أسئلة: التكوير-مرض القلب- باب الهداية- وقود النار- الزمهرير - اليهود-المساواة -السماء سقف ودخان-اختلافا كثيرا-ولد وصاحبة-الاستواء والعرش والماء-ملوك سبأ

[بلاد الأفراح]

بارك الله فيمن أجاب عن الحق وزاد علمه وفهمه ,تابع أخانا مسيحي سابق .. في طرح تساؤلاتك عسى ان يكون

لك في نهاية الطريق نور يضيء قلبك فتكمل به [rainbow]ما بقي من حياتك[/rainbow] ...

[glint]وفقكم الله [/glint]

.

[مسيحي سابق]

هل ما زال أحدا مهتم لهذا الموضوع؟

[نصرة الإسلام]

طبعاً يا زميلى الفاضل مسيحى سابق
مرحباً بك
نحن نهتم بكل الزملاء الأفاضل مثلك
تفضل بطرح ما بدا لك من التساؤلات
وإن شاء الله يرد عليك مَنْ استطاع إلى الإجابة سبيلاً , كلٌ على قدر علمه .

أكرمك الله

[_الساجد_]

هل ما زال أحدا مهتم لهذا الموضوع؟

إنت إللى فين ؟؟؟؟؟؟؟؟

ردينا عليك من زمان ولا تعليق ليك إلا الكلمتين دول؟

[توحيد]

واجبنا كمسلمين أن نهتم بإجابة كل سؤال عن الإسلام. (كل على قدر علمه)
وواجبنا كأعضاء في منتدى إسلامي دعوي أن نهتم بمساعدة كل باحث عن الحق.
وواجبنا كمشرفين .. أن نهتم بأعضاء المنتدى.

ويسعدنا جميعاً (ويسعدني شخصياً) الحوار مع إنسان محترم، مهذب، عاقل. يقر بالحق حين يراه، ولا يكابر.

اشتقت للحوار معك .. وأتمنى أن تمكنني ظروفي من متابعته.

[ظل ظليل]

هل ما زال أحدا مهتم لهذا الموضوع؟

مرحبا بك بعد طول غياب , إشتقنا للحديث معك ...

[فارس الفرسان]

طبعا ، و نرحب بك

[سيف الكلمة]

تسجيل متابعة
أين أنت يا رجل
وأين تفاعلك مع أخوانك هنا
لا تشعرهم بأنهم يكتبون لأنفسهم
نحن هنا من أجلك وننتظر

[al3wasem]

الحديث منه الصحيح ومنه المكذوب والضعيف فليس كل الحديث ضعيف
والسيرة النبوية كذلك
ولكن فلتسأل عن ما بدى لك

قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس { إذا الشمس كورت } يعني أظلمت وقال العوفي عنه : ذهبت وقال مجاهد : اضمحلت وذهبت وكذا قال الضحاك وقال قتادة : ذهب ضوؤها وقال سعيد بن جبير : كورت غورت

جزاك الله خيرا

[al3wasem]

يجب التفريق بين نوعين من الهداية
هداية الارشاد والدلالة وهداية التوفيق
هداية الارشاد والدلالة ييسرها الله لجميع البشر بكل أنواعهم
المؤمن الطائع أو المؤمن العاصى أو الكافر أوالمنافق
ومعنى هذه الهداية أن الله ييسر لهم سبل معرفة طريق الهداية ولا يرغمهم على الدخول في الهداية
ولو ارغمهم لاصبحنا مصيرين مجبرين غير مخيرين
فلا داعى للحساب
ولا داعى للثواب والعقاب
ولكنه سبحانه ترك لهم حرية اختيار طريق الهداية او رفضها
وبالتالى فالمنافق ليس له حجة على الله لانه قد جاءه نذير وعلمه طريق النجاة فاعرض

