الســلام عليكم
ليس جديدا أن ينبري بعض الكهنـة اللائكيين فـي هـذه الأوقات لكشف الأنياب الغادرة، فـهـذه العصابة تظهـر كلمــا حـان وقت العدوان علـى فلسطين لأنهم لا يتحركون إلا من خلال منطق الانحياز مـع الظالمين ضد الإسلاميين و المستضعفين، ففي العدوان علـى غزة عـام 2012 رأينـا كيف برزت جمعية "الذاكرة المشتركـة" للتطبيع مع الصهـاينـة في عز القصف الهمجي علـى غزة و شاهدنـا كيف نبتت كـائنـات أمـازيغوية تُحمِّلُ المسؤوليات لحركـات المقاومة و تتحدث بلغـة عنصرية بغيضـة ، رأينــا كيف يرقصُ بعض الفايسبوكيين طربـا لتدمير الإنسان الفلسطيني، لا لشيء إلا لأنـه مشرقــي .
و من غرائب النكت أن تسمـع عن حركـة مغربية تُسمـى "ضمير" مـا يدمـر هـذا الضمير ، فهـؤلاء أخلوْا قلوبهم من كل ضمير و حطموا كل القيم الإنسانية باسم العقلانية و تحولوا لأبواق تحكمهـا نزعـات العَداء المتأصل لكل مـا يمت للحركة الإسلامية بصلة ، فكـان طبيعيا جدا أن يتنـاغم الخطـاب الاستئصالي مـع التيار الصهيوني لأنهم تجمعهم مصلحة مشتركة مرتبطة بمحـاربة قوى التحرر الحضاري، و نــحن تـابعنــا إبان الانقلاب المصري و الإبادة الجمـاعية للثوار كيف تحركت أقـلام مـا يسمـى "اليسار" و بعض الأمـازيغويين المسكونين بهـاجس البُغض للإسلام كيف أعـادوا علينـا نفس النكت في تحميل المسؤولية للإخوان المسلمين في مـا آل إليه الوضع ( عبد الصمد بلكبير،حسن بوقنطار، محمد الساسي،صلاح الوديع،..).
أعتقد بأننـا نحتـاجُ لعقـلاء حقيقيين يرتفعون عن الأحـقاد و الخلفيات الإيديولوجية، فإذا لــم يُعــبِّـر هـؤلاء عـن احترامهم للدمـاء التي تُسـال بلا ذنب في فلسسطين و في أيام العدوان و الهمجية فمـاذا نتوقع منهم عندمــا يملكون القرار في أجهـزة الدولـة ؟ واضح إذن أننــا أمـام صور مُستنسَخــة من سيسوات أعمتهم الضغائن و قتلتهم الإثنيات .
و بنـظرة واحدة خـاطفـة عن أعـضاء عن حركة " ضمير" نكتشف ببساطـة خلفيات القوم "العلمـانية" ،و المـلاحَظ أن جميع اللائكيين و تنظيمـاتهم يختبئون دومـا وراء العنـاوين البراقـة لإعطـاء صورة خـادعـة عن أنشطتهم ( المدنية، الحداثية، العقلانية، الضمير،...)،و هـذا الأمـر بات مفهـومـا جدا بالنظر إلــى المعدومية الشعبية التي يتمتع بهـا هـؤلاء النخب، لذلك يلجئون للمراوغـة و التدليس قصــد الإيقاع ببعض السذج ممن ينخدعون بالشعـارات الفضفاضـة .
