التغريب
التعريف :
التغريب هو تيار فكري كبير ذو أبعاد سياسية واجتماعية وثقافية وفنية ،يرمي إلى صبغ حياة الأمم بعامة،والمسلمين بخاصة بالأسلوب الغربي
،وذلك بهدف إلغاء شخصيتهم المستقلة وخصائصهم المتفردة وجعلهم أسرى التبعية الكاملة للحضارة الغربية
،وذلك بهدف إلغاء شخصيتهم المستقلة وخصائصهم المتفردة وجعلهم أسرى التبعية الكاملة للحضارة الغربية
التأسيس وأبرزالشخصيات :
- بدأ المشرقيون في العالم الإسلامي مع نهاية القرن الثامن عشر ومطلع التاسع عشر بتحديث جيوشهم وتعزيزها عن طريق إرسال بعثات إلى البلاد
الأوربية أو باستقدام الخبراء الغربيين للتدريس والتخطيط للنهضة الحديثة ، وذلك لمواجهة تطلع الغربيين إلى بسط نفوذهم الاستعماري إثر بدء عهد النهضة الأوربية .
الأوربية أو باستقدام الخبراء الغربيين للتدريس والتخطيط للنهضة الحديثة ، وذلك لمواجهة تطلع الغربيين إلى بسط نفوذهم الاستعماري إثر بدء عهد النهضة الأوربية .
لما قضى السلطان محمود الثاني على الإنكشارية العثمانية سنة 1826 م أمر باتخاذ الزي الأوروبي الذي فرضه على العسكريين والمدنيين على حد سواء .
استقدم السلطان سليم الثالث المهندسين من السويد وفرنسا والمجر وانجلترا وذلك لإنشاء المدارس الحربية والبحرية .
قام محمد علي والي مصر ،والذي تولى سنة 1805م، ببناء جيش على النظام الأوروبي ،كما عمد إلى ابتعاث خرجي الأزهر من أجل التخصص في أوروبا .
- أنشأ أحمد باشا باي الأول في تونس جيشا نظاميا، وافتتح مدرسة للعلوم الحربية فيها صباط وأساتذة فرنسيون وإيطاليون وإنجليز .
- افتتحت أسرة الفاجارالتي حكمت إيران كلية للعلوم والفنون على أساس غربي سنة1852م .
منذعام1860م بدأت حركة التغريب عملها في لبنان عن طريق الإرساليات ،ومنها امتدت إلى مصر في ظل الخديوي إسماعيل الذي كان هدفه أن يجعل مصر قطعة من أوروبا .
التقىالخديوي إسماعيل في باريس مع السلطان العثماني عبد العزيز1284هـ/1867م حينما لبيا دعوة الإمبراطور نابليون الثالث لحضور المعرض الفرنسي العام ،وقد كانا يسيران في تيار الحضارة الغربيةابتعث كل من رفاعة الطهطاوي إلى باريس وأقام فيها خمس سنوات1826/1831م وكذلك ابتعث خير الدين التونسي إليها وأقام فيهاأربع سنوات1852-1856م وقد عاد كل منهما محملا بأفكار تدعو إلى تنظيم المجتمع على أساس علماني عقلاني .
منذ1830م بدأ المبتعثون العائدون من أوروبا بترجمة كتب فولتير وروسو ومونتسكيو في محاولة منهم لنشر الفكر الأوروبي الذي ثار ضد الدين الذي ظهرفي القرن الثامن .
أنشأ كرومر كلية فيكتوريا بالإسكندرية لتربية جيل من أبناء الحكام والزعماء والوجهاء في محيط إنجليزي ليكونوا أداة المستقبل في نقل ونشر الحضارة الغربية .
قال اللورد لويد (المندوب السامي البريطاني في مصر) حينما افتتح هذه الكلية سنة1936م : كل هؤلاء لن يمضي عليهم وقت طويل حتى يتشبعوا بوجهة النظ رالبريطانية بفضل العشرة الوثيقة بين المعلمين والتلاميذكاننصارى الشام من أول من اتصل بالبعثات التبشيرية وبالإرساليات ومن المسارعين بتلقي الثقافة الفرنسية والإنجليزية ،كما كانوا يشجعون العلمانية التحررية وذلك لعدم إحساسهم بالولاء تجاه الدولة العثمانية ،فبالغوا من إظهار إعجابهم بالغرب ودعوا إلى الاقتداء به وتتبع طريقه ،وقد ظهر ذلك جليا في الصحف التي أسسوها وعملو افيها .
