فـــن الاعتــــــذار

[الشرقاوى]

فـــن الأعتــــــذار ... ادخلوا وتعرفوا عليه

كان لقاءً قصيــــــــراً

ولكنه حمل معه جرحا مؤلما .. وخطأً فادحا

وكلمة اعتــــــــــــذار لم تُهديها الشفاه .

ألهذه الدرجة يكون الغــــــــرور والتعالي

جميلٌ منا أن نشعر بفداحة أخطائنا بحق الآخرين

ولكن الأجمل أن يترجَم هذا الشعور لواقعٍ ملموس

اعترافٌ بالخطأ ومن ثم اعتـــــــــــــذار

من منا حقا يتقن هذا الفن ؟؟؟


** فن الاعتــــــــــــذار **

الاعتذار الصادق المعبّر فعلا عن الإحساس الحقيقي بالخطأ والندم عليه

الاعتذار الذي هو جواز المرور لمشاعر أفضل بين القلوب المتحابة .

** إن أثمن مافي الحياة هو القدرة على ملامسة قلوب من نحب ولكن يبقى الأسوأ هو جرح هذه القلوب دونما نحس **


من علّمنا أن الاعـــــــتذار ضعفٌ وإهانةٌ ومنقصة ؟؟

من علّمنا أن نقتل بداخلنا هذه الصفة النبيلة ؟؟

من علّمنا أن في الاعتـذار جرحٌ للكرامة والكبرياء ؟؟


حقا الاعتـــذار من أنبل الصفات الانسانية .

هو دليل نقاء القلب وصفاء النفس .


وحــــــــلاوة الـــــــروح .


وليتنا نكن متسامحيــــــن مع أنفسنا ابتــداءً

ومع الآخـــــــرين انتهــــــــاءً .


عندها لن نجد في عالمنا هذا ذرةٌ من خــــلاف


**همـــسة **

قد أخطئ أنا أو تخطئ أنت

وقد نتقاسم الأخطـــــــــــاء

ولكن خيرنا من يبدأ بالســـــــــــــلام

وختاما

من أكرمـــــك .. فأكرمه

ومن استخفّ بك .. فأكـــــــــرم نفسك عنه



تحياتي لكم ..

منقـــــول

[د.أمير عبدالله]

الله يبارك فيك أخي الشرقاوي

يا شيخ والله مقالاتك على الوتر

زود معلقتين كمان

مع الإعتذار

[نصرة الإسلام]

تتساءل أخى فتقول

من علّمنا أن الاعـــــــتذار ضعفٌ وإهانةٌ ومنقصة ؟؟
من علّمنا أن نقتل بداخلنا هذه الصفة النبيلة ؟؟
من علّمنا أن في الاعتـذار جرحٌ للكرامة والكبرياء ؟؟

وأقول لك أن الذى علمنا هذه المعانى والأفكار الرديئة هو رد فعل الطرف الآخر (المعتذَر له)
ففى الغالب الأعم نجد أن الطرف الآخر يُشعِر المعتذِر ساعة مبادرته بالاعتذار , أنه قد نجح فى إخضاعه وإفحامه والانتصار عليه وإضعاف شخصه وإذلاله (فى بعض الأحيان) , فبدهى حينها أن يكون شعور المعتذِر هو الضعف والمهانة والشعور بجرح كرامته وكبريائه .



لذا من الممكن أن نقول أنه إذا كان الاعتذار فن
فإن قبول الاعتذار فن أيضاً وللأسف لا يجيده ولا يحسنه إلا القليل .



ودعنى أسرد بعض ما قد نقع فيه إذا ما كنا فى موقف المعتذَر له :

1- رفض اعتذار المعتذِر شكلاً وموضوعاً .
وهذا إنما يرجع إلى خلل كبير فى السمات الشخصية للمعتذَر له , فهو قاسى القلب ويتمتع بإذلال الآخرين
وقد يقول قائل : من الممكن أن يكون الخطأ فادحاً بحيث يتعذر عليه قبول الاعتذار
فنقول له اقرأ قول الله تعالى
{ فمن عفى له من أخيه شئ فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان }
ففى حالة القتل ذكَّر الله تعالى المسلم بالعفو و الأخوة
فهل تعرض هذا الرافض للاعتذار لما هو أكبر من ( القتل ) حتى يرفض الاعتذار ؟؟؟!!!


2- توجيه التأنيب والتوبيخ واللوم والتقريع للمعتذِر حال اعتذاره
وهذا إن دل فإنما يدل على عدم تقدير مشاعر المعتذِر الذى تحامل على نفسه لتقديم الاعتذار , فيعمق لديه الشعور بالندم والإهانة وجرح كرامته وكبريائه .
ولنقرأ قول الله تعالى على لسان يوسف عليه السلام حال اعتذار إخوته له
{ قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم }
أى لا لوم ولا تأنيب ولا عتاب عليكم , بل ويدعو الله تعالى لهم بالمغقرة ..... سبحان الله .
ونجده عليه السلام حين يشكر ربه تعالى على نعمائه قائلاً
{ وقد أحسن بى إذ أخرجنى من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بينى وبين إخوتى }
فأرجع الخطأ للشيطان ونزغه , ولم يذكِّر إخوته أو يقرعهم على خطئهم فى حقه .


