ردا على من يقولون بان الاسلام اباح الكذب,اكتب....

[محمد محروس]

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخوتى واخواتى فالله كل عام وانتم بخير,اعاده الله شهر رمضان عليكم وعلى امة اصدق واشرف الخلق نبينا وقائدنا محمد صل الله عليه وسلم بالخير واليمن والبركات والنصر ...

ردا على من يقولون بان الاسلام اباح الكذب,اكتب......

{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (70) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [آل عمران:70-71]،

: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [آل عمران:99]،

عن أسماء بنت يزيد قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا يحل الكذب إلا في ثلاث يحدث الرجل امرأته ليرضيها والكذب في الحرب والكذب ليصلح بين الناس)

يا اولى الالباب ويا اصحاب العقول المفكرة المنصفة , بالله عليكم هل ترون ان هذا الحديث يدعوا الى الكذب!!!!!!

والله انه من احاديث رسول الله "صل الله عليه وسلم" الاحاديث الكثيرة التى تحث على تحرى الصدق واجتناب الكذب , والتخويف من عواقب الكذب ومهلكاته, والترغيب فالصدق والحث عليه وبيان ثوابه وجزائه

ولكن ما عرفت حديث افضل من هذا الحديث فى الحث على الصدق والتزامه

كيف ذلك!!!!

اولا:- لنقرأ الحديث ونتدبر ما فيه......
"لا يحل الكذب إلا فى ثلاث

يحدث الرجل امرأته ليرضيها ..... لنأخذ مثلا على ذلك.........

حديث النبى "صل الله عليه وسلم" عَنِ أَبي هُريرة رضيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ عَنِ النبيِّ صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم قال: " تُنْكحُ الْمَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لمالها ولِحَسَبها ولِجَمَالها وَلدينها: فَاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَربَتْ يَدَاكَ " مُتّفَقٌ عَلَيْهِ.

يبين لنا النبى "صلوات الله وتسليماته عليه" فى هذا الحديث ان افضل ما تنكح المرأة لاجله هو ان تكون ذات دين, ولنفرض ان هذة المرأة ذات الدين كانت قليله الجمال والحسن فى الشكل,ويوما ما سألت زوجها(هل انا جميلة؟)

بالله عليكم يا اصحاب العقول بماذا سيرد عليها!!! هل سيقول لها (لا)!!!!!!
فعلا من الممكن ان يقول لها (لا انت لست جميله) ولكن ما هى عواقب هذه الاجابة؟؟
ابسط ما فى الامر كسر قلب الزوجة وبث الحزن والنقص فى قلبها,ويمكن ان يتطور الامر بينهم الى تفرق القلوب ومشاكل اسرية بعد ذلك قد تنتهى بتفكك الاسرة والطلاق.,
لكن دعونا نتكلم فالواقع حتى عند غير المسلمين فعندما تسأل امراه قليلة الجمال زوجها هل انا جميله؟ تجده يرد عليها وبسرعه نعم انت وانت ويسرد لها قصيدة شعرية فى جمالها
لكن فى الاسلام نبينا نبى الصدق ونحن اهل الصدق واهل الذوق واحترام مشاعر الاخرين , فالرجل المسلم لا يجرح مشاعر زوجتة ولا ينافقها ايضا ولا يكذب عليها فهى فعلا جميلة فى نظرة بل ومن افضل نساء الارض عنده ,لانه رضى بها كما هى خلقها الله ورزقها هذا القدر وعوضها وزادها بالتدين ومعرفة الله وتقاه.
الخلاصة:-
ذات يوم سالنى ملحد وقال لى "يعنى لو الراجل كان بيخون مراته وهى حست يكذب عليها علشان يرضيها ويقلها دى علاقة عمل او اى كذبة تانى بس يرضيها بيها"
فرددت عليه قياسه الفاسد:-" وقلت له الرجل المسلم لا يخون زوجته ولا يعرف العلاقات المحرمة اصلا ويتقى الله ويخاف منه ولا يقرب الا الحلال "
اذا:-
فالقياس على هذا المثال يكون له حالات ليس فيها خروج عن المنهج الاسلامى ولا حسن الخلق, واحترام وحفاظ على مشاعر الزوجة.

فهل يعقل ان هذا كذبا بالمعنى السلبى المفسد للامور وللعلاقات بين الناس!!!!

