القناعة في حياة المســــلمين

تقليص
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الشرقاوى
    حارس مؤسس

    • 9 يون, 2006
    • 5442
    • مدير نفسي
    • مسلم

    #1

    القناعة في حياة المســــلمين

    القناعة في حياة المســــلمين

    يحكى أن ثلاثة رجال ساروا في طريق فعثروا على كنز، واتفقوا على تقسيمه بينهم بالتساوي، وقبل أن يقوموا بذلك أحسوا بالجوع الشديد ، فأرسلوا أحدهم إلى المدينة ليحضر لهم طعامًا، وتواصوا بالكتمان ، حتى لا يطمع فيه غيرهم، وفي أثناء ذهاب الرجل لإحضار الطعام حدَّثته نفسه بالتخلص من صاحبيه ، وينفرد هو بالكنز وحده، فاشترى سمًّاً ووضعه في الطعام، وفي الوقت نفسه ، اتفق صاحباه على قتله عند عودته ؛ ليقتسما الكنز فيما بينهما فقط ، ولما عاد الرجل بالطعام المسموم قتله صاحباه ، ثم جلسا يأكلان الطعام ؛ فماتا من أثر السم.. وهكذا تكون نهاية الطامعين وعاقبة الطمع.


    *أُهْدِيَتْ إلى السيدة عائشة - رضي الله عنها- سلالا من عنب ، فأخذت تتصدق بها على الفقراء والمساكين ، وكانت جاريتها قد أخذت سلة من هذه السلال وأخفتها عنها ، وفي المساء أحضرتها ، فقالت لها السيدة عائشة - رضي الله عنها-: ما هذا؟
    فأجابت الجارية: إدخرتُه لنأكله. فقالت السيدة عائشة - رضي الله عنها-: أما يكفي عنقود أو عنقودان؟


    *ذهب الصحابي الجليل حكيم بن حزام إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسأله أن يعطيه من الأموال ، فأعطاه. ثم سأله مرة ثانية ، فأعطاه. ثم سأله مرة ثالثة ، فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم. ثم قال له مُعلِّمًا: (يا حكيم ، إن هذا المال خَضِرٌ حلو ( أي أن الإنسان يميل إلى المال كما يميل إلى الفاكهة الحلوة اللذيذة ) ، فمن أخذه بسخاوة نفس ( بغير سؤال ولا طمع ) بورك له فيه ، ومن أخذه بإسراف نفس لم يبَارَكْ له فيه ، وكان كالذي يأكل ولا يشبع ، واليد العليا ( التي تعطي ) خير من اليد السفلي ( التي تأخذ ). ( متفق عليه ).

    فعاهد حكيم النبي صلى الله عليه وسلم ألا يأخذ شيئًا من أحد أبدًا حتى يفارق الدنيا. فكان أبو بكر الصديق - رضي الله عنه- يطلبه ليعطيه نصيبه من المال ، فيرفض أن يقبل منه شيئًا ،
    وعندما تولى عمر - رضي الله عنه - الخلافة دعاه ليعطيه فرفض حكيم ، فقال عمر: يا معشر المسلمين ، أشهدكم على حكيم أني أعرض عليه حقه الذي قسمه الله له في هذا الفيء ( الغنيمة ) ، فيأبى أن يقبله.

    وهكذا ظلَّ حكيم قانعًا ، لا يتطلع إلى المال بعد نصيحة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، التي تعلَّم منها ألا يسأل أحدًا شيئًا ؛ حتى إنه كان يتنازل عن حقه ، ويعيش من عمله وجهده.


    *كان سلمان الفارسي - رضي الله عنه - والياً على إحدى المدن ، وكان راتبه خمسة آلاف درهم يتصدق بها جميعًا ، وكان يشتري خوصًا بدرهم ، فيصنع به آنية فيبيعها بثلاثة دراهم؛ فيتصدق بدرهم ، ويشتري طعامًا لأهله بدرهم، ودرهم يبقيه ليشتري به خوصًا جديدًا.

    ما هي القناعة؟


    القناعة هي الرضا بما قسم الله ، ولو كان قليلا ، وهي عدم التطلع إلى ما في أيدي الآخرين ، وهي علامة على صدق الإيمان.

    يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( قد أفلح من أسلم ، ورُزق كفافًا ، وقَنَّعه الله بما آتاه ) ( مسلم ).

    قناعة الرسول صلى الله عليه وسلم:

    كان صلى الله عليه وسلم يرضى بما عنده ، ولا يسأل أحدًا شيئًا ، ولا يتطلع إلى ما عند غيره ، فكان صلى الله عليه وسلم يعمل بالتجارة في مال السيدة خديجة - رضي الله عنها- فيربح كثيرًا من غير أن يطمع في هذا المال ، وكانت تُعْرَضُ عليه الأموال التي يغنمها المسلمون في المعارك ، فلا يأخذ منها شيئًا ، بل كان يوزعها على أصحابه.

