شرح قصة نبينا عليه الصلاة والسلام

تقليص

عن الكاتب

تقليص

وليد المسلم مسلم اكتشف المزيد حول وليد المسلم
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 1 (0 أعضاء و 1 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • وليد المسلم
    مشرف عام

    • 11 يون, 2006
    • 762
    • مسلم

    شرح قصة نبينا عليه الصلاة والسلام

    شرح قصة نبينا عليه الصلاة والسلام


    مع زيد وزينب في قوله تعالى وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك
    زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه إلى
    قوله وكان أمر الله مفعولا
    هذه من القصص التي امتحن بها عوام هذه الأمة ومقلدوهم المجازفون المقتفون ما ليس
    لهم به علم
    والقصة بحمد الله أشهر وأظهر من أن يتقول فيها بزور أو يدلى بغرور والأولى أن نقدم ما
    صح من القصة ثم نرجع إلى شرح الآية
    والذي صح منها أن المرأة هي زينب بنت جحش بن أميمة بنت عبد المطلب جد رسول الله
    وأما بعلها فهو زيد بن حارثة مولى رسول الله ومعتقه وكان رسول الله قد رباه وتبناه وكان
    يسمى ابن رسول الله حتى أنزل الله تعالى وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم
    بأفواهكم فنفى البنوة بالدعوى وقال ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله الآية فلما أدرك
    زوجه رسول الله زينب المذكورة وبقي معها حتى أمر الله تعالى نبيه عليه السلام أن
    يتزوجها أو أخبره به كما سيأتي في شرح الآية إن شاء الله تعالى
    وما تقوله المنافقون والجهلة المجازفون من أن رسول الله رآها وأحبها وشغف بحبها حتى
    كان يضع يده على قلبه ويقول يا مقلب القلوب ثبت قلب نبيك ويدخل عليه زيد المسجد
    ويقول ادن مني يا زيد شوقا إليها إلى غير ذلك من هذيانات لا يرضاها صلحاء المسلمين
    لأنفسهم فكيف سيد المرسلين فكل ذلك باطل متقول
    وكذلك قولهم إنه عليه السلام رآها فأحبها تخرص وزور وكيف وقد تربت في حجر رسول الله
    حتى زوجها لزيد على أنه لو أحبها كما اختلقوه لم يدركه في ذلك اليوم لوم فإن الحب أمر
    ضروري لا يدخل تحت الكسب جاء عنه أنه قال اللهم إني عدلت فيما أملك فاغفر لي ما لا
    أملك يعني عدلت فيما أكسب فاغفر لي ما لا أكسب فلم يكره العقلاء الحب إلا لما يكون
    معه للمحبين من الطيش والميل والذكر بما لا ينبغي وطلب الظفر بالمحبوب على الوجوه
    الفاسدة
    وهذه الأمور كلها لا تليق بصلحاء المسلمين فكيف بسادات المرسلين المعصومين مما دون
    ذلك كما تقدم
    جاء في الأثر أن رسول الله مر برجل ينشد
    أقبلت فلاح لها ... عارضان كالسبج
    أدبرت فقلت لها ... والفؤاد في وهج
    هل علي ويحكما ... إن عشقت من حرج
    فقال له رسول الله لا حرج إن شاء الله معناه لا حرج عليك إن كنت تكتم وتصبر ولا تؤذي
    محبوبك بقول ولا بفعل ولا يشغلك حبه وذكره عما فرض عليك
    ومصداق هذا الشرح ما جاء عنه عليه السلام أنه قال من عشق وكتم وعف ومات مات
    شهيدا وسبب شهادته أن النفس الأمار ة بالسوء تحب الشهوة والتشفي بالفعل فيحاربها
    الورعون المتقون بالكتمان والعفاف حتى يقتلهم
    وعلى هذا مضت العادات وتناظرت الحكايات ولولا قصد الاختصار لأسمعتك في هذا الشأن
    أخبارا وأشعارا عن ظرفاء المحبين المتدينين وأهل الهمم من فتيان العرب فقد قيل إن قيس
    بن عامر تعرضته ليلى بأرض فلاة فقالت له ها أنا بغيتك ومثار فتنتك ليلى جئتك ولا رقيب
    ولا واسطة فاقض ما أنت قاض
    فقال لها بي منك ما شغلني عنك ثم سار وتركها فهذا من ظرفاء المحبين
    وآخر رأى غبار ذيل محبوبه فغشي عليه فهذا أظرف منه إلى غير
