1 شبهةا ن رسول الاسلام ساحر
الرد عليها
ينبغي علينا أن نعرف أعداءنا الذين يحقدون علينا، ويكرهوننا ويكرهون ديننا ونبينا، ويشوهون كل ذلك أمام النَّاس والتاريخ، ثم يتظاهرون أمام الجميع بأنهم الباحثون المنصفون، والدارسون المتخصصون حَتَّى في ديننا وعلومنا ولغتنا، ولكن من وجهة نظهرهم هم، ومن العجب أن تسمح الأمة لأبنائها وبناتها - في طور انحدارها الذي تعيشه- بإرسالهم إلى ديار الحقد والمكر والخداع، ديار أدعياء الحرية والديموقراطية، ونحن بهذا لا نذم البلاد ولا الشعوب، إنما نذم القوانين التي تنهار بسرعة وتتبدل بسرعة وتموت بسرعة أمام شهوات الانتقام والاحتيال والاستغلال والأطماع التي تخطط لها عقول وكفاءات متخصصة من أجل السيطرة على أمة الإسلام وإخضاعها لنزوات المتسلطين في النظام العالمي الجديد، والذين لا هم لهم سوى أنفسهم أو مصالح أعداء الإسلام والمسلمين.
لقد امتدت ألسنة المستشرقين وأقلامهم إلى شخص النَّبيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- كما فعل المشركون من قبل، وحاولوا جاهدين تشويه سيرته العطرة وأخلاقه العظيمة كي تنفر النَّاس من محبته والدخول في دينه أو الاطلاع عليه.
والعاقل المنصف الذي يعرف الإسلام ويقرأ عنه يرفض كل أقوال المستشرقين وافتراءاتهم التي تصب في هذا الاتجاه، لأنها تقطر حقدًا وسفاهة وعداوة بكل وضوح، إن الرَّسُول محمدًا -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- لم يكن ساحرًا ولا كاهنًا ولا شاعرًا، ولم يأت بسحر ولا كهانة ولا شعر، وذلك بشهادة الله -عز وجل-، وهو أصدق القائلين والشاهدين، وباعتراف أعدائه من المشركين.
وقال تعالى: {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ * وَلا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ * تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} الحاقة:41 - 43.
1_ولقد قال الوليد بن المغيرة بعد أن سمع القرآن من رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- : ما هذا بشعر ولا كهانة، إني أعرفكم بالشعر والكهانة والسجع، ثم قال عن القرآن: إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه ليعلو ولا يعلى عليه.
2_ثم إن القائلين بأنه سحر يعلمون تمامًا أن الساحر إذا سحر النَّاس سحرهم جميعًا، فسحرة فرعون سحروا كل من يشاهدهم حَتَّى نبي الله موسى -عليه الصلاة والسلام-: { فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاس وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ} الأعراف: 116.
حَتَّى إن نبي الله موسى -عليه السلام- كان : {يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى} طـه:66 3لكن النَّاس أمام دعوة النَّبيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- لم يؤمنوا كلهم، بل آمن أبو بكر وكفر أبو جهل، وهكذا، فلماذا وقع السحر على بعضهم دون البعض الآخر هذا على أنه ليس بسحر.
3_لكن النَّاس أمام دعوة النَّبيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- لم يؤمنوا كلهم، بل آمن أبو بكر وكفر أبو جهل، وهكذا، فلماذا وقع السحر على بعضهم دون البعض الآخر هذا على أنه ليس بسحر.
4_ايكون الرسول صلي الله عليه وسلم ساحراو القاعدة التي بثها المولى في قوله تعالى: {وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} [طه: 69] ، وفي معنى هذه القاعدة قوله تعالى ـ على لسان موسى ـ: {وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ} [يونس: 77].
وهذه القاعدة ـ أعني قوله تعالى: {وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} [طه: 69] ـ جاءت في تضاعيف قصة موسى مع سحرة فرعون في سورة طه، بعد أن واعدهم موسى، هو في خندق، وفرعون ومن معه من السحرة في خندق آخر، فلما اجتمعوا: {قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى (*) قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (*) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (*) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى (*) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (*)... الآيات} [طه: 65 - 69].
ووجه اطراد هذه القاعدة: أن المتقرر في علم النحو: أن الفعل إذا كان في سياق النفي فإن ذلك يكسبه صفة العموم، وهكذا الفعل (لا يفلح) فإنه جاء في سياق النفي، فدل ذلك على عمومه، فلن يفلح ساحر أبداً، مهما احتال، وتأمل كيف عمم ذلك بالأمكنة فقال: (حيث أتى).
وتأمل ـ وفقك الله وحفك بأوسمة رحمته ـ في سر اختيار الفعل (أتى) دون قوله ـ مثلاً ـ: حيث كان، أو حيث حل؛ ولعل السر في ذلك: من أجل مراعاة كون معظم أولئك السحرة مجلوبون من جهات مصر المختلفة، كما قال تعالى: {فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ} [الشعراء:38].
يقول العلامة الشنقيطي: ملعقاً على نفي الفلاح عن الساحر مطلقاً:
"وذلك دليل على كفره؛ لأن الفلاح لا ينفي بالكلية نفياً عاماً إلا عمن لا خير فيه وهو الكافر، ويدل على ما ذكرنا أمران:
الأول: هو ما جاء من الآيات الدالة على أن الساحر كافر، كقوله تعالى: {وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ} [البقرة: 102]. فقوله: {وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ} يدل على أنه لو كان ساحراً ـ وحاشاه من ذلك ـ لكان كافراً، وقوله {وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ} صريح في كفر معلم السحر.
الأمر الثاني: أنه عرف باستقراء القرآن أن الغالب فيه أن لفظة {لا يفلح} يراد بها الكافر، كقوله تعالى في سورة "يونس": {قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (*) قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ} [يونس: 68، 69] ، وقولِه في "يونس" أيضا: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ} [يونس: 17]".
أيْ قارئ المسطور:
كم هي الآيات التي تحدثت عن السحر والسحرة في كتاب الله تعالى؟! وأخبرت عن ضلالهم، وبوارهم وخوارهم، وخسارتهم في الدنيا والآخرة؟! ومع هذا فيتعجب المؤمن ـ أشد العجب ـ من رواج سوق السحر والسحرة في بلاد الإسلام!
وليس العجب من وجود ساحر أو ساحرة، فهذا لم يخل منه أفضل الأزمان،وهو الزمن الذي عاش فيه النبي صلى الله عليه وسلم، فضلاً عن غيره!
وليس العجبُ ـ أيضاً ـ من ساحر يسعى لكسب الأموال بأي طريق، وحيثما أتى!
