الإسلام وخرافة السيف
سيفاجأ القارىء لهذه السطور بحقائق قد تكون جديدة عليه ، ولكنى سأردد أولاً ما قاله المفكر المسيحى البريطانى توماس كارليل قبل أن أسترسل فى الحديث إليكم ,,
“أرى أن الحق ينشر نفسه بأية طريقة حسبما تقتضيه الحال ... ألم تروا أن النصرانية كانت لا تأنف أن تستخدم السيف أحياناً ، وحسبكم ما فعله شارلمان بقبائل الساكسون ... أنا لا أحفل أكان انتشار الحق بالسيف أم باللسان أم بأية طريقة أخرى ... فلندع الحقائق تنشر سلطانها بالخطابة أو بالصحافة أو بالنار ... لندعها تكافح وتجاهد بأيديها وأرجلها وأظافرها فإنها لن تنهزم أبداً ... ولن يُهزم منها إلا ما يستحق الفناء ... ”
بداية ذى بدء : هل الإسلام دين سلام أم حرب ؟
وهل السيف وسيلته الوحيدة أم هناك وسائل أخرى تقوم على الإقناع والحب؟
سؤالين بنفس المعنى , هل الإسلام دين سلام أم دين حرب؟
السلام والإسلام مشتقتان من كلمة واحدة
السلام اسم من أسماء الله الحسنى –
يتقربون إلى الله بهذا الاسم فى الصلاة وفى الدعاء– نسمى به أولادنا
أول مانستقبل به الحياة الدنوية بعد التفرغ من لقاء الله – السلام - واستقبال الحياة الدنيا
وإذا كان السلام على الأرض هو أغلى ما يحرص عليه إنسان ، فإن السلام فى الآخرة له وزن كبير عند الله وعند المسلم ... لذلك أطلق الله – جل وعلا – على الجنة “دار السلام”
وكذلك تحية الله لأهل الجنة “سلام” وكذلك تستقبل الملائكة أهل الجنة الفائزين “بالسلام”
مقدمة جميلة جداً تجعلنا نطرح السؤال التالى:فإذا كان الإسلام ضد الحرب ، فلماذا حارب النبى محمد؟
نعم الإسلام ضد الحرب .. ولكن حين تفرض عليك هذه الحرب فلا مناص من المواجهة ولا مفر من القضاء على قوى الطغيان والشر، وهذا مافعله عيسى عليه السلام أيضاً فعلى الرغم من أنه قال: “ لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضاً. 40وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضاً. 41وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلاً وَاحِداً فَاذْهَبْ مَعَهُ اثْنَيْنِ. 42مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْتَرِضَ مِنْكَ فَلاَ تَرُدَّهُ.
43 أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ” (متى 5: 39 – 44)
فعلى الرغم من هذا السلام الذى يعلمه أتباعه إلا أنه عندما أحس بتآمر اليهود وقوى الشر عليه قال: “لَكِنِ الآنَ مَنْ لَهُ كِيسٌ فَلْيَأْخُذْهُ وَمِزْوَدٌ كَذَلِكَ. وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَلْيَبِعْ ثَوْبَهُ وَيَشْتَرِ سَيْفاً.” (لوقا 22: 36)هذا كان تصرفه وهو لم تستمر حياته كنبى غير ثلاث سنوات. فما بالكم لو كانت استمرت فترة نبوته أكثر من ذلك؟
كان من المؤكد أنه سيخوض حروب ضارية للقضاء على قوى الشر فى هذا العالم كما فعل أنبياء بنى إسرائيل من قبله. لأن الفطرة السوية لأى إنسان تكره إراقة الدماء … ولكن الأسوياء من لدن آدم إلى اليوم قلة … فالخير والشر وجِدا مع أول إنسان عرفته هذه الأرض … ألم يقتل قابيل أخاه من أجل امرأة؟ ومتى؟ حين كان عدد أفراد البشرية فى مهدها الأول لا يزيد عن عدد أفراد أسرة واحدة؟
وسيظل الصراع بين الخير والشر ما بقيت الأرض.
لقد سجل المؤرخ والفيلسوف الأمريكى “ول ديورانت” عدد سنوات الحرب التى خاضتها البشرية فوق هذه الأرض فوجدها 3421 عاماً. بينما لم تزد سنوات السلام والهدنة عن 268 عاماً.
أرأيتم إلى أى مدى بلغت قوة الشر؟ إنها لكارثة أن تمضى الحياة على هذا النحو ..
ولنرجع إلى سؤالنا: لماذا حارب النبى محمد؟
ويجيب عن هذا السؤال رجل مسيحى مؤمن هو “توماس كارليل”:
كانت نية هذا النبى قبل عام 622 م أن ينشر دينه بالحكمة والموعظة الحسنة وقد بذل فى سبيل ذلك كل جهد ، ولكنه وجد الظالمين لم يكتفوا برفض رسالته ودعوته ، بل عمدوا إلى إسكاته بشتى الطرق من تهديد ووعيد واضطهاد حتى لا ينشر دعوته.
وهذا ما دفعه إلى الدفاع عن نفسه والدفاع عن دعوته وكأن لسان حاله يقول: أما وقد أبت قريش إلا الحرب فلتنظر إذن أى قوم نحن ...
واستطرد قائلاً يرد على القائلين بأن هذا النبى نشر الإسلام بالسيف فيقول: “أرى أن الحق ينشر نفسه بأية طريقة حسبما تقتضيه الحال ... ألم تروا أن النصرانية كانت لا تأنف أن تستخدم السيف أحياناً ، وحسبكم ما فعله شارلمان بقبائل الساكسون ... أنا لا أحفل أكان انتشار الحق بالسيف أم باللسان أم بأية طريقة أخرى ... فلندع الحقائق تنشر سلطانها بالخطابة أو بالصحافة أو بالنار ... لندعها تكافح وتجاهد بأيديها وأرجلها وأظافرها فإنها لن تنهزم أبداً ... ولن يُهزم منها إلا ما يستحق الفناء ... ”.
ولنسأل السؤال بصورة أخرى: لقد حارب محمد أعداءه وقاوم من حاربوه وأعلنوا عليه الحرب. ولكن لماذا حارب المسلمون خارج ديارهم فى بلاد أخرى ، فقد اشتبكوا مع الفرس والروم فى معارك كبرى .. أليس ذلك دليل على اتهام الإسلام بالميل إلى العنف ، والاعتماد فى دعوته على السيف؟
نفهم من هذا السؤال أن السائل لا يفهم أن دعوة الإسلام دعوة عالمية منذ يومها الأول .. ولم تكن كدعوة الأنبياء السابقين أو دعوة عيسى عليهم جميعا السلام. فقد أمر عيسى عليه السلام حوارييه قائلاً : “لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ”. (متى 15 : 24)
“إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. 6بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ.” (متى 10 : 5 – 6)
24ثُمَّ قَامَ مِنْ هُنَاكَ وَمَضَى إِلَى تُخُومِ صُورَ وَصَيْدَاءَ وَدَخَلَ بَيْتاً وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ لاَ يَعْلَمَ أَحَدٌ فَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَخْتَفِيَ 25لأَنَّ امْرَأَةً كَانَ بِابْنَتِهَا رُوحٌ نَجِسٌ سَمِعَتْ بِهِ فَأَتَتْ وَخَرَّتْ عِنْدَ قَدَمَيْهِ. 26وَكَانَتْ الْمَرْأَةُ أُمَمِيَّةً وَفِي جِنْسِهَا فِينِيقِيَّةً سُورِيَّةً - فَسَأَلَتْهُ أَنْ يُخْرِجَ الشَّيْطَانَ مِنِ ابْنَتِهَا. 27وَأَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ لَهَا: «دَعِي الْبَنِينَ أَوَّلاً يَشْبَعُونَ لأَنَّهُ لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ». (مرقس 7 : 24 – 27)
أما الإسلام فدعوته عالمية، فقد قال الله تعالى: ( وما أرسلناك إلا كافة بشيراً ونذيراً ) (س سبأ 28) ، وكذلك: ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) (س الأنبياء 107)
فالقول بخروج الروم أو الفرس أو غيرهم من نطاق هذه الدعوة يتعارض مع الحكمة الإلاهية فى إرسال نبيه ولا يتفق كذلك مع المعنى الواسع لرحمة الله التى تشمل جميع المخلوقات.
وهنا يطرح نفسه سؤال آخر: ألم يكن من الأليق عرض هذه الدعوة بالتفاهم بدلاً من اللجوء إلى القتال والحرب؟
هذا ما حدث بالفعل ، فقد أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم دعاة على أعلى درجة من الفهم وانضج والإلتزام بأقصى درجات الصدق والأمانة فى النقل
كان من أهم هؤلاء السفراء “عبد الله بن حذافة السهمى” سفير النبى إلى كسرى ملك الفرس، لقد كتب النبى إلى كسرى يقول له : “من محمد بن رسول الله إلى كسرى عظيم الفرس ... سلام على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله ، وشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله . وأدعوك بدعاية الله عز وجل. فإنى رسول الله إلى الناس كلهم لأنذر
من كان حياً ويحق القول على الكافرين..أسلم. تسلم. فإن توليت فإنما عليك إثم المجوس..”
لقد جُنَّ جنون كسرى بعد قراءة هذه الرسالة. ثم مزقها .. وكتب إلى أمير اليمن التى كانت خاضعة له آنذاك قائلاً : “بلغنى أن رجلاً من قريش خرج بمكة يزعم أنه نبى .. فسر إليه فاستتبه فإن تاب وإلا فابعث إلى برأسه .. ثم ختم رسالته بقوله: أيكتب إلى هذا وهو عبدى”
وبالتالى أرسل أمير اليمن فارسين إلى النبى ومعهما كتاب كسرى فقدما إليه وقالا له: شاهنشاه بعث إلى الملك بازان يأمره أن يبعث إليك من يأتى بك .. فإن أبيت .. هلكت .. وأهلكت قومك .. وخسرت بلادك ..
إذن لقد أعلن ملك الفرس الحرب؟ وقد تعلم أى قوم نحن !!
أما بانسبة لقيصر فقد أرسل إليه الرسول صلى الله عليه وسلم “دحية الكلبى” وقد كان أحكم من كسرى ملك الفرس لأنه كان عنده علم من الكتاب من النبوءات الكثيرة التى وردت فى التوراة والإنجيل تبشر بقرب ظهور النبى محمد عليه الصلاة والسلام.
تحدثنا الروايات إن قيصر عندما تسلم رسالة النبى صلى الله عليه وسلم بحث عن رجال من أهل مكة ليسألهم عن صاحب هذه الرسالة ، فلم يجد غير أبى سفيان – العدو الأكبر للنبى فى هذا الوقت – وجماعة معه.
فأمر قيصر أن يدنوا منه أكثرهم نسبا للرسول (وهو أبو سفيان) وأمر أن يجلس أصحاب أبى سفيان وراء ظهره. وقال لترجمانه: قل لأصحابه: إنى سائل هذا عن هذا الرجل (يعنى رسول الله صلى الله عليه وسلم) فإن كذبن فكذبوه ..
واضطر أبو سفيان يومئذ لقول أن يصدقه حياءً أن يؤثر عنه الكذب – كما قال هو .. وكان رد قيصر حين انتهى من كل ما أراد أن يعرفه عن الرسول صلى الله عليه وسلم أن قال :
قلت لى: أنه ذو نسب، وكذلك الرسل تبعث فى أنساب قومها.
وقلت لى: أن أحداً قبله لم يزعم ما قاله فلوكان أحد قال هذا القول قبله لقلت: رجل يتأسى بقول قيل قبله.
قلت لى: إنكم لم تتهموه مرة بالكذب. فعرفت أنه لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله.
قلت لى: لم يكن من آبائه ملك أو سلطان. وإلا لقلت إنه رجل يطلب ملك أبيه.
قلت لى: إن ضعفاءَكم هم الذين اتبعوه وكذلك الضعفاء هم أتباع الرسل.
قلت لى: إن عدد أتباعه يزيدون. أقول لكم وكذلك الإيمان حتى يتم .
قلت لى: إنه لا يرتد أحد اتبعه ويرجع إلى دينه القديم. أقول لك وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب.
قلت لى: أن حربه وحربكم تكون دولاً. أقول لكم وكذلك الرسل تُبتلى ، ثم تكون لها العاقبة.
قلت لى: أنه يأمركم أن تعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئاً، وينهاكم عما كان يعبد آباؤكم، ويأمركم بالصدق والوفاء بالعهد وأداء الأمانة، وهذه صفات نبى قد كنت
أعلم أنه خارج.
ولكن لم أظن أنه منكم .. وإن يكن حقاً ما قلت فيوشك هذا الرجل أن يملك موضع قدمى هاتين ..
والله لو أعلم أنى أخلص إليه لتجشمت لقاؤه .. ثم دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر فقرىء ، فإذا به:
بسم الله الرحمن الرحيم. من محمد بن عبد الله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى .. أما بعد ..
فإنى أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم، يؤتك الله أجرك مرتين. فإن توليت فعليك إثم الأريسيين
(يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون) (آل عمران: 64)
لقد دعا قيصرعظماء مملكته وبطارقته للاجيماع به، ثم أمر بأبواب القصر الذى اجتمعوا فيه فغلقت أبوابه ثم وقف بينهم وقال:
يامعشر الروم .. هل لكم فى الفلاح والرشد، وأن يثبت ملككم ..وتبايعون هذا النبى؟
فنفروا وبادروا إلى الأبوب، فوجدوها قد غلِّقت. فلما رأى هرقل نفرتهم وأيس من الإيمان قال: ردوهم عنى وقال: إنى قلت مقالتى آنفاً أختبر بها شدتكم على دينكم. فقد رأيت. فسجدوا له ورضوا عنه.
لقد أصرت حاشية الملك من الوزراء والبطارقة على الرفض وإعلان الحرب، فبدأوا يحرضون القبائل العربية فى العراق والشام على حرب المسلمين والنبى وعلم المسلمون بإصرار الروم على الحرب، فبدءوا يستعدون لهذا اليوم. غير أن الفتن الداخلية شغلت كسرى وهرقل عن الهجوم لفترة من الوقت.
يقول كتاب العلامة جيبون فى كتابه: (قيام وسقوط الامبراطورية الرومانية): كان الواقع فى هذه الامبراطوريات أليماً ومراً .. لم يكن هناك أمل فى أى شىء ولم تكن هناك عدالة أو مساواة .. كانت الحرب بين المسيحيين واليهود سجالاً ، والمذابح بين الطائفتين فضيحة وعاراً كان الظلم والتفرقة هى السمة المميزة لنظام الحكم، والقائمين على هذا الحكم. لقد تحول الملوك إلى آلهة. كما تحول رجال الدين إلى عصابات مرتزقة وإلى سفاحين وقتلة. كما تحول الفسق والدعارة إلى طقوس مقدسة. حتى أن رجال الدين قد نصَّبوا الغانية “ديبورا” امبراطورة.
وقد بلغ الانحلال الاجتماعى غايته فى الدولة الرومانية والشرقية ، وازدادت الأتاوات على كثرة مصائب الرعية، وتضاعفت الضرائب، وذابت أسس الفضيلة، وانهارت دعائم الأخلاق، حتى صار الناس يفضلون العزوبة على الحياة الزوجية ليقضوا مآربهم فى حرية، وكان العدل يباع ويساوم مثل السلع ، حتى أصبح أهل البلاد يتذمرون من الحكومات، ويمقتونها مقتاً شديداً، وقد حدث لذلك اضطرابات عظيمة وثورات ، فقد هلك فى الضطراب الذى وقع عام 532 م 30000 ثلاثون ألف شخص فى العاصمة.
