يقول بولس الرسول في غلاطية 1: 11-12
فاعلَموا، أيُّها الإخوَةُ، أنَّ البِشارَةَ الّتي بَشَّرتُكُم بِها غَيرُ صادِرَةٍ عَنِ البَشَرِ. فأنا ما تَلقَّيتُها ولا أخَذتُها عَنْ إنسانٍ، بَلْ عَنْ وَحيٍ مِنْ يَسوعَ المَسيحِ
فبولس لم يتلقى شيئاً من البشر و لا حتى من التلاميذ شهود يسوع المسيح الذين عاشوا معه و تعلموا
منه مباشرة ..
إن بولس نفسه يعترف أنه كان هنالك أناسٌ يبشرون ببشارة مختلفة عن بشارته و أنهم كانوا يكسبون الأتباع. لم يقم بذكر أسماء خصومه، إلا أننا نجد ذكر أنبل خصومه في مكانين اثنين حيث يستخدم بولس في وصفهم ألفاظاً جديرة بالملاحظة:
الثانية إلى كورنثوس 11: 3-6
لكنِّي أخافُ أنْ تَزوغَ بَصائِرُكُم عَنِ الصِّدقِ والوَلاءِ الخالِصِ للمَسيحِ، مِثلَ حَوَّاءَ الّتي أغوَتْها الحَـيَّةُ بِحيلَتِها. فلَو جاءَكُم أحَدٌ يُبَشِّركُم بِـيَسوعَ آخرَ غَيرِ الّذي بَشَّرناكُم بِه، أو يَعرُضُ علَيكُم رُوحًا غَيرَ الّذي نِلتُموهُ، وبِشارَةً غَيرَ الّتي تَلقَّيتُموها. لكُنتُم احتَملتُموهُ أحسنَ احتِمالٍ. ولا أظُنُّ أنِّي أقَلُّ شأْنًا مِنْ أُولئِكَ الرُّسُلِ العِظامِ!فإنْ أعوَزَتني الفَصاحَةُ، فلا تُعوِزُني المَعرِفَةُ. وهذا ما أظهَرناهُ لكُم جميعًا في كُلِّ شيءٍ
كما يقول في غلاطية 1: 6-9
عَجيبٌ أمرُكُم! أَبِمِثلِ هذِهِ السُّرعَةِ تَترُكونَ الّذي دَعاكُم بِنِعمَةِ المَسيحِ وتَتبَعونَ بِشارةً أُخرى؟ وما هُناكَ ((بِشارةٌ أُخرى))، بَلْ جَماعةٌ تُثيرُ البَلْبلَةَ بَينَكُم وتُحاوِلُ تَغييرَ بِشارَةِ المَسيحِ. فلَو بَشَّرناكُم نَحنُ أو بَشَّرَكُم مَلاكٌ مِنَ السَّماءِ بِبِشارَةٍ غَيرِ الّتي بَشَّرناكُم بِها، فلْيكُنْ مَلعونًا. قُلْنا لكُم قَبلاً وأقولُ الآنَ: إذا بَشَّرَكُم أحَدٌ بِبِشارَةٍ غَيرِ الّتي قَبلتُموها مِنَّا، فاللَّعنَةُ علَيهِ.
خصوم بولس هؤلاء كانوا يبشرون بـ"بشارة أخرى" و يدعون للإيمان بـ"يسوع آخر". و من الواضح أنهم كانوا يستهدفون جماعة بولس بعينها و يجعلون من أتباع بولس أتباعاً لهم. إلا أن بولس يبدي تقيُّداً ملحوظاً عند الإشارة إليهم بعدم توبيخهم بخطاب شديد اللهجة – و هو أمر قادر عليه تمام القدرة – أو التشكيك بسلطتهم، بل يقدم إشارة إلى هويتهم بكلمات ((ولا أظُنُّ أنِّي أقَلُّ شأْنًا مِنْ أُولئِكَ الرُّسُلِ العِظامِ)) و بقوله ((فلَو بَشَّرناكُم نَحنُ أو بَشَّرَكُم مَلاكٌ مِنَ السَّماءِ)) و قوله ((بِشارةً أُخرى، وما هُناكَ بِشارةٌ أُخرى)).