لكن العجب من أمة تقرأ هذا الكتاب العظيم، وتؤمن بصدقه، وتقرأ ما فيه من آيات صريحة واضحة في التحذير من السحر وأهله، وبيان سوء عاقبتهم ومآلهم في الدنيا والآخرة، ومع ذلك يقف أبناء الأمة زرافاتٍ ووحداناً أما عتبات أولئك السحرة المجرمين؟! سواء أمام بيوتهم، أم أمام شاشات قنوات السحر والشعوذة، والتي سفرت فاجرة كافرة منذ فترة من الزمن! يلتمسون منهم التسبب في إيقاع الضر بأحد أو إزالته عن آخر، وكأن هؤلاء لم يقرأوا قول الله تعالى: {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُون} [البقرة: 102]!
5_وهكذا ومن خلال استعراض موقف المشركين من نبوة رسول الله r وما أثاروه من شبهات واهية لا أساس لها من الصحة فإنه يتبين لنا مدى تذبذبهم ، وتناقضهم ، وعدم استقرارهم على شبهة معينة فتارة يقولون عن رسول الله r ساحر ، وتارة يقولون مجنون ، وأخرى يقولون كاهن وهكذا حتى إنّ التاريخ يروي لنا أنهم اجتمعوا فيما بينهم حتى يستقروا على رأي معين ، وشبهة واحدة يرمون بها رسول الله r ومن ذلك ما رواه البيهقي ([6]) عن ابن عباس : " أنّ الوليد بن المغيرة اجتمع ونفر من قريش ، وكان ذا بأس وسنٍّ فيهم وقد حضر الموسم فقال : إنّ وفود العرب ستقدم عليكم فيه ، وقد سمعوا بأمر صاحبكم هذا فأجمعوا فيه رأياً واحداً ، ولا تختلفـوا فيكذب بعضكم بعضاً ، ويرد قول بعضكم بعضاً ، فقالوا : فأنت يا أبا عبد شمس فقـل ، وأقم لنا رأيا نقوم به ، فقال : بل أنتم فقولوا اسمع ، فقالوا : نقول كاهن ، فقال : ما هـو بكاهن لقد رأيت الكهان فما هو بزمزمة الكهان وسحره ، فقالوا : نقول مجنون ، فقال : وما هو بمجنون ولقد رأينا الجنون . وعرفناه فما هو بخنقه ولا تخالجه ولا وسوسته ، فقال : فنقول شاعر ، قال فما هو بشاعر وقد عرفنا الشعر برجزه ، وهزجه وقريضه ومقبوضه ومبسوطه فما هو بالشعر ، قال : فنقول ساحر ، قال : فما هو بساحر قد رأينا السحار وسحرهم فمـا هو بنفثه ولا عقده ، فقالوا ما تقول يا أبا عبد شمس ؟ قال : والله أن لقوله حلاوة ، وإن أصله لغدق وإن فرعه لجنا فما أنتم بقائلين من هذا شيئاً إلا عرف أنه باطل ، وإن أقرب القول لأن تقولوا ساحر ، فتقولوا هو ساحر يفرق بين المرء وبين أبيه ، وبين المرء وبين أخيه ، وبين المرء وبين زوجته ، وبين المرء وعشيرته فتفرقوا عنه بذلك ، فجعلوا يجلسون للناس حين قدموا الموسم لا يمر بهم أحد إلا حذروه إياه ، وذكروا لهم من أمره ، فأنزل الله عز وجل في الوليد بن المغيرة وذلك من قوله : { ذرني ومن خلقت وحيداً } ( إلى قوله ) { سأصليه سقر } . وأنزل الله في النفر الذين كانوا معه ، ويضيفون له القول في رسول الله r فيما جاء به من عند الله الذين جعلوا القرآن عضين أي أصنافاً {فوربك لنسألنهم أجمعين } أولئك النفر الذين يقولون ذلك لرسول الله r لمن لقوا من الناس ، قال : وصدرت العرب من ذلك الموسم بأمر رسول الله r وانتشر ذكره في بلاد العرب كلها " .
ومما يدل على اعتراف مشركي قريش بسيرة رسول الله صلي الله عليه وسلم العطرة ، وأنه ليس كما رموه به من أنواع التهم المختلفـة ما يرويه " البيهقي " أيضـاً عن " ابن عباس " قال : " قام النضر بن الحارث بن كلدة بن علقمة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي فقال : يا معشر قريش إنه والله لقـد نزل بكم أمر ما ابتليتم بمثله ، لقد كان محمد فيكم غلاماً حدثاً أرضاكم فيكم ، وأصدقكم حديثاً ، وأعظمكم أمانة حتى إذا رأيتم في صدغيه الشيب ، وجاءكم بما جاءكم قلتم ساحر لا والله ما هو بساحر ، قد رأينا السحرة ، ونفثهم وعقدهم ، وقلتم كاهن لا والله ما هو بكاهن ، قد رأينا الكهنة وحالهم ، وسمعنا سجعهم ، وقلتم شاعر لا والله ما هو بشاعر ، لقد رأينا الشعراء ، وسمعنا أصنافه كلها هزجه وقريضه ، وقلتم مجنون لا والله ما هو بمجنون لقد رأينا الجنون فما هو بخنقه ولا وسوسته ، ولا تخليطه يا معشر قريش انظروا في شأنكم فإنه والله لقد نزل بكم أمر عظيم " ([7]) .
وبذلك يتبين لنا أنَّ هؤلاء المشركين كانوا يعترفون فيما بينهم أن رسول الله r على حق ، وأنَّه لا يقول إلا الصدق ، ولكن الحسد والإصرار على ما كان عليه الآباء والأجداد ، دفعهم إلى اتخـاذ هذا الموقف من رسول الله r ومجاهرته بالعداء ، ومما يبين هذا البيهقي عن المغيرة بين شعبة قال : " إن أول يوم عرفت رسول الله r أني كنت أمشي أنا وأبو جهل بن هشام فقال رسول الله r لأبي جهل : يا أبا الحكم هلم إلى الله عز وجل وإلى رسوله أوعدك إلى الله ، قال أبو جهل : يا محمـد هل أنت منته عن سب آلهتنا ؟ هل تريد إلا أن نشهد أن قد بلغت ؟ فنحن نشهد أن قد بلغت ، فوالله لو أني أعلم أن ما تقوله حقاً ما اتبعتك فانصرف رسول الله r ، وأقبل عليَّ فقال : والله إنَّي لأعلم أن ما يقوله حق ولكن بني قصي قالوا فينا الحجابة فقلنا : نعم . فقالوا : فينا الندوة ، فقلنا : نعم . قالوا : فينا اللواء . فقلنا : نعم . قالوا فينا السقاية . فقلنا : نعم . ثم أطعموا فأطعمنا حتى إذا تحاكت الركب قالوا : منا نبي والله لا أفعل " ([8]) .