أمثلة لذلك:
أظهر قسطنطين خُلُقاً وحشيةً جداً ، وهذا يتضح على سبيل المثال من سماحه للأهل ببيع أولادهم على الأقل في الأوقات الحرجة.
أما من يقتل أباه فيحبس في جوال مليء بالثعابين تتم خياطــته
ثم إنه اقترف في عام 326 - أي بعد عام واحد من إنعقاد مجمع نيقية - سلسلة من جرائم قتل أقرباءه ، فلم يكتف بقتل حماه ماكسيميان وزوج أخته
باسيانوس بل قتل أيضاً أبناءه لوســيانوس وكريسبوس ، حتى زوجته فاوستا لم تسلم من يديه فقد قام بإغراقها في ميــاه تغلي
ولك أن تعرف أن قسطنطين قد أقسم أن يبقى ماكسنتيوس حياً وبعد انتصاره عليه أمر قسطنطين بخنقه هو وأتباعه المقربين وكان ذلك قبل إنعقاد
المجمع بســنة .
ب ) أمّا تيودوســيوس الأول ( الأكبر ) لم يكن متســامحاً إلى أكبر درجة ، إلا أنه أصبح بعد ذلك النموذج الحي لجوســتنيان الأكــبر أو قــل أيضاً لمحاكم التفتيــش ، ويتضــح هذا من أمره الصــريح الحازم لكل رعاياه بإعتناق عقائد مجمع نيقية. فقد حرم كل الأديان الأخرى وهدد أن التمسك بتعاليم أخرى سيؤدى إلى عقوبات صارمة ، أرحمها عقوبة الموت ، فكان يعاقب أنصار ماني فقط من أجل أنهم أنصاره.
وقد اســتعمل الســلاح في تنفــيذ هذا الأمر الذي يقضي بعدم ممارسة أية طقوس أخرى ( شتاين 305 ) ، وتحكي كتب التاريخ عنه إجمالياً أنه كان متوحشاً [ لا يرحم ] مع أصحاب العقائد الأخرى ( إنظر سيكلوم الثاني صفحة 166 ) ، ويتضح كذلك بعده عن الروح القدس في تعذيبه لفقراء الشعب عند جمعه للضرائب حيث فرض على الشعب أعباء لا يمكن تحملها وحصل عليها بأشد الوسائل وحشية وتعسفاً ، ومن أكثر الصور تعبيراً عن قسوة طباع هذا الحاكم على المسيحيين هو إصداره لقرارات يمنع فيها إيواء الفقراء المشردين ، وفرض على ذلك عقوبة صارمة لمن يقوم بإخفائهم من تعذيب جامعي الضرائب(شتاين صفحة 303) !
ويقول شتاين ( صفحة 297 ) إن تيودوسيوس الكبير إقترف مظالم كثيرة ، فقد قام بعمل مذبحة دموية مريعة في سَــــالونيك عام 390 ، حيث قتل فيها 7000 فرد من المدينة دفعة واحدة .
حدد جوستنيان الأول بقوانينه ( ! ) ليس فقط قوعد العقيدة [ المســيحية ] التي تبدو لنا اليوم مســتحيلة تماماً ولكنه اشتهر في المرتبة الأولى أيضاً بقوانين الرِدّة التي أراد بها أن يقتلع كل ما هو غير كاثوليكي ، حيث حدد في أحد هذه القوانين وضع المرتد ، فعلى سبيل المثال :
يحرم المرتدون من كل الحقوق السياسية ، ولا يسمح لهم بها حتى في منازلهم ، فلم يكن لهم بصورة عملية أية حقوق ، هذا إذا لم يحكم عليهم بالإعدام ، كذلك يحرم المرتدون من حق الوراثة ولا يسمح لهم أيضاً بوراثة شيء خُوِّلَ لهم ، وبالطبع لم يضطهد المرتدون فقط بل أيضاً كل من يدين بديانة مخالفة ، لذلك حدث إضطهاد كبير لليهود في عصره فقد أجبر جماعات من اليهود على التعميد كما اتخذ إجراءات تعسفية ضد معتنقي الديانة الرومانية واليونانية وأيضاً ضد الفلاسفة الملحدين ، كما كان هناك عدد غفير من الموظفين الذين لم يكن لديهم إلا التجسس وتتبع مخالفي عقيدة القيصر وإذا ما تم إصطيادهم فيتم تسليمهم للكنيسة ليتعلموا المباديء المسيحية ثم يعمدوا ، وإذا مارفضوا ذلك يتم طردهم من كل طائفة أي يتم حرمانهم من حمياة القانون ( راجع عن الكل ألفيزاتوس ، Parism ) .
ولم يكن اليهود أرحم منهم فقد بلغ الخلاف بينهما أشده وتجدد فى أوائل القرن السابع ففى السنة الأخيرة من حكم فوكاس 610 م أوقع اليهود بالمسيحيين فى أنطاكية، فأرسل الامبراطور قائده أبنوسوس ليقضى على ثورتهم، فذهب وأنفذ عمله بقسوة نادرة، فقتل الناس جميعاً، قتلاً بالسيف وشنقاً وإغراقاً وتعذيباً ورمياً للوحوش الكاسرة.
كذلك لم يكن اليهود أقل ضراوة وشراسة من النصارى. فقد قال المقريزى فى كتاب الخطط: “وفى أيام فوقا ملك الروم، بعث كسرى ملك فارس جيوشه إلى بلاد الشام ومصر فخربوا كنائس القدس وفلسطين وعامة بلاد الشام، وقتلوا النصارى بأجمعهم وأتوا إلى مصر فى طلبهم، وقتلوا منهم أمة كبيرة، وسبوا منهم سبياً لا حصر لهم، وساعدهم اليهود فى محاربة النصارى وتخريب كنائسهم. كذلك أحرقوا كنائسهم وخربوا لهم كنيستين بالقدس، وأحرقوا أماكنهم، وأسروا بطرك القدس وكثيراً من أصحابه.
وبعد فتح الفرس لمصر ثار اليهود فى أثناء ذلك بمدينة صور وكانت بينهم وبين النصارى حرب اجتمع فيها نحو 20000 وهدموا كنائس النصارى خارج صور، فقوى النصارى عليهم فانهزم اليهود هزيمة قبيحة وقتل منهم كثير.
وكان هرقل قد ملك فى هذا الوقت وانتصر على كسرى ثم صار قسطنطينية ليمهد ممالك الشام ومصر، فخرج إليه اليهود من طبرية وغيرها، وقدموا له الهدايا الجليلة وطلبوا منه أن يؤمنهم ويحلف لهم على ذلك فأمنهم وحلف لهم. وعندما دخل القدس تلقاه النصارى بالأناجيل والصلبان والبخور والشموع المشتعلة، فوجد المدينة وكنائسها خراباً، فساءه ذلك وأفتاه رهبانهم وبطاركتهم وقسيسوهم بأنه لا حرج عليه فى قتله وأنهم يقومون عنه بكفارة يمينه بأن يلتزموا ويلزموا النصارى بصوم جمعة فى كل سنة عنه على مر الزمان. فمال إلى قولهم وأوقع باليهود وقيعة شنعاء أبادهم جميعهم فيها، حتى لم يبق فى ممالك الروم بمصر والشام منهم إلا من فرَّ واختفى.
وبهذه الرواية يعلم ما وصل إليه اليهود والنصارى من القسوة والاستهانة بحياة الإنسان. فهل يمكن لطائفة منهم أن تؤدى الحق والعدل والسلام ، وتسعد البشرية تحت حكمها؟ لا.
فى القرن الخامس الميلادى أغرى (برصوما) - أسقف نسطورى – ملك الفرس بتدبير اضطهاد عنيف للكنيسة الأرثوذكسية ويقال: إن عدداً يبلغ 7800 من رجال الكنيسة الأرثوذكسية مع عدد ضخم من العلمانيين قد ذبحوا بناء على وصية هذا الأسقف .. وتمت محاولة أخرى أعدم فيها الألوف من أبناء هذه الطائفة أيضاً بتحريض أحد اليعاقبة الذى أقنع ملك الفرس بتنفيذ هذه المذبحة.
أما فى مصر فقد قتل أيضاً حوالى 000 100 مائة ألف مصرى لرفضهم اعتناق مذهب الدولة الرومانية التى حاولت فرضه على مسيحيى مصر.
وكان على رأس هؤلاء المعذبين أخو بنيامين الذى جردوه من ملابسه ثم أضجعوه على لوح من المعدن الرقيق وأوقدوا الشموع تحته حتى ذاب شحم جسمه ثم قذفوه بعد ذلك فى المياه المالحة إمعانا فى العذاب.
وفى كتاب من تأليف المطران برتولومي دي لاس كازاس. ترجمة سميرة عزمي الزين. من منشورات المعهد الدولي للدراسات الإنسانية يقول : ولد ( برتولومي دي لاس كازاس ) عام 1474 م في قشتالة الأسبانية , من أسرة اشتهرت بالتجارة البحرية. وكان والده قد رافق كولومبوس في رحلته الثانية إلى العالم الجديد عام 1493 م أي في السنة التالية لسقوط غرناطة وسقوط الأقنعة عن وجوه الملوك الأسبان والكنيسة الغربية. كذلك فقد عاد أبوه مع كولومبوس بصحبة عبد هندي فتعرف برتولومي على هذا العبد القادم من بلاد الهند الجديدة. بذلك بدأت قصته مع بلاد الهند وأهلها وهو ما يزال صبيا في قشتاله يشاهد ما يرتكبه الأسبان من فضائع بالمسلمين وما يريقونه من دمهم وإنسانيتهم في العالم الجديد.
كانوا يسمون المجازر عقابا وتأديبا لبسط الهيبة وترويع الناس, كانت سياسة الاجتياح المسيحي : أول ما يفعلونه عندما يدخلون قرية أو مدينة هو ارتكاب مجزرة مخيفة فيها.. مجزرة ترتجف منها أوصال هذه النعاج المرهفة).
وإنه كثيرا ما كان يصف لك القاتل والمبشر في مشهد واحد فلا تعرف مما تحزن: أمن مشهد القاتل وهو يذبح ضحيته أو يحرقها أو يطعمها للكلاب , أم من مشهد المبشر الذي تراه خائفا من أن تلفظ الضحية أنفاسها قبل أن يتكرم عليها بالعماد ، فيركض إليها لاهثا يجرجر أذيال جبته وغلاظته وثقل دمه لينصرها بعد أن نضج جسدها بالنار أو اغتسلت بدمها , أو التهمت الكلاب نصف أحشائها.
إن العقل الجسور والخيال الجموح ليعجزان عن الفهم والإحاطة , فإبادة عشرات الملايين من البشر في فترة لا تتجاوز الخمسين سنة هول لم تأت به كوارث الطبيعة. ثم إن كوارث الطبيعة تقتل بطريقة واحدة . أما المسيحيون الأسبان فكانوا يتفننون ويبتدعون ويتسلون بعذاب البشر وقتلهم . كانوا يجرون الرضيع من بين يدي أمه ويلوحون به في الهواء, ثم يخبطون رأسه بالصخر أو بجذوع الشجر , أو يقذفون به إلى أبعد ما يستطيعون. وإذا جاعت كلابهم قطعوا لها أطراف أول طفل هندي يلقونه , ورموه إلى أشداقها ثم أتبعوها بباقي الجسد. وكانوا يقتلون الطفل ويشوونه من أجل أن يأكلوا لحم كفيه وقدميه قائلين : أنها أشهى لحم الإنسان.
رأى لاس كازاس كل ذلك بعينيه , وأرسل الرسائل المتعددة إلى ملك أسبانيا يستعطفه ويسترحمه ويطالبه بوقف عذاب هؤلاء البشر. وكانت آذان الملك الأسباني لا تسمع إلا رنين الذهب. ولماذا يشفق الملك على بشر تفصله عنهم آلاف الأميال من بحر الظلمات ما دامت جرائم عسكره ورهبانه في داخل أسبانيا لا تقل فظاعة عن جرائم عسكره ورهبانه في العالم الجديد؟ كان الأسبان باسم الدين المسيحي الذي يبرأ منه المسيح عليه السلام , يسفكون دم الأندلسيين المسلمين الذين ألقوا سلاحهم وتجردوا من وسائل الدفاع عن حياتهم وحرماتهم. وكان تنكيلهم بهم لا يقل وحشية عن تنكيلهم بهنود العالم الجديد. لقد ظلوا يسومون المسلمين أنواع العذاب والتنكيل والقهر والفتك طوال مائة سنة فلم يبق من الملايين الثلاثة الثلاثين (حسبما ذكر الكتاب) مسلم واحد , كما ساموا الهنود تعذيبا وفتكا واستأصلوهم من الوجود. كانت محاكم التفتيش التي تطارد المسلمين وتفتك بهم , ورجال التبشير الذين يطاردون الهنود ويفتكون بهم من طينة واحدة.
إن أحدا لا يعلم كم عدد الهنود الذين أبادهم الأسبان المسيحيين , ثمة من يقول انه مائتا مليون, ومنهم من يقول انهم أكثر . أما لاس كازاس فيعتقد أنهم مليار من البشر , ومهما كان الرقم فقد كانت تنبض بحياتهم قارة أكبر من أوروبا بسبعة عشر مرة , وها قد صاروا الآن أثرا بعد عين.
أما المسيحيون فقد عاقبوا المسلمين من الهنود بمذابح لم تعرف في تاريخ الشعوب. كانوا يدخلون على القرى فلا يتركون طفلا أو حاملا أو امرأة تلد إلا ويبقرون بطونهم ويقطعون أوصالهم كما يقطعون الخراف في الحظيرة. وكانوا يراهنون على من يشق رجلا بطعنة سكين , أو يقطع رأسه أو يدلق أحشاءه بضربة سيف.
كانوا ينتزعون الرضع من أمهاتهم ويمسكونهم من أقدامهم ويرطمون رؤوسهم بالصخور . أو يلقون بهم في الأنهار ضاحكين ساخرين. وحين يسقط في الماء يقولون: (عجبا انه يختلج). كانوا يسفدون الطفل وأمه بالسيف وينصبون مشانق طويلة ، ينظمونها مجموعة مجموعة , كل مجموعة ثلاث عشر مشنوقا , ثم يشعلون النار ويحرقونهم أحياء . وهناك من كان يربط الأجساد بالقش اليابس ويشعل فيها النار.
كانت فنون التعذيب لديهم أنواعا متنوعة. بعضهم كان يلتقط الأحياء فيقطع أيديهم قطعا ناقصا لتبدو كأنها معلقة بأجسادهم, ثم يقول لهم : (هيا احملوا الرسائل) أي : هيا أذيعوا الخبر بين أولئك الذين هربوا إلى الغابات. أما أسياد الهنود ونبلاؤهم فكانوا يقتلون بأن تصنع لهم مشواة من القضبان يضعون فوقها المذراة, ثم يربط هؤلاء المساكين بها, وتوقد تحتهم نار هادئة من أجل أن يحتضروا ببطء وسط العذاب والألم والأنين.
ولقد شاهدت مرة أربعة من هؤلاء الأسياد فوق المشواة. وبما أنهم يصرخون صراخا شديدا أزعج مفوض الشرطة الأسبانية الذي كان نائما ( أعرف اسمه , بل أعرف أسرته في قشتاله) فقد وضعوا في حلوقهم قطعا من الخشب أخرستهم , ثم أضرموا النار الهادئة تحتهم.
