من كتاب " أصول المسيحيه "
origins of christianity
لعالم اللاهوت الألمانى أوتو فليدرر
Otto Pfliederer
و هاكم رابط الكتاب :
http://www.archive.org/details/cu31924031319720
________________________________
و يقول أوتو فليدرر فى موضع آخر :
و يقول أوتو فليدرر فى موضع آخر :
origins of christianity
لعالم اللاهوت الألمانى أوتو فليدرر
Otto Pfliederer
و هاكم رابط الكتاب :
http://www.archive.org/details/cu31924031319720
تلخيص لمقتطفات وردت فى الصفحات من صفحة 155 الى 187 :
رأينا كيف أن إيمان المجتمع المسيحى لم يكن يختلف عن ايمان اليهود إلا بقدر ضئيل جدا , بحيث أنه يعد مجرد طائفه يهوديه , و لو كان الموقف قد ظل على هذا النحو لم يكن لتوجد كنيسة مسيحيه , و على أى حال كانت الحركه الإصلاحيه التى قام بها يسوع ستدمر بواسطة الدوله اليهوديه , و لكن من منع هذا التدمير هو بولس الذى فصل الدين الجديد عن اليهوديه و حرره من الناموس .
نشأ بولس فى طرسوس , و هى المدينه اليونانيه المشتهره بالفلسفه الهيلينيه بعد الأسكندريه , و بالأخص الفلسفه الرواقيه . لم يكن ضروريا على بولس أن يحضر دروس المعلمين الرواقيين ليكون ملما بأفكارهم الرئيسيه , فقد كانت هذه الأفكار مطروحة فى الشوارع و المحلات . إن رسائل بولس خير دليل على أنه كان ملما بهذه الأفكار , فهى تحتوى على تشابهات مميزه مع فكر و كلام الفيلسوف الرواقى " سينيكا " , لدرجة أن البعض اعتقد أن سينيكا كان معلم بولس , بينما يقول الآخر أن سينيكا هو من كان تلميذا لبولس .... كلا الاحتمالين مستحيل , و لكن هذا التشابه يشير الى مصدر مشترك فى ثقافة هذه الأيام المتشبعه بالفكر الرواقى , و قد كان تأثيرا قويا حتى على يهود الشتات فى آسيا الصغرى و سوريا و مصر .
ليس فقط الفلسفه اليونانيه , بل أيضا كانت طرسوس هى أفضل مكان لدراسة الأديان الوثنيه , قد كانت الأديان الشرقيه تنتشر باتجاه الغرب , و منذ وقت " بومباى " كانت طرسوس مكانا لدين " مثرا " الذى أتى من فارس , و اختلط بالأديان التى تعبد اله الشمس فى آسيا القريبه خصوصا فى فريجيه , و تغلب على بعض طقوس دين Attis و Cybele .
إن الطقس الافتتاحى الذى لا يزال موجودا فى القراءات الدينيه لدين " مثرا " حتى الآن , و التى ينضم المهتدون الجدد عن طريقها الى دين مثرا , عباره عن موت و إعادة ولاده مستيكيه , تمحو خطايا الحياه القديمه , و تعطى حياة جديده , و بالتالى كان المهتدون الجدد يقولون عن أنفسهم " مولودون من أجل الأبديه " .... من المدهش مدى ارتباط هذه الأفكار بفكر بولس عن المعموديه التى يعتبرها اشتراكا فى موت و قيامة المسيح ( روميه 6 ) , بحيث لا يمكننا أن نتجنب وجود ارتباط تاريخى بين الإثنين .
كذلك احتوت طقوس دين ميثرا وجبة مقدسه , تضم خبزا مقدسا و كأسا من الماء أو حتى الخمر كرموز ميستيكيه لتوزيع الحياه الإلهيه للمؤمنين بميثرا , الذين كانوا يلبسون أقنعة تمثل صفات الإله ميثرا , و كأن المحتفلين قد " لبسوا " ربهم , و الذى يعنى أنهم دخلوا فى شراكة معه . هذا أيضا يشابه جدا تعليم بولس عن الاشتراك فى دم الرب و جسده ( كورنثوس الأولى 10 - 16 ) , الذى يلبسه من ينال المعموديه ( غلاطيه 3 - 27 ) .
