السلام عليكم مقالة جميله .... قد نتفق معها بعضها أو كلها .... إلا انها تمس كثير من الواقع ..... الحذر الحذر يا مشايخنا وعلمائنا وياشبابنا
==========
4 محاور.. لخطة الاختراق الغربي للإسلام
بدأت حملات الغزو الثقافي الأمريكي والغربي للعالم الإسلامي منذ سقوط الإتحاد السوفيتي وبعد اعتماد الإسلام عدوا استراتيجيا بديلا للعدو الشيوعي وتحديدا منذ بداية الثمانينيات من القرن العشرين ، فقد كانت الحملة تمضي على قدم وساق تمهد وتفرش الأرض للاحتلال العسكري الذي بدأت بوادره في حرب العراق الأولى بداية التسعينيات وانتهت باحتلال العراق عام 2003، حيث الإعداد للنظام العالمي الجديد الذي يفرض الرؤية الأحادية للكون من خلال فرض فكر العولمة وسياسة السوق التي تحول كل القيم إلى سلعة قابلة للبيع والشراء ، ولكي تحمي مصالحها وتضمن وضع أيديها على منابع البترول وتمنع قيام أي قوة من الممكن أن تشكل نواة لدولة تقيم الإسلام وتهدد أمن أمريكا وإسرائيل وأوروبا الغربية ، وتعيد مجد إمبراطورية الخلافة الإسلامية من جديد .
ولم تكن أحداث سبتمبر 2001 ، إلا تلك القشة التي قسمت ظهر البعير فقد سبق أن استعدت الإسلام ( أي جعلته عدوا) وجهزت لقتاله والقضاء عليه في مهده.. ولأن الإسلام دين وحضارة وتاريخ كبير ولأنهم يعلمون جيدا أن الإسلام يحمل بين طياته منظومة متكاملة في السياسة والاقتصاد والاجتماع والحرب والسلام وكل مناحي الحياة، قامت حملتهم القوية لتغيير هذه النظم وبلبلة وهز هذه المنظومة في فهم المسلمين ومحاولة اختراق الدين من الداخل واختراق الحصون التي يتدرع بها .
أربعة محاور أساسية وضعت لتنفيذ خطة الاختراق الغربي للإسلام :
المحور الأول : حوار الحضارات
لقد كان الهدف الأساسي من حوار الحضارات هو قبول المسلمين للحضارة الغربية بكل ما تحمل من محاسن ومفاسد وقبول التعامل معها والأخذ منها والانطباع بطابعها ، وقبول طغيانها العلمي والتكنولوجي الذي لا يتم إلا بالرضوخ لنسقها السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، والحكم عليها من منطق "التصور الحضاري" وبعيدا عن أحكام الإسلام عن النصارى واليهود، إلى جانب استحداث مفاهيم ( حضارية ) للإسلام كمصطلح "الإسلام الحضاري" الذي يركز على العلاقات الإنسانية والقيم المجردة للمساواة والعدالة والحرية والعلم إلخ ، بعيدا عن مبادئ وأحكام الدين للوصول إلى تمييع قضية الانتماء إلى الدين الإسلامي وتذويب الهوية تمهيدا لقبول الطابع الغربي (الأمريكي) بلا حساسية .
هذا المدخل الذي يبدأ بقبول الحضارة الغربية والتفاعل معها أخذا و عطاءً سيسمح بعد ذلك بتغيير مناهج التعليم بالتدريج وذلك عن طريق نشر الجامعات الغربية في العالم الإسلامي مثل (الجامعة الأمريكية – الجامعة البريطانية – الجامعة الفرنسية – الجامعة الألمانية- الجامعة الكندية) إلى جانب التعاون الذي سيفرضه الحوار الحضاري وأدواته بين هيئات وجمعيات المجتمعات الغربية غير الحكومية ونظيرتها ، والتي ستنشر من ورائها مفاهيم وقيم المرأة في الغرب مثل ( الحرية المطلقة للمرأة – المساواة مع الرجل في الميراث وفي الأسرة وأخذ مكانة الرجل المتمثلة في القوامة وغيرها من الدعوات المناقضة لأحكام الأسرة في الإسلام ، والانطباع بالطابع الغربي حتى في عادات الأكل والشراب كانتشار ثقافة الوجبات السريعة وانتشار مطاعم غربية مثل (كنتاكي ماكدونالد – ويمبي).
المحور الثاني: حوار الأديان:
الهدف الأساسي من هذه الدعوة تغيير الدين الإسلامي تحت دعوات "التجديد" من أجل مواكبة مرحلة الحوار بين الأديان وحتى لا نقع في محظور صراع الأديان وصراع الحضارات الذي بشر به "هينتينجتون " !
هذا الحوار يستتبع تغيير في بعض الأحكام الرئيسية التي تعوق عملية التحاورمثل أحكام الإسلام على النصارى واليهود بالكفر ، وحد "الِردة" لمن يخرج من الإسلام فالإنسان في عصر حوار الأديان حر في أن يخرج من دينه ليدخل في آخر أو حتى ليظل بلا دين نهائيا .. وهناك منطلق واحد تدور حوله فلسفة الحوار بين الأديان ألا وهو ( الدين الإبراهيمي) أو الدعوة الإبراهيمية باعتبار أنها أصل الأديان فنتحد ونتجمع كلنا تحت هذا الدين ... فكان التجمع العالمي للأديان تحت رعاية الأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو، وأقيمت مؤتمرات للحواربين الأديان نذكر منها ثلاث مؤتمرات عقدت في الدوحة :
المؤتمر الأول: أبريل 2003 وكان موضوعه: ( قراءة مشتركة للكتب المقدسة: القرآن والإنجيل والتوراة).
