نصر بلا حرب 1999
نصر بلا حرب او 1999 هو العنوان للكتاب الذي كتبه رتشارد نيكسون عام 1988، وترجمه للعربية وقدم له المشير محمد عبد الحليم ابو غزالة، فصدرت طبعته الاولى عام 1988، والطبعة الثانية عام 1989 عن مركز الاهرام للترجمة والنشر - القاهرة، في 355 صفحة. فالمؤلف هو رئيس الولايات المتحدة الاسبق والذي طرد من البيت الابيض على اثر فضيحة "وترغيت"، اما المترجم فهو رئيس الاركان المصري.
وقال المشير ابو غزالة
انه كتاب جدير بالقراءة الجادة والمنسقة، وانه من المفيد للغاية ان يطلع عليه الذين يضعون سياسية بلادهم.
واضيف انه مهم جدا لمن لا يريد ان يخطئ في فهم السياسة الامريكية في العالم عموما وفي منطقتنا بشكل خاص.
فنكسون الذي ارتبط اسمه "بمبدأ نيكسون" القاضي - كما يقول الدكتور زهير شكر في كتابه "مبدأ كارتر" - بتخلي الولايات المتحدة عن التدخل المباشر في مختلف المشكلات الدولية وعن لعب دور الشرطي للامبريالية العالمية، يقول نيكسون في كتابه الذي بين يدينا ص 136 "وقد اساء الكثيرون فهم اعلان مبدأ نيكسون على انه قرار للولايات المتحدة للانسحاب للعزلة، تاركة دول اسيا وباقي دول العالم تدافع عن نفسها".
وقد صدر قانون سلطات الحرب الذي يشترط على الرئيس الامريكي ان يستشير الكونجرس قبل التدخل بقوات عسكرية في نزاع مسلح. وقد استخدم نيكسون الفيتو ضد هذا القانون.
اما مبدأ نيكسون كما يفهمه نيكسون الذي اصدره في عام 1969 ينص على انه ينبغي للولايات المتحدة الا تتدخل في أي نزاع في العالم الثالث بقواتها المسلحة مستقبلا ضد رجال حرب العصابات ما لم تتدخل قوة كبرى اخرى فيه. وتقدم امريكا مساعدات عسكرية واقتصادية بالكميات الكافية لهزيمة المتمردين. ونيكسون ابعد ما يكون على الدعوة لانكفاء امريكا لعلاج مشاكلها الداخلية، فهو يحتل الطليعة بين الكتاب والساسة الامريكيين الشوفينيين. بل انه يذكرني بقول الشاعر العربي الذي قال:
نحن قوم لا توسط بيننا لنا الصدر دون العالمين او القبر
فهو يرى ان الامة الامريكية "امة جعلت النصر في المعركة مرادفا لانتصار ما هو صواب... والكبرياء القومي الذي لا يتصلب من خلال كبرياء، ان الكبرياء الحقيقي لا يأتي من تفادي النزاع، بل من ان نكون في معمعته نحارب من اجل مبادئنا ومصالحنا واصدقائنا..." ص29. وقال قبل ذلك في ص28 ان السلام والحرية لا يمكن ان يستمرا في العالم اذا لم تقم الولايات المتحدة بدور دولي رئيسي... "لكن اذا فشلنا في قيادة العالم الحر، فلن يكون هنالك عالم حر لنقوده".
ورغم ان عنوان كتابه "نصر بلا حرب" مما قد يوحي ان تلك هي السياسة التي يرجوها نيكسون لبلاده "اعرق الديمقراطيات" كما يصفها هو، الا انه يعتبر من الصقور الامريكية سواء في سياسته الداخلية والخارجية اثناء ادارته او في كتابه هذا. يقول ص33 "ان السوفييت يسعون إلى نصر بدون حرب، وردنا هو لا يمكن ان يكون السلام بغير نصر.( وأي عنجهية اعلى من عنجهية من يصرخ لا سلام بغير نصر.
ويؤكد نيكسون في ص31 انه "في عالم الواقع، يتوافر لامة بالغة الصغر لديها ست دبابات او ستة ارهابيين وضعاء لديهم قنبلة صغيرة، قدر من القوة الحقيقية يزيد عما للجمعية العامة للامم المتحدة مجتمعة بكل أبهيتها الرفيعة في ايست ريفر".
هذا عن الشرعية الدولية، اما عن الشرعية المحلية فيقول ص72 "اكبر غلطة يرتكبها الرئيس الامريكي ان يتبع استطلاعات الرأي لا ان يقودها". وهو ليس ضد الديمقراطية فقط، بل هو ايضا ضد المؤسسات. وليس ادل على ذلك من قوله ص183 "وقد اتيح لي بوصفي رئيسا ان التقي بكثير من الافراد الاكفاء الذين كانوا يعملون في وزارة الخارجية، او وزارة الدفاع، او وكالة المخابرات المركزية. ولكني لا اذكر حالة واحدة تقدمت فيها هذا الاجهزة البيروقراطية بفكرة مبتكرة حقا بشأن قضية جوهرية. ولذا كان علينا ان نعد مبادراتنا في البيت الابيض"...
