هل يصح أن يستشهد المسيحيون بالنص اليوناني السبعيني ...للتوراة ...؟!!!
هل التوراة اليونانية السبعينية...نص أصلي؟!!!!
أو يُمكن الوثوق فيه؟!!!!!
أو يُمكن الوثوق فيه؟!!!!!
___________
التوراة السبعينية اليونانية
حقائق و أوهام
حقائق و أوهام
أولاً: سبب ظهور الترجمة اليونانية السبعينية:
التوراة السبعينية اليونانية إسم يتكرر كثيراً على ألسنة محاوري النصرانية وحُذاقها , ودوماً ما يُحيلوننا إليها إن اعترى النص عندهم وهم يُريدون ستره . وهذه التوراة هي نص مُستقِل بذاتِه اليوم عن النص الماسوري العبراني . ويؤكِّد النصارى أن التوراة السبعينية ما هي إلا ترجمة يونانية أمينة للكتاب العبراني اليهودي ... كتبها إثنان و سبعون حبراً بكل أمانة و كان يد الله عليهم فألهمهم الدقة التامة في تراجمهم ... فخرجت ترجمتُهُم مُلهمة.
و من رسالة مخطوطة مُكتشفة لرجل يُسمى أريستياس كتبها لأخيه فيلوقراط نستطيع أن نعلم أن سبب ظهور هذه الترجمة للوجود هي أن الوثني بطليموس الثاني (بطليموس فيلادلفيوس ) أراد أن يُكمل مكتبته ويُوفر فيها ما أراده الوثنيون ويزيد من عدد كتبه من 250 ألف إلى 500 ألف كتاب , فسأل عامل مكتبته الفيلسوف الاثيني ديمتريوس عن ما تحتاجه المكتبة من كتب فأشار عليه بترجمة الكتب المقدسة التي بأيدي يهود الإسكندرية ووضعها بالمكتبة.
فأمر الملك بترجمتها إلى اليونانية .وكتب الملك رسالة إلى الحبر الاعظم في أورشاليم أن يُرسل له 6 أحبار من كل قبيلة من قبائل اليهود الإثنى عشر ومقابل ذلك أن يُحرر الملك أكثر من مئة الف عبد يهودي بمصر . وأرسل طاولة توضع في قدس الأقداس من الذهب الخالص ومرصعة بالفضة والأحجار الكريمة. فأرسل الحبر الأعظم أليعازر 72 حبراً إلى الإسكندرية ومعهم مدارج كُتب فيها الكتاب بأحرف من ذهب ,ستة من كل قبيلة.مهرة في الكتاب وعلماء باللغة اليونانية!!! [1]
و من رسالة مخطوطة مُكتشفة لرجل يُسمى أريستياس كتبها لأخيه فيلوقراط نستطيع أن نعلم أن سبب ظهور هذه الترجمة للوجود هي أن الوثني بطليموس الثاني (بطليموس فيلادلفيوس ) أراد أن يُكمل مكتبته ويُوفر فيها ما أراده الوثنيون ويزيد من عدد كتبه من 250 ألف إلى 500 ألف كتاب , فسأل عامل مكتبته الفيلسوف الاثيني ديمتريوس عن ما تحتاجه المكتبة من كتب فأشار عليه بترجمة الكتب المقدسة التي بأيدي يهود الإسكندرية ووضعها بالمكتبة.
فأمر الملك بترجمتها إلى اليونانية .وكتب الملك رسالة إلى الحبر الاعظم في أورشاليم أن يُرسل له 6 أحبار من كل قبيلة من قبائل اليهود الإثنى عشر ومقابل ذلك أن يُحرر الملك أكثر من مئة الف عبد يهودي بمصر . وأرسل طاولة توضع في قدس الأقداس من الذهب الخالص ومرصعة بالفضة والأحجار الكريمة. فأرسل الحبر الأعظم أليعازر 72 حبراً إلى الإسكندرية ومعهم مدارج كُتب فيها الكتاب بأحرف من ذهب ,ستة من كل قبيلة.مهرة في الكتاب وعلماء باللغة اليونانية!!! [1]
أخذ ديمتريوس هؤلاء الإثنين والسبعين حبراً إلى جزيرة فرعون ووضعهم في بناء في شمال الجزيرة قُبالة البحر وأنهوا الترجمة في 72 يوماً ...!!وتم إرسال جميع اليهود إلى الجزيرة لتُقرأ عليهم الترجمة ثم أخيراً أقيمت الصلوات وخُتِمت باللعنة على من يُضيف او يحذف شيئاً من هذه الترجمة ...!!...تم أخذها وقُرئت على الملك.[2]
هذه القصة ذكرها أيضاً مؤرخو الإسكندرية اليهود اريستوبولس وفيلو ويوسيفوس.
نفس هذه القصة زكرها آباء الكنائس أيضاً وتناقلوهاعن رسالة أريستياس دون أدنى محاولة في التشكيك فيها او التأكد من صوابها او خطأها[3]
هل يُمكن تصديق تلك الخرافة و الميثولوجيا القصصية ؟!!
1- بالطبع لا ...إن هذا السبب الواهي ماهو إلا خرافة لا يُمكِن ان تثبُت على أرض الواقع ... لأن اليهود من بعد موسى ويشوع فقدوا عشر قبائل كاملة لا يعرفون عنها شيئاً حتى اليوم . وجميع يهود الدنيا هم من قبيلتين ونصف فقط .... فكيف يدّعي كاتب هذه الخُزعبلة أنه قد جمع 6 من كل قبيلة ليصل العدد إلى 72 .. بالتأكيد فإن كاتب هذه الأسطورة لا يعلم شيئاً عن التاريخ اليهودي , مُغيّب عن تاريخ اليهود ...و عن قبائِلِهم المفقودة [4]!!!..
