هنالك قول بين المسيحيين عامة يدعي أن الكتاب المقدس قد أعطى النساء كرامة و وضعاً أفضل بكثير من المجتمعات الّتي تنتشر فيها الدّيانات الأخرى. الفكرة البديهية تقول ((إن تكررت الكذبة مرات عديدة بشكل كافٍ، فإن البعض سيصدقها)) ذلك أن الجاهل بالكتاب المقدس فقط يمكن له أن يشعر بإحساس مجامل تجاه المرأة. إن الكتاب المقدس يهين المرأة من بدايته إلى نهايته و يتكلّم عنها بازدراء يجعل أحدنا يظن أن المرأة في العصور الحديثة لن تلقى وقاراً و تسامحاً بعد ذلك.
إن الرّجال الّذين كتبوا الكتاب المقدس لم يوفروا جهداً في الوصول إلى إحدى موضوعاتهم المفضّلة و هي أن: كلّ الألم و المعاناة، الحزن و الأسى الذي يجب أن تتحمّله البشريّة إنما هو خطأ المرأة. ففي الإصحاحات الافتتاحية لما يزعم أنه كلمة الله الموحى بها نجد أن المرأة الأولى أكلت من الفاكهةً التي أخبرها الله ألا تأكل منها، و لذلك يجب على الرّجال أن يكسبوا عيشهم بعرق جبينهم. لا تقلقوا من هذا، ذلك أن تلك الجريمة الخطيرة قد تسببت للمرأة أيضاً أن تتحمل آلام الولادة [التكوين 3: 16]. و ما هي آلام المخاض القليلة بالمقارنة بمحنة الرّجال المجبر على زرع التربة التي تنبت الشوك و الحسك [التكوين 3: 18] ?!!
و منذ ذلك الوقت وضع كاتب سفر التكوين اللّوم على حواء، و استمر رسل يهوه في الكتاب المقدس في وضع المزيد من اللوم بدورهم. بولس، أعظم الرسل ليس فقط في المسيحيّة و لكنّ في التّعصّب الجنسيّ السّافر أيضًا، استخدم خطيئة حواء كعذر لوضع المرأة في قبو المسيحيّة، و لازال على المرأة أن تصعد منه حتى حينه. و بوحي من الروح القدس أحد أقانيم الإله الواحد ، كتب بولس و أخبر المرأة أنها مُرحب بها في الكنائس طالما ظلت صامتة [لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُوناً لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ أَيْضاً – كورنثوس الأولى 14: 34]. حسنًا، إن كان لا يُسمح للنساء أن يتكلمن في الكنائس، فكيف لهن أن يتعلمن الأمور التي هن بحاجة إلى معرفتها؟ لا تقلقوا، لقد كان عند بولس إجابة على ذلك [وَلَكِنْ إِنْ كُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ شَيْئاً فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ فِي الْبَيْتِ لأَنَّهُ قَبِيحٌ بِالنِّسَاءِ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي كَنِيسَةٍ – كورنثوس الأولى 14: 35]. من الصعب أن ترى الكرامة و الاحترام للنّساء في أيّ من هذا، لكنّ من الواضح نساءً كثيرات قد صدقن هذا و يقبلن بخضوع هذا التمييز الجنسي .