و يمكن لأي شخص بسيط أن يبحـث عن خلفيات أعضاء المكتب التنفيذي و الوطنــي لحركة "ضمير" حتـى يكتشف نزعـات القوم الاستئصالية لكل مـا هـو إسلامي، فالديموقراطية التـي يكثرون الثرثرة حولهـا لا تعنـي عندهم أكثر من محـاربـة الإسلاميين و نشر الفكر المـائع و تثبيت قيم الانحـلال الاجتمـاعي باسم الحرية و الفن و التعددية، و الضمير الذي يقصدونـه مـا هـو إلا الضمير اللائكي المستمـد من "الحقوق الكونية" و فلسفات "الأنواريين" و لا صلـة لـه بالضمير الحي الذي ينظـر بسواسية للبشر، ضميرهم يتحرك عنــدمـا يُهـانُ لائكي أو تُنتَقـد مُنحــلة باسم الشعر و الأدب، ضميرهم يسمـح للفاسقات بالعبث بالقرآن الكريم، ضميرهم لا يؤمن بالديموقراطية عندمـا تفرز أغلبية إسلامية بالانتخاب الحر، ضميرهم يصمت عندمـا يُبـادُ الإسلاميون في مصـر و تُحرقُ جثثهم ، ضميرهم ينتصـر للائكيين و يُـنـاصب العـداء المستديم للإسلاميين و لا يهمهم مُعتقـل إسلامي يُعَذب في السجون،... باختصار ضميرهم لا ضمير له .
معـالجـة قضـايا الآخـرين و إصدار الأحكـام بشأنهم لا ينبغـي أن يمر من بوابــة المعـيار العِرقـي أو اللغوي أو حتـى الديني لأن الظلـم الذي يحيق بالبشـر لا يمكن إلا أن يُدانَ بغض النـظر عن الاصطفافات و الانتمـاءات، إذ أن الإنسان ابتداءً مُكـرَّمٌ بصفتـه إنسان و ليس بصفتـه شرقيا أو مغربيا، كمــا أن الدفـاع عن المظلومين لا يجب أن تحجبـه الصراعـات الفكرية و الاختـلافات الايديولوجيـة . يجب أن تُرفـع أصوات المدافعين عن حقوق النـاس عـاليا بعيدا عن الحسابات السياسية الضيقة ، و ليس هنـاك شيء أسوء اعتبارا من أن يمـارس المُؤدلَج ازدواجيـة التصنيف بخصوص المظلومين ، و ليس هنـاك شيء أسوء من أن يعمـد إلــى تبرير سلوكـات البطش و التنكيل تحت دعـاوى تحميل المسؤوليات لجهـات توجد تحت الاحتـلال قرونـا .
الصهيونية شر مستطير و مخلوق بـلا ضمير، و مـن يريد أن يُلبسهُ رداء الدولـة الديموقراطية فإنـه عبثـا يبحث عـن وسائل تطبيع جديدة يمـارس من خـلالهـا استئصـالا لحركـات المقاومـة ، فالذين تحدثوا عن عمليات الاستشهـاد الفلسطينية بصفتهـا عمليات انتحـارية أو الذين يدينون المقاومـة بصفتهـا المسؤولـة عـن أحداث العدوان أو الذين يعتبرون حمـلات الإبادة الصهيونية للأطفال و الشيوخ و النساء شأنـا مشرقيا خـاصـا أو الذين يتسللون داخـل "إسرائيل" ليشاركوا لقاء في مبنى "غولمان بيلدين" حول الحركة الأمازيغية... هؤلاء جميعـا لا يمـارسون إلا استفزازا مقيتـا لا يقيمون وزنـا لشعب مُحتـل و لا يعبِّرون إلا عن خــط أمـازيغَـوي ضيق يسيء حقا للأمـازيغيين كشعب حـر لا يقبل الاستعمـار .
