كيف السبيل لمعرفة وحدانية الله ؟!!

تقليص

عن الكاتب

تقليص

ندي انور اكتشف المزيد حول ندي انور
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ندي انور
    0- عضو حديث
    • 22 يول, 2007
    • 10

    كيف السبيل لمعرفة وحدانية الله ؟!!

    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته اشكر جميع من شعر بحالي ونفسي لان فعلا القضيه لا تحتمل نقاشات وحوارات العمر لحظات واود ان اقدم اعتذاري لكل من بالمنتدي بالاجمع انا اسفه حتي ولو لم اخطيء ولكن انا فعلا احتاج مساعدتكم حتي ارتاح ولابد من الوصول اشكر مره اخري كل من وقف الي جانبي
    سؤالي الاول : يدور حول التوحيد هل نحن كمسلمين نؤمن بأن الله واحد من خلال التدبر بالكون ومخلوقاته ام بالاخبار عن ذلك واود ان اشير الي شيء ان هناك ايات كانت تخاطب الكفار وتنكر عليهم شركهم ولاحظت منها والله اعلم بتأويل الايات ان الكفار كانوا يعلمون ان الله واحد وانا اريد ان اعرف كيف عرفوا ذلك وكيف انا اعرف ذلك انا اؤمن بوجود الله تعالي بناء علي العقل من خلال القرءان الكريم الذي يلفت النظر دائما علي نعم الله تعالي لنا اما عن وحدانيته اقر بها عن تقليد واستقامه حال الكون وعدم الفساد به ولكن لا اعرف هل هذا صحيح اريد دليل قوي ولكن عايزه افهم هل وحدانيه الله شيء ظاهر وواضح وضوح الشمس في الكون مع الاشاره الي تجربه حبيب القلب سيدنا ابراهيم والذي لم يكن من المشركين ........ تجربته في سوره الانعام بعد ان رفض عباده الشمس والقمر توجه الي فاطر الكون كله وسؤالي عندما توجه له بعقله عرف من اين انه واحد فرد احد وقال وجهت وجهي للذي فطر السموات والارض ولم يقل استغفر الله للذين فطروا السموات والارض كيف عرف ؟؟؟؟؟ سؤال يحيرني حقا والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 28 أكت, 2020, 02:50 ص.
  • م /الدخاخني
    إدارة المنتدى

    • 17 يون, 2006
    • 2724
    • مهندس
    • مسلم

    #2
    بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين


    وبعــــــــــــــــــد



    الأخت الكريمة


    سأعطيك جواب سريع ومختصر فأنا علي عجالة وأستسمحك بالتفكير فيه .










    صدق الله العظبم .

    والأن لتسهيل التفكير .
    هبي أن هناك إلاهين للكون .
    فيكون أمامك إختيارين
    1- أن يتفق كلاهما لإيجاد هذا الكون .
    2- أن يختلفا في إيجاد هذا الكون فأحدهما يريد أن يوجد الكون وأحدهما لا يريد وجود هذا الكون ...........والنتيجة .....طبعا معروفة .
    إذ أنه تم ما أراد أحدهما وهو الإيجاد فتسقط ألوهية الآخر لأن أصبح عاجز عن تنفيذ إرادته .

    نعود للنقطة الأولي .
    في حال إتفاقهما علي إيجاد هذا الكون .
    من منهما أوجد الكون ؟؟؟؟؟؟
    أ - أحدهما ؟؟؟؟
    ب - كلاهما ؟؟؟؟

    أنتظر ردك وتفكيرك في كلا الإختيارين

    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 28 أكت, 2020, 02:49 ص.
    بين الشك واليقين مسافات , وبين الشر والخير خطوات فهيا بنا نقطع المسافات بالخطوات لنصل الي اليقين والثبات .

    (( أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ))

    تعليق

    • د.أمير عبدالله
      حارس مؤسِّس

      • 10 يون, 2006
      • 11251
      • طبيب
      • مسلم

      #3
      برجاء يا أخت ندى أن تُجيبي هنا وليس بفتح موضوع جديد .. وتأكدي بحول الله تعالى أننا سنصل بك إلى بر الهدى والنور إن شاء الله تعالى

      اسألي الله أن يُساعدنا ويُساعدك على ذلِك.

      وبرجاء أن يقتصِر الحوار بين ندى وأخين اثنين في الله لنا على الأكثر حتى لا تتشتت بين كثرة الردود.

