بطلان قولهم
باستحالة الخلق من عدم عقلا
بسم الله الرحمن الرحيم.
لمن يدعي (باستحالة الخلق من عدم عقلاً), ما دمت ذكرتَ الفعل -أي الخلق- فلابد أن تذكر الفاعل. والفاعل إذا كان غير قادر على المستحيل بذلك يتفق معك المسلم ليصبح إدعاءك كما يلي: (الغير قادر على المحال غير قادر على المحال) أمر بديهي ولا علاقة لهذه الجملة بالله ولا بصفاته. وإذا كان الفاعل قادر على المستحيل يصبح ادعاءك: (القادر على المحال غير قادر على المحال) تناقض في كلامك.
إذاً حتى إن افترضت جدلاً أن الخلق من عدم محال لن يخرج كلامك عن بداهة يقبلها المسلم أو عن تناقض في كلامك. هذا إذا سلمت باستحالة الخلق من عدم والحقيقة لا يوجد ملحد يستطيع إثبات ذلك عقلاً وهذا هو موضوع هذا الشريط.
المسألة الأولى: ما هو تعريفك للاستحالة عقلاً؟
لماذا هذا السؤال؟ لان البعض يكرر دون فهم جملاً وهو عاجز على تعريف كلمات جوهرية فيها! وخير مثال على ذلك الزميل إيف هنا:
ما هو تعريفك للاستحالة؟
https://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=8386
طبعاً لا جواب.
1- صعوبة التخيل لا تفيد الاستحالة لان الخيال ليس أداة منطقية.
2- الاستحالة والإمكان لا يقاسان بالوجود والعدم, بمعنى انه لا يعقل أن يستشهد شخص بعلم تجريبي كدليل, لان أي علم تجريبي لا يخرج عما هو واقع. وإن حصرت الممكن في الواقع بذلك يصبح في حكم المحال كل قانون -منطقي أو رياضي مبرهن- إذا لم يكن له واقع فيزيائي ! وربما يتساءل البعض لماذا احتاج إلى ذكر ذلك وهو أمر بديهي؟ الجواب : لان الملحد جمع كل ما وجده في الانترنت من نظريات فيزيائية واعتبرها دليل استحالة - كأن يقول لا يوجد قانون فيزيائي يفسر الخلق من عدم إذاً هو محال. وهذا دليل انه لا يفقه حتى معنى الاستحالة!
ولو افترضنا جدلاً منطقه لاستحال وقوع أي شيء جديد لأنه لم يكن ضمن الواقع قبل حدوثه. بل ولاستحالت ظهور القوانين الفيزيائية التي لم يكن لها معنا قبل ال planck time , لأنها - أي القوانين الفيزياء - لم تكن واقعة حينها. إذاً لو "نقلت" الملحدَ إلى مرحلة ما قبل planck time لصرخ قائلاً القوانين الفيزيائية محالة لأنها ليست ضمن الواقع. ولما نعود إلى الماضي ؟ بل يمكنه أن يقول اليوم أن القانون الرياضي الفلاني محال لأني لم أجده فيزيائياً.
-----------------------------------
إثبات استحالة - جملة ما - منطقياً يتم بإثبات تناقض تلك الجملة مع نتيجتها أو تناقض مع أمر بديهي آخر. ومن يدعي استحالة أمر ما عليه أن يصل باستدلال سليم إلى صيغة في شكل جملتين متناقضتين.
المسألة الثانية: هل يعلم الملحد معنى النقيض؟
الملحد ليس فقط جاهل بتعريف الاستحالة بل أيضاً بتعريف النقيض. مثال على ذلك تخبط إيف رقم 22 هنا https://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=8419
ولذلك لابد من تعليمه كيف يحصل على النقيض أولاً. يكفي أن تضيف أداة النفي على الجملة دون تغيير بقية محتوياتها.
أما لو قلت مثلاً : نقيض (الكون موجود اليوم) = (الكون ليس موجود البارحة) هذا خطأ لأنك لم تُدخل النفي فقط بل غيرت (اليوم) إلى (البارحة). وهذا التزوير هو الوسيلة الوحيدة لادعاء استحالة الخلق عقلاً.