ثانيا:- " الكذب فى الحرب " :-
"الحرب" بمنتهى الاختصار من ابسط معانيها فالاسلام هى التقاء جيشين , احدهما جيش المسلمين (جنود خالق السموات والارض ) والاخر جيش الكافرين الظالمين
يستخدم اعداء الله فى الحروب على الاسلام والمسلمين كل وسائل الظلم والابادة والاانسانية (لا يرقبون فى مؤمن الا ولا ذمة),هم اهل الظلم والكبر والاعتداء الوحشى الذى لا يعرف طفل رضيع ولا امرأة ولا شيخ ولا حجر ولا شجر ,فقط يبيد ولا يرحم .( إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطون إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء) فنحن نرى جيوش اليهود والصليبيين ماذا تفعل بالمسلمين كل يوم امام اعيننا.

اما جيش الاسلام فهو جيش الحق ,جيش الرحمة والسلام , فقد قال الله تعالى (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا انّ الله لا يحبّ المعتدين .. ) البقرة / 190 ـ 193.

وكان نبى الرحمة " صل الله عليه وسلم" اذا خرجت جيوش المسلمين لقتال اعداء الله كان يوصيهم

صلى الله عليه وسلم : لا تقتلوا شيخا فانيا ، ولا طفلا ، ولا امرأة } . رواهأبو داود، في سننه . وروي عنأبيبكر الصديق، رضي اللهعنه أنه وصىيزيدحين وجهه إلىالشام، فقال : لا تقتل صبيا ، ولاامرأة ، ولا هرما.
يقاتل من اجل اعلاء كلمة الله لتكون (كلمة الله هى العليا وكلمة الذين كفروا السفلى).ومحاربة الظلم والافساد فالارض , ومحاربة اعداء الحق ,قتلة المستضعفين ,والاطفال والنساء والشيوخ,محاربة الاستعلاء فالارض بغير الحق والتكبر والتجبر على دين الله وعلى انبيائه ,وعبادة المؤمنين.

اذا المستفاد اولا:-
1- الحرب فالاسلام لها رساله واضحة سامية اما اعداء الله فحروبهم جميعها فى سبيل الشيطان ونهب الثروات وقتل الابرياء والمستضعفين والافساد فى ارض الله.
2- الحرب فالاسلام لها قوانين وضوابط تحكمها اما حروب اعداء الله فهم اعداء ايضا للبشرية وليس عندهم قانون الا سفك الدماء.
3- الحرب فالاسلام للدفاع عن دين الله وعن النفس ولترسيخ مبادىْ ربانيه ساميه تقوم على السلام وحب الخير للناس والتأخى ومحاسن الاخلاق واعلاها, اما حروب اعداء الله فهى لنهب ثروات الشعوب واستعبادهم ولنشر الفسق والمجن والفواحش بكل اشكالها والتفنن فى استبداع كل جديد منها.

· لنرى امثلة على الكذب في الحرب مع العلم انها ايضا لا تخرج عن نطاق محاسن الاخلاق والفداء والشجاعة وتعاليم ديننا العظيم :-

تم اسر جندى من جيش المسلمين والتف حوله جنود العدو لاستخراج معلومات عن باقى افراد الجيش وعن خططهم العسكرية وعن الاسلحة وغيرها من امور الحرب....

فوالله الذلا لا اله الا هو لن يضللهم ويعطى لهم معلومات خاطئة وكاذبة عن اخوانه وباقى افراد جيشة الا من كان رجلا شجاعا يتقى الله ,رجلا فدائيا يبيع دنياه باخرته, رجلا ملىْ قلبه الايمان بالله ,لا يرضى الا النصر لدين الله ولاخوانه ,مهما اصابه من تعذيب او حتى قتل فالنهايه على يد العدو
لانه ببساطة شديده من الممكن ان يعرفوا الاعداء انه كاذب فيقتلوه وان لم يعرفوا وصدقوه فقد ابعد الهلاك عن باقى اخوانه وخدع العدو

اما اذا قال الحقيقة فى الحرب" فهو قد صار جبانا غبيا"!!!!! اما جبانا فقد عرفناها ,فلماذا غبيا؟؟ لانهم حتى اذا قال لهم الحقيقه سيقتلونه

الخلاصة من هذا المثال:-
1- ان الكذب فى هذه الحاله لا يقدر عليه الا رجلا شجاعا مؤمنا بالله ,باع الدنيا واشترى الاخرة, رجل اخلص وسلم وجهة وحياته لله,
2- اعداء الاسلام لا يستطيع جنديا من جنودهم تضليل العدو او اعطاء معلومات كاذبه لينقذ اخوانه وعقيدته التى يحارب من اجلها,لانه ببساطة جبان ,ولانه يخاف الموت فيعطى كل المعلومات الطلوبه ابتغاء الحفاظ على حياته هو وحده , والتخلى عن باقى افراد جيشة

· وله ذلك ((( لاننا لا نقتل الاسرى))) مثلكم يا اعداء الله.

