روى البخاري في صحيحه من طريق عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مفاتح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله: إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير"
الآية الكريمة رقم 31 من سورة لقمان
قيل فيها : إن الله حدد خمس أمور غيبية لا يعلمها إلا هو .. عنده مفاتحها وخبرها.
لكن لننظر إلى الأسلوب التى قيلت به هذه الأمور الغيبية الخمسة سنجد أنها صيغت فى ثلاثة أساليب :
الأولى : (إن الله عنده علم الساعة ) :
يسمى هذا الأسلوب أسلوب القصر ..
بمعنى أن الله قصر علم الساعة عليه وحده ، فلم يطلع عليها أحد فلم يقل سبحانه (إن الله يعلم الساعة) لأن هذا الأسلوب يقتضى أنه (يمكن) أن يعلمه أحد أيضاً .. فهو أسلوب ذو نهاية مفتوحة .. أما أسلوب القصر أسلوب نهايته مقفلة ويبدأ بالتوكيد.
وطالما أن الأسلوب أسلوب قصر مقفول مغلق .. إذن لا تظن أيها السامع أن أحداً قد يعلم الساعة. ... وأنظر أخى الكريم فى شيوع قوله تعالى (علم الساعة) لم يقل (علم ميعاد الساعة ، أو علم أحداث الساعة .........) وإنما علم الساعة بكل ما يحمله من أمور.
الثانية : (وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام):
أسلوب الفعل المضارع ..
هذا أسلوب مختلف .. أسلوب مفتوح النهاية ، يبدأ بالفعل المضارع دلالة على الحال والاستقبال (يعنى دلوقتى وبكرة وبعده إلخ)
وهنا الأسلوب اختلف عن سابقه لماذا ؟ .... لأن هناك من يستطيع أن يكون سببا بشكل ما فى إنزال الغيث أو علم ما فى الأرحام (طبعاً بإذن الله وبإرادته لا خلاف فى ذلك)، فنجد المطر الصناعى ، ونجد أجهزة الطب الحديثة التى تعلم نوع الجنين وأمراضه ومشاكله إلى آخره. .... ولكن :أسلوب الفعل المضارع هنا هو عامل السحر اللغوى فى الآية، وهو يقتضى أن كل خطوة ولحظة وجانب من جوانب الفعل وتبعاته واستمراريته تخصه سبحانه . وسبحان الله .. لو كان الأسلوب هنا أسلوب قصر لكان سببا فى النقد والاتهام بل جعله مفتوح النهاية .. الله الذي يبدأ الفعل ويتابعه ويسيطر عليه ولكن يسمح بوجود الأسباب البشرية المهيئة لحدوثه وبإذنه.
الثالثة : (وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت):
أسلوب النفى ..
أسلوب مختلف تماااااماً عن سابقيه ..
تعليق