الشبهة:
كيف يمكن الجمع بين قول الله تعالى (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ)) وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله))
وأيضا أليس في الحديث دلالة على إن الإسلام انتشر بالسيف ؟
الــرد:
قال صلى الله عليه وسلم ( أمرت أن أقاتل الناس ، حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله تعالى ) رواه البخاري و مسلم .
هذا الحديث خاص وقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( أمرت أن أقاتل الناس) لا يعني جميع الناس بل خاصا ببعضهم والأمثلة لهذا الاستخدام كثيرة فقد قال الله في القرآن:
{وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آيَاتِنَا قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ}
فليس جميع الناس بل الكفار منهم,
{وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آيَاتِنَا قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ}
فليس جميع الناس بل الكفار منهم,
وقال { الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ } (آل عمران، 173).
فكلمة الناس في هذه الآية لا تعني جميع الناس.
فكلمة الناس في هذه الآية لا تعني جميع الناس.
هذا الحديث خاص بعبدة الأوثان من العرب أما أهل الكتاب ومن عندهم شبهة كتاب فتقبل منهم الجزية والدليل على ذلك أن النصارى واليهود والمجوس، وغيرهم أخذت منهم الجزية ولم يقاتلهم المسلمون حتى يشهدوا ألا إله إلا الله
(أهل الكتاب هم اليهود والنصارى ومن لديه "شبهة كتاب" هم من هناك شبهة أو شك ما إذا قد كان لهم كتاب سماوي مثل المجوس. والشبهة تقوم مقام الحقيقة في ما بني على الاحتياط (كأمر قتالهم) فلذلك حرمت دماؤهم للشبهة، فتقبل منهم الجزية على خلاف وثنيي العرب فليس لهم كتاب ولا شبهة كتاب.)
أما بخصوص الزعم بأن الإسلام انتشر بالسيف فالمسلمون اضطروا في كثير من الأحيان للسيف ولكن ليس لإدخال الناس في الدين ولكن لتبليغ الدين لهم. فمن وقف في وجه دعوة الإسلام ومنع تبليغه للناس قوتل حتى يكف عن منع الدعوة ولم يكن قتالهم من أجل أن يسلموا (عدا الوثنيين ممن ليس له كتاب ولا شبهة كتاب )
قال الله تعالى (لا إكراه في الدين) ولو كان نشر الإسلام بقوة السيف لما بقيت هذه الملايين من النصارى في مصر ولبنان وغيرها على مر القرون. واكبر دولة إسلامية وهي اندونيسيا بها 200 مليون مسلم دخلوا الإسلام عن طريق التجار المسلمين بالدعوة ومكارم الأخلاق الإسلامية ولم ترق قطرة دم واجدة. كما ان الإسلام الآن هو أسرع الأديان انتشارا في العالم رغم ضعف المسلمين الشديد وتسلط الأعداء عليهم وتشويه صورتهم بجميع الوسائل الممكنة .... فلماذا كان أسرعها ؟ لأنه الدين الحق !