قد تحدثت عن حقيقة الايمان بتأله الانسان في الايمان الارثوذكسي من وجهة نظر الروم الأرثوذكس والمتمثلة في بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسة في مقالة بعنوان (أصبح الله انساناً وأمسى الانسان الهاً) .. على هذا الرابط : https://www.hurras.org/vb/showthread...854#post184854
يأتي الان الدور على حقيقة هذا الايمان في الفكر اللاهوتي عند الارثوذكس الاقباط وهنا تحتدم الخلافات بين مدرستين، المدرسة التي ترفض هذا الفكر شكلا وموضوعاً وتعتبره بدعة من البدع الحديثة حتى انها وصفت من يحمل هذا الايمان في قلبه أنه مشرك بالله وعلى رأس هذه المدرسة الأنبا شنوده والمدرسة الأخرى والتي تعتقد هذا الاعتقاد (تأله الانسان) وتعزوا هذا الايمان برمته الى الاباء الرسوليين وتؤكد هذه المدرسة في كل كتاباتها على أن هذا الايمان هو الايمان الارثوذكسي الصحيح الذي تسلمته الاجيال عن هؤلاء الاباء ويأتي على رأس هذه المدرسة الأب متى المسكين و اتبع نفس نهجه الدكتور جورج حبيب بباوي وسأعرض كلام الأنبا شنوده في عقيدة تأله الانسان ثم أعرض كلام كلا من الأب متى المسكين والدكتور جورج حبيب بباوي ثم بعد ذلك سأعرض قائمة بأهم الشخصيات الأرثوكسية التي تؤمن بعقيدة تأله الانسان.
قدم الأنبا شنودة لموضوع تأله الانسان في كتاب البدع الحديثة مقدمة قصيرة أفصح فيها أنه لم يكن ليتكلم في هذا الموضوع في حال كتب هؤلاء (الأب متى المسكين، الدكتور جورج حبيب بباوي، مدرسة دير القديس انبا مقار الكبير) هذا الكلام خطأ أو كما سماها زلفة فكر أو لسان وانما عمد الأنبا شنوده للرد عليهم لما تبين له كثرة نقل هؤلاء من كلام الاباء الرسوليين وعلى رأسهم القديس أثناسيوس في عقيدة تأله الانسان واتحاد البشر في الشركة الألهية على حد تعبيرهم وتحدث الأنبا شنوده على ان الميل لهذه العقيدة (تأله الانسان) انما هو نفس ميل ابليس للألوهية ونفس ميل آدم للخطيئة مقتبساً أعدادا من الكتاب المقدس.
يأتي الان الدور على حقيقة هذا الايمان في الفكر اللاهوتي عند الارثوذكس الاقباط وهنا تحتدم الخلافات بين مدرستين، المدرسة التي ترفض هذا الفكر شكلا وموضوعاً وتعتبره بدعة من البدع الحديثة حتى انها وصفت من يحمل هذا الايمان في قلبه أنه مشرك بالله وعلى رأس هذه المدرسة الأنبا شنوده والمدرسة الأخرى والتي تعتقد هذا الاعتقاد (تأله الانسان) وتعزوا هذا الايمان برمته الى الاباء الرسوليين وتؤكد هذه المدرسة في كل كتاباتها على أن هذا الايمان هو الايمان الارثوذكسي الصحيح الذي تسلمته الاجيال عن هؤلاء الاباء ويأتي على رأس هذه المدرسة الأب متى المسكين و اتبع نفس نهجه الدكتور جورج حبيب بباوي وسأعرض كلام الأنبا شنوده في عقيدة تأله الانسان ثم أعرض كلام كلا من الأب متى المسكين والدكتور جورج حبيب بباوي ثم بعد ذلك سأعرض قائمة بأهم الشخصيات الأرثوكسية التي تؤمن بعقيدة تأله الانسان.
موقف الأنبا شنوده من عقيدة تأله الانسان:-
بسط الأنبا شنوده الكلام كثيرا عن البدع التي تطرأ على الايمان المسيحي يوما بعد يوم حتى أن أكثر كلامه تقريباً يكون في الهجوم على هذه البدع فقد ألف عن بدعة شهود يهوا وبدعة الخلاص في لحظة وهذا الأخير قد شن فيه الأنبا شنوده نقدا لاذعاً للبروتستانت واستخدم كلمات قاسية للغاية (وصفهم بالهرطقة والمبتدعة، الخ) تكاد تخرجهم من الايمان المسيحي بالكلية و ألف كتاباً سماه بالبدع الحديثة وخصص معظمه للرد على الأب متى المسكين وهذا الكتاب قد تعرض فيه الأنبا شنوده لموضوع تأله الانسان وهذا هو موضوعنا لذلك سأختصر قدر الاستطاعة في النقل عن الأنبا شنوده دون تعليق مني الا القليل وسأكتفي فقط بالعزو لكتابه.
