الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ (دراسة جديدة)

[أبو حمزة]

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد
نقد قصة الثلاثين من الفضة نقداً شاملاً
أحب أولاً أن أضع مشاركة الحبيب دكستر فى هذا الموضوع( أسأل الله أن يرجع إلينا سالماً بإذن الله)

حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى يَهُوذَا الَّذِي أَسْلَمَهُ أَنَّهُ قَدْ دِينَ ،نَدِمَ وَرَدَّ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخِ قَائِلاً: ((قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُ دَماً بَرِيئاً)). فَقَالُوا: ((مَاذَا عَلَيْنَا؟ أَنْتَ أَبْصِرْ!)) فَطَرَحَ الْفِضَّةَ فِي الْهَيْكَلِ وَانْصَرَفَ ،ثُمَّ مَضَى وَخَنَقَ نَفْسَهُ. فَأَخَذَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ الْفِضَّةَ وَقَالُوا: ((لاَ يَحِلُّ أَنْ نُلْقِيَهَا فِي الْخِزَانَةِ لأَنَّهَا ثَمَنُ دَمٍ)).7فَتَشَاوَرُوا وَاشْتَرَوْا بِهَا حَقْلَ الْفَخَّارِيِّ مَقْبَرَةً لِلْغُرَبَاءِ. لِهَذَا سُمِّيَ ذَلِكَ الْحَقْلُ ((حَقْلَ الدَّمِ)) إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا النَّبِيِّ الْقَائِلِ : ((وَأَخَذُوا الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ ،ثَمَنَ الْمُثَمَّنِ الَّذِي ثَمَّنُوهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَأَعْطَوْهَا عَنْ حَقْلِ الْفَخَّارِيِّ ،كَمَا أَمَرَنِي الرَّبُّ)).



إن الذي كتب هذه الرواية قد أخطأ خطأً فاحشاً عندما نسب الثلاثين من الفضة إلى إرميا النبي، ذلك أنها وردت في سفر زكريا و ليس سفر إرميا! و نحن بدورنا نسأل الفاتيكان المدافع الأول عن الأناجيل ، الذي أصدر وثيقته المعروفة في الدفاع عنها سنة (1962-1965) و نسأل جميع المدافعين عن الأناجيل و القائلين بأنها وحي منزه عن الخطأ ، نسألهم أن يفسروا لنا هذا الغلط و كيف يسكتون عليه و هو يتكرر في كل طبعة جديدة و سيبقى هذا حاله! ألا يستطيع الروح القدس أن يميز بين إرميا و زكريا؟



و كما عودنا كاتب هذا الإنجيل في انتزاع أعداد العهد القديم التي توافق غرضه و ترك الباقي، و الزعم بأن ما انتزعه هو نبوءة وردت في العهد القديم عن المسيح.. إن هذا النص ليس نبوؤة عن يهوذا و لا عن بيع المسيح إطلاقاً، إنما هو شرح حال وقع قبل آلاف السنين مع النبي زكريا الذي يسرد ما حدث بينه و بين شعبه ، و هذا هو النص: [11: 4-14]



َكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلَهِي: ((ارْعَ غَنَمَ الذَّبْحِ الَّذِينَ يَذْبَحُهُمْ مَالِكُوهُمْ وَلاَ يَأْثَمُونَ وَبَائِعُوهُمْ يَقُولُونَ: مُبَارَكٌ الرَّبُّ! قَدِ اسْتَغْنَيْتُ. وَرُعَاتُهُمْ لاَ يُشْفِقُونَ عَلَيْهِمْ. لأَنِّي لاَ أُشْفِقُ بَعْدُ عَلَى سُكَّانِ الأَرْضِ يَقُولُ الرَّبُّ بَلْ هَئَنَذَا مُسَلِّمٌ الإِنْسَانَ كُلَّ رَجُلٍ لِيَدِ قَرِيبِهِ وَلِيَدِ مَلِكِهِ فَيَضْرِبُونَ الأَرْضَ وَلاَ أُنْقِذُ مِنْ يَدِهِمْ)). فَرَعَيْتُ غَنَمَ الذَّبْحِ. لَكِنَّهُمْ أَذَلُّ الْغَنَمِ. وَأَخَذْتُ لِنَفْسِي عَصَوَيْنِ فَسَمَّيْتُ الْوَاحِدَةَ ((نِعْمَةَ)) وَسَمَّيْتُ الأُخْرَى ((حِبَالاً)) وَرَعَيْتُ الْغَنَمَ. وَأَبَدْتُ الرُّعَاةَ الثَّلاَثَةَ فِي شَهْرٍ وَاحِدٍ وَضَاقَتْ نَفْسِي بِهِمْ وَكَرِهَتْنِي أَيْضاً نَفْسُهُمْ. فَقُلْتُ: ((لاَ أَرْعَاكُمْ. مَنْ يَمُتْ فَلْيَمُتْ وَمَنْ يُبَدْ فَلْيُبَدْ. وَالْبَقِيَّةُ فَلْيَأْكُلْ بَعْضُهَا لَحْمَ بَعْضٍ!)). فَأَخَذْتُ عَصَايَ ((نِعْمَةَ)) وَقَصَفْتُهَا لأَنْقُضَ عَهْدِي الَّذِي قَطَعْتُهُ مَعَ كُلِّ الأَسْبَاطِ. فَنُقِضَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ. وَهَكَذَا عَلِمَ أَذَلُّ الْغَنَمِ الْمُنْتَظِرُونَ لِي أَنَّهَا كَلِمَةُ الرَّبِّ. فَقُلْتُ لَهُمْ: ((إِنْ حَسُنَ فِي أَعْيُنِكُمْ فَأَعْطُونِي أُجْرَتِي وَإِلاَّ فَامْتَنِعُوا)). فَوَزَنُوا أُجْرَتِي ثَلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ. فَقَالَ لِي الرَّبُّ: ((أَلْقِهَا إِلَى الْفَخَّارِيِّ الثَّمَنَ الْكَرِيمَ الَّذِي ثَمَّنُونِي بِهِ)). فَأَخَذْتُ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ وَأَلْقَيْتُهَا إِلَى الْفَخَّارِيِّ فِي بَيْتِ الرَّبِّ. ثُمَّ قَصَفْتُ عَصَايَ الأُخْرَى ((حِبَالاً)) لأَنْقُضَ الإِخَاءَ بَيْنَ يَهُوذَا وَإِسْرَائِيلَ.



هذا هو أصل النص يا عزيزي القارئ، و قام كاتب متى بأخذ ثلاث كلمات هي "الثلاثين من الفضة" مدعياً أنها نبوءة، و ترك باقي النص لأنه لا يفيد غرضه من جهة، و يفضحه من جهة أخرى.. معتقداً أن أحداً لن ينبش وراءه النصوص ليرى صدقه من عدمه..



فهل يستطيع أساتذة اللاهوت الدفاعي أن يقولوا لنا من هو الفخاري في بيت الرب زمن المسيح؟ و هل كان في زمانه كور في بيت الرب لعمل الفخار أصلاً؟ و من هم الرعاة الثلاثة الذين أبيدوا في شهر واحد؟! و ما شأن الغنم التي كان يرعاها زكريا، و العصوين ((نِعْمَةَ)) و ((حِبَالاً)) بالمسيح أو بيهوذا؟ ثم شتان بين الثمن الكريم المدفوع لنبي الله زكريا و الثمن الذي ادعى من كتب هذه الرواية أنه مدفوع لثلاثين من الفضة إلى يهوذا كثمن خيانة المسيح حسب قوله؟ فالأول مدفوع إلى نبي كريم ثمن صنيعه مع شعبه و قُبل في بيت الرب، بينما الثاني مدفوع ليهوذا الخائن في نظر كاتب إنجيل متى كثمن للخيانة و الغدر!! و قد رفض هذا الثمن كل الناس، حتى يهوذا نفسه رفضه و لم يقبله على نفسه، و الكهنة أيضاً رفضته! لأنه ثمن رجس..



و لم يكن في كاتب إنجيل متى أي حياء في اقتباس النص حين قال: ((وَأَعْطَوْهَا عَنْ حَقْلِ الْفَخَّارِيِّ ،كَمَا أَمَرَنِي الرَّبُّ)) فهو بقوله يزعم أن الرب قد أمره أن يُباع يسوع بثلاثين من الفضة، و أن يصرف هذا الثمن في شراء حقل ليكون منفعة للناس.. لذا فليتفضل أساتذة اللاهوت الدفاعي و يخبرونا متى و أين قال الرب هذا!!