2- أما عن أن يكتُبها 72 حبر يهودي , ليٌنهوا ما كتبوه في 72 يوم ...فما هي إلا تأكيد لأسطورية وميثولوجية هذا الحدث ...!!!
3-الأغرب والأعجب في هذه القصة هي أنه قد زكرها ثلاث يهود جميعهم من الإسكندرية , أحدهم فيلو والذي ادّعى قداستها وأنها مُلهمة بالوحي الإلهي ومنه توارث آباء الكنائس القول بقداستها , وجاء يوسيفوس ويذكر نفس ما يقوله فيلو إلا أنه لم يذكر أبداً شيء عن قداستها وإلهاميتها .. وفي هذا الصمت ما يؤكِّد أن ادعاء الإلهامية ماهي إلا إضافة من فيلو اليهودي اليوناني السكندري ليخلُق إلهامية مُصطنعة ليهود الإسكندرية لما بين أيديهم من كتابات في مجابهة يهود العبرانية.
4- الأعجب والمُخزي أن صاحب القصة الأصلي اريستياس والذي عاصر الحدث , لم يذكر أي شيء عن قداستها أو إلهاميتها ولم يظهر من يُنادي بتلك القداسة , قبل اليهودي اليوناني فيلو ,و الذي ذكرها بعد أربعة قرون كامِلة من الحدث ... ضفى فيلو القداسة على التوراة اليونانية بعد 400 عام كامِلة من كِتابتِها ... إن كانت كل التراجم الإنجيلية بكل لغات الدنيا لا يعترف أي مسيحي بإلهامية ترجمتها , في حين يعترِفون بإلهامية ترجمة توراتية ... و نتسائل : هل يُلهم تراجم اليهود ويُحرم المسيحيون من بركة الإلهامية؟!!!
5- تضارب الأسماء تُسقِط حقيقة القِصّة .. فاريستوبوليس والذي ينسب الامر بترجمتها إلى فيلادلفيوس فإن يوسابيوس القيصري واكليمنضس السكندري[5] يُطلقان على اسمه الإمبراطور فيلوميتير....!!!!!
6- التناقضات الصارِخة بين آباء الكنائس .... طعنة في الإلهامية ... فلا يكتفي الآباء بتصديق قصة إلهاميتها والإيمان بقدسيتها بل يزيدون من خرافات القصة , وكأنهم صمّموا على جعلها ميثولوجيا صِرْفة .. فأغدقوا عليها بالخيالات المُبتذلة دون أي مصدر أو سند لما يقولون .... لا يقِِف الأمر عند هذا الحد ... بل إنهم يُناقضون بعضهم البعض حين التحدث عن خرافات إلهاميتها ..كما سنرى بعد قليل !!!
7- الغريب في الأمر أن رسالة أريستياس التي اعتمد عليها كل آباء الكنيسة مع بعض الإختلافات بينهم إلا أنه يذكر ويؤكد أن الترجمة تمت لكتب موسى الخمسة فقط [6] ....وهنا نسأل أئمة المسيحية في كل مكان ... إن كانت التوراة السبعينية ما هي إلا ترجمة لكُتُب موسى الخمسة فقط .... فمن أين ظهرت إذن الترجمة اليونانية لكتب الأنبياء الصغار والكبار والكتب الأبوكريفية ؟!!!!
8- القديس جستين الشهيد يُخالف أريستياس مُعاصِر الحدث , ويجعل بطليموس هو الذي يُرسل للمك هيرودوس وليس للحبر أليعازر بطلب لرجال يقومون بالترجمة ...!!
9- ثم ان من سذاجة القصة هي أن يستعين بطليموس بالعبرانيين لكتابة ترجمة يونانية .... بطليموس الملك هذا الذي كان يمتلك أكثر من مئة ألف يهودي في الإسكندرية ... ألم يجد منهم أحد قادر على ترجمة التوراة إلى اليونانية ؟!!.. حتى يتركهم ويُرسل إلى أورشاليم ؟!!!
10- ثم أن تلك القصة تحكي ان فيلادلفيوس كافأ كل يهودي من الذين قاموا بالترجمة ب 20 دراخما , وهذا دون الدون , ولا يُصدقه عاقل ..!!! ....فهذا الشُّح يُناقض نفس تلك القصة التي تدعي أن بطليموس حرر اليهود جميعاً مقابل الترجمة , إن مثل هذا الحدث لا يضرب القصة فقط في مقتل , بل يضرب تاريخية بطليموس , بل إن يوسيفوس تنبه لهذا وقام بتغيير ال 20 دراخما إلى 2000 دراخما ...ومع ذلك مازالت تظل أقل القليل.!!!![7]
____________________________________
والأن لعرض روايات الإلهامية ...المتناقضة ...!!!
ويتبع
_____________________________________
[1] Hody de bibl, ****, orig,(oxon 1705) and Philo “vita mosis” ,11,6,p.139
[2] Tischendorf, V.T.Gr. (1879), prolegg .p.xiii.n.
[3] ذكرها أوريجانوس في وذكرها جوستين الشهيد في apol,i.31,dial.68,71”cohort ad graecos” وذكرها ايرناوس iii,21.2f , وذكرها ترتليان apol.18 وذكرها كيرلس الاورشليمي فيcatech, iv,34
وذكرها جيروم في praef in gen,praef in libre.quaest,hebr.
[4]http://en.wikipedia.org/wiki/Ten_Lost_Tribes
[5] Stromata,1:22
[6] josephus,Ant.proaem,p.30,38,312,309.
[7] On the price of slaves,zen.mem,II.5.2
تعليق