    وكان صلى الله عليه وسلم ينام على الحصير، فرآه الصحابة وقد أثر الحصير في جنبه ، فأرادوا أن يعدوا له فراشًا لينًا يجلس عليه ؛ فقال لهم: ( ما لي وما للدنيا ، ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ، ثم راح وتركها )......( الترمذي وابن ماجه ).

    لا قناعة في فعل الخير:


    المسلم يقنع بما قسم الله له فيما يتعلق بالدنيا ، أما في عمل الخير والأعمال الصالحة فإنه يحرص دائمًا على المزيد من الخيرات ،
    مصداقًا لقوله تعالى: وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ 197- البقرة

    وقوله تعالى:

    وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ 133 - آل عمران

    فضل القناعة:

    الإنسان القانع يحبه الله ويحبه الناس ، والقناعة تحقق للإنسان خيرًا عظيمًا في الدنيا والآخرة ،

    ومن فضائل القناعة:

    القناعة سبب البركة:


    فهي كنز لا ينفد، وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أنها أفضل الغنى، فقال: ( ليس الغِنَى عن كثرة العَرَض ، ولكن الغنى غنى النفس ) ( متفق عليه ).


    وقال الله صلى الله عليه وسلم: ( من أصبح منكم آمنًا في سربه ، معافًى في جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا ) ( الترمذي وابن ماجه ).


    فالمسلم عندما يشعر بالقناعة والرضا بما

    قسمه الله له يكون غنيا عن الناس ، عزيزًا

    بينهم ، لا يذل لأحد منهم.

    أما طمع المرء ، ورغبته في الزيادة يجعله

    ذليلاً إلى الناس ، فاقدًا لعزته ، قال الله صلى

    الله عليه وسلم: ( وارْضَ بما قسم الله لك تكن

    أغنى الناس ) ( الترمذي وأحمد ).

    والإنسان الطماع لا يشبع أبدًا ، ويلح في سؤال الناس ، ولا يشعر ببركة في الرزق ، قال صلى الله عليه وسلم: ( لا تُلْحِفُوا ( تلحوا ) في المسألة ، فوالله لا يسألني أحد منكم شيئًا فتُخْرِجُ له مسألتُه مِنِّي شيئًا ، وأنا له كاره ، فيبارَكُ له فيما أعطيتُه ) ( مسلم والنسائي وأحمد ).

    وقال الله صلى الله عليه وسلم: ( اليد العليا خير من اليد السفلى ، وابدأ بمن تعول ، وخير الصدقة عن ظهر غنى ، ومن يستعففْ يعِفَّهُ الله ، ومن يستغنِ يغْنِهِ الله ) ( متفق عليه ).


    القناعة طريق الجنة:

    بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن المسلم القانع الذي لا يسأل الناس ثوابُه الجنة ، فقال: ( من يكفل لي أن لا يسأل الناس شيئًا وأتكفل له بالجنة؟ )، فقال ثوبان: أنا. فكان لا يسأل أحدًا شيئًا. ( أبو داود والترمذي وأحمد ).

    القناعة عزة للنفس:


    القناعة تجعل صاحبها حرًّا ؛ فلا يتسلط عليه الآخرون ، أما الطمع فيجعل صاحبه عبدًا للآخرين. وقد قال الإمام علي -رضي الله عنه-: الطمع رق مؤبد ( عبودية دائمة ).


    وقال أحد الحكماء: من أراد أن يعيش حرًّا أيام حياته ؛ فلا يسكن قلبَه الطمعُ.


    وقيل: عز من قنع ، وذل من طمع.


    وقيل: العبيد ثلاثة: عبد رِقّ، وعبد شهوة ، وعبد طمع.

    القناعة سبيل للراحة النفسية:


    المسلم القانع يعيش في راحة وأمن واطمئنان دائم ، أما الطماع فإنه يعيش مهمومًا ، ولا يستقر على حال.

    وفي الحديث القدسي: ( يابن آدم تفرغْ لعبادتي أملأ صدرك غِنًى، وأَسُدَّ فقرك. وإن لم تفعل ، ملأتُ صدرك شُغْلا ، ولم أسُدَّ فقرك) ( ابن ماجه ).