    ذلك وجاء في الأثر أن عليا كرم الله وجهه كانت له جارية تتصرف في أشغاله وكان بإزائه
    مسجد فيه قيم فكانت متى مرت به تلك الجارية قال لها أما إني أحبك فشق عليها ذلك
    فأخبرت عليا رضي الله عنه بذلك فقال لها إذا قال لك ذلك فقولي له وأنا أحبك فأيش تريد
    بعد هذا
    فلما مرت به قالت له ذلك فقال نصبر حتى يحكم الله بيننا فلما أخبرت عليا عليه السلام
    بما قال لها دعا به وقال له خذها إليك فقد حكم الله بينكما فهذا شأن الظرفاء والمتدينين
    من المحبين
    ومع هذا فالرسول عليه السلام أشرف وأسنى من أن يمتحن بمثل هذه النقيصة ومع ذلك
    فما صح أن رسول الله أحبها ولا شغف بها في كتاب ولا سنة سوى ما تخيله الجهلة وكل
    ما رووه في ذلك عن الصحابة فكذب وزور وجهل بمقتضى الآية ومنصب النبوة وتخرص من
    أهل النفاق وها أبين لك ذلك في سياق الآية إن شاء الله تعالى
    فصل
    قال الله تعالى وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله
    ذكر بعض المفسرين في أشبه الأقوال أن قوله تعالى وإذ تقول تنبيه من الله تعالى لنبيه
    على وجه العتاب في قوله لزيد أمسك عليك زوجك وأقول إنه تنبيه لنبيه ليتهيأ لفهم
    الخطاب من غير عتاب وهو الأظهر والأولى
    وبذا تناصرت الآيات كقوله تعالى إذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات وقوله وإذ قلنا للملائكة
    اسجدوا لآدم إلى غير ذلك من الآي
    وأما قوله تعالى أنعم الله عليه ففي هذا الخبر معجزة للرسول وكرامة لزيد لكنها من أعز
    الكرامات وأشرفها
    فأما المعجزة فهي من باب إخباره بالغيوب فتقع كما أخبر عنها وذلك أن الإنعام هاهنا إنما
    هو في أن وهبه الله تعالى إيمانا لا يفارقه إلى الممات إذ لو كان في معلوم الله تعالى أن
    يسلبه إياه عند الوفاة لم يسمه نعمة فإن ثمرة الإيمان إنما تجتنى في الآخرة وإيمان زائل
    لا ثمرة له في الآخرة ولا يسمى نعمة بل هو نقمة كإيمان بلعم بن باعورا وغيره من
    المخذولين المبدلين نعوذ بالله من بغتات سخطه
    فخرج من فحوى ذكر هذه النعمة أن زيدا يموت مؤمنا فكان ذلك وزيادة أنه مات أميرا شهيدا
    مقدما بين الصفين في يوم مؤتة كان قد قدمه رسول الله على الجيش في حديث يطول
    ذكره ثم قتل شهيدا فنزل الوحي على رسول الله فصعد المنب
    فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أخذ الراية زيد فأصيب إلى قوله لقد رفعوا لي في الجنة على
    أسرة من ذهب الحديث
    فهذه معجزة صحت له من باب الإخبار بالغيوب فوقعت بمحضر الأشهاد كما أخبر عنها وكما
    وقع نقيضها في قصة أبي لهب حيث أخبره ربه في قرآن يتلى أنه من أهل النار ومات كافرا
    فكان ذلك
    وأما كرامة زيد فبإعلام الله له في ضمن الآية بسلامة العاقبة كما ذكرناه
    وأما تصور العتاب إن صح في قوله أمسك عليك زوجك فقد يقع من باب ترك الأولى من
    المباحات كما تقدم وذلك أن الله تعالى أمره بزواجها أو أخبره به حيث قال له في آخر الآية
    وكان أمر الله مفعولا وسيأتي بيان ذلك الأمر عند فراغنا من شرح الآية إن شاء الله تعالى
    وأما سبب قوله له أمسكها فهو أن زيدا جاءه يتشكى له بها فقال يا رسول الله زينب
    تسبني وتستعلي علي وتعيرني وتفخر علي بشرفها إلى غير ذلك وأريد أن أطلقها
    فقد ربما كان الأولى أن يقول له مثلا أنت وشأنك أو ما يقرب من هذا من الأقوال أو يسكت
    عنه فلا يأمره ولا ينهاه لكونه قد أمره الله تعالى بتزويجها أو أخبر بذلك فقال له أمسكها
    والأظهر أنه قصد عليه السلام بهذه القولة خوف القالة من السفهاء أن يقولوا
    ما قالوه فيهلكوا بأذيته فتصح عليهم اللعنة في الدارين والعذاب الأليم بدليل الكتاب قال الله
    تعالى إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا
    وأيضا أنه لما سمع أن الله تعالى عاتب داوود في قوله أكفلنيها قال هو أمسكها وسقط
    العتاب
    وأما قوله واتق الله يعني في ذكرها بالقبح لغيبها في قوله تقول لي كذا وتفعل بي كذا
    وهي غائبة فنهاه عن الغيبة المنهي عنها شرعا بدليل أن قول زيد أطلقها كلام مباح ليس
    فيه حظر ولا كراهة في الشرع
    وأما قول الله عز وجل لنبيه وتخفي في نفسك ما الله مبديه يعني من تزويجها الذي أمرتك
    به أو أعلمتك به
    وأما قوله تعالى وتخشى الناس أي تخشى من قول الناس على حذف حرف الجر كأنه
    يقول تخشى من الناس أن يقولوا فيك فيأثموا ويهلكوا والله أحق أن تخشاه
    أي تخشى منه على الناس وللناس حتى يقع مرادي فيك وفي الناس إذ ليس احتياطك
    يغني عنهم من الله شيئا فلا عليك ممن قال ولا ممن أثم فأنا أعلم بما يقولون وبما
    أجازيهم كما قال تعالى له ليس لك من الأمر شيء و ليس عليك هداهم و إنك لا تهدي
    من أحببت إلى غير ذلك
    وأما أن يكون الرسول يخشى الناس من غير مراعاة لهذا القدر وما أشبهه فحاشا وكلا
    وكيف وقد قال تعالى بعد هذه الآية الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا
    الله فقد زكى الله تعالى أنبياؤه بإنهم أفردوه بالخشية فلو كان الرسول يخشى الناس لأجل
    الناس لتناقض الخبر والتناقض في خبر الله ورسوله محال
    وأما ما خاف أن يقوله الناس فيهلكوا فهو على خمسة أوجه
    أحدها ما جرت به عادات الجهلة المتكبرين على الموالي فيقولون كيف يسوغ له أن يعمد
    إلى كريمة من كرائمه وأقرب الناس إليه نسبا فيزوجها لعبده
    والثاني وهو أشد عليهم في الإنكار أن يقولوا كيف رضي أن يتزوجها بعد عبده
    الثالث أن يقولوا إنما حمله على ذلك حبه لها وشغفه بها
    الرابع قلة المراعاة لأمر الله وعدم التسليم لحكمه إذ لو كانوا يذعنون لأحكام الله تعالى
    ويسلمون له لم ينكروا شيئا مما فعله نبيهم
    الخامس وهو أصل لكل رذيلة وهو مراعاة التحسين والتقبيح وردهما إلى العقول القاصرة
    وما جرت به العادات وهو داء عضال نغلت به قلوب الجهلة الضالين ففندوا حكم الله تعالى
    واعترضوا لفعاله في خلقه
    وكان أول من سن هذه الداهية الدهياء إبليس حيث قال أأسجد لمن خلقت طينا و قال لم
    أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمأ مسنون و أنا خير منه و أرأيتك هذا الذي
    كرمت علي إلى غير ذلك من أقواله السخيفة فانظر رحمك الله إلى أهل هذه المذاهب
    الخسيسة بمن اقتدوا فيها وعلى من عولوا في اقتدائهم قاتلهم الله أنى يؤفكون
    ومما قيل في معنى قوله وتخشى الناس أنه يخشى الناس أن يقولوا كيف يحرم علينا
    أزواج البنين وهو مع ذلك يتزوج زوج ابنه فلأجل هذه الأقوال كانت خشيته على الناس إذ
    ليس منها واحدة إلا وهي تحمل إلى سجين فإنها كلها معارضة لقوله تعالى وما آتاكم
    الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا
    وقوله تعالى من يطع الرسول فقد أطاع الله
    وقوله تعالى قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله
    وقوله تعالى حيث أقسم بذاته المعظمة فقال فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر
    بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما
    فمن أجل هذه الآي وأمثالها خشي رسول الله
    أن يقع فيه الناس وقد وقعوا فيما ذكرناه وفيما هو أشد منه
    قال تعالى فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها الوطر هنا النكاح
    واعلم رحمك الله أن في هذه الآية فوائد جمة منها أن الله تعالى جعل فيها لزيد صيتا
    وشرفا خصه به عن جملة الصحابة رضي الله عنهم وذلك أنه لم يذكر في الكتاب منهم أحدا