رأيت ذلك بنفسي , ورأيت فظائع ارتكبها المسيحيون أبشع منها. أما الذين هربوا إلى الغابات وذرى الجبال بعيدا عن هذه الوحوش الضارية فقد روض لهم المسيحيون كلابا سلوقية شرسة لحقت بهم, وكانت كلما رأت واحدا منهم انقضت عليه ومزقته وافترسته كما تفترس الخنزير. وحين كان الهنود يقتلون مسيحيا دفاعا عن أنفسهم كان المسيحيون يبيدون مائة منهم لأنهم يعتقدون أن حياة المسيحي بحياة مائة هندي أحمر.
في كتابه (على خطى الصليبيين) يقول مؤلفه الفرنسي (جان كلود جويبو).. تحت ضغط الحجاج قرر (رايموند دي سال - جيل) بدءً من 23 نوفمبر محاصرة معرة النعمان - بسوريا - كان الحصار طويلاً صعباً لكن الصليبيين أفلحوا في الاستيلاء على المدينة وذبحوا سكانها..
وفي هذا يقول ابن الأثير: خلال ثلاثة أيام أعملت الفرنجة السيف في المسلمين فقتلت أكثر من مائة ألف شخص ، كانت تطرح جثثهم فى الخنادق بعد أن مثلوا بها ، والتهموا جزءاً منها بشراهة هذا بالإضافة إلى أعداد الأسرى ..
وكتب المؤرخ (راوول دين كاين): عمل جماعتنا على سلق الوثنيين ـ يقصد المسلمين ـ البالغين في الطناجر، وثبتوا الأطفال على الأسياخ والتهموها مشوية ويكتب المؤرخ (البيرديكس): لم تتورع جماعتنا عن أن تأكل الأتراك والمسلمين فحسب وإنما الكلاب أيضاً..
ويكتب (الانويم): بعضهم الآخر قطع لحم الجثث قطعاً وطبخها كي يأكلها..
ويصف ابن الأثير في الكامل الاستيلاء على القدس: ولبث الفرنج في البلدة أسبوعا يقتلون فيه المسلمين، وقتل الفرنج في المسجد الأقصى ما يزيد على السبعين الفاً منهم جماعة كثيرة من أئمة المسلمين وعلمائهم وعبادهم وزهادهم ممن فارق الأوطان وجاور ذلك الموضع الشريف، ثم بدأ النهب والسلب..
ويذكر الكثيرون ماذا فعل ريتشارد قلب الاسد في الحملة الصليبية الثالثة عند احتلاله لعكا بأسرى المسلمين فقد ذبح 2700 أسير من أسرى المسلمين الذين كانوا في حامية عكا و قد لقيت زوجات وأطفال الأسرى مصرعهم إلى جوارهم.
أما بانسبة لليهود فينعتهم الأب بريساك بقوله: إن الخيانة تعنى اليهود ، وينتقد البابا بيوس الحادى عشر لأنه قال: إننا ساميون من الناحية الروحية. وينعتهم بالأوصاف الآتية: جنس محتقر، كريه ، وقح، حسود ، ناشر أمراض ، بلا شرف ، مهمل ، بغيض ، خسيس ، قذر ، بخيل ، عنيد ، ملعون ، مشاكس ، جحود ، جشع ، غير كريم ، شديد العداوة ، لا تقى فيه. فهل هذا يدل على أن النصارى كانوا حملة ألوية السلام مع اليهود؟ وهل يعنى هذا أن يهودياً عاش فى ظل حكمهم فى سلام؟ لا.
ومن ذلك ما قاله أيضا فيكتور هيجو فى يهودى تنصر على يد البابا ثم عهدوا إليه مرافقة الدوقة دوبيرى لحمايتها فى السفر ، فباعها بخمسة آلاف فرنك ...! فياترى مذا باع اليهودى؟ إنه باع الإيمان والقسم! إنه باع الشرف!
كما قال الفيلسوف الفرنسى بوسويه: “أيها الشعب الملعون ، هذا الدم سيتعقبكم إلى آخر وليد لكم”.
وقد نعتهم البابا بولس الرابع : من أنهم شعب خلق للاستعباد ، وأنهم شعب فى غاية السخف ، وهو لذى أمر بأن يحبس يهود روما فى حواريهم ، أى أنه أنشأ “الجيتو” الرومانى.
ناهيك عما كان يقوم به المسيحيون أنفسهم فى أعيادهم فقد اتخذوا عملية تعذيب اليهود للهو ، ففى مدينة بيزييه فى جنوب فرنسا كان الجمهور فى “أحد السعف” يتسلى بمطاردة اليهود ورميهم بالأحجار انتقاماً للمسيح.
وفى تولوز جرت العادة على أن يُستدعَى رئيس اليهود إلى بيت الحاكم يوم “أحد الفصح” حيث يتلقى أمام أعين الناس صفعة عنيفة انتقاماً للمسيح ، وقد تعمد أحد الفرسان مرة أن يصفع اليهودى بيده مرتدياً قفازاً من الحديد ، فتناثر على أثرها مخه!!!
وفى روما كانوا يرغمون اليهود على الرقص عرايا فى مهرجان الفصح أمام أعين الناس أجمعين والسياط تلهب ظهورهم إذا تراخوا فى الرقص.
وكان أحد الباباوات يأمر بوضعهم فى براميل يبرز من جدرانها المسامير إلى الداخل ، ثم تُدَحرَج البراميل من أعلى تل “تستشيانو”.
أما فى أسبانيا والبرتغال فكانوا يحرقونهم أحياء ، وآخر يهودى حرِقَ كان سنة 1825.
وفى جنوة كانوا يحبسون فى أقفاص حديدية ويحرمون الطعام والماء إلى أن يقبلوا الصليب ، وقد مات الكثيرون منهم دون أن يفعلوا ذلك.
وسلسلة اضطهاد اليهود سلسلة لم تتوقف إلا عندما اتفقا سويا على عدو جديد وهو الإسلام بعد أن أصبح لليهود القوة الأكبر مادياً وحربيا وصحافياً:
537 م أصدر جستنيان مرسوم بحرمان اليهود من الحقوق المدنية وحرية العبادة .
613 م أصدر ملك القوط الغربيين يجبر اليهودفى إسبانيا على اعتناق المسيحية .
629 م اجبار اليهود على التعميد ، وطردهم من فرنسا تحت حكم الملك داجوبرت .
694 م تحويل جميع اليهود فى إسبانيا وبروفانس إلى عبيد .
1096 م مذابح للطوائف اليهودية فى أوروبا ، ابان الحملة الصليبية الأولى .
1099 م طرد اليهود المقيمين فى أورشليم بعد سقوطها فى يد الصليبيين .
1113 م أول مذبحة لليهود فى كييف بروسيا .
1182 – 1198 م طرد اليهود من فرنسا على عهد فيليب الثانى (أوغسطس) .
1189 م مذبحة لليهود فى انجلترا ، ابان الحملة الصليبية الثالثة .
1254 م طرد اليهود من فرنسا فى عهد القديس لويس (التاسع) .
1290 م طرد اليهود من انجلترا .
1330 – 1338 م انتشار الطاعون يؤدى إلى مذابح لليهود ، اعتقاداً منهم بأنهم سبب وباء .
1394 م الطرد الأخير لليهود من فرنسا على عهد شارل السادس .
1421 م طرد اليهود من فيينا .
1481 م محاكم التفتيش .
1492 م طرد اليهود من إسبانيا .
1495 م طرد اليهود من لتوانيا .
1498 م طرد اليهود من البرتغال .
1516 م بناء أول جيتو فى فينيسيا .
1553 م البابا يحرق التلمود فى روما .
1563 – 1656 م مذابح لليهود فى أوكرانيا ، وألمانيا ، وبولندا ، والنمسا .
1670 م طرد اليهود من فيينا .
1740 م طرد اليهود من براغ .
1768 م مذابح لليهود غى أوكرانيا .
1827 م يأمر القيصر نيقولا الأول بتحويل أطفال اليهود اجبارياً للمسيحية .
1891 م طرد اليهود من موسكو .
1936 – 1940 م سن تشريعات معاداة السامية فى رومانيا وايطاليا والنمسا .
1939 – 1945 م مذابح اليهود (المزعومة) ابان الحرب العالمية الثانية .
ولكن لماذا طرد محمد عليه الصلاة والسلام اليهود من مكة ؟ أليس هذا أيضاً من قبيل الإضطهاد الدينى؟
جميل أنك قلت طرد اليهود! لقد حدث هذا بالفعل. لقد طرد محمد عليه الصلاة والسلام اليهود من مكة ولم يُقِم فيهم حكم القرآن أو حكم التوراة وقتلهم بتهمة الخيانة العظمى. إن إثارة هذه القصة لفى صالح المسلمين ، فلو عُرِضَت هذه القصة فى ضوء القوانين الوضعية المعمول بها فى أى دولة ، فلسوف يكون الحكم عنيفاً وقاسياً وعاراً أيضاً: سيحكم عليهم بالخيانة العظمى. وإثبات تهمة التآمر مع الأعداء ضد الوطن ليس لها إلا الإعدام.
لقد كان اليهود جزءاً من المجتمع الإسلامى فى المدينة حيث كان يعيش هؤلاء اليهود مع المسلمين كأسرة واحدة ، وقد أعطاهم النبى كل حقوق المواطنة التى يتمتع بها أى مسلم ولم يطردهم ، ولم يحرقهم ، ولم يصادر ممتلكاتهم كما فعل باباوات الكنيسة أو ملوك وسلاطين الدول الأوروبية ، وفوق هذا كله فقد وقع النبى معهم معاهدة دفاع ومواثيق أمن مشتركة يلتزم فيها المسلمون بالدفاع عن هؤلاء اليهود إذا تعرضوا لأى خطر يتهددهم ، وبالتالى يلتزم اليهود بالدفاع عن المسلمين إذا تعرضوا لمثل هذا الخطر من غيرهم.
إلا أن اليهود قد اتصلوا سراً بأعداء الرسول وحرضوهم على قتاله ، بل قدموا لهم العون المادى فى كل صوره وأشكاله .
ونفاجأ هنا بوقف فى غاية الغرابة حين نعلم أن اليهود تنكروا لديانتهم التى تنص على الوحدانية وتدعوا لمحاربة الشرك والوثنية تماماً مثل الإسلام ، فعندما سألهم مشركو مكة عن ديانة محمد ، قالوا إن دينكم خير من دين محمد!!!
وبهذا الجواب آثر اليهود عبادة الأصنام على عبادة الله الواحد الأحد!!!
إن هذا الجواب وحده كفيل بوصفهم بأقسى درجات الخيانة والكفر!!
وبينما كان الرسول (ص) فى زيارة لهم فكر رؤساؤهم وقالوا: إنكم لن تجدوا الرجل على مثل حاله هذه .. – يقصدون أنه بين عدد قليل من أصحابه – فهل نجد منكم رجلاً يصعد إلى ظهر هذا البيت ثم يُلقى عليه صخرة فيريحنا منه؟!
مؤامرة بشعة ديست فيها كل القيم. أين الوفاء بالعهد؟ أين إكرام الضيف؟ أين الحفاظ على الجار؟
لقد أرادوا أن يجعلموا من النبى محمد عيسى آخر .. وكما نجى الله المسيح عيسى بن مريم من محاولة الصلب ، نجَّى الله محمداً من محاولة القتل ..
وأترك التعليق هنا لرجل لا تحوم حوله شبهة ، ولا يشك أى يهودى فى إخلاصه وصدقه. إنه البروفسور اليهودى إسرائيل ولفنسون ، حيث يقول فى كتابه “تاريخ اليهود فى بلاد العرب صفحة 123: “إن الذى يؤلم كل مؤمن بإله واحد من اليهود والمسلمين على السواء ، إنما هو تلك المحادثة التى جرت بين نفر من اليهود ، وبين بنى قريش الوثنيين ، حيث فضَّلَ هؤلاء النفر من اليهود أديان قريش على دين صاحب الرسالة الإسلامية .”
إلى أن قال: “ثم إن ضرورات الحروب أباحت للأمم استعمال الحيل والأكاذيب ، والتوسل بالخدع والأضاليل للتغلب على العدو ، ولكن مع هذا كان من واجب هؤلاء اليهود ألا يتورطوا فى مثل هذا الخطأ الفاحش ، وألا يصرحوا أمام زعماء قريش ، بأن عبادة الأصنام أفضل من التوحيد الإسلامى ، ولو أدى بهم الأمر إلى عدم إجابة مطلبهم ، لأن بنى إسرائيل الذين كانوا مدة قرون حاملى راية التوحيد فى العالم بين الأمم الوثنية باسم الآباء الأقدمين ، والذين نكبوا بنكبات لا تحصى من تقتيل وطرد ومصادرة ممتلكات وتعذيب واضطهاد بسبب إيمانهم بإله واحد فى عصور شتى من الأدوار التاريخية ، كان من واجبهم أن يضحوا بحياتهم وكل عزيز لديهم فى سبيل أن يخذلوا المشركين”. وبدلا من ذلك انحازوا إلى الكفر وأساؤا إلى أنفسهم قبل أن يسيئوا إلى الغير ، وأظهروا أنفسهم فى صورة ينفر منها الصديق قبل العدو.
تحت ستار الكشوف الجغرافية تسترت أوروبا بالدين وكان هدفها تطويق العالم الإسلامى واغتصابه مع ردّ أهله إلى الكفر أو استئصال شأفتهم. إن البلاد التى زعمت أوروبا أنها قد اكتشفتها ومنها أفريقية وآسيا وغيرها ، كانت معروفة لدى الرحالة والمؤرخين والجغرافيين والتجار المسلمين قبل أوروبا بقرون طويلة ، كما أن البحَّارة والقباطنة الذين كانوا يعملون على السفن البرتغالية كانوا مسلمين ، بل إن ابن ماجد العربى النجدى كان فى مالندى حينما التقى به فاسكو دى جاما فدلَّه على طريق الهند.
إن فكرة معاداة السامية اختراع يهودى ، لا علاقة له من قريب أو بعيد بالعرب ، لأنهم واليهود أبناء عمومة ، ويعتبرون وفق روايات الكتاب المقدس أمة يهودية .
ولا علاقة بين المسلمين واضطهاد اليهود وتعذيبهم ، فالثابت تاريخياً أن عصور ازدهار الطوائف اليهودية كانت دائما فى ظل الحكم الإسلامى. ولدينا فى هذا المقام شهادات وردت فى مرجع هام هو:أطلس إسرائيل الحديث الذى وضعه: البرنامج الإسرائيلى للترجمات العلمية، وطبع بمطابع جامعات إسرائيل بالقدس فى عام 1968 ، ويعتبر بهذا وثيقة إسرائيلية رسمية.
تقول هذه الوثيقة: “ سيطر المسلمون سيطرة كاملة على فلسطين كلها ما بين سنة 636 وسنة 640 عندما كانت تحت الحكم البيزنطى. ووجد المسلمون جماعات يهودية تعيش فى حالة فقر مدقع نتيجة للقيود والاضطهاد الذى مارسته الأجيال السابقة. وكانت مصادر عيشهم محدودة ، وكانوا يكتسبون عيشهم فى المدن بممارستهم للتجارة أو الاشتغال بالأعمال الحرفية. ولم يكن لهم سوى نصيب قليل فى الأدب والثقافة.