كان ناصيف اليازجي 1800-1871م وابنه إبراهيم اليازجي1847-1906م على صلة وثيقة بالإساليات الأمريكية الإنجيلية .
- أسس بطرس البستاني 1819-1883م في عام1863م مدرسة لتدريس اللغة العربية والعلوم الحديثة فكان بذلك أو لنصراني يدعو إلى العروبة والوطنية إذ كان شعاره : حب الوطن من الإيمان . كما أصدر صحيفة الجنان سنة1870م التي استمرت تستع عشرة سنة وقد تولى منصب الترجمة في قنصلية أمريكا ببيرو تمشاركا ف يالترجمة البروتستانتية للتوراة معا لأمريكيين سميث وفانديك .
- أنشأ جور جيز يدان 1861-1914م مجلة الهلال في مصر وذلك ف يسنة1892م، وقد كان على صلة بالمبعوثين الأمريكان ،كما كان تله سلسلة من القصص التاريخية التي حشاها بالافتراءات على الإسلام والمسلمين .
- أسس سليم تقلا صحيفة الأهرام في مصر وقد سبق له أنت لقى علومه في مدرسة عبيةب لبنان والتي أنشأها المبشر الأمريكي فانديك .
- أصدر سليم النقاش صحيفة المقتطف التي عاشت ثمانية أعوام في لبنان انتقلت بعدها إلى مصر في سنة1884م .
تجول جمال الدين الأفغاني 1838-1897م كثيرا في العالم الإسلامي شرقا وغربا وقد أدخل نظام الجمعيات السرية في العصر الحديث إلى مصر ،كما يقال بأنه انضم إلى المحافل الماسونية، وكان على صلة بالمستر بلنت البريطاني .
كان الشيخ محمد عبده1849-1905م من أبرز تلاميذ الأفغاني ،وشريكه في إنشاء مجلة العروة الوثقى ،وكانت له صداقة مع اللورد كرومر والمستر بلنت، ولقد كانت مدرسته ومنها رشيد رضا تدعو إلى مهاجمة التقاليد ،كما ظهرت لهم فتاوى تعتمد على أقصى ما تسمح به النصوص من تأويل بغيةإظهارالإسلام بمظهرالمتقبل لحضارة الغرب كما دعا الشيخ محمد عبده إلى إدخال العلوم العصرية إلى الأزهر لتطويره وتحديثه .
- كان المستشرق مستر بلنت : يطوف هو وزوجته مرتديا الزي العربي ،داعيا إلى القومية العربية وإلى إنشاء خلافة عربية بغية تحطيم الرابطة الإسلامية .
- قاد قاسم أمين 1865-1908م وهو تلميذ محمد عبده، الدعوة إلى تحرير المرأة وتمكينها من العمل في الوظائف والأعمال العامة . وقد كتب تحريرالمرأة1899م والمرأة الجديدة1900م .
- كان سعد زغلول : الذي صار وزيرا للمعارف سنة1906م شديد التأثر بآراء محمد عبده وقد نفذ فكرة كرومر القديمة والداعية إلى إنشاء مدرسة للقضاء الشرعى بقصد تطوير الفكر الإسلامي من خلال مؤسسة غير أزهرية منافسة له .
كان أحم دلطفي السيد 1872-1963م من أكبرمؤسسي حزب الأحرار الدستوريين الذين انشقوا عن سعد زغلول سياسيا ،وكان يدعو إلى الإقليمية الضيقة وهو صاحب العبارة المشهورة التي أطلقها عام1907 م وهي مصر للمصريين وقد تولى شؤون الجامعة المصرية منذ تسلمتهاا لحكومة المصرية عام1916م وحتى1941م تقريبا .
- وكان طه حسين 1889-1973م من أبرز دعاة التغريب في العالم الإسلامي حيث تلقى علومه على يدالمستشرق دوركايم وقد نشر أخطر آرائه في كتابيه الشعرالجاهلي ومستقبل الثقافة في مصر .
- يقول في كتابه الشعر الجاهلي ص26: للتوراة أن تحدثنا عن إبراهيم وإسماعيل وللقرآن أن يحدثنا أيضا ،ولكن ورود هذين الاسمين في التوراة والقرآن لا يكفي لإثبات وجودهما التاريخي .