    باسمه العلم إلا زيدا وسبب ذلك والله أعلم أن النبي كان قد تبناه قبل ذلك فكان يدعى
    بابن رسول الله حتى نزل عليه ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله
    فسمي بعد ذلك زيد بن حارثة فعوضه الله تعالى بأن سماه في كتابه باسمه العلم
    وهذه القولة ليست لي ولا يبلغ نظري إلى هذا القدر وإنما ذكرها الإمام أبو بكر بن العربي
    في بعض تواليفه ولا أعلم هل هي له أو لغيره ولأن من غاص عليها لغواص من باب
    الإشارة
    وقد يحتمل أن تخرج من باب الفقه وهو أن يكون تسمية زيد بالعلمية ليتبين في الآية ثبوت
    هذا الحكم ووقوعه في أبناء التبني إذ لو قال تعالى فلما قضى بعلها لم يعلم من البعل من
    مقتضى الآية
    ومنها أن الله تعالى سن لرسوله هذه السنة على
    رغم أنف المتكبرين فمن لام بعد هذه السنة أحدا في أن يزوج مثلا بنته لعبده أو يتزوج
    امرأة عبده من بعده فليفغر فوه بفهر يكسر قواضمه وخواضمه ويطرح في أمه الهاوية إذ
    ليس بعد رسول الله شارع ولا فوق شرفه شرف
    ومنها قوله تعالى لرسوله زوجناكها
    فأضاف تعالى تزويجها لنبيه إلى نفسه وما أضاف الله تعالى لنفسه شيئا إلا وشرف ذلك
    الشيء كما قال تعالى روحي و بيتي و جنتي و عذابي و ناقة الله و نار الله والكل مخلوق
    ومربوب ولكن الله اختص بالشرف الإضافي هذه المخلوقات
    وفي هذا التزويج شرف لرسول الله من كون تزويج الناس أجمع من عندهم وباختيارهم
    واجتهادهم وهذا التزويج بأمر الله على الخصوص واختياره وإكرامه لنبيه
    ومنها تشريف لزينب زوجه وذلك أن الله تعالى ما اختارها لنبيه حتى علم حصانتها ودينها
    وورعها وحفظ أدبها لمراعاة خلطة سيد المرسلين ولها أيضا على سائر نسائه في هذا
    التزويج مزية وإن كن كلهن
    مطهرات محفوظات وقد ذكرت هي ذلك لرسول الله فقالت له يا رسول الله أما إني لأدل
    عليك بثلاث لا يدل بها عليك واحدة من نسائك
    فقال وما هي
    فقالت إحداها أني أقرب إليك نسبا من جميع نسائك لأن جدي وجدك واحد
    والثانية أن الله تعالى زوجني إياك
    والثالثة أن كان السفير بيني وبينك جبريل عليه السلام
    فيا لها من حرة فلقد فخرت وصدقت مع أنها أغفلت رابعا يؤكد ثبوت هذه الثلاثة وهو كون
    قصتها مسطرة في قرآن يتلى إلى الأبد
    إذ لو كانت من خبر الواحد لاختلجتها الظنون
    ثم قال تعالى لكيلا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان
    أمر الله مفعولا
    علل الله عز وجل هذا التزويج ليعلم الناس أن من تبنى أحدا ثم تزوج امرأته من بعده فلا
    حرج عليه فإن من تبناه ليس كابنه الذي لصلبه
    قال تعالى في تحريم أزواج الأبناء للصلب وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم وقال وما جعل
    أدعياءكم أبناءكم فرفع الحرج بهاتين الآيتين في التبني ثم قال تعالى وكان أمر الله مفعولا
    الأمر هنا يحتمل الحقيقة والمجاز فإن كان الله أمره بتزويجها فيكون وكأن المأمور به مفعولا
    أي واقعا في معلوم الله تعالى ويسمى المأمور به أمر المناسبة بين الأمر والمأمور فإن
    الأمر من الله تعالى يستحيل أن يكون مفعولا لكونه يرجع لكلامه الأزلي وإن كان أمر بمعنى
    المراد على سبيل المجاز فيكون وكأن ما أخبرك الله تعالى به من المراد واقعا إذ ما أراد الله
    تعالى وقوعه فلا بد من وقوعه فتأمل رحمك الله هذه القصة العجيبة فإنها تتضمن خمس
    عشرة فائدة منها في جانب الرسول ستة
    إحداهما المعجزة في إخباره بالغيوب فوقعت كما أخبر عنها
    الثانية تواضعه أن زوج كريمته بعبده
    الثالثة انقياده لأمر الله في تزويجها بعبده
    الرابعة إثبات هذا التزويج سنة
    الخامسة قمع المتكبرين وإرغام أنوفهم في هذه السنة
