يزعم آباء النصارى - بباطل - عصمة كتابهم من التحريف .. ولكي يثبتوا أتباعهم على النصرانية - بالباطل أيضًا - يلجأون للكذب على الإسلام العظيم .. ولكن سبحان الله .. ما إن ألقيت شبهة على الإسلام حتى جئنا منها بما يهدم النصرانية نفسها !
على سبيل المثال ، بعض النصارى لكي يثبتوا لأنفسهم أن كتابهم غير محرف - وهو محرف يقينًا - يزعمون أن القرآن الكريم به أجزاء مقتبسة من كتابهم .. وبغض النظر عن كون اعتقاد المسلمين في كتب أهل الكتاب أنها محرفة بها حق قد يتفق مع ما يوجد في كتابنا إلا أنه قد تكون هناك طوام وكوارث تأتي لتثبت تحريف الكتاب من قبل هذه الشبهاتالتي أثاروها هم بأنفسهم !
مثلًا يقول النصارى أن هذا الحديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم :
قال الله : أعددت لعبادي الصالحين: ما لا رأت عين ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7498
خلاصة الدرجة: [صحيح]
يزعمون أنه مقتبس من رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس 2: 9 هذه :
بَلْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ»
والمفاجأة هنا التي لا يعلمها معظم النصارى - بل كلهم إلا قليل - أن أول ترجمة عربية لكتاب النصارى - البايبل - كانت على يد "يوحنا" أسقف "إشبيلية" كانت سنة 750 م بينما توفي سيدنا "محمد" صلوات الله وسلامه عليه سنة 632 م ..!
وهذا يعني أن أول ترجمة لكتاب النصارى كانت بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بـ 118 سنة ..!
وهذا معناه أن مترجمي الكتاب المقدس هم الذين اقتبسوا هذا التعبير "ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر" من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغ عن رب العزة !
وهنا نسأل العقلاء .. ماذا يعني اقتباس أصحاب عقيدة لعبارات من كتاب عقيدة أخرى جاءت بعدها إلا إن كانت العقيدة الأقدم كتابها محرف ويضاف إليه ويقتطع منه على مر العصور حسب الأهواء ؟ بل هذا يعني أيضًا أنهم علموا صدق الإسلام فراحوا يقتبسون من القرآن الآيات والأحاديث النبوية طمعًا أن يدخل الناس في دينهم أفواجًا !
الطريف أن النص البولسي أورد هذه العبارة الغامضة : "بل كما هو مكتوب" قبل : " لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ" فما هو هذا الكتاب المكتوب فيه هذا ؟ هل هو كتاب غير الذي بين أيديهم أن هذا المكتوب هو حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!
وطريف هنا أيضًا أنه لا يوجد جنة عند النصارى أصلًا .. ولكنه موضوع آخر ..!
- الصورة لشعار النبالة في مدخل دار مهجورة بـ : "إشبيلية" الأندلس قديمًا ( وحاليًا بمنطقة "أندلوسيا" - إسبانيا )
تعليق