- ويقول بعد ذلك : وقد كانت قريش مستعدة كل الاستعداد لقبول هذه الأسطورة في القرن السابع للمسيح . كما أنه ينفي فيه نسب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أشراف قريش .
- لقد بدأ طه حسين محاضرة له في اللغة والأدب بحمد الله والصلاة على نبيه ثم قال : سيضحك مني بعض الحاضرين إذا سمعني أبدأ هذه المحاضرة بحمد الله والصلاة علىنبيه لأن ذلك يخالف عادة العصر .
- ازدهر ت حركة التغريب بعد سيطرة الاتحاديين عام1908م على الحكم في الدولة العثمانية وسقوط السلطان عبدالحميد .
- وفي سنة1924م ألغت حكومة مصطفى كمال أتاتورك الخلافة العثمانية مم امهد لانضمام تركيا إلى الركب العلماني الحديث ،وفرض عليه االتغريب بأقصى صوره وأعنفها.
- علي عبدالرزاق : نشر سنة1925م كتابه الإسلام وأصول الحكم الذي ترجم إلى الإنجليزي والأردية ،يحاول فيه المؤلف أن يقنع القارئ بأن الإسلام دين فقط وليس دينا ودولة، وقد ضرب سميث مثل ابه عندما أشار إلى أن التحررية العلمانية والعالمية لاتروج في العال مالإسلامي إلا إذا فسرت تفسيرا إسلاميا مقبولا ،وقد حوكم الكتا ب والمؤلف من قبل هيئة العلماء بالأزهر في12/8/1925م وصدرت ضده إدانة أخرجته من زمرة العلماء ،وكان يشرف على مجلة الرابطة الشرقية كما أقام حفل تكريم لأرنست رينان في الجامعة المصرية بمناسبة مرور مائة سنةعلى وفاة هذا المستشرق الذي لم يدخل وسعا في مهاجمة العرب والمسلمين .
- وكان محمود عزمي من أكبر دعاة الفرعونية في مصر ،درس على أستاذه دوركايم الذي كان يقول له : إذا ذكرت الاقتصاد فل اتذكر الشريعة ،وإذ اذكرت الشريعة فلا تذكر الاقتصاد .
- وسبق أن قدم منصور فهمي 1886-1959م : أول أطروحة للدكتوراه على أستاذه ليفي بريل مهاجما نظام الزواج في الإسلام التي موضوعها حالة المرأة في التقاليد الإسلامية وتطوراتها ،وفي هذه الرسالة يقول : محمد يشرع لجميع الناس ويستثني نفسه، ويقول : إلا أنه أعفى نفسه من المهر والشهود، لكنه انتقد بعد ذلك حركة التغريب في سنة1915م وجاهر بآرائه في الأخطاء التي حملها طه حسين ومدرسته .
- ويعتبر إسماعيل مظهر من أئمة مدرسة التغريب لكنه لم يلبث أن تحول عنها إبان عصرالنهضة الحديثة .
وكان زكي مبارك في مقدمة تلاميذ طه حسين ،درس على أيدي المستشرقين وسقله أن قدم أطروحة للدكتوراه في الغزالي والمأمون مهاجما الغزالي هجوما عنيفا لكنه رجع عن ذلك فيم ابعد وكتب مقاله المعروف إليك أعتذر أيها الغزالي .
ويعتبر محمدحسين هيكل1888-1956م رئيس تحرير جريدة السياسة في الفترة الأولى من حياته من أبرز المستغربين وقد أنكر الإسراء بالروح والجسد معا انطلاقا من نظرة عقلانية حياة محمد ،لكنه عدل ع نذلك وكتب معبرا عن توجهه الجديد في مقدمة كتابه في منـزل الوحي .
- وكان الشيخ أميال خوليو هو من مدرسي مادتي التفسر والبلاغة بالجامعة المصرية ،يروج لأفكار طه حسين في الدعوة إلى دراسة القرآن دراسة فنية بغض النظر عن مكانته الدينية، وقد استم في ذلك حتى كشفه الشيخ محمود شلتوت سنة1947م .
- وقاد شبلي شميل 1860-1917م الدعوة إلى العلمانية ومهاجمة قيم الأديان والأخلاق .
يتبع
يتبع
تعليق