير تساؤلات حول ما إذا كان منهج أو إستراتيجية القاعدة قد تغيرت ؟ وتأثير هذا علي طبيعة الصراع ؟ أم أن الحركة تهدف فقط – من وراء بيانات تهديد مسيحيو مصر والعراق وغيرهم - للانتشار إعلاميا وضم مناصرين جدد عبر تحريك أطراف سلفية أخري حانقة في الدول العربية والإسلامية – نتيجة البطالة وضيق المعيشة والاستبداد وغيره - أو عازفة عن المشاركة القتالية مع القاعدة ، بحيث تتحرك وتؤيد الفكر القاعدي بعدما ضربت القاعدة علي وتر مطالبة تيارات إسلامية سلفية مصرية – خلال قرابة 13 مظاهرة في مساجد القاهرة والإسكندرية - الكنيسة بإعادة زوجات كهنة قيل أنهن أسلمن ؟.
أيا كان الأمر ، فمن المهم أن نقرأ الصورة كاملة ، وأن ندرك أدوار الاستخبارات الصهيونية وأهدافها الحقيقية في تدمير بلادنا ، وكذا أدوار هذه المراكز البحثية الصهيونية في تأجيج الفتن عبر التركيز علي أمور إعلامية معينة وإخفاء أخري ، وأن ندرس بدقة أساليب الدعاية والحرب الصهيونية – الأمريكية في زمن تصاعد فيه "النفير" الصهيوني ( وجعلناكم أكثر نفيرا) ..
http://www.almokhtsar.com/news.php?a...show&id=138694
قفزت لذهني هذه التساؤلات حينما لاحظت أن قناة الرحمة الدينية المصرية تم إغلاقها بقرار من إدارة القمر الصناعي المصري نايل سات ، استجابة لقرار من (المجلس السمعي والبصري الفرنسي) بدعوي أن القناة تعادي السامية وأنها تبث أحاديث لشيوخ مسلمين يقولون أن اليهود هم أعداء للإسلام ويدعون لقتالهم بعدما رصدت منظمة أمريكية إسرائيلية هي MEMRI أو معهد الشرق الأوسط لأبحاث الإعلام (ميمري)، التي تعد أكبر مؤسسة إعلامية صهيونية تقوم على مراقبة الإعلام المصري والعربي وتقدم تقارير عنه لصناع القرار الأمريكيين بتوابل صهيونية حريفة ودعاوي معلبة تتحدث عن "معاداة العرب للسامية" وأنهم دمويون .. رصدت حديثا للشيخ حسين يعقوب تحدث فيه عن الحتمية التاريخية التي تقول أن المسلمين سيقاتلون اليهود، ونشرت تقريرا مصورا مترجما – بالعربية والانجليزية والفرنسية - لحديث الشيخ يعقوب على قناة (الرحمة) الفضائية في 17 يناير 2009 ووجهته كما هي عادتها للداخل الأمريكي وأوروبا ، كانت نتيجته هي قلب الدنيا علي القناة والضغط علي نيل سات للتضييق علي هذه القناة وربما القنوات الدينية الأخرى لاحقا !.
وزادت هذه التساؤلات حينما لاحظت أن كل هذه الزوبعة التي أثيرت بشان ما سمي تهديد تنظيم القاعدة لمسيحي العراق ومصر ، كان وراءها أيضا إبراز معهد سايت SITE institute)) الأمريكي الذي تديره يهودية عراقية ومعها باحث أمريكي يرصد "الإرهاب" ، لبيانات قيل أن "تنظيم دولة العراق الإسلامية" المحسوب كفرع للقاعدة في العراق ، أصدرها وقام هذا المركز اليهودي بإبرازها وترجمتها وتوزيعها علي نطاق واسع علي وكالات الأنباء الأجنبية بالتزامن مع احتجاز رهائن مسيحيين في كنيسة النجاة ، برغم أن النبأ الأول الذي أذاعته وكالات الأنباء أشار لأن هؤلاء المسلحين أنفسهم قد اقتحموا أصلا سوق الأوراق المالية لسرقته وعندما فشلوا واشتبكوا مع قوات الأمن العراقية لجأوا إلي الكنيسة واحتجزوا من بداخلها ثم طرحوا مطالب إطلاق سراح زملاءهم في العراق ومصر وأضافوا لها إطلاق سراح زوجات الكهنة اللاتي يعتقد أنهن اسلمن في مصر !.