عندما نتذكر أن التعليم المستيكى عن كلا من المعموديه و عشاء الرب هو أمر خاص ببولس الرسول , و ليس له أى تفسير فى التقليد الأقدم فى المجتمع المسيحى , اذن فالإفتراض الطبيعى أن هذا التعليم خليط من الأفكار المسيحيه مع طقوس ديانة ميثرا , و التى لا بد أن بولس عرفها أثناء إقامته فى بلده طرسوس .
لم يشعر شاول الفريسى بأى تعاطف تجاه هذه الطقوس الوثنيه , و لكن غيرته على الناموس لم تستطع أن تمنع أمله فى الخلاص و التطهير الذى تمنحه هذه الأسرار الغامضه , و ربما سأل نفسه كثيرا , هل الوثنيون الذى يبحثون عن الله بمثل هذا الحماس سينالون سلاما ؟ و اذا كانت الإجابة بنعم فإلى أى درجه ؟ و هل يلزمهم الناموس اليهودى ؟ و كيف هذا و الناموس اليهودى لم يعط أكثر اليهود اخلاصا احساسا بالرضا ؟ , و قد وجد بولس الإجابه على هذا السؤال فى أكثر اللحظات أهمية فى جياته , التى تحول فيها من شاول الى بولس الرسول .
________________________________
و يقول أوتو فليدرر فى موضع آخر :
إن الفكره المستيكيه عن موت المسيح التى تتضمن موت و اعادة ولاده للمسيحيين بشكل غامض , كانت غريبة كلية على المجتمع المسيحى الأول , و لا يمكن أن تكون نتيجة طبيعية لمفهوم الذبيحه الكفاريه , اذن أين نجد التفسير لهذا ؟ .....يقال أن تجربة بولس عن التغير الداخلى يفسر هذا الأمر , و لكن هذا التفسير محل جدل , فهل تكفى التجربه الشخصيه كدافع يفسر لنا الأمور ؟ .
ربما تأثر بولس بالفكره الشائعه عن الإله الذى يموت و يعود للحياه , التى انتشرت فى ذلك الوقت فى ديانات أدونيس و أتيس و أوزوريس فى آسيا القريبه ( مع أسماء و عادات متعدده متشابهه فى كل مكان ) .
فى أنطاكيه عاصمة سوريا , التى نشط فيها بولس لمدة معقوله , كان الاحتفال الرئيسى بعيد أدونيس فى فترة الربيع , فى اليوم الأول كان يحتفل بموت أدونيس " الرب " , بينما فى اليوم التالى و وسط أغانى رثائيه تغنيها النساء كان يشرع فى دفن جسده ( تمثله صوره ) , و فى اليوم التالى كان يعلن أن الإله حى و كانوا يجعلون صورته التى تمثله تصعد فى الهواء . و كان فى العيد المبهج لقيامة الإله آتيس , كان الكاهن يدهن أفواه من يندبون بزيت مرددا : ( هتاف صالح أيها الأتقياء , كما أنقذ الهنا , فكذلك سننقذ نحن أيضا من ضيقنا ) .
إن انقاذ الإله من الموت ضمان لإنقاذ معتنقى دينه كما نرى فى القصص الغامضه لآتيس و ايزيس و ميثرا , و حقيقه أن العابدين يشتركون فى حياة الرب بالاشتراك المستيكى فى موته قد أوضحتها هذه الطقوس , التى استخدمت رموزا تظهر موت المبتدىء فى الإيمان , و نزوله الى الهاويهو رجوعه .
إن تشابه هذه الأشياء مع كلام بولس عن موت و قيامة المسيح و الاشتراك فى المعموديه تشابه صارخ بحيث يصعب أن نتفادى أن السابق منهما قد أثر على اللاحق , و لكن على الرغم أن بولس استخدم أفكارا يهوديه و وثنيه إلا أن هذه الأفكار قد تحولت الى شىء جديد , الى صور من التعبير عن روح المسيح الدينيه - الأخلاقيه .
بدلا من آلهة الطبيعه عند الوثنيين , يضع بولس ربا واحدا هو الروح , ابن الله الأصلى , أو الإنسان المثالى , الذى كفر عن خطايا أبناء آدم من خلال الطاعة و الحب , و فتح لنا باب الحياة الإلهيه , و الذى موته ليس حدثا من أحداث الطبيعه , بل عمل أخلاقى و تضحية مقدسة بالنفس ( غلاطيه 2 - 20 , كورنثوس الثانيه 5 - 15 , فيلبى 2 - 8 ) ... لقد ضحى بحياته لخدمة أخوته , و أنشأ فيهم حياة أخلاقية جديده عن طريق روح المحبه المقدسه .