أليس هذا ضحكاً و تدليساً على ذقون البسطاء و العامة من الناس؟ ماذا يثبت كل هذا؟ ألا يُثبت أن إنجيل متى هو عبارة عن نص مرقع من هنا و هناك؟

إن هذا الخطأ لكاتب إنجيل متى لا يغتفرودليل صارخ على ان الأناجيل بها تحريف وأنها لم تكتب ابداً بوحى من الروح القدس بل كتبت عن طريق آخر يعتمد على الخداع والكذب
فكون متى يخطأ فى تحديد السفر الذى جاءت فيه هذه النبوة – إن كانت هذه نبوءة فعلاً- دليل واضح كوضوح الشمس فى وسط السماء على فساد إنجيله
وإصرار النصارى على محاولة إيجاد مخرج لهذا المأزق ما هو إلا إصرار على الضلال
وتفرد متّى بهذه النبوءة دون الأناجيل الأخرى (لوقا ومرقس ويوحنا) ما هو إلا دليل على تحرى الكذب والضلال من كاتب إنجيل متّى

[أبو حمزة]

فى هذا الموضوع دليل آخرعلى كذب هذه الرواية الخاصة بثمن يسوع (ثلاثين من الفضة) فهذه النبوءة ليست مرتبطة لا بإرميا ولا حتى بزكريا بل مرتبطة بالتدليس والخداع لأن ما جاء فى زكريا ليس بنبوءة من الأساس بل هو حال الواقع حينئذ
كما أن مرقس ولوقا لم يذكرا شيئاً عن الثلاثين من الفضة بل جل ما ذكروه أن اليهود إتفقوا مع يهوذا على أن يعطوه فضة لا أكثر من ذلك ولا أقل

10ثُمَّ إِنَّ يَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيَّ، وَاحِدًا مِنَ الاثْنَيْ عَشَرَ، مَضَى إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ لِيُسَلِّمَهُ إِلَيْهِمْ. 11وَلَمَّا سَمِعُوا فَرِحُوا، وَوَعَدُوهُ أَنْ يُعْطُوهُ فِضَّةً. وَكَانَ يَطْلُبُ كَيْفَ يُسَلِّمُهُ فِي فُرْصَةٍ مُوافِقَةٍ.مرقس 14

3فَدَخَلَ الشَّيْطَانُ فِي يَهُوذَا الَّذِي يُدْعَى الإِسْخَرْيُوطِيَّ، وَهُوَ مِنْ جُمْلَةِ الاثْنَيْ عَشَرَ. 4فَمَضَى وَتَكَلَّمَ مَعَ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَقُوَّادِ الْجُنْدِ كَيْفَ يُسَلِّمُهُ إِلَيْهِمْ. 5فَفَرِحُوا وَعَاهَدُوهُ أَنْ يُعْطُوهُ فِضَّةً. 6فَوَاعَدَهُمْ. وَكَانَ يَطْلُبُ فُرْصَةً لِيُسَلِّمَهُ إِلَيْهِمْ خِلْوًا مِنْ جَمْعٍ. لوقا22