      وأرشح أن يستمر معك الأخ م/الدخاخني , وم/ عمرو المصري... او أي أحد من الإخوة يتقدم بطلب المناقشة مع ندى.
      التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 28 أكت, 2020, 02:49 ص.
      "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
      رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
      *******************
      موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
      ********************
      "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
      وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
      والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
      (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

      تعليق

      • م. عمـرو المصري
        مشرف شرفي , لقسم نقد المخطوطات

        • 22 يول, 2006
        • 1280
        • مسلم

        #4
        الأمر بسيط بإذن الله .. بخصوص سؤالك عن التوحيد أختنا العزيزة .. فتوحيد الخالق ضرورة عقلية .. أقرها النقل - أو ما تسمينه الإخبار - فلا تناقض بين صريح المعقول وصحيح المنقول إطلاقًا .. فلا يُتصور أن الكون له أكثر من إله .. ويتضح هذا جليًا في قوله تعالى : { ولو كان فيهما آله إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عمّا يصفون } .. وقوله تعالى { مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ } ..

        أما عن ما أُشكِل عليكِ فهمه بخصوص المشركين وإيمانهم بأن الله واحد .. فهم يعلمون أن الله واحد .. غير أنهم أشركوا آلهة أخرى .. وهذا منصوص عليه في القرآن .. كقوله تعالى : { أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ } .. وقوله تعالى { وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ } .. فعبادتهم لتلك الآلهة إنما هي في نظرهم تقرب إلى الله .. ولم يقرهم الله تعالى على ذلك .. بل وبّخهم أيما توبيخ .. وقال تعالى { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا } .. { وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } ..

        كيف وصل لهم الإيمان بالله ووحدانيته؟!

        لا ننسى أنهم نسل إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام .. وقد وصلتهم دعوتهما بعبادة الله وتوحيده .. ولا ننسى أيضًا أن هناك من ظلّ على دين إبراهيم حتى بعثة النبي صلى الله عليه وآله وسلم .. ومن هنا هم علموا بوجود إله .. واسمه الله .. وعبدوه موحدين .. إلى أن أتى رجلٌ .. اسمه " عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف أبو خزاعة " .. وهذا الرجل هو أول من حمل العرب على عبادة الأصنام .. وكما قال صلى الله عليه وسلم : { أول من غير دين إبراهيم عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف أبو خزاعة } .. حديث صحيح من حديث ابن عباس ( صحيح الجامع 2580 ) ..

        وعن التفكر في الخلق نحن مأمورون به .. فقال تعالى : { وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ } .. وقوله تعالى : { أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ .. الآيات } .. وغيرها ..
        غير أن التفكر في الخلق لن يوصل إلى معرفة الإله الحق من بين معبودات البشر!! ..

        وهنا أصبح لدينا أمران ..
        الأول : وجود الخالق ووحدانيته ..
        الثاني : معرفة هذا الخالق ..

        أما الأول فالتفكر كفيل به .. فالإنسان بطبيعته متدين منذ أن خلقه الله .. وبطبيعته متفكر في الوجود وسببه .. فهبي مثلاً أن هناك من تُرك في الصحراء طيلة حياته ولم يبلغه من أديان البشر شيء .. فهذا إن تفكر في الكون من حوله .. سيصل إلى أن هذا الكون لا بد له من خالق .. وأن هذا الخالق لابد أن يكون واحدًا!!! وقالوا قديمًا أن سفينة برُبّانين تغرق! .. ولهذا أيقن إبراهيم عليه السلام أن الكون لا يُمكن أن يكون له أكثر من إله .. ولكن من سيعبد هذا الإنسان؟! ..
        وهذا يتوقف على الإخبار وصحيح المنقول عن رُسُل هذا الخالق إلى البشر .. وعن طريق هذا نستطيع التعرف على صفات هذا الإله .. ولا أظن أن لديكِ مشكلة في الأخير ..

