بسم الله الرحمن الرحيم
جولــــــــة فــــــــي دنيــــــــا الغرائـــــــــز
حتى نعرف هوية الغرائز ، ونسمع خلجاتها داخل النفس علينا أن نفهم أولاً ، نوع فصائلها وشكل وظائفها .. وهذا ما أحاول طرحه ،
في هذا الموضوع ،، ومن خلال مراجعة سريعة ، لسجل الغرائز نكشف أنها ألوان شتى في الإنسان ..
فمنها ما يولد مع الفرد ، ويظهر في الأيام من الطفولة ، ومنها ما يتأخر بعض الوقت ثم يبرز على المسرح ، وبعض الغرائز يظهر بفعل الأحداث التي تجري في المجتمع ..
أضف إلى هذا أن الغرائز يظهر بفعل الأحداث التي تجري في المجتمع .. أضف إلى هذا أن الغرائز حيال التربية ، تنقسم إلى ثلاثة أقسام :
القسم الأول ، لا يحتاج إلى تربية ، ولا إلى توجيه ، وإنما هو ينبع نبعاً طبيعياً مع الولادة . ويشب مع الطفولة بلا حاجة للتعهد ، والمسافات ، وهذا القسم يتمثل في غريزة الجوع ، والعطش ، وغريزة النوم ، والبكاء ، وحب المال ، وما أشبه ذلك ! . فهذه الغرائز ، لكي تظهر على السطح ، فإنها لا تتطلب أي مداراة ، ولا أي عناية جهد وإنما هي تنمو في النفس ، تلقائياً ، كما تنمو الأزهار في الربيع ! .
في حين أن القسم الثاني من الغرائز ، لا يظهر في الإنسان إلا بعد إجراء العوامل التربوية ، بصورة مركزة .. ومن باب المثال :غريزة النطق والكلام ، على الرغم من أنها جاءت في الأهمية ، بعد مرحلة الخلق مباشرة ، حيث يقول الحق سبحانه : (* خلق الإنسان علمه البين *) أي : أعطاه القدرة ، على الكلام ..
إلا أن هذه القدرة ، لا تكشف عن نفسها ، إلا بواسطة التوجيه ، والتعليم ! . بحيث أن الطفل إذا لم يحصل على من يعلمه طريقة الكلام فإنه سوف يبقى أخرساً ، لا يستطيع أن يقول كلمة واحدة ..
حتى أن العلماء ، في حقل النفس والتربية ، قالوا : لو أخذنا ، طفلاً صغيراً ، وتركناه في الغابة مع الطيور وغيرها ثم رجعنا إليه ، بعد فترة خمس سنوات ، لوجدناه ، عندما يحاول الكلام يخرج خليطاً من الأصوات المكثفة ، يشبه إلى حد بعيد ، أصوات الحيوانات في الغابة ! .
ونفس الشيء بالنسبة ، إلى غريزة حب الغير ، انها راقدة في أعماق الإنسان ، وتحتاج إلى من يوقظها ، وإيقاظها إنما يتم عن طريق التربية الإسلامية ، ولهذا فقد وضع الإسلام مناهجاً في التربية ، من شأنها أن تهز هذه الغريزة ، وتعطيها الطاقة ، وتمنحها النشاط ! . ولتقريب الصورة ، أعرض عليكم بعض الأحاديث التربوية ، في هذا المجال :
(( اجعل نفسك ميزاناً فيما بينك وبين غيرك فاحبب له ، ما تحب لنفسك ، واكره له ، ما تكره لها )) .
(( من أصبح ولم يهتم بأمور المسلمين ، فليس بمسلم..)) .
(( ما آمن بي من بات شبعاناً وجاره جائع ))
(( من سمع رجلاً ينادي يا للمسلمين ، فلم يجبه ، فليس بمسلم ))
(( الخير كله ، في أن تحمل الخير لكل الناس ))
وأمثال هذه الأحاديث ، التي وردت ، عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وعن أهل بيته الطيبين الطاهرين ...
بينما القسم الثالث من الغرائز ، يطفح على سلوك الإنسان ، من خلال الأحداث التي تجري في المجتمع أحيناً ... وهذه الغرائز ، تمثل الشخصية السبعية في الإنسان .... والتربية تلعب دوراً فعالاً ، في خنق هذه الشخصية ، ودفنها في المهد .
وبالمثل : فالشر ، غريزة مزروعة في طينة الإنسان ، مثلما في ذلك ، مثل غريزة الخير ، الموجودة لدى النفس ...........
كما يقول القرآن الكريم : (* ونفس وما سواها * فألهمها فجورها وتقواها * قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها ..*) سورة الشمس الآيات 7 ـ 10
هذه بالإضافة إلى غريزة التخريب ، والهجوم القابعة في الأعماق ، وهي تشكل ـ مجتمعة ـ الجانب السبعي عند الفرد ، وتظهر عند أول فرصة ، تجدها ! .