لا يمكن أن يقول المسيحيّون أن بولس كان في مزاج سيّئ عندما كتب رسالته لأهل كورنثوس، لأنّه إن كان مؤلّفاً للرّسائل، كما يقول معظم الأصوليون، فإنه بذلك يعطي أوامره التي تعكس آراءه عن التمييز الجنسي ليتم تعليمها للناس كقانون كنسي [وَلَكِنْ لَسْتُ آذَنُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُعَلِّمَ وَلاَ تَتَسَلَّطَ عَلَى الرَّجُلِ، بَلْ تَكُونُ فِي سُكُوتٍ – الأولى إلى تيموثاوس 2: 12]. لماذا بحق المساء لا يُسمح أبداً على الإطلاق للمرأة أن تعلّم حتى لو كانت حاصلة على درجة الدكتوراة في اللاهوت و البديل الوحيد لذلك هو رجل قد يكون ذكاؤه يماثل ذكاء مقبض الباب؟! نعم، على الرجل أن يكون صاحب هذا المنصب. و على الأرجح فإن بولس اعتقد بطريقة ما أن ذكورة الرجل المميزة له في الجنس تجعل منه مؤهلاً عن المرأة في مهمة التعليم بغض النظر عن أي أمر آخر. ربما يهوه مولع بالهرمونات الذكرية، أو ربّما يعتبر الأعضاء التناسليّة أكثر أهمّيّة من الدماغ. و فوق كل هذا، فإن يهوه قد تجسد في رجل، أليس كذلك ؟
و ما هو السبب لإعطاء يهوه الرجال التّميّز في كنيسته؟ لقد أخبرنا بولس السبب [لأَنَّ آدَمَ جُبِلَ أَوَّلاً ثُمَّ حَوَّاءُ، وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ لَكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي – الأولى إلى تيموثاوس 2: 13-14]. إذاً هذا هو السبب.. الحق كل الحق على حواء. لقد أكلت من الفاكهة المحرمة، لذا فالذنب كله يقع عليها. ليس هذا فقط، بل و كل مولود منذ ذلك الوقت يُبتلى بكروموسومين X يلقى عليه مسؤولية ذنب حواء. إن كنا نتحدث عن الظلم، فإن هذا هو أصل الظلم و أعظمه.
بولس لم يلق حرجاً في أن يشرح لماذا كان آدم بريئًا من ذنب الفاكهة المحرمة. يقول الكتاب المقدّس أن حواء أكلت الفاكهة، حسنٌ، لكنه يقول أنها أعطت القليل لآدم فأكله أيضًا [التكوين 3: 6]. إن القصة لا تشير حتى إلى أي نوع من الإجبار أو لي للذراع، لذا إن كان أكل الفاكهة عملاً سيئاً إلى هذه الدرجة، فلماذا نجد أن الرجل يجب عليه فقط أن يعرق لكسب عيشه؟ فلو خُيرنا بين العمل لكسب العيش بعرق الجبين أو حمل طفل بالمدّة الكاملة ثمّ إنجابه بآلام و أوجاع تساوي تقريبًا ألم إخراج بطيخ من البطن ، فإن أكثر الرجال حماسة سيختار عرق الجبين.
لا يمكن أن نتهم بولس بافتقاره للتّعاطف مع النّساء تمامًا، ذلك أنه في العدد التّالي تماماً من توجيهاته الكنسية إلى تيموثاوس خصّص للنساء دوراً في الكنيسة [وَلَكِنَّهَا سَتَخْلُصُ بِوِلاَدَةِ الأَوْلاَدِ، إِنْ ثَبَتْنَ فِي الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ وَالْقَدَاسَةِ مَعَ التَّعَقُّلِ – الأولى إلى تيموثاوس 2: 15]. الأمر مترابط ببعضه. لقد جلبت الامرأة الحزن و المعاناة إلى البشريّة، و يجب على جميع أفراد نسلها من نفس الجنس أن يدفعوا ثمن ذلك بأنفسهن و أن يكفرن عن أنفسهن عن أمر لم يفعلنه من خلال إنجاب الأولاد. أي امرأة تلك التي لن تشعر بالسعادة بحصولها على دور كهذا في كنيسة هؤلاء الذين اختارتهم حكمة الله العليم قبل تأسيس العالم [إفسس 1: 4]، في الوقت الذي يحصل فيه الذكور من أحفاد المتآمرات مع حواء على دور البطولة في خطة الله؟ من الصعب على المرء أن يجد خطأ في حكمة كهذه.