        أشعر أني أطلت .. يكفي هذا الآن

        هل لديكِ فيما سبق مشكلة ما؟! أرجو عرض استفسارك بصورة مباشرة أختي الفاضلة ..
        تحياتي ..
        التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 28 أكت, 2020, 02:48 ص.
        [glow="Black"]
        « كَفَى بِالْمَرْءِ عِلْماً أَنْ يَخْشَى اللَّهَ ، وَكَفَى بِالْمَرْءِ جَهْلاً أَنْ يُعْجَبَ بِعِلْمِهِ »
        جامع بيان العلم وفضله - ابن عبد البر
        [/glow]

        [glow=Silver]
        WwW.StMore.150m.CoM
        [/glow]

        تعليق

        • ندي انور
          0- عضو حديث
          • 22 يول, 2007
          • 10

          #5
          اشكركم اخواتي في الله حقا انا سعيده جدا وانا والله ابكي الان علي مساعدتكم لي وان الموضوع حقا خطير بالنسبه لي اشكركم احبائي علي صبركم عليا وكيف اقدم لكم مقابل ؟. اشكركم والله اوي
          اود ان اوضح ما فهمته وهل هذا فعلا ما تقصدوه وهو ان الانسان العادي مثلي عرف بوجود الله من خلال الكون وانا عرفت هذا من خلال الكون وتدبرت ايات الله الحكيمه بالقرءان الكريم فاهتديت وعندما سألت عن هل الله واحد وقرأت القرءان فوجدت الله سبحانه وتعالي يسأل سؤال ءاله مع الله فقلت اذن الامر عقلي واذن الامر معروف ومحسوس وكذلك عندما اهتدي ابراهيم قال الذي فطر السموات والارض ولم يقل استغفر الله العظيم الذين فطروا تعالي الله المللك العلي العظيم عن الشريك وهذا ما فهمته فسألت نفسي ما الدليل وكيف اصل الي ذلك فوجدت الايات التي ارسلها لنا الله لنهتدي وهو انه استغفر الله وجود الهين سيتضح من خلال الخلاف في تدبير الكون وستختلف الاراده حقا ولكن احببت ان اعرف هل هذا هو الدليل الوحيد ام لا ....ارجو الرد هل هذا هو الدليل الوحيد المستقر في الفطر والنفوس النقيه العابده لله عن حق ويقين ام انا احتاج للمزيد ............اشكركم احبائي في الله واعتذر للدكتور امير انا بجد ربنا وحده المحيط بي علما وبحالتي النفسيه السيئه التي جعلتني اتصرف بهذا الاسلوب الغريب ولكن والله انا في الطبيعي طيبه اكتر مما تتصوروا ولكن المشكله عظيمه وثقيله اوي واحساس الواحد انه هيضيع بسبب الشك يجعله مش شايف حاجه امامه والله سامحوني جميعا حقا انا تعبانه واحتاج من يؤازرني نفسيا اكثر منه علميا والله المستعان والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
          التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 28 أكت, 2020, 02:48 ص.

          تعليق

          • دكتور أزهري
            مشرف شرف المنتدى

            • 19 ينا, 2007
            • 702
            • صيدلي
            • مسلم

            #6
            حياكي الله أختنا الفاضلة ومرحبا بكي بين أخوانك في منتدى حراس العقيدة .
            اسمحوا لي اخواني في الله بهذه المداخلة البسيطة
            لو وضعنا أصلا للأمور يكون أفضل أحبتي في الله .

            الإيمان بالله يتضمن أربعة أمور:
            1-الإيمان بوجوده سبحانه وتعالى.

            2-الإيمان بربوبيته، أي: الانفراد بالربوبية.

            3-الإيمان بانفراده بالألوهية.

            4-الإيمان بأسمائه وصفاته. لا يمكن أن يتحقق الإيمان إلا بذلك.

            محور سؤال أختنا الفاضلة حول النقطة الأولى تحديدا وهي الأيمان بوجود الله سبحانه وتعالى .

            ولن أتكلم أنا بل سأورد الكلام الممتع الرائع للعلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في شرحه لكتاب العقيدة الواسطية حيث يقول :-

            إذا قال قائل: ما الدليل على وجود الله عز وجل؟


            قلنا: الدليل على وجود الله: العقل، والحس، والشرع.

            ثلاثة كلها تدل على وجود الله، وإن شئت، فزد: الفطرة، فتكون الدلائل على وجود الله أربعة: العقل، والحس، والفطرة، والشرع. وأخرنا الشرع، لا لأنه لا يستحق التقديم، لكن لأننا نخاطب من لا يؤمن بالشرع.