وعلى مر الزمن ، استعمل يهود فلسطين كثيراً من طرق جيرانهم بما فى ذلك لغتهم ، وأصبح يُطلق عليهم أشباه العرب أو المستعربين.
وإذا ما قورن الفاتحون العرب فى فلسطين بغيرهم من الحكام الطغاة السابقين ، جد أن العرب كانوا يعاملون الرعايا اليهود بقدر كبير من السماحة ، بل والعطف عليهم. ..
وفد حاملوا الصليب من البلاد الأوروبية المختلفة .. ثم توجهوا رأساً إلى هدفهم المقدس وهو مدينة أورشليم .. واستولوا عليها بعد اراقة كثير من الدماء. وذبِحَ فى هذه المعركة السواد الأعظم من يهود أورشليم..
وعندما أصبح للمسيحيين اليد العليا فى الموقف ، قاموا بمذابح لا رحمة فيها بين اليهود .
وقد حضر إلى فلسطين العالم اليهودى والفيلسوف الكبير ميمون بن موسى فى سنة 1165 ، ولكنه ذهب إلى مصر بسبب القلاقل التى كانت تعم البلاد فى تلك الأثناء. وفى مصر قضى أحسن سنى حياته.
إن المماليك المسلمين ، هم الذين طردوا الصليبيين فى النهاية وحلوا محلهم فى السيطرة على فلسطين. وكان المماليك يعطفون على اليهود ويحسنون معاملتهم ، وساد الرخاء بين الطائفة اليهودية فى فلسطين أيام حكمهم..
وفى أيام حكم المماليك ساد السلام والهدوء ربوع البلاد ، وكان هناك سيل لا ينقطع من الحجاج المسيحيين واليهود ..
وقد استولى المسلمون الأتراك على البلاد من المسلمين المماليك فى سنة 1517 ، وفى عهدهم استمرت الطائفة اليهودية فى النمو والإزدهار .. وفتح السلطان سليمان الكبير طبرية وقرى كثيرة أخرى بالقرب منها لاقامة اليهود واستقرارهم فيها..
وفى سنة 1831 غزا البلاد الجيش المصرى بقيادة ابراهيم باشا بن محمد على ، وفى عهده ازدهرت المدن اليهودية فى فلسطين”.
وهل قابل اليهود كل هذه السماحة والعدل بالشكر والعرفان؟ لا. لقد نشرت وكالة الأنباء الأمريكية الأسوشيتيد بريس فى مارس 2002 : اقتراح صحفى أمريكى يدعى ريتش لورى فى مجلة ناشيونال ريفيو القائل بضرب مكة بقنبلة نووية ، وقال “ضرب مكة بقنبلة نووية سوف يرسل إشارة للمسلمين”!
وقد زعم لورى تأييد عدد كبير من الأمريكيين لضرب مكة بقنبلة نووية. وأشار إلى أن مدينتى بغداد وطهران هما الأقرب لتلقى الضربة النووية الأولى. وقال: “لو كان لدينا قنابل نظيفة تضمن حصر الدمار فى نقطة الهجوم لوضعنا غزة ورام الله على قائمة المدن أيضاً”. ووصف صحفى أمريكى ثان اسمه رود درمر فكرة تدمير مدينة مكة المكرمة بأنها جيدة”.
أما ما فعله فاسكو دى جاما فقد ضرب كالكوتا بالقنابل حينما تبين له أن أهلها كانوا مسلمين ، كما أمر بإحراق مجموعة من السفن التجارية الإسلامية كانت محملة بالأرز ، وقطع أيدى وآذان وأنوف بحَّارتها.
كما أغرق فاسكو دى جاما سفينة فى خليج عُمان تنقل الحجاج من الهند إلى مكة وعلى ظهرها مائة حاج حيث أعدمهم جميعاً.
دمَّرَ البرتغاليون فى مدينة كيلوا فى شرق أفريقية حوالى ثلاثمائة مسجداً.
خلف فاسكو دى جاما “البوكرك” وكانت أمنيته انجاز مشروعين قبل موته:
( 1 ) تحويل مياه نهر النيل إلى البحر الأحمر ليحرم مصر – أهم دولة إسلامية وقتئذ - من رى أراضيها ، وتخريب شبكة الرى التى كانت قائمة فيها آنذاك.
( 2 ) هدم المدينة المنورة فى شبه جزيرة العرب ، ونبش قبر الرسول
وتتضح أغراض البوكرك هذا من خطابه الذى ألقاه قبل هجومه الثانى على مدينة مالاقا فى شبه جزيرة الملايو سنة 1511 م حيث يقول: “الأمر الأول هو الخدمة التى سنقدمها للرب عندما نطرد المسلمين من هذه البلاد ، ونُخمِد نار الطائفة المحمدية حتى لا تعود للظهور بعد ذلك أبداً ، وأنا شديد الحماس لهذه النتيجة .. .. فإذا استطعنا تخليص مالاقا من أيديهم فستنهار القاهرة ، وستنهار بعدها مكة.
حاول ماجيلان سنة 1519 م تنصير أهل الجزر من المسلمين ، وحينما فشل فى مهمته لتمسك أهلها المسلمين بالإسلام أحرق مساكنهم ، ومثَّلَ بهم ، وقد أطلق على هذه الجزر التى أشهرها مندناوا ، اسم الفليبين (نسبة إلى فيليب الثانى ملك أسبانيا).
أما عن جرائم انجلترا وفرنسا وهولندة والدانمارك وألمانيا وإيطاليا فى البلاد الإسلامية التى اغتصبوها فحدِّث ولا حرج.
ناهيك عن اختطاف المسلمين الأفارقة وبيعهم لخدمة البيض فى المستعمرات التابعة لهم ، الذى يبلغ عدد من نقل منهم إلى أمريكا فقط بأكثر من مليونين وثلث مليون – تبعا لتقدير أحد المؤرخين البرتغاليين.
هذا ما اغتصبه المحتل الأوروبى باسم الدين المسيحى ، اغتصب كل شىء فى أفريقية ، حتى الإنسان نفسه.
لقد أكد ملك إسبانيا أمام البابا “إن إسبانيا قد جندت نفسها لحرب المسلمين فى أفريقيا حرباً لا تنفك عنها حتى تغرس الصليب فى ديار المسلمين وتجعل أتباع محمد يخضعون له قهراً”.
وعندما فتحت قناة السويس أرسل المهندس ديليسبس إلى البابا يقول له: الآن أصبح الطريق إلى قلب العالم الإسلامى مفتوحاً .. وكانت شركة قناة السويس (قبل التأميم) تخصص من ميزانيتها خمسة ملايين من الجنيهات لأعمال التبشير فقط سنوياً.
يذكر كلارك أحد أعضاء الإرسالية الأمريكية فى تقرير له عن الكونغو سنة 1885م وكيف كان البلجيك يرسلون جنودهم ليقتلوا أفراداً من قبيلة الأكوكو ، ويعودون بالأيادى التى قطعوها من جثث ضحاياهم ، وكانت من بينهم أيدى ثلاثة أطفال ، وأقفرت مناطق بأكملها بسبب القتل والتعذيب. وكان من وسائل التسلية عند البلجيكيين قطع أعضاء الرجل التناسلية وتعليقها على سور القرية.
وكتب جليف فى تقرير له سنة 1894م أنهم أحضروا عشرين رأساً بشرياً إلى شلالات ستانلى، واستعملها الكابتن روم فى تزيين حوض الزهور أمام منزله.
ولكن قد يقول قائل إن كل هذا حدث فى العصور الماضية ”عصور البربرية والهمجية والجهل“؟
ولكن إذا سلمت أن ما فعله العامة كان كذلك ، ولكن أن يفعله باباوات الكنيسة أو تفعله الدولة التى كنيستها هى صاحبة السيادة ..!!! فماذا تقول أنت فيه؟
وماذا يفعل المنصرون حتى اليوم فى قلب العالم الإسلامى؟ فالتبشير ليس كما تعلمون يأتى بالعلم والرعاية الصحية لأهل البلاد المنكوبة. لا. فهو محاولة لإستعمار البلاد بطريقة أخرى. فبعد 75 سنة على احتلال بريطانيا لنيجيريا لم يشيد سوى مستشفى واحد للحميات فى بلد يصاب فيه من 60 إلى 80% من السكان بالملاريا والحميات المتوطنة. وهناك طبيب واحد لكل 000 60 مواطن أفريقى.
والنتيجة (كما يقول كارتن) أن يموت فى نيجيريا كل عام آلاف من الأطفال ، لم يكونوا ليموتوا لو استخدمت ثروات بلادهم فى الخدمات الاجتماعية الخاصة بهم.
اقرأ التخطيط المبدئى الذى رسمه لويس التاسع وهو فى خلوته فى معتقله بالمنصورة ، فهو الذى وضع للغرب الخطوط الرئيسية لسيلسة جديدة شملت مستقبل آسيا وإفريقيا بأسرهما – كما يقول المؤرخ رينيه جروسيه:
- تحيل الحملات الصليبية العسكرية إلى حملات صليبية سلمية تستهدف الغرض نفسه ، لا فرق بين الحملتين إلا من نوع السلاح الذى يستخدم فى المعركة وتجنيد المبشرين الغربيين فى هذه المعركة السلمية لمحاربة تعاليم الإسلام ووقف انتشاره ثم القضاء عليه معنوياً ، واعتبار هؤلاء المبشرين فى تلك المعرك جنوداً للغرب.
- العمل على استخدام من يمكن إغراؤهم من مسيحيى الشرق فى تنفيذ سياسة الغرب (الكنائس الوطنية).
- العمل على إنشاء قاعدة للغرب فى قلب الشرق الإسلامى يتخذها الغرب نقطة ارتكاز ومركزاً لقواته الحربية ولدعوته السياسية والدينية ، ومنها يمكن حصار الإسلام والوثوب عليه كلما أتيحت الفرصة لمهاجمته.
إن هذا هو الميراث الروحى الذى ورثوه من التوراة والإنجيل. إنهم يسفكون هذه الدماء ، ويسرقون وينهبون ويزنون لا على أنها جرائم ، بل على أنها قربان يطلبون به رضوان الرب.
ولنقرأ سوياً أخلاق الحرب عند اليهود والنصارى:
6فَحَرَّمْنَاهَا كَمَا فَعَلنَا بِسِيحُونَ مَلِكِ حَشْبُونَ مُحَرِّمِينَ كُل مَدِينَةٍ: الرِّجَال وَالنِّسَاءَ وَالأَطْفَال. 7لكِنَّ كُل البَهَائِمِ وَغَنِيمَةِ المُدُنِ نَهَبْنَاهَا لأَنْفُسِنَا. (تثنية 3: 6- 7)
15فَضَرْباً تَضْرِبُ سُكَّانَ تِلكَ المَدِينَةِ بِحَدِّ السَّيْفِ وَتُحَرِّمُهَا بِكُلِّ مَا فِيهَا مَعَ بَهَائِمِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. 16تَجْمَعُ كُل أَمْتِعَتِهَا إِلى وَسَطِ سَاحَتِهَا وَتُحْرِقُ بِالنَّارِ المَدِينَةَ وَكُل أَمْتِعَتِهَا كَامِلةً لِلرَّبِّ إِلهِكَ فَتَكُونُ تَلاًّ إِلى الأَبَدِ لا تُبْنَى بَعْدُ. (تثنية 13: 15- 17)
10«حِينَ تَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِتُحَارِبَهَا اسْتَدْعِهَا لِلصُّلحِ 11فَإِنْ أَجَابَتْكَ إِلى الصُّلحِ وَفَتَحَتْ لكَ فَكُلُّ الشَّعْبِ المَوْجُودِ فِيهَا يَكُونُ لكَ لِلتَّسْخِيرِ وَيُسْتَعْبَدُ لكَ. 12وَإِنْ لمْ تُسَالِمْكَ بَل عَمِلتْ مَعَكَ حَرْباً فَحَاصِرْهَا. 13وَإِذَا دَفَعَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلى يَدِكَ فَاضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. 14وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالبَهَائِمُ وَكُلُّ مَا فِي المَدِينَةِ كُلُّ غَنِيمَتِهَا فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَ التِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. 15هَكَذَا تَفْعَلُ بِجَمِيعِ المُدُنِ البَعِيدَةِ مِنْكَ جِدّاً التِي ليْسَتْ مِنْ مُدُنِ هَؤُلاءِ الأُمَمِ هُنَا. 16وَأَمَّا مُدُنُ هَؤُلاءِ الشُّعُوبِ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيباً فَلا تَسْتَبْقِ مِنْهَا نَسَمَةً مَا 17بَل تُحَرِّمُهَا تَحْرِيماً ... (تثنية 20: 10- 18)
20فَهَتَفَ الشَّعْبُ وَضَرَبُوا بِالأَبْوَاقِ. وَكَانَ حِينَ سَمِعَ الشَّعْبُ صَوْتَ الْبُوقِ أَنَّ الشَّعْبَ هَتَفَ هُتَافاً عَظِيماً, فَسَقَطَ السُّورُ فِي مَكَانِهِ, وَصَعِدَ الشَّعْبُ إِلَى الْمَدِينَةِ كُلُّ رَجُلٍ مَعَ وَجْهِهِ, وَأَخَذُوا الْمَدِينَةَ. 21وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ, مِنْ طِفْلٍ وَشَيْخٍ - حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ. ... 24وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا. إِنَّمَا الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَآنِيَةُ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ جَعَلُوهَا فِي خِزَانَةِ بَيْتِ الرَّبِّ. (يشوع 6: 20- 24)
19فَقَامَ الْكَمِينُ بِسُرْعَةٍ مِنْ مَكَانِهِ وَرَكَضُوا عِنْدَمَا مَدَّ يَدَهُ، وَدَخَلُوا الْمَدِينَةَ وَأَخَذُوهَا، وَأَسْرَعُوا وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ. ... ... ... 24وَكَانَ لَمَّا انْتَهَى إِسْرَائِيلُ مِنْ قَتْلِ جَمِيعِ سُكَّانِ عَايٍ فِي الْحَقْلِ فِي الْبَرِّيَّةِ حَيْثُ لَحِقُوهُمْ, وَسَقَطُوا جَمِيعاً بِحَدِّ السَّيْفِ حَتَّى فَنُوا أَنَّ جَمِيعَ إِسْرَائِيلَ رَجَعَ إِلَى عَايٍ وَضَرَبُوهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. 25فَكَانَ جَمِيعُ الَّذِينَ سَقَطُوا فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنْ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفاً, جَمِيعُ أَهْلِ عَايٍ. 26وَيَشُوعُ لَمْ يَرُدَّ يَدَهُ الَّتِي مَدَّهَا بِالْحَرْبَةِ حَتَّى حَرَّمَ جَمِيعَ سُكَّانِ عَايٍ. 27لَكِنِ الْبَهَائِمُ وَغَنِيمَةُ تِلْكَ الْمَدِينَةِ نَهَبَهَا إِسْرَائِيلُ لأَنْفُسِهِمْ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ الَّذِي أَمَرَ بِهِ يَشُوعَ. 28وَأَحْرَقَ يَشُوعُ عَايَ وَجَعَلَهَا تَلاًّ أَبَدِيّاً خَرَاباً إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. 29وَمَلِكُ عَايٍ عَلَّقَهُ عَلَى الْخَشَبَةِ إِلَى وَقْتِ الْمَسَاءِ. وَعِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ أَمَرَ يَشُوعُ فَأَنْزَلُوا جُثَّتَهُ عَنِ الْخَشَبَةِ وَطَرَحُوهَا عِنْدَ مَدْخَلِ بَابِ الْمَدِينَةِ, وَأَقَامُوا عَلَيْهَا رُجْمَةَ حِجَارَةٍ عَظِيمَةً إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. 30حِينَئِذٍ بَنَى يَشُوعُ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ فِي جَبَلِ عِيبَالَ. (يشوع 8: 18 – 30)
وكذلك فعل يشوع بالشعوب الآتية: مَقِّيدَةَ وأَرِيحَا ولِبْنَةَ ولَخِيشَ ولَخِيشَ وحَبْرُونَ ودَبِيرَ وضربهم بحد السيف وكل نفس بها ولم يبق بها شارداً ، بل حرَّم كل نسمة بها – كما أمر الرب!!!
