ما بين التطويبات والأسلام
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله
يفتخر النصاري بما جاء في انجيل متى الاصحاح الخامس على لسان المسيح من تطويبات شهيره باسم موعظة الجبل , ودائما ما يذكرون ان ما جاء في الاناجيل هو قمة الروحانية وانه لا يدانيه تعليم في الاسلام , وأردت في ايجاز ان ابين مدى ما تمتليء به نصوص القرآن والسنه من روحانية عالية .
النص الاول (متي 3:5)
3 طوبى للمساكين بالروح.لان لهم ملكوت السموات.
شرح مختصر من تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي " ما هي "المسكنة بالروح" إلا حياة التواضع، خلالها يدرك الإنسان أنه بدون الله يكون كلا شيء، فينفتح قلبه بانسحاق لينعم ببركاته ."
الحث على التواضع والذل والخشوع الى الله دعوةُ الاسلام
اولا: ذكر عدم محبة الله لكل مختال فخور
وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ [لقمان : 18]
ثانيا ذكر صفة عباد الله
وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً [الفرقان : 63]
شرح مختصر للاية من تفسير العلامه عبد الرحمن السعدي
العبودية لله نوعان: عبودية لربوبيته فهذه يشترك فيها سائر الخلق مسلمهم وكافرهم، برهم وفاجرهم، فكلهم عبيد لله مربوبون مدبرون { إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ إِلا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا } وعبودية لألوهيته وعبادته ورحمته وهي عبودية أنبيائه وأوليائه وهي المراد هنا ولهذا أضافها إلى اسمه " الرحمن " إشارة إلى أنهم إنما وصلوا إلى هذه الحال بسبب رحمته، فذكر أن صفاتهم أكمل الصفات ونعوتهم أفضل النعوت، فوصفهم بأنهم { يَمْشُونَ عَلَى الأرْضِ هَوْنًا } أي: ساكنين متواضعين لله والخلق فهذا وصف لهم بالوقار والسكينة والتواضع لله ولعباده
ثالثا: الحث علي الخشوع في القرآن
أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ [الحديد : 16]
وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّعَلَى الْخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُوا رَبِّهِمْوَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ [البقرة : 45-46]
وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّعَلَى الْخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُوا رَبِّهِمْوَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ [البقرة : 45-46]
رابعا: جزاء الخاشعين والخاشعات
إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً [الأحزاب : 35]
كلام رائع لابن القيم رحمه الله :
ليس شيء أحب إلى الله تعالى منهذه الكسرة و الخضوع و التذلل ، و الإخبات و الانطراح بين يديه سبحانه ، والاستسلام له ، فما أقرب الجبر من هذا القلب المكسور !! و ما أدنى النصر و الرحمة والرزق منه!!.و أحب القلوب إلى الله سبحانه: قلب قد تمكنت منه هذه الكسرة ، و ملكتههذه الذلة!!. و هذه الذله و الكسرة الخاصة ، تدخله على الله تعالى ، و ترميه علىطريق المحبة ، فيفتح له منها باب لا يُفتح له من غير هذه الطريق ، و إنْ كانت سائرالأعمال و الطاعات تفتح للعبد أبواباً من المحبة، لكن الذي يُفتح منها من طريق الذلو الأنكسار و الافتقار وازدراء النفس ، و رؤيتها (أي بالنسبة لحق الله تعالى) بعينالضعف و العجز و العيب و النقص و الذم ، نوعٌ آخر و فتحٌ آخر ، و السالك بهذهالطريق غريبٌ عن الناس ، و هم في وادٍ و هو في وادٍ ، فالله المستعان و هو خيرالغافرين) ( كتاب تهذيب مدارج السالكين لابن القيم)
______________________________
النص الثاني (متي 4:5)
4 طوبى للحزانى.لانهم يتعزون.