كما يذكر لنا بولس كلاً من التلميذ يعقوب (يعقوب الملقب بابن الرعد، يعقوب العادل)، و التلميذ بطرس (الملقب بالصخرة)، و برنابا (معلم بولس و المدافع عنه) بالأسلوب التالي: غلاطية 2: 13-14
وجاراهُ سائِرُ اليَهودِ في ريائِهِ، حتّى إنَّ بَرنابا نَفسَهُ انقادَ إلى رِيائِهِم فلمَّا رَأيتُ أنَّهُم لا يَسيرونَ سِيرَةً مُستقيمَةً معَ حَقيقةِ البِشارَةِ، قُلتُ لِبُطرُسَ بِمَحضَرٍ مِنهُم كُلِّهِم: ((إذا كُنتَ أنتَ اليَهوديُّ تعيشُ كغَيرِ اليَهودِ لا كاليَهودِ، فكيفَ تُلزِمُ غَيرَ اليَهودِ أنْ يَعيشوا كاليَهودِ؟))
هنا نرى أن بولس الرسول يقول عن هؤلاء الرسل العظام - رسل يسوع المسيح - أنهم لا يَسيرونَ سِيرَةً مُستقيمَةً معَ حَقيقةِ البِشارَةِ، علماً أن هؤلاء الرسل قد تعلموا من يسوع نفسه مباشرة أثناء حياته على الأرض و كانوا شهوداً عليه ، كما أنهم جميعاً ممتلئين بالروح القدس حسب سفر أعمال الرسل.
مع ملاحظة أن كلمة (رياء) قد ترجمت بطريقة دبلوماسية إلى العربية نقلاً عن نسخة الملك جيمس = dissimulation
أما النسخة القياسية المنقحة فقد نقلت الكلمة دونما دبلوماسية فذكرت الكلمة عن اليونانية أنها: hypocrisy نفاق...
اعتبر بولس أن رؤاه كانت لها سلطة كافية لمخالفة تعاليم التلاميذ و اعتبارهم منافقين. حتى برنابا – ذلك التلميذ التي سافر مع بولس معلماً إياه و مبشّراً اليهود، و الذي كان مستعداً لقبول مضطهد المسيحيين (بولس) و الذي أقنع جميع التلاميذ بمفرده لقبول مضطهد المسيحيين نفسه – اعتبره بولس من المنافقين و أقل قدرة منه على فهم بشارة يسوع.
ثم يقول بولس في كورنثوس الأولى 15: 9-10
فما أنا إلاَّ أصغَرُ الرُّسُلِ، ولا أحسَبُ نَفسي أهلاً لأنْ يَدعوَني أحَدٌ رَسولاً لأنِّي اضطَهَدتُ كنيسةَ اللهِ، وبِنِعمَةِ اللهِ أنا ما أنا علَيهِ الآنَ، ونِعمَتُهُ علَيَّ ما كانَت باطِلَةً، بَلْ إنِّي جاهَدتُ أكثَرَ مِنْ سائِرِ الرُّسُلِ كُلِّهِم، وما أنا الّذي جاهَدتُ، بَلْ نِعمَةُ اللهِ الّتي هِيَ مَعي.
وفقاً لبولس الرسول فإن التلاميذ كانوا منافقين (مرائين حسب الترجمات العربية) كما انهم كسالى حيث أنه جاهد بمفرده أكثر من سائر الرسل كلهم ... كما أنهم لم يسيروا سيرة مستقيمة حسب حقيقة البشارة ..
هذا الكلام لم أخترعه من عقلي .. بل هناك من العلماء المسيحيين من تعرف على هذه الأمور ..
هينز زاهرنت Heinz Zahrnt يسمي بولس "مفسد إنجيل يسوع".
التقرير اليــسوعي – جوان ليمان ص 126
“The Jesus Report,” Johannes Lehman, p. 126.
كتب سكونفيلد Schonfield يقول: ((لقد تحولت الهرطقة البولسية إلى أساساً للمذهب المسيحي الأورثوذوكسي و أُنكر على الكنيسة الحقيقية شرعيتها بتهمة الهرطقة)).