أما كاتب إنجيل متّى فإقترح هذه الزيادة الخاصة بثلاثين من الفضة من عنده

تعالوا معا لنضع نص متّى تحت المجهر

يقول متى
3حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى يَهُوذَا الَّذِي أَسْلَمَهُ أَنَّهُ قَدْ دِينَ، نَدِمَ وَرَدَّ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخِ 4قَائِلاً:«قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُ دَمًا بَرِيئًا». فَقَالُوا:«مَاذَا عَلَيْنَا؟ أَنْتَ أَبْصِرْ!» 5فَطَرَحَ الْفِضَّةَ فِي الْهَيْكَلِ وَانْصَرَفَ، ثُمَّ مَضَى وَخَنَقَ نَفْسَهُ. 6فَأَخَذَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ الْفِضَّةَ وَقَالُوا:«لاَ يَحِلُّ أَنْ نُلْقِيَهَا فِي الْخِزَانَةِ لأَنَّهَا ثَمَنُ دَمٍ». 7فَتَشَاوَرُوا وَاشْتَرَوْا بِهَا حَقْلَ الْفَخَّارِيِّ مَقْبَرَةً لِلْغُرَبَاءِ. 8لِهذَا سُمِّيَ ذلِكَ الْحَقْلُ «حَقْلَ الدَّمِ» إِلَى هذَا الْيَوْمِ. 9حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا النَّبِيِّ الْقَائِلِ:«وَأَخَذُوا الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ، ثَمَنَ الْمُثَمَّنِ الَّذِي ثَمَّنُوهُ مِنْ بَني إِسْرَائِيلَ، 10وَأَعْطَوْهَا عَنْ حَقْلِ الْفَخَّارِيِّ، كَمَا أَمَرَنِي الرَّبُّ». متى 27

فمما سبق يتضح أن يهوذا
1. طرح الفضة فى الهيكل
2. ثم خنق نفسه
وما جاء فى أعمال الرسل ينفى هذا الكلام
حيث يخبرنا كاتب أعمال الرسل أن يهوذا هو الذى إشترى حقل الدم وأنه لم يمت بالشنق بل مات عندما سقط على وجهه فانسكبت أحشاءه كلها
15وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ قَامَ بُطْرُسُ فِي وَسْطِ التَّلاَمِيذِ، وَكَانَ عِدَّةُ أَسْمَاءٍ مَعًا نَحْوَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ. فَقَالَ: 16«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ، كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ هذَا الْمَكْتُوبُ الَّذِي سَبَقَ الرُّوحُ الْقُدُسُ فَقَالَهُ بِفَمِ دَاوُدَ، عَنْ يَهُوذَا الَّذِي صَارَ دَلِيلاً لِلَّذِينَ قَبَضُوا عَلَى يَسُوعَ، 17إِذْ كَانَ مَعْدُودًا بَيْنَنَا وَصَارَ لَهُ نَصِيبٌ فِي هذِهِ الْخِدْمَةِ. 18فَإِنَّ هذَا اقْتَنَى حَقْلاً مِنْ أُجْرَةِ الظُّلْمِ، وَإِذْ سَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ انْشَقَّ مِنَ الْوَسْطِ، فَانْسَكَبَتْ أَحْشَاؤُهُ كُلُّهَا. أعمال1

18فَإِنَّ هذَا – أى يهوذا- اقْتَنَى حَقْلاً -أى حقل الدم- مِنْ أُجْرَةِ الظُّلْمِ- أى الفضة

يا سادة المعنى واضح أمامكم
يهوذا هو الذى إشترى الحقل وليس رؤساء الكهنة كما إدعى ذلك كاتب إنجيل متّى
وتحسباً لمحاولات النصارى فى دفع الحرج فإننا نريح عقولهم من البداية
فإن فرضنا أنهم سيقولون أن المال الذى اشتروا به الحقل هو فى الأساس مال يهوذا وعلى ذلك فإن الحقل يكون ملكه
فإن هذا لا يصير تفسيراً مقنعاً فكيف يصبح الشئ ملكاً لفلان إن كان فلان ميتاً

وإن قالوا أن يهوذا فعلاً مات مشنوقاً ثم بعد ذلك وقع من على الحبل حتى يحدث له ما حدث فى أعمال الرسل
فكيف يقع المشنوق على وجهه؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

إن أغرب ما فى هذه الرواية ما يلى
19وَصَارَ ذلِكَ مَعْلُومًا عِنْدَ جَمِيعِ سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ، حَتَّى دُعِيَ ذلِكَ اْلحَقْلُ فِي لُغَتِهِمْ «حَقَلْ دَمَا» أَيْ: حَقْلَ دَمٍ. 20لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ الْمَزَامِيرِ: لِتَصِرْ دَارُهُ خَرَابًا وَلاَ يَكُنْ فِيهَا سَاكِنٌ. وَلْيَأْخُذْ وَظِيفَتَهُ آخَرُ أعمال1
وكما هو المعنى واضح
فإن ما حدث ليهوذا صار معلوماً عند كل سكان أورشليم كما قال كاتب أعمال الرسل
وعلى الرغم من هذا فإن كاتب إنجيل متّى لم يصله هذا الخبر وكتب أن يهوذا مات عندما شنق نفسه

هداكم الله
يتبع...............

