لماذا ترك الله الكتاب المقدس يحرف وحفظ القرآن؟!
لقد قمت بصياغة السؤال هكذا لأن النصارى يقولونه هكذا
ولكن الصحيح أن صياغته لماذا ترك الله سبحانه وتعالى الكتب المنزلة على الامم السابقة (التوراة والانجيل والزبور و...)تحرف ولم تحفظ وحفظ القرآن الكريم
=====================================
للأجابة على هذا السؤال يجب أن نمهد له بالقول
كيف تم التحريف كما وصفه القرآن
ثم نعقبه بالاجابة على السؤال
فلقد وكل الله حفظ كتاب السابقين إليهم والدليل على ذلك
قوله تعالى
{ إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} 44 سورة المائدة
ولكنهم خانوا العهد فكتموا وحرفوا وزادوا فى كتاب الله ما ليس منه
والدليل
قوله تعالى
{وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ }[ آل عمران الآية 187]
وقوله تعالى
{فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ }[ البقرة الآية 79]
وقوله تعالى
{أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }[ البقرة الآية 75]
وقوله تعالى
{فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }[ المائدة الآية 13]
وهنا قد يقول قائل لماذا حدث التحريف؟
هكذا يكون السؤال خطأ
ولكن لو قال ما الحكمة من تركهم يحرفون؟ لكان اصح
والاجابة على هذا من وجوه:-
1 منهج أهل السنة والجماعة أن كل أمر فى الكون يحدث فلقد علمه الله قبل وقوعه وقبل خلق السموات والأرض وأن له فيها حكمة قد يعلمها البشر وقد لا يعلمونها
ولو صح الاعتراض على هذا لصح القول مثلا لماذا ترك الله البشر يعصون ولماذا تركهم يرتكبون الجرائم فالإجابة تكون بأن هناك فارق بين الإرادة الكونية والإرادة الشرعية
فالله سبحانه وتعالى حرم فعل المعاصى فهذه ارادة شرعية ربانية
وخلق للبشر (ارادة وقدرة ) على فعل الطاعات وفعل المعصية فهذه ارادة كونية ربانية
فلا تعارض لانه لو صح القول بأنه لماذا تركهم يفعلون المعاصى لقلنا أننا مصيرين مجبرين وهذا خلاف الواقع
ورغم ذلك سنقوم بتلمح بعض الحكم من وقوع التحريف منها..
2 علم الله المسبق أن هذه الكتب خاصة بقومها غير عامة لجميع البشروأنها خاصة بزمانها وعلمه أنه سينزل كتاب ينسخها ويهيمن عليها ويكون للناس كافة فى جميع أقطار الارض وصالح لكل زمان إلى يوم القيامةألا وهو القرآن
{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }[ المائدة الآية 48]
3 عندما شدد بنى اسرائيل على انفسهم واعترضوا غير مرة على أوامر الله شدد الله عليهم بتحميلهم أمانة حفظ الكتاب
قال تعالى
{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ....}إلى آخرالقصة فى سورة البقرة [67 إلى 73 ]
والناظر فى كتاب الله يجد الكثير من ذلك لبنى أسرائيل
ولكن كان تخفيف الله على المسلمين بعدم تحميلهم أمانة حفظ كتابه ( القرآن الكريم) لانهم قالوا سمعنا واطعنا خلاف بنى أسرائيل الذين قالوا سمعنا وعصينا
قال تعالى
{آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ }[ البقرة الآية 285]
وقال تعالى
{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُواْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ }[ البقرة الآية 93]
(والجزاء من جنس العمل)
فالحمد لله على تمام المنة
لقد قمت بصياغة السؤال هكذا لأن النصارى يقولونه هكذا
ولكن الصحيح أن صياغته لماذا ترك الله سبحانه وتعالى الكتب المنزلة على الامم السابقة (التوراة والانجيل والزبور و...)تحرف ولم تحفظ وحفظ القرآن الكريم
=====================================
للأجابة على هذا السؤال يجب أن نمهد له بالقول
كيف تم التحريف كما وصفه القرآن
ثم نعقبه بالاجابة على السؤال
فلقد وكل الله حفظ كتاب السابقين إليهم والدليل على ذلك
قوله تعالى
{ إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} 44 سورة المائدة
ولكنهم خانوا العهد فكتموا وحرفوا وزادوا فى كتاب الله ما ليس منه
والدليل
قوله تعالى
{وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ }[ آل عمران الآية 187]
وقوله تعالى
{فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ }[ البقرة الآية 79]
وقوله تعالى
{أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }[ البقرة الآية 75]
وقوله تعالى
{فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }[ المائدة الآية 13]
وهنا قد يقول قائل لماذا حدث التحريف؟
هكذا يكون السؤال خطأ
ولكن لو قال ما الحكمة من تركهم يحرفون؟ لكان اصح
والاجابة على هذا من وجوه:-
1 منهج أهل السنة والجماعة أن كل أمر فى الكون يحدث فلقد علمه الله قبل وقوعه وقبل خلق السموات والأرض وأن له فيها حكمة قد يعلمها البشر وقد لا يعلمونها
ولو صح الاعتراض على هذا لصح القول مثلا لماذا ترك الله البشر يعصون ولماذا تركهم يرتكبون الجرائم فالإجابة تكون بأن هناك فارق بين الإرادة الكونية والإرادة الشرعية
فالله سبحانه وتعالى حرم فعل المعاصى فهذه ارادة شرعية ربانية
وخلق للبشر (ارادة وقدرة ) على فعل الطاعات وفعل المعصية فهذه ارادة كونية ربانية
فلا تعارض لانه لو صح القول بأنه لماذا تركهم يفعلون المعاصى لقلنا أننا مصيرين مجبرين وهذا خلاف الواقع
ورغم ذلك سنقوم بتلمح بعض الحكم من وقوع التحريف منها..
2 علم الله المسبق أن هذه الكتب خاصة بقومها غير عامة لجميع البشروأنها خاصة بزمانها وعلمه أنه سينزل كتاب ينسخها ويهيمن عليها ويكون للناس كافة فى جميع أقطار الارض وصالح لكل زمان إلى يوم القيامةألا وهو القرآن
{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }[ المائدة الآية 48]
3 عندما شدد بنى اسرائيل على انفسهم واعترضوا غير مرة على أوامر الله شدد الله عليهم بتحميلهم أمانة حفظ الكتاب
قال تعالى
{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ....}إلى آخرالقصة فى سورة البقرة [67 إلى 73 ]
والناظر فى كتاب الله يجد الكثير من ذلك لبنى أسرائيل
ولكن كان تخفيف الله على المسلمين بعدم تحميلهم أمانة حفظ كتابه ( القرآن الكريم) لانهم قالوا سمعنا واطعنا خلاف بنى أسرائيل الذين قالوا سمعنا وعصينا
قال تعالى
{آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ }[ البقرة الآية 285]
وقال تعالى
{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُواْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ }[ البقرة الآية 93]
(والجزاء من جنس العمل)
فالحمد لله على تمام المنة
تعليق