بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
عندما يحفز الشيطان الفطرة لتدل على الخالق !!!
العقل والفطرة يدلان على وجود الصانع بسهولة تامة خالية من اى لبس او تعقيد لان وجوده تعالى من البديهيات العقلية المغروسة فى حواشى الفطرة الانسانية والمنسجمة معها انسجاما تاما, وفى ذلك يقول الامام ابن القيم : "ومعلوم إن وجود الرب تعالى اظهر للعقول السليمه والفطر من وجود النهار ومن لم ير ذلك فى عقله وفطرته فليتهمهما ) . (مدارج السالكين 1/23 طبع المنار )
ويستطرد فيقول :
"تأمل حال العالم كله علويه وسفليه بجميع أجزائه تجده شاهدا بإثبات صانعه وفاطره ومليكه فإنكار صانعه وجحده في العقول والفطر بمنزلة إنكار العلم وجحده لا فرق بينهما بل دلالة الخالق على المخلوق والفعال على الفعل والصانع على أحوال المصنوع عند العقول الزكية المشرقة العلوية والفطر الصحيحة أظهر من العكس"
فقد أودع الله في قلوبنا تلك البوصلة التي لا تخطئ .. و التي اسمها الفطرة و البداهة .
و هي فطرة لا تقبل التبديل و لا التشويه لأنها محور الوجود و لبه و مداره و عليها تقوم كل المعارف و العلوم .
((فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ))
(الروم – 30)
لقد جعل الله هذه الفطرة نازعة إليه بطبيعتها تطلبه دواماً كما تطلب البوصلة أقطابها مشيرة إليه دالة عليه .
فليكن كل منا كما تملي عليه طبيعته لا أكثر .
و سوف تدله طبيعته على الحق .
و سوف تهديه فطرته إلى الله بدون جهد .
كن كما أنت .
و سوف تهديك نفسك إلى الصراط" .فليس لدى الفطرة مصنوع بلا صانع او فعل بلا فاعل او موجود بلا موجد ولا يمكن للعقل البشرى ان يتصور غير ذلك , او يخدع فطرته او تخدعه فطرته بغير ذلك , من ظنون واوهام , حتى اهل الجحود والانكارانفسهم عندما يجحدونه, فانهم ينسبون فعله تاره الى الصدفة والاتفاق وتاره الى الطبيعة لانه لا يمكن ان يتصوروا فعل بدون فاعل , والغريب ان الشيطان ياتى ليقر كل ذلك (الجلاء الفطرى فى الدلالة على الخالق) باستغلاله لقوة هذه البداهة فى جعلها ارضية خصبة للضلال يجر به بعض البشر الى مستنقع الالحاد بعد تشكيكهم وزعزعتهم باسئلته المعهوده التى يبدأ فيها بالاستفهام عن من خلق الكون ؟ وينتهى فيها بمن خلق خالق الكون ؟ والاشد الغرابة ان الشيطان عندما يسأل السؤال الاول يعلم يقينا الاجابة ... و يعلم ان هذه الاجابة لا يمكن ان تحيد عنها الفطرة ولكن المفروض ان يكون الانسان اذكى من الشيطان ولا يقيس نفسه بخالقه من ناحية الوجود والدلالة عليه ويعلم ان لعقله حدود لا يمكن ان تتعداها وهناك ما هو مدرك وهناك ما هو ما فوق الادراك ويكفيه ان يكون كما ويترك نفسه لطبيعته وفطرته وسوف تهديانه الى الله بدون ادنى جهد .
فأعلى درجات المعرفة هي ما يأتيك من داخلك , فأنت تستطيع أن تدرك وضعك ( هل أنت واقف أو جالس أو راقد ) دون أن تنظر إلى نفسك .. يأتيك هذا الإدراك و أنت مغمض العينين .. يأتيك من داخلك .. و تقوم هذه المعرفة حجة على أية مشاهدة .