ويقول ايضا في ص187 واذا وقع الاختيار على وزير الخارجية، يجب ان يكون من الواضح انه يتفاوض لا بصفته عضوا في الوزارة، بل بصفته مبعوثا للرئيس.
كان نيكسون ولا يزال مع تكديس الاسلحة التقليدية والنووية، وقد سخر مرارا من الذين كانوا يتخوفون من خطورة التدمير المتبادل من خلال سباق التسلح، ويرى نيكسون انه لا بد من التفوق الامريكي بشكل ساحق، ويلاحظ انه لا بد من تطوير ست قدرات رئيسية حتى تكون امريكا قادرة على المنافسة الفعالة مع موسكو. وهذه القدرات الست هي القوة الايدلوجية والنشاط والحنكة الدبلوماسية،
ومثل لهذه الحنكة اشتراكه في الجهود الدبلوماسية لانهاء حرب (يوم الغفران) إلى توسيع الشقاق بين مصر والاتحاد السوفييتي، كما ادت إلى اتفاقيات كامب ديفيد في عهد الرئيس كارتر وإلى الانفصال السياسي التام بين مصر والاتحاد السوفييتي، واقامة علاقات سلام بين مصر و "اسرائيل".
والقدرة الثالثة هي المعونة الاقتصادية كجزء من النفقات الامريكية لحفظ الامن القومي الامريكي. والقدرة الرابعة التي يجب تطويرها هي المساعدات العسكرية. وينتقد نيكسون في هذا المجال الذين يرون "انه امر غير اخلاقي ان نقدم السلاح إلى شعوب منغمسة في صراعات بعيدة لانه بمثابة اضافة الوقود إلى النار" ص120.
ويرى نيكسون ان القدرة الخامسة التي يجب تطويرها هي العمليات السرية،
وفي هذا المجال ثمن عاليا الدعم السري من قبل حكومة ايزنهاور لمساعدة الشاه في تولي السلطة في ايران عام 1953.
يتبع
نصر بلا حرب او 1999 هو العنوان للكتاب الذي كتبه رتشارد نيكسون عام 1988، وترجمه للعربية وقدم له المشير محمد عبد الحليم ابو غزالة، فصدرت طبعته الاولى عام 1988، والطبعة الثانية عام 1989 عن مركز الاهرام للترجمة والنشر - القاهرة، في 355 صفحة. فالمؤلف هو رئيس الولايات المتحدة الاسبق والذي طرد من البيت الابيض على اثر فضيحة "وترغيت"، اما المترجم فهو رئيس الاركان المصري.
وقال المشير ابو غزالة
انه كتاب جدير بالقراءة الجادة والمنسقة، وانه من المفيد للغاية ان يطلع عليه الذين يضعون سياسية بلادهم.
واضيف انه مهم جدا لمن لا يريد ان يخطئ في فهم السياسة الامريكية في العالم عموما وفي منطقتنا بشكل خاص.
فنكسون الذي ارتبط اسمه "بمبدأ نيكسون" القاضي - كما يقول الدكتور زهير شكر في كتابه "مبدأ كارتر" - بتخلي الولايات المتحدة عن التدخل المباشر في مختلف المشكلات الدولية وعن لعب دور الشرطي للامبريالية العالمية، يقول نيكسون في كتابه الذي بين يدينا ص 136 "وقد اساء الكثيرون فهم اعلان مبدأ نيكسون على انه قرار للولايات المتحدة للانسحاب للعزلة، تاركة دول اسيا وباقي دول العالم تدافع عن نفسها".
وقد صدر قانون سلطات الحرب الذي يشترط على الرئيس الامريكي ان يستشير الكونجرس قبل التدخل بقوات عسكرية في نزاع مسلح. وقد استخدم نيكسون الفيتو ضد هذا القانون.