ثانياً لا يوجد نقيض للجواهر (أذكر هذا أيضاً لان الملحد لا يفرق بين الضد و النقيض). لا يمكنك أن تسأل عن نقيض الكأس أو الكواكب أو نقيض الكون لكن يمكنك أن تسأل عن نقيض صفة وجود الكون. فان قيل انت مخطأ لاننا نقول (ليس خالد) ونقول (لا كوكب) . هذا إيجاز لغوي ولا إيجاز في المنطق. (ليس خالد) جملة ناقصة تكتمل مثلاً ب(ليس خالد من فعل كذا) إذاً النقيض هنا هو نقيض هذه الجملة (خالد من فعل كذا) وليس نقيض خالد كذات. وماذا عن (لا كوكب)؟ أيضاً إيجاز وتعني (لا يوجد كوكب) هنا نفي لصفة الوجود وليس للموصوف الافتراضي.
تلخيص لما سبق: النقيض يسبق (جملة منطقية تقبل الصح أو الخطأ) أو (صفة تقبل الصح أو الخطأ متى نُسبت لموصوف واقع أو ذهني).
لكن البعض سقط في أخطاء غريبة وجعل لكل شيء نقيض. وضع ألف خط تحت أي شيء.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة eve_hits
-- لنرمز للشيء برمز مثل T من كلمة thing ويقصد بها اي شيء موجود ونقيضها هو اللاشيء Not T
أيّ شيء؟ !!! ما هو نقيض الشمام يا ترى؟ إذاً حين يأتي الملحد ليتعالم ويكتب (Not thing) ويستعمله في استدلاله افهم من ذلك انه لا يجهل اللغة فقط بل المنطق أيضاً الذي لا يجوز فيه لا إيجاز ولا إطناب لأنهما سيهدمان أي استدلال منطقي سليم.
المسألة الثالثة: هل العدم واحد أم متعدد؟ يقول الملحد:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة eve_hits
-- ولان العدم واحد فلايصح ان يكون نقيض الواحد متعدداً
لا يوصف بالتعدد أو الوحدانية إلا من كان له جوهر واقع أو إفتراضي, والخطأ الساذج هو اعتبار العدم كيان وان ذلك الكيان يتصف بالوحدانية وله مقابل. العدم ليس له جوهر حتى يوصف بالوحدانية أو التعدد, العدم هو صفة لشيء افتراضي وتتكرر الصفة بتعدد الموصوف واقعاً كان أو افتراضي.
(لا يوجد كأس) نقيضه (يوجد كأس)
(لا يوجد رمان) نقيضه (يوجد رمان)
(لا يوجد للملحد عقل) نقيضه (في الأحلام)
إذاً لدينا bijectivity وبالتالي هناك تعدد في طرفي النقيض.
المسألة الرابعة : ماذا لو قال الملحد: بما انك تؤمن بالعدم فهل للعدم وجود؟
نجيبه بسؤال مشابه: هل للمنطق وجود؟
1- إن قال لا إذاً هذا اعتراف صريح منه أن لا عقل له فضلاً على سقوط ادعاءه باستحالة الخلق منطقياً.
2- إن قال نعم للمنطق وجود. نسأله: أين هو أريد أن أراه ؟ سيضطر أن يقول أن له وجود ذهني
ونجيبه: كذلك العدم له وجود ذهني لأنه جزء من المنطق الذي لا وجود له في الواقع بالضرورة
وليس العدم فقط بل سالب الوجود أيضاً (أقصد سالب وليس سلب) :
ناقص بقرة زائد بقرتين = بقرة. هل ل (ناقص بقرة) وجود رياضي؟ نعم لكن لا توجد (ناقص بقرة) تمشي في السوق.
المسألة الخامسة: شروط حدوث التناقض
من الشروط الضرورية أن تذكر في الجملة كل متغيرات الأبعاد لان (سلب بُعد يمكنه تحييد تناقض) و (إضافة بُعد يمكنه أن يُحدث تناقض). مثال:
1- لنتخيل أن كوننا مكون من بعدين مكانيين فقط وأنت في مدينة "مفلطحة" (لا يوجد شيء اسمه ارتفاع)
فان قلت (أنا في الطابق الأول وفي الطابق الثاني في نفس اللحظة) فلا مفهوم للتناقض هنا لان في غياب البعد الثالث لا يوجد فرق بين الطابقين. لكن وبمجرد اعتبار بُعد الارتفاع يظهر التناقض.