و حينما تقول .. أنا سعيد .. أنا شقيّ .. أنا أتألم .. فكلامك يقوم حجة بالغة و لا يجوز تكذيبه بحجة منطقية .. بل إن تناول هذا الأمر بالمنطق هو تنطع و لجاجة لا معنى لها .. فلا أحد أعرف بحال نفسك من نفسك ذاتها .
و بالمثل شهادة الفطرة و حكم البداهة هي حجة على أعلى مستوى .. و حينما تقول الفطرة و البداهة مؤيدة بالعلم و الفكر و التأمل .. حينما تقول بوجود الروح و النفس و بالحرية و بالمسئولية و المحاسبة , و حينما توحي بالتصرف على أساس أن في الكون نظاماً .. فنحن هنا أمام حجة على أعلى مستوى من اليقين .
و هو يقين مثل يقين العيان أو أكثر .. فالفطرة عضو مثل العين نولد به . و هو يقين أعلى من يقين العلم .. لأن الصدق العلمي هو صدق إحصائي و النظريات العلمية تستنتج من متوسطات الأرقام .. أما حكم البداهة فله صفة القطع و الإطلاق 2 × 2 = 4 هي حقيقة مطلقة صادقة صدقاً مطلقاً , لا يجوز عليها ما يجوز من نسخ و تطور و تغير في نظريات العلم لأنها مقبولة بديهية .
1 + 1 = 2 مسألة لا تقبل الشك لأنها حقيقة ألقتها إلينا الفطرة من داخلنا و أوحت بها البداهة .
و هي معرفة أولى جاءت إلينا مع شهادة الميلاد .
لو أدرك الإنسان هذا لأراح و استراح .. و لوفر على نفسه كثيراً من الجدل و الشقشقة و السفسطة و المكابرة في مسألة الروح و الجسد و العقل و المخ و الحرية و الجبر و المسئولية و الحساب و لاكتفى بالإصغاء إلى ما تهمس به فطرته و ما يفتي به قلبه و ما تشير به بصيرته .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
عندما يحفز الشيطان الفطرة لتدل على الخالق !!!
العقل والفطرة يدلان على وجود الصانع بسهولة تامة خالية من اى لبس او تعقيد لان وجوده تعالى من البديهيات العقلية المغروسة فى حواشى الفطرة الانسانية والمنسجمة معها انسجاما تاما, وفى ذلك يقول الامام ابن القيم : "ومعلوم إن وجود الرب تعالى اظهر للعقول السليمه والفطر من وجود النهار ومن لم ير ذلك فى عقله وفطرته فليتهمهما ) . (مدارج السالكين 1/23 طبع المنار )
ويستطرد فيقول :
"تأمل حال العالم كله علويه وسفليه بجميع أجزائه تجده شاهدا بإثبات صانعه وفاطره ومليكه فإنكار صانعه وجحده في العقول والفطر بمنزلة إنكار العلم وجحده لا فرق بينهما بل دلالة الخالق على المخلوق والفعال على الفعل والصانع على أحوال المصنوع عند العقول الزكية المشرقة العلوية والفطر الصحيحة أظهر من العكس"
فقد أودع الله في قلوبنا تلك البوصلة التي لا تخطئ .. و التي اسمها الفطرة و البداهة .
و هي فطرة لا تقبل التبديل و لا التشويه لأنها محور الوجود و لبه و مداره و عليها تقوم كل المعارف و العلوم .
((فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ))
(الروم – 30)
لقد جعل الله هذه الفطرة نازعة إليه بطبيعتها تطلبه دواماً كما تطلب البوصلة أقطابها مشيرة إليه دالة عليه .
فليكن كل منا كما تملي عليه طبيعته لا أكثر .
و سوف تدله طبيعته على الحق .
و سوف تهديه فطرته إلى الله بدون جهد .
كن كما أنت .