    وقال أحد الحكماء: سرور الدنيا أن تقنع بما رُزِقْتَ ، وغمها أن تغتم لما لم ترزق


    وصدق القائل:


    هـي القنـاعة لا تـــــرضى بهــا بـدلا
    فيهــا النـــعيـم وفيهــا راحـة البـدنِ
    انظـر لمـن ملــك الدنيـا بأجمــــعـها
    هـل راح منها بغيــر القطـن والكفـنِ
    الـ SHARKـاوي
    إستراتيجيتي في تجاهل السفهاء:
    ذبحهم بالتهميش، وإلغاء وجودهم المزعج على هذا الكوكب، بعدوى الأفكار،
    فالأفكار قبل الأشخاص، لأن الأفكار لها أجنحة، فأصيبهم بعدواها الجميلة. وهذا الواقع المظلم الذي نعيش سيتغير بالأفكار،
    فنحن في عصر التنوير والإعصار المعرفي، ولا بد للمريض أن يصح، ولا بد للجاهل أن يتعلم، ولا بد لمن لا يتغير، أن يجبره الواقع على التغير،
    ولا بد لمن تحكمه الأموات، الغائب عن الوعي، أن يستيقظ من نومة أهل الكهف أو يبقى نائما دون أثر، لا يحكم الأحياء!

عن الكاتب

تقليص

الشرقاوى مسلم اكتشف المزيد حول الشرقاوى

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة فارس عباد, 8 أبر, 2010, 03:36-ص
ردود 9
7,398 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة فارس عباد
بواسطة فارس عباد
ابتدأ بواسطة سيف الكلمة, 30 ينا, 2007, 06:56-م
ردود 10
4,819 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة سيف الكلمة
بواسطة سيف الكلمة
ابتدأ بواسطة وليد المسلم, 24 يون, 2006, 02:31-ص
رد 1
18,837 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة نصرة الإسلام
ابتدأ بواسطة محمد سني, 30 سبت, 2021, 03:20-ص
ردود 0
2,532 مشاهدات
1 رد فعل
آخر مشاركة محمد سني
بواسطة محمد سني
ابتدأ بواسطة الشرقاوى, 20 فبر, 2007, 10:53-م
رد 1
1,652 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة موحد بالله
بواسطة موحد بالله
ابتدأ بواسطة لا تسئلني من أنا, 7 أغس, 2012, 09:47-م
ردود 4
1,475 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة قلب ينبض بحب الله
ابتدأ بواسطة محمد سني, 20 نوف, 2020, 04:48-ص
ردود 20
1,993 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة الأندلسى
بواسطة الأندلسى
ابتدأ بواسطة ظل ظليل, 26 يول, 2009, 01:56-م
ردود 6
3,024 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة فارس الميـدان
ابتدأ بواسطة محمد24, 9 أكت, 2020, 06:10-م
ردود 0
76 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة محمد24
بواسطة محمد24
ابتدأ بواسطة الشرقاوى, 29 نوف, 2007, 07:57-م
ردود 4
5,249 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة solema
بواسطة solema
ابتدأ بواسطة فتى يسوع, 4 ينا, 2017, 10:02-م
ردود 5
1,412 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة فتى يسوع
بواسطة فتى يسوع
ابتدأ بواسطة عزام رائد, 20 أكت, 2012, 04:49-م
ردود 0
2,039 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة عزام رائد
بواسطة عزام رائد
ابتدأ بواسطة kasser crossess, 18 يول, 2011, 05:35-م
ردود 3
5,351 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة السهم الثاقب
ابتدأ بواسطة قلب ينبض بحب الله, 13 مار, 2014, 11:17-م
ردود 0
1,677 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة قلب ينبض بحب الله
ابتدأ بواسطة تلميذ ابن تيمية, 31 ينا, 2020, 08:55-م
ردود 2
1,849 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة تلميذ ابن تيمية

مواضيع من نفس المنتدى الحالي

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة kanrya, 16 ينا, 2011, 06:29-م
ردود 342
57,498 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة نصرة الإسلام
ابتدأ بواسطة العبادي محمد, 10 فبر, 2015, 12:04-ص
ردود 173
17,909 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة العبادي محمد
ثابت: صحح أقوالك
بواسطة ام مريم
ابتدأ بواسطة ام مريم, 2 ماي, 2007, 03:57-م
ردود 167
44,005 مشاهدات
1 رد فعل
آخر مشاركة عاشق طيبة
بواسطة عاشق طيبة
ابتدأ بواسطة رسالة حق, 30 أكت, 2006, 06:04-م
ردود 126
23,433 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة نصرة الإسلام
ابتدأ بواسطة محب المصطفى, 22 ينا, 2014, 07:44-م
ردود 117
13,827 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة محب المصطفى
بواسطة محب المصطفى
يعمل...