ما هو معهد سايت ؟
معهد سايت أسسته عام 2002 (ريتا كاتز) - وهي يهودية من أصل عراقي أعدم حزب البعث والدها عام 1969 - ولدت بالعراق وتخرجت من جامعة تل أبيب ضمن برنامج دراسات الشرق الأوسط ، حيث قامت بدور خبيث في نهاية التسعينات بالتجسس على المنظمات الخيرية التي كانت تجمع الأموال لصالح الفلسطينيين – حتى أنها كانت تدعي الإسلام وأنها فلسطينية – وقامت بعد ذلك بالشهادة ضد بعض الشخصيات الإسلامية في محاكمات الإرهاب...وجاء في موقع معهد سايت عنها: " لقد قامت بدراسة وتعقّب وتحليل نشاط الإرهابيين الدّوليين وعملياتهم المالية لأكثر من 6 سنوات قبل 9/11 بوقت طويل.
ومعها في المعهد (جوش دفون) وآخرون من معهد البحث في شؤون كيانات الإرهاب الدّولي ، ويتميز الباحثون في معهد سايت بإتقان لغات متعددة من ضمنها العربية ، الفرنسية، الألمانية، الإسبانية والعبرية كما يحافظون على شبكة لا مثيل لها من الارتباطات والموارد .
وبرغم أنهم قالوا أنه مؤسسة غير ربحية هدفها البحث المستمر عن أي إنتاج جهادي أو سلفي وترجمته ، فهم يعتمدون في دخلهم المادي علي بيع ترجمات هذه الأخبار والتقارير الجهادية والمختصة بتنظيم القاعدة للمشتركين من وكالات الأنباء وأجهزة الاستخبارات العالمية وشخصيات وجهات أمنية أخرى ، فالعهد يضع علي موقعه علي الانترنت (https://www.siteintelgroup.com/Pages...px?setnav=Home) عناوين موضوعاته الساخنة وعندما تضغط لاختيار إحداها تظهر لك خدمة الاشتراك للحصول على هذه المعلومات الإستخباراتية التي يقولون أنها :"معلومات مبكرة حول النشاط الإرهابي للمساعدة في اقتفاء التهديدات الإرهابية"، و"المجهود الإعلامي الجهادي" و"ترجمات فورية للدّعاية الإرهابية"، و"موسوعات التدريب والبيانات" و"ترجمات كاملة وتفريغات كتابية لرسائل قياديي الإرهابيين " ، و"العناوين الرئيسية حول الإرهاب خلال الأسبوع" ، و"الاتجاهات المتنامية في الإستراتيجية الإرهابية، التكتيكات"، و"الاستهداف والدعاية " !.
وبعض هذه المواد التي يفتخر المعهد اليهودي بيعها تافهة لا قيمة لها أو مأخوذة من مواقع جهادية حماسية ويجري تضخيمها وتفسيرها وفق رؤية القائمين علي المعهد ، حتي أنهم يوزعون كتلوج للمبيعات عبارة عن الأفلام الذي يظهر فيها المجاهدين في العراق وكل أنحاء العالم ليعلنوا فيها عن مطالبهم ، حيث يقوم المتعاونون معهم في عدة خلايا دولية - أبرزها خلية في إسرائيل يعمل بها عرب لمتابعة المواقع الجهادية على مدار السّاعة – بترجمات فورية لما ينشر أو يبث عبر المواقع المحسوبة علي جماعات جهادية أو سلفية .