وهكذا تتعدد الروايات التي تبين لنا اعتراف المشركين بأن الرسول صلي الله عليه وسلم صادق فيما يبلغ عن ربه ، وأنَّ ما يقوله ليس بسحر ولا شعر ولا كهانة ولكن الإصرار على الباطل هو الذي دفعهم إلى إنكار أمر رسول الله r وقد بين الله تعالى موقفهم من نبوة رسوله عليه الصلاة والسلام أبلغ بيان في الآيات التالية : قال تعالى : {وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا * أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر لنا الأنهار خلالها تفجيرا * أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفاً أو تأتي بالله والملائكة قبيلاً * أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتاباً نقرؤه قل سبحان ربي هل كنت إلا بشراً رسولاً } ([9]) .
وبذلك يتضح تعنتهم ، وعنادهم ، وإصرارهم على الباطل الذي هم فيه رغم ما بذله رسول الله r من النصح والإرشاد لهم وإزاء موقف قريش من رسول الله r ، ورميهم له بشتى أنواع التهم فإننَّا نجد القرآن الكريم يبين لرسوله عليه الصلاة والسلام أنَّ هذه هي الطريقة التي أتبعها الكفار على مدى العصور السابقة فاتخذوا من رسلهم موقف المكذبين ورموهم بأنواع التهم التي رمى بها رسول الله r وما ذاك إلا لتشابه قلوبهم يقول تعالى : {ثم أرسلنا رسلنا تترا كل ما جاء أمة رسولها كذبوه } ([10]) .
بين تعالى أن ما قاله مشركو قريش في رسول الله r سبق أن قاله المكذبون للرسل السابقين عليهم الصلاة والسلام ومن ذلك مثلاً أنَّ موسى u رماه قومه بالسحر كما قال تعالى : { فلما جاءتهم آياتنا مبصرة قالوا هذا سحر مبين } ([11]) . وكذلك اتهمه فرعون بالجنون كما أخبر تعالى عنه في قوله تعالى : { قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون } ([12]) .
وكذلك نوح عليه الصلاة والسلام رماه قومه بالجنون كما قال تعالى عنهم أنهم قالوا : {إن هو إلا رجل به جنة فتربصوا به حتى حين } ([13]) .
وكذلك هودعليه الصلاة والسلام رمى بالجنون أيضاً قال تعالى على لسان قومه : {إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء } ([14]) .
وهكذا تشابهت أقوال أهل الباطل والضلال كما تشابهت قلوبهم وليس أمام الرسل عليهم الصلاة والسلام إلا الصبر على أذاهم ، وتحمل ذلك في سبيل الله ، وعدم التأثر بما يقولـون ، والثبات على ما أوحـى الله به إليهم ، والأعراض عنهم والاستعانة على ذلك بذكر الله .
يقول تعالى مخاطباً رسوله عليه الصلاة والسلام : { فاصبر إن وعد الله حق فإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا يرجعون } ([15]) .
وقال تعالى : {فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون }([16]).
وقال تعالى : { فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم }([17]) .
فأمر تعالى رسوله r بالصبر على ما يقولون فإن الله تعالى مطلع على جميع ما يفعلونه ، وما يتلفظون به من أكاذيب وستكون العاقبة له ولمن اتبعه من المسلمين .
[1]) سورة الحجر : آية : 6 .
([2]) سورة القلم : آية : 51 .
([3]) سورة سبأ : آية : 7-8 .
([4]) سورة الأعراف : آية : 184 .
([5]) روح المعاني ، ج9/128 .
([6]) انظر دلائل النبوة ، 1/447 .
([7]) دلائل النبوة ، 1/448 .
([8]) نفس المصدر ، ص453 .
([9]) سورة الإسراء : آية : 90-93 .
([10]) سورة المؤمنون : بعض آية : 44 .
([11]) سورة النمل : آية : 13 .
([12]) سورة الشعراء : آية : 27 .
([13]) سورة المؤمنون : آية : 25 .
([14]) سورة هود : بعض آية : 54 .
([15]) سورة غافر : آية : 77 .
([16]) سورة الروم : آية : 60 .
([17]) سورة القلم : آية : 48 .
6_
وهذه الصفات التي وصفه بها كفار قريش لما جاءهم بالحق ولم يستطيعوا له رد فجنحوا إلى هذه التهم والأوصاف حتى يصدوا الناس عنه إذ أنه لا يجلس إليه أحد فيعرض عليه الإسلام ويقرأ القرآن على مسامعه إلا أخذ بلب جليسه وأسر قلبه فأراد المعاندون بإثارة هذه الشبهة أن يصدوا الناس عن الجلوس إليه وسماعه خاصة في المواسم التي يجتمع فيها الناس من أنحاء الجزيرة العربية.
هذا عتبة بن ربيعة جاء مندوباً لقريش لمفاوضة النبي صلى الله عليه وسلم حتى يترك دعوته
أرسلت قريش ، عتبة بن ربيعة - وهو رجل رزين هادىء - فذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يا ابن أخي ، إنك منا حيث قد علمت من المكان في النسب ، وقد أتيت قومك بأمر عظيم فرقت به جماعتهم ، فاسمع مني أعرض عليك أمورا لعلك تقبل بعضها . إن كنت إنما تريد بهذا الأمر مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا . وإن كنت تريد شرفا سودناك علينا فلا نقطع أمرا دونك . وإن كنت تريد ملكا ملكناك علينا . وإن كان هذا الذي يأتيك رئيا تراه لا تستطيع رده عن نفسك ، طلبنا لك الطب ، وبذلنا فيه أموالنا حتى تبرأ . فلما فرغ قوله تلا رسول الله عليه الصلاة والسلام صدر سورة فصلت : { حم . تنزيل من الرحمن الرحيم ، كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون . بشيرا ونذيرا ؛ فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون . وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه ، وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون . قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلى أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه ، وويل للمشركين . الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون . . } .
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: فقه السيرة - الصفحة أو الرقم: 107
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن
وعاد عتبة إلى أصحابه فقال بعضهم لبعض: نحلف بالله قد جاءكم أبا الوليد بغير الوجه الذي ذهب به. فلما جلس إليهم قالوا: ما وراءك يا أبا الوليد؟ قال: ورائي أني سمعت قولاً والله ما سمعت مثله قط، والله ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا بالكهانة، أطيعوني واجعلوها لي، وخلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه فاعتزلوه فو الله ليكونن لقولـه الذي سمعت منه نبأ عظيم.
فهذا عتبة بن ربيعة وهو من صناديد قريش وسادتهم بعدما سمع القرآن وجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم ينفي أن يكون شاعراً أو كاهناً أو ساحراً.