[أبو حمزة]

تعالوا معاً لنبحث فى النص الخاص بالثلاثين فضة بطريقة أخرى

هذا هو النص من البداية
1وَلَمَّا كَانَ الصَّبَاحُ تَشَاوَرَ جَمِيعُ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَشُيُوخُ الشَّعْب عَلَى يَسُوعَ حَتَّى يَقْتُلُوهُ، 2فَأَوْثَقُوهُ وَمَضَوْا بِهِ وَدَفَعُوهُ إِلَى بِيلاَطُسَ الْبُنْطِيِّ الْوَالِي.3
حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى يَهُوذَا الَّذِي أَسْلَمَهُ أَنَّهُ قَدْ دِينَ، نَدِمَ وَرَدَّ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخِ 4قَائِلاً:«قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُ دَمًا بَرِيئًا. فَقَالُوا:«مَاذَا عَلَيْنَا؟ أَنْتَ أَبْصِرْ! 5فَطَرَحَ الْفِضَّةَ فِي الْهَيْكَلِ وَانْصَرَفَ، ثُمَّ مَضَى وَخَنَقَ نَفْسَهُ. 6فَأَخَذَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ الْفِضَّةَ وَقَالُوا:«لاَ يَحِلُّ أَنْ نُلْقِيَهَا فِي الْخِزَانَةِ لأَنَّهَا ثَمَنُ دَمٍ. 7فَتَشَاوَرُوا وَاشْتَرَوْا بِهَا حَقْلَ الْفَخَّارِيِّ مَقْبَرَةً لِلْغُرَبَاءِ. 8لِهذَا سُمِّيَ ذلِكَ الْحَقْلُ «حَقْلَ الدَّمِ إِلَى هذَا الْيَوْمِ. 9حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا النَّبِيِّ الْقَائِلِ:«وَأَخَذُوا الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ، ثَمَنَ الْمُثَمَّنِ الَّذِي ثَمَّنُوهُ مِنْ بَني إِسْرَائِيلَ، 10وَأَعْطَوْهَا عَنْ حَقْلِ الْفَخَّارِيِّ، كَمَا أَمَرَنِي الرَّبُّ.
11فَوَقَفَ يَسُوعُ أَمَامَ الْوَالِي. فَسَأَلَهُ الْوَالِي قِائِلاً:«أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:«أَنْتَ تَقُولُ. 12وَبَيْنَمَا كَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ لَمْ يُجِبْ بِشَيْءٍ. 13فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ:«أَمَا تَسْمَعُ كَمْ يَشْهَدُونَ عَلَيْكَ؟ 14فَلَمْ يُجِبْهُ وَلاَ عَنْ كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ، حَتَّى تَعَجَّبَ الْوَالِي جِدًّا. متى 27

ما علاقة المكتوب باللون الأزرق بما هو مكتوب باللون الأحمر
بإختصار.........
لا توجد أى علاقة
وكأنه فاصل إعلانى لنوع من الشاى وسط برنامج تلفزيونى عن السياسة
من الممكن أن تلغى ما هو مكتوب باللون الأحمر ويظل المعنى وسياق الحديث ثابت لا يتغير كما يلى
1وَلَمَّا كَانَ الصَّبَاحُ تَشَاوَرَ جَمِيعُ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَشُيُوخُ الشَّعْب عَلَى يَسُوعَ حَتَّى يَقْتُلُوهُ، 2فَأَوْثَقُوهُ وَمَضَوْا بِهِ وَدَفَعُوهُ إِلَى بِيلاَطُسَ الْبُنْطِيِّ الْوَالِي..............11فَوَقَفَ يَسُوعُ أَمَامَ الْوَالِي. فَسَأَلَهُ الْوَالِي قِائِلاً:«أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:«أَنْتَ تَقُولُ. 12وَبَيْنَمَا كَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ لَمْ يُجِبْ بِشَيْءٍ. 13فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ:«أَمَا تَسْمَعُ كَمْ يَشْهَدُونَ عَلَيْكَ؟ 14فَلَمْ يُجِبْهُ وَلاَ عَنْ كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ، حَتَّى تَعَجَّبَ الْوَالِي جِدًّا. متى 27
هل وجدتم أى إضطراب فى المعنى بعد ان قمنا بالحذف؟!!
بالطبع كلا
يتأكد كلامنا من رواية كلا من مرقس ولوقا