            ـ فأما دلالة العقل، فنقول: هل وجود هذه الكائنات بنفسها، أو وجدت هكذا صدفة؟
            فإن قلت: وجدت بنفسها، فمستحيل عقلاً ما دامت هي معدومة؟ كيف تكون موجودة وهي معدومة؟! المعدوم ليس بشيء حتى يوجد، إذاً لا يمكن أن توجد نفسها بنفسها وإن قلت: وجدت صدفة، فنقول: هذا يستحيل أيضاً، فأنت أيها الجاحد، هل ما أنتج من الطائرات والصواريخ والسيارات والآلات بأنواعها، هل وجد هذا صدفة؟! فيقول: لا يمكن أن يكون. فكذلك هذه الأطيار والجبال والشمس والقمر والنجوم والشجر والجمر والرمال والبحار وغير ذلك لا يمكن أن توجد صدفة أبداً.

            ويقال: إن طائفة من السمنية جاءوا إلى أبي حنيفة رحمه الله، وهم من أهل الهند، فناظروه في إثبات الخالق عز وجل، وكان أبو حنيفة من أذكى العلماء فوعدهم أن يأتوا بعد يوم أو يومين، فجاءوا، قالوا: ماذا قلت؟ قال أنا أفكر في سفينة مملوءة من البضائع والأرزاق جاءت تشق عباب الماء حتى أرست في الميناء ونزلت الحمولة وذهبت، وليس فيها قائد ولا حمالون.
            قالوا: تفكر بهذا؟! قال: نعم. قالوا: إذاً ليس لك عقل! هل يعقل أن سفينة تأتي بدون قائد وتنزل وتنصرف؟! هذا ليس معقول! قال: كيف لا تعقلون هذا، وتعقلون أن هذه السماوات والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب والناس كلها بدون صانع؟ فعرفوا أن الرجل خاطبهم بعقولهم، وعجزوا عن جوابه هذا أو معناه.

            وقيل لأعرابي من البادية: بم عرفت ربك؟ فقال: الأثر يدل على المسير، والبعرة تدل على البعير، فسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، وبحار ذات أمواج، ألا تدل على السميع البصير؟

            ولهذا قال الله عز وجل :- {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ }الطور35
            فحينئذ يكون العقل دالاً دلالة قطعية على وجود الله.

            - وأما دلالة الحس على وجود الله، فإن الإنسان يدعو الله عز وجل، يقول: يا رب! ويدعو بالشيء، ثم يستجاب له فيه، وهذه دلالة حسية ، هو نفسه لم يدع إلا الله، واستجاب الله له، رأى ذلك رأي العين. وكذلك نحن نسمع عمن سبق وعمن في عصرنا، أن الله استجاب الله.

            فالأعرابي الذي دخل والرسول صلى الله عليه وسلم يخطب الناس يوم الجمعة قال: هلكت الأموال، وانقطعت السبل فادع الله يغيثنا قال أنس: والله، ما في السماء من سحاب ولا قزعة (أي: قطعة سحاب) وما بيننا وبين سلع (جبل في المدينة تأتي من جهته السحب) من بيت ولا دار.. وبعد دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم فوراً خرجت سحاباً مثل الترس، وارتفعت في السماء وانتشرت ورعدت، وبرقت، ونزل المطر، فما نزل الرسول صلى الله عليه وسلم إلا والمطر يتحادر من لحيته عليه الصلاة والسلام[18] وهذا أمر واقع يدل على وجود الخالق دلالة حسية.
            وفي القرآن كثير من هذا، مثل قوله تعالى :-وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ{83} فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ{84} وغير ذلك من الآيات.

            - وأما دلالة الفطرة، فإن كثيراً من الناس الذين لم تنحرف فطرهم يؤمنون بوجود الله، حتى البهائم العجم تؤمن بوجود الله، وقصة النملة التي رويت عن سليمان عليه الصلاة والسلام، خرج يستسقي، فوجد نملة مستلقية على ظهرها رافعة قوائمها نحو السماء، تقول: اللهم أنا خلق من خلقك، فلا تمنع عنا سقياك.

            فقال: ارجعوا، فقد سقيتم بدعوة غيركم، فالفطر مجبولة على معرفة الله عز وجل وتوحيده.

            وقد أشار الله تعالى إلى ذلك في قوله :- وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ{172} أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ{173}
            فهذه الآية تدل على أن الإنسان مجبول بفطرته على شهادته بوجود الله وربوبيته وسواء أقلنا: إن الله استخرجتم من ظهر آدم واستشهدهم، أو قلنا: إن هذا هو ما ركب الله تعالى في فطرهم من الإقرار به، فإن الآية تدل على أن الإنسان يعرف ربه بفطرته.