يقول الإمام علي : (( الشر كامن في طبيعة كل أحد ، فإن غلبه ىصاحبه بطن ، وإن لم يغلبه ظهر !! .
وفي غياب السلطة الدينية ، يطلع الهرج الشامل ، وتنتشرالجريمة ، بفعل غرائز الشر ، والتخريب ، والهجوم ، والإنتقام ، التي كانت راقدة في الداخل ولكنها طفحت بمجرد أن وجدت الفرصة سانحة ! ..
ويقول علماء النفس ، والإجتماع ، أن الغرائز السبعية ، في الإنسان ، تبرز ـ عادة ـ في الحرب ، إرضاء لغريزة الإنتقام الدموية ، في الفرد ! ..
وفي الواقع .. قد أشار القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة ،في قوله تعالى (*... ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين *) سورة البقرة آية 155
وفي الحقيقة .. أن الخوف ، والجوع ، وضياع الأموال ، والأنفس .. أحسن مكان ، لكشف الشخصية على حقيقتها ..
وهذه الأمور الأربعة ، لا تحدث إلا في حالة الحرب .
فالغريزة الطافحة ـ حينئذ ـ هي غريزة العدوان ، والإنتقام .. وهي تنشأ ، عادة ، في غياب التربية الدينية ـ مثلها في ذلك مثل ـ الطفيليات التي تنبت بين الحشائش والأشجار ، نتيجة الأحوال الجوية السيئة ،
وحتى تموت هذه الغريزة في المهد ، على الواحد منا أن يحاربها أشد المحاربة ،وفقاً لتوجيهات الدين الإسلامي الحنيف .. (( الإنتقام من شيم اللئام )) .
وأيضاً يقول : ( أقبح أفعال المقتدر الانتقام )) .
ومرة ثالثة يقول : (( دع الانتقام فإنه أسوأ أفعال المقتدر .. )) .
وأيضاً يقول الإمام علي ( إذا قدرت على عدوك ، فاجعل العفو عنه ، شكر للقدرة عليه . )
والسؤال المطروح هو : هل تكفي التربية وحدها ، في توجيه المجتمع وتنظيف الغرائز ؟ .
بصراحــــة : لا .......... لتوجيه المجتمع ، والفرد ، لابد من الدين والحكومة ! . فالدين ، ضرورة ملحة ، تفرضها ، حتمية العلاقة بين الله ، والإنسان ! .
عباس العيداني
في هذا الموضوع ،، ومن خلال مراجعة سريعة ، لسجل الغرائز نكشف أنها ألوان شتى في الإنسان ..
فمنها ما يولد مع الفرد ، ويظهر في الأيام من الطفولة ، ومنها ما يتأخر بعض الوقت ثم يبرز على المسرح ، وبعض الغرائز يظهر بفعل الأحداث التي تجري في المجتمع ..
أضف إلى هذا أن الغرائز يظهر بفعل الأحداث التي تجري في المجتمع .. أضف إلى هذا أن الغرائز حيال التربية ، تنقسم إلى ثلاثة أقسام :
القسم الأول ، لا يحتاج إلى تربية ، ولا إلى توجيه ، وإنما هو ينبع نبعاً طبيعياً مع الولادة . ويشب مع الطفولة بلا حاجة للتعهد ، والمسافات ، وهذا القسم يتمثل في غريزة الجوع ، والعطش ، وغريزة النوم ، والبكاء ، وحب المال ، وما أشبه ذلك ! . فهذه الغرائز ، لكي تظهر على السطح ، فإنها لا تتطلب أي مداراة ، ولا أي عناية جهد وإنما هي تنمو في النفس ، تلقائياً ، كما تنمو الأزهار في الربيع ! .
في حين أن القسم الثاني من الغرائز ، لا يظهر في الإنسان إلا بعد إجراء العوامل التربوية ، بصورة مركزة .. ومن باب المثال :غريزة النطق والكلام ، على الرغم من أنها جاءت في الأهمية ، بعد مرحلة الخلق مباشرة ، حيث يقول الحق سبحانه : (* خلق الإنسان علمه البين *) أي : أعطاه القدرة ، على الكلام ..
إلا أن هذه القدرة ، لا تكشف عن نفسها ، إلا بواسطة التوجيه ، والتعليم ! . بحيث أن الطفل إذا لم يحصل على من يعلمه طريقة الكلام فإنه سوف يبقى أخرساً ، لا يستطيع أن يقول كلمة واحدة ..