فيقول مرقس
1وَلِلْوَقْتِ فِي الصَّبَاحِ تَشَاوَرَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ وَالْكَتَبَةُ وَالْمَجْمَعُ كُلُّهُ، فَأَوْثَقُوا يَسُوعَ وَمَضَوْا بِهِ وَأَسْلَمُوهُ إِلَى بِيلاَطُسَ.
2فَسَأَلَهُ بِيلاَطُسُ:«أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُ:«أَنْتَ تَقُولُ. 3وَكَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ كَثِيرًا. مرقس 15

وكذلك لوقا
1فَقَامَ كُلُّ جُمْهُورِهِمْ وَجَاءُوا بِهِ إِلَى بِيلاَطُسَ، 2وَابْتَدَأُوا يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ قَائِلِينَ:«إِنَّنَا وَجَدْنَا هذَا يُفْسِدُ الأُمَّةَ، وَيَمْنَعُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ، قَائِلاً: إِنَّهُ هُوَ مَسِيحٌ مَلِكٌ. 3فَسَأَلَهُ بِيلاَطُسُ قِائِلاً:«أَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَأَجَابَهُ وَقَالَ:«أَنْتَ تَقُولُ.لوقا23

ولكن المعنى يضطرب إذا تم وضع الكلام باللون الأحمر
لقد تم حشو الكلام باللون الأحمر فى داخل السياق سواء من كاتب إنجيل متّى أو من غيره مما أضر بالمعنى وأصبحت أحداث محاكمة يسوع غير منطقية فى التتابع الزمني

لاحظ معى
لقد تشاور المجمع على يسوع فأوثقوه ومضوا به ودفعوه إلى بيلاطس
1وَلَمَّا كَانَ الصَّبَاحُ تَشَاوَرَ جَمِيعُ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَشُيُوخُ الشَّعْب عَلَى يَسُوعَ حَتَّى يَقْتُلُوهُ، 2فَأَوْثَقُوهُ وَمَضَوْا بِهِ وَدَفَعُوهُ إِلَى بِيلاَطُسَ الْبُنْطِيِّ الْوَالِي.متّى 27

ماشى الحال؟
زين؟

يعنى الآن رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب موجودون عند بيلاطس

ثم تبدأ الأحداث الغريبة
حيث يهوذا الآن موجود فى الهيكل وليس وحده
بل معه رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب حتى يرد إليهم ثمن يسوع (الثلاثين فضة)
1وَلَمَّا كَانَ الصَّبَاحُ تَشَاوَرَ جَمِيعُ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَشُيُوخُ الشَّعْب عَلَى يَسُوعَ حَتَّى يَقْتُلُوهُ، 2فَأَوْثَقُوهُ وَمَضَوْا بِهِ وَدَفَعُوهُ إِلَى بِيلاَطُسَ الْبُنْطِيِّ الْوَالِي.
3حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى يَهُوذَا الَّذِي أَسْلَمَهُ أَنَّهُ قَدْ دِينَ، نَدِمَ وَرَدَّ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخِ 4قَائِلاً:«قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُ دَمًا بَرِيئًا. فَقَالُوا:«مَاذَا عَلَيْنَا؟ أَنْتَ أَبْصِرْ! 5فَطَرَحَ الْفِضَّةَ فِي الْهَيْكَلِ وَانْصَرَفَ، ثُمَّ مَضَى وَخَنَقَ نَفْسَهُ

يعنى الآن رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب موجودون فى الهيكل
ماذا أفعل الآن
خبرونى شو أسوى

رؤساء الكهنة والشيوخ موجودون فى الهيكل وفى نفس الوقت عند بيلاطس!!!!!!!!