اذا فهذا اللذى يكذب فى هذة المواقف يكون :-
(شجاعا,فدائيا,رجلا بكل ما تحمل الكلمة من معنى,مؤمنا بقضيته وعقيدته,قليل من الناس من يقدر ان يفعل ذلك وهم فقط من المسلمون وبكل فخر)

فبالله عليكم يا اصحاب العقول ويا اولوا الالباب هل هذا هو الكذب الذى بالمعنى السلبى له المفسد لاحوال الناس المفرق بينهم, الناشر للفتن والافساد فى الارض!!!!!

ثالثا:- "الكذب ليصلح بين الناس":-
اعتقد انه لكن انسان ذو عقل يفكر يعرف ويتيقن جيدا ان الاصلاح بين الناس من احسن الخير ومن اخير الاعمال التى يقوم بها الانسان ولن اطيل فى شرح هذه النقطة حتى انى لن اقصر اصلا ,فكل انسان له عقل سيفهم ان هذا ليس كذبا بل انه الاصلاح بعين ذاته.

ماذا تقول!!!ليس كذبا!!! لقد جاء فالحديث انه لا يحل الكذب الا فى ثلاث , والان تقول ليس كذبا!!!

تذكروا انى قلت فى بداية كلامى انى :-ما عرفت حديث افضل من هذا الحديث فى الحث على الصدق والتزامه

كيف ذلك!!!

اولا:- نستخلص من الامثلة الثلاثة خلاصتهم:-

فالمثال الاول:"يحدث الرجل امراته ليرضيها"
خلاصة المثال الذى ضرب له :-
((( انه انسان يحترم مشاعر زوجتة ,لا يجرح مشاعرها ولا يهينها,ذو ذوق رفيع,وعقلية متفتحة ,تدعوا الى الاحترام لانه ترك اساس من اسس اختيار الناس للزوجة الا وهو الجمال واستبدله بذات الدين ورضى به))).

اما المثال الثانى:"الكذب فالحرب"
خلاصة المثال الذى ضرب له:-
(((انسان شجاع, فدائى, حافظ على ارواح مئات او اكثر غيره من افراد جيشه ,حافظ على استقرار النصر لاخوانه,اصر على عدم الايشاء بهم,مؤمن بالله وقلبه مطمئن به,اختار الاخرة والجنه وباع الدنيا ,تحرر من الخوف والجبن ووثق بالله))).

المثال الثالث"الاصلاح بين الناس"
خلاصة المثال الذى ضرب له:-
((( الاصلاح بين الناس)))

هل هذة الصفات من وجهة نظر اى عاقل على الارض مفسدة!!!ظالمة!!!مخزية!!!

ولكن ومع كل هذا سماها رسول الله اصدق خلق الله "صل الله عليه وسلم" كذبا

هل تعلمون لماذا؟؟؟ لان نبينا صل الله عليه وسلم لا يسمى المسميات الا بمسماها

يحثنا على الصدق وعدم تسمية قول غير الحقيقة الواقعه الا بمسماها حتى وان كانت مثل عليا او اخلاق حميدة او اصلاح بين الناس

هذا هو نبينا محمد"صل الله عليه وسلم " انظروا كيف يعلم امته الصدق وكيف لا
فهو(الصادق الامين)
"
اللهم صل وسلم وبارك على اصدق واشرف واكرم خلقك عبدك ونبيك ورسولك حبيبنا ومعلمنا ونبينا محمد صل الله عليه وسلم وعلى اله واصحابه اجمعين وسلم تسليما كثيرا طيبا مباركا فيه عدد خلقك ورضاء نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك
عدد ما كان وعدد ما سيكون وعدد الحركات والسكون"

هذا و ما كان من فضل فمن الله و ما كان من سهو أو نقصان او خطأ فمنّي و من الشّيطان. ...