حتى أن العلماء ، في حقل النفس والتربية ، قالوا : لو أخذنا ، طفلاً صغيراً ، وتركناه في الغابة مع الطيور وغيرها ثم رجعنا إليه ، بعد فترة خمس سنوات ، لوجدناه ، عندما يحاول الكلام يخرج خليطاً من الأصوات المكثفة ، يشبه إلى حد بعيد ، أصوات الحيوانات في الغابة ! .
ونفس الشيء بالنسبة ، إلى غريزة حب الغير ، انها راقدة في أعماق الإنسان ، وتحتاج إلى من يوقظها ، وإيقاظها إنما يتم عن طريق التربية الإسلامية ، ولهذا فقد وضع الإسلام مناهجاً في التربية ، من شأنها أن تهز هذه الغريزة ، وتعطيها الطاقة ، وتمنحها النشاط ! . ولتقريب الصورة ، أعرض عليكم بعض الأحاديث التربوية ، في هذا المجال :
(( اجعل نفسك ميزاناً فيما بينك وبين غيرك فاحبب له ، ما تحب لنفسك ، واكره له ، ما تكره لها )) .
(( من أصبح ولم يهتم بأمور المسلمين ، فليس بمسلم..)) .
(( ما آمن بي من بات شبعاناً وجاره جائع ))
(( من سمع رجلاً ينادي يا للمسلمين ، فلم يجبه ، فليس بمسلم ))
(( الخير كله ، في أن تحمل الخير لكل الناس ))
وأمثال هذه الأحاديث ، التي وردت ، عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وعن أهل بيته الطيبين الطاهرين ...
بينما القسم الثالث من الغرائز ، يطفح على سلوك الإنسان ، من خلال الأحداث التي تجري في المجتمع أحيناً ... وهذه الغرائز ، تمثل الشخصية السبعية في الإنسان .... والتربية تلعب دوراً فعالاً ، في خنق هذه الشخصية ، ودفنها في المهد .
وبالمثل : فالشر ، غريزة مزروعة في طينة الإنسان ، مثلما في ذلك ، مثل غريزة الخير ، الموجودة لدى النفس ...........
كما يقول القرآن الكريم : (* ونفس وما سواها * فألهمها فجورها وتقواها * قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها ..*) سورة الشمس الآيات 7 ـ 10
هذه بالإضافة إلى غريزة التخريب ، والهجوم القابعة في الأعماق ، وهي تشكل ـ مجتمعة ـ الجانب السبعي عند الفرد ، وتظهر عند أول فرصة ، تجدها ! .
يقول الإمام علي : (( الشر كامن في طبيعة كل أحد ، فإن غلبه ىصاحبه بطن ، وإن لم يغلبه ظهر !! .
وفي غياب السلطة الدينية ، يطلع الهرج الشامل ، وتنتشرالجريمة ، بفعل غرائز الشر ، والتخريب ، والهجوم ، والإنتقام ، التي كانت راقدة في الداخل ولكنها طفحت بمجرد أن وجدت الفرصة سانحة ! ..
ويقول علماء النفس ، والإجتماع ، أن الغرائز السبعية ، في الإنسان ، تبرز ـ عادة ـ في الحرب ، إرضاء لغريزة الإنتقام الدموية ، في الفرد ! ..
وفي الواقع .. قد أشار القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة ،في قوله تعالى (*... ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين *) سورة البقرة آية 155
وفي الحقيقة .. أن الخوف ، والجوع ، وضياع الأموال ، والأنفس .. أحسن مكان ، لكشف الشخصية على حقيقتها ..
وهذه الأمور الأربعة ، لا تحدث إلا في حالة الحرب .
فالغريزة الطافحة ـ حينئذ ـ هي غريزة العدوان ، والإنتقام .. وهي تنشأ ، عادة ، في غياب التربية الدينية ـ مثلها في ذلك مثل ـ الطفيليات التي تنبت بين الحشائش والأشجار ، نتيجة الأحوال الجوية السيئة ،
وحتى تموت هذه الغريزة في المهد ، على الواحد منا أن يحاربها أشد المحاربة ،وفقاً لتوجيهات الدين الإسلامي الحنيف .. (( الإنتقام من شيم اللئام )) .
وأيضاً يقول : ( أقبح أفعال المقتدر الانتقام )) .
ومرة ثالثة يقول : (( دع الانتقام فإنه أسوأ أفعال المقتدر .. )) .
وأيضاً يقول الإمام علي ( إذا قدرت على عدوك ، فاجعل العفو عنه ، شكر للقدرة عليه . )
والسؤال المطروح هو : هل تكفي التربية وحدها ، في توجيه المجتمع وتنظيف الغرائز ؟ .
بصراحــــة : لا .......... لتوجيه المجتمع ، والفرد ، لابد من الدين والحكومة ! . فالدين ، ضرورة ملحة ، تفرضها ، حتمية العلاقة بين الله ، والإنسان ! .
عباس العيداني