وهذا النضر بن الحارث سيد آخر من سادة قريش وكبير من كبرائهم ممن كفر حسداً وحقداً يقوم في قريش ذات يوم ويقول: يا معشر قريش إنه والله قد نزل بكم أمر ما أتيتم له بحيلة بعد، فقد كان فيكم محمد غلاماً حدثاً، أرضاكم فيكم وأصدقكم حديثاً وأعظمكم أمانة حتى إذا رأيتم في صدغه الشيب. وجاءكم بما جاءكم به قلتم ساحر لا والله ما هو بساحر لقد رأينا السحرة ونفثهم وعقدهم، وقلتم كاهن، لا والله ما هو بكاهن قد رأينا الكهنة وتخالجهم وسمعنا سجعهم. وقلتم شاعر، لا والله ما هو بشاعر قد رأينا الشعر وسمعنا أصنافه كلها هزجه ورجزه. قلتم مجنون لا والله ما هو بمجنون لقد رأينا الجنون فما هو بخنقه ولا وسوسته ولا تخليطه. يا معشر قريش فانظروا في شأنكم فإنه والله قد نزل لكم أمر عظيم. فهذه شهادتين من أعدى أعداءه تثبت كذبهم وافتراءهم عليه سيرة ابن هشام..
7_لوكان رسول الله صلي الله عليه وسلم ساحرا لسحر عمه ابا طالب فدخل الاسلام ولكن هذا لم يحدث
8_لوكان ساحرا لما احتاج الي القتال في بدر وفاز وهو في المدينة
9_لوكان ساحرا لما كسرت رباعيته في احد ولما دخلت حلقتا المغفر في وجنتيه بابي هو وامي حبيبي يارسول الله
10_لو كان ساحرا لما سحرته اليهود علي يد لبيد بن الاعصم
11_اختر ايها النصراني واحدة من اثنتين
الاولي لو كان الرسول ساحرا لماذا لم يسحر ابا جهل وغيره ممن لم يؤمن به الجواب باحتمال من اثنين
اما ان الرسول سحره اقوي منهم فاسالك ياانشتاين العصر لماذا لم يسحرهم؟ويؤمنوا به؟
او ان سحرهم اقوي منه فلماذا لم يصيروا انبياء؟بدلا منه؟
12_هل اتهم رسول الله بالسحر قبل البعثة؟
الجواب لا لانه ليس بساحر
13-الساحر يخطيء رسولنا لم يخطيء في الغيبيات ولا في غيرها
14-الساحر يؤثر علي من امامه فلماذا لم يات احد من معاصري القران في زمن رسول الله صلي الله عليه وسلم بمثل القران او عشر سور او سورة؟
15_الساحر يئثر بالمرض او الخرس للمسحور اما ان يجعله لاياتي بمثل القران فلا بدليل انهم كانوا يصوغون الاشعار في زمن المختار بل ان بعضهم راح يحاول لياتي بسورة مثل القران من امثال مسيلمة الكذاب وغيره
16_ قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم محارب بن خصفة , فجاء رجل منهم يقال له : غورث بن الحارث حتى قام على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف , فقال : من يمنعك مني ؟ قال : الله , فسقط السيف من يده , فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ومن يمنعك مني ؟ قال كن خير آخذ . قال : أتشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ؟ قال : لا , ولكني أعاهدك ألا أقاتلك ولا أكون مع قوم يقاتلونك . فخلى سبيله , فأتى قومه فقال : جئتكم من عند خير الناس . فلما حضرت الصلاة صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف , فكان الناس طائفتين : طائفة بإزاء العدو , وطائفة صلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . فصلى بالطائفة الذين معه ركعتين , وانصرفوا , فكانوا مكان الطائفة الذين كانوا بإزاء العدو , ثم انصرف الذين كانوا بإزاء العدو فصلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين , فكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم أربع ركعات , وللقوم ركعتين ركعتين
الراوي: جابر بن عبدالله الأنصاري المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/567
خلاصة حكم المحدث: [أشار في المقدمة إلى صحته]وله طرق اخري عند البخاري ومسلم بالفاظ اخري فليرجع لها من شاء
والسؤال لماذا ترك رسول الله هذا الرجل ولم يسحره؟ان كان ساحرا؟
17-يبقي لي سؤال او اثنان
الاول انتهي زمن رسول الله صلي الله عليه وسلم ولحق بالرفيق الاعلي فلماذا يدخل الناس الاسلام؟اين ذلك السحر ياسادة؟
الثاني لماذا لم يات النصاري الان اوغيرهم بسورة من القران وقد مات رسول الله صلي الله عليه وسلم؟والمشاهد ان كلام السحر يتداوله السحرة ويتعلمونه ليعملوا به فلو كان القران سحرا لاتي الناس بمثله؟
18-لماذا دعا رسول الله ان يعز الله الاسلام باحب العمرين اليه وهما عمروبن هشام وعمر بن الخطاب لماذا لم يسحر عمربن الخطاب بل دعا له؟
اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك : بأبي جهل أو بعمر ، قال فكان أحبهما إليه عمر
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: فتح الباري لابن حجر - الصفحة أو الرقم: 7/59
خلاصة حكم المحدث: في إسناده خارجة بن عبد الله صدوق فيه مقال ، لكن له شاهد اللهم أعز الإسلام بأبي جهل بن هشام أو بعمر بن الخطاب فأصبح عمر فغدا على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 5/402
خلاصة حكم المحدث: [حسن كما قال في المقدمة]
اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب فكان أحبهما إلى الله عمر بن الخطاب
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 8/60
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب قال وكان أحبهما إليه عمر
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3681
خلاصة حكم المحدث: صحيح
19_ايكون رسول الله ساحرا والقران يحرم السحر والساحر في الاسلام يقتل ايناقض قوله فعله؟
20_لقد سحر رسول الله صلي الله عليه وسلم فلماذا لم يعالج السحر بالسحر بل انتظر الي ان نزل جبريل وعالجه بالحديث(باسم الله ارقيك )
21_ان القران نفسه الذي خرج من في رسول الله صلي الله عليه وسلم وكذلك التعويذات النبوية الواردة لعلاج السحر والحسد مثل(اعيذكم بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة)للحسن والحسين وغير ذلك من الرقي فهذا يدل علي كذب صاحب الشبهة
22_كيف يكون ساحرا والله يقول له في القران(وان يكاد الذين كفروا ليزلقونك بابصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون انه لمجنون)فهؤلاء الكفار في هذا المشهد الذي يصوره القران يريدون ان ينالوا من رسول الله صلي الله عليه وسلم عن طريق العين وهو الحسد فلو كان ساحرا لما هموا بذلك
23_لوكان ساحرا لما قال الله له( والله يعصمك من الناس)لكان سحره عصمه
24_لوكان ساحرا لماترك عقبة يضع القاذورات وسلا الجزور علي ظهره وهو ساجد ويتمايل القوم من كثرة الضحك
25-لوكان ساحرا لماحبس في الشعب جائعا هو وزوجته وقومه حتي اكلوا ورق الشجر من الجوع
الرد عليها
ينبغي علينا أن نعرف أعداءنا الذين يحقدون علينا، ويكرهوننا ويكرهون ديننا ونبينا، ويشوهون كل ذلك أمام النَّاس والتاريخ، ثم يتظاهرون أمام الجميع بأنهم الباحثون المنصفون، والدارسون المتخصصون حَتَّى في ديننا وعلومنا ولغتنا، ولكن من وجهة نظهرهم هم، ومن العجب أن تسمح الأمة لأبنائها وبناتها - في طور انحدارها الذي تعيشه- بإرسالهم إلى ديار الحقد والمكر والخداع، ديار أدعياء الحرية والديموقراطية، ونحن بهذا لا نذم البلاد ولا الشعوب، إنما نذم القوانين التي تنهار بسرعة وتتبدل بسرعة وتموت بسرعة أمام شهوات الانتقام والاحتيال والاستغلال والأطماع التي تخطط لها عقول وكفاءات متخصصة من أجل السيطرة على أمة الإسلام وإخضاعها لنزوات المتسلطين في النظام العالمي الجديد، والذين لا هم لهم سوى أنفسهم أو مصالح أعداء الإسلام والمسلمين.