    السادسة في الرد على من قال بتحسين العقل وتقبيحه
    والتي من جانب زيد أربع
    إحداها بشارة رسول الله له بسلامة عاقبته
    الثانية موته شهيدا بين الصفين
    الثالثة ما أخبر عنه أنه في الجنة
    الرابعة تسميته في الكتاب بالعلمية على الخصوص
    والتي في حق زينب رضي الله عنها خمس
    إحداها أن الله تعالى رضيها لنبيه أهلا
    الثانية أن صيرها أم المؤمنين
    الثالثة أن كان خطيبها جبريل عليه السلام
    الرابعة أن كان وليها رب العالمين
    الخامسة أن كانت قصتها قرآنا يتلى
    فهذه خمس عشر فائدة صحت في هذه القصة شاملة لرسول الله ولأمته سوى ما أغفله
    الخاطر
    والجهلة يخبطون عشواء الدجون
    فهذا ما من الله تعالى به من ثمرات النظر في هذه القصص الأربع في حق السادة القادة
    صلوات الله عليهم
    ونسأل الله تعالى مع هذا التحفظ على مناصبهم السنية ومناقبهم الرضية العفو عما وقع
    فيها من الخطأ والخطل بحوله وطوله
    فصل
    ولنذكر الآن ما وقع من بعض قصص الأنبياء عليهم السلام في القرآن وهي القصص التي
    اعترضها أهل الزيغ والإلحاد في أقوال الأنبياء عليهم السلام وأفعالهم بما من الله به والله
    المستعان
    وقد كنا نرتب الكلام فيها على ترتيب الزمان فنبدأ بقصة آدم عليه السلام ونختم بقصة نبينا
    لكنا قدمنا هذه القصص لتأكيد اعتراض السفلة عليها وشناعة طبعهم فيها كما تقدم
    فنذكر قصة آدم عليه السلام في أكله من الشجرة المنهي عنها
    وقصة نوح عليه السلام في قوله إن ابني من أهلي وفي دعائه على قومه
    وقصة إبراهيم عليه السلام في الثلاثة الأقوال التي عدها هو كذبات وفي الثلاثة الكواكب
    والأنوار وقصته عليه السلام في قوله رب أرني كيف تحيي الموتى
    وقصة عزير عليه السلام في قوله أنى يحيي هذه الله بعد موتها
    وقصة أيوب عليه السلام في محنته
    وقصة يونس عليه السلام ومغاضبته لقومه وفراره منهم ولومه وتوبته وقبول توبته
    وقصة موسى عليه السلام في قتل الكافر
    ثم نختم هذه القصص بقصة مريم عليها السلام في هزها الجذع وغلط من حط من مقامها
    من الجمع إلى الفرق في ذلك الوقت إن شاء الله تعالى
    وكذلك قصة إخوة يوسف عليه السلام والرد على من اعترض علينا فقال إنهم عندما واقعوا
    ما واقعوا مع أخيهم وأبيهم كانوا أنبياء والله المستعان

    من كتاب
    تنزيه الأنبياء

    عما نسب إليهم حثالة الأغبياء
    أبي الحسن علي بن أحمد السبتي الأموي
  • ام مــلاك
    0- عضو حديث
    • 6 ماي, 2007
    • 19

    #2
    بارك الله فيك , أخي وجزاك الله كل خير.

    تعليق

    مواضيع ذات صلة

    تقليص

    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
    ابتدأ بواسطة صلاح عامر, 5 مار, 2023, 03:34 م
    ردود 0
    31 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة صلاح عامر
    بواسطة صلاح عامر
    ابتدأ بواسطة صلاح عامر, 4 مار, 2023, 10:00 ص
    ردود 2
    39 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة صلاح عامر
    بواسطة صلاح عامر
    ابتدأ بواسطة صلاح عامر, 4 مار, 2023, 08:33 ص
    ردود 0
    74 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة صلاح عامر
    بواسطة صلاح عامر
    ابتدأ بواسطة mohamed faid, 16 فبر, 2023, 08:41 ص
    ردود 0
    173 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة mohamed faid
    بواسطة mohamed faid
    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 20 نوف, 2021, 03:50 ص
    ردود 0
    53 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
    بواسطة *اسلامي عزي*
    يعمل...