لاحظ دكتورنا الحبيب شعبية يسوع الطاغية فى الاصحاح الحادي عشر من إنجيل مرقس :

7 فاتيا بالجحش الى يسوع والقيا عليه ثيابهما فجلس عليه. 8 وكثيرون فرشوا ثيابهم في الطريق.واخرون قطعوا اغصانا من الشجر وفرشوها في الطريق. 9 والذين تقدموا والذين تبعوا كانوا يصرخون قائلين اوصنا.مبارك الاتي باسم الرب. 10 مباركة مملكة ابينا داود الاتية باسم الرب اوصنا في الاعالي

بل و الاصحاح الرابع عشر يحمل بداية المؤامرة بينما شعبية يسوع كانت فى أوجها حيث يقول مرقس :
1 وكان الفصح وايام الفطير بعد يومين.وكان رؤساء الكهنة والكتبة يطلبون كيف يمسكونه بمكر ويقتلونه. 2 ولكنهم قالوا ليس في العيد لئلا يكون شغب في الشعب

للرفع يا دكتور

أتقدم نيابة عن الدكتور أمير في الرد ..
ولو كانت هناك إضافات عنه أو عند أحد من الأعضاء الكرام فليتفضل ..

يرى بعض "الباحثين" من النصارى أن ذلك كان بسبب قيام رؤساء اليهود وأغلبية الفريسيين - الذي لم يقبلوا المسيح هادياً ومعلماً - بتأليب اليهود ضد المسيح ..
هذا إلى جانب وضوح المبالغة النسبية في كلمة (الشعب) ..

بارك الله فيك أخي الحبيب
و اريد النصوص التي تدل على ذلك
و لماذا كرهه الشعب فجاة و طلبوا صلبه؟؟

لا يوجد نصوص تدل على ذلك صراحةً .. إنما هي محض استنتاجات ..
وذلك لأن المسيح كان من وجهة نظر " الشعب " الرجل العظيم الطاهر الذي يحمل كرامات ويشفى الناس ويعلمهم و و و و ..
حتى اللحظة التي طهر فيها الهيكل من ما كان يحدث فيه من تجاوزات وطرد الباعة .. فطبيعي أن يشعر أفراد " الشعب " بالخوف على مصالحهم ..
فليس هذا الرجل الذي سيقوم بتحرير " الشعب " كزعيم وملك ومخلص من سلطة الرومان .. بل رجل جاء ليزدهم هموما .. من تعاليم والتزامات " وتهديد مستمر بأن هذه الأمة اليهودية إلى زوال وستؤول إلى غيرهم وأن "يوم الرب" آت عليهم بالويلات والخراب .. فمن المنطقي أن ينقلبوا عليه ..
وهي وجهة نظر صحيحة في ضوء ما هو معروف في تاريخ الأنبياء جميعاً .. فعادة ما يبدأ النبي مع قومه سمنا على عسل .. ثم بعد ذلك يكون الانقلاب الكلي عليه عندما تتعارض مصالحهم مع تعاليمه ورسالته ..

تعليم المسيح كان مرغوباً فيه و كراماته كانت لليهود
أي أنه يثبت لهم انه معهم
فكيف ينادون بصلبه بعدما رأووا الأيات
و المشكلة انها جاءت فجأة دون أي ثورة
منعطف حاد جداً في الأناجيل فعلا

أخي الكريم

السلام عليكم

اسمح لي ببعض ما أظنه جوابا

أولا: يجب أن نزيل من تفكيرنا الصورة الشعبية للمسيح التي رسمتها الاناجيل الاربعة , فهي بعيدة كل البعد عن المنطق والتاريخ , واليوم تضمحل الادلة على يسوع التاريخ. وعليه نلتزم بصورة منطقية لمكانة المسيح عليه السلام وحضوره الجماهيري , وصورة المسيح في القرآن الكريم هي الاقرب والادق تاريخيا.علينا أيضا أن لا نثق جدا في قول الاناجيل أن حضور الجماهير ورؤساء الكهنة وجميع طبقات الشعب وحكاية كتابة لوحة فوق الصليب بثلاث لغات وغير ذلك , فهي من ضمن المبالغات الانجيلية , فهي التي جعلت المسيح نجما بين الجماهير , وجعلت الجماهير يتدافعون لمشاهدة وداع نجم النجوم.

ثانيا: وعليه فالصورة المنطقية هي أن نبيا من الانبياء ( هناك على الاقل ثلاثة زمن المسيح) الذي لم يكن من النادر أن يقتلوا ,جرت محاولة لصلبه وحدث أن طالب الحضور بصلبه ( حسب القصة الانجيلية ) , والسؤال هو ( لماذا يطالب الناس بصلب المسيح مع وجود مؤمنين به ؟ أين ذهبوا؟)

ثالثا: اسمح لي هنا أن أقدم بعض الاراء والملاحظات:

1- احتفاظ الكثير من اليهود باتهام السيدة مريم بالفاحشة كان مازال مؤثرا في صورة المسيح بين اليهود.