لقد امتدت ألسنة المستشرقين وأقلامهم إلى شخص النَّبيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- كما فعل المشركون من قبل، وحاولوا جاهدين تشويه سيرته العطرة وأخلاقه العظيمة كي تنفر النَّاس من محبته والدخول في دينه أو الاطلاع عليه.
والعاقل المنصف الذي يعرف الإسلام ويقرأ عنه يرفض كل أقوال المستشرقين وافتراءاتهم التي تصب في هذا الاتجاه، لأنها تقطر حقدًا وسفاهة وعداوة بكل وضوح، إن الرَّسُول محمدًا -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- لم يكن ساحرًا ولا كاهنًا ولا شاعرًا، ولم يأت بسحر ولا كهانة ولا شعر، وذلك بشهادة الله -عز وجل-، وهو أصدق القائلين والشاهدين، وباعتراف أعدائه من المشركين.
وقال تعالى: {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ * وَلا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ * تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} الحاقة:41 - 43.
1_ولقد قال الوليد بن المغيرة بعد أن سمع القرآن من رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- : ما هذا بشعر ولا كهانة، إني أعرفكم بالشعر والكهانة والسجع، ثم قال عن القرآن: إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه ليعلو ولا يعلى عليه.
2_ثم إن القائلين بأنه سحر يعلمون تمامًا أن الساحر إذا سحر النَّاس سحرهم جميعًا، فسحرة فرعون سحروا كل من يشاهدهم حَتَّى نبي الله موسى -عليه الصلاة والسلام-: { فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاس وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ} الأعراف: 116.
حَتَّى إن نبي الله موسى -عليه السلام- كان : {يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى} طـه:66 3لكن النَّاس أمام دعوة النَّبيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- لم يؤمنوا كلهم، بل آمن أبو بكر وكفر أبو جهل، وهكذا، فلماذا وقع السحر على بعضهم دون البعض الآخر هذا على أنه ليس بسحر.
3_لكن النَّاس أمام دعوة النَّبيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- لم يؤمنوا كلهم، بل آمن أبو بكر وكفر أبو جهل، وهكذا، فلماذا وقع السحر على بعضهم دون البعض الآخر هذا على أنه ليس بسحر.
4_ايكون الرسول صلي الله عليه وسلم ساحراو القاعدة التي بثها المولى في قوله تعالى: {وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} [طه: 69] ، وفي معنى هذه القاعدة قوله تعالى ـ على لسان موسى ـ: {وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ} [يونس: 77].
وهذه القاعدة ـ أعني قوله تعالى: {وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} [طه: 69] ـ جاءت في تضاعيف قصة موسى مع سحرة فرعون في سورة طه، بعد أن واعدهم موسى، هو في خندق، وفرعون ومن معه من السحرة في خندق آخر، فلما اجتمعوا: {قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى (*) قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (*) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (*) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى (*) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (*)... الآيات} [طه: 65 - 69].
ووجه اطراد هذه القاعدة: أن المتقرر في علم النحو: أن الفعل إذا كان في سياق النفي فإن ذلك يكسبه صفة العموم، وهكذا الفعل (لا يفلح) فإنه جاء في سياق النفي، فدل ذلك على عمومه، فلن يفلح ساحر أبداً، مهما احتال، وتأمل كيف عمم ذلك بالأمكنة فقال: (حيث أتى).
وتأمل ـ وفقك الله وحفك بأوسمة رحمته ـ في سر اختيار الفعل (أتى) دون قوله ـ مثلاً ـ: حيث كان، أو حيث حل؛ ولعل السر في ذلك: من أجل مراعاة كون معظم أولئك السحرة مجلوبون من جهات مصر المختلفة، كما قال تعالى: {فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ} [الشعراء:38].
يقول العلامة الشنقيطي: ملعقاً على نفي الفلاح عن الساحر مطلقاً:
"وذلك دليل على كفره؛ لأن الفلاح لا ينفي بالكلية نفياً عاماً إلا عمن لا خير فيه وهو الكافر، ويدل على ما ذكرنا أمران:
الأول: هو ما جاء من الآيات الدالة على أن الساحر كافر، كقوله تعالى: {وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ} [البقرة: 102]. فقوله: {وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ} يدل على أنه لو كان ساحراً ـ وحاشاه من ذلك ـ لكان كافراً، وقوله {وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ} صريح في كفر معلم السحر.
الأمر الثاني: أنه عرف باستقراء القرآن أن الغالب فيه أن لفظة {لا يفلح} يراد بها الكافر، كقوله تعالى في سورة "يونس": {قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (*) قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ} [يونس: 68، 69] ، وقولِه في "يونس" أيضا: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ} [يونس: 17]".
أيْ قارئ المسطور:
كم هي الآيات التي تحدثت عن السحر والسحرة في كتاب الله تعالى؟! وأخبرت عن ضلالهم، وبوارهم وخوارهم، وخسارتهم في الدنيا والآخرة؟! ومع هذا فيتعجب المؤمن ـ أشد العجب ـ من رواج سوق السحر والسحرة في بلاد الإسلام!
وليس العجب من وجود ساحر أو ساحرة، فهذا لم يخل منه أفضل الأزمان،وهو الزمن الذي عاش فيه النبي صلى الله عليه وسلم، فضلاً عن غيره!
وليس العجبُ ـ أيضاً ـ من ساحر يسعى لكسب الأموال بأي طريق، وحيثما أتى!