لا يمكن لأحد أن يدّعي أن بولس كان الصوت المتفرّد في موضوع مركز المرأة في جدول يهوه الرئيسي، بل نجد على طول الكتاب المقدس أن المرأة قد أُهينت من قبل تلك الأجسام البشرية التي تزعم أن الله اختارها لكتابة كلمته الموحى بها و المعصومة عن الخطأ. في سفر التكوين الإصحاح /19/ ، أرسل اللّه ملاكين إلى سدوم لتحذير لوط من الدمار الوشيك للمدينة حتّى يتمكن من النجاة إلى بر الأمان. عندما أحاطت مجموعة من الرّجال ببيت لوط و طلبت أن يُخرج إليهم الرجلين ليتعرفوا عليهم [التكوين 19: 5]، حاول لوط إنقاذ الرجلين من الاغتصاب الجماعيّ بعرض بناته على الحشد [فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ لُوطٌ إِلَى الْبَابِ وَأَغْلَقَ الْبَابَ وَرَاءَهُ وَقَالَ: ((لاَ تَفْعَلُوا شَرّاً يَا إِخْوَتِي. هُوَذَا لِي ابْنَتَانِ لَمْ تَعْرِفَا رَجُلاً. أُخْرِجُهُمَا إِلَيْكُمْ فَافْعَلُوا بِهِمَا كَمَا يَحْسُنُ فِي عُيُونِكُمْ. وَأَمَّا هَذَانِ الرَّجُلاَنِ فَلاَ تَفْعَلُوا بِهِمَا شَيْئاً لأَنَّهُمَا قَدْ دَخَلاَ تَحْتَ ظِلِّ سَقْفِي – التكوين 19: 6-8]. هل تفهمون دلالة ذلك؟ التحرش الجنسي بالرجال هو عمل شرير، أما التحرش بالنساء فلن يكون عملاً شريراً بنفس الدرجة!
إن كان أحدنا يظن أن مثل هذا الاقتراح الحقير الذي قدمه لوط (حاشاه عن ذلك) يجعل منه مكروهاً عند يهوه المتصف بالصلاح اللانهائي، فعليه أن يعيد النظر في ذلك. لقد أنقذ يهوه لوطاً من النار التي انهمرت على سدوم، و فيما بعد "أوحى" إلى كاتب في العهد الجديد أن يصف لوطاً بالرجل البار الّذي كان [مَغْلُوباً مِنْ سِيرَةِ الأَرْدِيَاءِ فِي الدَّعَارَةِ – بطرس الثانية 2: 7-8]. إن كان رجل قد عرض بناته على حشد من الرّجال لتهدئة مطالبهم الجنسيّة يُوصَف بحال من الأحوال كرجل "بار"، فما هو مستوى الإنحراف الذي وصل إليه باقي الناس في سدوم؟ إني أتعجب! على كلّ حال، فإن هذه القصّة تبين بوضوح موقف إله الكتاب المقدس. إذا كان ضروريًّا أن يضحّي بشرف النساء، لحماية شرف الرجال، فليكن ذلك. هذا هو إله الملايين من النساء اللواتي يذهبن إلى الكنائس اسبوعياً.
هناك الكثير بعد ليقال في هذا الموضوع، لكني سأبقيه للمرة القادمة إن شاء الله
إن الرّجال الّذين كتبوا الكتاب المقدس لم يوفروا جهداً في الوصول إلى إحدى موضوعاتهم المفضّلة و هي أن: كلّ الألم و المعاناة، الحزن و الأسى الذي يجب أن تتحمّله البشريّة إنما هو خطأ المرأة. ففي الإصحاحات الافتتاحية لما يزعم أنه كلمة الله الموحى بها نجد أن المرأة الأولى أكلت من الفاكهةً التي أخبرها الله ألا تأكل منها، و لذلك يجب على الرّجال أن يكسبوا عيشهم بعرق جبينهم. لا تقلقوا من هذا، ذلك أن تلك الجريمة الخطيرة قد تسببت للمرأة أيضاً أن تتحمل آلام الولادة [التكوين 3: 16]. و ما هي آلام المخاض القليلة بالمقارنة بمحنة الرّجال المجبر على زرع التربة التي تنبت الشوك و الحسك [التكوين 3: 18] ?!!
و منذ ذلك الوقت وضع كاتب سفر التكوين اللّوم على حواء، و استمر رسل يهوه في الكتاب المقدس في وضع المزيد من اللوم بدورهم. بولس، أعظم الرسل ليس فقط في المسيحيّة و لكنّ في التّعصّب الجنسيّ السّافر أيضًا، استخدم خطيئة حواء كعذر لوضع المرأة في قبو المسيحيّة، و لازال على المرأة أن تصعد منه حتى حينه. و بوحي من الروح القدس أحد أقانيم الإله الواحد ، كتب بولس و أخبر المرأة أنها مُرحب بها في الكنائس طالما ظلت صامتة [لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُوناً لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ أَيْضاً – كورنثوس الأولى 14: 34]. حسنًا، إن كان لا يُسمح للنساء أن يتكلمن في الكنائس، فكيف لهن أن يتعلمن الأمور التي هن بحاجة إلى معرفتها؟ لا تقلقوا، لقد كان عند بولس إجابة على ذلك [وَلَكِنْ إِنْ كُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ شَيْئاً فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ فِي الْبَيْتِ لأَنَّهُ قَبِيحٌ بِالنِّسَاءِ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي كَنِيسَةٍ – كورنثوس الأولى 14: 35]. من الصعب أن ترى الكرامة و الاحترام للنّساء في أيّ من هذا، لكنّ من الواضح نساءً كثيرات قد صدقن هذا و يقبلن بخضوع هذا التمييز الجنسي .