التقرير اليــسوعي – جوان ليمان ص 128
“The Jesus Report,” Johannes Lehman, p. 128
تقول موسوعة جرويلر Grolier’s encyclopedia تحت باب (المسيحية):
"بعد صلب يسوع، شكل أتباعه الجماعة المسيحية الأولى في أورشليم يُآزرهم في ذلك إيمانهم بأنه قام من الأموات و أنهم قد امتلؤوا بقوة الروح القدس. وفي أواسط القرن الأول نشر المبشرون الدين الجديد بين شعوب مصر، سوريا، الأناضول، اليونان، و إيطاليا. أحد المبشّرين الأساسيين كان القديس بولس الذي أرسى دعائم اللاهوت المسيحي و لعب دوراً أساسياً في تحويل المسيحية من كونها جزءً يهودياً إلى ديانة عالمية. حافظ المسيحيون الأصليون – باعتبارهم يهوداً – على امتناعهم عن أكل المحرمات و على أداء شعائر الشريعة الواردة في التوراة، و طلبوا من غير اليهود المعتنقين للمسيحية الشيء نفسه. ففضّل بولس و غيره إزالة الواجبات لجعل المسيحية أكثر جذباً للأمميين."
الدكتور آرنولد ماير Dr. Arnold Meyerيقول:
"إن كنا نفهم من المسيحية أن الإيمان بالمسيح إنما هو إيمان به كإبن الله السماوي، الذي لم ينتمِ إلى البشرية الدنيوية بل عاش في شبهٍ و مجدٍ إلهيين، الذي نزل من السماء إلى الأرض، الذي دخل الجنس البشري و اتخذ لنفسه هيئة بشرية من خلال عذراء، و الذي سيقوم بتكفير خطايا البشر من خلال دمه المهدور على الصليب، و الذي أُقيم بعدها من الموت و رُفع إلى يمين الله، و الذي هو سيد (رب) شعبه المؤمنين به، و الذي يسمع صلواتهم، يحميهم و يرشدهم، و الذي سيأتي مرة أخرى على سحاب السماء ليحكم العالم، و الذي سيقضي على جميع أعداء الله و سيجلب شعبه معه إلى موطن النور السماوي حتى يصبحوا كمثل جسده الممجد – إن كانت هذه هي المسيحية، فإن مثل تلك المسيحية قد أُسست من قبل القديس بولس و ليس من قبل سيدنا (ربنا)."
يسوع أو بولس، الدكتور آرنولد ماير بروفسور اللاهوت في جامعة زوريتش، ص 122.
Dr. Arnold Meyer, Professor of Theology, Zurich University, Jesus or Paul, p. 122
فاعلَموا، أيُّها الإخوَةُ، أنَّ البِشارَةَ الّتي بَشَّرتُكُم بِها غَيرُ صادِرَةٍ عَنِ البَشَرِ. فأنا ما تَلقَّيتُها ولا أخَذتُها عَنْ إنسانٍ، بَلْ عَنْ وَحيٍ مِنْ يَسوعَ المَسيحِ
فبولس لم يتلقى شيئاً من البشر و لا حتى من التلاميذ شهود يسوع المسيح الذين عاشوا معه و تعلموا
منه مباشرة ..
إن بولس نفسه يعترف أنه كان هنالك أناسٌ يبشرون ببشارة مختلفة عن بشارته و أنهم كانوا يكسبون الأتباع. لم يقم بذكر أسماء خصومه، إلا أننا نجد ذكر أنبل خصومه في مكانين اثنين حيث يستخدم بولس في وصفهم ألفاظاً جديرة بالملاحظة:
الثانية إلى كورنثوس 11: 3-6
لكنِّي أخافُ أنْ تَزوغَ بَصائِرُكُم عَنِ الصِّدقِ والوَلاءِ الخالِصِ للمَسيحِ، مِثلَ حَوَّاءَ الّتي أغوَتْها الحَـيَّةُ بِحيلَتِها. فلَو جاءَكُم أحَدٌ يُبَشِّركُم بِـيَسوعَ آخرَ غَيرِ الّذي بَشَّرناكُم بِه، أو يَعرُضُ علَيكُم رُوحًا غَيرَ الّذي نِلتُموهُ، وبِشارَةً غَيرَ الّتي تَلقَّيتُموها. لكُنتُم احتَملتُموهُ أحسنَ احتِمالٍ. ولا أظُنُّ أنِّي أقَلُّ شأْنًا مِنْ أُولئِكَ الرُّسُلِ العِظامِ!فإنْ أعوَزَتني الفَصاحَةُ، فلا تُعوِزُني المَعرِفَةُ. وهذا ما أظهَرناهُ لكُم جميعًا في كُلِّ شيءٍ
كما يقول في غلاطية 1: 6-9
عَجيبٌ أمرُكُم! أَبِمِثلِ هذِهِ السُّرعَةِ تَترُكونَ الّذي دَعاكُم بِنِعمَةِ المَسيحِ وتَتبَعونَ بِشارةً أُخرى؟ وما هُناكَ ((بِشارةٌ أُخرى))، بَلْ جَماعةٌ تُثيرُ البَلْبلَةَ بَينَكُم وتُحاوِلُ تَغييرَ بِشارَةِ المَسيحِ. فلَو بَشَّرناكُم نَحنُ أو بَشَّرَكُم مَلاكٌ مِنَ السَّماءِ بِبِشارَةٍ غَيرِ الّتي بَشَّرناكُم بِها، فلْيكُنْ مَلعونًا. قُلْنا لكُم قَبلاً وأقولُ الآنَ: إذا بَشَّرَكُم أحَدٌ بِبِشارَةٍ غَيرِ الّتي قَبلتُموها مِنَّا، فاللَّعنَةُ علَيهِ.