لكن العجب من أمة تقرأ هذا الكتاب العظيم، وتؤمن بصدقه، وتقرأ ما فيه من آيات صريحة واضحة في التحذير من السحر وأهله، وبيان سوء عاقبتهم ومآلهم في الدنيا والآخرة، ومع ذلك يقف أبناء الأمة زرافاتٍ ووحداناً أما عتبات أولئك السحرة المجرمين؟! سواء أمام بيوتهم، أم أمام شاشات قنوات السحر والشعوذة، والتي سفرت فاجرة كافرة منذ فترة من الزمن! يلتمسون منهم التسبب في إيقاع الضر بأحد أو إزالته عن آخر، وكأن هؤلاء لم يقرأوا قول الله تعالى: {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُون} [البقرة: 102]!
5_وهكذا ومن خلال استعراض موقف المشركين من نبوة رسول الله r وما أثاروه من شبهات واهية لا أساس لها من الصحة فإنه يتبين لنا مدى تذبذبهم ، وتناقضهم ، وعدم استقرارهم على شبهة معينة فتارة يقولون عن رسول الله r ساحر ، وتارة يقولون مجنون ، وأخرى يقولون كاهن وهكذا حتى إنّ التاريخ يروي لنا أنهم اجتمعوا فيما بينهم حتى يستقروا على رأي معين ، وشبهة واحدة يرمون بها رسول الله r ومن ذلك ما رواه البيهقي ([6]) عن ابن عباس : " أنّ الوليد بن المغيرة اجتمع ونفر من قريش ، وكان ذا بأس وسنٍّ فيهم وقد حضر الموسم فقال : إنّ وفود العرب ستقدم عليكم فيه ، وقد سمعوا بأمر صاحبكم هذا فأجمعوا فيه رأياً واحداً ، ولا تختلفـوا فيكذب بعضكم بعضاً ، ويرد قول بعضكم بعضاً ، فقالوا : فأنت يا أبا عبد شمس فقـل ، وأقم لنا رأيا نقوم به ، فقال : بل أنتم فقولوا اسمع ، فقالوا : نقول كاهن ، فقال : ما هـو بكاهن لقد رأيت الكهان فما هو بزمزمة الكهان وسحره ، فقالوا : نقول مجنون ، فقال : وما هو بمجنون ولقد رأينا الجنون . وعرفناه فما هو بخنقه ولا تخالجه ولا وسوسته ، فقال : فنقول شاعر ، قال فما هو بشاعر وقد عرفنا الشعر برجزه ، وهزجه وقريضه ومقبوضه ومبسوطه فما هو بالشعر ، قال : فنقول ساحر ، قال : فما هو بساحر قد رأينا السحار وسحرهم فمـا هو بنفثه ولا عقده ، فقالوا ما تقول يا أبا عبد شمس ؟ قال : والله أن لقوله حلاوة ، وإن أصله لغدق وإن فرعه لجنا فما أنتم بقائلين من هذا شيئاً إلا عرف أنه باطل ، وإن أقرب القول لأن تقولوا ساحر ، فتقولوا هو ساحر يفرق بين المرء وبين أبيه ، وبين المرء وبين أخيه ، وبين المرء وبين زوجته ، وبين المرء وعشيرته فتفرقوا عنه بذلك ، فجعلوا يجلسون للناس حين قدموا الموسم لا يمر بهم أحد إلا حذروه إياه ، وذكروا لهم من أمره ، فأنزل الله عز وجل في الوليد بن المغيرة وذلك من قوله : { ذرني ومن خلقت وحيداً } ( إلى قوله ) { سأصليه سقر } . وأنزل الله في النفر الذين كانوا معه ، ويضيفون له القول في رسول الله r فيما جاء به من عند الله الذين جعلوا القرآن عضين أي أصنافاً {فوربك لنسألنهم أجمعين } أولئك النفر الذين يقولون ذلك لرسول الله r لمن لقوا من الناس ، قال : وصدرت العرب من ذلك الموسم بأمر رسول الله r وانتشر ذكره في بلاد العرب كلها " .
ومما يدل على اعتراف مشركي قريش بسيرة رسول الله صلي الله عليه وسلم العطرة ، وأنه ليس كما رموه به من أنواع التهم المختلفـة ما يرويه " البيهقي " أيضـاً عن " ابن عباس " قال : " قام النضر بن الحارث بن كلدة بن علقمة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي فقال : يا معشر قريش إنه والله لقـد نزل بكم أمر ما ابتليتم بمثله ، لقد كان محمد فيكم غلاماً حدثاً أرضاكم فيكم ، وأصدقكم حديثاً ، وأعظمكم أمانة حتى إذا رأيتم في صدغيه الشيب ، وجاءكم بما جاءكم قلتم ساحر لا والله ما هو بساحر ، قد رأينا السحرة ، ونفثهم وعقدهم ، وقلتم كاهن لا والله ما هو بكاهن ، قد رأينا الكهنة وحالهم ، وسمعنا سجعهم ، وقلتم شاعر لا والله ما هو بشاعر ، لقد رأينا الشعراء ، وسمعنا أصنافه كلها هزجه وقريضه ، وقلتم مجنون لا والله ما هو بمجنون لقد رأينا الجنون فما هو بخنقه ولا وسوسته ، ولا تخليطه يا معشر قريش انظروا في شأنكم فإنه والله لقد نزل بكم أمر عظيم " ([7]) .
وبذلك يتبين لنا أنَّ هؤلاء المشركين كانوا يعترفون فيما بينهم أن رسول الله r على حق ، وأنَّه لا يقول إلا الصدق ، ولكن الحسد والإصرار على ما كان عليه الآباء والأجداد ، دفعهم إلى اتخـاذ هذا الموقف من رسول الله r ومجاهرته بالعداء ، ومما يبين هذا البيهقي عن المغيرة بين شعبة قال : " إن أول يوم عرفت رسول الله r أني كنت أمشي أنا وأبو جهل بن هشام فقال رسول الله r لأبي جهل : يا أبا الحكم هلم إلى الله عز وجل وإلى رسوله أوعدك إلى الله ، قال أبو جهل : يا محمـد هل أنت منته عن سب آلهتنا ؟ هل تريد إلا أن نشهد أن قد بلغت ؟ فنحن نشهد أن قد بلغت ، فوالله لو أني أعلم أن ما تقوله حقاً ما اتبعتك فانصرف رسول الله r ، وأقبل عليَّ فقال : والله إنَّي لأعلم أن ما يقوله حق ولكن بني قصي قالوا فينا الحجابة فقلنا : نعم . فقالوا : فينا الندوة ، فقلنا : نعم . قالوا : فينا اللواء . فقلنا : نعم . قالوا فينا السقاية . فقلنا : نعم . ثم أطعموا فأطعمنا حتى إذا تحاكت الركب قالوا : منا نبي والله لا أفعل " ([8]) .
