الفارس مفروس
كوكتيل غباء بالآيس كريم..!
لا أخفى عليكم إخوانى أننى أقدمت على تحطيم جهاز التلفزيون العتيق الذى أملكه عشرات المرات.. وحاولت مرارا كسر رقبة بعض مذيعى الأخبار المسموعة والمرئية.. بل تجرأت يوما وصرخت فى وجه أحد مقدمى البرامج الفضائية ، ولكن يبدو أنه تمادى فى إغاظتى وتجاهل صراخى حتى أصبت بالصمم..!
<o</o
عجيب أمر هذه المخلوقات الإعلامية التى أصبحت جزءا لا يتجزأ من كل أسرة فى كل بيت.. فهم معك فى الصباح والمساء ، على طاولة الطعام.. وفى الحمام.. وغرفة النوم.. وفى المكتب.. يحاصرونك.. ويفلقوا رأسك ويحرقوا دمك بنقل الأخبار التى تصلح لعكننة قارة بأكملها بحميرها وبغالها ، وهم على هيئتهم الهادئة الرصينة أصنام بلا إحساس.. بل قد يتمادى البعض فى قتل شعوره وإحساسه ليصيبنا بأشد أنواع أسلحة الغباء الشامل الفتاكة ، حين يحاول أن يكون طرفا محايدا فى قضايا لا يوجد فيها أطراف متنازعة من الأساس.. وإنما قتيل مذبوح وبجانبه على الأرض سكين ملوث بالدماء..! فنرى أحدهم فى أحد البرامج الحوارية أو الشرشحية وهو سعيد بأسئلته التى تملأ الأجواء نارا وبنزينا.. ليحترق الجميع ويموت المشاهد غيظا وكمدا.. ويخرج أصحاب العقول الغليظة وتلك المملوءة بالآيس كريم بنفس النتيجة تقريبا من هذا الوقت الذى ضاع وتلاشى.. وهى لا شئ..!
<o</o
المشكلة ليست فى فكرة عرض القضايا أو فى بث الأخبار التى تحترق لها أكبادنا ، بقدر ما هى مرتبطة أساسا بطريقة العرض لهذه الأخبار ، أو بأسلوب التناول لأشلائنا ودمائنا التى تبعثرت فى كل واد.. فكيف يكون من مفهوم الحياد الموضوعى أو الطرح الإعلامى المتجرد هذا الإستفزاز الغبى الذى ينقله لنا بشكل مباشر بعض الأصنام والتماثيل التى لا تتفاعل إلا فى حدود الأسئلة المريبة المعدة سلفا..؟! أو تلك البرامج التى تفرد مساحات كبيرة لعرض وجهة نظر الأعداء بشكل مستفيض بحجة الرأى والرأى الآخر..! فهل مثل هذه البرامج التى لا تحترم مشاعرنا ولا تنظر للواقع بعين العدل والإنصاف يمكن وصفها بأنها حيادية أو متجردة..؟! فما المطلوب منا نحن معشر القتلى والثكلى.. أن نقتنع مثلا بسمو الهدف الذى يقتلنا من أجله شارون..! أو بصدق الأكاذيب التى ملأ الأمريكيون بها رؤسنا بعد مشاهدة مثل هذه البرامج الجائرة الغبية..؟! فما الحكمة من بث برنامج طويل كئيب يقدمه لنا صنم له خوار.. يبتسم وهو يطرح موضوعا مؤلما بشكل إستفزازى ، يتوجه فيه بالسؤال لعدو قاتل مغتصب يرى الأعمى يديه الملطخة بالدماء ، يسأله عن وجهة نظره ويرجوه أن يوضح للمشاهدين أهدافه التى من أجلها قتل أبنائهم وشرد نساءهم وخرب ديارهم.. ثم بعد ذلك يشكره بتواضع و مهنية عالية كأنما ينتمى هو لجنس القرود مثلا ، ويتوجه بعدها بحديثه إلى القتيل على الكرسى المقابل ، والذى قد غرس الضيف العزيز سكينه فى رأسه ، ليبدى وجهة نظره هو الآخر..!! فهل هذا ما يمكننا وصفه بالحياد الإعلامى..؟! حقيقة أصبحت مثل هذه البرامج باعثا على الغثيان والقرف.. ولا تحدث فى المشاهد الذى يملك حسا ووعيا إلا الحنق والغضب..
نحن بحاجة لإعلام يناقش قضايانا من منطلق أننا ضحايا مظلومون ، منتهكة أعراضنا ومغتصبة أراضينا.. ومن هذا المنطلق يكون الحوار وتكون الحرفية فى نقل الأخبار.. لم يعد لدينا شك أن مثل هذه البرامج الحوارية أو الإخبارية لا تخرج عن كونها جزء من توجهات محددة وأهداف معينة تضرب فى قواعد هذه الأمة.. فهل لنا أن ننتبه.. أم سنظل نتجرع الأوهام التى لم نفطم منها بعد..؟!
____________________________________
ملاحظة : جهاز الراديو الوحيد الذى بقى من مجزرة حديثة.. بعته بالأمس لجارنا الأصم..!