            هذه أدلة أربعة تدل على وجود الله سبحانه وتعالى.

            - وأما دلالة الشرع، فلأن ما جاءت به الرسل من شرائع الله تعالى المتضمنة لجميع ما يصلح الخلق يدل على أن الذي أرسل بها رب رحيم حكيم، ولا سيما هذا القرآن المجيد الذي أعجز البشر والجن أن يأتوا بمثله

            وبالله التوفيق .

            التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 28 أكت, 2020, 02:48 ص.
            اعرف دينك
            {"data-align":"center","data-size":"custom","data-tempid":"temp_8603_1597326224273_205","height":"64","width":"308"}
            دينك دين عظيم جدا تجاوزت عظمته حدود الإدراك والتخيل ويكفيك شرفا أنك مسلم فقل الحمد لله الذي جعلني من المسلمين


            يا ربُّ ، ألق على العيونِ السَّاهرةِ نُعاساً أمنةً منك ، وعلى النفوسِ المضْطربةِ سكينة ، وأثبْها فتحاً قريباً. يا ربُّ اهدِ حيارى البصائرْ إلى نورِكْ ، وضُلاَّل المناهجِ إلى صراطكْ ، والزائغين عن السبيل إلى هداك

            تعليق

            • ندي انور
              0- عضو حديث
              • 22 يول, 2007
              • 10

              #7
              السلام عليكم اشكرك اخي جدا ولكن سؤالي ليس عن وجود الله ولكن عن وحدانيته اي دلائل انه واحد احد ارجو ان اكون وضحت والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
              التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 28 أكت, 2020, 02:48 ص.

              تعليق

              • (عبد الرحمن)
                مشرف شرف المنتدى
                مشرف سابق
                عضوية شرفية

                • 17 يون, 2006
                • 3754
                • مسلم

                #8
                الأخت ندى
                دلائل الوحدانية
                دليل عقلى وأظن أنك مقتنعة به كما بينه الإخوة "لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا"
                ودليل نقلى وهو ما جاء به الرسل
                ومن الأدلة العقلية تحت بند ما جاء به الرسل هو أنه لم يأت أحد أبدا بدعوة لعبادة أى خالق آخر غير الله
                بل ما نعرفه عن المشركين أنهم كانوا يعرفون خالقا واحدا ويعبدون أصناما لتقربهم إلى ذلك الخالق
                فلم نسمع على مر تاريخ البشرية أن أحدا يؤمن بوحد خالق آخر
                وأرجو أن يستفيض الإخوة فى الأدلة إن كان لديك أى شك أو طلب
                التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 28 أكت, 2020, 02:47 ص.

                تعليق

                • م. عمـرو المصري
                  مشرف شرفي , لقسم نقد المخطوطات

                  • 22 يول, 2006
                  • 1280
                  • مسلم

                  #9
                  الواقع والمسطور في الكتاب هو أن الله تعالى استخدم الأدلة العقلية في إقناع الناس - تحديدًا غير المؤمنين - بوحدانيته .. وللمؤمن بنبوة محمدٍ صلى الله عليه وسلم .. أمر الله أن يُفرد وحده بالعبودية فلا إله غيره .. فقال تعالى : { إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي } وقال عز وجل : { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ } وقوله : { قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ }.. والآيات في هذا الباب كثيرة جدًا .. بل أقول أن الفترة المكية في حياة المُصطفى صلى الله عليه وسلم كانت لترسيخ هذه المبادئ .. من وحدانية الله وإفراده عز وجل بالربوبية والألوهية ..
                  فالأدلة أختي الكريمة لا تخرج عن نطاق العقل أو النقل .. وأشار الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى في إثبات وجود الله إلى أدلة الحس والفطرة .. فهما موجبان للإيمان بالخالق والعقل موجب للإيمان بوحدانيته ..

                  فإن وُجد الدليل العقلي .. كما هو الحال لدينا .. إذ يرفض العقل تعدد الآلهة .. إنتهى الأمر في هذا الباب .. أي باب الأدلة العقلية ..
                  أما أدلة الشرع أكثر من أن تُحصى .. كتابًا وسنة
                  فكيف يكون الدليل واحد أختي الكريمة؟ .. فالأدلة على أنواع مختلفة كما أسلفنا بارك الله فيكِ ..