وهكذا تتعدد الروايات التي تبين لنا اعتراف المشركين بأن الرسول صلي الله عليه وسلم صادق فيما يبلغ عن ربه ، وأنَّ ما يقوله ليس بسحر ولا شعر ولا كهانة ولكن الإصرار على الباطل هو الذي دفعهم إلى إنكار أمر رسول الله r وقد بين الله تعالى موقفهم من نبوة رسوله عليه الصلاة والسلام أبلغ بيان في الآيات التالية : قال تعالى : {وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا * أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر لنا الأنهار خلالها تفجيرا * أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفاً أو تأتي بالله والملائكة قبيلاً * أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتاباً نقرؤه قل سبحان ربي هل كنت إلا بشراً رسولاً } ([9]) .
وبذلك يتضح تعنتهم ، وعنادهم ، وإصرارهم على الباطل الذي هم فيه رغم ما بذله رسول الله r من النصح والإرشاد لهم وإزاء موقف قريش من رسول الله r ، ورميهم له بشتى أنواع التهم فإننَّا نجد القرآن الكريم يبين لرسوله عليه الصلاة والسلام أنَّ هذه هي الطريقة التي أتبعها الكفار على مدى العصور السابقة فاتخذوا من رسلهم موقف المكذبين ورموهم بأنواع التهم التي رمى بها رسول الله r وما ذاك إلا لتشابه قلوبهم يقول تعالى : {ثم أرسلنا رسلنا تترا كل ما جاء أمة رسولها كذبوه } ([10]) .
بين تعالى أن ما قاله مشركو قريش في رسول الله r سبق أن قاله المكذبون للرسل السابقين عليهم الصلاة والسلام ومن ذلك مثلاً أنَّ موسى u رماه قومه بالسحر كما قال تعالى : { فلما جاءتهم آياتنا مبصرة قالوا هذا سحر مبين } ([11]) . وكذلك اتهمه فرعون بالجنون كما أخبر تعالى عنه في قوله تعالى : { قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون } ([12]) .
وكذلك نوح عليه الصلاة والسلام رماه قومه بالجنون كما قال تعالى عنهم أنهم قالوا : {إن هو إلا رجل به جنة فتربصوا به حتى حين } ([13]) .
وكذلك هودعليه الصلاة والسلام رمى بالجنون أيضاً قال تعالى على لسان قومه : {إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء } ([14]) .
وهكذا تشابهت أقوال أهل الباطل والضلال كما تشابهت قلوبهم وليس أمام الرسل عليهم الصلاة والسلام إلا الصبر على أذاهم ، وتحمل ذلك في سبيل الله ، وعدم التأثر بما يقولـون ، والثبات على ما أوحـى الله به إليهم ، والأعراض عنهم والاستعانة على ذلك بذكر الله .
يقول تعالى مخاطباً رسوله عليه الصلاة والسلام : { فاصبر إن وعد الله حق فإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا يرجعون } ([15]) .
وقال تعالى : {فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون }([16]).
وقال تعالى : { فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم }([17]) .
فأمر تعالى رسوله r بالصبر على ما يقولون فإن الله تعالى مطلع على جميع ما يفعلونه ، وما يتلفظون به من أكاذيب وستكون العاقبة له ولمن اتبعه من المسلمين .
[1]) سورة الحجر : آية : 6 .
([2]) سورة القلم : آية : 51 .
([3]) سورة سبأ : آية : 7-8 .
([4]) سورة الأعراف : آية : 184 .
([5]) روح المعاني ، ج9/128 .
([6]) انظر دلائل النبوة ، 1/447 .
([7]) دلائل النبوة ، 1/448 .
([8]) نفس المصدر ، ص453 .
([9]) سورة الإسراء : آية : 90-93 .
([10]) سورة المؤمنون : بعض آية : 44 .
([11]) سورة النمل : آية : 13 .
([12]) سورة الشعراء : آية : 27 .
([13]) سورة المؤمنون : آية : 25 .
([14]) سورة هود : بعض آية : 54 .
([15]) سورة غافر : آية : 77 .
([16]) سورة الروم : آية : 60 .
([17]) سورة القلم : آية : 48 .
6_
وهذه الصفات التي وصفه بها كفار قريش لما جاءهم بالحق ولم يستطيعوا له رد فجنحوا إلى هذه التهم والأوصاف حتى يصدوا الناس عنه إذ أنه لا يجلس إليه أحد فيعرض عليه الإسلام ويقرأ القرآن على مسامعه إلا أخذ بلب جليسه وأسر قلبه فأراد المعاندون بإثارة هذه الشبهة أن يصدوا الناس عن الجلوس إليه وسماعه خاصة في المواسم التي يجتمع فيها الناس من أنحاء الجزيرة العربية.
هذا عتبة بن ربيعة جاء مندوباً لقريش لمفاوضة النبي صلى الله عليه وسلم حتى يترك دعوته
أرسلت قريش ، عتبة بن ربيعة - وهو رجل رزين هادىء - فذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يا ابن أخي ، إنك منا حيث قد علمت من المكان في النسب ، وقد أتيت قومك بأمر عظيم فرقت به جماعتهم ، فاسمع مني أعرض عليك أمورا لعلك تقبل بعضها . إن كنت إنما تريد بهذا الأمر مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا . وإن كنت تريد شرفا سودناك علينا فلا نقطع أمرا دونك . وإن كنت تريد ملكا ملكناك علينا . وإن كان هذا الذي يأتيك رئيا تراه لا تستطيع رده عن نفسك ، طلبنا لك الطب ، وبذلنا فيه أموالنا حتى تبرأ . فلما فرغ قوله تلا رسول الله عليه الصلاة والسلام صدر سورة فصلت : { حم . تنزيل من الرحمن الرحيم ، كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون . بشيرا ونذيرا ؛ فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون . وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه ، وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون . قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلى أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه ، وويل للمشركين . الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون . . } .
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: فقه السيرة - الصفحة أو الرقم: 107
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن
وعاد عتبة إلى أصحابه فقال بعضهم لبعض: نحلف بالله قد جاءكم أبا الوليد بغير الوجه الذي ذهب به. فلما جلس إليهم قالوا: ما وراءك يا أبا الوليد؟ قال: ورائي أني سمعت قولاً والله ما سمعت مثله قط، والله ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا بالكهانة، أطيعوني واجعلوها لي، وخلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه فاعتزلوه فو الله ليكونن لقولـه الذي سمعت منه نبأ عظيم.
فهذا عتبة بن ربيعة وهو من صناديد قريش وسادتهم بعدما سمع القرآن وجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم ينفي أن يكون شاعراً أو كاهناً أو ساحراً.