إن هذا الدمج بين الحماسه المستيكيه و الروح الأخلاقيه - الإجتماعيه التى كانت عند الأنبياء و عند يسوع , هو ما جعل من بولس المؤسس للمسيحيه و للكنيسه .
إن دراسة النقاط الأخرى فى عقائد بولس تؤكد لنا نفس النتيجه , فإنه يملك وجهة نظره مزدوجه بخصوص الخلاص , فمن الناحيه الفقهيه يعتبره ذبيحة كفاريه , و من الناحيه المستيكيه يعتبر انتصارا على الموت و خلقا للحياه , و هذا ما نراه فى وصفه لحالة الإنسان المخلص .
كان معروفا من قبل زمن بولس أن المؤمنين بالمسيح هم أوان للروح , و دل على هذا الظهورات المعجزيه المتكرره , و حالات الوجد الصوفى و التكلم بألسنه , و النبوات و الشفاء من الأمراض , و هى الأمور التى فسرها التفكير الميتافيزيقى للناس فى ذلك العصر على أنها ناتجه من كائن روحانى فائق للطبيعه . لقد جعل بولس أيضا من هذه الأمور التى تلهب الحماسه نقطة البدء عنده , و لكنه أعطاها معان أخلاقيه فى فترة لاحقه , و بالتالى فالروح التى تسكن فى المسيحى لا تؤدى فقط الى تأثيرات معجزيه مؤقته , بل هى القوه التى تصنع حياة جديدة دائمه للشخص .
لقد حول بولس الروح الحماسيه فى المجتمع المسيحى الأول , الذين كانت تعبيرات الوجد الصوفى عندهم قريبة الصله بالمظاهر الطقسيه فى الوثنيات , الى مبدأ لأخلاق جديده , بحيث تستخدم هذه القوى فى خدمة المجتمع , و فى نفس الوقت انتصر على الديانات الوثنيه الغامضه و النظاميه الأخلاقيه اليهوديه , عن طريق حقن المحتوى الأخلاقى فيها , وكلا الأمرين تجمعه الفقره التى تقول " و أما الرب فهو الروح , و حيث روح الرب هناك حريه " ( كورنثوس الثانيه 3 - 17 ) .
و بدلا من الأرواح غير الطاهره و المعبودات فى العباده الوثنيه , فهناك الروح السيديه الواحده , التى طبيعتها " القداسه " ( روميه 1 - 4 ) , و بدلا من حرف الناموس الذى يأمر و يلعن , تظهر روح علاقة البنوه التى تعبر عن الحريه .
لا بد أن نفهم تعاليم بولس عن الأخلاق و الأسرار انطلاقا من هذه النقطه , فهو رجل أخلاقى مثالى , قريب الشبه بالرواقيين , و لكنه يرتكز على الدين بدرجة أقوى . إن الرواقيه تتفق مع الأخلاقيه البولسيه فى ثلاثة مواضيع : الحريه من العالم , الانتصار على الحواس , و الحب الأخوى , و هذا التشابه يثير الدهشه خصوصا فى الأقوال التى تتحدث عن الصراع ما بين الروح و الجسد , و عن تفاهة الحياه الأرضيه مقارنة بالحياه الأخرى , و عن الطبع الضعيف و الخاطى لكل البشر الذى يمثل خلفية سوداء و الذى يقذف فيه الضوء المجيد مثال الرجل المسيحى ( المقابل عند الرواقيين " الرجل الحكيم " ) , و لكن بينما صور الإفتراض المتشائم نموذجهم بطريقة مشكله للرواقيين , و أفقده قوته المحركه , فقد رأى بولس فى المسيح الذى أصبح أخا لنا مثالا للصلاح ظاهرا بصورة كامله .