40فَضَرَبَ يَشُوعُ كُلَّ أَرْضِ الْجَبَلِ وَالْجَنُوبِ وَالسَّهْلِ وَالسُّفُوحِ وَكُلَّ مُلُوكِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِداً, بَلْ حَرَّمَ كُلَّ نَسَمَةٍ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ. (يشوع 10: 28-40)
10ثُمَّ رَجَعَ يَشُوعُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ وَأَخَذَ حَاصُورَ وَضَرَبَ مَلِكَهَا بِالسَّيْفِ.... 11وَضَرَبُوا كُلَّ نَفْسٍ بِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمُوهُمْ. وَلَمْ تَبْقَ نَسَمَةٌ. وَأَحْرَقَ حَاصُورَ بِالنَّارِ. 12فَأَخَذَ يَشُوعُ كُلَّ مُدُنِ أُولَئِكَ الْمُلُوكِ وَجَمِيعَ مُلُوكِهَا وَضَرَبَهُمْ بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمَهُمْ كَمَا أَمَرَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ. (يشوع 11: 10-12)
3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً» ... 8وَأَمْسَكَ أَجَاجَ مَلِكَ عَمَالِيقَ حَيّاً, وَحَرَّمَ جَمِيعَ الشَّعْبِ بِحَدِّ السَّيْفِ. 9وَعَفَا شَاوُلُ وَالشَّعْبُ عَنْ أَجَاجَ وَعَنْ خِيَارِ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ وَالْحُمْلاَنِ وَالْخِرَافِ وَعَنْ كُلِّ الْجَيِّدِ, وَلَمْ يَرْضُوا أَنْ يُحَرِّمُوهَا. وَكُلُّ الأَمْلاَكِ الْمُحْتَقَرَةِ وَالْمَهْزُولَةِ حَرَّمُوهَا. 10وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى صَمُوئِيلَ: 11«نَدِمْتُ عَلَى أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ شَاوُلَ مَلِكاً, لأَنَّهُ رَجَعَ مِنْ وَرَائِي وَلَمْ يُقِمْ كَلاَمِي». (صموئيل الأول 15: 3 - 11)
هكذا ندم الرب ذو العلم الأزلى عندما فوجىء بما حدث من شاول ، أنه عفا عن أجاج وعن الجيد من الغنم والبقر والحملان والخراف!!!
فإن قالوا : تلك كانت العصور الوسطى عصور الظلام - عندهم - ، فلا يحتج على المسيحية بها ، أو يقولون: إن هذا كان قبل أن يحصل الخلاص للعالم بصلب المسيح!!! وهو قول مغلوط لأسباب عديدة ….
إن النصارى يقولون بأن الكتاب المقدس لم ينسخ و لا يمكن أن ينسخ … ويستشهدون بقول المسيح (السموات والأرض تزولان و كلمتى لا تزول ) على أن النسخ لا يقع فى كتبهم … وهذا يخالف قولهم السالف.
الأهم من ذلك هو قول بولس نفسه الذى قد أيد كل ما ورد فى العهد القديم من دموية …. فنجده يقول فى
الرسالة إلى العبرانيين :
“30بِالإِيمَانِ سَقَطَتْ أَسْوَارُ أَرِيحَا بَعْدَمَا طِيفَ حَوْلَهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ.
31بِالإِيمَانِ رَاحَابُ الزَّانِيَةُ لَمْ تَهْلِكْ مَعَ الْعُصَاةِ، إِذْ قَبِلَتِ الْجَاسُوسَيْنِ بِسَلاَمٍ. 32وَمَاذَا أَقُولُ أَيْضاً؟ لأَنَّهُ يُعْوِزُنِي الْوَقْتُ إِنْ أَخْبَرْتُ عَنْ جِدْعُونَ، وَبَارَاقَ، وَشَمْشُونَ، وَيَفْتَاحَ، وَدَاوُدَ، وَصَمُوئِيلَ، وَالأَنْبِيَاءِ،
33الَّذِينَ بِالإِيمَانِ قَهَرُوا مَمَالِكَ، صَنَعُوا بِرّاً، نَالُوا مَوَاعِيدَ، سَدُّوا أَفْوَاهَ أُسُودٍ، 34أَطْفَأُوا قُوَّةَ النَّارِ، نَجَوْا مِنْ حَدِّ السَّيْفِ، تَقَّوُوا مِنْ ضُعْفٍ، صَارُوا أَشِدَّاءَ فِي الْحَرْبِ، هَزَمُوا جُيُوشَ غُرَبَاءَ،
35أَخَذَتْ نِسَاءٌ أَمْوَاتَهُنَّ بِقِيَامَةٍ. وَآخَرُونَ عُذِّبُوا وَلَمْ يَقْبَلُوا النَّجَاةَ لِكَيْ يَنَالُوا قِيَامَةً أَفْضَلَ.
36وَآخَرُونَ تَجَرَّبُوا فِي هُزُءٍ وَجَلْدٍ، ثُمَّ فِي قُيُودٍ أَيْضاً وَحَبْسٍ. 37رُجِمُوا، نُشِرُوا، جُرِّبُوا، مَاتُوا قَتْلاً بِالسَّيْفِ، طَافُوا فِي جُلُودِ غَنَمٍ وَجُلُودِ مِعْزَى، مُعْتَازِينَ مَكْرُوبِينَ مُذَلِّينَ” (عبرانيين 11: 30 – 36)
إذن فبولس نفسه يرى أن ما فعله هؤلاء من سفك دماء و جرائم حرب إنما هو تقوى و إيمان و خير ….!!!!
وفى العهد الجديد نقرأ أيضاً:
34«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً. 35فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا. (متى 10: 34-40)
49«جِئْتُ لأُلْقِيَ نَاراً عَلَى الأَرْضِ … 51أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لأُعْطِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ؟ كَلاَّ أَقُولُ لَكُمْ! بَلِ انْقِسَاماً. 52لأَنَّهُ يَكُونُ مِنَ الآنَ خَمْسَةٌ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ مُنْقَسِمِينَ: ثَلاَثَةٌ عَلَى اثْنَيْنِ وَاثْنَانِ عَلَى ثَلاَثَةٍ. 53يَنْقَسِمُ الأَبُ عَلَى الاِبْنِ وَالاِبْنُ عَلَى الأَبِ وَالأُمُّ عَلَى الْبِنْتِ وَالْبِنْتُ عَلَى الأُمِّ وَالْحَمَاةُ عَلَى كَنَّتِهَا وَالْكَنَّةُ عَلَى حَمَاتِهَا». (لوقا 12: 49-53)
27أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي». (لوقا 19: 27)
36فَقَالَ لَهُمْ: «لَكِنِ الآنَ مَنْ لَهُ كِيسٌ فَلْيَأْخُذْهُ وَمِزْوَدٌ كَذَلِكَ. وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَلْيَبِعْ ثَوْبَهُ وَيَشْتَرِ سَيْفاً. 37لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ فِيَّ أَيْضاً هَذَا الْمَكْتُوبُ: وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ. لأَنَّ مَا هُوَ مِنْ جِهَتِي لَهُ انْقِضَاءٌ». 38فَقَالُوا: «يَا رَبُّ هُوَذَا هُنَا سَيْفَانِ». فَقَالَ لَهُمْ: «يَكْفِي!». (لوقا 22: 36-37)
14لاَ تَكُونُوا تَحْتَ نِيرٍ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لأَنَّهُ أَيَّةُ خِلْطَةٍ لِلْبِرِّ وَالإِثْمِ؟ وَأَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ الظُّلْمَةِ؟ 15وَأَيُّ اتِّفَاقٍ لِلْمَسِيحِ مَعَ بَلِيعَالَ؟ وَأَيُّ نَصِيبٍ لِلْمُؤْمِنِ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ؟ 16وَأَيَّةُ مُوَافَقَةٍ لِهَيْكَلِ اللهِ مَعَ الأَوْثَانِ؟ (كورنثوس الثانية 6: 14-16).
فهذا هو دين النصارى الذى يزعمون أنه دين المحبة والسلام. فنحن نؤمن أن هذه ليست رسالة عيسى عليه السلام وأن رسالته هى مثل كل الرسالات السماوية تهدف إلى خير البشرية وسعادتها. إلا أن الكتاب المقدس لليهود والنصارى يأبى إلا أن تعيش البشرية على دين واحد. كل منهم يعتقد إنه صاحب الدين الأسمى والديانة الحقة ويسعى إلى إبادة مخالفيه. وها هو (القديس Polykarp ) يلخص هذا بقوله: إن كل من لا يعترف بأن المسيح قد ظهر بجسده فهو مسيخ دجال .. بل مولود من الشيطان .. بل باكورة أبناء الشيطان التاريخ الجنائى للمسيحية صفحة 143.
عزيزى السائل! فى عام 1340م أرغم الملك شارل روبرت غير المسيحيين فى المجر على التنصر أو النفى من البلاد.
وفى مصر قتل جستنيان الأول عام 560م 000 200 فى الأسكندرية وحدها.
وفى النرويج ذبح الملك " أولاف " كل من رفض اعتناق المسيحية.
وفى روسيا فرض فلاديمير عام 988م المسيحية على كل الروس بالقوة.
وفى الجبل الاسود قاد الأسقف الحاكم دانيال بيتروفيتش عملية ذبح غير المسيحيين ليلة عيد الميلاد عام 1703م
عزيزى السائل لم يكن هذا فهم الشعوب البربرية والجاهلة فقط كما تدعى ، بل هو عقيدة القوم حتى اليوم.
ففى منتصف القرن التاسع عشر فوجىء أهل لبنان برجل اسمه الأب ماكسمليان ، وهو رجل دين جاء من لتوانيا .. ولم يكد يهبط إلى شاطىء لبنان حتى صرخ فى الناس ، فالتف حوله الناس يسألونه عما دهمه ، فإذا به يطلب من المسيحيين إبادة كل مسلم ومسلمة ، وإخلاء لبنان من المسلمين.
وفى أوائل القرن العشرين جاءت سيدة كاثوليكية اسمها “إميليا” من مدينة “تورنتو” الإيطالية .. لقد زعمت هذه السيدة أنها رأت “العذراء” وقالت لها قومى الآن .. وسافرى إلى مدينة “صور” وسوف تجدين فى الشارع الواسع بيتاً أبيض .. أمامه شجرة عنب أحمر .. ادخلى البيت ، وأطلقى الرصاص على الذى يفتح الباب ولا تتأسفى عبى ذلك. فهذا أمر من السماء .. وقد اختارتك السماء لنشر دين المسيح ..!
عادت القاتلة – السيدة .. الأم .. – إلى إيطاليا سعيدة بعد أن قتلت طفلاً مسلماً بريئاً عمره لا يزيد عن الخامسة. وبذلك فقد أراحت ضميرها وأدت واجبها ونشرت دين المسيح!!!
هل مرَّ على هذا زمن طويل؟ فماذا يقولون في هذا القرن العشرين الذي نعيش فيه ، والذي يسمونه عصر الحضارة الإنسانية الراقية ؟!
لقد شهد هذا القرن من الحروب التي قامت بها الدول المسيحية ، ما شهدت تلك العصور الوسطى المظلمة – عندهم – بل وأشد وأقسى !!.
يقول بن جوريون رئيس وزراء إسرائيل السابق: إن أخشى ما نخشاه أن يظهر فى العالم محمد جديد.
غزت الاتحاد السوفيتى أفغانستان ولم تمد دولة فى العالم يد المساعدة إليهم. وهو نفس تصرُّف الغرب حين فتح الأحباش نيران رشاشاتهم الروسية على المصلين فى مسجد مدينة ريردار فأبادوا منهم ألفاً دفعة واحدة.
كتب الأديبان الفرنسيان “كوليت وفرانسيس جانسون”: “لعل العبث بالدين الإسلامى كان المجال المفضل لدى القائد “روفيجو” فقد وقف هذا القائد الفاجر ونادى فى قومه: إنه يلزمه أجمل مسجد فى المدينة ليجعل منه معبداً لإله المسيحيين. وطلب إلى أعوانه اعداد ذلك فى أقصر وقت ممكن.
ووقع الاختيار على “جامع القشاوة” وهو أجمل مساجد الجزائر ويقع فى وسط المدينة وفى قلب الحى الأوروبى. وتحدد ظهر يوم 18 من ديسمبر 1832 لإنجاز هذا العمل وتحقيق رغبة القائد المسيحى ناشر السلام!!!
ففى الميعاد المحدد تقدمت احدى فرق الجيش ، وأخذت أهبتها للعمل فى ميدان السودان ، وخرجت من بينها فرقة فهاجمت أبواب المسجد بالبلط والفئوس ، وإذا داخل المسجد 4000 أربعة آلاف مسلم ، قتلوا جميعاً ، وفى الصباح كانت القرارات قد صدرت وصار المسجد الجامع (كاتدرائية الجزائر).
وما إن انتهى الجنود من هذا العمل حتى استداروا صوب “مسجد القصبة” فدخله القواد والضباط والجنود ، وأقاموا فيه شعائرهم الدينية، حتى إذا انتهى القداس، شرع القساوسة فى تمجيد إله الجيوش وترتيل نشيد الغفران!!!
وقد انضم القس سوشيه الوكيل العام لأسقف الجزائر إلى هؤلاء الجنود الجهلة وضباطهم العابثين دون أن يستنكر هذه الفعلة النكراء. فهو لم يجد فى كتابه ما ينهيه عن ذلك!!! لذلك جاء مدحه لهذه الجرائم. فقد كتب سنة 1839 كتاباً أسماه “رسائل مفيدة ومشوقة عن الجزائر” وجه فيه الكلام إلى عاهل فرنسا، يمتدح فيه القاتل مسيو فاليه ويصفه بالرجل ذى الضمير الحى.
كما كتب الأديبان الفرنسيان “كوليت وفرانسيس جانسون” أيضاً وهم لا يرويان عن شاهد ، وإنما من واقع تقارير لجان رسمية أو من رسائل مكتوبة بخط قادة أو ضباط يتركون أنفسهم على سجيتها وهم يتحدثون إلى زوجاتهم ، أو ذوى قرباهم:
“بناء على تعاليم الجنرال (روفيجو) خرجت قوة من الجنود فى مدينة الجزائر ليلة السادس من أبريل سنة 1832 ، وانقضت قبيل الفجر على أفراد القبيلة وهم نيام تحت خيامهم ، فبغتتهم جميعاً دون أن يستطيع أحد منهم الدفاع عن نفسه، وقد لقى الجميع حتفهم بلا نمييز بين رجل وطفل ولا بين رجل وامرأة، وعاد الفرنسيون من هذه الحملة وهم يرفعون رؤوس القتلى على أسنة رماحهم.