في رأيي لــم تنضج المواقف الأمـازيغية النخبوية بعدُ لتعبِّـر بمـا فيها الكفايـة عن رفضهــا لأقدم استعمـار سياسي جـاثم عـلى شعب أعزل لأن خطـاباتهـا تتسم بالمراوغـة حول القضية الفلسطينية ، كمـا أن مواقفهـا تصدر تبعـا لعَدائهـا للحركات الإسلامية و بالتـالي يصبح الانتمـاء للتنظيم الإسلامـي معيارا كـافيا لإدانـة كل مـا يصدر منه سواء ارتبط بمقاومـة الاحتـلال أو بمقارعـة الاستبداد أو بفوزه بالانتخـابات، لذلـك يمكن أن نـلاحظ بسهولـة كيف يدين اللائكـيُّ الحقوقيُّ أيَّ انتهـاك جزئي للحريات تحت حكم تنظيم إسلامي و يصمت علـى جرائم حقوقية من العيار الثقيل كمـا هـو الشأن في أحداث مصر .
و للأسف الشديد لازالَت تشتعـل نقاشـات جـانبية حول مـا إذا كـانت القضية الفلسطينية قضية وطنية أم إنسانيـة أم إسلامية و كأن الأمـر يتعلق بنقاش فلسفي، الأسوأ من كل ذلـك أن تتحرك أقـلام مغرضـة تتحدث عـن الصهيونية بصفتهـا الضحيـة لا الجلاد ،الأسوأ أن تتحكم فينــا العنجهـية الإثنية و العُبيات الجـاهلية فتُحولنـا إلـى كـائنـات باردة "تتفهم" ردود فعل الصهـاينـة و إبادتهم للبشرية ،الأسوأ أن تنبت فينـا آراء تُمــجد الاحتـلال و تدعو له بدك البلاد و العباد . إن أصوات العُقَـلاء من جميع الفصائل و التيارات الفكرية يجب أن تعـي تمـامـا واجبهـا نحو الشعوب المُضطهـدة، قد يختلفون حول سياسـة التنظيمـات المضطهَـدة و استراتيجياتهـا نـحو الداخـل و الخـارج لـكن أبدا لا يختلفون في ضرورة إدانـة كيان صهيونــي بغيض لا ضمير لـه ، كـيان اغتصب أرضا و أقـام دولـة علـى أنقاض الجماجم و الجثث، كيان أُسِّـسَ علـى نزعـات قومية عنصريـة لا مثيل له في التاريخ .
أعـتـقد بأن شرط الحوار بين التنظيمـات يبدأ بضرورة القطـع مـع ثقافـة الأحقاد المُتنـقلــة في ذاكرة الحركـات و عدم التـعامل مـع المخـالفين بمنطق مـا ترسب في الذاكرة من صراعـات موروثـة أو مصنوعـة، فالحقوق كلٌّ لا يتبعض و الظلم ظلم لا يتجزأ ، يستوي في ذلك أن يكون المظلوم جزائريا أم مغربيا أم فلسطينيا أم بوزمبيقيا . التحدي إذن أن يلتزم المثقف بمسؤوليته تـجاهَ المسحوقين و لا يجعـل من انتمـاءه الايديولوجي سقفـا يتحدد بموجبـه الحق من الباطـل، التحدي أن نعترف بفضيلـة الاعتراف و لا نـدعَ مراهقاتنــا الفكرية تعـلو علــى ثقافـة الإنصات و التعقل .
من جـانب آخـر تصدر مواقف أعرابية متصهينــة تقفز طربـا و نشوة لقصف الصهـاينـة للفلسطسنيين ، فهـذه الكـائنـات تحتـاج للتعقيم في وسائلنـا الإعـلامي و تحتـاج لتجفيف منـابعهـا بكل جرأة، و الآن يستقوي الإعلاميون الانقلابيون الفسقــة بالانقلاب و يبرحون ينعقون ليلا و نهـارا لوأد المقاومـة و تشويــه بطولاتهــا الشامخة، هـو أمـر مفهوم جدا إذ لا توجد العـمالـة إلا حيث يوجد انقلاب و ديكتاتورية.