ويسترسل متّى فى سرد باقى القصة حيث تشاور رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب فى الفضة واتفقوا على أن يشتروا بها حقل الفخاري وفعلاً !!! ذهبوا واشتروا هذا الحقل

كل هذا ورؤساء الكهنة وشيوخ الشعب أساساً عند بيلاطس!!!!!!!!!!!
سبحان الله
هداكم الله
يتبع ......

[أبو حمزة]

عودة أخرى إلى هذا النص الغريب
حيث يقول كاتب متى
7فَتَشَاوَرُوا وَاشْتَرَوْا بِهَا حَقْلَ الْفَخَّارِيِّ مَقْبَرَةً لِلْغُرَبَاءِ. 8لِهذَا سُمِّيَ ذلِكَ الْحَقْلُ «حَقْلَ الدَّمِ إِلَى هذَا الْيَوْمِ. متى 27
وكأنّ متّى يحكى عن تاريخ قدييييييييييييييييييييييم وعن قصة مر عليها أجيال فيذكّر الناس بها
إن كثير من المتقدمين والمتأخرين النصارى يقولون أن متى قد كتب إنجيله بعد بضع سنوات من رفع المسيح وأن هذه السنوات لا تزيد عن 9 سنوات وبالتالى إن كان هذا النص فى إنجيل متى صحيحاً
8لِهذَا سُمِّيَ ذلِكَ الْحَقْلُ «حَقْلَ الدَّمِ إِلَى هذَا الْيَوْمِ. متى 27
فإن نظرية تواجد إنجيل متى فى الأيام الأولى من المسيحية هى فكرة مرفوضة تماماً فإن هذا العدد(8 من الإصحاح 27) يخبرنا أن بين رفع المسيح وأول ظهور لإنجيل متى عشرات إن لم تكن مئات السنين
هداكم الله

[دكتور أزهري]

رجاء من السادة المشرفين وضع هذه المشاركة مكان المشاركة الأولى وأعتذر بسبب إنقطاع الكهرباء أثناء التعديل

تم أخي الحبيب

[مهاد على]

اكثر ما يجذب عباد الصليب فى الانجيل هو تبنى النمط القصصى فلا يعدو الامر ان يكون الا مجموعة قصص تتسلى بها حين قراءتها وبعد ان تفرغ منها لا شىء فلا احكام ولا عقائد ولا اى شىء ان هى الا قصص من وحى خيال التواتر انشأها هؤلاء الكذابون بطرس و متى الى اخر قائمة الكذابين.وقانا الله واياكم شر الكذب

[أبو حمزة]

ولا يزال للموضوع بقية
.
.
للرفع، لعل الزملاء النصارى يكون عندهم رأى فى هذا الموضوع

[abubakr_3]

بارك الله فيك أخى أبى حمزة

إن رأيك صائب. فلم يكن بالمعبد حينئذ أحد من رؤساء الكهنة ، ويستحيل أن يكونوا فى المعبد وقتها. ولا يتبق إلا ثلاث احتمالات:
1- إما أن يكون يهوذا قد ذهب لصغار الكهنة والفراشين بها وأعطاهم النقود. وهذا غير سليم ولم يقل به الكتاب نفسه، حيث إن المؤامرة بين رؤساء الكهنة ويهوذا. [وفى الحقيقة تستوقفنى دائما كلمة رؤساء الكهنة، مع أن الكهنة كان لهم رئيس واحد، فمن أين أتوا بكل هؤلاء الرؤساء]

2- وإما ذهب يهوذا إلى رؤساء الكهنة وسط المحاكمة، وفضح أمر المؤامرة وما كان حدث صلب أو إهانة أو موت للرب. وهذا لا يؤيده الكتاب أو العقل.

3- وإما احتار اليهود فى أمر يهوذا واختفائه، وعندما نمت شائعة أن يسوع لم يموت، وأن يهوذا هو الذى صلب، اضطر المحرفون إلى صياغة هذه الأقصوصة كنوع من إثبات سبب اختفاء القديس يهوذا. وهو ما يقره العقل وأثبتته الأناجيل المكتشفة سواء فى نجع حمادى أو إنجيل يهوذا نفسه، والذى يرجع إلى القرن الثانى الميلادى!!

علاء أبو بكر

[أبو حمزة]

شرفني مرورك الكريم أخى الحبيب

[أبو حمزة]

للرفع...