شرح مختصر من تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي " الإنسان المتواضع ينطلق بالروح القدس إلى "الحزن الروحي"، حيث يدرك خطاياه ويشعر بثقلها مقدّمًا التوبة الصادقة. إنه يتلمّس أيضًا الضعف البشري فيحزن من كل نفس ساقطة.
وإن كان السيّد بلا خطيّة، لكنّه انطلق بنا أيضًا إلى هذا الباب "الحزن الروحي"، فكان في لقائه مع الأشرار، "حزينًا على غلاظة قلوبهم" (مر 3: 5). وعند دخوله أورشليم بكى من أجل قسوة قلوبهم. وهكذا وُجد السيّد باكيًا، لكنّه لم يوجد قط ضاحكًا! حقًا لقد كان بشوشًا يسكب سلامه على الآخرين، لا يعرف العبوسة، لكنّه لم يُوجد قط ضاحكًا. "
الحث على الندم والتوبة في الاسلام ، حزن الرسول على الكافرين
اولا: ذكر ارادة الله للتوبه علي العباد
وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً [النساء : 27]
ثانيا: الحث علي التوبة
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [التحريم : 8]
ثالثا: ذكر فائده للتوبه والاستغفار
وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ [هود : 52]
رابعا : ذكر حزن الرسول الشديد علي من لم يؤمن من الكافرين
فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً [الكهف : 6]
شرح مختصر للاية من تفسير الامام بن كثير
يقول تعالى مسليًا رسوله صلى الله عليه وسلم (1) في حزنه على المشركين، لتركهم الإيمان وبعدهم عنه، كما قال تعالى: { فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ } [فاطر:8]، وقال { وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ } [النحل:127]، وقال { لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ } [الشعراء:3] (2) (3)
باخع: أي مهلك نفسك بحزنك عليهم؛ ولهذا قال { فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ } يعني: القرآن { أَسَفًا } يقول: لا تهلك نفسك أسفًا.
خامسا: الرحمه بعد الحزن
عن عائشة رضي الله عنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم : هل أتى عليك يوم أشد من يوم أحد ؟ قال ( لقد لقيت من قومك ما لقيت ، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة ، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال ، فلم يجبني إلى ما أردت ، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي ، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب ، فرفعت رأسي ، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني ، فنظرت فإذا فيها جبريل ، فناداني فقال : إن الله قد سمع قول قومك لك ، وما ردوا عليك ، وقد بعث الله إليك ملك الجبال ، لتأمره بما شئت فيهم ، فناداني ملك الجبال ، فسلم علي ، ثم قال : يا محمد ، فقال : ذلك فيما شئت ، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ، لا يشرك به شيئاً ) رواه البخاري .
النص الثالث (متي 5:5)
5 طوبى للودعاء.لانهم يرثون الارض.
شرح مختصر من تفسير القمص أنطيوس فكري "الودعاءهم ذوى القلوب المتسعة البسيطة التى تحتمل إساءات الآخرين، ولاتقاوم الشر بالشر ،هم الذين فى ثقة فى مسيحهم يقابلون من يعاديهم بإبتسامة وديعة،لاتربكهم إساءات الآخرين فيفقدوا سلامهم، ليس عن ضعف فالمسيح القوى كان وديعا ."
الحث على العفو عن الآخرين في القرآن والسنه
اولا: ذكر ارادة الله العفو
إِن تُبْدُواْ خَيْراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوَءٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوّاً قَدِيراً [النساء : 149]
ثانيا: ذكر العفو عن الآخرين
فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ [آل عمران : 159]
وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [النور : 22]
وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [النور : 22]
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [التغابن : 14]
ثالثا: الحث علي صلة الرحم وان صحبها أذي
قال النبي صلى الله عليه وسلم((ليس الواصل بالمكافيء ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها))رواه البخاري
رابعا : ذكر أن العفو من صفات المتقين
وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) [ال عمران: 133 ، 134]
النص الرابع (متى 6:5)
6 طوبى للجياع والعطاش الى البر.لانهم يشبعون.
الحث على البر والخير شريعةُ الإسْلام ودعوة الأنبياء
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ [المجادلة : 9]
وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [البقرة : 148]
وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [البقرة : 148]
وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [آل عمران : 104]
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [الحج : 77]
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [الحج : 77]
وان كان المقصود حب الله فمن صفات المؤمنين حب الله
وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ [البقرة : 165]
النص الخامس (متي 7:5)
7 طوبى للرحماء.لانهم يرحمون.
الحث على الرحمه في الاسلام
اولا: ذكر ان الله هو الرحمن الرحيم
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ [الفاتحة : 1]
ثانيا : ذكر ان ما في الارض من رحمه هو جزء من مائة جزء
((جعل الله الرحمة مائة جزء، أنزل في الأرض جزءاً واحداً، فمن ذلك الجزء تتراحم الخلائق حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه)).
ثالثا : ذكر أن رحمه الله وسِعت كل شيء
رَبَّنَا وَسِعْتَ كُـلَّ شَىْء رَّحْمَةً وَعِلْماً فَٱغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُواْ وَٱتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ[غافر:7]
رابعا: ذكر أن رحمة الله غلبت غضبه
وفي الحديث القدسي: ((إن رحمتي تغلب غضبي)) مخرَّج في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
خامسا: ذكر أن الرسول جاء رحمة للعالمين
وَمَا أَرْسَلْنَـٰكَ إِلاَّ رَحْمَةً لّلْعَـٰلَمِينَ [الأنبياء:107]
سادسا : ذكر أن الرسول أمر بالرحمه
عن النبي أنه قال: ((لن تؤمنوا حتى تراحموا))، قالوا: يا رسول الله، كلنا رحيم، قال: ((إنه ليس برحمة أحدكم صاحبه، ولكنها رحمة العامة))رواه الطبراني ورجاله ثقات.
قال رسول الله: ((لا يرحم الله من لا يرحم الناس)) متفق عليه
قال رسول الله: ((لا يرحم الله من لا يرحم الناس)) متفق عليه
ففي الحديث الصحيح: ((الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)) رواه أبو داود والترمذي.
النص السادس:(متي 8:5) 8 طوبى للانقياء القلب.لانهم يعاينون الله.
ذكر القلب النقي في الاسلام وصفاته
اولا: ذكر أن الله ينظر الي القلوب
قوله صلي الله عليه وسلم) إن الله لا ينظر إلى أجسادكم و لا إلى ثيابكم و لكن ينظر إلى قلوبكم(
ثانيا: ذكر الرسول صلي الله عليه وسلم ان الجسد لا يصلح الا بصلاح القلب والمقصود بالجسد عمل الانسان (عمل الجوارح)
قوله صلي الله عليه وسلم (ألا و إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله إلا و هي القلب)
ثالثا: ذكر أن من صفات المتقين صلاح القلب وان جزائهم الجنة
(30) وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (33) [ق:30_33 ]
شرح مختصر للعلامة السعدي
{ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ } أي: وصفه الإنابة إلى مولاه، وانجذاب دواعيه إلى مراضيه، ويقال لهؤلاء الأتقياء الأبرار
رابعا: ذكر أنه لا ينفع يوم القيامة الا من أتي الله بقلب سليم
وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87) يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89) [الشعراء : 87_89]
شرح مختصر لابن القيم
صفات القلب السليم فقال " القلب السليم الذي ينجو من عذابالله، هو القلب الذي قد سلم من هذا وهذا، فهو القلب الذي قد سلم لربه،وسلم لأمره ولم تبق فيه منازعة لأمره، ولا معارضة لخبره، فهو سليم مما سوىالله وأمره، لا يريد إلا الله، ولا يفعل إلا ما أمره الله ، فالله وحدهغايته"
خامسا: ذكر أن المؤمنين من وجلت قلوبهم
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ [الأنفال : 2]
شرح مختصر للعلامة السعدي
{ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ } أي: خافت ورهبت، فأوجبت لهم خشية اللّه تعالى الانكفاف عن المحارم، فإن خوف اللّه تعالى أكبر علاماته أن يحجز صاحبه عن الذنوب.