و سوف تهديك نفسك إلى الصراط" .فليس لدى الفطرة مصنوع بلا صانع او فعل بلا فاعل او موجود بلا موجد ولا يمكن للعقل البشرى ان يتصور غير ذلك , او يخدع فطرته او تخدعه فطرته بغير ذلك , من ظنون واوهام , حتى اهل الجحود والانكارانفسهم عندما يجحدونه, فانهم ينسبون فعله تاره الى الصدفة والاتفاق وتاره الى الطبيعة لانه لا يمكن ان يتصوروا فعل بدون فاعل , والغريب ان الشيطان ياتى ليقر كل ذلك (الجلاء الفطرى فى الدلالة على الخالق) باستغلاله لقوة هذه البداهة فى جعلها ارضية خصبة للضلال يجر به بعض البشر الى مستنقع الالحاد بعد تشكيكهم وزعزعتهم باسئلته المعهوده التى يبدأ فيها بالاستفهام عن من خلق الكون ؟ وينتهى فيها بمن خلق خالق الكون ؟ والاشد الغرابة ان الشيطان عندما يسأل السؤال الاول يعلم يقينا الاجابة ... و يعلم ان هذه الاجابة لا يمكن ان تحيد عنها الفطرة ولكن المفروض ان يكون الانسان اذكى من الشيطان ولا يقيس نفسه بخالقه من ناحية الوجود والدلالة عليه ويعلم ان لعقله حدود لا يمكن ان تتعداها وهناك ما هو مدرك وهناك ما هو ما فوق الادراك ويكفيه ان يكون كما ويترك نفسه لطبيعته وفطرته وسوف تهديانه الى الله بدون ادنى جهد .
فأعلى درجات المعرفة هي ما يأتيك من داخلك , فأنت تستطيع أن تدرك وضعك ( هل أنت واقف أو جالس أو راقد ) دون أن تنظر إلى نفسك .. يأتيك هذا الإدراك و أنت مغمض العينين .. يأتيك من داخلك .. و تقوم هذه المعرفة حجة على أية مشاهدة .
و حينما تقول .. أنا سعيد .. أنا شقيّ .. أنا أتألم .. فكلامك يقوم حجة بالغة و لا يجوز تكذيبه بحجة منطقية .. بل إن تناول هذا الأمر بالمنطق هو تنطع و لجاجة لا معنى لها .. فلا أحد أعرف بحال نفسك من نفسك ذاتها .
و بالمثل شهادة الفطرة و حكم البداهة هي حجة على أعلى مستوى .. و حينما تقول الفطرة و البداهة مؤيدة بالعلم و الفكر و التأمل .. حينما تقول بوجود الروح و النفس و بالحرية و بالمسئولية و المحاسبة , و حينما توحي بالتصرف على أساس أن في الكون نظاماً .. فنحن هنا أمام حجة على أعلى مستوى من اليقين .
و هو يقين مثل يقين العيان أو أكثر .. فالفطرة عضو مثل العين نولد به . و هو يقين أعلى من يقين العلم .. لأن الصدق العلمي هو صدق إحصائي و النظريات العلمية تستنتج من متوسطات الأرقام .. أما حكم البداهة فله صفة القطع و الإطلاق 2 × 2 = 4 هي حقيقة مطلقة صادقة صدقاً مطلقاً , لا يجوز عليها ما يجوز من نسخ و تطور و تغير في نظريات العلم لأنها مقبولة بديهية .
1 + 1 = 2 مسألة لا تقبل الشك لأنها حقيقة ألقتها إلينا الفطرة من داخلنا و أوحت بها البداهة .
و هي معرفة أولى جاءت إلينا مع شهادة الميلاد .
لو أدرك الإنسان هذا لأراح و استراح .. و لوفر على نفسه كثيراً من الجدل و الشقشقة و السفسطة و المكابرة في مسألة الروح و الجسد و العقل و المخ و الحرية و الجبر و المسئولية و الحساب و لاكتفى بالإصغاء إلى ما تهمس به فطرته و ما يفتي به قلبه و ما تشير به بصيرته .
تعليق