[في حب الله]

بارك الله فيكم أخي الكريم محمد محروس

موضوع جميل ومفيد ونظرة ثاقبة للأمور
ورد لشبهة لم تكن من الأساس شبهة بل دليل على وسطية وعظمة ويسر الإسلام

فتحليل الكذب كان في أضيق الحدود وهذه الحالات الثلاث فقط

أما غير ذلك:

إن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، وإن الرجل ليصدق حتى يكون صديقا ، وإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، وإن الرجل ليكذب ، حتى يكتب عند الله كذابا .
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - لصفحة أو الرقم: 6094
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

اللهم اجعلنا من الصادقين الصديقين
اللهم آمين

[محمد محروس]

اللهم امين,اشكرك اخى على مرورك الكريم

[solema]

بسم الله الرحمن الرحيم

جزاك الله خيرا أخى (( محمد محروس )) واسمح لى بهذه الإضافة بخصوص الكذب على الزوجة :

الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه عن أم كلثوم رضي الله عنها قالت:
" ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرخص في شيء من الكذب إلا في ثلاث:
الرجل يقول القول، يريد به الإصلاح ، والرجل يقول القول في الحرب، والرجل يحدث امرأته،
والمرأة تحدث زوجها ".

فالأصل في الكذب هو التحريم وإنما رخص في مواضع محدودة دفعا لفتنة أو ضرر لا يمكن
اجتنابه إلا بالكذب وقد ثبت في الصحيحين : "ليس الكذاب الذي ينمي خيرا أو يقول خيرا"،
قال الحافظ في الفتح : قال العلماء : المراد هنا أنه يخبر بما علمه من الخير و يسكت عما
علمه من الشر , و لا يكون ذلك كذبا.

و الرخصة لا تتعدى مواضعها ولا تؤتى في غير ما شرعت من أجله ، و إن أمكن اللجوء في مثل
هذه المواقف إلى التورية و استخدام المعاريض أحسن،بل هذا ما رجحه بعض العلماء ،و يجوز له
الحلف على التورية أو ما يسميه الفقهاء التأويل في الحلف،و هو مباح ما خلا من ظلم أو اعتداء
على حق الغير ،لأن الكلام حمال أوجه ،فحلفه يقع على محمل الصدق من الكلام ،و ما أقبح
أن يحلف الرء على صريح الكذب و من غير ضرورة ملحة ،
و الغريب أن هناك من ينسى أو يتناسى أن الحديث قد أجاز الكذب للزوجة كما للزوج لغفلته أو
جهله بالعلة التي لأجلها رخص في الكذب بينهما أصلا،بل بعضهم هداهم الله يتحجج بهذا الحديث
فيكاد يكون كل حديثه مع زوجته كذبا!للتملص من واجبات فرضت عليه أو التهرب من أداء حقوق غيره.

وقد حصر أغلب علماء السلف مفهوم الكذب على الزوج هنا "أن يعدها ويمنيها ويظهر لها من المحبة
أكثر مما في نفسه ليستديم بذلك صحبتها ويصلح به خلقها " البغوي في شرح السنة .

قال الحجاوي رحمه الله تعالى : وظاهر كلام الأصحاب إباحة كذب الزوج للزوجة دون كذبها له . قال
"والظاهر إباحته لهما لأنه إذا جاز للإصلاح بين اثنين أجنبيين فجوازه للإصلاح بينها وبين بعلها أفضل .
"وقال الإمام النووي : "وحاصله أن يأتي بكلمات محتملة يفهم المخاطب منها ما يطيب قلبه ."

وقال أيضا :[ وأما كذبه لزوجته وكذبها له فالمراد به إظهار الود والوعد بما لا يلزم ونحو ذلك ،فأما
المخادعة في صنع ما عليه أو عليها أو أخذ ما ليس له أو لها فهو حرام بإجماع المسلمين) شرح
النووي على مسلم 16/158 .

وقد روي أن رجلا في عهد عمر قال لزوجته : نشدتك بالله هل تحبيني ؟ فقالت أما إذا نشدتني بالله
فلا ، فخرج الرجل حتى أتى عمر رضي الله عنه ، فأرسل إليها فقال أنت التي تقولين لزوجك لا أحبك
فقالت يا أمير المؤمنين نشدني بالله أفأكذبه ؟ قال نعم فأكذبيه ، ليس كل البيوت تبنى على الحب .
ولكن الناس يتعاشرون بالإسلام والإحسان .و في رواية بالاسلام و الأحساب.

[solema]

بسم الله الرحمن الرحيم

سئل الشيخ العلامة عبدالعزيز بن باز غفر الله له السؤال التالي :

ما معنى هذا الحديث الشريف : عن أم كلثوم رضي الله عنها ، أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه
و سلم يقول : " لم يُرخَّص في شيء مما يقول الناس ، إلا في ثلاث : في الحرب و الإصلاح بين
الناس وحديث الزوجين لبعضهما ".

