دار هذا الحوار بين طفل ووالده...
الوالد: لقد اشتريت لك لعبة بلاي ستايشن لكنني لن اعطيك أياها حتى تنجح في امتحاناتك
الولد: المفترض ان الآباء قد بلغوا من العمر قدرا لا يحتاجون فيه للاحتفاظ بالالعاب..فلماذا تحتفظ بهذه اللعبة في غرفتك!!
الوالد: لانك ستتلهى بقراءة الكاتالوج والتعلم على اللعبة وتترك دراستك، فأنا لا أحتاج للعبة ، لكن من المفروض ان أنصحك وانظم لك حياتك
الولد: ولماذا الكاتالوج؟ أليس من المفترض انني امتلك عقلا ؟؟ أذا فأنا استطيع تشغيل اللعبة بدون كاتالوج؟!!
الوالد: اللعبة فيها كمبيوتر صغير مبرمج..وهذا البرنامج له خطوات محددة لا يعرفها لا انا ولا أنت..فقط الشركة الصانعة
الولد: يعني أن الشركة الصانعة ستفرض علي رأيها في طريقة لعبي؟ فما المتعة في اللعب في لعبة مبرمجة مسبقا لتسلك سلوكا محددا؟ وما فائدة عقلي اذا كانت اللعبة مبرمجة ببرنامج سابق؟
الوالد:أنت في هذه اللعبة مجبر على الاختيارات مخير في الاختيار... فأنت لك قدرات محددة في كل مستوى وخيارات محددة لا تستطيع الاختيار خارج نطاق دائرتها...فأنت مجبر على الخيارات التي أمامك...لكنك مخير ولك الحق في أن تختار اي منها!!
الولد: وما أدراك انني مجبر على الخيارات؟
الوالد: برنامج اللعبة يقول هذا!
الولد: وما دليلك على وجود هذا البرنامج؟ هل رايته؟ هل لمسته بيديك؟ هل لديك دليل -غير كلام الشركة الصانعة -على وجود هذا البرنامج؟
الوالد: جميع نسخ البلاي ستايشن من هذا النموذج تقوم بأداء نفس المهام، وفيها نفس الخيارات، وهذا الخيارات ليست عشوائية ..بل مرتبة ترتيبا منطقيا يراه اللاعب المحترف ، اما من يلعب بغير احتراف فتراه يتوه ولا يجد للعبة منطقا ولا لذة.. أوليس المنطق في ترتيب الأشياء والغائية وراء كل خيار دليلا على أن المنسق لهذه الخيارات وجود عاقل لا اختيار عشوائي قائم على الصدفة؟
الولد: التفاف ذكي على السؤال لكنك لم تقنعني!!
الوالد: اعطني اصبعك احشرها في مقبس الكهرباء!!
الولد: لماذا؟ أتريد ان تقتلني؟
الوالد: وبماذا اقتلك؟؟ انا لم اقل انني ساقطعها..انا قلت ساحشرها في مقبس الكهرباء!!
الولد: لكن الكهرباء تقتل!
الوالد: وما هي الكهرباء؟؟ هل رأيتها؟! هل شممتها؟ هل حملت بضعا منها في جيبك!؟
الولد: لا .. لكن من المعروف ان لمس أسلاك الكهرباء يقتل؟!
الوالد: ومن أين اتيت بهذه المعلومات!؟
الولد: بالتجربة؟
الوالد:هل جربت أن تحشر اصبعك بالمقبس سابقا؟
الولد: لا..لكن اتجارب من قبلي علمتني هذا.. ماما وجدتي وأخواتي ..كلهم قالوا لي ان كهرباء تقتل!
الوالد: وماذا تعرف أيضا عن الكهرباء؟ هل تعرف ما يعني كلمة "كولون"؟ وماذا يساوي فرق الجهد بين الكافي لاختراق مسافة ثلاثين سنتمترا قطبين معدنيين في شبه فراغ من غاز الهليوم ضغطه واحد من مليون ضغط جوي؟
الولد بارما شفتيه: لا!