                  تحياتي ..
                  التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 28 أكت, 2020, 02:47 ص.
                  [glow="Black"]
                  « كَفَى بِالْمَرْءِ عِلْماً أَنْ يَخْشَى اللَّهَ ، وَكَفَى بِالْمَرْءِ جَهْلاً أَنْ يُعْجَبَ بِعِلْمِهِ »
                  جامع بيان العلم وفضله - ابن عبد البر
                  [/glow]

                  [glow=Silver]
                  WwW.StMore.150m.CoM
                  [/glow]

                  تعليق

                  • أحمدحسان
                    1- عضو جديد
                    • 17 ماي, 2007
                    • 70

                    #10
                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,رجاء من الاخت ندى الاجابة على سؤال م/الدخاخنى ,وانا واثق تمام الثقة انك اذا جاوبتى عليه فستصلى للحل رجاء من أخ أن تجاوبى سؤاله

                    تعليق

                    • امجاد
                      2- عضو مشارك
                      • 27 أكت, 2006
                      • 145

                      #11
                      اهلا بك ندى .. اردت فقط ان ارحب بكى وادعو لك دعوة قلبية خالصة لوجه الله بالهداية وان تضعى قدمك على الطريق الصحيح واظنك فعلتى .. بدايتك هنا مشرقة ولمست وجداننا .. ونسأل الله الكريم ان يحفظك ويزيح عنك كل هم وغم وحزن
                      ( 2998 - ترى المؤمنين : في تراحمهم ، وتوادهم ، وتعاطفهم ، كمثل الجسد ، إذا اشتكى عضوا ، تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى )

                      .. هى بداية الحب والمودة لاخوانك واخواتك فى الاسلام .. وان شاء الله تجدى كل العون والرحمة من اخوانك .. تقبلى تحيات اختك واطيب امنياتى لكى ندى

                      ( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29)
                      التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 28 أكت, 2020, 02:47 ص.

                      تعليق

                      • ندي انور
                        0- عضو حديث
                        • 22 يول, 2007
                        • 10

                        #12
                        السلام عليكم ورحمه الله وبركاته اشكركم خوتي واشكرك امجاد واود الاجابه علي سؤال الدخاخني انا اود ان اطرح ما بيدور بذهني وهو استغفر الله احتمال الاتفاق بينهما في التدبير فهل يمكن هذا ......... ارجو الرد
                        التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 28 أكت, 2020, 02:47 ص.

                        تعليق

                        • ندي انور
                          0- عضو حديث
                          • 22 يول, 2007
                          • 10

                          #13
                          وان كان هناك اختلاف وفساد نتيجه للتعديه هل ممكن يكون لسه ما ظهر استغفر الله معلش عايزاكم تحملوا معي همي
                          التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 28 أكت, 2020, 02:47 ص.

                          تعليق

                          • بن عفان
                            3- عضو نشيط

                            عضو اللجنة العلمية
                            • 11 ينا, 2007
                            • 362
                            • مسلم

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة ندي انور
                            السلام عليكم ورحمه الله وبركاته اشكركم خوتي واشكرك امجاد واود الاجابه علي سؤال الدخاخني انا اود ان اطرح ما بيدور بذهني وهو استغفر الله احتمال الاتفاق بينهما في التدبير فهل يمكن هذا ......... ارجو الرد

                            وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

                            الله أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد.

                            كيف يتصور العاقل وجود إلهين؟

                            و لو تصورنا -جدلا- وجود إلهين، فإنهما لن يكونا إلا متقارنين في القدرة ، أو على مستوى واحد، وكلا الاحتمالين باطل، ذلك لأنهما إذا كانا متفاوتين في القدرة، فإن الأقوى منهما سيكون هو الإله وحده، والآخر تابع له، فليس إلها إذاً. وإن كانا على مستوى واحد في القدرة، وأراد أحدهما خلق شيء ولم يرده الآخر، وقع المحال، إذ لا يتصور أن يكون الشيء موجودا وغير موجود في آن واحد. قال تعالى: ( لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ) [الأنبياء:22]. وقال: ( قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً *سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيراً ) [الإسراء:42-43]. وقال: ( أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ...... أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ.... أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ...أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ... أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) [النمل: 60-64].

                            فتبين -إذاً- من جميع ما ذكر أن وجود إلهين مستحيل عقلا ونقلا، كما أنه لا يتصور أن يكون إله مخلوقا موجودا بعد أن لم يكن شيئا.


                            والله أعلم.
                            التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 28 أكت, 2020, 02:46 ص.