وهذا النضر بن الحارث سيد آخر من سادة قريش وكبير من كبرائهم ممن كفر حسداً وحقداً يقوم في قريش ذات يوم ويقول: يا معشر قريش إنه والله قد نزل بكم أمر ما أتيتم له بحيلة بعد، فقد كان فيكم محمد غلاماً حدثاً، أرضاكم فيكم وأصدقكم حديثاً وأعظمكم أمانة حتى إذا رأيتم في صدغه الشيب. وجاءكم بما جاءكم به قلتم ساحر لا والله ما هو بساحر لقد رأينا السحرة ونفثهم وعقدهم، وقلتم كاهن، لا والله ما هو بكاهن قد رأينا الكهنة وتخالجهم وسمعنا سجعهم. وقلتم شاعر، لا والله ما هو بشاعر قد رأينا الشعر وسمعنا أصنافه كلها هزجه ورجزه. قلتم مجنون لا والله ما هو بمجنون لقد رأينا الجنون فما هو بخنقه ولا وسوسته ولا تخليطه. يا معشر قريش فانظروا في شأنكم فإنه والله قد نزل لكم أمر عظيم. فهذه شهادتين من أعدى أعداءه تثبت كذبهم وافتراءهم عليه سيرة ابن هشام..
7_لوكان رسول الله صلي الله عليه وسلم ساحرا لسحر عمه ابا طالب فدخل الاسلام ولكن هذا لم يحدث
8_لوكان ساحرا لما احتاج الي القتال في بدر وفاز وهو في المدينة
9_لوكان ساحرا لما كسرت رباعيته في احد ولما دخلت حلقتا المغفر في وجنتيه بابي هو وامي حبيبي يارسول الله
10_لو كان ساحرا لما سحرته اليهود علي يد لبيد بن الاعصم
11_اختر ايها النصراني واحدة من اثنتين
الاولي لو كان الرسول ساحرا لماذا لم يسحر ابا جهل وغيره ممن لم يؤمن به الجواب باحتمال من اثنين
اما ان الرسول سحره اقوي منهم فاسالك ياانشتاين العصر لماذا لم يسحرهم؟ويؤمنوا به؟
او ان سحرهم اقوي منه فلماذا لم يصيروا انبياء؟بدلا منه؟
12_هل اتهم رسول الله بالسحر قبل البعثة؟
الجواب لا لانه ليس بساحر
13-الساحر يخطيء رسولنا لم يخطيء في الغيبيات ولا في غيرها
14-الساحر يؤثر علي من امامه فلماذا لم يات احد من معاصري القران في زمن رسول الله صلي الله عليه وسلم بمثل القران او عشر سور او سورة؟
15_الساحر يئثر بالمرض او الخرس للمسحور اما ان يجعله لاياتي بمثل القران فلا بدليل انهم كانوا يصوغون الاشعار في زمن المختار بل ان بعضهم راح يحاول لياتي بسورة مثل القران من امثال مسيلمة الكذاب وغيره
16_ قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم محارب بن خصفة , فجاء رجل منهم يقال له : غورث بن الحارث حتى قام على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف , فقال : من يمنعك مني ؟ قال : الله , فسقط السيف من يده , فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ومن يمنعك مني ؟ قال كن خير آخذ . قال : أتشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ؟ قال : لا , ولكني أعاهدك ألا أقاتلك ولا أكون مع قوم يقاتلونك . فخلى سبيله , فأتى قومه فقال : جئتكم من عند خير الناس . فلما حضرت الصلاة صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف , فكان الناس طائفتين : طائفة بإزاء العدو , وطائفة صلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . فصلى بالطائفة الذين معه ركعتين , وانصرفوا , فكانوا مكان الطائفة الذين كانوا بإزاء العدو , ثم انصرف الذين كانوا بإزاء العدو فصلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين , فكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم أربع ركعات , وللقوم ركعتين ركعتين
الراوي: جابر بن عبدالله الأنصاري المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/567
خلاصة حكم المحدث: [أشار في المقدمة إلى صحته]وله طرق اخري عند البخاري ومسلم بالفاظ اخري فليرجع لها من شاء
والسؤال لماذا ترك رسول الله هذا الرجل ولم يسحره؟ان كان ساحرا؟
17-يبقي لي سؤال او اثنان
الاول انتهي زمن رسول الله صلي الله عليه وسلم ولحق بالرفيق الاعلي فلماذا يدخل الناس الاسلام؟اين ذلك السحر ياسادة؟
الثاني لماذا لم يات النصاري الان اوغيرهم بسورة من القران وقد مات رسول الله صلي الله عليه وسلم؟والمشاهد ان كلام السحر يتداوله السحرة ويتعلمونه ليعملوا به فلو كان القران سحرا لاتي الناس بمثله؟
18-لماذا دعا رسول الله ان يعز الله الاسلام باحب العمرين اليه وهما عمروبن هشام وعمر بن الخطاب لماذا لم يسحر عمربن الخطاب بل دعا له؟
اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك : بأبي جهل أو بعمر ، قال فكان أحبهما إليه عمر
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: فتح الباري لابن حجر - الصفحة أو الرقم: 7/59
خلاصة حكم المحدث: في إسناده خارجة بن عبد الله صدوق فيه مقال ، لكن له شاهد اللهم أعز الإسلام بأبي جهل بن هشام أو بعمر بن الخطاب فأصبح عمر فغدا على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 5/402
خلاصة حكم المحدث: [حسن كما قال في المقدمة]
اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب فكان أحبهما إلى الله عمر بن الخطاب
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 8/60
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب قال وكان أحبهما إليه عمر
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3681
خلاصة حكم المحدث: صحيح
19_ايكون رسول الله ساحرا والقران يحرم السحر والساحر في الاسلام يقتل ايناقض قوله فعله؟
20_لقد سحر رسول الله صلي الله عليه وسلم فلماذا لم يعالج السحر بالسحر بل انتظر الي ان نزل جبريل وعالجه بالحديث(باسم الله ارقيك )
21_ان القران نفسه الذي خرج من في رسول الله صلي الله عليه وسلم وكذلك التعويذات النبوية الواردة لعلاج السحر والحسد مثل(اعيذكم بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة)للحسن والحسين وغير ذلك من الرقي فهذا يدل علي كذب صاحب الشبهة
22_كيف يكون ساحرا والله يقول له في القران(وان يكاد الذين كفروا ليزلقونك بابصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون انه لمجنون)فهؤلاء الكفار في هذا المشهد الذي يصوره القران يريدون ان ينالوا من رسول الله صلي الله عليه وسلم عن طريق العين وهو الحسد فلو كان ساحرا لما هموا بذلك
23_لوكان ساحرا لما قال الله له( والله يعصمك من الناس)لكان سحره عصمه
24_لوكان ساحرا لماترك عقبة يضع القاذورات وسلا الجزور علي ظهره وهو ساجد ويتمايل القوم من كثرة الضحك
25-لوكان ساحرا لماحبس في الشعب جائعا هو وزوجته وقومه حتي اكلوا ورق الشجر من الجوع