قدم الأنبا شنودة لموضوع تأله الانسان في كتاب البدع الحديثة مقدمة قصيرة أفصح فيها أنه لم يكن ليتكلم في هذا الموضوع في حال كتب هؤلاء (الأب متى المسكين، الدكتور جورج حبيب بباوي، مدرسة دير القديس انبا مقار الكبير) هذا الكلام خطأ أو كما سماها زلفة فكر أو لسان وانما عمد الأنبا شنوده للرد عليهم لما تبين له كثرة نقل هؤلاء من كلام الاباء الرسوليين وعلى رأسهم القديس أثناسيوس في عقيدة تأله الانسان واتحاد البشر في الشركة الألهية على حد تعبيرهم وتحدث الأنبا شنوده على ان الميل لهذه العقيدة (تأله الانسان) انما هو نفس ميل ابليس للألوهية ونفس ميل آدم للخطيئة مقتبساً أعدادا من الكتاب المقدس.
بعد ذلك قرر الأنبا شنوده أن هذه العقيدة وسماها ههنا بشهوة الألوهة كانت السبب الرئيسي لظهور تعدد الألهة وأن كون الانسان يتأله فهذا يعني أنه يوصف بالصفات الالهية واختتم كلامه في هذه الجزئية مستنكرا ذلك (فمن ذا الذي يجرؤ أن ينسب الى الانسان كل هذه الصفات؟!)
وفي قفزة كبيرة غير مبررة حيث قرر الانبا شنودة بعد صفحة واحدة أن هذا الايمان (تأله الانسان) محال أن يكون أحد الاباء قد نادى به وهنا لا يفوت القارئ أنه كان ينبغي على الانبا شنوده أن يعرض كتابات الاباء ويفصل فيه ويشرح ويفند ثم يخرج بهذه النتيجة مثل ما يفعل أصحاب المدرسة الأخرى (الأب متى المسكين، الدكتور جورج حبيب بباوي) حيث أن كتاباتهم تكاد لا تخلو صفحة منها من كلام الاباء فما كان من الأنبا شنوده الا أنه حكم على الشئ دون دراسته وقال باستحالة تبني الاباء لهذه العقيدة واتهام الاخر بأنه يحرف كلام الاباء أو أنه لا يفهم كلامهم أو أنه لا يعرف اليونانية وهذا ليس منهجاً علميأ صحيحاً وهذا على أي حال يعلمه كل أحد عن الأنبا شنوده (افتقاره للمنهج العلمي).
كنت قد كتبت في السابق عن تأله جسد المسيح حسب ايمان الارثوذكس وتبين من كتاباتهم أن جسد المسيح قد تأله، واعتمد هؤلاء على كتابات الاباء لاسيما كتابات القديس أثناسيوس في تأله الجسد وهذه النقطة تحديدا هي جوهر الخلاف التي نشأ عنها عقيدة تأله الانسان لذلك تطرق اليها الأنبا شنوده موضحاً أن هذا الايمان غير صحيح وعزوه الى الاباء باطل وأيضا بطريقته المعهودة استمر في انكار الشئ دون تأصيل علمي حيث أن كتابات الاباء منتشرة ومعروفة في مسألة تأله جسد المسيح فكان من المفترض أن يعلق عليها أولاً قبل ان ينكر عليهم.
واكتفى الأنبا شنوده كعادته كما أوضحت سالفاً بأن ينكر عليهم نقلهم عن الاباء دون منهجة علمية واضحة بل استمر على نفس الوتيرة (هل كل الاباء قالوا بذلك؟!)، (هل قرأوا كل أقوال الاباء ورأوا فيها هذا الفكر؟!)، (أليس هذا تعديأ على علم البترولوجي(أقول الاباء)؟!) ليته نقل كلام الاباء وناقشه مناقشة علمية.
وهنا تطرق الأنبا شنوده الى مسألة شركاء الطبيعة الألهية ووضح أن الدكتور جورج حبيب بباوي قد حرف العدد رقم 4 من الاصحاح الأول من رسالة بطرس الثانية، وحاول التفريق بين لفظ شركاء الطبيعة الإلهية و لفظ شركاء في الطبيعة الإلهية وقال أن ما يدعيه هؤلاء هو الشرك الذي يقصده المسلمون، مختتما كلامه بأنه لا يمكننا أن نقبل الاشتراك مع الله في طبيعته ولاهوته، مهما حاولوا تبرير هذا الأمر بمعان واقتباسات.
وهنا أسأل إن كان الأنبا شنوده يرفض اقتباسات هؤلاء عن الاباء فمن أين يأخذ ايمانه وكتابه؟!!
وبدوره سأل الأنبا شنوده عن سبب التجسد قائلاً : هل أصبح الله انساناً كي يصير الإنسان الهاً؟! رافضاً هذا الادعاء حسب زعمه وعليه فأنصح القارئ قراءة المقال السالف الذكر في فاتحة هذا المقال، الغريب أن الأنبا شنوده صحح هذا القول بقول آخر يراه هو أنه الصواب (لذلك أرى أن نقول إن الله صار ابناً للانسان، لكي يصير الانسان ابناً لله) وأعتقد أنه فات عليه أن قائل عبارة صار الله انساناً لكي يؤلهنا أيضاً هو القديس أثناسيوس.
يتبع ان شاء الله....
تعليق