لا يمكن أن يقول المسيحيّون أن بولس كان في مزاج سيّئ عندما كتب رسالته لأهل كورنثوس، لأنّه إن كان مؤلّفاً للرّسائل، كما يقول معظم الأصوليون، فإنه بذلك يعطي أوامره التي تعكس آراءه عن التمييز الجنسي ليتم تعليمها للناس كقانون كنسي [وَلَكِنْ لَسْتُ آذَنُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُعَلِّمَ وَلاَ تَتَسَلَّطَ عَلَى الرَّجُلِ، بَلْ تَكُونُ فِي سُكُوتٍ – الأولى إلى تيموثاوس 2: 12]. لماذا بحق المساء لا يُسمح أبداً على الإطلاق للمرأة أن تعلّم حتى لو كانت حاصلة على درجة الدكتوراة في اللاهوت و البديل الوحيد لذلك هو رجل قد يكون ذكاؤه يماثل ذكاء مقبض الباب؟! نعم، على الرجل أن يكون صاحب هذا المنصب. و على الأرجح فإن بولس اعتقد بطريقة ما أن ذكورة الرجل المميزة له في الجنس تجعل منه مؤهلاً عن المرأة في مهمة التعليم بغض النظر عن أي أمر آخر. ربما يهوه مولع بالهرمونات الذكرية، أو ربّما يعتبر الأعضاء التناسليّة أكثر أهمّيّة من الدماغ. و فوق كل هذا، فإن يهوه قد تجسد في رجل، أليس كذلك ؟
و ما هو السبب لإعطاء يهوه الرجال التّميّز في كنيسته؟ لقد أخبرنا بولس السبب [لأَنَّ آدَمَ جُبِلَ أَوَّلاً ثُمَّ حَوَّاءُ، وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ لَكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي – الأولى إلى تيموثاوس 2: 13-14]. إذاً هذا هو السبب.. الحق كل الحق على حواء. لقد أكلت من الفاكهة المحرمة، لذا فالذنب كله يقع عليها. ليس هذا فقط، بل و كل مولود منذ ذلك الوقت يُبتلى بكروموسومين X يلقى عليه مسؤولية ذنب حواء. إن كنا نتحدث عن الظلم، فإن هذا هو أصل الظلم و أعظمه.
بولس لم يلق حرجاً في أن يشرح لماذا كان آدم بريئًا من ذنب الفاكهة المحرمة. يقول الكتاب المقدّس أن حواء أكلت الفاكهة، حسنٌ، لكنه يقول أنها أعطت القليل لآدم فأكله أيضًا [التكوين 3: 6]. إن القصة لا تشير حتى إلى أي نوع من الإجبار أو لي للذراع، لذا إن كان أكل الفاكهة عملاً سيئاً إلى هذه الدرجة، فلماذا نجد أن الرجل يجب عليه فقط أن يعرق لكسب عيشه؟ فلو خُيرنا بين العمل لكسب العيش بعرق الجبين أو حمل طفل بالمدّة الكاملة ثمّ إنجابه بآلام و أوجاع تساوي تقريبًا ألم إخراج بطيخ من البطن ، فإن أكثر الرجال حماسة سيختار عرق الجبين.