3- توجيه النصيحة للمعتذِر حال اعتذاره أو التقليل من شأن الاعتذار .
فمن يفعل ذلك فقد أساء اختيار التوقيت الملائم للنصح
فالنصيحة حتى تكون مستساغة مقبولة وفعالة يجب أن يكون لها أسلوب معين وكيفية معينة وتوقيت معين .
والثلاثة غير متوافرين حال الاعتذار
فأسلوب النصيحة حال الاعتذار يكون مباشراً
وتوقيتها يكون حال تحامل المعتذِر على نفسه لتقديم الاعتذار
وبالتالى ستكون النصيحة غير مقبولة ولا فعالة , بل قد تؤدى فى ذلك الوقت إلى التمادى فى الخطأ والإصرار عليه .

بل إن النصيحة فى ذلك الوقت من قِبَل المعتذَر له قد لا تكون خالصة لوجه الله
بل تكون لأجل تعميق الاحساس بالخطأ لدى المعتذِر
لأنه لو كان يقصد الاصلاح وحسب لكان قد راعى الاسلوب الامثل فى النصح .



هذه الأساليب المغلوطة فى التعامل هى التى تجعل المعتذِر يتردد فى الإقدام على الإعتذار
بل وقد يحجم عنه بالمرة , وإذا فعله قد يندم عليه .



ولو أن المعتذَر له كان له علم بدينه لعلم يقيناً أن الاعتذار فى حد ذاته إن دل فإنما يدل على قوة شخصية المعتذِر وتدينه وشجاعته وإيثاره للآخرة على الدنيا وخوفه من ربه جل وعلا .
فالمعتذِر حين يبادر للاعتذار , فلِأسباب أذكر منها :

1- طمعاً فى الحصول على الخيرية "وخيرهما الذى يبدأ بالسلام"
2- خوفاً من آيات النفاق "وإذا خاصم فجر"
3- خوفاً من منع المغفرة فى مواسمها "أنظرا هذين حتى يصطلحا"
4- لإصلاح ذات البين "وأصلحوا ذات بينكم"

وغير ذلك الكثيييييييير



فإذا علم المعتذَر له تلك الحقائق لزالت عنه تلك التصورات الوهمية عن ضعف المعتذِر والانتقاص منه ومن كرامته وكبريائه .
بل يجب على المعتذَر له - إذا كان حقاً كريم النفس والأخلاق - أن يبادر بقبول الاعتذار واستخدام الكلمات الملطفة لشدة الموقف على نفس المعتذِر كان يقول له (( يا أخى ماتتأسفش - إحنا اخوات ومافيش مابينا الكلام دة - أنا كفاية علية أنك جيت وكلمتنى .... الخ )) وكلام من هذا القبيل , فيمتص به أى إحساس بالحرج أو الخجل أو الضعف وجرح الكرامة فى نفس أخيه المعتذِر ....... هذا إن كان نبيلاً كريم الأخلاق .



وإن كان المعتذّر له مبتغياً أيضاً الأجر والثواب من ربه جل وعلا , فقد قال تعالى
{ وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم }
وقد نزلت فى أبى بكر رضى الله عنه حتى يعفو عمن تكلم فى عرض ابنته , بل وليعاود الانفاق عليه
فماذا عساه أن يفعل من حصل له دون ذلك بكثير ؟؟؟!!!!



[glint]
فالاعتذار من شيم الرجال
وقبول الاعتذار من شيم الرجال أيضاً
[/glint]

[امادو]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إى والله ......فعلا حراس العقيدة
إخوة وأخوات على هذا القدر من العلم والفهم.... لشيئ يشرح الصدور وياخذ العقول والقلوب حفظكم الله ورعاكم وجعلكم ذخرا لهذا الدين

امادو

[zaki]

بارك الله فيك أستاذنا الغالي على هذا النقل الطيب
أنا في رأيي أن قوي الشخصية هو من يجرء على الإعتذار إن هو أخطأ فيتغلب بشجاعته و طيبة نفسه على غرور النفس الأمارة بالسوء و لا يكن عبد للغرور و الكبرياء

[سيف الكلمة]

بارك الله فيكما

[amr_naguib]

جزاكم الله خيراً علي هذا الموضوع الطيب

[نصرة الإسلام]

قعدت أبحث عن الموضوع دة بقالي نصف ساعة لأنه يعجبني
[glint]أرفعه بمناسبة عيد الفطر السعيد [/glint]
عشان اللي مخاصم حد يتفضل يعمل بالموضوع دة ويصالحه
بارك الله فيكم
وكل عام وأنتم بخير

وجزاك الله خيراً أستاذ شرقاوي على الموضوع القيم

[ابنة صلاح الدين]

أعزك الله حبيبتى نصرة الإسلام وأحسن اليك
فى وقته فعلا

[محمد فخر الدين]

لا حلوة ...

[نجمة]

رائع...!

دمت بود ..: )

[متأمل]

بسم الله الرحمن الرحيم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

شكرا جزيلا أخى الشرقاوى على التذكير بارك الله فيك وجزاك الله كل خير

*****

إعتذار


وأنا أعتذر لكل من أسأت إليه سواء بقصد أو بدون .

وأرجو من كل من أسأت إليه أو من يعتقد أنى قد أسأت إليه قبول الإعتذار


( ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم) [الحشر:10].


( ربنالا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين) [البقرة:286].


اللهم آمين