ويقول الجنرال شان جانييه: إن رجاله وجدوا التسلية فى جزر رقاب المواطنين من رجال القبائل الثائرة فى بلدتى (الحواش) و (بورقيقة).
كما جاء فى تقرير رسمى: إن كل الماشية قد بيعت إلى قنصل الدنمارك ، وعرض باقى الغنيمة فى سوق باب عزون ، حيث كانت ترى أساور النساء محيطة بمعاصم مقطوعة ، وأقراط تتدلى من قطع لحم أدمى، وقد بيعت هذه المصوغات ووزع ثمنها على ذابحى أصحابها ، وفى ليل ذلك اليوم أصدر البوليس أوامره إلى أهل المدينة باضاءة الأنوار فى حوانيتهم علامة على الإبتهاج!!!
وقالت إحدى اللجان الرسمية الفرنسية فى تقرير لها كتبته بعد تحقيق أجرته أثر بعض هذه المذابح:
“لقد ذبحنا أناساً كانوا يحملون تراخيصاً بالتنقل ، كما قضينا على مناطق بأكملها ، اتضح فيما بعد أن ضحايانا فيها كانوا أبرياء ، وقد حاكمنا رجالاً عرفوا بالقداسة بين عشيرتهم ، وآخرين لا تنقصهم صفة الإحترام بين ذويهم لمجرد أنهم مثلوا أمامنا سائلين الرحمة بزملائهم. (الإستعمار أحقاد وأطماع ص 28)
وقد كتب المارشال سانت أرنو إلى أهله يقول: إن بلاد بنى منصر بديعة، وهى من أجمل ما رأيت فى أفريقية، فقراها متقاربة، وأهلها متحابون، لقد أحرقنا فيها كل شىء، ودمرنا كل شىء. (الإستعمار أحقاد وأطماع ص 28)
حدث ذات مرة أن ثار الجزائريون أثناء الحرب العالمية الثانية مطالبين بحريتهم ، فما كان من البوليس الفرنسى أن تبادل اطلاق النار مع الثائرين بصورة وحشية فى الثامن من مايو سنة 1945 ، فأعلنت الأحكام العرفية على أثر ذلك، وأقبل الطراد “ديجواى - تراون” فأمطر مدينة “خزاطة” وابلاً من قنابله الثقيلة، وقامت قوات الجيش بالحملات التأديبية، وشنق الوطنيين من غير محاكمة، وكانت النتيجة أن قتل من الأوربيين 102 قتيلاً على وجه التحديد، أما عدد القتلى من العرب فقد قيل أولاً بصفة رسمية إنه 1500 ، غير أن الجيش أعلن أنه يتراوح بين 6000 و 8000.
ثم جاءت إحصاءات أخرى تقول إن العدد الصحيح 000 20، وبعد إعادة النظر فى حقائق الأمور تبين أن العدد الصحيح هو 000 40 قتيل، وقد أيده القنصل الأمريكى ببيانات من عنده.
أربعون ألف قتيل يحصدون هكذا بين عشية وضحاها!!! أتظن لو انتشر وباء الطاعون بالبلد البائس أكان يغتال هذا العدد بهذه السرعة؟
ويجىء القساوسة الكاثوليك بعد ذلك لينصِّروا اليتامى من أبناء وبنات الشهداء – تماماً كما حدث لأبناء وبنات مسلمى البوسنة والهرسك – وليقولوا لهم وهم يحشرونهم فى احدى الملاجىء المسيحية: “الله محبة!!!” و “على الأرض السلام!!!” و “للناس المسرة!!!”.
على ركام من أشلاء الموتى والجرحى ومشوهى الحرب، على ركام من أطلال منازلهم وخراب مصانعهم ومزارءهم ونفاق حيواناتهم، على ركام من هؤلاء ذاهب فى الطول والعرض، وبعد أمواج من الرعب يخلفها هذا السيل المشئوم من الدماء، يجاء بالأولاد التائهين وبقايا الأحياء فى أنحاء الأرض ليسمعوا بقلوب قد فطرها الثكل والفزع: أن الله محبة!!!
هل تعلم أنه عُرِضَ اقتراح على هيئة الأمم المتحدة ضد التفرقة العنصرية بجنوب أفريقيا. شىء إنسانى رائع لا يرفضه إلا كل متعصِّب أو مستفيد من هذه الكوارث!!
عارضت الإقتراح ووقفت تناصر التفرقة العنصرية ، وتعلن العداء لحقوق الإنسان كل من البلاد المسيحية المتحضرة الآتية: بريطانيا واستراليا وكندا ونيوزيلندة وبلجيكا. وامتنع عن التصويت كل من: الولايات المتحدة والنرويج وتركيا والدانيمارك وفرموزا.
أما سياسة فرنسا فى هذه القضية وغيرها فقد شرحها أحد علماء القانون الفرنسى فى هذه العبارات:
“إذا قلنا سيادة الشعب فلا يعنى هذا شعوب مدغشقر أو أفريقيا الاستوائية أو مسلمى مراكش ...! إن حقوق الانسان والمواطن لا تطبق ولا تراعى إلا لصالح الشعب الفرنسى بالقارة الأوربية. فالوطن فى مدغشقر أو الهند الصينية مهما بلغت مكانته الاجتماعية وثقافته وعلمه لا يعتبر مساوياً للفرنسى الأوربى.”
هل تعلم أن جزيرة مدغشقر قد ثارت بعد الحرب العالمية الثانية تطالب بحريتها ، فكان جزاء الثائرين أن تحركت القوات الفرنسية ، وقتلت من الآهلين 000 80 ثمانين ألف نفس فى ضربة واحدة!!
ونفس الشىء حدث لقبائل “الماو ماو” فى كينيا عندما ثارت تطالب بحريتها فقد أباد الإنجليز أهلها حتى لم يتبق من هذه القبائل سوى 250 أو 300 نفس على الأكثر. إذن قد أبيدت عشرات الألوف من هؤلاء المطالبين بحقوق الانسن!! فى الوقت الذى ادعى الإنجليز أن وحوشاً برية قد ظهرت بكثرة فى هذا الموطن وفتكت بالناس فتكاً ذريعاً! حتى الحيوانات المفترسة لم تسلم من إلصاق تهماً بها تغطية على فضائح وجرائم الإنجليز! “الله محبة!!!” و “على الأرض السلام!!!” و “للناس المسرة!!!”.
ونفس هذا الإجرام تجده أيضاً بين فرق النصارى أنفسهم: فقد اشتركت الكنيسة الكاثوليكية فى صربيا مع قساوستها ورجال الإكليرك والرهبان وكذلك أعضاء منظمات الشباب الكاثوليك فى المذابح التى لاقاها الأرثوذكس من أهل الصرب فى معسكرات الاعتقال التى كان يشرف عليها القساوسة الكاثوليك وأسفرت عن مقتل 000 700 من الصرب الأرثوذكس و 000 90 من اليهود والزيجويتر، على الرغم من علم البابا بما يحدث هناك تبعاً للتقرير المفصل الذى قدمه إليه (بوكون) فى الثامن من أكتوبر لسنة 1942.
يقول أيوجين روستو رئيس قسم التخطيط فى وزارة الخارجية الأمريكية ، ومستشار الرئيس جونسون لشؤون الشرق الأوسط حتى سنة 1967: يجب أن ندرك أن الخلافات القائمة بيننا وبين الشعوب العربية ليست خلافات بين دول أو شعوب، بل هى خلافات بين الحضارة الإسلامية والحضارة المسيحية.
ويستطرد قائلاً: لقد كان الصراع محتدما ما بين المسيحية والإسلام من القرون الوسطى ، وهو مستمر حتى هذه اللحظة بصورة مختلفة. ومنذ قرن ونصف خضع الإسلام لسيطرة الغرب وخضع التراث الإسلامى للتراث المسيحى.
ويتابع قائلاً: إن الظروف التاريخية تؤكد أن أمريكا إنما هى جزء مكمل للعالم الغربى ، فلسفته ، وعقيدته ، ونظامه ، وذلك يجعلها تقف معادية للعالم الشرقى الإسلامى ، بفلسفته وعقيدته المتمثلة فى الدين الإسلامى ، ولا تستطيع أمريكا إلا أن تقف هذا الموقف المعادى للإسلام وإلى جانب العالم الغربى والدولة الصهيونية ، لأنها إن فعلت عكس ذلك فإنها تتنكر لغتها وفلسفتها وثقافتها ومؤسساتها.
هذا ما قاله روستو. إن الهدف الأعلى من استعمارهم للشرق الأوسط ومساندت الكيان الصهيونى الإسرائيل هو إذن تدمير الحضارة الإسلامية ، وأن قيام دولة إسرائيل هو جزء من هذا المخطط. وليس ذلك إلا استمراراً للحروب الصليبية!!
ألم يقف (اللورد اللنبي) ممثل الحلفاء: إنجلترا ، وفرنسا ، وإيطاليا ، ورومانيا ، وأميركا ، في بيت المقدس في سنة 1918 ، حين استولى عليه في أخريات الحرب العالمية الأولى قائلاً: (اليوم انتهت الحروب الصليبية)؟!
ألم يؤكد هذا باترسون سمث فى كتابه “حياة المسيح الشعبية”؟ قائلاً: باءت الحروب الصليبية بالفشل ، لكن حادثاً خطيراً وقع بعد ذلك، حينما بعثت انجلترا بحملتها الصليبية الثامنة، ففازت هذه المرة.
إن حملة اللنبى على القدس أثناء الحرب العالمية الأولى هى إذن الحملة الصليبية الثامنة والأخيرة.
ألم تنشر الصحف البريطانية صور اللنبى ، وكتبت تحته عبارته المشهورة التى قالها عندما غزا القدس: “اليوم انتهت الحروب الصليبية”.
ألم يهنىء لويد جورج وزير الخارجية البريطان الجنرال اللنبى فى البرلمان البريطانى لإحرازه النصر فى آخر حملة من الحروب الصليبية ، التى سماها لويد جورج الحرب الصليبية الثامنة.
والجنرال الفرنسي ( غورو ) ممثل الحلفاء عندما تغلب على جيش ميسلون خارج دمشق توجه فوراً إلى قبر البطل المسلم ( صلاح الدين الأيوبي ) عند الجامع الأموى ، وركله بقدمه وقال له: “ها قد عدنا يا صلاح الدين”.
يؤكد استمرار الحروب الصليبية ما قاله وزير خارجية فرنسا مسيو بيدو عندما زاره بعض البرلمانيين الفرنسيين وطلبوا منه وضع حداً للمعركة الدائرة فى المغرب أجابهم: “إنها معركة بين الهلال والصليب”!!!
وحزب الكتائب وشمعون يعتبرون أن حرب لبنان هى حرب صليبية، كما نشرت فى عنوانها الرئيسى جريدة العمل اللبنانية التى يشرف عليها بيير الجميل.
ألم يقل راندولف تشرشل بعد سقوط القدس سنة 1967: لقد كان إخراج القدس من سيطرة الإسلام حلم المسيحيين واليهود على السواء ، إن سرور المسيحيين لا يقل عن سرور اليهود. إن القدس قد خرجت من أيدى المسلمين ، وقد أصدر الكنيست اليهودى ثلاثة قرارات بضمها إلى القدس اليهودية ولن تعود إلى المسلمين فى أية مفاوضات مقبلة بين المسلمين واليهود.
وعندما دخلت قوات اسرائيل القدس سنة 1967 تجمهر الجنود حول حائط المبكى ، وأخذوا يهتفون مع موشى دايان: هذا يوم بيوم خيبر ... ...
وتابعوا هتافهم: حطوا المشمش عالتفاح ، دين محمد ولَّى وراح ...
وهتفوا أيضاً: محمد مات .. خلف بنات ..
واستغلت إسرائيل صليبية الغرب فخرج أعوان إسرائيل فى باريس بمظاهرات قبل حرب سنة 1967 يحملون لافتات ، سار تحت هذه اللافتات جان سارتر ، كتبوا على هذه اللافتات ، وعلى جميع صناديق التبرعات لإسرائيل جملة واحدة :
“قاتلوا المسلمين”! فاتهب الحماس الصليبى الغربى ، وتبرع الفرنسيين بألف مليون فرنك خلال أربعة أيام
فقط ... كما طبعت إسرائيل بطاقات معايدة كتب عليها “هزيمة الهلال” بيعت بالملايين ... لتقوية الصهاينة الذين يواصلون رسالة الصليبية الأوربية فى المنطقة ، وهى محاربة الإسلام وتدمير المسلمين.
إنهم لايزالون يريدون القضاء على الإسلام واحتلال ديار المسلمين وثرواتهم!
فهذا لورنس براون يقول:“إن الإسلام هو الجدار الوحيد فى وجه الإستعمار الأوربى”
ويقول جلاد ستون رئيس وزراء بريطانيا سابقاً: “ما دام هذا القرآن موجوداً فى أيدى المسلمين فلن تستطيع أوربا السيطرة على الشرق”.
ويقول الحاكم الفرنسى على الجزائر فى ذكرى مرور مائة سنة على استعمار الجزائر: “إننا لن ننتصر على الجزائريين ما داموا يقرؤون القرآن ، ويتكلمون العربية ، فيجب أن نزيل القرآن العربى من وجودهم ، ونقتلع اللسان العربى من ألسنتهم.
وفى افتتاحية عدد 22 أيار لسنة 1952 من جريدة أوزباكستان - وهى الجريدة اليومية للحزب الشيوعى لأوزباكستان : “من المستحيل تثبيت الشوعية قبل سحق الإسلام نهائياً”
ويقول أحد المنصريين “المبشرين”: إن القوة الكامنة فى الإسلام هى التى وقفت سداً منيعاً فى انتشار المسيحية، وهى التى أخضعت البلاد التى كانت خاضعة للنصرانية.
ويقول مسؤول فى وزارة الخارجية الفرنسة سنة 1952: “ليست الشيوعية خطراً على أوربا فيما يبدو لى ، إن الخطر الحقيقى الذى يهددنا مباشراً وعنيفاً هو الخطر الإسلامى ، فالمسلمون عالم مستقل كل الإستقلال عن عالمنا الغربى ، فهم يملكون تراثهم الروحى الخاص بهم ، ويتمتعون بحضارة تاريخية ذات أصالة ، فهم جديرون أن يقيموا قواعد عالم جديد ، دون حاجة إلى إذابة شخصيتهم الحضارية والروحية فى الحضارة الغربية.
فإذا تهيأ لهم أسباب الإنتاج الصناعى فى نطاقه الواسع انطلقوا فى العالم يحملون تراثهم الحضارى الثمين ، وانتشروا فى الأرض يزيلون منها قواعد الحضارة الغربية ، ويقذفون برسالتها إلى متحف التاريخ. وقد حاولنا نحن الفرنسيين خلال حكمنا الطويل للجزائر أن نتغلب على شخصية الشعب المسلمة ، فكان الإخفاق الكامل على الرغم من مجهوداتنا الكبيرة الضخمة.
إن العالم الإسلامى عملاق مقيد ، عملاق لم يكتشف نفسه حتى الآن اكتشافاً تاماً ، فهو حائر، قلق، كاره لانحطاطه وتخلفه، وراغب رغبة - يخالطها الكسل والفوضى – فى مستقبل أحسن ، وحرية أفضل ...