هـذه عينــة من حثالات الصهينـة الأعرابيين يعوون ككـلاب ضـالة كلمـا قام الصهـاينـة بعدوان
و لله الأمـر من قبلُ و من بعدُ
ليس جديدا أن ينبري بعض الكهنـة اللائكيين فـي هـذه الأوقات لكشف الأنياب الغادرة، فـهـذه العصابة تظهـر كلمــا حـان وقت العدوان علـى فلسطين لأنهم لا يتحركون إلا من خلال منطق الانحياز مـع الظالمين ضد الإسلاميين و المستضعفين، ففي العدوان علـى غزة عـام 2012 رأينـا كيف برزت جمعية "الذاكرة المشتركـة" للتطبيع مع الصهـاينـة في عز القصف الهمجي علـى غزة و شاهدنـا كيف نبتت كـائنـات أمـازيغوية تُحمِّلُ المسؤوليات لحركـات المقاومة و تتحدث بلغـة عنصرية بغيضـة ، رأينــا كيف يرقصُ بعض الفايسبوكيين طربـا لتدمير الإنسان الفلسطيني، لا لشيء إلا لأنـه مشرقــي .
و من غرائب النكت أن تسمـع عن حركـة مغربية تُسمـى "ضمير" مـا يدمـر هـذا الضمير ، فهـؤلاء أخلوْا قلوبهم من كل ضمير و حطموا كل القيم الإنسانية باسم العقلانية و تحولوا لأبواق تحكمهـا نزعـات العَداء المتأصل لكل مـا يمت للحركة الإسلامية بصلة ، فكـان طبيعيا جدا أن يتنـاغم الخطـاب الاستئصالي مـع التيار الصهيوني لأنهم تجمعهم مصلحة مشتركة مرتبطة بمحـاربة قوى التحرر الحضاري، و نــحن تـابعنــا إبان الانقلاب المصري و الإبادة الجمـاعية للثوار كيف تحركت أقـلام مـا يسمـى "اليسار" و بعض الأمـازيغويين المسكونين بهـاجس البُغض للإسلام كيف أعـادوا علينـا نفس النكت في تحميل المسؤولية للإخوان المسلمين في مـا آل إليه الوضع ( عبد الصمد بلكبير،حسن بوقنطار، محمد الساسي،صلاح الوديع،..).
أعتقد بأننـا نحتـاجُ لعقـلاء حقيقيين يرتفعون عن الأحـقاد و الخلفيات الإيديولوجية، فإذا لــم يُعــبِّـر هـؤلاء عـن احترامهم للدمـاء التي تُسـال بلا ذنب في فلسسطين و في أيام العدوان و الهمجية فمـاذا نتوقع منهم عندمــا يملكون القرار في أجهـزة الدولـة ؟ واضح إذن أننــا أمـام صور مُستنسَخــة من سيسوات أعمتهم الضغائن و قتلتهم الإثنيات .
و بنـظرة واحدة خـاطفـة عن أعـضاء عن حركة " ضمير" نكتشف ببساطـة خلفيات القوم "العلمـانية" ،و المـلاحَظ أن جميع اللائكيين و تنظيمـاتهم يختبئون دومـا وراء العنـاوين البراقـة لإعطـاء صورة خـادعـة عن أنشطتهم ( المدنية، الحداثية، العقلانية، الضمير،...)،و هـذا الأمـر بات مفهـومـا جدا بالنظر إلــى المعدومية الشعبية التي يتمتع بهـا هـؤلاء النخب، لذلك يلجئون للمراوغـة و التدليس قصــد الإيقاع ببعض السذج ممن ينخدعون بالشعـارات الفضفاضـة .