(اشرحوا لنا هذا لو تكرمتم ) .

فأجاب رحمه الله :
( الحديث صحيح ، رواه الشيخان من حديث أم كلثوم رضي الله عنها بنت عقبة بن أبي معيط أنها
سمعت النبي صلى الله عليه و سلم : " ليس الكذاب الذي يُصلح بين الناس ، فيقول خيراً و يُنْمي خيرا ".
قالت : "و لم أسمعه يُرَخِّص في شيء من الكذب إلا في ثلاث : الحرب ، و في الإصلاح بين الناس
و في حديث الرجل امرأته و المرأة زوجها ". رواه مسلم بهذه الزيادة .

وهذا يدل على أنّ الذي المُصلح بين الناس ليس بكذاب ، الذي يُصلح بين الناس بين القبيلتين أو بين
الأسرتين ، أو بين شخصين تنازعا فأصلح بينهما و كَذَب فإنّ هذا لا يضره ، لأنه أراد الإصلاح .

فإذا أتى إحدى القبيلتين أو إحدى الأسرتين أو أحد الشخصين ، فقال له قولاً طيباً عن صاحبه و أنه
يرغب في الصلح و أنه يُثني عليك و أنه يحب مصالحتك ، ثم جاء الآخر و قال له كلاماً طيباً ، حتى
أصلح بينهما . فهذا طيب ، لأنه لا يَضر أحداً بذلك ، ينفع المُتنازعَيْن و لا يضر أحداً .

و هكذا لو جاء الأسرة و قال عن الأسرة الثانية أنها تُثني عليك ، و أنها تدعو لك،و أنه تحب المصالحة
معك ، و لم يقع هذا ، لكن هو كَذَب بهذا الشيء ليُصلح بينهما ، هو مأجور على هذا ، و لا شيء عليه .

و هكذا بين القبيلتين .
لو جاء القبيلة وقال : إنّ القبيلة الفلانية تُثني عليكم وتدعو لكم و ترغب الإصلاح ، ثم أتى الأخرى
و قال لها مثلك ذلك ، حتى سعى بينهما في الصلح و إزالة الشحناء ، هو مأجور بذلك ، إذا كان كذبه
لا يضر أحداً ، لا يضر أحداً من الناس ، إنما ينفعهم و يجمعهم و يُزيل الشحناء بينهم ، فهو مأجور
و ليس بكذاب كذِباً يضره أو يأثم به .

الخصلة الثانية : في الحرب ... بأنْ قال للغزاة : ( إنّا قافلون غداً ) - قافلون يعني : مُنصرفون
راجعون - لينظر ماذا عند العدو ، إذا سمع بخبر القفول لعله يَخرج من حصونه ، لعله يتبين له شيء
يُعينه على الجهاد ، و لينظر ما عند الجيش من النشاط و الهمة العالية أو عدم النشاط في الحرب، فإذا
كذب لمصلحة فلا بأس بذلك للحرب ، لأنه يفيد ، الحرب خُدعة .

و هكذا لو قفل راجعاً و قال : ( إنا راجعون ) حتى يخرج العدو من حصونه و من مُترّساته ، حتى يبرز
ثم يَكرّ عليهم المسلمون و يُقاتلونهم إذا برزوا ، هذا أيضاً لا بأس به ، كذب فيه مصلحة للمسلمين ، فلا
يَضُر ذلك .

و كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا أراد غزوة وَرّى بغيرها ، حتى يهجم على العدو وهو على غرة
إذا أراد الشَّمال مثلاً ، قال : إنا سوف نغزو الجنوب ، سوف نغزو جهة الغرب جهة الشرق ، حتى لا
يستعد له العدو ، حتى يهجم عليهم على غرة إذا كانوا قد بُلّغوا و دُعوا الله و أصروا ، فلا بأس أن
يُهاجموا على غرة .

أما الثالثة فهي : حديث الرجل امرأته و المرأة زوجها لا بأس بذلك .

فإنّ الرجل مع زوجته قد يحصل بينهم مشاكل و نزاع عند ملابس أو طعام أو زيارة أو ما أشبه ذلك
فيقول لها : سوف أفعل كذا و كذا ، سوف أشتري لك كذا ، و سوف أفعل كذا ، مما يُرضيها حتى
يزول النزاع و حتى تزول الشحناء .