2- مثال آخر وهذه المرة بدل سلب بُعد مكاني نسلب البعد الزمني: إن قلت (أنا في البيت وفي المكتب) هذا تناقض لكن إذا أدخلت الزمن وأسقطت كل جملة على نقطتين زمنيتين مختلفتين, بذلك تُحيد ما كان تناقضا.
ملاحظة عابرة, إذاً ( من يملك خلق الأبعاد وإعدامها يملك إظهار أو تحييد التناقض)
وبعبارة أخرى ( من يملك خلق الأبعاد وإعدامها يملك فعل المستحيل بما أن المستحيل هو الجمع بين النقيضين)
لم أدعي أن الله يحتاج إلى ذلك وأتوقع - كما حدث سابقاً - أن يأتي ملحد ليؤلف كذباً. كل ما أقوله أن القادر على المقدمة قادر على النتيجة ولا أقول أن الله محتاج لتلك المقدمة ليصل إلى النتيجة.
عودة إلى الموضوع: إذاً لا يحق لأي عاقل أن يدعي تناقضاً بين جملتين إلا إذا حوتا كل المتغيرات البُعدية دون استثناء.
المسألة السادسة: خلق الزمن وادعاء الاستحالة .
عقل الإنسان يعجز على التفكير فيما وراء الزمن لان أهم أدوات عقله تتعطل فلا يمكنك أن تسأل متى خلق الزمان لان (متى) هي متغير زمني فلا يعقل ان تقول (متى) خلقت (متى). ولو ادعى الملحد استحالة خلق الزمان عليه أن يثبت ذلك ولا يمكنه إثبات شيء لا تطال أدوات عقله. ولم يبقى له سوى محاولة إثبات استحالة الخلق داخل الزمن.
ملخص ما سبق :
1- الاستحالة هي الجمع بين النقيضين
2- النقيض يسبق جمل رياضية كاملة (أي جملة تقبل الصح والخطأ )
3- العدم ليس كيان ولا يتصف بالوحدانية ولا بالتعدد كجوهر بل هو وصف يتعدد بتعدد الموصوف الافتراضي.
4- الجملة المنطقية لها نقيض واحد فقط.
5- من الشروط الضرورية -وليست الكافية - لتناقض جملتين أن تحويا كل المتغيرات البُعدية.
6- لا يمكن للملحد إثبات أية استحالة خارج بعد الزمن حيث تتعطل أدوات العقل عند الإنسان.
-----------------------------------------
تطبيق لما سبق
كل ما سبق مقدمة طويلة حتى تطبق تلك النتائج الستة على مثل واحد فقط : خلق الكون.
الكون كجوهر مجرد من أي صفة لا يقاس بالحق أو الباطل وبالتالي ليس له نقيض كذات, أما صفة وجود الكون لها نقيض وهو العدم. وبالتالي ليس هناك (مقابلة بين الكون والعدم) بل (بين الوجود والعدم) ( النتيجة 2 ). لا يوجد شيء اسمه (وحدانية العدم في مقابل تعدد الوجود), فكما أن الوجود هو وصف لواقع متعدد كذلك العدم هو وصف لمتعدد افتراضي. ( النتيجة 3 ). الآن هل هناك تناقض بين (الكون موجود) وبين (الكون غير موجود)؟ لا. لأننا لم نذكر في الجملتين كل المتغيرات وخصوصاً المتغير الزمني (نتيجة 5) . أما إذا ادعى الملحد وجود تناقض بين (الزمان موجود) وبين (الزمان غير موجود) فهذا الادعاء لا يمكنه الدفاع عنه بدون الخروج إلى حيث لا يملك الإنسان أدوات عقلية. كأن يسأل (متى خلقت متى) أو ماذا كان (قبل) وجود (القبل). (نتيجة 6 ) أما إذا قارن بين (الكون موجود اليوم) وبين (الكون غير موجود البارحة)... فبديهي لا يوجد تناقض بينهما لان (الكون موجود اليوم) له نقيض واحد فقط (الكون غير موجود اليوم) وليس البارحة ( نتيجة 4 ). إذاً مهما قلب الملحد الأمر وراوغ فلن يستطيع صياغة جملتين متناقضتين بخصوص الخلق من عدم (وهذا تحدي لكل ملحد). وإذا غاب التناقض سقطت دعوى الاستحالة (نتيجة 1).