_______________________________________
###### ملحوظه : يتحدث سينيكا أيضا فى الرساله 41 عن " روح مقدسه " , تعيش فينا كحارس للخير , و كقوة الهيه تحرك أرواح الصالحين , و هى تسكن فى السماء , و لكنها أرسلت لنا بالأسفل حتى يمكن لنا أن نتعرف على الإلهيات #######
_______________________________________
و يقول أوتو فليدرر فى موضع آخر :
اذا كان المجتمع المسيحى هو جسد المسيحى المستيكى , اذن فالارتباط بين أفراده لا يتم سوى بأعمال ميستيكيه , فبالمعموديه يكون غمس المعمد فى الماء ليس فقط رمزا لموت الإنسان العتيق مع المسيح , و الخروج من الماء لا يرمز فقط الى قيامة الإنسان الجديد فى المجتمع المسيحى مع المسيح المقام , بل الصوره المستيكيه تتحول الى حقيقة مستيكيه ( روميه 6 - 1 و ما يليه ) . و بما أن الإنسان المعمد قد " لبس " المسيح ( غلاطيه 3 - 27 ) , اذن فهو يعيش " فى المسيح " كما أن المسيح بداخله , أو كما أن روح المسيح أو روح الله تعيش فيه ( كل هذه التعبيرات الثلاثه لها نفس المعنى فى جوهرها ) ( روميه 8 - 9 ) . إن الحاله الجديده للإنسان المخلص التى ترتفع على نفسه الطبيعيه المجرده شاعرا أنه اتحد بالله , تماثل أحوال الإختطاف الدينى التى يشعر فيها الوثنيون المشتركون فى الطقوس التعبديه بأنهم فى الله أو مملوئين بالله .
لقد ربط بولس بين عشاء الرب و المعموديه , و كان أول من أعطاها معنى الفعل التعبدى المقدس , فالأمر لم يكن على هذا النحو فى المجتمع المسيحى الأقدم , بل كانت مجرد وليمة محبه تعبر عن المجتمع الأخوى , و لكن بحسب بولس , فإن عشاء الرب من ناحية معينه يعتبر تذكارا لاستشهاد المسيح و وسيله لتأسيس العهد الجديد , و من يشترك فى هذا العمل يعترف بعضويته ( كورنثوس الأولى 11 - 23 الى 27 ) , و من ناحية أخرى فإنه يعتبر اشتراكا مستيكيا فى دم و جسد المسيح , من خلال شرب الكأس المقدس و أكل الخبز المقدس , حيث يتحالف المشتركون مع سيدهم و مع بعضهم البعض , تماما كما كان الوثنيون يدخلون فى شركة مع الشياطين من خلال الوليمه الذبائحيه ( كورنثوس الأولى 10 - 16 الى 22 ) .
إن التشابه مع طقوس العباده الوثنيه الذى استنتجه بولس , هو تشابه يظهر خلال كل تعاليم بولس عن الطقوس الدينيه , و هذا التشابه ليس وليد الصدفه المجرده , بل يرتكز على تأثير مباشر بدرجة تقل أو تكثر .
فى الأسرار الدينيه لدين إليوسيس و إيزيس و ميثرا , كان الغمس فى الماء مطلوبا للتطهير من الخطايا و ك " صورة للقيامه " , و تستخدم إحدى الليتورجيات فى دين ميثرا هذا العمل التكريسى كصورة عن الموت و النهوض , تماما كما فعل بولس فى رسالة روميه 6 . و فى الأسرار الدينيه لدين آتيس Attis كان هناك طقس مقدس للأكل و الشرب , حيث يظن أن المكرس يدخل فى شركة مع الإله و حياته بعد القيامة من الموت , و بالتالى يضمن لنفسه حياة الخلود , و كانت الوليمه المقدسه جزءا أيضا من الأسرار الدينيه فى دين ميثرا , و كان يقدم خبز و كأس من الماء أثناء صلوات التكريس .
لقد وجد المدافعون اللاهوتيون من المسيحيين القدماء أن التشابه كبير بدرجة صاعقه , بحيث لم يجدوا طريقة لتفسير ذلك سوى أن أن هذا تقليد أو توقع نبوى عن الطقوس المسيحيه من خلال أرواح شيطانيه , و لكن وجهة النظر التاريخيه تمتلك تفسير أبسط من هذا , فبولس و ربما أيضا المسيحيين الأمميين فى أنطاكيه قبلا منه , أرادوا طرقا جديده للعباده ليفصلوا ايمانهم المسيحى عن اليهوديه , و أدمجوا لا إراديا بعض الطقوس و الأفكار الموجوده فى البيئه الوثنيه المحيطه بهم .
