السؤال الخامس:هل إيتاء الله لذا القرنين العلم يعنى أن كل ما يفعله أو يصفه ذو القرنين

[راجى عفوربه]

السؤال الخامس:هل إيتاء الله لذا القرنين العلم يعنى أن كل ما يفعله أو يصفه ذو القرنين هو بناءً على هذا العلم؟


يقول الله تعالى:إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً{84}افَأَتْبَعَ سَبَباً{85}


أولا: ماهو تمكين الله لذى القرنين؟وهل هو تمكين مطلق أم محدود؟
تمكين الله لذى القرنين هو تمكين محدود,تمكين له كمخلوق لله
لأداء ما كُلِفَ به من مهام,وهذا هو العدل الالهى فى التكليف
(البقرة)(o 286 o)(لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا َ)
فبقدر صعوبة مهمته أعطاه من القدرة التنفيذية ما يُعينه على مهمته


ثانيا:وأتيناه من كل شيئٍ سببا,فقد ورد فى التفاسير أن من معانى سبب
علما...وهو أحد تأويلات كلمة سبب..فهل أتاه العلم المطلق؟
بكل شيئ؟علم إحاطة فلا يخفى عليه شيئ؟فلا يخطىء على الاطلاق؟
يقول ابن كثير:وقد قال الله في حق بلقيس
{وأوتيت من كل شيء} أنه مما يؤتى مثلها من الملوك,
وهكذا ذو القرنين, يسر الله له الأسباب,
أي الطرق والوسائل إلى فتح الأقاليم والرساتيق والبلاد والأراضي
وكسر الأعداء وكبت ملوك الأرض وإذلال أهل الشرك
قد أوتي من كل شيء مما يحتاج إليه مثله سبباً


أضف الى هذا أن الآية تقول سببا ..والتنكير يعنى التبعيض
أى بعض العلم وليس كل العلم..والعلم المطلق هو لله وحده سبحانه
(البقرة)(o 255 o)(اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ
سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ
إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ
إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا
وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ)


وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاء
_________________
لايحيط الانسان بشيئ(جزء من علم الله)الا بإذن الله
فعلم الاحاطة ,والعلم الكامل الشامل بكل شيئ لايكون الا لله
وحده سبحانه وتعالى..أما علم المخلوق فنسبى وجزئى


وأتى على لسان ذو القرنين إقرارا بأن التمكين من الله محدود
(الكهف)(o 95 o)(قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ
فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا)


ما مكنه فيه الله..فهو ممكن فى شيئ أو أشياء محددة



الخلاصة:
تمكين الله لذى القرنين تمكين محدود ومحدد
لأداء ما كُلِف به من مهام,وليست قدرة مطلقة


إذا كان الله قد وهبه علما,فهوعلم محدود وليس
علما مطلقا بكل شيئ,لأن الذى له العلم المطلق
الشامل بكل شيئ هو الله


من يصطفيهم الله من عباده رسلا او انبياء اومن
عباده الصالحين,لايعنى اختياره لهم انهم صاروا الهه
أو أن الله قد أعطاهم كل علمه وعلم كل شيئ


اختيار الله لانسان ليكون رسولا او نبيا او عبدا صالحا
لايلغى عنده الاحساس والمشاعر البشرية,ولا يغير من
طبيعة عمل أجهزة الاحساس عينا وأذنا وانفا ولسانا
فترى عينه كما يرى بقية الناس وتحكم الرؤية لديه كل
الظواهر التى تحكم الرؤية لدى بقية البشر,من زاوية الرؤية
وانكسار الضوء,ومدى الاحاطة بالشيئ الذى يراه


وعلى هذا فما وجده ذوالقرنين بعينيه من غروب الشمس
لايتعلق بتعليم الهى وانما بما استقبلته حواسه كأنسان
وهو ما تستقبله عين اى انسان إذا تعرض لمشهدالغروب
وهو امام بحرا او محيطا من الماء.....ويبقى أن
مارآه هو حقيقى بالنسبة لإدراك عينيه,هذا ما استقبلته
والغروب الحقيقى لمن هو واقف على الارض إدراك بالإخبار
لا برؤية العين