خصوم بولس هؤلاء كانوا يبشرون بـ"بشارة أخرى" و يدعون للإيمان بـ"يسوع آخر". و من الواضح أنهم كانوا يستهدفون جماعة بولس بعينها و يجعلون من أتباع بولس أتباعاً لهم. إلا أن بولس يبدي تقيُّداً ملحوظاً عند الإشارة إليهم بعدم توبيخهم بخطاب شديد اللهجة – و هو أمر قادر عليه تمام القدرة – أو التشكيك بسلطتهم، بل يقدم إشارة إلى هويتهم بكلمات ((ولا أظُنُّ أنِّي أقَلُّ شأْنًا مِنْ أُولئِكَ الرُّسُلِ العِظامِ)) و بقوله ((فلَو بَشَّرناكُم نَحنُ أو بَشَّرَكُم مَلاكٌ مِنَ السَّماءِ)) و قوله ((بِشارةً أُخرى، وما هُناكَ بِشارةٌ أُخرى)).
كما يذكر لنا بولس كلاً من التلميذ يعقوب (يعقوب الملقب بابن الرعد، يعقوب العادل)، و التلميذ بطرس (الملقب بالصخرة)، و برنابا (معلم بولس و المدافع عنه) بالأسلوب التالي: غلاطية 2: 13-14
وجاراهُ سائِرُ اليَهودِ في ريائِهِ، حتّى إنَّ بَرنابا نَفسَهُ انقادَ إلى رِيائِهِم فلمَّا رَأيتُ أنَّهُم لا يَسيرونَ سِيرَةً مُستقيمَةً معَ حَقيقةِ البِشارَةِ، قُلتُ لِبُطرُسَ بِمَحضَرٍ مِنهُم كُلِّهِم: ((إذا كُنتَ أنتَ اليَهوديُّ تعيشُ كغَيرِ اليَهودِ لا كاليَهودِ، فكيفَ تُلزِمُ غَيرَ اليَهودِ أنْ يَعيشوا كاليَهودِ؟))
هنا نرى أن بولس الرسول يقول عن هؤلاء الرسل العظام - رسل يسوع المسيح - أنهم لا يَسيرونَ سِيرَةً مُستقيمَةً معَ حَقيقةِ البِشارَةِ، علماً أن هؤلاء الرسل قد تعلموا من يسوع نفسه مباشرة أثناء حياته على الأرض و كانوا شهوداً عليه ، كما أنهم جميعاً ممتلئين بالروح القدس حسب سفر أعمال الرسل.
مع ملاحظة أن كلمة (رياء) قد ترجمت بطريقة دبلوماسية إلى العربية نقلاً عن نسخة الملك جيمس = dissimulation
أما النسخة القياسية المنقحة فقد نقلت الكلمة دونما دبلوماسية فذكرت الكلمة عن اليونانية أنها: hypocrisy نفاق...
اعتبر بولس أن رؤاه كانت لها سلطة كافية لمخالفة تعاليم التلاميذ و اعتبارهم منافقين. حتى برنابا – ذلك التلميذ التي سافر مع بولس معلماً إياه و مبشّراً اليهود، و الذي كان مستعداً لقبول مضطهد المسيحيين (بولس) و الذي أقنع جميع التلاميذ بمفرده لقبول مضطهد المسيحيين نفسه – اعتبره بولس من المنافقين و أقل قدرة منه على فهم بشارة يسوع.