أما هداية التوفيق فلا تعطى إلا لمن يقبل الهداية أى من آمن حقا بقلبه ولسانه وجوارحه
فيوفقه لطريق الهداية فييسر له الطاعات ويبعده عن المعاصى
ولا يعنى ذلك أنه مجبر بل لو اعرض عن الهداية لم يوفق للطاعات
فهو مخير لفعل الطاعات وترك الماصى ولكن الله ييسر له ذلك بصحبة صالحة وعالم يوضح له ما خفى عنه من الدين وزوجه صالحة تعينة على الطاعات واولاد صالحين وغير ذلك من صور التيسير للتوفيق للهداية
ولو ابتلى بغير ذلك فهذا بلاء واختبار من الله ليعلى درجاته يوم القيامة ويغفر له معاصيه
فالحمد لله على تمام المنة

جزاك الله الخير

[باحث سلفى]

وجزاكم بمثله الأخ al3wasem

[مسيحي سابق]

شكرا يا جماعة على المتابعة وشكرا يا سيف الكلمة على كلماتك الرقيقة.
"وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا ولئن قلت إنكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين" (هود 7)

ما معنى أن عرش الله على الماء؟ هناك أيضا آيات كثيرة تتحدث عن استواء الله على العرش فهل الله له عرش يجلس عليه؟

[المسلم المغربي]

شكرا يا جماعة على المتابعة وشكرا يا سيف الكلمة على كلماتك الرقيقة.
"وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا ولئن قلت إنكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين" (هود 7)

ما معنى أن عرش الله على الماء؟ هناك أيضا آيات كثيرة تتحدث عن استواء الله على العرش فهل الله له عرش يجلس عليه؟

اهلا مسيحي سابق .

كيف حالك ؟

الله تعالى ليس كمثله شيء و الاستواء ليس هو الجلوس . و استواء الله تعالى لا يمكن معرفته بتفكرينا هذا ابدا . نحن مؤمورون بالتدبر في مخلوقات الله تعالى و نعه علينا و نحن مؤمورون بعدم الخوض في ما ليس لنا به علم . لا تجسيد أو تصور لله تعالى مطلقا كجسد . فكيف تريد أو اي أحد ان يصف الله تعالى كأنه رأه بعينه . و لا يمكن مطابقة العرش الانساني الذي نعرفه مع عرش الله تعالى الظي ليس كمثله شيء. الله تعالى لا ينام و لا " لا تاخده سنة و لا نوم " " لا يضل ربي و لا ينسى " " الحي القيوم " " المحيي و المميت " . صفات التعب و الاكل و الجنس و كل شيء مادي لا تنطبق على الله تعالى . و كذلك الايام عند الله تعالى ليست كأيام الناس .
"لله الاسماء الحسنى فادعوه بها " العدل الرحمان الغفور الشكور الجميل العليم الخبير الخالق البصير .

أستغفر الله الغفور الرحيم .
نحن نؤمن بما في هذه الايات الكريمة إيمانا بالغيب و لا يستطيع أحدنا أي كان علمه أن يعطي فكرة دقيقة على هذا الوصف سوى التسليم بما فيها من الحق .
مثال فقط من مخلوقات الله تعالى الملائكة .
لقد رأى النبي محمد صلى الله عليه و سلم الملك جبريل عليه السلام على صورته التي خلقه الله تعالى عليها و رأه على شكل إنسان عليه السلام. الغيب فوق إدراك قدرات الانسان و يجب التسليم بها كحق كمسلمين .

و رأيت الله تعالى هي أكرم شيء للمؤمنين الذين سيسكنهم الله تعالى الجنة جعلني الله تعالى منهم .

و هدانا و إياك .

هل قبلت الاسلام ام ليس بعد و لماذا من فضلك ان كنت متردد؟

و الحمد لله رب العالمين.

[نور عزيز]

تعليق على السريع ونصيحة اتمنى ان لا تستثقلها يازميلي الفاضل الاسئلة التي تسالها مالمانع ان تسالها وان تتعرف على الاسلام وتعرفها وانت مسلم هذه اسئلة عادية قد تستشكل علينا اية نحن المسلمون ولانفهمها فنركض عند اي شيخ علم بالتفسير يفسرها لنا والحمدلله انت لم تسأل سؤال عن تفسير اية الا واجابوك عليه تفسير القران هذا علم كبير بحد ذاته فهل تنتظر ان تفسر جميع القران ثم تسلم
هل تضمن هذا العمر يازميلي
اتمنى ان تتقبل راي بصدر رحب ولك الحرية لكن هذه نصيحة

[سيف الكلمة]

شكرا يا جماعة على المتابعة وشكرا يا سيف الكلمة على كلماتك الرقيقة.