النص السابع:(متي 9:5) 9 طوبى لصانعي السلام.لانهم ابناء الله يدعون.
ذكر حث الاسلام علي السلام
اولا: ذكر أن اسم الدين من السلام .
إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ [آل عمران : 19]
ثانيا: ذكر أن تحية الاسلام السلام
عن ابن عمر قال : ( جاء رجل فسلم فقال السلام عليكمفقال النبي صلى الله عليه و سلم عشر . فجاءه آخر فقال السلام عليكم و رحمةالله . فقال النبي صلى الله عليه و سلم عشرون . فجاء فسلم فقال السلامعليكم و رحمة الله و بركاته . فقال ثلاثون . يقول ثلاثون حسنة)
ثالثا: ذكر أن السلام من أسماء الله الحسني
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ [الحشر : 23]
رابعا: ذكر تسمية الجنة دار السلام
لَهُمْ دَارُ السَّلاَمِ عِندَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [الأنعام : 127]
وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ [يونس : 25]
وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ [يونس : 25]
رابعا: ذكر أن الله جعل السلام جزاء علي رضوانه
يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ [المائدة : 16]
خامسا : ذكر حث القرآن علي السلام
وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [الأنفال : 61]
النص الثامن والتاسع :(متي 10:5_11) 10 طوبى للمطرودين من اجل البر.لان لهم ملكوت السموات. 11 طوبى لكم اذا عيّروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من اجلي كاذبين.
حث الاسلام علي تحمل الاذي في سبيل الله
أولا: ذكر تحمل الرسول الاذي
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواهأحمد والترمذيعنأنس: (لقدأوذيت في الله وما يؤذى أحد -من أجل الله، من أجل الولاية في الله؛ لأنيأوالي الله- وأخفت في الله وما يخاف أحد -لا أحد أوذي مثلما أوذي الرسولصلى الله عليه وسلم- ولقد أتت عليَّ ثلاثون من بين يومٍ وليلة، ومالي ولـبلالطعامٌ يأكله ذو كبدٍ إلا شيءٌ يواريه إبطبلال )
قال (صلى الله عليه وآله وسلم): (ما أوذي نبي مثل ما أوذيت)
قال (صلى الله عليه وآله وسلم): (ما أوذي نبي مثل ما أوذيت)
شرح مختصر للشيخ محمد صالح المنجد
شيء يسير جداً، خلال ثلاثين يوماً والرسول صلى اللهعليه وسلم لا يجد طعاماً، من أجل ولاية الله حوصر الصحابة في الشعب، كانأحدهم يأكل جلد بعيرٍ قديم قد ارتد رشاش بوله عليه يأخذه فينقعه في الماءيغسله فيأكله، أكلوا أوراق الشجر حتى تقرحت أفواههم وشفاههم.. لماذا؟ منأجل ماذا؟ من أجل أي شيء؟ من أجل ولاية الله سبحانه وتعالى.
ثانيا : ذكر الحث علي الجهاد والبذل في سبيل الله
وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ [الحج : 78]
وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ [آل عمران : 169]
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَـئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [البقرة : 218]
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ [الحجرات : 15]
لَـكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [التوبة : 88]
وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ [آل عمران : 169]
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَـئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [البقرة : 218]
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ [الحجرات : 15]
لَـكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [التوبة : 88]
ولا أظن أن هناك ما هو أعلي في البذل من هذه الصور من الشهاده وتحمل الاذي ...وأسال الله عز وجل أن أكون وفقت في هذا العرض الموجز
تعليق