ثم يقول بولس في كورنثوس الأولى 15: 9-10
فما أنا إلاَّ أصغَرُ الرُّسُلِ، ولا أحسَبُ نَفسي أهلاً لأنْ يَدعوَني أحَدٌ رَسولاً لأنِّي اضطَهَدتُ كنيسةَ اللهِ، وبِنِعمَةِ اللهِ أنا ما أنا علَيهِ الآنَ، ونِعمَتُهُ علَيَّ ما كانَت باطِلَةً، بَلْ إنِّي جاهَدتُ أكثَرَ مِنْ سائِرِ الرُّسُلِ كُلِّهِم، وما أنا الّذي جاهَدتُ، بَلْ نِعمَةُ اللهِ الّتي هِيَ مَعي.
وفقاً لبولس الرسول فإن التلاميذ كانوا منافقين (مرائين حسب الترجمات العربية) كما انهم كسالى حيث أنه جاهد بمفرده أكثر من سائر الرسل كلهم ... كما أنهم لم يسيروا سيرة مستقيمة حسب حقيقة البشارة ..
هذا الكلام لم أخترعه من عقلي .. بل هناك من العلماء المسيحيين من تعرف على هذه الأمور ..
هينز زاهرنت Heinz Zahrnt يسمي بولس "مفسد إنجيل يسوع".
التقرير اليــسوعي – جوان ليمان ص 126
“The Jesus Report,” Johannes Lehman, p. 126.
كتب سكونفيلد Schonfield يقول: ((لقد تحولت الهرطقة البولسية إلى أساساً للمذهب المسيحي الأورثوذوكسي و أُنكر على الكنيسة الحقيقية شرعيتها بتهمة الهرطقة)).
التقرير اليــسوعي – جوان ليمان ص 128
“The Jesus Report,” Johannes Lehman, p. 128
تقول موسوعة جرويلر Grolier’s encyclopedia تحت باب (المسيحية):
"بعد صلب يسوع، شكل أتباعه الجماعة المسيحية الأولى في أورشليم يُآزرهم في ذلك إيمانهم بأنه قام من الأموات و أنهم قد امتلؤوا بقوة الروح القدس. وفي أواسط القرن الأول نشر المبشرون الدين الجديد بين شعوب مصر، سوريا، الأناضول، اليونان، و إيطاليا. أحد المبشّرين الأساسيين كان القديس بولس الذي أرسى دعائم اللاهوت المسيحي و لعب دوراً أساسياً في تحويل المسيحية من كونها جزءً يهودياً إلى ديانة عالمية. حافظ المسيحيون الأصليون – باعتبارهم يهوداً – على امتناعهم عن أكل المحرمات و على أداء شعائر الشريعة الواردة في التوراة، و طلبوا من غير اليهود المعتنقين للمسيحية الشيء نفسه. ففضّل بولس و غيره إزالة الواجبات لجعل المسيحية أكثر جذباً للأمميين."
الدكتور آرنولد ماير Dr. Arnold Meyerيقول:
"إن كنا نفهم من المسيحية أن الإيمان بالمسيح إنما هو إيمان به كإبن الله السماوي، الذي لم ينتمِ إلى البشرية الدنيوية بل عاش في شبهٍ و مجدٍ إلهيين، الذي نزل من السماء إلى الأرض، الذي دخل الجنس البشري و اتخذ لنفسه هيئة بشرية من خلال عذراء، و الذي سيقوم بتكفير خطايا البشر من خلال دمه المهدور على الصليب، و الذي أُقيم بعدها من الموت و رُفع إلى يمين الله، و الذي هو سيد (رب) شعبه المؤمنين به، و الذي يسمع صلواتهم، يحميهم و يرشدهم، و الذي سيأتي مرة أخرى على سحاب السماء ليحكم العالم، و الذي سيقضي على جميع أعداء الله و سيجلب شعبه معه إلى موطن النور السماوي حتى يصبحوا كمثل جسده الممجد – إن كانت هذه هي المسيحية، فإن مثل تلك المسيحية قد أُسست من قبل القديس بولس و ليس من قبل سيدنا (ربنا)."
يسوع أو بولس، الدكتور آرنولد ماير بروفسور اللاهوت في جامعة زوريتش، ص 122.
Dr. Arnold Meyer, Professor of Theology, Zurich University, Jesus or Paul, p. 122
تعليق