2- معارضة المسيح لمعظم فرق اليهود الكبرى ( التي لها اتباع بالتاكيد).

3- تعود اليهود على قتل الانبياء , شكل أرضية خصبة للقبول باضافة شخص جديد.

4- اعتماد المسيح لايمان المؤمنين اليهود البسطاء لم يقنع الناس بوجود تغيير جوهري ,ووجود غيره من الانبياء في زمنه , وبالتالي نتج عدم الاهتمام لدى الناس ( ما الجديد؟ ).

5- وقوف المجلس اليهودي الاعلى ( السنهدرين) ضد دعوة المسيح ( والمجلس هو الممثل الرسمي لليهود طبعا وله كلمته المسموعة كمجلس من 71 عضو وكاهن).

6- اتباع المسيح معظمهم بسطاء وغير متعلمين ( صيادين وعشارين ومنبوذين) , وبالتالي ليس لهم أهمية اجتماعية.

7- قصر الفترة الزمنية لدعوة المسيح ( 3 سنوات تقريبا فقط) , مما يعني أنها ما زالت جديدة ولم تكسب المزيد من الاتباع.

8- خوف الحاكم الروماني من ثورات اليهود السياسية جعلهم يتدخلون فورا وبقوة ( هذه القوة تخيف الناس والعامة من أي تفكير للمعارضة ).

9- دفع رؤساء الكهنة والزعماء اليهود لأنصارهم للميدان وحضور المحاكمة. ( وبالتالي قلة الانصار).

10- السكوت المفاجىء للمصلوب وقت الصلب , وعدم دفاعة حتى عن نفسه ( مما عزز الاتهامات ضده).

11- وأخير الافراد المتجمعون في جماعات ليس لهم تفكير عقلاني. فالبدراسة النفسية والاجتماعية توصل العلماء أن الحشود المهتاجة تتبع الرأي الاعلى صوتا في الحضور , وعندما تتكلم الاغلبية ( أو حتى الاعلى صوتا ) يفقد الاخرون زمام المبادرة والاعتراض , وهذا ما حدث.


والله تعالى أعلى وأعلم.

يوحنا 11:18 ان تركناه هكذا يؤمن الجميع به فياتي الرومانيون وياخذون موضعنا وامتنا.<A name=ver49>

الخوف من تهديد مصالحهم و ذهاب سلطانهم، وإشاعة أن النبي عيسى عليه السلام إدعى أنه ابن الله وهو لم يقل ذلك ، مما أدى إلى كراهية الشعب له.

أحسنت أحسن الله إليك أخي محمد .. بارك الله فيك ..