المصدر :
https://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=8434
باستحالة الخلق من عدم عقلا
بسم الله الرحمن الرحيم.
لمن يدعي (باستحالة الخلق من عدم عقلاً), ما دمت ذكرتَ الفعل -أي الخلق- فلابد أن تذكر الفاعل. والفاعل إذا كان غير قادر على المستحيل بذلك يتفق معك المسلم ليصبح إدعاءك كما يلي: (الغير قادر على المحال غير قادر على المحال) أمر بديهي ولا علاقة لهذه الجملة بالله ولا بصفاته. وإذا كان الفاعل قادر على المستحيل يصبح ادعاءك: (القادر على المحال غير قادر على المحال) تناقض في كلامك.
إذاً حتى إن افترضت جدلاً أن الخلق من عدم محال لن يخرج كلامك عن بداهة يقبلها المسلم أو عن تناقض في كلامك. هذا إذا سلمت باستحالة الخلق من عدم والحقيقة لا يوجد ملحد يستطيع إثبات ذلك عقلاً وهذا هو موضوع هذا الشريط.
المسألة الأولى: ما هو تعريفك للاستحالة عقلاً؟
لماذا هذا السؤال؟ لان البعض يكرر دون فهم جملاً وهو عاجز على تعريف كلمات جوهرية فيها! وخير مثال على ذلك الزميل إيف هنا:
ما هو تعريفك للاستحالة؟
https://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=8386
طبعاً لا جواب.
1- صعوبة التخيل لا تفيد الاستحالة لان الخيال ليس أداة منطقية.
2- الاستحالة والإمكان لا يقاسان بالوجود والعدم, بمعنى انه لا يعقل أن يستشهد شخص بعلم تجريبي كدليل, لان أي علم تجريبي لا يخرج عما هو واقع. وإن حصرت الممكن في الواقع بذلك يصبح في حكم المحال كل قانون -منطقي أو رياضي مبرهن- إذا لم يكن له واقع فيزيائي ! وربما يتساءل البعض لماذا احتاج إلى ذكر ذلك وهو أمر بديهي؟ الجواب : لان الملحد جمع كل ما وجده في الانترنت من نظريات فيزيائية واعتبرها دليل استحالة - كأن يقول لا يوجد قانون فيزيائي يفسر الخلق من عدم إذاً هو محال. وهذا دليل انه لا يفقه حتى معنى الاستحالة!
ولو افترضنا جدلاً منطقه لاستحال وقوع أي شيء جديد لأنه لم يكن ضمن الواقع قبل حدوثه. بل ولاستحالت ظهور القوانين الفيزيائية التي لم يكن لها معنا قبل ال planck time , لأنها - أي القوانين الفيزياء - لم تكن واقعة حينها. إذاً لو "نقلت" الملحدَ إلى مرحلة ما قبل planck time لصرخ قائلاً القوانين الفيزيائية محالة لأنها ليست ضمن الواقع. ولما نعود إلى الماضي ؟ بل يمكنه أن يقول اليوم أن القانون الرياضي الفلاني محال لأني لم أجده فيزيائياً.
-----------------------------------
إثبات استحالة - جملة ما - منطقياً يتم بإثبات تناقض تلك الجملة مع نتيجتها أو تناقض مع أمر بديهي آخر. ومن يدعي استحالة أمر ما عليه أن يصل باستدلال سليم إلى صيغة في شكل جملتين متناقضتين.
المسألة الثانية: هل يعلم الملحد معنى النقيض؟
الملحد ليس فقط جاهل بتعريف الاستحالة بل أيضاً بتعريف النقيض. مثال على ذلك تخبط إيف رقم 22 هنا https://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=8419
ولذلك لابد من تعليمه كيف يحصل على النقيض أولاً. يكفي أن تضيف أداة النفي على الجملة دون تغيير بقية محتوياتها.
أما لو قلت مثلاً : نقيض (الكون موجود اليوم) = (الكون ليس موجود البارحة) هذا خطأ لأنك لم تُدخل النفي فقط بل غيرت (اليوم) إلى (البارحة). وهذا التزوير هو الوسيلة الوحيدة لادعاء استحالة الخلق عقلاً.