و يمكن لأي شخص بسيط أن يبحـث عن خلفيات أعضاء المكتب التنفيذي و الوطنــي لحركة "ضمير" حتـى يكتشف نزعـات القوم الاستئصالية لكل مـا هـو إسلامي، فالديموقراطية التـي يكثرون الثرثرة حولهـا لا تعنـي عندهم أكثر من محـاربـة الإسلاميين و نشر الفكر المـائع و تثبيت قيم الانحـلال الاجتمـاعي باسم الحرية و الفن و التعددية، و الضمير الذي يقصدونـه مـا هـو إلا الضمير اللائكي المستمـد من "الحقوق الكونية" و فلسفات "الأنواريين" و لا صلـة لـه بالضمير الحي الذي ينظـر بسواسية للبشر، ضميرهم يتحرك عنــدمـا يُهـانُ لائكي أو تُنتَقـد مُنحــلة باسم الشعر و الأدب، ضميرهم يسمـح للفاسقات بالعبث بالقرآن الكريم، ضميرهم لا يؤمن بالديموقراطية عندمـا تفرز أغلبية إسلامية بالانتخاب الحر، ضميرهم يصمت عندمـا يُبـادُ الإسلاميون في مصـر و تُحرقُ جثثهم ، ضميرهم ينتصـر للائكيين و يُـنـاصب العـداء المستديم للإسلاميين و لا يهمهم مُعتقـل إسلامي يُعَذب في السجون،... باختصار ضميرهم لا ضمير له .
معـالجـة قضـايا الآخـرين و إصدار الأحكـام بشأنهم لا ينبغـي أن يمر من بوابــة المعـيار العِرقـي أو اللغوي أو حتـى الديني لأن الظلـم الذي يحيق بالبشـر لا يمكن إلا أن يُدانَ بغض النـظر عن الاصطفافات و الانتمـاءات، إذ أن الإنسان ابتداءً مُكـرَّمٌ بصفتـه إنسان و ليس بصفتـه شرقيا أو مغربيا، كمــا أن الدفـاع عن المظلومين لا يجب أن تحجبـه الصراعـات الفكرية و الاختـلافات الايديولوجيـة . يجب أن تُرفـع أصوات المدافعين عن حقوق النـاس عـاليا بعيدا عن الحسابات السياسية الضيقة ، و ليس هنـاك شيء أسوء اعتبارا من أن يمـارس المُؤدلَج ازدواجيـة التصنيف بخصوص المظلومين ، و ليس هنـاك شيء أسوء من أن يعمـد إلــى تبرير سلوكـات البطش و التنكيل تحت دعـاوى تحميل المسؤوليات لجهـات توجد تحت الاحتـلال قرونـا .
الصهيونية شر مستطير و مخلوق بـلا ضمير، و مـن يريد أن يُلبسهُ رداء الدولـة الديموقراطية فإنـه عبثـا يبحث عـن وسائل تطبيع جديدة يمـارس من خـلالهـا استئصـالا لحركـات المقاومـة ، فالذين تحدثوا عن عمليات الاستشهـاد الفلسطينية بصفتهـا عمليات انتحـارية أو الذين يدينون المقاومـة بصفتهـا المسؤولـة عـن أحداث العدوان أو الذين يعتبرون حمـلات الإبادة الصهيونية للأطفال و الشيوخ و النساء شأنـا مشرقيا خـاصـا أو الذين يتسللون داخـل "إسرائيل" ليشاركوا لقاء في مبنى "غولمان بيلدين" حول الحركة الأمازيغية... هؤلاء جميعـا لا يمـارسون إلا استفزازا مقيتـا لا يقيمون وزنـا لشعب مُحتـل و لا يعبِّرون إلا عن خــط أمـازيغَـوي ضيق يسيء حقا للأمـازيغيين كشعب حـر لا يقبل الاستعمـار .