ولكي يغري هؤلاء الصهاينة وتجار الفتن، أصحاب القرار في أجهزة الاستخبارات والكونجرس وغيرها من الأجهزة الأمنية في الاشتراك بآلاف الدولارات، أعلنوا في برامجهم الدعائية أن المادة التي يقدمها موقعهم ( مادة نفيسة) ، تغنيهم عن البيروقراطية ، وتوفر لهم "اللغة المطلوبة لتعقب الشبكات الكثيفة والمعقدة لتمويل وتجنيد الجماعات الإسلامية الأصولية الإرهابية" ، وتساعد في "جهود الحكومة في القبض على الإرهابيين وتفكيك الشبكات المالية التي توفر الدعم لهم" ، لأنها مستعدة بجانب تقديم المعلومات لتدريبهم علي كيفية الحصول علي هذه المعلومات الحاسمة للنجاح في الحرب على الإرهاب" !؟.
وبحسب تقرير عراقي نشرته شبكة (البصرة) عن أنشطة هذا المعهد ، تبين أنه "من خلال الفحص المتواصل والمعمق إلي يقوم به المركز لمواقع المتطرفين على الإنترنت، السجلات العمومية وتقارير وسائل الإعلام العالمية بالإضافة إلى العمل السري على كلتا ضفتي المحيط الأطلسي؛ يحدد معهد سايت بسرعة مذهلة الارتباطات بين الكيانات الإرهابية وأنصارها ، وحالما يتم التعرّف على كيان إرهابي كامن – سواء من خلال البحث الداخلي المستمر في معهد سايت أو من خلال استعلام محدد من طرف مستخدِمينا – يقوم معهد سايت بإجراء تحقيق شامل وموسع حول الهدف والكيانات المنتسبة إليه ، وذلك بالتّدقيق في سجلاّت الشركات، استمارات الضّرائب، تقارير الائتمان، أشرطة الفيديو، المشاركات الموضوعة في المنتديات الإخبارية على الإنترنت، ومواقع مملوكة بالإضافة إلى مصادر أخرى وذلك بحثاً عن مؤشّرات لنشاطات محظورة ".
وعادة ما أسفر مثل هذا البحث عن خيوط مهمّة كانت ولا تزال باستمرار توجّهُ إلى تطبيق القانون المتعلّق بالموضوع أو إلى الوكالات الحكومية" ، كما نتج من مثل ذلك البحث معلومات تمّ استعمالها في التحقيقات الحكومية، وغارات الاعتقال والمقاضات داخل الولايات المتّحدة وخارجها !!.
تصعيد التوتر والاحتقان الطائفي في مصر !
المسالة الأخرى التي أثارت التساؤل حول إثارة القلق علي مسيحيو مصر والعراق بعد تهديدات تنظيم دولة العراق الإسلامية ، مؤخرا ، كانت مواكبة هذا التصعيد الإعلامي ، مع تأكيدات صدرت من رئيس المخابرات الحربية الصهيونية (أمان) اللواء عاموس يادلين، خلال خطاب تنحية وتولي غيره ، بأن " مسرح عمليات الجهاز شمل المنطقة المحيطة كلها، بصرف النظر عما إذا كانت تلك الدولة صديقة أو عدوة أو بين بين، وأن مصر تقع في القلب من أنشطته، ولا تزال تشكل أحد أهم مسارح عملياته .
فقد كانت تصريحات يلدين غاية في العدوانية وتكشف الكثير ، حيث قال :" لقد تطور العمل في مصر حسب الخطة المرسومة منذ عام 1979، فقد أحدثنا اختراقات سياسية وأمنية واقتصادية في أكثر من موقع ، ونجحنا في تصعيد التوتر والاحتقان الطائفي والاجتماعي لتوليد بيئة متصارعة متوترة دائما ومنقسمة إلى أكثر من شطر لتعميق حالة الاهتراء داخل بيئة ومجتمع والدولة المصرية ، ولكي يعجز أي نظام يأتي بعد حسني مبارك عن معالجة الانقسام والتخلف والوهن المتفشي في البلد" !.