ثانياً لا يوجد نقيض للجواهر (أذكر هذا أيضاً لان الملحد لا يفرق بين الضد و النقيض). لا يمكنك أن تسأل عن نقيض الكأس أو الكواكب أو نقيض الكون لكن يمكنك أن تسأل عن نقيض صفة وجود الكون. فان قيل انت مخطأ لاننا نقول (ليس خالد) ونقول (لا كوكب) . هذا إيجاز لغوي ولا إيجاز في المنطق. (ليس خالد) جملة ناقصة تكتمل مثلاً ب(ليس خالد من فعل كذا) إذاً النقيض هنا هو نقيض هذه الجملة (خالد من فعل كذا) وليس نقيض خالد كذات. وماذا عن (لا كوكب)؟ أيضاً إيجاز وتعني (لا يوجد كوكب) هنا نفي لصفة الوجود وليس للموصوف الافتراضي.
تلخيص لما سبق: النقيض يسبق (جملة منطقية تقبل الصح أو الخطأ) أو (صفة تقبل الصح أو الخطأ متى نُسبت لموصوف واقع أو ذهني).
لكن البعض سقط في أخطاء غريبة وجعل لكل شيء نقيض. وضع ألف خط تحت أي شيء.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة eve_hits
-- لنرمز للشيء برمز مثل T من كلمة thing ويقصد بها اي شيء موجود ونقيضها هو اللاشيء Not T
أيّ شيء؟ !!! ما هو نقيض الشمام يا ترى؟ إذاً حين يأتي الملحد ليتعالم ويكتب (Not thing) ويستعمله في استدلاله افهم من ذلك انه لا يجهل اللغة فقط بل المنطق أيضاً الذي لا يجوز فيه لا إيجاز ولا إطناب لأنهما سيهدمان أي استدلال منطقي سليم.
المسألة الثالثة: هل العدم واحد أم متعدد؟ يقول الملحد:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة eve_hits
-- ولان العدم واحد فلايصح ان يكون نقيض الواحد متعدداً
لا يوصف بالتعدد أو الوحدانية إلا من كان له جوهر واقع أو إفتراضي, والخطأ الساذج هو اعتبار العدم كيان وان ذلك الكيان يتصف بالوحدانية وله مقابل. العدم ليس له جوهر حتى يوصف بالوحدانية أو التعدد, العدم هو صفة لشيء افتراضي وتتكرر الصفة بتعدد الموصوف واقعاً كان أو افتراضي.
(لا يوجد كأس) نقيضه (يوجد كأس)
(لا يوجد رمان) نقيضه (يوجد رمان)
(لا يوجد للملحد عقل) نقيضه (في الأحلام)
إذاً لدينا bijectivity وبالتالي هناك تعدد في طرفي النقيض.
المسألة الرابعة : ماذا لو قال الملحد: بما انك تؤمن بالعدم فهل للعدم وجود؟
نجيبه بسؤال مشابه: هل للمنطق وجود؟
1- إن قال لا إذاً هذا اعتراف صريح منه أن لا عقل له فضلاً على سقوط ادعاءه باستحالة الخلق منطقياً.
2- إن قال نعم للمنطق وجود. نسأله: أين هو أريد أن أراه ؟ سيضطر أن يقول أن له وجود ذهني
ونجيبه: كذلك العدم له وجود ذهني لأنه جزء من المنطق الذي لا وجود له في الواقع بالضرورة
وليس العدم فقط بل سالب الوجود أيضاً (أقصد سالب وليس سلب) :
ناقص بقرة زائد بقرتين = بقرة. هل ل (ناقص بقرة) وجود رياضي؟ نعم لكن لا توجد (ناقص بقرة) تمشي في السوق.
المسألة الخامسة: شروط حدوث التناقض
من الشروط الضرورية أن تذكر في الجملة كل متغيرات الأبعاد لان (سلب بُعد يمكنه تحييد تناقض) و (إضافة بُعد يمكنه أن يُحدث تناقض). مثال:
1- لنتخيل أن كوننا مكون من بعدين مكانيين فقط وأنت في مدينة "مفلطحة" (لا يوجد شيء اسمه ارتفاع)
فان قلت (أنا في الطابق الأول وفي الطابق الثاني في نفس اللحظة) فلا مفهوم للتناقض هنا لان في غياب البعد الثالث لا يوجد فرق بين الطابقين. لكن وبمجرد اعتبار بُعد الارتفاع يظهر التناقض.