                            سبحان الله وبحمده ... سبحان الله العظيم

                            تعليق

                            • م. عمـرو المصري
                              مشرف شرفي , لقسم نقد المخطوطات

                              • 22 يول, 2006
                              • 1280
                              • مسلم

                              #15
                              الأمر جد بسيط أختي الكريمة .. لا تقلقي .. فكلها أمور قد تطرأ على قلب أيٌ منا .. فإن لم يكن يوجد من يزيل عنه شبهته ويرفع عنه همه وكربه من إخوانه .. فمن يفعل إذًا؟

                              تعالي لنتخيل الأمور معًا ..
                              سنفترض وجود إلهين للكون .. الإله ( أ ) , والإله ( ب ) ..
                              ولكل منهما مطلق خواص الألوهية .. فكل منهما كلي القدرة .. ولكلٌ منهما إرادة منفصلة عن الآخر .. وإن ثبتت صفة نقص لأي منهما بطُلت ألوهيته .. أظن أن هذا لا خلاف فيه من ناحية ثبوت صفة نقص لأي منهما يُبطل ألوهيته! .. فتُصبح الفرضية - أي فرضية وجود التعدد - من قبيل المُستحيلات ..

                              ذكرنا من قبل الإحتمال القائم بتعارض إرادتي الإلهين أ و ب .. وأن هذا التعارض يُفضي إلى إستحالة تعدد الآلهة عقلاً .. لكن الأخت العزيزة ندى طرحت سؤالاً .. وهو .. ماذا لو اتفقت الإرادتان؟ .. ولكن هل هذا وارد عقلاً - أي أن تتفق الإرادتان؟!

                              يقول العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله في تفسيره الماتع { تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان } :
                              ولهذا قال: { لَوْ كَانَ فِيهِمَا } أي: في السماوات والأرض { آلِهَةٌ إِلا اللَّهُ لَفَسَدَتَا } في ذاتهما، وفسد من فيهما من المخلوقات.
                              وبيان ذلك: أن العالم العلوي والسفلي، على ما يرى، في أكمل ما يكون من الصلاح والانتظام، الذي ما فيه خلل ولا عيب، ولا ممانعة، ولا معارضة، فدل ذلك، على أن مدبره واحد، وربه واحد، وإلهه واحد، فلو كان له مدبران وربان أو أكثر من ذلك، لاختل نظامه، وتقوضت أركانه فإنهما يتمانعان ويتعارضان، وإذا أراد أحدهما تدبير شيء، وأراد الآخر عدمه، فإنه محال وجود مرادهما معا، ووجود مراد أحدهما دون الآخر، يدل على عجز الآخر، وعدم اقتداره واتفاقهما على مراد واحد في جميع الأمور، غير ممكن، فإذًا يتعين أن القاهر الذي يوجد مراده وحده، من غير ممانع ولا مدافع، هو الله الواحد القهار، ولهذا ذكر الله دليل التمانع في قوله: { مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ }
                              ومنه - على أحد التأويلين - قوله تعالى: { قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلا * سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا } ولهذا قال هنا: { فَسُبْحَانَ اللَّهِ } أي: تنزه وتقدس عن كل نقص لكماله وحده، { رَبُّ الْعَرْشِ } الذي هو سقف المخلوقات وأوسعها، وأعظمها، فربوبية (1) ما دونه من باب أولى، { عَمَّا يَصِفُونَ } أي: الجاحدون الكافرون، من اتخاذ الولد والصاحبة، وأن يكون له شريك بوجه من الوجوه.

                              انتهى كلام الشيخ رحمه الله ..

                              وبيّن ابن عاشور وجه فساد القول بأن الإلهين أ و ب قد يتفقا تمامًا في إرادتيهما فقال في تفسيره المسمى بالتحرير والتنوير:
                              ووجه انتظام هذا الاستدلال أنه لو تعددت الآلهة للزم أن يكون كل إله متصفاً بصفات الإلهية المعروفةِ آثارها ، وهي الإرادة المطلقة والقدرة التامة على التصرف ، ثم إن التعدد يقتضي اختلاف متعلقات الإرادات والقُدَر لأن الآلهة لو استوت في تعلقات إراداتها ذلك لكان تعدد الآلهة عبثاً للاستغناء بواحد منهم ، ولأنه إذا حصل كائن فإن كان حدوثه بإرادة متعددين لزم اجتماع مؤثريْن على مؤثّر واحد وهو محال لاستحالة اجتماع علتين تامتين على معلول واحد . فلا جرم أن تعدد الآلهة يستلزم اختلاف متعلقات تصرفاتها اختلافاً بالأنواع ، أو بالأحوال ، أو بالبقاع ، فالإله الذي لا تنفذ إرادته في بعض الموجودات ليس بإله بالنسبة إلى تلك الموجودات التي أوجدها غيره .
                              ولا جرم أن تختلف متعلقات إرادات الآلهة باختلاف مصالح رعاياهم أو مواطنهم أو أحوال تصرفاتهم فكل يغار على ما في سُلطانه .
                              فثبت أنّ التعدد يستلزم اختلاف الإرادات وحدوثَ الخلاف.
                              انتهى النقل..