اما مبدأ نيكسون كما يفهمه نيكسون الذي اصدره في عام 1969 ينص على انه ينبغي للولايات المتحدة الا تتدخل في أي نزاع في العالم الثالث بقواتها المسلحة مستقبلا ضد رجال حرب العصابات ما لم تتدخل قوة كبرى اخرى فيه. وتقدم امريكا مساعدات عسكرية واقتصادية بالكميات الكافية لهزيمة المتمردين. ونيكسون ابعد ما يكون على الدعوة لانكفاء امريكا لعلاج مشاكلها الداخلية، فهو يحتل الطليعة بين الكتاب والساسة الامريكيين الشوفينيين. بل انه يذكرني بقول الشاعر العربي الذي قال:
نحن قوم لا توسط بيننا لنا الصدر دون العالمين او القبر
فهو يرى ان الامة الامريكية "امة جعلت النصر في المعركة مرادفا لانتصار ما هو صواب... والكبرياء القومي الذي لا يتصلب من خلال كبرياء، ان الكبرياء الحقيقي لا يأتي من تفادي النزاع، بل من ان نكون في معمعته نحارب من اجل مبادئنا ومصالحنا واصدقائنا..." ص29. وقال قبل ذلك في ص28 ان السلام والحرية لا يمكن ان يستمرا في العالم اذا لم تقم الولايات المتحدة بدور دولي رئيسي... "لكن اذا فشلنا في قيادة العالم الحر، فلن يكون هنالك عالم حر لنقوده".
ورغم ان عنوان كتابه "نصر بلا حرب" مما قد يوحي ان تلك هي السياسة التي يرجوها نيكسون لبلاده "اعرق الديمقراطيات" كما يصفها هو، الا انه يعتبر من الصقور الامريكية سواء في سياسته الداخلية والخارجية اثناء ادارته او في كتابه هذا. يقول ص33 "ان السوفييت يسعون إلى نصر بدون حرب، وردنا هو لا يمكن ان يكون السلام بغير نصر.( وأي عنجهية اعلى من عنجهية من يصرخ لا سلام بغير نصر.
ويؤكد نيكسون في ص31 انه "في عالم الواقع، يتوافر لامة بالغة الصغر لديها ست دبابات او ستة ارهابيين وضعاء لديهم قنبلة صغيرة، قدر من القوة الحقيقية يزيد عما للجمعية العامة للامم المتحدة مجتمعة بكل أبهيتها الرفيعة في ايست ريفر".
هذا عن الشرعية الدولية، اما عن الشرعية المحلية فيقول ص72 "اكبر غلطة يرتكبها الرئيس الامريكي ان يتبع استطلاعات الرأي لا ان يقودها". وهو ليس ضد الديمقراطية فقط، بل هو ايضا ضد المؤسسات. وليس ادل على ذلك من قوله ص183 "وقد اتيح لي بوصفي رئيسا ان التقي بكثير من الافراد الاكفاء الذين كانوا يعملون في وزارة الخارجية، او وزارة الدفاع، او وكالة المخابرات المركزية. ولكني لا اذكر حالة واحدة تقدمت فيها هذا الاجهزة البيروقراطية بفكرة مبتكرة حقا بشأن قضية جوهرية. ولذا كان علينا ان نعد مبادراتنا في البيت الابيض"...
ويقول ايضا في ص187 واذا وقع الاختيار على وزير الخارجية، يجب ان يكون من الواضح انه يتفاوض لا بصفته عضوا في الوزارة، بل بصفته مبعوثا للرئيس.
كان نيكسون ولا يزال مع تكديس الاسلحة التقليدية والنووية، وقد سخر مرارا من الذين كانوا يتخوفون من خطورة التدمير المتبادل من خلال سباق التسلح، ويرى نيكسون انه لا بد من التفوق الامريكي بشكل ساحق، ويلاحظ انه لا بد من تطوير ست قدرات رئيسية حتى تكون امريكا قادرة على المنافسة الفعالة مع موسكو. وهذه القدرات الست هي القوة الايدلوجية والنشاط والحنكة الدبلوماسية،
ومثل لهذه الحنكة اشتراكه في الجهود الدبلوماسية لانهاء حرب (يوم الغفران) إلى توسيع الشقاق بين مصر والاتحاد السوفييتي، كما ادت إلى اتفاقيات كامب ديفيد في عهد الرئيس كارتر وإلى الانفصال السياسي التام بين مصر والاتحاد السوفييتي، واقامة علاقات سلام بين مصر و "اسرائيل".
والقدرة الثالثة هي المعونة الاقتصادية كجزء من النفقات الامريكية لحفظ الامن القومي الامريكي. والقدرة الرابعة التي يجب تطويرها هي المساعدات العسكرية. وينتقد نيكسون في هذا المجال الذين يرون "انه امر غير اخلاقي ان نقدم السلاح إلى شعوب منغمسة في صراعات بعيدة لانه بمثابة اضافة الوقود إلى النار" ص120.
ويرى نيكسون ان القدرة الخامسة التي يجب تطويرها هي العمليات السرية،
وفي هذا المجال ثمن عاليا الدعم السري من قبل حكومة ايزنهاور لمساعدة الشاه في تولي السلطة في ايران عام 1953.
يتبع
تعليق