فلنعط هذا العالم الإسلامى ما يشاء ، ولنقوِ فى نفسه الرغبة فى عدم الإنتاج الصناعى والفنى حتى لا ينهض ، فإذا عجزنا عن تحقيق هذا الهدف ، بإبقاء المسلم متخلفاً ، وتحرر العملاق من قيود جهله وعقدة الشعور بعجزه ، فقد بؤنا باخفاق خطير ، وأصبح خطر العالم العربى ، وما وراءه من الطاقات الإسلامية الضخمة خطراً داهماً ينتهى به الغرب ، وتنتهى معه وظيفته الحضارية كقائد للعالم.”
ويقول مورو بيرجر فى كتابه (العالم العربى المعاصر): إن الخوف من العرب ، وإن اهتمامنا بالأمة العربية ، ليس ناتجاً عن وجود البترول بغزارة عند العرب ، بل بسبب الإسلام.
فيجب محاربة الإسلام ، للحيلولة دون وحدة العرب ، التى تؤدى إلى قوة العرب ، لأن قوة العرب تتصاحب دائماً مع قوة الإسلام وعزته وانتشاره.
إن الإسلام يفزعنا عندما نراه ينتشر بيسر فى القارة الإفريقية.
بعد استقلال الجزائر ألقى أحد كبار المستشرقين محاضرة فى مدريد كان عنوانها: لماذا كنا نحاول البقاء فى الجزائر؟
وأجاب على هذا السؤال بشرح مستفيض ملخصه: إننا لم نكن نسخِّر النصف مليون جندى من أجل نبيذ الجزائر أو صحاريها أو زيتونها …
إننا كنا نعتبر أنفسنا سور أوربا الذى يقف فى وجه زحف إسلامى محتمل يقوم به الجزائريون واخوانهم من المسلمين عبر البحر المتوسط ، ليستعيدوا الأندلس التى فقدوها ، وليخلوا معنا فى قلب فرنسا بمعركة بواتيه جديدة ينتصرون فيها ، ويكتسحون أوربا الواهنة ، ويكملون ما كانوا قد عزموا عليه أثناء حلم الأمويين بتحويل المتوسط إلى بحيرة إسلامية خالصة. من أجل ذلك كنا نحارب فى الجزائر.
يقول جاردنر: إن الحروب الصليبية لم تكن لإنقاذ القدس، إنها كانت لتدمير الإسلام.
ونشيد جيوش الاستعمار كان يقول: أنا ذاهب لسحق الأمة الملعونة ، لأحارب الديانة الإسلامية ، ولأمحوا القرآن بكل قوتى.
ويقول المستشرق الفرنسى كيمون فى كتابه (باثولوجيا الإسلام): “إن الديانة المحمدية جذام تفشى بين الناس ، وأخذ يفتك بهم فتكاً ذريعاً ، بل هو مرض مريع ، وشلل عام ، وجنون ذهولى يبعث على الخمول والكسل ، ولا يوقظه من الخمول والكسل إلا ليدفعه إلى سفك الدماء ، والإدمان على معاقرة الخمور ، وارتكاب جميع القبائح ، وما قبر محمد إلا عمود كهربائى يبعث الجنون فى رؤوس المسلمين ، فيأتون بمظاهر الصرع والذهول العقلى إلى ما لا نهاية ، ويعتادون على عادات تنقلب إلى طباع أصيلة ككراهة لحم الخنزير ، والخمر والموسيقى. إن الإسلام كله قائم على القسوة والفجور فى اللذات.”
ويتابع هذا المستشرق المجنون قائلاً: “أعتقد أنه من الواجب إبادة خُمس المسلمين ، والحكم على الباقين بالأشغال الشاقة ، وتدمير الكعبة ، ووضع قبر محمد وجثته فى متحف اللوفر.”
ويبدو أن قائد الجيوش الانجليزية فى حملة السودان قد طبق هذه الوصية ، فهجم على قبر المهدى -الذى سبق له أن حرر السودان وقتل القائد الإنجليزى جوردون – ونبشه ، وأخرج جثة المهدى وفصل رأسه وأرسله إلى عاهر إنجليزى وطلب إليه أن يجعله مطفأة لسجائره.
كما صرح الكاردينال بور ، كاردينال برلين لمجلة تابلت الإنجليزية الكاثوليكية يوم سقوط القدس سنة 1967 بعد أن أقام القداس فى وجود المسيحيين واليهود فى كنيس يهودى لأول مرة فى تاريخ المسيحية: إن المسيحيين لابد لهم من التعاون مع اليهود للقضاء على الإسلام وتخليص الأرض المقدسة.
كما قال لويس التاسع ملك فرنسا الذى أسر فى دار ابن لقمان بالمنصورة فى وثيقة محفوظة فى دار الوثائق القومية فى باريس: “إنه لا يمكن الانتصار على المسلمين من خلال حرب ، وإنما الانتصار عليهم بواسطة السياسة باتباع ما يلى:
- إشاعة الفرقة بين قادة المسلمين ، وإذا حدثت فليعمل على توسيع شقتها ما أمكن حتى يكون هذا الخلاف عاملاً على إضعاف المسلمين.
- عدم تمكين البلاد الإسلامية والعربية أن يقوم فيها حكم صالح.
- إفساد أنظمة الحكم فى البلاد الإسلامية بالرشوة والفساد والنساء ، حتى تنفصل القاعدة عن القمة.
- الحيلولة دون قيام جيش مؤمن بحق وطنه عليه ، يضحى فى سبيل مبادئه.
- العمل على قيام دولة غريبة فى المنطقة العربية تمتد ما بين غزة جنوباً ، أنطاكيا شمالاً ثم تتجه شرقاً وتمتد حتى تصل إلى الغرب.
اعترض مجلس العموم البريطانى على وزير خارجيته “كرزون” على اعتراف انجلترا باستقلال تركيا التى يمكنها أن تجمع حولها العالم الإسلامى مرة أخرى وتهجم على الغرب.
فأجاب كرزون: لقد قضينا على تركيا ، التى لن تقوم لها قائمة بعد اليوم .. لأننا قضينا على قوتها المتمثلة فى أمرين: الإسلام والخلافة.
فصفق النواب الانجليز كلهم ، وسكتت المعارضة.
يقول جلادستون: مادام هذا القرآن موجوداً ، فلن تستطيع أوربا السيطرة على الشرق ، ولا أن تكون هى نفسها فى أمان.
ويقول المبشر وليم جيفورد بالكراف: متى توارى القرآن ومدينة مكة عن بلاد العرب ، يمكننا حينئذ أن نرى العربى يتدرج فى طريق الحضارة الغربية بعيداً عن محمد وكتابه.
استولت الحبشة على إريتريا المسلمة بتأييد من فرنسا وانجلترا. فماذا قعلت فيها؟ صادرت معظم أراضيها ، وأسلمتها لإقطاعيين من الحبشة ، كان الإقطاعى والكاهن مخولين بقتل أى مسلم دون الرجوع إلى السلطة ، فكان الإقطاعى أو الكاهن يشنق فلاحيه أو يعذبهم فى الوقت الذى يريد ….
فتحت للفلاحين المسلمين سجوناً جماعية رهيبة ، يجلد فيها الفلاحون بسياط أكثر من عشرة كيلو جرامات. وبعد إنزال أفظع أنواع العذاب بهم كانوا يُلقوْن فى زنزانات بعد أن تربط أيديهم بأرجلهم ، ويتركون هكذا لعشر سنين أو أكثر ، وعندما كانوا يخرجون من السجون كانوا لا يستطيعون الوقوف ، لأن ظهورهم قد أخذت شكل القوس.
كل ذلك قبل استلام هيلاسيلاسى السلطة فى الحبشة ، فلما أصبح امبراطور الحبشة وضع خطة لإنهاء المسلمين خلال خمسة عشر عاما ، وتباهى بخطته هذه أمام الكونجرس الأمريكى.
سن تشريعات لإذلال المسلمين منها أن عليهم أن يركعوا لموظفى الدولة وإلا يقتلوا.
أمر أن تستباح دماؤهم لأقل الأسباب ، فقد وجد شُرطياً قتيلاً قرب قرية مسلمة ، فأرسلت الحكومة كتيبة كاملة قتلت أهل القرية كلهم وأحرقتهم مع قريتهم ، ثم تبين أن القاتل هو صديق المقتول ، الذى اعتدى على زوجته.
حاول أحد العلماء وهو الشيخ عبد القادر أن يثور على هذه الإبادة فجمع الرجال ، واختفى فى الغابات ، فجمعت الحكومة أطفالهم ونساءهم وشيوخهم فى أكواخ من الحشيش والقصب ، وسكبت عليهم البنزين وأحرقتهم جميعاً.
ومن قبضت عليه من الثوار كانت تعذبه عذاباً رهيباً قبل قتله ، من ذلك اطفاء السجائر فى عينيه وأذنيه ، وهتك عرض بناته وزوجته وأخواته أمام عينيه ، ودق خصيتيه بأعقاب البنادق ... وجره على الأسلاك الشائكة حتى يتفتت، وإلقاؤه جريحا قبل أن يموت لتأكله الحيوانات الجارحة ، بعد أن تربطه بالسلاسل حتى لا يقاوم.
أصدر هيلاسيلاسى أمراً باغلاق مدارس المسلمين وأمر بفتح مدارس مسيحية وأجبر المسلمين على ادخال أبنائهم فيها تمهيداً لتنصيرهم.
وفى بنجلاديش قتل الجيش الهندى الذى كان يقوده يهود عشرة آلاف عالم مسلم بعد انتصاره على جيش باكستان سنة 1971 ، وقتل مائة ألف من طلبة المعاهد الإسلامية وموظفى الدولة ، وسجن خمسين ألفاً من العلماء وأساتذة الجامعات ، وقتل ربع مليون مسلم هندى هاجروا من الهند إلى باكستان قبل الحرب ، وسلب الجيش الهندى ما قيمته 30 مليار روبية من باكستان الشرقية من أموال الناس والدولة.
ما وجه الاختلاف بين ما فعله أمس الجنود الصرب فى مسلمى البوسنة أو ما فعله الروس فى مسلمى الشيشان أو ما فعله هيلاسيلاسى تحت سمع وبصر العالم أجمع وبين ما فعله القساوسة الأسبان فى مسلمى أسبانيا؟
فهذا النقيب الفرنسى “دى ليل” يحكى أهوال غرف التعذيب التى عثروا عليها فى أحد الأديرة: “رأينا غرفاً صغيرة فى حجم جسم الانسان ، بعضها عمودى وبعضها أفقى ، فيبقى سجين الغرف العمودية واقفاً على رجليه مدة سجنه حتى يموت ، ويبقى سجين الغرف الأفقية ممدوداً بها حتى يموت. وتبقى الجثث فى السجن الضيق حتى تبلى. ويتساقط اللحم عن العظم وتأكله الديدان. ولكى تُصرَف الروائح الكريهة المنبعثة من جثث الموتى فتحوا نافذة صغيرة إلى الفضاء الخارجى. وقد عثرنا فى هذه الغرف على هياكل بشرية ما زالت فى أغلالها.
ثم انتقلنا إلى غرف أخرى ، فرأينا فيها ما تقشعر لهوله الأبدان ، عثرنا على آلات رهيبة للتعذيب ، منها آلات لتكسير العظام ، وسحق الجسم البشرى. كانوا يبدؤون بسحق عظام الأرجل ، ثم عظام الصدر والرأس واليدين تدريجياً، حتى يهشم الجسم كله ، ويخرج من الجانب الآخر كتلة من العظام المسحوق ، والدماء الممزوجة باللحم المفروم.
ثم يرنمون “الله محبة!!!” و “على الأرض السلام!!!” و “للناس المسرة!!!”
ويستطرد النقيب “دى ليل” قائلاً: ثم عثرنا على صندوق فى حجم رأس الانسان تماماً ، يوضع فيه رأس الذى يريدون تعذيبه بعد أن يربطوا يديه ورجليه بالسلاسل والأغلال حتى لا يستطيع الحركة ، وفى أعلى الصندوق ثقب تتقاطر منه نقط الماء البارد على رأس المسكين بانتضام، فى كل دقيقة نقطة، حتى يُجَن المعذَّب او يموت.
وآلة أخرى للتعذيب على شكل تابوت تثبت فيه سكاكين حادة ، فكانوا يلقون المُعذَّب فى هذا التابوت، ثم يغلقون بابه المثبَّت فيه سكاكين وخناجر. فإذا أغلق باب التابوت مزَّق جسد المعذَّب وقطعه إرباً إرباً وهو ما زال على قيد الحياة!!
كما عثرنا على آلات كالكلاليب تغرز فى لسان المعذب ثم تُشَدّ ليخرج اللسان معها، ليقص قطعة قطعة. وكلاليب تغرس فى أثداء النساء وتسحب بعنف حتى تتقطع الأثداء أو تبتر بالسكاكين!!
ثم يرنمون “الله محبة!!!” و “على الأرض السلام!!!” و “للناس المسرة!!!”
وهذا بن غوريون رئيس وزراء إسرائيل سابقاً يقول: “إن أخشى ما نخشاه أن يظهر فى العالم العربى محمد جديد.
وهل هدمت الديار ،وسفكت الدماء ،واغتصبت الأعراض في البوسنة والهرسك إلا باسم الصليب؟
بل أين هؤلاء مما حدث في الشيشان – ومازال يحدث -؟ وفي إفريقيا ؟واندونيسيا ؟ و...غيرها ؟ وهل يستطيع هؤلاء إنكار أن ما حدث في كوسوفا كان حربا صليبية ؟
هل تعلم أن الخرائط التى وضعها اليهود لدولتهم الكبرى تشتمل على جميع الأراضى العربية الواقعة بين النيل والفرات وهى شمال الحجاز بما فيه المدينة المنورة!!!
هل تعلم أنه فى شهر أبريل من سنة 1948 نشر الزعيم اليهودى “بن هخت” – عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين – مقالاً فى جريدة نيويورك تايمز يطالب فيه بتشكيل جيش يهودى قوى لاحتلال المدينة المنورة ، وهدم المسجد النبوى الشريف والضريح الطاهر ، لإرغام العرب والمسلمين على الخضوع لليهود والركوع على أقدامهم!!!
هل تعلم أن الرئيس الفرنسى فرانسوا ميتران صرح فى شهر ديسمبر لسنة 1992 بشأن جرائم الصرب فى البوسنة والهرسك: إننى لا أرضى على مايحدث فى البوسنة من جرائم بشعة، لكننى لن أسمح بأن تكون البوسنة دولة إسلامية فى قلب أوروبا”
حقاً “الله محبة!!!” و “على الأرض السلام!!!” و “للناس المسرة!!!”.
ولا تظن أن هذا شأن الرئيس الفرنسى فقط ، بل هو شأن العالم المسيحى كله!
ولعل التاريخ لم يُمحَ بعد، ولعل الذاكرة تسترجع اسم الدكتور سالم أحمد سالم وزير خارجية تنزانيا سابقاً ، والذى رشح من قبل منافساً للسكرتير العام السابق للأمم المتحدة بيريز دى كويار ، وقد حقق قبولاً ضخماً ، فاستخدمت فى مواجهته الولايات المتحدة واللوبى الصهيونى الذى يحكمها 16 فيتو صينى و 4 فيتو أمريكى و21 عملية اقتراع داخل مجلس الأمن استغرقت ثلاثة أسابيع لإجهاض انتخاب مسلم للأمم المتحدة!!! وانتهى الأمر إلى اختيار دى كويار. أما اختيار بطرس غالى فقد تم بالإجماع ، وفى جلسة واحدة.