لم أر منك سوءا بل رأيت حسن الخلق
مرحبا بك

"وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا ولئن قلت إنكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين" (هود 7)

ما معنى أن عرش الله على الماء؟ هناك أيضا آيات كثيرة تتحدث عن استواء الله على العرش فهل الله له عرش يجلس عليه؟

1) كان الله ولم يكن شيء سواه
2) ثم كان هواء وعماء بلا ضوء

3) ثم كان الماء محمولا على متن الريح وكان عرشه على الماء وهى مرحلة تالية
الله ليس كمثله شيء وصفة العرش غيب
ولكن العرش فى فهم البشر يمكن أن يكون سلطان
بمعنى أنه خلق الماء
والماء من سلطان الله فهو المهيمن على ما خلق بغض النظر عما لا نعلمه عن العرش كغيب
فليس فى الإسلام تمثيل ولا تحديد لصفات الله

وقال تعالى :

فصلت (آية:11):ثم استوى الى السماء وهي دخان فقال لها وللارض ائتيا طوعا او كرها قالتا اتينا طائعين

فأصل خلق السماوات والأرض من دخان
ولكن الهواء ثم الماء سابقين لخلق الدخان وربما كان الدخان يحتوى بعض الماء والهواء
فيمكن أن يكون خلق الدخان مرحلة تالية لخلق الماء
وهذه المرحلة ( الدخان ) سابقة لخلق السماوات والأرض

الانبياء (آية:30):اولم ير الذين كفروا ان السماوات والارض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي افلا يؤمنون
الله فتق السماوات والأرض ليتمايز كل منها وجعل من الماء كل شيء حى
أى خلق الله الأحياء من الماء
فليس هناك كائن حى فى الأرض إلا والماء من مكونات خلقه
فرزق الإنسان فى الأرض ضمنا من حيث طعامه وكسوته وما يحتاج إليه خلق من هذا الماء

فأول ما أخبرنا الله به من الخلق كان الماء والعرش ثم الدخان الذى خلق الله منه السماوات
وسبق الهواء على الماء نفهمه من الحديث الشريف :

22508 - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال حين سئل : أين كان ربنا عز وجل قبل أن يخلق خلقه ؟ قال : كان في عماء ، ما تحته هواء ، وما فوقه هواء ، ثم خلق عرشه على الماء
الراوي: أبو رزين العقيلي لقيط بن عامر المحدث: ابن جرير الطبري - المصدر: تاريخ الطبري - الصفحة أو الرقم: 1/40
خلاصة الدرجة: صحيح

أما الآية الكريمة التى أتيت بها فهى تتكلم عن رزق الله الناتج عن خلق كل الكائنات الحية من الماء

هود (آية:7):وهو الذي خلق السماوات والارض في سته ايام وكان عرشه على الماء ليبلوكم ايكم احسن عملا ولئن قلت انكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا ان هذا الا سحر مبين

وهذا الرزق يبلونا الله به أى يختبرنا أينا أحسن عملا أى يختبرنا هل نشكر أم نكفر وهل نكون من الطائعين شكرا لله على فضله أم نكفر بنعم الله علينا
بدءا بخلق أنفسنا وما حبانا به من رزق فى الخلق كالسمع والبصر والتذوق حتى الملمس رزق من الله فلا يعلم الكثيرين نعمة الألم التى تدفعنا للإبتعاد عن مواطن الخطر
ثم إلى خلق ما تحتاج إليه أجسامنا من رزق لتستمر فى الحياة
فكل هذا مما خلق الله من ماء

ومن الحديث الشريف فى قضية الماء :
116260 - إني عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه قوم من بني تميم ، فقال : ( اقبلوا البشرى يا بني تميم ) . قالوا : بشرتنا فأعطنا ، فدخل ناس من أهل اليمن ، فقال : ( اقبلوا البشرى يا أهل اليمن ، إذ لم يقبلها بنو تميم ) . قالوا : قبلنا ، جئناك لنتفقه في الدين ، ولنسألك عن أول هذا الأمر ما كان ، قال : ( كان الله ولم يكن شيء قبله ، وكان عرشه على الماء ، ثم خلق السماوات والأرض ، وكتب في الذكر كل شيء ) . ثم أتاني رجل فقال : يا عمران أدرك ناقتك فقد ذهبت ، فانطلقت أطلبها ، فإذا السراب ينقطع دونها ، وايم الله لوددت أنها قد ذهبت ولم أقم .
الراوي: عمران بن حصين المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 7418
خلاصة الدرجة: [صحيح]

تفسير بن كثير :

وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ
يُخْبِر تَعَالَى عَنْ قُدْرَته عَلَى كُلّ شَيْء وَأَنَّهُ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالْأَرْض فِي سِتَّة أَيَّام وَأَنَّ عَرْشه كَانَ عَلَى الْمَاء قِيلَ ذَلِكَ كَمَا قَالَ الْإِمَام أَحْمَد : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة حَدَّثَنَا الْأَعْمَش عَنْ جَامِع بْن شَدَّاد عَنْ صَفْوَان بْن مُحْرِزٍ عَنْ عِمْرَان بْن حُصَيْن قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " اِقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا بَنِي تَمِيم " قَالُوا قَدْ بَشَّرْتنَا فَأَعْطِنَا قَالَ " اِقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا أَهْل الْيَمَن" قَالُوا قَدْ قَبِلْنَا فَأَخْبِرْنَا عَنْ أَوَّل هَذَا الْأَمْر كَيْف كَانَ ؟ قَالَ " كَانَ اللَّه قَبْل كُلّ شَيْء وَكَانَ عَرْشه عَلَى الْمَاء وَكَتَبَ فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ ذِكْر كُلّ شَيْء ". قَالَ : فَأَتَانِي آتٍ فَقَالَ يَا عِمْرَان اِنْحَلَّتْ نَاقَتك مِنْ عِقَالهَا قَالَ فَخَرَجْت فِي إِثْرهَا فَلَا أَدْرِي مَا كَانَ بَعْدِي ; وَهَذَا الْحَدِيث مُخَرَّج فِي صَحِيحَيْ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم بِأَلْفَاظٍ كَثِيرَة فَمِنْهَا قَالُوا جِئْنَاك نَسْأَلك عَنْ أَوَّل هَذَا الْأَمْر فَقَالَ " كَانَ اللَّه وَلَمْ يَكُنْ شَيْء قَبْله وَفِي رِوَايَة - غَيْره - وَفِي رِوَايَة - مَعَهُ - وَكَانَ عَرْشه عَلَى الْمَاء وَكَتَبَ فِي الذِّكْر كُلّ شَيْء ثُمَّ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالْأَرْض " وَفِي صَحِيح مُسْلِم عَنْ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن الْعَاصِ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" إِنَّ اللَّه قَدَّرَ مَقَادِير الْخَلَائِق قَبْل أَنْ يَخْلُق السَّمَاوَات وَالْأَرْض بِخَمْسِينَ أَلْف سَنَة وَكَانَ عَرْشه عَلَى الْمَاء " وَقَالَ الْبُخَارِيّ فِي تَفْسِير هَذِهِ الْآيَة : حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَان أَخْبَرَنَا شُعَيْب أَخْبَرَنَا أَبُو الزِّنَاد عَنْ الْأَعْرَج عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " قَالَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ أَنْفِقْ أُنْفِق عَلَيْك " . وَقَالَ " يَد اللَّه مَلْأَى لَا يَغِيضُهَا نَفَقَةٌ سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ " وَقَالَ " أَفَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِي يَمِينِهِ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء وَبِيَدِهِ الْمِيزَانُ يَخْفِضُ وَيَرْفَعُ " . وَقَالَ الْإِمَام أَحْمَد : حَدَّثَنَا يَزِيد بْن هَارُون أَخْبَرَنَا حَمَّاد بْن سَلَمَة عَنْ يَعْلَى بْن عَطَاء عَنْ وَكِيع بْن عَدْس عَنْ عَمّه أَبِي رَزِين وَاسْمه لَقِيط بْن عَامِر بْن الْمُنْتَفِق الْعُقَيْلِيّ قَالَ : قُلْت يَا رَسُول اللَّه أَيْنَ كَانَ رَبّنَا قَبْل أَنْ يَخْلُق خَلْقه ؟ قَالَ " كَانَ فِي عَمَاءٍ مَا تَحْته هَوَاءٌ وَمَا فَوْقَهُ هَوَاءٌ ثُمَّ خَلَقَ الْعَرْشَ بَعْدَ ذَلِكَ " . وَقَدْ رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي التَّفْسِير وَابْن مَاجَهْ فِي السُّنَن مِنْ حَدِيث يَزِيد بْن هَارُون بِهِ وَقَالَ التِّرْمِذِيّ هَذَا حَدِيث حَسَن وَقَالَ مُجَاهِد " وَكَانَ عَرْشه عَلَى الْمَاء" قَبْل أَنْ يَخْلُق شَيْئًا وَكَذَا قَالَ وَهْب بْن مُنَبِّه وَضَمْرَة وَقَتَادَة وَابْن جَرِير وَغَيْر وَاحِد وَقَالَ قَتَادَة فِي قَوْله" وَكَانَ عَرْشه عَلَى الْمَاء " يُنَبِّئكُمْ كَيْف كَانَ بَدْء خَلْقه قَبْل أَنْ يَخْلُق السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَقَالَ الرَّبِيع بْن أَنَس" وَكَانَ عَرْشه عَلَى الْمَاء " فَلَمَّا خَلَقَ السَّمَاوَات وَالْأَرْض قَسَمَ ذَلِكَ الْمَاء قِسْمَيْنِ فَجَعَلَ نِصْفًا تَحْت الْعَرْش وَهُوَ الْبَحْر الْمَسْجُور . وَقَالَ اِبْن عَبَّاس إِنَّمَا سُمِّيَ الْعَرْش عَرْشًا لِارْتِفَاعِهِ وَقَالَ إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد سَمِعْت سَعْدًا الطَّائِيّ يَقُول : الْعَرْش يَاقُوتَة حَمْرَاء وَقَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق فِي قَوْله تَعَالَى " هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَات وَالْأَرْض فِي سِتَّة أَيَّام وَكَانَ عَرْشه عَلَى الْمَاء " فَكَانَ كَمَا وَصَفَ نَفْسه تَعَالَى إِذْ لَيْسَ إِلَّا الْمَاء وَعَلَيْهِ الْعَرْش وَعَلَى الْعَرْش ذُو الْجَلَال وَالْإِكْرَام وَالْعِزَّة وَالسُّلْطَان وَالْمُلْك وَالْقُدْرَة وَالْحِلْم وَالْعِلْم وَالرَّحْمَة وَالنِّعْمَة الْفَعَّال لِمَا يُرِيد ; وَقَالَ الْأَعْمَش عَنْ الْمِنْهَال بْن عَمْرو عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر قَالَ : سُئِلَ اِبْن عَبَّاس عَنْ قَوْل اللَّه " وَكَانَ عَرْشه عَلَى الْمَاء " عَلَى أَيّ شَيْء كَانَ الْمَاء ؟ قَالَ عَلَى مَتْن الرِّيح وَقَوْله تَعَالَى " لَيَبْلُوكُمْ أَيّكُمْ أَحْسَن عَمَلًا " أَيْ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالْأَرْض لِنَفْعِ عِبَاده الَّذِينَ خَلَقَهُمْ لِيَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَلَمْ يَخْلُق ذَلِكَ عَبَثًا كَقَوْلِهِ " وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْض وَمَا بَيْنهمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْل لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ النَّار " وَقَالَ تَعَالَى " أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ فَتَعَالَى اللَّه الْمَلِك الْحَقّ لَا إِلَه إِلَّا هُوَ رَبّ الْعَرْش الْكَرِيم " وَقَالَ تَعَالَى " وَمَا خَلَقْت الْجِنّ وَالْإِنْس إِلَّا لِيَعْبُدُونِ " الْآيَة ; وَقَوْله " لِيَبْلُوَكُمْ " أَيْ لِيَخْتَبِركُمْ" أَيّكُمْ أَحْسَن عَمَلًا " وَلَمْ يَقُلْ أَكْثَر عَمَلًا بَلْ أَحْسَن عَمَلًا وَلَا يَكُون الْعَمَل حَسَنًا حَتَّى يَكُون خَالِصًا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى شَرِيعَة رَسُول اللَّه فَمَتَى فَقَدَ الْعَمَلُ وَاحِدًا مِنْ هَذَيْنِ الشَّرْطَيْنِ حَبِطَ وَبَطَلَ . وَقَوْله " وَلَئِنْ قُلْت إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْد الْمَوْت " الْآيَة. يَقُول تَعَالَى وَلَئِنْ أَخْبَرْت يَا مُحَمَّد هَؤُلَاءِ الْمُشْرِكِينَ أَنَّ اللَّه سَيَبْعَثُهُمْ بَعْد مَمَاتهمْ كَمَا بَدَأَهُمْ مَعَ أَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّه تَعَالَى هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَات وَالْأَرْض كَمَا قَالَ تَعَالَى " وَلَئِنْ سَأَلْتهمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّه " " وَلَئِنْ سَأَلْتهمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَسَخَّرَ الشَّمْس وَالْقَمَر لَيَقُولُنَّ اللَّه " وَهُمْ مَعَ هَذَا يُنْكِرُونَ الْبَعْث وَالْمَعَاد يَوْم الْقِيَامَة الَّذِي هُوَ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْقُدْرَة أَهْوَن مِنْ الْبُدَاءَة كَمَا قَالَ تَعَالَى " وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأ الْخَلْق ثُمَّ يُعِيدهُ وَهُوَ أَهْوَن عَلَيْهِ " وَقَالَ تَعَالَى " مَا خَلْقكُمْ وَلَا بَعْثكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَة " وَقَوْلهمْ " إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْر مُبِين" أَيْ يَقُولُونَ كُفْرًا وَعِنَادًا مَا نُصَدِّقك عَلَى وُقُوع الْبَعْث وَمَا يَذْكُر ذَلِكَ إِلَّا مَنْ سَحَرْته فَهُوَ يَتَّبِعك عَلَى مَا تَقُول .

تفسير الجلالين :

وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ
"وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَات وَالْأَرْض فِي سِتَّة أَيَّام" أَوَّلهَا الْأَحَد وَآخِرهَا الْجُمُعَة "وَكَانَ عَرْشه" قَبْل خَلْقهمَا "عَلَى الْمَاء" وَهُوَ عَلَى مَتْن الرِّيح "لِيَبْلُوَكُمْ" مُتَعَلِّق بِخَلَقَ أَيْ خَلَقَهُمَا وَمَا فِيهِمَا مِنْ مَنَافِع لَكُمْ وَمَصَالِح لِيَخْتَبِركُمْ "أَيّكُمْ أَحْسَن عَمَلًا" أَيْ أَطْوَع لِلَّهِ "وَلَئِنْ قُلْت" يَا مُحَمَّد لَهُمْ "إنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْد الْمَوْت لَيَقُولَن الَّذِينَ كَفَرُوا إنْ" مَا "هَذَا" الْقُرْآن النَّاطِق بِالْبَعْثِ أَوْ الَّذِي تَقُولهُ "إلَّا سِحْر مُبِين" بَيِّن وَفِي قِرَاءَة سَاحِر وَالْمُشَار إلَيْهِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