مقدمة
يعتبر تحقق النّبوءات نقاشاً شعبيّاً يعتمد عليه المدافعون عن الكتاب المقدس في محاولة إثبات مصدره الإلهي. فهم يدّعون أن الكتاب المقدس مليء بالأحداث المسجّلة التي تنبأ بها الأنبياء قبل حدوثها بسنوات أو حتّى قرون. و يقولون باستحالة شرح تحقق هذه التّنبّؤات و أن هذا يقودنا للاستنتاج أن الرّوح القدس مكّن الأنبياء الّذين تلفظوا بها أن يروا المستقبل . فهم يرون في تحقيق النّبوءة دليلاً على تدخل اللّه المباشر في كتابة الكتاب المقدّس.
عيب بسيط جدًّا في مبدأ تحقيق النبوءة هو أن الّذي يتنبّأ بالمستقبل لا يثبت بالضّرورة التّوجيه الإلهيّ . لقد وجد الوسطاء في كلّ جيل، و بعض منهم قد بيّن القدرات الرّائعة للتّنبّؤ بالأحداث المستقبليّة . قدراتهم هذه ، بالرغم من أنه محيّرة بالنسبة لهؤلاء الّذين يشهدونهم، لا تعتبر عادة مصدر وحي إلهي في أصلها. فإذا تنبأ أنبياء العهد القديم أحياناً بالمستقبل - وهو افتراض مشكوك فيه في أفضل الأحوال – فقد يكونوا وسطاء عصرهم أمثال Nostradamuses and Edgar Cayces. لماذا التسليم بالضّرورة أنهم كانوا ملهمين من السّماء؟ حتّى الكتاب المقدس يذكر احتمالية أن الأنبياء الكذبة يمكن أن يتنبّئوا أحيانًا بالمستقبل بشكل دقيق:
إِذَا قَامَ فِي وَسَطِكَ نَبِيٌّ أَوْ حَالِمٌ حُلماً وَأَعْطَاكَ آيَةً أَوْ أُعْجُوبَةً وَلوْ حَدَثَتِ الآيَةُ أَوِ الأُعْجُوبَةُ التِي كَلمَكَ عَنْهَا قَائِلاً: لِنَذْهَبْ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لمْ تَعْرِفْهَا وَنَعْبُدْهَا فَلا تَسْمَعْ لِكَلامِ ذَلِكَ النَّبِيِّ أَوِ الحَالِمِ ذَلِكَ الحُلمَ لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكُمْ يَمْتَحِنُكُمْ لِيَعْلمَ هَل تُحِبُّونَ الرَّبَّ إِلهَكُمْ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ وَمِنْ كُلِّ أَنْفُسِكُمْ. (التثنية 13: 1-3)
فبشهادة الكتاب المقدس الخاصّة، ثم بالقدرة الخارقة للطبيعة يمكن تماماً أن تعرض تفسيرًا متّزنًا لأيّ مثال للنّبوءة و التي يستخدمها دعاة الكتاب المقدس دعمًا لعقيدة العصمة، إلا أن فحص نص النبوءة المزعومة في سياقها سيكشف في الأغلب تفسيرًا أكثر منطقية لها. عادة، فإن "نبوءات" الكتاب المقدس ما تلبث أن تنكشف عن كونها نبوآت فقط لأنّ مؤلفي الأسفار ذوي الخيال الواسع أعلنوها كنبوءات بشكل تعسفي. نفس الشيء يمكن أن يقال فيما يخص تحقق هذه النبوءات المزعومة: إن "تحقق النبوءات" هو تحقق لها فقط لأنّ كتّاب العهد الجديد المتحيّزون بشكل واضح أعلنوها كتحقيق للنبوءات بشكل متعسف.
ف و ن
يعتبر تحقق النّبوءات نقاشاً شعبيّاً يعتمد عليه المدافعون عن الكتاب المقدس في محاولة إثبات مصدره الإلهي. فهم يدّعون أن الكتاب المقدس مليء بالأحداث المسجّلة التي تنبأ بها الأنبياء قبل حدوثها بسنوات أو حتّى قرون. و يقولون باستحالة شرح تحقق هذه التّنبّؤات و أن هذا يقودنا للاستنتاج أن الرّوح القدس مكّن الأنبياء الّذين تلفظوا بها أن يروا المستقبل . فهم يرون في تحقيق النّبوءة دليلاً على تدخل اللّه المباشر في كتابة الكتاب المقدّس.
عيب بسيط جدًّا في مبدأ تحقيق النبوءة هو أن الّذي يتنبّأ بالمستقبل لا يثبت بالضّرورة التّوجيه الإلهيّ . لقد وجد الوسطاء في كلّ جيل، و بعض منهم قد بيّن القدرات الرّائعة للتّنبّؤ بالأحداث المستقبليّة . قدراتهم هذه ، بالرغم من أنه محيّرة بالنسبة لهؤلاء الّذين يشهدونهم، لا تعتبر عادة مصدر وحي إلهي في أصلها. فإذا تنبأ أنبياء العهد القديم أحياناً بالمستقبل - وهو افتراض مشكوك فيه في أفضل الأحوال – فقد يكونوا وسطاء عصرهم أمثال Nostradamuses and Edgar Cayces. لماذا التسليم بالضّرورة أنهم كانوا ملهمين من السّماء؟ حتّى الكتاب المقدس يذكر احتمالية أن الأنبياء الكذبة يمكن أن يتنبّئوا أحيانًا بالمستقبل بشكل دقيق:
إِذَا قَامَ فِي وَسَطِكَ نَبِيٌّ أَوْ حَالِمٌ حُلماً وَأَعْطَاكَ آيَةً أَوْ أُعْجُوبَةً وَلوْ حَدَثَتِ الآيَةُ أَوِ الأُعْجُوبَةُ التِي كَلمَكَ عَنْهَا قَائِلاً: لِنَذْهَبْ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لمْ تَعْرِفْهَا وَنَعْبُدْهَا فَلا تَسْمَعْ لِكَلامِ ذَلِكَ النَّبِيِّ أَوِ الحَالِمِ ذَلِكَ الحُلمَ لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكُمْ يَمْتَحِنُكُمْ لِيَعْلمَ هَل تُحِبُّونَ الرَّبَّ إِلهَكُمْ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ وَمِنْ كُلِّ أَنْفُسِكُمْ. (التثنية 13: 1-3)
فبشهادة الكتاب المقدس الخاصّة، ثم بالقدرة الخارقة للطبيعة يمكن تماماً أن تعرض تفسيرًا متّزنًا لأيّ مثال للنّبوءة و التي يستخدمها دعاة الكتاب المقدس دعمًا لعقيدة العصمة، إلا أن فحص نص النبوءة المزعومة في سياقها سيكشف في الأغلب تفسيرًا أكثر منطقية لها. عادة، فإن "نبوءات" الكتاب المقدس ما تلبث أن تنكشف عن كونها نبوآت فقط لأنّ مؤلفي الأسفار ذوي الخيال الواسع أعلنوها كنبوءات بشكل تعسفي. نفس الشيء يمكن أن يقال فيما يخص تحقق هذه النبوءات المزعومة: إن "تحقق النبوءات" هو تحقق لها فقط لأنّ كتّاب العهد الجديد المتحيّزون بشكل واضح أعلنوها كتحقيق للنبوءات بشكل متعسف.
ف و ن
تعليق