أو تقول هي كذلك : سوف أفعل كذا ، سوف لا أخرج إلا بإذنك ، و هي عارفة أنها سوف تُخالفه
لكن تُريد أن يرضى ، أو سوف أُنفّذ ما قلتَ في كذا و كذا و كذا ، و إن كان في اعتقادها أو عزمها
أن لا تُنفّذ ، لكن تُريد أن تكسب رضاه حتى تزول الشحناء و العداوة . فلا بأس بهذا ، لأنّ هذا فعل
في مصلحتهما لايضر غيرهما ، فإنْ كان كذبهما في مصلحتهما و لا يضر غيرهما فلا حرج فيه كما
قال النبي صلى الله عليه وسلم ، لأنه إصلاح معروف ليس به مضرة على أحد ) .
http://www.binbaz.org.sa/mat/6659

[محمد محروس]

بارك الله فيكى على الافادة العظيمة التى جعلت من الموضوع فعلا موضوع مفيد وكامل ان شاء الله

اشكرك على مرورك الكريم

[solema]

بارك الله فيكى على الافادة العظيمة التى جعلت من الموضوع فعلا
موضوع مفيد وكامل ان شاء الله
اشكرك على مرورك الكريم

جزاكم الله خيرا ونفع بك أخى الفاضل (( محمد ))

[حسن سيف]

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

[ayatmenallah]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك اخي الحبيب
محمد محروس

لو قال رجل لامراته انت اجمل من رات عيني ..او طعامك هو من اجمل ما اكلت ..
لقالوا هذا رجل لبق في كلامه او دبلوماسي او ما شابه ...ولو قال عكس ذلك لقالوا مجنون او احمق لا تعرف اللباقة واصول المجاملة..
اما اذا اباحها رسول الله ..قالوا يحرض على الكذب..!!!

ولو قال رجل لاحد المتخاصمين ..ان فلان يحسن ذكرك ولا يذكرك الا بخير فلم لا تتصالحان..قالوا نعم ما فعلت فان هذا خلق الكرام ..
ولو فعل عكس ذلك ..لقالوا بئس ما فعلت فانت شر الناس ..اتريد الوقيعة او تريد اشعال الفتنة بينهما اكثر..
اما اذا اباحها رسول الله ..قالوا يحرض على الكذب..!!!

ولو قال جندي في ساحة المعركة لعدوة حين يستجوبوه ... لا اعلم ..لقالوا بطل لم يفش اسرار بلده ووطنه ..
ولو فعل عكس ذلك لقالوا خائن باع بلده ووطنه ..
اما اذا اباحها رسول الله ..قالوا يحرض على الكذب..!!!


{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}
(199) سورة الأعراف

[محمد محروس]

اشكركم اخوانى على مروركم العطر الكريم ,اشكرك اخى ayatmenallah على اضافتك المهمة الحكيمة

جزاكم الله خيرا ونفع الاسلام بكم

[ayatmenallah]

اشكركم اخوانى على مروركم العطر الكريم ,اشكرك اخى ayatmenallah على اضافتك المهمة الحكيمة

جزاكم الله خيرا ونفع الاسلام بكم

بارك الله فيك اخي الحبيب
ونفعنا بكم ..

المؤمن للمؤمن كالبنيان ، يشد بعضه بعضا . ثم شبك بين أصابعه . وكان النبي صلى الله عليه وسلم جالسا ، إذ جاء رجل يسأل ، أو طالب حاجة ، أقبل علينا بوجهه فقال : اشفعوا فلتأجروا ، وليقض الله على لسان نبيه ما شاء

الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - لصفحة أو الرقم: 6026
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

[محمد نورالدين حسن]

المشكلة ان النصاري يكذبون الكذبة ثم يصدقونها , جزاك الله خيراً علي الموضوع القيم

[محمد محروس]

المشكلة ان النصاري يكذبون الكذبة ثم يصدقونها , جزاك الله خيراً علي الموضوع القيم

يا اخى هما كذبوا على الله ورسوله مش هننتظر منهم حق بعد كده

[إيمان أحمد]

بارك الله فيكم

تم النقل إلى القسم المناسب

وبالله التوفيق

[محب المصطفى]

هناك اعتبار آخر لهذا الموضوع فهذا الترخيص في الثلاث حالات بالكذب ليس لتحليل الكذب نفسه وانما لاستهداف منفعة ذات ثواب أكبر يجب معصية الكذب هذه