الوالد: ولماذا لا تعرف؟
الولد: لم أهتم..ولم أعرف أن هذه المعلومات موجودة أساسا..فأنا ما زلت في الثانية عشرة من العمر ولم اتلق علوم الكهرباء في المدرسة بعد!
الوالد: وهل ستقوم بكل هذه التجارب لاحقا في المدرسة؟ وتكتشف هذه القوانين بنفسك؟!
الولد: لا..بل سيخبرني عنها المعلم!
الوالد: وكذلك حقائق الحياة الأخرى..تعرفها بأن يخبرك خبير بها عنها...فلا مجال للوصول لكل المعلومات بالحدس والتفكير المنطقيولا بالتجربة..بل لا بد -اختصارا للزمن- من أن تتعلمها من خبير بها، وهذا الخبير يعطيك عن العلم الذي يتقنه مايستطيع أمثالك فهمه، فإن أعطاك كل شيء تهت ولم تستطع الاستيعاب..وهذا هو دور المعلم والأب والمربي... فأنا طلبت منك ان تنهي دروسك قبل أن اعطيك اللعبةلا لأانني بحاجة لها أو لنجاحك..بل لأنني أكثر خبرة منك، وافهم ان نجاحك اللاحق مرتبط بنجاحك السابق..رغم أنني لم أعبر لك عن فكرتي هذه بل فضلت اختصارها بقضية هدف مرحلي هو اللعبة
الولد:لم أقتنع كثيرا.. لكنني سافكر وأجيبك لاحقا..
الوالد: التفكير المنطقي يتطلب الحياد..فكر بحيادية.... فكر كما لو أنك الشخص الآخر..ثم اتخذ قرارك..وتذكر..لا يمكنك اللعب باللعبة ما لم تقرأ الكاتالوج الخاص بها..فصانعها أكثر خبرة فيها منك
خطر لي هذا الحوار كرد على مناقضة أحد العلمانيين في أحد المنتديات الأدبية فأحببت ان آتي به هنا لنناقشه ونكمله
الوالد: لقد اشتريت لك لعبة بلاي ستايشن لكنني لن اعطيك أياها حتى تنجح في امتحاناتك
الولد: المفترض ان الآباء قد بلغوا من العمر قدرا لا يحتاجون فيه للاحتفاظ بالالعاب..فلماذا تحتفظ بهذه اللعبة في غرفتك!!
الوالد: لانك ستتلهى بقراءة الكاتالوج والتعلم على اللعبة وتترك دراستك، فأنا لا أحتاج للعبة ، لكن من المفروض ان أنصحك وانظم لك حياتك
الولد: ولماذا الكاتالوج؟ أليس من المفترض انني امتلك عقلا ؟؟ أذا فأنا استطيع تشغيل اللعبة بدون كاتالوج؟!!
الوالد: اللعبة فيها كمبيوتر صغير مبرمج..وهذا البرنامج له خطوات محددة لا يعرفها لا انا ولا أنت..فقط الشركة الصانعة
الولد: يعني أن الشركة الصانعة ستفرض علي رأيها في طريقة لعبي؟ فما المتعة في اللعب في لعبة مبرمجة مسبقا لتسلك سلوكا محددا؟ وما فائدة عقلي اذا كانت اللعبة مبرمجة ببرنامج سابق؟
الوالد:أنت في هذه اللعبة مجبر على الاختيارات مخير في الاختيار... فأنت لك قدرات محددة في كل مستوى وخيارات محددة لا تستطيع الاختيار خارج نطاق دائرتها...فأنت مجبر على الخيارات التي أمامك...لكنك مخير ولك الحق في أن تختار اي منها!!
الولد: وما أدراك انني مجبر على الخيارات؟
الوالد: برنامج اللعبة يقول هذا!