2- مثال آخر وهذه المرة بدل سلب بُعد مكاني نسلب البعد الزمني: إن قلت (أنا في البيت وفي المكتب) هذا تناقض لكن إذا أدخلت الزمن وأسقطت كل جملة على نقطتين زمنيتين مختلفتين, بذلك تُحيد ما كان تناقضا.
ملاحظة عابرة, إذاً ( من يملك خلق الأبعاد وإعدامها يملك إظهار أو تحييد التناقض)
وبعبارة أخرى ( من يملك خلق الأبعاد وإعدامها يملك فعل المستحيل بما أن المستحيل هو الجمع بين النقيضين)
لم أدعي أن الله يحتاج إلى ذلك وأتوقع - كما حدث سابقاً - أن يأتي ملحد ليؤلف كذباً. كل ما أقوله أن القادر على المقدمة قادر على النتيجة ولا أقول أن الله محتاج لتلك المقدمة ليصل إلى النتيجة.
عودة إلى الموضوع: إذاً لا يحق لأي عاقل أن يدعي تناقضاً بين جملتين إلا إذا حوتا كل المتغيرات البُعدية دون استثناء.
المسألة السادسة: خلق الزمن وادعاء الاستحالة .
عقل الإنسان يعجز على التفكير فيما وراء الزمن لان أهم أدوات عقله تتعطل فلا يمكنك أن تسأل متى خلق الزمان لان (متى) هي متغير زمني فلا يعقل ان تقول (متى) خلقت (متى). ولو ادعى الملحد استحالة خلق الزمان عليه أن يثبت ذلك ولا يمكنه إثبات شيء لا تطال أدوات عقله. ولم يبقى له سوى محاولة إثبات استحالة الخلق داخل الزمن.
ملخص ما سبق :
1- الاستحالة هي الجمع بين النقيضين
2- النقيض يسبق جمل رياضية كاملة (أي جملة تقبل الصح والخطأ )
3- العدم ليس كيان ولا يتصف بالوحدانية ولا بالتعدد كجوهر بل هو وصف يتعدد بتعدد الموصوف الافتراضي.
4- الجملة المنطقية لها نقيض واحد فقط.
5- من الشروط الضرورية -وليست الكافية - لتناقض جملتين أن تحويا كل المتغيرات البُعدية.
6- لا يمكن للملحد إثبات أية استحالة خارج بعد الزمن حيث تتعطل أدوات العقل عند الإنسان.
-----------------------------------------
تطبيق لما سبق
كل ما سبق مقدمة طويلة حتى تطبق تلك النتائج الستة على مثل واحد فقط : خلق الكون.
الكون كجوهر مجرد من أي صفة لا يقاس بالحق أو الباطل وبالتالي ليس له نقيض كذات, أما صفة وجود الكون لها نقيض وهو العدم. وبالتالي ليس هناك (مقابلة بين الكون والعدم) بل (بين الوجود والعدم) ( النتيجة 2 ). لا يوجد شيء اسمه (وحدانية العدم في مقابل تعدد الوجود), فكما أن الوجود هو وصف لواقع متعدد كذلك العدم هو وصف لمتعدد افتراضي. ( النتيجة 3 ). الآن هل هناك تناقض بين (الكون موجود) وبين (الكون غير موجود)؟ لا. لأننا لم نذكر في الجملتين كل المتغيرات وخصوصاً المتغير الزمني (نتيجة 5) . أما إذا ادعى الملحد وجود تناقض بين (الزمان موجود) وبين (الزمان غير موجود) فهذا الادعاء لا يمكنه الدفاع عنه بدون الخروج إلى حيث لا يملك الإنسان أدوات عقلية. كأن يسأل (متى خلقت متى) أو ماذا كان (قبل) وجود (القبل). (نتيجة 6 ) أما إذا قارن بين (الكون موجود اليوم) وبين (الكون غير موجود البارحة)... فبديهي لا يوجد تناقض بينهما لان (الكون موجود اليوم) له نقيض واحد فقط (الكون غير موجود اليوم) وليس البارحة ( نتيجة 4 ). إذاً مهما قلب الملحد الأمر وراوغ فلن يستطيع صياغة جملتين متناقضتين بخصوص الخلق من عدم (وهذا تحدي لكل ملحد). وإذا غاب التناقض سقطت دعوى الاستحالة (نتيجة 1).
المصدر :
https://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=8434
تعليق