في رأيي لــم تنضج المواقف الأمـازيغية النخبوية بعدُ لتعبِّـر بمـا فيها الكفايـة عن رفضهــا لأقدم استعمـار سياسي جـاثم عـلى شعب أعزل لأن خطـاباتهـا تتسم بالمراوغـة حول القضية الفلسطينية ، كمـا أن مواقفهـا تصدر تبعـا لعَدائهـا للحركات الإسلامية و بالتـالي يصبح الانتمـاء للتنظيم الإسلامـي معيارا كـافيا لإدانـة كل مـا يصدر منه سواء ارتبط بمقاومـة الاحتـلال أو بمقارعـة الاستبداد أو بفوزه بالانتخـابات، لذلـك يمكن أن نـلاحظ بسهولـة كيف يدين اللائكـيُّ الحقوقيُّ أيَّ انتهـاك جزئي للحريات تحت حكم تنظيم إسلامي و يصمت علـى جرائم حقوقية من العيار الثقيل كمـا هـو الشأن في أحداث مصر .
و للأسف الشديد لازالَت تشتعـل نقاشـات جـانبية حول مـا إذا كـانت القضية الفلسطينية قضية وطنية أم إنسانيـة أم إسلامية و كأن الأمـر يتعلق بنقاش فلسفي، الأسوأ من كل ذلـك أن تتحرك أقـلام مغرضـة تتحدث عـن الصهيونية بصفتهـا الضحيـة لا الجلاد ،الأسوأ أن تتحكم فينــا العنجهـية الإثنية و العُبيات الجـاهلية فتُحولنـا إلـى كـائنـات باردة "تتفهم" ردود فعل الصهـاينـة و إبادتهم للبشرية ،الأسوأ أن تنبت فينـا آراء تُمــجد الاحتـلال و تدعو له بدك البلاد و العباد . إن أصوات العُقَـلاء من جميع الفصائل و التيارات الفكرية يجب أن تعـي تمـامـا واجبهـا نحو الشعوب المُضطهـدة، قد يختلفون حول سياسـة التنظيمـات المضطهَـدة و استراتيجياتهـا نـحو الداخـل و الخـارج لـكن أبدا لا يختلفون في ضرورة إدانـة كيان صهيونــي بغيض لا ضمير لـه ، كـيان اغتصب أرضا و أقـام دولـة علـى أنقاض الجماجم و الجثث، كيان أُسِّـسَ علـى نزعـات قومية عنصريـة لا مثيل له في التاريخ .
أعـتـقد بأن شرط الحوار بين التنظيمـات يبدأ بضرورة القطـع مـع ثقافـة الأحقاد المُتنـقلــة في ذاكرة الحركـات و عدم التـعامل مـع المخـالفين بمنطق مـا ترسب في الذاكرة من صراعـات موروثـة أو مصنوعـة، فالحقوق كلٌّ لا يتبعض و الظلم ظلم لا يتجزأ ، يستوي في ذلك أن يكون المظلوم جزائريا أم مغربيا أم فلسطينيا أم بوزمبيقيا . التحدي إذن أن يلتزم المثقف بمسؤوليته تـجاهَ المسحوقين و لا يجعـل من انتمـاءه الايديولوجي سقفـا يتحدد بموجبـه الحق من الباطـل، التحدي أن نعترف بفضيلـة الاعتراف و لا نـدعَ مراهقاتنــا الفكرية تعـلو علــى ثقافـة الإنصات و التعقل .
من جـانب آخـر تصدر مواقف أعرابية متصهينــة تقفز طربـا و نشوة لقصف الصهـاينـة للفلسطسنيين ، فهـذه الكـائنـات تحتـاج للتعقيم في وسائلنـا الإعـلامي و تحتـاج لتجفيف منـابعهـا بكل جرأة، و الآن يستقوي الإعلاميون الانقلابيون الفسقــة بالانقلاب و يبرحون ينعقون ليلا و نهـارا لوأد المقاومـة و تشويــه بطولاتهــا الشامخة، هـو أمـر مفهوم جدا إذ لا توجد العـمالـة إلا حيث يوجد انقلاب و ديكتاتورية.
هـذه عينــة من حثالات الصهينـة الأعرابيين يعوون ككـلاب ضـالة كلمـا قام الصهـاينـة بعدوان
و لله الأمـر من قبلُ و من بعدُ
تعليق