و بالتالى تسربت فكرة ممارسة أعمال روحيه من خلال وسائط ماديه , و كان هذا أمرا حتميا فى ظل الجو " الأنيميستيكى " animistic السائد , و ليس مستغربا أن فكر بولس يبدو فيه آثارا من هذا الفكر , و أن الكنيسه التاليه للعهد الرسولى قد تبنته بدرجة أكبر .
______________________________________
#### ملحوظه : عادة أهل كورنثوس التى لا يوبخها بولس , أن يمارسوا المعموديه من أجل الموتى ( كورنثوس الأولى 15 - 29 ) , و أيضا فكرة الضرر الجسدى بل و حتى التأثير المميت لاشتراك غير المستحق فى عشاء الرب ( كورنثوس الاولى 11 - 29 و ما يليه ) ########
______________________________________
و يقول أوتو فليدرر فى موضع آخر :
إن استخدام اسم " المسيحيين " فى أنطاكيه يعتبر شهادة لا يتطرق اليها الشك أن المسيحيه كدين جديد يختلف عن اليهوديه و فى نفس الوقت عن الوثنيه قد حدث لأول مرة فى أنطاكيه كثمره لنشاط بولس هناك , و قد صار المجتمع المسيحى مميزا عندم توقف عن التمسك بالعادات اليهوديه و أحل محلها عادات جديده مميزه .
و لكن الطقوس الدينيه لا يمكن أن تخترع من لا شىء , بل دائما تتبع شيئا موجودا بالفعل , و بالتالى من أين يمكن لهذا المجتمع الخليط أن يستقى طقوسه من مصدر غير يهودى , بحيث يتميز كمجتمع مسيحى , اذا لم يكن هذا من بيئتهم الوثنيه ؟ .
هنا و لأول مره مورست الطقوس المستيكيه فى العباده المسيحيه , و ربطها بولس بالإيمان المسيحى من خلال تفسيراته اللاهوتيه . و هنا و لأول مره أخذ الإيمان بقيامة المسيح قالبه النهائى , و خصوصا تاريخ القيامه فى اليوم الثالث ( أو بعد ثلاثة أيام ) الذى وجده بولس هناك ( كورنثوس الأولى 15 - 4 ) , و الذى لا يمكن أن يكون قد سمعه من الرسل الأوائل مطلقا , و الذى يفسره بكل بساطه أن المسيحيين الأمميين فى أنطاكيه استمروا فى احتفالاتهم الشعبيه بقيامة " آدونيس " ( السيد ) كعادة قديمه , و لكنهم فقط حولوا العباده الى السيد الجديد , أى المسيح .
بما أن هذه افتراضات لا يمكن أن نثبتها بصورة قطعيه بسبب ندرة المصادر , و لكن المعتادين على الحكم على هذه الاشياء من وجهة النظر الدينيه - التاريخيه يجدون الأمر محتملا جدا فى صالح هذه النتائج , و من المؤكد أن المسيحيه فى صورتها الكنسيه لا يعود أصلها الى أورشليم , بل يعود أصلها الى أنطاكيه .
_____________________________
######## ملحوظه : بما أن رؤى المسيح الاولى قد حدثت فى الجليل , فلا يمكن أن تكون قد حدثت سريعا بعد موت يسوع , و بالتالى فإن أسطورة عيد الفصح لا يمكن أن تكون مؤسسه على شهادة الرسل الأوائل , بل لا بد أن مصدرها شىء آخر ########
######## ملحوظه : إن وجود أديان أدونيس و أوزوريس و آتيس بجوار بعضها البعض قد أدى الى اختلاف فى ميعاد الاحتفال السريانى بالقيامه فى اليوم الثانى أو الثالث أو الرابع بعد موت الإله , و ربما يكون هذا هو التفسير التاريخى لاختلاف أسطورة عيد الفصح المسيحيه بين " فى اليوم الثالث " و " بعد ثلاثة أيام " . إن الدور الذى تلعبه النساء فى القصص الأنجليه عن الفصح ( و هو الجزء الذى لا يعرف عنه بولس ) قد يجد له تفسيرا فى الاحتفال السريانى ب " أدونيس " الذى لعبت فيه النساء الدور الأبرز ########
تعليق