وقد أستشهد في ذلك «بنجاح» الجهود الإسرائيلية في إذكاء الفتنة الطائفية بمصر، وتأجيج الصراع الحاصل في دارفور ، بخلاف ما قاله عن اختراقات للمقاومة في فلسطين ولبنان والمشروع النووي الإيراني وسوريا بصورة مبالغ فيها أو ربما تكون حقيقة تظهر ما يجري في هذه الجهات كأنه كتاب مفتوح امام الصهاينة وتدفع للتساؤل عن حجم هذه الاختراقات الصهيونية الاستخبارية !.
والمفارقة في مسألة تهديدات القاعدة لمسيحي مصر والعراق ، أن استهداف مسيحيو العراق تزايد في ظل الاحتلال العراقي وكانوا في ظل حكم صدام حسين يعيشون في سلام وبحبوحة من العيش دون أي تهديدات ، حتى ان الفاتيكان عقد سينودسن مخصوص للحديث عن اختفاء مسيحي العراق وفلسطين وتحدث عن تصاعد "الأصولية" الإسلامية كسبب أكبر، برغم أن الدولتين محتلتين والمسيحيون عاشوا في ظل الدولة الإسلامية في فلسطين في سلام وفي ظل الدولة القومية العراقية أيضا في سلام ولم تبدأ هجرتهم ولا الهجوم عليهم إلا مع قدوم الاحتلال الأمريكي أو الصهيوني !.
والمفارقة الثانية أن تنظيم القاعدة ظل دوما يتخذ الحكومات العربية عدوا له باعتبارها كافرة لا تنفذ الشريعة الإسلامية وينفذ تفجيرات ضد المصالح الحكومية ، ثم أنقلب – مع انضمام التيار السلفي الجهادي لتنظيم قاعدة بن لان في أفغانستان وتشكيل (الجبهة الإسلامية العالمية لمحاربة اليهود والصليبيين والأمريكان) – لمحاربة الغرب والعدو الخارجي ، قبل أن يرتد مرة ثانية لتهديد الداخل العربي والأقليات المسيحية بالتوازي مع محاربة للغرب ، ما يثير تساؤلات حول ما إذا كان منهج أو إستراتيجية القاعدة قد تغيرت ؟ وتأثير هذا علي طبيعة الصراع ؟ أم أن الحركة تهدف فقط – من وراء بيانات تهديد مسيحيو مصر والعراق وغيرهم - للانتشار إعلاميا وضم مناصرين جدد عبر تحريك أطراف سلفية أخري حانقة في الدول العربية والإسلامية – نتيجة البطالة وضيق المعيشة والاستبداد وغيره - أو عازفة عن المشاركة القتالية مع القاعدة ، بحيث تتحرك وتؤيد الفكر القاعدي بعدما ضربت القاعدة علي وتر مطالبة تيارات إسلامية سلفية مصرية – خلال قرابة 13 مظاهرة في مساجد القاهرة والإسكندرية - الكنيسة بإعادة زوجات كهنة قيل أنهن أسلمن ؟.
أيا كان الأمر ، فمن المهم أن نقرأ الصورة كاملة ، وأن ندرك أدوار الاستخبارات الصهيونية وأهدافها الحقيقية في تدمير بلادنا ، وكذا أدوار هذه المراكز البحثية الصهيونية في تأجيج الفتن عبر التركيز علي أمور إعلامية معينة وإخفاء أخري ، وأن ندرس بدقة أساليب الدعاية والحرب الصهيونية – الأمريكية في زمن تصاعد فيه "النفير" الصهيوني ( وجعلناكم أكثر نفيرا) ..
http://www.almokhtsar.com/news.php?a...show&id=138694
تعليق