إن الصليبية التى تهيمن على الأوروبيين والأمريكان لشىء آخر غير دين عيسى عليه السلام ، إن الصليبية المحدثة التى تُنسب لعيسى نبى الرحمة عليه السلام قوله “أما أعدائى الذين لم يريدوا أن أملك عليهم فأتوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدامى“ (لوقا 19: 27) قد انسجمت مع طبائع الغربيين الذين اعتنقوها ، وأرخت العنان لما يكمن فيها من قسوة.
يُضاف إلى ذلك أنها نقضت الاحساس بمعنى الجريمة وعقباها السيئة. ذلك أن نظرية صلب برىء وما تضمنته من تضحية الله – سبحانه وتعالى عن ذلك علواً كبيرا – بابنه الوحيد كفارة لخطيئة آدم ، وكذلك نظرية بولس “متبرين مجاناً بنعمته بالفداء الذى بيسوع المسيح” (رومية 3:24) التى تجعل الانسان من أهل البر والتقوى وتقربه إلى الله وتفسح الطريق أمامه لدخول الجنة بغير حساب أو عوائق ، جعلت الألوف المؤلفة من مصدقيها يستهينون بالأثام المحظورة ويُقدِمون عليها وهم آملون أن تُحمَل عنهم!
عزيزى السائل إن الخطأ يكمن فى كتابكم وفى فهمكم له. اسمع ما يقوله الراهب “جروم” عن أخلاق البابوات: “إن عيش القسوس ونعيمهم كان يزرى بترف الأغنياء والأمراء – ولقد انحطت أخلاق البابوات انحطاطاً عظيماً ، واستحوذ عليهم الجشع، وحب المال ، حتى كانوا يبيعون المناصب والوظائف فى المزاد العلنى، ويؤجرون الجنة بالصكوك، ويأذنون بنقض القوانين ويمنحون شهادات النجاة وإجازة حل المحرمات والمحظورات ولا يتورعون عن التعامل بالربا والرشوة.
ولقد بلغ من تبذيرهم للمال أن البابا (أينوسنت الثامن) اضطر إلى أن يرهن تاج البابوية. ويذكر عن البابا (ليو العاشر) أنه أنفق ما ترك سلفه من ثروة بالإضافة إلى دخله وإيراد خليفته المنتظر.
وكانوا يفرضون الإتاوات على الناس، ويستخدمون أبشع الوسائل فى استيفائها من الأغنياء والفقراء على السواء، ولا يأنفون من استيفاء هذه الإتاوات والضرائب حتى من البغايا اللواتى يستخدمن أعراضهن للحصول على المعيشة – بل كانوا يشجعون على البغاء العلنى بإعطاء التراخيص والإجازات لمن يريد ممارسة مهنة البغاء.
وقد أحصى عدد من حصلن على التراخيص فى عهد أحد البابوات فوجد أن عددهن يتجاوز 000 16 امرأة فى مدينة روما وحدها!!!
ولقد أورد مؤلف كتاب (الفارياق) حقائق مذهلة عن شيوع الفساد بين البابوات منها:
أن البابا “يوحنا الثانى” كان خليعاً ماجناً ، اتُهِمَ من قِبَل أربعين أسقفاً وسبعة عشر كاردينال بأنه فسق بعدة نساء، وأنه قلد مطرانية (طودى) لغلام عمره عشر سنين ، ثم قتل وهو متلبس بجريمة الزنا مع امرأة ، وكان القاتل زوجها!!!
وأن البابا (أينوسنت الرابع) كان متهماً بالرشوة والفساد.
وأن البابا (أكليمنضوس الخامس عشر) كان يجول فيينا وليون لجمع المال ومعه عشيقته.
وأن البابا (يوحنا الثالث والعشرين) متهم بأنه سمم سلفه وأنه باع الوظائف الكنسية ، وأنه كان كافراً لوطياً!!!
وأن الأمير (سيزار بورجيا) - الذى اتخذ منه ميكيافيلى مثالاً للحاكم الناجح – كان ابناً غير شرعياً للبابا (اسكندر السادس)!!!
وأن بابا الفاتيكان الحالى (يوحنا بولس الثانى) متهما على الأقل بالتستر على موت البابا (يوحنا بولس الأول) مسموماً بعد انقضاء 33 يوماً على توليه عرش الباباوية. ولعل حياة البابا (اسكندر السادس) تصور مدى الفساد الذى استحوذ على حياة الباباوات ، فقد اتخذ له عشيقة اسمها (جيليا فارنيس) موفورة الجمال صغيرة السن ، اغتصبها من خطيبها ، واحتفظ بها بعد ارتقائه كرسى الباباوية!!!
وهاهو المبشر جيمى بيكر يغتصب الفتاة (جيسيكا هاهن) بعد أن تعرف عليها وراودها عن نفسها ، فبعد أن نفذ جريمته كان تعليقه الذى يكشف عن ممارساته الجنسية مع العاهرات: “إن جيسكيا تتمتع بمواهب المحترفات”.
ثم كشفت جيسكيا عن فضيحته قائلة: جعلنى أشرب نبيذاً مملوءاً بمخدر، ثم نزع ثيابى، وأجبرن على مداعبته، فلم أتمكن من مقاومته. لقد مارسنا الحب طيلة ساعة كاملة، بعد ذلك شعرت وكأنن مثل سندوتش هامبرجر مهمل، لا يرغب فيه أحد.”بعد ذلك قررت جيسكيا أن تلاحق بيكر قضائياً، فأرسل يعرض عليها صفقة، يدفع بموجبها 20 ألف دولار نقضاً، اضافة إلى 25 ألف دولار فى حساب مصرفى باسمها مع الفوائد الشهرية، فى مقابل صمتها لمدة 20 سنة.
وبعد سقوط بيكر أخذت وسائل الاعلان تبحث عن ماضيه وعن نمط حياته، فاكتشف أنه يملك بيوتا فخمة جداً فى كاليفورنيا وفلوريدا، وكان يعيش هو وزوجته حياة البذخ بلا حدود على حساب تبرعات الأتباع والبسطاء، وعندما تدخلت مصلحة الضرائب اكتشفت اختفاء 13 مليون دولار من الحساب.
وكذلك كانت للمبشر الأمريكى الشهير سويجارت فضيحة مدعمة بالصور مع المومسة المحترفة (دبرا ميورفى).
هل سمعت جرائم اليهود مع الأسرى المصريين فى حرب 1967؟ هل تعلم أنهم كانوا يبيعون أجزاء أجسامهم كقطع غيار؟ والذى فضح هذا هو أحد الفرنسيين الذى اشترى كلْيَةَ أسير مصرى ، فرجع بعد أن تم تغيير هذه الكلية له فى أحد مستشفيات فلسطين المحتلة ، يتحاكى عن صحة أبدان المصريين!!! هل سمعتم عن المجازر الجماعية للإرهابيين اليهود من أمثال شارون وغيره مع المصريين أثناء حروبهم سواء فى بحر البقر أو صابرا وشاتيلا أو فى جنوب لبنان؟
ومازالوا يعملون على إزالة كل الأديان من على الأرض: فقد كتب الكاتب اليهودى ماركس إيلى رافاج خطاباً مفتوحاً لمسيحى العالم ، نشرته مجلة القرن الأمريكية سنة 1928م وهذه مقتطفات منه: إنكم أيها المسيحيون لا تنقمون على اليهود لأنهم صلبوا المسيح ، بل لأنهم أنجبوه. إن نزاعكم الحقيقى مع اليهود ليس لأنهم لم يتقبلوا المسيحية ، بل لأنهم فرضوها عليكم. فهل من عجب أن تستاؤا منا؟
لم لا تستاؤون منا وقد وضعنا العوائق فى طريق تقدمكم ، وفرضنا عليكم كتاباً وديناً غريبين عنكم ، لا تستطيعون هضمهما ، وبذلك شتتنا أرواحكم ، وشللنا تطلعاتكم وجعلنا سبل حياتكم مرتبكة.
إنكم أيها المسيحيون تتهموننا بإشعال الثورة البلشفية التى لا تعدو أن تكون نقطة فى بحر الثورة التى أشعلها (بولس اليهودى) فى روما.
إنكم تلقبوننا بالمخربين ، وتجار الحروب والثورات ، إنها الحقيقة ، ولكن لا تنسوا أن هذه الحروب والثورات قد ساعدتنا على اكتشاف طريقنا إلى احتوائكم ، وتسخيركم والسيطرة عليكم.
وهذه مقتطفات أخرى من اعترافات يهودية تشرح كيف قصموا ظهر الكنيسة الكاثوليكية وكيف يفسدون العالم بعقائد وأفكار مسممة يستحيل على العقل فهمها أو معرفة حقيقتها أو أهدافها أو مبادئها مثل الشيوعية والفوضوية والوجودية والإشتراكية: أمرنا عدداً من أبنائنا بالدخول فى جسم الكاثوليكية ، مع تعليمات صريحة بوجوب العمل الدقيق والنشاط الكفيل بتخريب الكنيسة من قلبِها ، عن طريق اختلاق فضائح داخلية عملاً بنصيحة أمير اليهود الذى أوصانا بقوله (دعوا بعض أبنائكم يكونون كهنة ، ورعاة أبرشيات ، فيهدمون كنائسهم).
نحن أباء جميع الثورات التى قامت فى العالم حتى تلك التى انقلبت علينا ، ونحن سادة الحرب والسلام بلا منازع ، ونستطيع التصريح بأننا نحن الذين خلقنا حركة الإصلاح الدينى ، (فكالفن) كان أحد أولادِنا و(مارتن لوثر) أذعن لإيحاءات أصدقائه اليهود ، وقد نجحنا بإرادة اليهود وتمويلهم.
وفى الواقع فإن حركة الإصلاح التى تنسب لمارتن لوثر ليست إلا حركة تفتيت للكنيسة وتقليص سلطانها الدنيوى وتدمير النصارى بأيدى بعضهم البعض ، وإحياء العهد القديم بعد أن أصبح جثة هامدة ، فى محاولة لإبعاد اليهود أن يكونوا مستهدفين من محاولات الإنتقام أو الطرد أو المصادرة لممتلكاتهم أو تعذيبهم وقتلهم كما كان الحال سابقاً ، والأهم من ذلك صرف أنظار الأوروبيين عن الإسلام الذى بدأ نوره يشع عليهم بواسطة من عادوا سالمين من الحروب الصليبية.
أما بالنسبة لمخطط اليهود فهو مخطط قديم جداً نجحوا فى تنفيذه باقتدار ، لدرجة نجاحهم فى الوصول إلى كرسى البابوية نفسه ، فقد كان بابا الفاتيكان جريجورى السادس يهودياً كما كان البابا جريجورى السابع يهودياً وكذلك البابا أناسولت الثانى.
ومازال اليهود على نفس الدرب الذى رسموه لأنفسهم: تدمير العالم من المسلمين والنصارى حتى يكون لهم ملك باقى الأرض، وفى ذلك يصرح التلمود ويحث أتباعه: “يجب على كل يهودى أن يبذل جهده ليمنع باقى الأمم من التملك فى الأرض، لتبقى السلطة لليهود وحدهم ، وقبل أن يحكم اليهود نهائياً باقى الأمم ، يجب أن تقوم الحرب الشاملة ويهلك ثلثا العالم".
“ تذكروا يا أبنائى بأن الأرض كلها ستكون لنا نحن اليهود – أما غيرنا وهم حثالة الحيوانات وبرازها فلن يملكوا شيئاً قط ” من كتاب حكومات العالم السرية (مايرامشال روتشيلد)
“نحن اليهود لسنا إلا مفسدى العالم ومدمريه ، وناشرى الفتن والثورات فيه” من كتاب الأهمية العالمية للثورة الروسية (للدكتور أوسكار ليفى)
ويقول الحاخام رابينوفيتش: “لن تكون هناك بعد الحرب العالمية الثالثة ، أديان ولا رجال دين، ولقد انتهينا من تحطيم المسيحية ، ولم يبق فى طريقنا إلا الإسلام”.
ويؤكد نفس القول ميشال شيحا: “ الصهيونية عدوة الإسلام ثانياً ، وعدوة المسيحية أولاً ”. ويقول التلمود: “قتل النصارى من الأعمال التى يكافىء الله عليها. وإذا لم يتمكن اليهودى من قتلهم فيجب عليه أن يتسبب فى هلاكهم، فى أى وقت، وعلى أى وجه”.
ويقول هرتزل: “نعترف بجميع الأديان ثم نضع عليها إشارة استفهام – فإذا تزعزع معتنقوها عدنا وقلنا لا خالد إلا نواميس موسى. ولإختصار الطريق ، ندخل أديان الناس لنحيلها إلى فرق ومذاهب ، وطوائف متطاحنة ، لأن الناس خراف تُرعى بأراضيها ، ولأجل أن نوقعها بحوزتنا ونأكل من لحمها وننتزع أراضيها يجب أن نؤجج بينها نار العداوة ، لتسهل إبادتها بأيدى أبنائها”.
ويقول التلمود: “يجب على اليهودى أن يلعن النصارى كل يوم ثلاث مرات، ويطلب من الله أن يبيدهم ، ومن يرق دم (الغويم) فإنما يقدم قرباناً لله“.
هؤلاء هم حملة الكتاب المقدس!!! هؤلاء هم رافعوا لواء الله محبة!!! وهذا للأسف ثابت فى التاريخ ولا مفر من تكذيبه أو الإقلال من شأنه.
ولكن ما هى أخلاق المسلمين فى الحروب؟
إن الأزمات التي تتعرض لها البشرية من جراء الحروب لم تكن وليدة نقص فكري أو ثقافي أو اقتصادي بقدر ما هي وليدة أزمة خلقية، لذا نرى أن جميع الرسل والديانات إنما جاءت لترسيخ مبادئ الأخلاق السامية بين الشعوب، فهي تحرم الحروب من أجل الاستغلال والاعتداء على الغير، ودمار كافة المقومات البشرية لإرضاء شهوات ورغبات وميول فئات معينة نحو توسع دولة على حساب دولة أخرى، فقد قال رسول الله (ص) مبيناً الغرض الأساسي من البعثة النبوية: (إنما بعثتُ لأتممَ مكارمَ الأخلاقِ) ، ومكارم الأخلاق هذه هي النظام الأساس في حفظ حقوق الآخرين وعدم الاعتداء، وسلامة المجتمع، وبالتالي التقليل من الخسائر بما يضمن للآخرين التعايش بالصورة الصحيحة.
من هذا الجانب تراه(ص) وضع قواعد واسعة عامة يمكن من خلالها الحد من نشو بالحروب وإمكانية التقليل من الخسائر عند اشتعالها، علماً أن هذه القواعد والأنظمة إنما هي أسس أخلاقية.
ففي حديث للرسول(ص) يقول: (لا تغلوا ولا تمثلوا ولا تغدروا شيخاً فانياً ولا صبياً ولا امرأة).
فقد نهت الشريعة الإسلامية عن وضع الأغلال في أيدي الأسارى، وأمرت بتركهم أحرارا من دون تقييد أو تحديد لحركتهم، مع العلم أن ذلك ربما يطمعهم بالغدر ولكن الشريعة آثرت الخلق الرفيع، فكان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ر) يأمر بعدم التعرض للعاجزين والممتنعين عن الحرب بقوله: (ولا تصيبوا معسوراً) حيث يأمر الخلق الإسلامي بإطعامه والرفق به واحترام حقوقه كإنسان، وهذا القانون الإسلامي قد سبق بأكثر من عشرة قرون ما توصلت إليه اتفاقية جنيف في 12/آب/1949..
تعليق