المؤتمر الثاني : مايو 2004 ، وكان موضوعه ( دور الأديان في بناء الحضارة الإنسانية وتفاعل الحضارات في ظل القيم الدينية المشتركة )
المؤتمر الثالث: أبريل 2006 ، وموضوعه (دور الأديان في بناء الإنسان)
قدمت أبحاث مشتركة في المؤتمرات أهم ما خرجت به:
المطالبة بإلغاء حد الردة باعتباره منافيا لحرية الإنسان في اختيار دينه دخولا أو خروجا منه، تعديل صورة المسلمين عن النصارى واليهود في الغرب على أساس أنهم ليسوا كفارا ولكنهم بشر مشتركين في الحضارة الإنسانية .
حرية التعددية الدينية والمساواة في التعامل مع أصحاب العقائد الأخرى كالبوذيين والهندوس وأتباع كونفشيوس وغيرهم.
فماذا تبقى للمسلمين من العقيدة الإسلامية بعد ذلك !
المحور الثالث: حوار الثقافات:
وضع الدين في دائرة أكبر بقصد تذويبه وطرحه بين منظومة مغايرة للوصول إلى عدة أهداف أهمها : اعتبار الدين جزءا من الثقافة وتفريغه من مضمونه الروحي ونزع القدسية عنه وذلك من خلال التعامل مع الإسلام كتراث ثقافي لا يختلف عن العادات والتقاليد والأساطير والأديان والمذاهب الأخرى واعتباره نتاجا بشريا قابلا للنقد والتعديل والتغيير والتطور.
يقول د. " فالتر جروند "الكاتب النمساوي تعليقا على ثقافة العولمة:
" لا أتصور التفاعل والحوار الثقافي دون هيمنة ثقافة الغرب من خلال ثقافة الإنترنت ، ورأيي أن العولمة الثقافية طريق بلا رجعة ولن نستطيع أن نغلق النوافذ والأبواب ، لكننا نستطيع أن نفكر في كيفية التغلب على الجوانب السلبية للعولمة ولكن لا نستطيع أن نتخلص منها نهائيا ".
إذن لا مفر من الخضوع لثقافة الغرب والتخلي عن "ثقافة الإسلام" إذا اعتبرنا الإسلام ثقافة !
المحور الرابع : التعايش بين الأديان
دعوتان ظاهرهما الرحمة وباطنهما العذاب ، الدعوة الأولي خرجت من الدب الروسي أحد طرفي القوى العظمى قديما ، وهي ما يسمى "بالتعايش السلمي".
والثانية أطلقتها أمريكا حين انفردت بالهيمنة على العالم ، وهي ما أطلق عليه " التعايش بين الأديان" .. والعجيب أن النموذجين ضربا أبشع مثال للتعايش فالنظام الشيوعي قام على عداء الأديان واعتبره أفيون الشعوب وقضى على كل من آمن أو فكر في الإيمان بأي دين ، شرد علماء الأديان وأتباعهم وأعمل فيهم قوته قتلا وسجنا وتعذيبا ونفيا فلا مكان على أرضه إلا لمن آمن بالشيوعية وكفر بما سواها .. تذهب الموسوعة السياسية إلى أن أول من أطلق شعارالتعايش السلمي ) "نيكيتا خروتشوف" زعيم الاتحاد السوفيتي السابق ، وتعني قيام تعاون بين دول العالم على أساس من التفاهم وتبادل المصالح الاقتصادية ، وذلك بعد انقسام العالم إلى معسكرين يتناحران على أساس عقائدي. ومما ساعد على قيام هذه الدعوة الفزع الذري بعد أن أصبحت القنبلة النووية مشاعة بين دول المعسكرين..
النموذج الثاني تمثله أمريكا، فبعد أن صدرت لنا حوار الحضارات وحوار الأديان وحوار الثقافات، وصلت إلى منتهاها ألا وهو جعل المسلمين يتعايشون مع من يبطش بهم ويستولى على مواردهم وثرواتهم ويحتل أرضهم.
إن قمة التحضر والتفاهم والتحاور هي أن تبارك أمريكا لاحتلالها أرضك وقتلها وتعذيبها لأهلك، ومن فروض التعايش مع اليهود أن تعترف بدولة إسرائيل وبحقهم في حلم من النيل للفرات وأن تبارك احتلالهم للأرض ولا تعتبره احتلالا وتغير معاني قاموسك فهم ليسوا محتلين ولا مغتصبين بل أصدقاء ، ونيرانهم نيران صديقة يحتلون أرضنا من أجل تحويلها إلى واحة للديمقراطية والحرية!
د. أحمد محمود السيد
http://www.islamicnews.net/Document/ShowDoc08.asp?DocID=94118&TypeID=8&TabIndex=2
تعليق