مرقس عزيز: ما بيْنَ " ندم رب المسيحية وحسرة رب الإسلام"
هل الرب يندم ؟؟؟
كان هذا تساؤلا توجه به احد المسلمين -علي حد قولهم- إلي القمص مرقس عزيز من اجل توضيح مجموعة من أعداد الكتاب المقدس التي ذكرت أن الرب يندم علي أفعاله...
وما كان من القمص مرقس عزيز سوي انه أوضح أن كلمة ندم تعني حزن حزنا شديدا وأنها لا تعني أن الرب يتراجع في أي شئ،
كما ذكر أن الأمر سوءا بسواء في القران الكريم واستشهد بالآية الكريمة
قال تعالى: (يَحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مّن رّسُولٍ إِلاّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ) [سورة: يس - الآية: 30]
موضحا أن حسرة رب الإسلام يوافقها ندم رب المسيحية..
وهذا رابط التسجيل الصوتي للقمص مرقس عزيز
وهذا رابط التسجيل الصوتي للقمص مرقس عزيز
ولكن هل هذا صحيح
؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وهل اعداد الكتاب المقدس التي تحدثت عن ندم الرب توافق الآية الكريمة التي تم ذكرها!!
؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وهل اعداد الكتاب المقدس التي تحدثت عن ندم الرب توافق الآية الكريمة التي تم ذكرها!!
إن هذا الأمر يلزمنا أن نرجع إلي الكتاب المقدس باحثين عن الأعداد التي تحدثت عن ندم الرب ، وسوف نركز في بحثنا البسيط هذا علي احد هذه الأعداد بشئ من التفصيل،،
خر 32:14 فندم الرب على الشر الذي قال انه يفعله بشعبه.
ولهذا العدد قصة قد توضح جيدا ما المعني الحقيقي لندم الرب وهل هو مجرد حزن علي البشرية أم حزن تولد من اكتشاف الرب انه اخطأ في قرار ما فعدل عن هذا القرار
- تبدأ القصة عندما ذهب موسي النبي عليه السلام إلي ميقات ربّه تاركا بني إسرائيل في يد هارون أخيه...وكما يروي لنا الكتاب المقدس أن بني إسرائيل رأوا أن موسي قد تأخر عليهم وطلبوا من هارون أن يصنع لهم إلها وقد وافق هارون علي هذا وقام بصنع عجلا مسبوكا من الذهب - الذي قد سبق وسرقوه من المصريين قبل خروجهم من ارض مصر بناءا علي توجيهات الرب - فعبدوه من دون الله عز وجل..مما اغضب الرب غضبا شديدا واخبر موسي انه قرر أن ينزل عليهم عذابا شديدا لما اقترفوه من إهانة عظيمة...........
ولكن هل تنتهي القصة عند هذا الحد؟؟
ترجمة الفانديك - سفر الخروج - العهد القديم - الكتاب المقدس
الإصحاح رقم 32
1 ولما رأى الشعب أن موسى أبطأ في النزول من الجبل اجتمع الشعب على هرون.وقالوا له قم اصنع لنا آلهة تسير أمامنا.لان هذا موسى الرجل الذي أصعدنا من ارض مصر لا نعلم ماذا أصابه.
2 فقال لهم هرون انزعوا أقراط الذهب التي في آذان نسائكم وبنيكم وبناتكم وأتوني بها.
3 فنزع كل الشعب أقراط الذهب التي في آذانهم وأتوا بها إلى هرون.
4 فاخذ ذلك من أيديهم وصوّره بالأزميل وصنعه عجلا مسبوكا.فقالوا هذه آلهتك يا إسرائيل التي أصعدتك من ارض مصر.
5 فلما نظر هرون بنى مذبحا أمامه.ونادى هرون وقال غدا عيد للرب.
6 فبكروا في الغد واصعدوا محرقات وقدموا ذبائح سلامة.وجلس الشعب للأكل والشرب ثم قاموا للّعب
7 فقال الرب لموسى اذهب انزل.لأنه قد فسد شعبك الذي أصعدته من ارض مصر.
8 زاغوا سريعا عن الطريق الذي أوصيتهم به.صنعوا لهم عجلا مسبوكا وسجدوا له وذبحوا له وقالوا هذه آلهتك يا إسرائيل التي أصعدتك من ارض مصر.
