أثناء تأملي في سورة يوسف - كالعادة - لفت نظري شئ وكأني أول مرة أراه - كالعادة أيضًا مع نفس السورة ، هو استعمال : لفظ " رب" في الدلالة على الملك ، عندما قال سيدنا "يوسف" لرسول الملك : { ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ } [ يوسف: 50 ]
ومثلها استخدام لفظ : "سيد" للدلالة على الزوج :
{ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ } [ يوسف: 25 ]
ولفظ "سيد" كانت تسخدم في البايبل - كتب النصارى - أيضًا للدلالة على الزوج ، فأخبرنا سفر التكوين أن السيدة سارة كانت تقول عن سيدنا إبراهيم : "سيدي" ولابد أن نلاحظ هنا أن "سيدي" ترجمتها : My Lord:
فَضَحِكَتْ سَارَةُ فِي بَاطِنِهَا قَائِلَةً: "أَبَعْدَ فَنَائِي يَكُونُ لِي تَنَعُّمٌ، وَسَيِّدِي قَدْ شَاخَ؟"سفر التكوين 18: 12(*)
Gen-18: 12" Sarah laughed within herself, saying, After I am waxed old shall I have pleasure, my lord being old also?[ KJV".
ثم نجد أن أحد أهم النصوص التي يحاججنا بها النصارى في محاولة فاشلة لإثبات ألوهية المسيح هو هذا النص الذي نسب لسيدنا "داوُد" أنه دعا المسيح بـ "الرب" ، وأيضًا ترجمت لـ "Lord"
41 وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ42 قَائلاً: «مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ابْنُ دَاوُدَ».43 قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبًّا؟ قَائِلاً:44 قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: اجْلِسْ عَنْ يَمِيني حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ.45 فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبًّا، فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟» إنجيل متى 22
41 While the Pharisees were gathered together, Jesus asked them, 42 “What do you think about the Messiah? Whose son is he?”
“The son of David,” they replied.
43 He said to them, “How is it then that David, speaking by the Spirit, calls him ‘Lord’? For he says,
44 “‘The Lord said to my Lord:
“Sit at my right hand
until I put your enemies
under your feet.”’[e]
45 If then David calls him ‘Lord,’ how can he be his son ?”
Matthew 22
وإن كانت كلمة Lord تعني : "رب" فليس كل "رب" سيكون إله ، وإلا فهل سيدنا إبراهيم كان إله السيدة "سارة" ؟! حتى أنها كلمة "سيد" تقال على سبيل التوقير حتى في العربية ، ويبدو أنها كانت عادات يهودية قديمة فعلًا في استخدام "رب" للدلالة على رفعة الشأن ، و"سيد" للدلالة على "الزوج" لأن هذا ذكر في سورة "يوسف" .. وكلا اللفظين يترجمان إلى "Lord" ..!
والآن نتحدى النصارى أن يأتونا بلفظ بعبارة للدلالة على ألوهية المسيح المزعومة - قائلها عن نفسه أو قالها أحد عنه - بلفظ "God" - ولن يجدوا - وهذا يخبرنا ببساطة بأن أحد ميكانيكيات التحريف هي الترجمات - سواء بقصد لإخفاء نصوص وإقحام أخرى أو بدون قصد ..!
________________
(*) حتى لا يظن أحد أن السيدة "سارة" كانت تدعو زوجها سيدنا "إبراهيم" بـ "سيدي" لأنه نبي ، فهذا النص من البايبل يخبرنا أنها كانت تدعوه "سيدي" احترامًا له كـ "زوج" :
"كَمَا كَانَتْ سَارَةُ تُطِيعُ إِبْرَاهِيمَ دَاعِيَةً إِيَّاهُ «سَيِّدَهَا». الَّتِي صِرْتُنَّ أَوْلاَدَهَا، صَانِعَاتٍ خَيْرًا، وَغَيْرَ خَائِفَاتٍ خَوْفًا الْبَتَّةَ." وهو نفسه اللفظ المستخدم للدلالة على الزوج في سورة يوسف.
تعليق