مفروس
كوكتيل غباء بالآيس كريم..!
لا أخفى عليكم إخوانى أننى أقدمت على تحطيم جهاز التلفزيون العتيق الذى أملكه عشرات المرات.. وحاولت مرارا كسر رقبة بعض مذيعى الأخبار المسموعة والمرئية.. بل تجرأت يوما وصرخت فى وجه أحد مقدمى البرامج الفضائية ، ولكن يبدو أنه تمادى فى إغاظتى وتجاهل صراخى حتى أصبت بالصمم..!
<o</o
عجيب أمر هذه المخلوقات الإعلامية التى أصبحت جزءا لا يتجزأ من كل أسرة فى كل بيت.. فهم معك فى الصباح والمساء ، على طاولة الطعام.. وفى الحمام.. وغرفة النوم.. وفى المكتب.. يحاصرونك.. ويفلقوا رأسك ويحرقوا دمك بنقل الأخبار التى تصلح لعكننة قارة بأكملها بحميرها وبغالها ، وهم على هيئتهم الهادئة الرصينة أصنام بلا إحساس.. بل قد يتمادى البعض فى قتل شعوره وإحساسه ليصيبنا بأشد أنواع أسلحة الغباء الشامل الفتاكة ، حين يحاول أن يكون طرفا محايدا فى قضايا لا يوجد فيها أطراف متنازعة من الأساس.. وإنما قتيل مذبوح وبجانبه على الأرض سكين ملوث بالدماء..! فنرى أحدهم فى أحد البرامج الحوارية أو الشرشحية وهو سعيد بأسئلته التى تملأ الأجواء نارا وبنزينا.. ليحترق الجميع ويموت المشاهد غيظا وكمدا.. ويخرج أصحاب العقول الغليظة وتلك المملوءة بالآيس كريم بنفس النتيجة تقريبا من هذا الوقت الذى ضاع وتلاشى.. وهى لا شئ..!
<o</o
المشكلة ليست فى فكرة عرض القضايا أو فى بث الأخبار التى تحترق لها أكبادنا ، بقدر ما هى مرتبطة أساسا بطريقة العرض لهذه الأخبار ، أو بأسلوب التناول لأشلائنا ودمائنا التى تبعثرت فى كل واد.. فكيف يكون من مفهوم الحياد الموضوعى أو الطرح الإعلامى المتجرد هذا الإستفزاز الغبى الذى ينقله لنا بشكل مباشر بعض الأصنام والتماثيل التى لا تتفاعل إلا فى حدود الأسئلة المريبة المعدة سلفا..؟! أو تلك البرامج التى تفرد مساحات كبيرة لعرض وجهة نظر الأعداء بشكل مستفيض بحجة الرأى والرأى الآخر..! فهل مثل هذه البرامج التى لا تحترم مشاعرنا ولا تنظر للواقع بعين العدل والإنصاف يمكن وصفها بأنها حيادية أو متجردة..؟! فما المطلوب منا نحن معشر القتلى والثكلى.. أن نقتنع مثلا بسمو الهدف الذى يقتلنا من أجله شارون..! أو بصدق الأكاذيب التى ملأ الأمريكيون بها رؤسنا بعد مشاهدة مثل هذه البرامج الجائرة الغبية..؟! فما الحكمة من بث برنامج طويل كئيب يقدمه لنا صنم له خوار.. يبتسم وهو يطرح موضوعا مؤلما بشكل إستفزازى ، يتوجه فيه بالسؤال لعدو قاتل مغتصب يرى الأعمى يديه الملطخة بالدماء ، يسأله عن وجهة نظره ويرجوه أن يوضح للمشاهدين أهدافه التى من أجلها قتل أبنائهم وشرد نساءهم وخرب ديارهم.. ثم بعد ذلك يشكره بتواضع و مهنية عالية كأنما ينتمى هو لجنس القرود مثلا ، ويتوجه بعدها بحديثه إلى القتيل على الكرسى المقابل ، والذى قد غرس الضيف العزيز سكينه فى رأسه ، ليبدى وجهة نظره هو الآخر..!! فهل هذا ما يمكننا وصفه بالحياد الإعلامى..؟! حقيقة أصبحت مثل هذه البرامج باعثا على الغثيان والقرف.. ولا تحدث فى المشاهد الذى يملك حسا ووعيا إلا الحنق والغضب..
نحن بحاجة لإعلام يناقش قضايانا من منطلق أننا ضحايا مظلومون ، منتهكة أعراضنا ومغتصبة أراضينا.. ومن هذا المنطلق يكون الحوار وتكون الحرفية فى نقل الأخبار.. لم يعد لدينا شك أن مثل هذه البرامج الحوارية أو الإخبارية لا تخرج عن كونها جزء من توجهات محددة وأهداف معينة تضرب فى قواعد هذه الأمة.. فهل لنا أن ننتبه.. أم سنظل نتجرع الأوهام التى لم نفطم منها بعد..؟!
____________________________________
ملاحظة : جهاز الراديو الوحيد الذى بقى من مجزرة حديثة.. بعته بالأمس لجارنا الأصم..!
مفروس
تعليق