الولد: وما دليلك على وجود هذا البرنامج؟ هل رايته؟ هل لمسته بيديك؟ هل لديك دليل -غير كلام الشركة الصانعة -على وجود هذا البرنامج؟
الوالد: جميع نسخ البلاي ستايشن من هذا النموذج تقوم بأداء نفس المهام، وفيها نفس الخيارات، وهذا الخيارات ليست عشوائية ..بل مرتبة ترتيبا منطقيا يراه اللاعب المحترف ، اما من يلعب بغير احتراف فتراه يتوه ولا يجد للعبة منطقا ولا لذة.. أوليس المنطق في ترتيب الأشياء والغائية وراء كل خيار دليلا على أن المنسق لهذه الخيارات وجود عاقل لا اختيار عشوائي قائم على الصدفة؟
الولد: التفاف ذكي على السؤال لكنك لم تقنعني!!
الوالد: اعطني اصبعك احشرها في مقبس الكهرباء!!
الولد: لماذا؟ أتريد ان تقتلني؟
الوالد: وبماذا اقتلك؟؟ انا لم اقل انني ساقطعها..انا قلت ساحشرها في مقبس الكهرباء!!
الولد: لكن الكهرباء تقتل!
الوالد: وما هي الكهرباء؟؟ هل رأيتها؟! هل شممتها؟ هل حملت بضعا منها في جيبك!؟
الولد: لا .. لكن من المعروف ان لمس أسلاك الكهرباء يقتل؟!
الوالد: ومن أين اتيت بهذه المعلومات!؟
الولد: بالتجربة؟
الوالد:هل جربت أن تحشر اصبعك بالمقبس سابقا؟
الولد: لا..لكن اتجارب من قبلي علمتني هذا.. ماما وجدتي وأخواتي ..كلهم قالوا لي ان كهرباء تقتل!
الوالد: وماذا تعرف أيضا عن الكهرباء؟ هل تعرف ما يعني كلمة "كولون"؟ وماذا يساوي فرق الجهد بين الكافي لاختراق مسافة ثلاثين سنتمترا قطبين معدنيين في شبه فراغ من غاز الهليوم ضغطه واحد من مليون ضغط جوي؟
الولد بارما شفتيه: لا!
الوالد: ولماذا لا تعرف؟
الولد: لم أهتم..ولم أعرف أن هذه المعلومات موجودة أساسا..فأنا ما زلت في الثانية عشرة من العمر ولم اتلق علوم الكهرباء في المدرسة بعد!
الوالد: وهل ستقوم بكل هذه التجارب لاحقا في المدرسة؟ وتكتشف هذه القوانين بنفسك؟!
الولد: لا..بل سيخبرني عنها المعلم!
الوالد: وكذلك حقائق الحياة الأخرى..تعرفها بأن يخبرك خبير بها عنها...فلا مجال للوصول لكل المعلومات بالحدس والتفكير المنطقيولا بالتجربة..بل لا بد -اختصارا للزمن- من أن تتعلمها من خبير بها، وهذا الخبير يعطيك عن العلم الذي يتقنه مايستطيع أمثالك فهمه، فإن أعطاك كل شيء تهت ولم تستطع الاستيعاب..وهذا هو دور المعلم والأب والمربي... فأنا طلبت منك ان تنهي دروسك قبل أن اعطيك اللعبةلا لأانني بحاجة لها أو لنجاحك..بل لأنني أكثر خبرة منك، وافهم ان نجاحك اللاحق مرتبط بنجاحك السابق..رغم أنني لم أعبر لك عن فكرتي هذه بل فضلت اختصارها بقضية هدف مرحلي هو اللعبة
الولد:لم أقتنع كثيرا.. لكنني سافكر وأجيبك لاحقا..
الوالد: التفكير المنطقي يتطلب الحياد..فكر بحيادية.... فكر كما لو أنك الشخص الآخر..ثم اتخذ قرارك..وتذكر..لا يمكنك اللعب باللعبة ما لم تقرأ الكاتالوج الخاص بها..فصانعها أكثر خبرة فيها منك
خطر لي هذا الحوار كرد على مناقضة أحد العلمانيين في أحد المنتديات الأدبية فأحببت ان آتي به هنا لنناقشه ونكمله
تعليق