                              وهذا كلام نفيس .. به تزول أي شبهة في الأمر .. ولله الحمد والمنة ..

                              ونختم بكلام شيخنا محمد متولي الشعراوي رحمه الله في تلك المسألة فيقول:
                              لكن، لماذا تفسد السماء والأرض إنْ كان فيهما آلهة غير الله؟

                              قالوا: لأنك في هذه المسألة أمام أمرين: إما أن تكون هذه الآلهة مستوية في صفات الكمال، أو واحد له صفات الكمال والآخر له صفة نقص. فإنْ كان لهم صفات الكمال، اتفقوا على خَلْق الأشياء أم اختلفوا؟
                              إنْ كانوا متفقين على خَلْق شيء، فهذا تكرار لا مُبرِّر له، فواحد سيخلق، والآخر لا عملَ له، ولا يجتمع مؤثران على أثر واحد.
                              فإن اختلفوا على الخَلْق: يقول أحدهم: هذه لي. ويقول الآخر: هذه لي، فقد علا بعضهم على بعض.
                              أما إنْ كان لأحدهم صفة الكمال، وللآخر صفة النقص، فصاحب النقص لا يصحّ أن يكونَ إلهاً. وهكذا الحق - سبحانه وتعالى - يُصرِّف لنا الأمثال ويُوضِّحها ليجلي هذه الحقيقة بالعقل وبالنقل: لا إله إلا الله، واتخاذ آلهة معه سبحانه أمر باطل.

                              إنتهى النقل ..
                              ونلاحظ من كلام ربنا تبارك وتعالى أنه لم يضع ذلك الإحتمال في الحسبان أصلاً .. لذلك جزم الله تبارك وتعالى بفساد السماوات والأرض إن تعددت الآلهة .. ولم يضع فرضية إتفاق الآلهة في الإرادة بصورة تامة .. لأن هذا من قبيل العبث كما ذكرنا قبل قليل .. وفيما سبق من الأدلة العقلية على بطلان هذا القول .. والحمد لله رب العالمين ..

                              وطبعًا بخصوص سؤالك الأخير عن فرضية تعدد الآلهة ولكن الفساد لم يظهر بعد فهذا مردود أيضًا لبطلان الأصل الذي بني عليه وهو تعدد الآلهة .. لما تم تبيينه أعلاه ..

                              هل لديك أي استفسار أختي الكريمة فيما سبق ذكره؟!
                              التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 28 أكت, 2020, 02:46 ص.
                              [glow="Black"]
                              « كَفَى بِالْمَرْءِ عِلْماً أَنْ يَخْشَى اللَّهَ ، وَكَفَى بِالْمَرْءِ جَهْلاً أَنْ يُعْجَبَ بِعِلْمِهِ »
                              جامع بيان العلم وفضله - ابن عبد البر
                              [/glow]

                              [glow=Silver]
                              WwW.StMore.150m.CoM
                              [/glow]

                              تعليق

                              مواضيع ذات صلة

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              ابتدأ بواسطة محمد,,, 3 أكت, 2024, 04:46 م
                              رد 1
                              44 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة الراجى رضا الله
                              ابتدأ بواسطة كريم العيني, 13 يول, 2024, 08:09 م
                              ردود 0
                              29 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة كريم العيني
                              بواسطة كريم العيني
                              ابتدأ بواسطة كريم العيني, 8 يول, 2024, 02:48 م
                              ردود 0
                              31 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة كريم العيني
                              بواسطة كريم العيني
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 14 يون, 2024, 12:51 ص
                              ردود 3
                              39 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 2 يون, 2024, 04:25 ص
                              ردود 0
                              57 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                              يعمل...