ما دخل الرومانيون في مسألة دينية بحتة ... ؟

أعتقد ان الأمور يمكن ان تفهم هكذا ،
اليهود كانوا ينقسمون إلي طبقتين ؛طبقة الشعب و العامة و طبقة الكهنة و أصحاب المال و النفوذ .
العلاقة التي تربط بين الطبقة الثانية و الامبراطورية الرومانية و حكامها كانت علاقة منفعة متبادلة . . الحكام الرومان يحتاجون الكهنة و الأثرياء في حكم طبقة الشعب و السيطرة عليها اما بالارهاب الديني و ممارسة الكهنوت و اما بالتحكم في حركة المال في اوساط الشعب . . و في الوقت ذاته فإن قرب تلك الطبقة العليا من الحكام الرومان قد زاد نفوذها نفوذا و صارت أكثر رهبة في صدور الشعب .
اما عن الشعب فهو قليل المنعة غارق في ديون العشارين .
هذا من وجه . . و من ناحية أخرى أعتقد انه يجب ان نعلم ان العلاقة التي تربط اليهود - بطبقاتهم المختلفة - مع الدين و الله هي علاقة غير متينة على الاطلاق و مبنية من الأساس على المادية و المنفعة المتبادلة . . و هذا يتضح جليا منذ اتاهم موسى عليه السلام . . لقد كانت طاعتهم له و خروجهم معه من مصر إنما لأنها باب الخلاص الوحيد الذي فتحه الرب أمامهم للهروب من طغيان فرعون و استعباده . . و لم تكن تلك الطاعة هي وليدة إيمان حقيقي و عقيدة راسخة . . لذا من الطبيعي اننا نراها تنهار عند أول صدمة و ربما تتحول إلي التمرد. . . و من أدلة هذه العقيدة الضعيفة عبادتهم العجل بعد ان تركهم موسى اياما معدودة . . ثم معصيتهم اياه في حرب العماليق و قولهم " اذهب أنت و ربك فقاتلا " . . ثم رفضهم غفران الله لهم عند دخول القدس و تبديلهم قولا غير الذي قيل لهم . . و من قبلها رفضهم قبول التوراة حتى رفع الله الجبل فوق رؤوسهم . . و رفضهم أيضا ذلك الطعام الذي كان يأتيهم من السماء و استبدالهم الذي هو أدني بالذي هو خير ! . . . الحوادث تطول . و ما أريد ان اقوله هو ان هذا يعطينا فكرة عن نوعية العلاقة المادية التي ارادها اليهود مع الله . . و متى انتفت مصلحتهم المباشرة يعلنون العصيان بلا أدني مشكلة .
و الآن نرجع إلي قصة عيسى عليه السلام .
من الواضح ان اليهود كانوا في بداية الأمر ينظرون إلي عيسى عليه السلام على انه المسيح المنتظر . .
و المسيح المنتظر لم يكن في تخيلهم أكثر من شخص مؤيد من يهوه . . ملك عظيم يرجع معه ملك داوود ، و هذا يتضح من الطريقة التي استقبلوا بها يسوع حين دخل القدس : مرقس 11 العدد العاشر يعبر عن ذلك صراحة " مباركة مملكة أبينا داوود الآتية باسم الرب " . . انهم كانوا ينتظرون ملكا .
بالنسبة لطبقة الشعب . . كانت معجزات يسوع الباهرة تدل بقوة انه المسيح المنتظر الذي سوف يعيد مجد بني اسرائيل .
لكن الجميع فوجئ بأن يسوع لم يأت طالبا ملكا أو مجدا . . لقد كان كل دوره في نظرهم هو الوعظ و تشجيع الناس على التوبة .
و بالنسبة للطبقة العليا فإن تحدي يسوع العلني لهم في المجامع قد بدأ يهدد سلطانهم و سطوتهم على الشعب و يضيع رهبة الناس منهم .
و الآن بدأ الطرفان في إعادة الحسابات . . بالنسبة للكهنة يسوع يمثل خطرا و ينذر بحركة تحرر و ثورة . . انه خطر و لابد ان يزول . . خاصة و انه قد ظهر لهم انه ليس الملك المسيح الذي ينتظرونه - و مازالوا - . . انه مجرد واعظ آخر مثل يحيى و زكريا .
بالنسبة للشعب . . فإن الشعب فضل ان يكون مع الطرف الرابح . . انها حسابات مادية صرفة . . ان يسوع لم يذكر الملك مرة واحدة . . الصورة التي كان الشعب رسمها له على أساس انه سوف ينقذهم و يكون لهم مملكة يهودية خالصة - دولة اسرائيل الآن - بدأت تتلاشى . . و ربما كان المسمار الأخير في نعش هذا التصور هو المنظر المهين الذي وضع فيه يسوع حين القبض عليه و محاكمته علنا كما لو انه لص . . كلا . . كلا لا يمكن ان يكون هذا ملكنا المنتظر .
و بعبارات أخرى . . فإنه بالضبط كما كان تجمع بني اسرائيل حول موسى هو تجمع لا من أجل توبة حقيقية أو إيمان حقيقي بل من أجل مستقبل أفضل و حياة ارقى . . كذلك كان الحال في التفافهم حول يسوع . . من أجل مصلحة مأمولة . .
ان هذه الطبيعة المادية التي تحكم علاقة اليهود مع الأنبياء نراها ظاهرة أيضا في جميع الأناجيل مع يسوع . . انه في طول الأناجيل و عرضها نجد ان الجماهير التي كانت تأتي كانت تلتمس مصالح مادية . . الأناجيل تروي قصص متعددة لأناس جاءوا يسوع . هذا أبرص و هذا مفلوج و هذا أعمى و هذا به روح شريرة . . كلهم يطلبون شفاء الاسقام . . لكن لا تروي الأناجيل شيئا عن أحد جاء يطلب مغفرة من الله أو ينشد طريق التوبة - باستثناء الرواية الغريبة عن تلك المرأة التي جلست تحته تدعك قدميه بشعرها ! ! ! - .
لقد كان صلب يسوع هو الحل الأفضل لمعادلة المصالح .
و بمعنى آخر إذا لم يأت يسوع بالملك فلسنا بحاجة للغفران ! ! .

جزاكم الله خيراً إخوتي
و لكن حتى لو كان السبب هو تهديد يسوع لمصالحهم
فهذا لا يعني أن هذا سبب صلبه الظاهر امام الناس
فليس من المعقول أن يقول اليهود نريد صلب يسوع لأنه يهدد مصالحنا ؟؟
فيبقى السؤال قائماً

ما تهمة يسوع التي دعت لصلبه؟

يوجد دليل في العهد الجديد على أن السبب الظاهري هو "التجديف"، طبعاً هذ ظاهريا ًأمام الشعب اليهودي، لكن السبب الحقيقي هو المصالح والحلف مع الدولة الرومانية، وخذ في عين الإعتبار أن يسوع في الأناجيل

كان سيسبب مشلكة للكهنة وسيلغي دورهم الديني والسياسي ، مما سيؤدي إلى إضطراب الحلف بين الشعب اليهودي والدولة الرومانية وسيخلط الأوراق، لأنه في حال تمكن يسوع في الأناجيل حشد التأييد و والأتباع من اليهود، سيكون ذلك بمثابة ثورة

على تسلط الكهنة الفاسدين مما سيؤدي بالنتيجة إلى ضياع الحلف مع الدولة الرومانية.