9 وقال الرب لموسى رأيت هذا الشعب وإذا هو شعب صلب الرقبة.
10 فالآن اتركني ليحمى غضبي عليهم وأفنيهم.فأصيّرك شعبا عظيما.
11 فتضرع موسى أمام الرب إلهه.وقال لماذا يا رب يحمى غضبك على شعبك الذي أخرجته من ارض مصر بقوّة عظيمة ويد شديدة.
12 لماذا يتكلم المصريون قائلين أخرجهم بخبث ليقتلهم في الجبال ويفنيهم عن وجه الأرض.ارجع عن حمو غضبك واندم على الشر بشعبك.
13 اذكر إبراهيم واسحق وإسرائيل عبيدك الذين حلفت لهم بنفسك وقلت لهم أكثر نسلكم كنجوم السماء وأعطي نسلكم كل هذه الأرض الذي تكلمت عنها فيملكونها إلى الأبد.
14 فندم الرب على الشر الذي قال انه يفعله بشعبه.
وكما رأينا - حسب رواية الكتاب المقدس- أن موسي النبي قد أوضح الأمر أمام الرب راجيا إياه عدم تنفيذ ما أراده من العذاب لبني إسرائيل وقد علل هذا بالخوف من ما سوف يقوله المصريون بعد ذلك علي الرب .. اخرجهم بخبث ليقتلهم في الجبال ويفنيهم عن وجه الارض !!!
كما ذكّر موسي الرب أيضا بوعده الذي أعطاه لبني إسرائيل قائلا له :
اذكر إبراهيم واسحق وإسرائيل عبيدك الذين حلفت لهم بنفسك وقلت لهم أكثر نسلكم كنجوم السماء وأعطي نسلكم كل هذه الأرض الذي تكلمت عنها فيملكونها إلى الأبد.
اذكر إبراهيم واسحق وإسرائيل عبيدك الذين حلفت لهم بنفسك وقلت لهم أكثر نسلكم كنجوم السماء وأعطي نسلكم كل هذه الأرض الذي تكلمت عنها فيملكونها إلى الأبد.
مما جعل الرب يعدل عن قراره ويمتنع عن تنفيذ حكم الإعدام- الذي سبق وان اتخذه - في بني إسرائيل..
وبعد،،، هل يستطيع القمص مرقس عزيز ان يقول ان ندم الرب هو حزن وفقط!! ام هو ندم حقيقي علي قرار اتخذه -ان جاز لنا التعبير وفقا للنصوص الكتابية- في لحظة غضب ثم عندما وضح له موسي الامر تراجع عن قراره ؟؟؟؟
اليس هذا ما تخبرنا به النصوص ؟؟؟
وتلك بعض ترجمات الكتاب المقدس التي تؤيد نفس الامر...
الترجمة اليسوعية
فعدل الرب عن الإساءة التي قال إنه ينزلها بشعبه. سفر الخروج 32:14
ترجمة الاخبار السارة
فعاد الرب عن السوء الذي قال إنه سينزله بشعبه. سفر الخروج 32:14
Amplified Bible
Then the Lord turned from the evil which He had thought to do to His people.
Basic English Translation
So the Lord let himself be turned from his purpose of sending punishment on his people.
The Message Translation
And God did think twice. He decided not to do the evil he had threatened against his people.
وكما نري استخدام لفظ turned الذي يعبر عن التراجع عن القيام بأمر سبق اتخاذ القرار بإتمامه ،
بالإضافة إلي استخدام تعبير God did think twice الذي يوضح أن الرب قد أعاد التفكير للمرة الثانية ثم قرر أن لا يعذب الشعب الذي كان قد قرر سابقا أن يعذبهم،،
كل ذلك يوضح أن ندم الرب ليس مجرد حزنا كما أراد القمص إيهام مستمعيه ،، وان الرب بالفعل قد تراجع عن قراره ولم يفعل الأمر الذي قال انه سوف يفعله وهو المعني الذي استنكره سيادة القمص .
