هل خلقنا الله سدى ؟
العقل يدرك وجود الله تعالى من آياته في الكون, ويدرك أن خالق هذا الكون يتصف بصفات العلم والحكمة وأنه من غير المعقول أن الخالق قد خلقنا عبثا" أو بدون هدف محدد, فهذا لا يليق بحكمته جل شأنه.
{أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ (115) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِّلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ} (116) سورة المؤمنون
لكننا لا نستطيع بالعقل أن ندرك ماذا يريد الخالق منا، وكيف نعبده، وكيف نشكره؟
لذلك كان لا بد أن يرسل الله الرسل ليبلغونا عن الله، لماذا خلق الله هذا الكون؟ ولماذا خلقنا؟ وما هو منهج الحياة الذي رسمه لنا لتتبعه؟ وماذا أعد لنا من ثواب وعقاب؟.
{رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا } (165) سورة النساء.
فجاء الرسل الذين اصطفاهم الله تعالى من بين خيرة خلقه وحفهم بالرعاية والعناية, جاءوا ومعهم المعجزات من الله التي تبين صدق رسالتهم.
وأرسل الله تعالى مع الرسل المنهج الواجب علينا إتباعه.
فمن أطاع الله ورسله فله الجزاء والثواب من الله تعالى ومن لم يطع الله فله العقاب.
{وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} (69) سورة النساء.
{وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ} (14) سورة النساء
قال رسول الله عليه الصلاة و السلام " كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى( رفض) " قيل ومن يأبى (أي من يرفض) يا رسول الله ؟ قال : " من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى".
ولقد بين لنا الله تعالى أن الخلق كان لحكمة فقال تعالى:
{وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ} (27) سورة ص
وبين لنا سبب خلق الإنسان فقال تعالى:
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} (56) سورة الذاريات.
والعبادة ليست الصلاة والسجود والصيام فقط, بل إن العبادة هي كل ما يحبه الله من أفعال وأعمال, فرعاية اليتيم من العبادة وزيارة المرضى من العبادة ورفع الأذى عن الطريق من العبادة وإلقاء السلام من العبادة و...الخ.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ:
[ العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة فالصلاة والزكاة والصيام والحج وصدق الحديث والأمانة وبر الوالدين وصلة الأرحام والوفاء بالعهود والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد للكفار والمنافقين والإحسان للجار واليتيم والمسكين وابن السبيل والمملوك من الآدميين والبهائم والدعاء والذكر والقراءة وأمثال ذلك من العبادة.
وكذلك حب الله ورسوله وخشية الله والإنابة إليه وإخلاص الدين له والصبر لحكمه والشكر لنعمه والرضى بقضائه والتوكل عليه والرجاء لرحمته والخوف من عذابه وأمثال ذلك هي من العبادة لله ]
الاعتراضات والرد عليها :
خلقنا الله تعالى لما يلي :
أولاً : إرادته كذلك سبحانه وتعالى.
ثانياً : حكمته سبحانه وتعالى , لا تقيسها بتفكيرك المحدود ( يقول لماذا لم يصنعنا بقدرة عالية ,نقول الله تعالى , له الإرادة والمشيئة,وقد خلقنا لأداء امور معينة ومدنا بالوسائل اللازمة لذلك ).
ثالثاً : خلقنا الله تعالى حتى نعبده لأنه يريدنا أن نعبده .
رابعاً : خلقنا الله تعالى حتى يكرم بعضنا بإدخاله الجنه .
ومن يتكبر عن عبادته فليتكبر .... فجزاءه في الآخرة , والله غني عن العالمين .
وفي النهاية كل تساؤلاتك لا تنفي وجود الله تعالى .....
بل تبين الجهل بسبب فعل الفاعل .
مثال على ذلك :
نفترض أنك وجدت هدية جميلة موجهة إليك باسمك , مكتوب عليها للأستاذ ياسر جورج مع تحياتي ,ووجدت فيها زجاجة عطر وورد ونقود... الخ .
وفكرت قلت لا يوجد سبب لأن يعطينني أحد هذه الهدية
فأنا لا يعرفني أحد هنا , ولا أملك سلطه أو قوه أو منصب لكي يهديني شخص هذه الهدية .
ثم قلت :طالما لا يوجد سبب مقنع لأن يهديني أي شخص هذه الهدية .
إذا لم يهديني الهدية أحد ..
إذا الذي أعطاني الهدية غير موجود .
جاءت بمفردها , بالصدفة
.
لذلك أكرر عدم معرفة سبب الفعل لا يمنع وجود الفاعل
فعدم معرفة لماذا خلقك الله , لا يمنع من وجود الله .
والحمد لله رب العالمين.
العقل يدرك وجود الله تعالى من آياته في الكون, ويدرك أن خالق هذا الكون يتصف بصفات العلم والحكمة وأنه من غير المعقول أن الخالق قد خلقنا عبثا" أو بدون هدف محدد, فهذا لا يليق بحكمته جل شأنه.
{أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ (115) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِّلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ} (116) سورة المؤمنون
لكننا لا نستطيع بالعقل أن ندرك ماذا يريد الخالق منا، وكيف نعبده، وكيف نشكره؟
لذلك كان لا بد أن يرسل الله الرسل ليبلغونا عن الله، لماذا خلق الله هذا الكون؟ ولماذا خلقنا؟ وما هو منهج الحياة الذي رسمه لنا لتتبعه؟ وماذا أعد لنا من ثواب وعقاب؟.
{رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا } (165) سورة النساء.
فجاء الرسل الذين اصطفاهم الله تعالى من بين خيرة خلقه وحفهم بالرعاية والعناية, جاءوا ومعهم المعجزات من الله التي تبين صدق رسالتهم.
وأرسل الله تعالى مع الرسل المنهج الواجب علينا إتباعه.
فمن أطاع الله ورسله فله الجزاء والثواب من الله تعالى ومن لم يطع الله فله العقاب.
{وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} (69) سورة النساء.
{وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ} (14) سورة النساء
قال رسول الله عليه الصلاة و السلام " كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى( رفض) " قيل ومن يأبى (أي من يرفض) يا رسول الله ؟ قال : " من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى".
ولقد بين لنا الله تعالى أن الخلق كان لحكمة فقال تعالى:
{وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ} (27) سورة ص
وبين لنا سبب خلق الإنسان فقال تعالى:
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} (56) سورة الذاريات.
والعبادة ليست الصلاة والسجود والصيام فقط, بل إن العبادة هي كل ما يحبه الله من أفعال وأعمال, فرعاية اليتيم من العبادة وزيارة المرضى من العبادة ورفع الأذى عن الطريق من العبادة وإلقاء السلام من العبادة و...الخ.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ:
[ العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة فالصلاة والزكاة والصيام والحج وصدق الحديث والأمانة وبر الوالدين وصلة الأرحام والوفاء بالعهود والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد للكفار والمنافقين والإحسان للجار واليتيم والمسكين وابن السبيل والمملوك من الآدميين والبهائم والدعاء والذكر والقراءة وأمثال ذلك من العبادة.
وكذلك حب الله ورسوله وخشية الله والإنابة إليه وإخلاص الدين له والصبر لحكمه والشكر لنعمه والرضى بقضائه والتوكل عليه والرجاء لرحمته والخوف من عذابه وأمثال ذلك هي من العبادة لله ]
الاعتراضات والرد عليها :
يقول أحد الملحدين :
والرد بفضل الله تعالى :
مالفائدة المنطقية لخلق الله للبشر ؟ لمحاولة الإجابة على هذا السؤال دعنا ندرج الخيارات المتاحة ونقوم بتحليل نتائج كل منها :
الخيار الأول : الله يحتاج للبشر, لذلك خلقهم.
الخيار الثاني : الله لا يحتاج للبشر, ولكنه خلقهم على الرغم من ذلك.
من المستحيل منطقياً أن يكون هناك خيار ثالث أو حل وسط لتلك المسألة.
الخيار الأول : الله يحتاج للبشر, لذلك خلقهم.
الخيار الثاني : الله لا يحتاج للبشر, ولكنه خلقهم على الرغم من ذلك.
من المستحيل منطقياً أن يكون هناك خيار ثالث أو حل وسط لتلك المسألة.
خلقنا الله تعالى لما يلي :
أولاً : إرادته كذلك سبحانه وتعالى.
ثانياً : حكمته سبحانه وتعالى , لا تقيسها بتفكيرك المحدود ( يقول لماذا لم يصنعنا بقدرة عالية ,نقول الله تعالى , له الإرادة والمشيئة,وقد خلقنا لأداء امور معينة ومدنا بالوسائل اللازمة لذلك ).
ثالثاً : خلقنا الله تعالى حتى نعبده لأنه يريدنا أن نعبده .
رابعاً : خلقنا الله تعالى حتى يكرم بعضنا بإدخاله الجنه .
ومن يتكبر عن عبادته فليتكبر .... فجزاءه في الآخرة , والله غني عن العالمين .
وفي النهاية كل تساؤلاتك لا تنفي وجود الله تعالى .....
بل تبين الجهل بسبب فعل الفاعل .
مثال على ذلك :
نفترض أنك وجدت هدية جميلة موجهة إليك باسمك , مكتوب عليها للأستاذ ياسر جورج مع تحياتي ,ووجدت فيها زجاجة عطر وورد ونقود... الخ .
وفكرت قلت لا يوجد سبب لأن يعطينني أحد هذه الهدية
فأنا لا يعرفني أحد هنا , ولا أملك سلطه أو قوه أو منصب لكي يهديني شخص هذه الهدية .
ثم قلت :طالما لا يوجد سبب مقنع لأن يهديني أي شخص هذه الهدية .
إذا لم يهديني الهدية أحد ..
إذا الذي أعطاني الهدية غير موجود .
جاءت بمفردها , بالصدفة
.
لذلك أكرر عدم معرفة سبب الفعل لا يمنع وجود الفاعل
فعدم معرفة لماذا خلقك الله , لا يمنع من وجود الله .
والحمد لله رب العالمين.
تعليق