لا يمكن أن نتهم بولس بافتقاره للتّعاطف مع النّساء تمامًا، ذلك أنه في العدد التّالي تماماً من توجيهاته الكنسية إلى تيموثاوس خصّص للنساء دوراً في الكنيسة [وَلَكِنَّهَا سَتَخْلُصُ بِوِلاَدَةِ الأَوْلاَدِ، إِنْ ثَبَتْنَ فِي الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ وَالْقَدَاسَةِ مَعَ التَّعَقُّلِ – الأولى إلى تيموثاوس 2: 15]. الأمر مترابط ببعضه. لقد جلبت الامرأة الحزن و المعاناة إلى البشريّة، و يجب على جميع أفراد نسلها من نفس الجنس أن يدفعوا ثمن ذلك بأنفسهن و أن يكفرن عن أنفسهن عن أمر لم يفعلنه من خلال إنجاب الأولاد. أي امرأة تلك التي لن تشعر بالسعادة بحصولها على دور كهذا في كنيسة هؤلاء الذين اختارتهم حكمة الله العليم قبل تأسيس العالم [إفسس 1: 4]، في الوقت الذي يحصل فيه الذكور من أحفاد المتآمرات مع حواء على دور البطولة في خطة الله؟ من الصعب على المرء أن يجد خطأ في حكمة كهذه.
لا يمكن لأحد أن يدّعي أن بولس كان الصوت المتفرّد في موضوع مركز المرأة في جدول يهوه الرئيسي، بل نجد على طول الكتاب المقدس أن المرأة قد أُهينت من قبل تلك الأجسام البشرية التي تزعم أن الله اختارها لكتابة كلمته الموحى بها و المعصومة عن الخطأ. في سفر التكوين الإصحاح /19/ ، أرسل اللّه ملاكين إلى سدوم لتحذير لوط من الدمار الوشيك للمدينة حتّى يتمكن من النجاة إلى بر الأمان. عندما أحاطت مجموعة من الرّجال ببيت لوط و طلبت أن يُخرج إليهم الرجلين ليتعرفوا عليهم [التكوين 19: 5]، حاول لوط إنقاذ الرجلين من الاغتصاب الجماعيّ بعرض بناته على الحشد [فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ لُوطٌ إِلَى الْبَابِ وَأَغْلَقَ الْبَابَ وَرَاءَهُ وَقَالَ: ((لاَ تَفْعَلُوا شَرّاً يَا إِخْوَتِي. هُوَذَا لِي ابْنَتَانِ لَمْ تَعْرِفَا رَجُلاً. أُخْرِجُهُمَا إِلَيْكُمْ فَافْعَلُوا بِهِمَا كَمَا يَحْسُنُ فِي عُيُونِكُمْ. وَأَمَّا هَذَانِ الرَّجُلاَنِ فَلاَ تَفْعَلُوا بِهِمَا شَيْئاً لأَنَّهُمَا قَدْ دَخَلاَ تَحْتَ ظِلِّ سَقْفِي – التكوين 19: 6-8]. هل تفهمون دلالة ذلك؟ التحرش الجنسي بالرجال هو عمل شرير، أما التحرش بالنساء فلن يكون عملاً شريراً بنفس الدرجة!
إن كان أحدنا يظن أن مثل هذا الاقتراح الحقير الذي قدمه لوط (حاشاه عن ذلك) يجعل منه مكروهاً عند يهوه المتصف بالصلاح اللانهائي، فعليه أن يعيد النظر في ذلك. لقد أنقذ يهوه لوطاً من النار التي انهمرت على سدوم، و فيما بعد "أوحى" إلى كاتب في العهد الجديد أن يصف لوطاً بالرجل البار الّذي كان [مَغْلُوباً مِنْ سِيرَةِ الأَرْدِيَاءِ فِي الدَّعَارَةِ – بطرس الثانية 2: 7-8]. إن كان رجل قد عرض بناته على حشد من الرّجال لتهدئة مطالبهم الجنسيّة يُوصَف بحال من الأحوال كرجل "بار"، فما هو مستوى الإنحراف الذي وصل إليه باقي الناس في سدوم؟ إني أتعجب! على كلّ حال، فإن هذه القصّة تبين بوضوح موقف إله الكتاب المقدس. إذا كان ضروريًّا أن يضحّي بشرف النساء، لحماية شرف الرجال، فليكن ذلك. هذا هو إله الملايين من النساء اللواتي يذهبن إلى الكنائس اسبوعياً.
هناك الكثير بعد ليقال في هذا الموضوع، لكني سأبقيه للمرة القادمة إن شاء الله
تعليق