بالإضافة إلي استخدام تعبير God did think twice الذي يوضح أن الرب قد أعاد التفكير للمرة الثانية ثم قرر أن لا يعذب الشعب الذي كان قد قرر سابقا أن يعذبهم،،
كل ذلك يوضح أن ندم الرب ليس مجرد حزنا كما أراد القمص إيهام مستمعيه ،، وان الرب بالفعل قد تراجع عن قراره ولم يفعل الأمر الذي قال انه سوف يفعله وهو المعني الذي استنكره سيادة القمص .
وقد تعدد ذكر نفس المعني في الكتاب المقدس في كثير من الأعداد نذكر منها :
يون 3:10 فلما رأى الله أعمالهم أنهم رجعوا عن طريقهم الرديئة ندم الله على الشر الذي تكلم أن يصنعه بهم فلم يصنعه
2صم 24:16 وبسط الملاك يده على أورشليم ليهلكها فندم الرب عن الشر وقال للملاك المهلك الشعب كفى.الآن رد يدك.وكان ملاك الرب عند بيدر ارونة اليبوسي.
1اخ 21:15 وأرسل الله ملاكا على أورشليم لإهلاكها وفيما هو يهلك رأى الرب فندم على الشر وقال للملاك المهلك كفى الآن رد يدك.وكان ملاك الرب واقفا عند بيدر أرنان اليبوسي
ار 26:19 هل قتلا قتله حزقيا ملك يهوذا وكل يهوذا.ألم يخف الرب وطلب وجه الرب فندم الرب عن الشر الذي تكلم به عليهم.فنحن عاملون شرا عظيما ضد أنفسنا
____________________________
وبعد أن أوضحنا معني الندم الوارد في الأعداد الكتابية....
هل نري ترادفا بينه وبين الحسرة المذكورة في الاية الكريمة ؟!!!
هل نري ترادفا بينه وبين الحسرة المذكورة في الاية الكريمة ؟!!!
بالتأكيدِ لا
لِسببيْنِ :
1- لأن الندَم في الكِتابِ المُقدّسِ لا يعني إلا التراجُع عن الأمر .كما بيّناه .!!
2- لأنّ المُصيبَةَ والطامّة : أن المنعوتَ بأنّهُ ندِمَ هو رب الأربابِ , رب الكِتابِ.!!
3- بينما الحسرةُ المذْكورةُ في القرآنِ هِيَ وصْفٌ لِحالِ العباد , وما يحِلٌّ عليْهِم - وليْسَت والعياذُ بالله حسرةُ في حقِّ اللهِ كما زعم الدجّال مرقس ..!!
2- لأنّ المُصيبَةَ والطامّة : أن المنعوتَ بأنّهُ ندِمَ هو رب الأربابِ , رب الكِتابِ.!!
3- بينما الحسرةُ المذْكورةُ في القرآنِ هِيَ وصْفٌ لِحالِ العباد , وما يحِلٌّ عليْهِم - وليْسَت والعياذُ بالله حسرةُ في حقِّ اللهِ كما زعم الدجّال مرقس ..!!
قال تعالى: (يَحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مّن رّسُولٍ إِلاّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ) [سورة: يس - الأية: 30]
الحسرَةُ إذا في هذه الآيةِ هي التي حطّت على العِبادِ ... وليْسَت في حقِّ الله ... بيْنما في الكِتابِ المقدس فإن رب الأرباب هو المنعوتُ بالندمِ على مافات .. بسبب قرار اتخذه , ثم صحح تفكير ربِّ الأربابِ احد مخلوقاتِهِ الضِّعاف , مما جعل هذا الرب يعدل عن هذا القرار نادما متأسفا على ما كان مُقْدِماً عليه كما رأينا في قصة الكتاب المقدس....!!
- وهذه ليست المرة الأولى التي يحاول فيها رجال الدين المسيحي رمْي دائِهِم على غيْرِهِم , مُحاوِلينَ إقناع أتباعهم بان النصوص التي قد تُرى غريبة علي الله عز وجل لها تفسيرات منطقية مقبولة , و أن لها شبيها إن لم يكن مماثلا في الإسلام .. وكل ذلك حتى تطمئن قلوبهم إلى ما لا تقبله عقولهم، ولن يهتدوا لهذا سبيلا ..!!
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعليق