العدالة بين آدم و إبليس

تقليص

عن الكاتب

تقليص

شاهد ما شافش حاجة مسلم اكتشف المزيد حول شاهد ما شافش حاجة
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • شاهد ما شافش حاجة
    0- عضو حديث
    • 26 ديس, 2008
    • 7
    • باحث
    • مسلم

    العدالة بين آدم و إبليس

    أرجو من الاخوة و الأعضاء الكرام توضيح نقطة إستعصت على فهمي .. ألا وهي : لم غفر الله لآدم عندما عصاه من أكله للشجرة و تلقيه كلمات للتوبة و على الطرف الآخر طرد إبليس لمعصيته أمر السجود؟؟؟
    أليس كلاهما عصاة .. لم التفرقة؟
  • ظل ظليل
    مشرف قسم الإستشراق والتغريب والتبشير

    • 26 أغس, 2008
    • 3506
    • باحث
    • مسلم

    #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ~~~~~~~~~~~~~~
    العضو شاهد ماشافش حاجة
    قبل الإجابة كنت أود أن أعرف ديانتك ؟؟؟
    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ~~~
    الإجابة سهلة جدا : من الذي أغوي أدم وجعله يأكل من الشجرة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    اليس إبليس !!!!!!!!!!!!!!
    أدم عصي الله بعد غواية إبليس له ثم تاب وندم .......
    أما إبليس فعصيانه نابع من ذاته ورغم ذلك لم يندم ولم يحاول أن يستغفر الله بل تمادي في المعصية وأقسم بخالقه أن يجعل أدم ونسله يعصون الله ولا يطيعونه ويكفرون به ......
    يقول الإمام إبن القيم :
    وموقف آدم عليه السلام في الاستماع لوسوسة الشيطان ما هو إلا لحظة عصيانٍ كلَّفته القلق والندم والحسرة، والعمل والتوبة والأوبة حتى جاءه فرج ربِّه تعالى بقوله: "فتاب عليه".
    ثمَّ يستنبط الإمام ابن القيِّم استنباطاً رائعاً من الحادثة، حبَّذا لو نظرنا فيه جيِّدًا، واعتبرناه منهج حياةٍ لنا، وهو أنَّه ليس كلُّ سقوطٍ يعني النهاية، وليس كلُّ هبوطٍ يعني انحداراً بلا صعود، مهما فرح الحاقدون بسقوطنا هذا، فإبليس فرح بسقوط آدم عليه السلام وهبوطه من الجنَّة، وما درى أنَّ هذا الهبوط هو كمثل الغوَّاص الذي يغوص إلى قيعان البحار بحثاً عن الدرِّ واللؤلوء.
    وهذا فهمٌ جديدٌ لمسألة عصيان آدم عليه السلام لربِّه وهبوطه إلى الأرض، إذ ما كان هبوطه إلا ليحقِّق هو وذرِّيَّته خلافة الله تعالى في الأرض، وليطبِّق هو وذرِّيَّته منطق: "والذي نفسي بيده، لو لم تُذنِبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقومٍ يُذنِبون، فيستغفرون الله، فيغفر لهم" رواه مسلم.
    ثمَّ عقَّب رحمه الله تعالى تعقيباً لطيفاً آخر، حين طمأن آدم عليه السلام وذرِّيَّته أنَّه سبحانه حين أخرجه من الجنَّة، فلا يعني ذلك أنَّه شغلها بآخرين، بل هي محفوظةٌ لآدم عليه السلام وذرِّيَّته، هكذا خلقها سبحانه، وهكذا أرادها، ما تغيَّر فقط هو أنَّ آدم عليه السلام كان يتعامل مع الله بصفة "الملوك"، وأصبح يتعامل –بعد الخروج من الجنَّة- بصفة "العبيد"، وما ذلك إلا لخطأٍ ارتكبه عليه السلام، وليمحِّص الله قلبه من الكِبْر والإعجاب بالنفس، مع حفظ الله تعالى لـ"ملكيَّة" الجنَّة لآدم عليه السلام، إنَّما أخرجه منها ليكمل بناءها، تماماً كما يفعل الإنسان منَّا حين يريد تجديد شيءٍ في بيته، وليدفع العمَّال "عباد الرحمن" ثمن عبوديَّتهم العزيزة للرحمن سبحانه عبر تجافي جنوبهم عن المضاجع، ودعائهم ربَّهم خوفاً وطمعا، منتظرين: "فلا تعلم نفسٌ ما أُخفِي لهم من قرَّة أعينٍ جزاءً بما كانوا يعملون".
    ونبَّه –رحمه الله تعالى- أخيراً إلى أنَّه رغم كلِّ هذا الفضل الذي منحه الله تعالى لآدم عليه السلام، فإنَّه لم يُغنِ عنه عند وقوعه في المعصية، ما نفعه هو اعترافه بخطئه "ربَّنا ظلمنا أنفسنا"، وتوحيده لربِّه تعالى وشكره له، فغدا كالمقاتل الذي جُرِح بسهم العدوّ، فعالج الجرح، فعاد كأن لم تكن به عِلَّة..

    تعليق

    • جندي صلاح الدين
      2- عضو مشارك
      • 20 يون, 2008
      • 114

      #3
      السلام عليكم

      الأمر بسيط جداً بفضل الله

      لأن إبليس عليه لعنة الله قد رد الأمر على الله ورد الأمر على الله كفر وجحود ما بعده جحود وهذا قد نراه في من يجادلون في أوامر الله وعدم صلاحيتها لعصرنا فهؤلاء حالهم كحال الشيطان عندما تكبر وعصى ورد الأمر على الله تبارك وتعالى

      أما أدم عليه السلام فقد ضعف وعصى ولكنه أناب ورجع وهذا حال آخر تماماً

      هذا والله أعلى وأعلم
      قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ [آل عمران : 64]
      دعاء كفارة المجلس
      " سبحانك اللهم وبحمدك أشهدك أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك "

      تعليق

      • سيف الكلمة
        إدارة المنتدى

        • 13 يون, 2006
        • 6036
        • مسلم

        #4
        الإجابة هنا فى هذا الموضوع :

        ثلاثة أسئلة من جرجيوس

        قال الله تعالى:
        (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين)34 سورة البقرة
        عندما يأمر الله فلا خيرة للعباد وعليهم تنفيذ الأمر
        وعندما يأمر الله بالسجود لآدم فهو ليس سجود عبادة
        فلم يأمر الله الملائكة بعبادة آدم ولكنه أمرهم بالسجود له
        ليس لأن آدم مستحق للسجود له بذاته
        ولكنه مستحق للسجود بأمر الله
        فالسجود هنا سجود طاعة لأمر الله

        وكانت معصية إبليس وأخطاءه فى أكثر من موضع
        :::::::::::::::::::::::::::::::::::

        الخطأ الأول معصية الله
        .........................
        برفض تنفيذ أمر الله بالسجود
        وقد يكون فى السجود زيادة فى مكانة هذا المخلوق الجديد
        ولله الأمر كله فهو الذى يهب المكانة لمخلوقاته

        الخطأ الثانى التكبر
        ..................
        التكبر برفض مكانة أكثر تميزا من مكانته حيث قال خلقتنى من نار وخلقته من طين
        فكان يرى مكانته أكثر تميزا ممن ميزه الله عليه

        الخطأ الثالث الإصرار على الخطأ
        ....................................
        بالرغبة فى الإنتقام والرغبة فى إثبات أن أمر الله وقضاءه بتمييز آدم عليه خطأ من الله فى حقه ومحااولة إثبات أنه على الحق فأدخل نفسه فى خصومة مع الله
        وينبين ذلك من قوله خلقتنى من نار وخلقته من طين
        ومن قوله لأقعدن لهم صراطك المستقيم

        الخطأ الرابع النزوع بالفعل فى ارتكاب الجرم
        ...............................................
        وذلك عندما قاسمهما كذبا (أى أقسم لهما)بالكذب أن الشجرة التى نهاهما الله عن الأكل منها هى شجرة الخلد ولم تكن كذلك فأغرى آدم وزوجه بمعصية الله
        وهنا فقط بعد النزوع الفعلى وارتكاب الجرم
        من إبليس بالمكيدة ومن آدم وزوجه بفعل المعصية
        نفذ الله عليهم عقوبة الإنزال من الجنة
        (وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم فى الأرض مستقر ومتاع إلى حين)
        وأعطيت الفرصة لآدم للتوبة وهو على الأرض مع توقيع العقوبة مما لم يتوفر لإبليس لاختلاف حجم الجرم ولأن آدم لم يكن مصرا على خطيئته وتاب فتاب الله عليه والتوبة لم تحدث من إبليس
        أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
        والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
        وينصر الله من ينصره

        تعليق

        • صفي الدين
          مشرف المنتدى

          • 29 سبت, 2006
          • 2596
          • قانُوني
          • مُسْلِم حُرٍ لله

          #5
          السَلام عَليكُم
          بارك الله تعالى في الإخوَة الأساتِذَة و جزاهُم عَنا كُل خَير , و عِندما قرأت سؤالَك ذَكَرني ذَلِك بِسؤالين دائما ما كانا يجولان في ذِهني , فالقِصَة في الإسلام فيها وُضوجاً يُظهِر ماهيَة إبليس و كَيف عانَد و تَكَبَر على أوامِر الله تبارك و تعالى , أما المَسيحيَة :

          فأولاً : لا يَظهر في الكَتاب المُقَدَس و تَحديداً العَهْد القَديم ,مَن هو إبليس و لِماذا نَصَب العَداء للإنسان و لِماذا ساعَدَه في عِصيان أوامِر الرَب , و ماهيتُه قَبلها؟

          ثانياً : طالما الرَب -وِفقاً لِمَنطِق النصارى- مُحِب و يوصَف بِالمَحَبَة لِماذا لَم يَصنَع فِداء لإبليس كَمَخلوق -إذا أخطأ في حَقِه - مِثلما كان الحال مَع الإنسان , فَمِن المَفروض إلا يَتصِف المُحِب بِالعُنصريَة و التَميز بَين مَخلوقاتِه
          مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ. كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ

          تعليق

          • فارس الميـدان
            مشرف عام أقسام
            المذاهب الفكرية الهدامة
            ومشرف عام قناة اليوتيوب

            • 17 فبر, 2007
            • 10117
            • مسلم

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة شاهد ما شافش حاجة
            أرجو من الاخوة و الأعضاء الكرام توضيح نقطة إستعصت على فهمي .. ألا وهي : لم غفر الله لآدم عندما عصاه من أكله للشجرة و تلقيه كلمات للتوبة و على الطرف الآخر طرد إبليس لمعصيته أمر السجود؟؟؟
            أليس كلاهما عصاة .. لم التفرقة؟
            الزميل شاهد ما شافش حاجة .. قد يظهر من أسلوبك أنك لادينى .. وأرجو ان تصوب لى ان كنت مخطأ ..

            يا عزيزى .. أنت لست أول من يسأل هذا السؤال .. والاجابة ايضا ليست جديدة ..

            الله العلى القدير فى دين الاسلام .. هو الفعال لما يريد .. ولقد أراد الله وشاء أن يخلق مخلوقات مسيرة .. وهم أكثر الخلق .. وشاء أيضا أن يخلق كائنات مخيرة .. وهم وفقا لما ذكره الكتاب العزيز .. الأنس والجن ..

            شاء الله أن يكلف المخيرين ليختاروا بين الخير والشر .. وهو بذلك لم يظلمهم بعد أن هادهم السبيل ..

            قد يتساءل البعض ويقول .. ولماذا لم يشأ الله أن يخلق الكل مسير .. حتى لا يعذب أحدا .. ألم يكن فى مقدور الله تعالى ان يجعل أبليس طائعا .. ؟!!!

            الاجابة على ذلك ببساطة .. أن من مقتضيات العقول والفطرة السليمة .. أن الحرية الكاملة تستوجب المسئولية الكاملة .. وفى التكليف تشريف .. لمن قام به .. وذل لمن رفضه وتعالى عليه ..

            فيتساءل البعض قائلا .. ألم يكن جلال الله كافيا ليجبر أبليس على طاعته .. ؟

            نقول حيئذ .. أن الله تعالى لم يشأ أن يجبر الأحرار على شىء .. خصوصا وأن أبليس كان مبتلى بجماله .. وفقا لبعض الآثار .. وأنه كان من أعبد المخلوقات .. فرأى نفسه أبهى وأحسن خلقا من أن يسجد لآدم .. وتكبر فى نفسه لآنه شعر بالاهانة .. لآن الله فضل عليه بشر من طين ..

            كان يمكن له بكل بساطة أن يكسر حدة الكبر والغرور الذى يكتنفه .. وأن يتواضع لربه العظيم .. ولكن تلك هى الحرية .. سلاح ذو حدين .. نار حارقة وفى ذات الوقت شعلة مضيئة .. للسائرين فى الطريق .. أنها الأمانة التى حملها المخيرين .. أمانة التكليف .. لآن طبيعة الأنس والجن هى التناقض .. وهذا يستوجب عناية الله تعالى ورحمته ..

            أما بالنسبة لسؤالك .. فإن أبليس كان خبيثا .. اذ أراد أن يحط من قدر آدم .. بعد ان لعنه الله وكشف له ما فى نفسه من الكبر والغرور .. فوسوس اليه ودله هو وزوجه بغرور .. أما آدم فقد كان بريئا .. على فطرته .. ولم يكن يعلم شيئا عن .. الشر والخبث والفساد .. وحينما سقط فى الخطيئة .. أدرك على الفور أن هناك .. مكرا وخديعة .. ونفاق ورياء وتصنع .. أدرك أن هناك غرور كاف ليقتل صاحبه .. بسبب سلاح الحرية والاستقلال بالذات ..

            أعلم أيها الزميل .. أن الله قد قدر كل شىء تقديرا .. ولم يخلق الأرض والسموات الا بالحق والعدل والرحمة ..

            ويكفى تماما .. أن نعلن لكل الذين لا يؤمنون .. أنها مشيئة الله .. دون أن يظلم أحدا .. بعد أن منح الحرية والاختيار للمكلفين .. اللهم ما كانوا قليلى الحيلة فيه .. فان ربك غفور رحيم .. ولله الحمد والمنه ..

            أرجو أن يكون فى اجابة الأخوة وفيما أسلفته الكفاية .. وأرحب باستفساراتك جدا ..

            تحياتى ..
            الحمد لله الذى جعل فى كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى .. الإمام أحمد ..

            تعليق

            • آية اللطف
              4- عضو فعال

              • 13 أكت, 2006
              • 698
              • والأم راعية في بيتها
              • مسلمة ولله الحمد

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة صفي الدين
              السَلام عَليكُم
              بارك الله تعالى في الإخوَة الأساتِذَة و جزاهُم عَنا كُل خَير
              ثانياً : طالما الرَب -وِفقاً لِمَنطِق النصارى- مُحِب و يوصَف بِالمَحَبَة لِماذا لَم يَصنَع فِداء لإبليس كَمَخلوق -إذا أخطأ في حَقِه - مِثلما كان الحال مَع الإنسان , فَمِن المَفروض إلا يَتصِف المُحِب بِالعُنصريَة و التَميز بَين مَخلوقاتِه
              وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
              كثيرا ما سألت النصارى هذا السؤال فما وجدت منهم إلا :
              أن الشيطان أخطأ من نفسه أما آدم عليه السلام فقد أخطأ بسبب إغواء الشيطان وبسبب إغواء زوجته حواء عليها السلام لذلك فله عذر يجعله أهلا لنوال رحمة الله تعالى وهو التغرير
              وبعضهم قال : لأن الإنسان هو المخلوق المحبوب لقلب الإله
              ولا أدري إلى أي مدى يمكن تصور رحمة الإله الغير محدودة عند النصارى ؟؟؟
              هل هو إله محب فاقت رحمته كل شيء حتى أنه قدم نفسه قربانا لفداء خطإ لا يحتاج إلا لقول غفرت لك ؟؟
              أم أنه إله لا تتعدى رحمته إلا المغرّر بهم ؟
              يعني لو أخطأت بسبب تغرير أحدهم فأنا سأنال رحمة الله تعالى على كل حال وإن أخطأت من نفسي فلا نصيب لي من رحمة الله تعالى ولو تبت واعترفت بخطئي وأعلنت ندمي ؟؟؟؟؟؟
              ثم ما الذي جعل الإنسان هو المحبوب لقلب الإله دون الشيطان ؟؟
              أليس الجميع صنعة يده ؟؟؟
              تساؤلات كثيرة لا جواب لها إلا أن يعترفوا بأن رحمة الله قريب من المحسنين ولا حاجة للإله ليجعلنا نقتله ليغفر لنا خطيئة أبينا فيحمّلنا خطأ أكبر من الخطأ الأول وبذلك يكون قد أرضى عدله ورحمته ولكن كيف ؟؟؟
              لا أحد يستطيع أن يدرك ذلك لأن العقل المحدود لا يستطيع إدراك الإله الغير المحدووووووووووووووووووووود !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
              ولا تعليق .......................
              هداهم الله ........................
              - اللهم لولا أنت ما اهتدينا **** ولا تصدقنا ولا صلينا
              إن اليهود قد بغوا علينا **** وإن أرادوا ذلنا أبينا
              فأنزلن سكينة علينـــــا **** وثبت الأقدام إن لاقينا
              - ربنا إننا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين
              - وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون

              تعليق

              • "نبيلة"
                2- عضو مشارك

                • 8 أكت, 2008
                • 178
                • مسلمة سنّية

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة شاهد ما شافش حاجة
                أرجو من الاخوة و الأعضاء الكرام توضيح نقطة إستعصت على فهمي .. ألا وهي : لم غفر الله لآدم عندما عصاه من أكله للشجرة و تلقيه كلمات للتوبة و على الطرف الآخر طرد إبليس لمعصيته أمر السجود؟؟؟
                أليس كلاهما عصاة .. لم التفرقة؟


                الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه ..

                أخي الكريم إذا كنت مسلما فيجب عليك الاعتقاد بأن الله تعالى يفعل ما يشاء و يختار ، و يحكم لا معقب لحكمه ، ( لا يُسْأل عمّا يَفعل و هم يُسْألون ) سورة الأنبياء - الآية : 23 ، و هو عدل لا يظلم أحدا من خلقه مثقال ذرة ( و ما ربك بظلام للعبيد ) سورة فصلت - الآية :46


                نأتي الآن إالى معصية آدم عليه السلام و معصية إبليس ، فأقول إن آدم حين وقع في المعصية رجع إلى ربه و استغفر من ذنبه و قال مع زوجته ( ربنا ظلمنا أنفسنا و إن لم تغفر لنا و ترحمنا لنكونن من الخاسرين ) [ الأعراف : 23].

                أما إبليس فإنه أبى و استكبر و امتنع عن السجود لآدم و كان من الكافرين ، بل تمادى في طغيانه و عناده فقال ( أنا خير منه خلقتني من نار و خلقته من طين) [ الأعراف :12].

                فكيف يُسَوّى بين التائب المستغفر و بين المعاند المصرالمستكبر ( فما لكم كيف تحكمون )[ يونس : 35].


                و خلاصة القول أن معصية آدم كانت معصية جارحة ظاهرة حين أكل من الشجرة ، فما أسرع أن تاب منها . أما معصية إبليس فهي معصية قلب باطنة حين تمرد عن ربه و جادله بالباطل ، و تلك خطورتها التي انتهت به إلى أسوإ مصير( قال فاخرج منها فإنك رجيم . و إن عليك لعنتي إلى يوم الدين) [ سورة ص : 77،78 ].




                و السلام عليكم و رحمة الله..




                تعليق

                • al3wasem
                  1- عضو جديد
                  • 19 ديس, 2008
                  • 50
                  • محامى
                  • مسلم

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة صفي الدين
                  السَلام عَليكُم
                  بارك الله تعالى في الإخوَة الأساتِذَة و جزاهُم عَنا كُل خَير , و عِندما قرأت سؤالَك ذَكَرني ذَلِك بِسؤالين دائما ما كانا يجولان في ذِهني , فالقِصَة في الإسلام فيها وُضوجاً يُظهِر ماهيَة إبليس و كَيف عانَد و تَكَبَر على أوامِر الله تبارك و تعالى , أما المَسيحيَة :

                  فأولاً : لا يَظهر في الكَتاب المُقَدَس و تَحديداً العَهْد القَديم ,مَن هو إبليس و لِماذا نَصَب العَداء للإنسان و لِماذا ساعَدَه في عِصيان أوامِر الرَب , و ماهيتُه قَبلها؟

                  ثانياً : طالما الرَب -وِفقاً لِمَنطِق النصارى- مُحِب و يوصَف بِالمَحَبَة لِماذا لَم يَصنَع فِداء لإبليس كَمَخلوق -إذا أخطأ في حَقِه - مِثلما كان الحال مَع الإنسان , فَمِن المَفروض إلا يَتصِف المُحِب بِالعُنصريَة و التَميز بَين مَخلوقاتِه
                  [rainbow]
                  اذا كان ابليس احظأ فلماذا يذبح انسان ( المسيح) ولا يذبح جن فداء لابليس ؟؟؟؟
                  [/rainbow]
                  sigpic

                  تعليق

                  • صفي الدين
                    مشرف المنتدى

                    • 29 سبت, 2006
                    • 2596
                    • قانُوني
                    • مُسْلِم حُرٍ لله

                    #10
                    السَلام عَليكُم
                    المشاركة الأصلية بواسطة آية اللطف
                    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                    كثيرا ما سألت النصارى هذا السؤال فما وجدت منهم إلا :
                    أن الشيطان أخطأ من نفسه أما آدم عليه السلام فقد أخطأ بسبب إغواء الشيطان وبسبب إغواء زوجته حواء عليها السلام لذلك فله عذر يجعله أهلا لنوال رحمة الله تعالى وهو التغرير
                    وبعضهم قال : لأن الإنسان هو المخلوق المحبوب لقلب الإله
                    ولا أدري إلى أي مدى يمكن تصور رحمة الإله الغير محدودة عند النصارى ؟؟؟
                    هل هو إله محب فاقت رحمته كل شيء حتى أنه قدم نفسه قربانا لفداء خطإ لا يحتاج إلا لقول غفرت لك ؟؟
                    أم أنه إله لا تتعدى رحمته إلا المغرّر بهم ؟
                    يعني لو أخطأت بسبب تغرير أحدهم فأنا سأنال رحمة الله تعالى على كل حال وإن أخطأت من نفسي فلا نصيب لي من رحمة الله تعالى ولو تبت واعترفت بخطئي وأعلنت ندمي ؟؟؟؟؟؟
                    ثم ما الذي جعل الإنسان هو المحبوب لقلب الإله دون الشيطان ؟؟
                    أليس الجميع صنعة يده ؟؟؟
                    تساؤلات كثيرة لا جواب لها إلا أن يعترفوا بأن رحمة الله قريب من المحسنين ولا حاجة للإله ليجعلنا نقتله ليغفر لنا خطيئة أبينا فيحمّلنا خطأ أكبر من الخطأ الأول وبذلك يكون قد أرضى عدله ورحمته ولكن كيف ؟؟؟
                    لا أحد يستطيع أن يدرك ذلك لأن العقل المحدود لا يستطيع إدراك الإله الغير المحدووووووووووووووووووووود !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
                    ولا تعليق .......................
                    هداهم الله ........................
                    أما مَسألَة إغواء آدَم الذي كان بُناء على إيعاذ إبلْيس لَه , أي أنه صادِر على غَير إرادَة حُرَة أو مُنفَرِدَة و إنما تَدَخَل فيها إرادة خارِجيَة مُتَمَثِلَة في إبلْيس , فَهذا إدعاء مِن المُمكِن الإدعاء بِه في المَفهوم الإسلامي لِعصيان آدَم حَيثُ قَص القُرآن عَن سَبَب عداء و حِقْد إبليس اللَعين عَلى الإنسان و تَكبُرَه على أمر مِن أوامِر الله و إقحام نَفسِه على تَرتيب أهميَة المَخلوقات و أيهُم خَيراً مِن الأخر و إدعاءه أنه خَيراً مِن هَذا المَخلوق و لَيس هَذا فَحَسب بَل تَرَتَب عَليه عِصيان أوامِر الله , أي وقوع الخَطأ على أساس سابِق أو فِكرَة مُسَبَقَة

                    و أما في المَسيحيَة فَيسقُط هَذا الإدعاء حَيثُ أن الباعِث الخارجي للإغواء غَير متوافِر الأركان , إذ يَجِب ذِكر كَيفيَة ولادَة هَذا الحِقْد مِن إبليْس على الإنسان و هو ما لَم يَحدُث أو بالإحرى لَم يُذكَر , فالنصوص في سِفر التَكوين تَحكي فَقط عَن الحَيَة التي أغوَت آدم بِدون تَطَرُق إلى الأسباب التي جَعَلَت هَذه الحَيَة التي هي مِن المُفتَرَض إبليس تَغوي آدم , و على ذَلِك فالحالتين طِبقاً لِروايَة الكِتاب المُقَدَس مُجرَد عِصيا لأوامِر الرَب و لا يوجَد ما يَستَدعي عَمَل فِداء لأحدُهُما دوْن الأخر

                    و لا نَنسى أن الكِتاب المُقدَس إهتَم بالكَثير مِن التفاصيل الغَير مُهِمَة إذ ما قورِنَت بِحَدث جَلَل مِثل سفوط آدَم و الذي مِن المُفتَرَض بُنيَت عَليه عَقيدَة الفِداء بِرُمَتِها , مَثلاً:

                    إهتمام الكِتاب ببعض المواليد:
                    "وهذه مواليد بني نوح.سام وحام ويافث.وولد لهم بنون بعد الطوفان.بنو يافث جومر وماجوج وماداي وياوان وتوبال وماشك وتيراس.وبنو جومر اشكناز وريفاث وتوجرمة.وبنو ياوان أليشة وترشيش وكتّيم ودودانيم.من هؤلاء تفرقت جزائر الامم باراضيهم كل انسان كلسانه حسبقبائلهم باممهموبنو حام كوش ومصرايم وفوطوكنعان.وبنو كوش سبا وحويلة وسبتة ورعمة وسبتكا.وبنو رعمة شبا وددان" التَكوين الإصحاح 10 الفَقرَة 1

                    إهتِمام الكِتاب بِبعض تفاصيل الحُكام و أعمارِهِم المُتناقِضَة أحيانا:
                    "كان اخزيا [mark=#00ffff]ابن اثنتين وعشرين سنة [/mark]حين ملك وملك سنة واحدة في اورشليم.واسم امه عثليا بنت عمري ملك اسرائيل"الملوك الثاني الإصحاح 8 الفَقرَة 26
                    "كان اخزيا [mark=#00ffff]ابن اثنتين واربعين سنة [/mark]حين ملك وملك سنةواحدة في اورشليم واسم امه عثليا بنت عمري" أخبار الأيام الثاني الإصحاح 22 الفَقرَة 2

                    إهتمام الكِتاب بِمَهر داود:
                    "وارسل داود رسلا الى ايشبوشث بن شاول يقول اعطني امرأتي ميكال التي خطبتها لنفسي بمئة غلفة من الفلسطينيين"صموئيل 2 الفَقرَة 14

                    إهتمام الكتاب بصيد إبن آوي:
                    "وذهب شمشون وامسك ثلاث مئة ابن آوى واخذ مشاعل وجعلذنبا الى ذنب ووضع مشعلا بين كل ذنبين في الوسط"القضاة السِفر 15 الفَقرَة 4

                    إهتمام الكِتاب بسرد بِقِصص غَريبَة غَير واقعية:
                    "فقال شمشون بلحي حمار كومة كومتين.بلحي حمار قتلت الف رجل" القضاة السِفر 15 الفَقرَة 16

                    إهتمام الكِتاب بأعداد رؤساء الموكولين بأعمال سُليمان:
                    "هؤلاء رؤساء الموكلين على اعمال سليمان خمس مئةوخمسون الذين كانوا يتسلطون على الشعب العاملين العمل"المُلوك الأول الإصحاح 9 الفَقرَة 23
                    [mark=#00ffff]*رَغم تَضارُب تِلك الأعداد!!!!![/mark]
                    "وهؤلاء رؤساء الموكلين الذين للملك سليمان مئتان وخمسون المتسلطون على الشعب." أخبار الأيام 2 الإصحاح 8 الفَقرَة 10

                    إهتمام الكِتاب بِتفاصيل بِخراج كورش ليهوذا:
                    "اخرجها كورش ملك فارس عن يد مثرداث الخازن وعدّها لشيشبصّر رئيس يهوذا.وهذا عددها.ثلاثون طستا من ذهب والف طست من فضةوتسعة وعشرون سكيناوثلاثون قدحا من ذهبواقداح فضة من الرتبة الثانية اربع مئة وعشرة والف من آنية اخرى.جميع الآنية من الذهب والفضة خمسة آلاف واربع مئة.الكل اصعده شيشبصّر عند اصعاد السبي من بابل الى اورشليم" عزرا الإصحاح 1 الفَقرَة 8

                    إهتمام الكِتاب بتفاصيل سب شاول ليونثان:
                    "فحمي غضب شاول على يوناثان وقال له يا ابن المتعوّجة المتمردة أما علمت انك قد اخترت ابن يسّى لخزيك وخزي عورةامك."صموئيل الأول الإصحاح 20 الفَقرَة 30

                    إهتمام الكِتاب بتفاصيل دقيقَة لِزنا :
                    "وزنتا بمصر.في صباهما زنتا.هناك دغدغت ثديّهما وهناك تزغزغت ترائب عذرتهما.واسمها أهولة الكبيرة وأهوليبة اختها وكانتا لي وولدتا بنين وبنات.واسماهما السامرة أهولة واورشليم أهوليبة. وزنت أهولة من تحتي وعشقت محبيها اشور الابطال اللابسين الاسمانجوني ولاة وشحنا كلهم شبان شهوة فرسان راكبون الخيل. فدفعت لهم عقرها لمختاري بني اشور كلهم وتنجست بكل من عشقتهم بكل اصنامهم. ولم تترك زناها من مصر ايضا لانهم ضاجعوها في صباها وزغزغوا ترائب عذرتها وسكبوا عليها زناهم. لذلك سلمتها ليدعشّاقها ليد بني اشور الذين عشقتهم. هم كشفوا عورتها.اخذوا بنيها وبناتها وذبحوها بالسيف فصارت عبرة للنساء واجروا عليها حكما فلما رأت اختها أهوليبة ذلك افسدت فيعشقها اكثر منها وفي زناها اكثر من زنى اختها. عشقت بني اشور الولاة والشحن الابطال اللابسين افخر لباس فرسان اراكبين الخيل كلهم شبان شهوةفرأيت انها قد تنجست ولكلتيهما طريق واحدة.وزادت زناها ولما نظرت الى رجال مصوّرين على الحائط صور الكلدانيين مصوّرة بمغرة منطقين بمناطق على احقائهم عمائمهم مسدولة على رؤوسهم.كلهم في المنظر رؤساء مركبات شبه بني بابل الكلدانيين ارض ميلادهم عشقتهم عند لمح عينيها اياهم وارسلت اليهم رسلا الى ارض الكلدانيين.فاتاها بنو بابل في مضجع الحب ونجسوها بزناهم فتنجست بهم وجفتهم نفسها.وكشفت زناها وكشفت عورتها فجفتها نفسي كما جفت نفسي اختها.واكثرت زناها بذكرها ايام صباها التي فيها زنت بارض مصر.وعشقت معشوقيهم الذين لحمهم كلحم الحميرومنيّهم كمنيّ الخيل.وافتقدت رذيلة صباكب زغزغة المصريين ترائبك لاجل ثدي صباك" حزقيال الإصحاح 23 الفَقرَة 3

                    إهتمام الكِتاب بالسلامات "تماماً مِثلما نَرى في برامِج الأطفال , خاصَة البرنامِج الشَهير القَديم (ماما نَجزى و بُقلظ) ":
                    "سلموا على بريسكلا واكيلا العاملين معي في المسيح يسوع.اللذين وضعا عنقيهما من اجل حياتي اللذين لست انا وحدي اشكرهما بل ايضا جميع كنائس الامم. وعلى الكنيسة التي فيبيتهما.سلموا على ابينتوس حبيبي الذي هو باكورة اخائية للمسيح. سلموا على مريم التي تعبت لاجلنا كثيرا. سلموا على أندرونكوس ويونياس نسيبيّ المأسورين معي اللذين همامشهوران بين الرسل وقد كانا في المسيح قبلي. سلموا على أمبلياس حبيبي في الرب. سلموا على اوربانوس العامل معنا في المسيح وعلى استاخيس حبيبي. سلموا على أبلّس المزكى في المسيح.سلموا على الذين هم من اهلارست وبولوس. سلموا على هيروديون نسيبي.سلمواعلى الذين هم من اهل نركيسوس الكائنين في الرب. سلموا على تريفينا وتريفوسا التاعبتين في الرب.سلموا على برسيس المحبوبة التي تعبت كثيرا في الرب. سلمواعلى روفس المختار في الرب وعلى امه امي. سلموا على اسينكريتس فليغون هرماس بتروباس وهرميس وعلى الاخوة الذين معهم. سلموا على فيلولوغس وجوليا ونيريوس واختهوأولمباس وعلى جميع القديسين الذين معهم. سلموا بعضكم على بعض [mark=#00ffff]بقبلة مقدسة[/mark].كنائس المسيح تسلم عليكم
                    واطلب اليكم ايها الاخوة ان تلاحظوا الذين يصنعون الشقاقات والعثرات خلافا للتعليم الذي تعلمتموه واعرضوا عنهم. لان مثل هؤلاءلا يخدمون ربنا يسوع المسيح بل بطونهم.وبالكلام الطيب والاقوال الحسنة يخدعون قلوب السّلماء. لان طاعتكم ذاعت الى الجميع.فافرحانا بكم واريد ان تكونوا حكماء للخير وبسطاء للشر. واله السلام سيسحق الشيطان تحت ارجلكم سريعا.نعمة ربنا يسوعالمسيح معكم.آمين
                    يسلم عليكم تيموثاوس العامل مع يولوكيوس وياسون وسوسيباترس انسبائي. اناترتيوس كاتب هذه الرسالة اسلم عليكم في الرب.يسلم عليكم غايس مضيفي ومضيف الكنيسة كلها.يسلم عليكم اراستسخازن المدينة وكوارتس الاخ.نعمة ربنا يسوعالمسيح مع جميعكم.آمين" روميَة الإصحاح 19 الفَقرَة 3

                    إهتمام الكِتاب بوصفات غير نافِعَة و غير عَمليَة و غير مُستخدَمَة حتى مَع كُبرائهِم:
                    "أمريض احد بينكم فليدع شيوخ الكنيسة فيصلّوا عليه ويدهنوه بزيت باسم الرب" رسالَة يَعقوب الإصحاح 5 الفَقرَة 14

                    فَكيف يَهتَم الكِتاب المُقَدَس بِما سَلف و هو على سَبيل المِثال لا الحَصر مِن الإغراق في تفاصيل و يُغفِل سقوط آدم الذي إستوجَب الفِداء بِالتَفصيل و أسباب كُره و حِقد إبليس على الإنسان
                    و أما مَسألَة العُنصريَة ضِد إبليس تُرجَع إلى مَحبَة الله للإنسان دوْن غَيره فلا تَعليق إلا أنه يَتَحَتَم تَغير شِعار" الله مَحبَة" بِزيادَة للإنسان دوْن باقي المَخلوقات
                    مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ. كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ

                    تعليق

                    • مسلم للأبد
                      مشرف الأقسام العامة

                      • 20 ماي, 2008
                      • 11698
                      • محاسب
                      • مسلم

                      #11
                      غريبة أوى الأستاذ : شاهد ما شافش حاجة

                      كل ما فعلة طرح سؤال

                      وبعد ذلك لم يرد وكأن سؤاله تعجيزى لم يقدر عليه أحد
                      إستوقفتنى آية ( ليشارك الجميع ) -- أستوقفنى حديث رسول الله ... متجدد

                      من كلمات الإمام الشافعى رحمة الله عليه
                      إن كنت تغدو في الذنوب جليـدا ... وتخاف في يوم المعاد وعيــدا
                      فلقـد أتاك من المهيمن عـفـوه
                      ... وأفاض من نعم عليك مزيــدا
                      لا تيأسن من لطف ربك في الحشا
                      ... في بطن أمك مضغة ووليــدا
                      لو شـاء أن تصلى جهنم خالـدا
                      ... ما كان أَلْهمَ قلبك التوحيـدا
                      ●▬▬ஜ۩۞۩ஜ▬▬●
                      أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ
                      ●▬▬ஜ۩۞۩ஜ▬▬●

                      تعليق

                      • سيف الكلمة
                        إدارة المنتدى

                        • 13 يون, 2006
                        • 6036
                        • مسلم

                        #12
                        هو عضو جديد ليس له غير هذه المشاركة وأيا كان معتقده نحن نرحب به وبأسئلته
                        نحن موجودون لنقدم العلم لمن لا يعلمون ولنرد على شبهات الآخرين
                        أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
                        والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
                        وينصر الله من ينصره

                        تعليق

                        • شاهد ما شافش حاجة
                          0- عضو حديث
                          • 26 ديس, 2008
                          • 7
                          • باحث
                          • مسلم

                          #13
                          اقتباس:
                          المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسلم للابد
                          غريبة أوى الأستاذ : شاهد ما شافش حاجة


                          كل ما فعلة طرح سؤال

                          وبعد ذلك لم يرد وكأن سؤاله تعجيزى لم يقدر عليه أحد



                          عزيزي مسلم:

                          أنا هنا لأتبين لنفسي أولا و ليس لمجرد طرح شبهات و الهرب بعدها .. لا .. أنا أريد التثبت و إزالة الشكوك ليس إلا .

                          ثانيا الردود فعلا مقنعة و قرأتها و فعلا مقنعة

                          لكن هنك بعض الشبهات التي بزوالها أكون في إستقرار نفسي.

                          يا جماعة .. لقد وقعت في شبهات و شكوك و من يومها لا أجد طعما للحياة .. يكفي أن تشك أنها الحياة و لا شيء بعدها .. حياة قاسية و قصيرة و لكن هل هي فعلا أم هناك حياة أخرى . الموضوع كالآتي
                          و هي للعلم منقولة و أرجو الرد


                          تأثيرات زرادشتية في القرآن والحديث

                          قال مؤرخو العرب إن ملوك الفرس كانوا متسلطين على كثير من ممالك العرب، قبل مولد محمد وفي عصره أيضاً. قال أبو الفداء إن »كسرى أنوشروان« أرسل جيوشه إلى مملكة الحيرة وعزل ملكها »الحارث« وولى عوضاً عنه أحد رعاياه اسمه »منذر ماء السماء«. وبعد ذلك أرسل هذا الملك المشهور جيشه تحت إمرة »وهرز« إلى بلاد اليمن. وكان أول ما فعله بعد ذلك أنه طرد الحبَش وولى »أبا السيف« على مملكة أسلافه (انظر تاريخ أبي الفداء باب 2). ولكن بعد قليل تولى »وهرز« نفسه على مملكة اليمن، وسلَّم لذريته السيادة (سيرة الرسول لابن هشام ص 24 و25). وقال أبو الفداء: »كانت المناذرة آل نصر بن ربيعة عمالاً للأكاسرة على عرب العراق« (باب 2). وقال عن اليمن: »ثم ملك اليمن بعدهم (أي أهل الحِمْيَر) من الحبشة أربعة، ومن الفرس ثمانية، ثم صارت للإسلام«.
                          فيتضح من هذا أنه كان بين أهل الفرس وبين العرب تواصلٌ واختلاط زمن أيام محمد، وقبله. وبما أن الفرس كانوا متقدمين في العلوم والمدنيَّة أكثر من العرب في زمن الجاهلية، كان لابد أن دينهم وعلومهم وعاداتهم وفروضهم أثرت تأثيراً عظيماً في العرب. ويتضح من التواريخ ومن شهادة مفسري القرآن أن قصص العجم وأشعارهم تواترت في ذلك الوقت بين قبائل جزيرة العرب، فتداولوها تداولاً عاماً. وهذا يوافق قول ابن هشام إن العرب لم يسمعوا في عصر محمد قصص رستم وأسفنديار وملوك فارس القدماء فقط، بل إن بعض قريش استحسنوها وفضلوها على قصص القرآن. وهاك نص عبارة ابن هشام: »والنصر بن الحارث بن كلدة بن علقمة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي كان إذا جلس رسول الله مجلساً فدعا فيه إلى الله تعالى وتلا فيه القرآن وحذر قريشاً ما أصاب الأمم الخالية، خلفه في مجلسه إذ قام، فحدَّثهم عن رستم الشديد وعن أسفنديار وملوك فارس، ثم يقول: والله ما محمد بأحسن حديثاً مني، وما حديثه إلا أساطير الأولين اكتتبها كما اكتتبتُها« فأنزل الله فيه »وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليهم بكرة وأصيلاً. قُل أنزله الذي يعلم السر في السموات والأرض أنه كان غفوراً رحيماً« (سورة الفرقان 25: 5 و6). ولاشك أن هذه القصص عن رستم وأسفنديار وملوك فارس هي القصص التي أخذها الفردوسي بعد محمد بأجيال من مجموعة قصص لأحد الفلاحين ونظمها شعراً، ودُوِّنت في »الشاهنامة«. وبما أن العرب طالعوا قصص ملوك الفرس وتواريخهم، فلا نتصور أنهم كانوا يجهلون قصة جمشيد ويجهلون خرافات الفرس عن معراج أرتاويراف وزردشت، ووصف الفردوس، وصراط جينود، وشجرة حوابة، وقصة خروج أهرمن من الظلمات الأولية، فلابد أنهم كانوا يعرفونها حق المعرفة.
                          فهل أثَّرت هذه القضايا وما شابهها في القرآن وفي الأحاديث المتواترة بين المسلمين أم لم تؤثر فيهما؟ يؤكد منتقدو القرآن أن كل قضية من هذه القضايا أثرت تأثيراً مهماً في القرآن والأحاديث إلى درجة بليغة، حتى أصبحت قصص قدماء الفرس واعتقاداتهم أحد مصادر الإسلام. وقال منتقدو القرآن إن كثيراً من الخرافات التي كانت متداولة في بلاد الفرس في قديم الزمان لم تقتصر على بلاد فارس فقط، بل تناولت قدماء الهنود وانتشرت بينهم أيضاً، لأن أجداد الهنود زحفوا من »هرات« إلى الهند واستوطنوها. فبعض تلك الأوهام والآراء والمذاهب هي الميراث الأدبي والديني لهاتين الأمَّتين، وديانتهم مبنية على هذه الأوهام والآراء التي ورثوها عن السلف. ومع أن مصدر بعضها كان في بلاد فارس بعد توطن أجداد الهنود في الهند، ولكنها بمرور الوقت وصلت إلى الهند وانتشرت بين أهلها فتمسكوا بها. ولكن بما أنه لا يجوز التسليم بصحة قول المنتقدين بدون أن يقيموا برهاناً كافياً، وجب أن نطلب منهم أن يأتوا ببرهانهم إن كانوا صادقين. فأوردوا بعض آيات القرآن والأحاديث. فلننظر فيها بتدقيق ثم لنقارنها بما ورد في كتب الفرس والهند القديمة عن مثل هذه الأمور وما أشبهها.
                          (1) قصة معراج محمد: النبأ عن المعراج في ليلة الإسراء ورد في القرآن في سورة الإسراء 17: 1 »سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا. إنه هو السميع البصير«. وقد اختلف مفسرو المسلمين اختلافاً عظيماً في تفسير هذه الآية، فقال ابن إسحق إنه ورد في الأحاديث أن عائشة كانت تقول: »ما فُقد جسد رسول الله ص ولكن الله أسرى بروحه«. وورد في الأحاديث أيضاً أن محمداً ذاته قال: »تنام عيني وقلبي يقظان« (سيرة الرسول ص 139). ويُفهم مما قاله محيي الدين في تفسيره هذه الآية أنه فهم المعراج والإسراء بطريقة مجازية واستعارية، لأنه قال: »سبحان الذي أسرى« أي أتْرَهَهُ عن اللواحق المادية والنقائص التشبيهية بلسان حال التجرد والكمال في مقام العبودية الذي لا تصرف فيه أصلاً. »ليلاً« أي في ظلمة الغواشي البدنية والتعليقات الطبيعية، لأن العروج والترقي لا يكون إلا بواسطة البدن. »من المسجد الحرام« أي من مقام القلب المحرم عن أن يطوف به مشرك القوى البدنية ويرتكب فيه فواحشها وخطاياها ويحجه غوى القُوى الحيوانية من البهيمية والسبعية المنكشفة سواء إفراطها وتفريطها لعروسها عن لباس الفضيلة. »إلى المسجد الأقصى« الذي هو مقام الروح الأبعد من العالم الجسماني بشهود تجليات وسبحات الوجه وتذكر ما ذكرنا أن تصحيح كل مقام لا يكون إلا بعد الترقي إلى ما فوقه، لتفهم من قوله »لنريه من آياتنا« مشاهدة الصفات، فإن مطالعة تجليات الصفات وإن كانت في مقام القلب، لكن الذات الموصوفة بتلك الصفات لا تشاهد على الكمال بصفة الجلال إلا عند الترقي إلى مقام الروح، أي لنريه آيات صفاتنا من جهة أنها منسوبة إلينا. ونحن المشاهدون بها البارزون بصورها«.
                          فإذا اعتمدنا على قول محمد ذاته وقول عائشة وتفسير محيي الدين، كان معراج محمد مجازياً واستعارياً وليس حقيقياً. غير أن ما قاله ابن إسحق وغيره ينافي هذا الرأي، لأنه قال إن محمداً قال إن جبريل أيقظه مرتين وأنه نام ثانية، ثم ساق الكلام قائلاً »فجاءني الثالثة فهمزني بقدمه، فجلستُ. فأخذ يعضدني. فقمت معه فخرج إلى باب المسجد فإذا دابة أبيض، بين البغل والحمار، في فخذيه جناحان يحفز بها رجلين. يضع يده في منتهى طرفه، فحملني عليه ثم خرج معي لا يفوتني ولا أفوته«. قال ابن إسحق: وحدثت عن قتاده أنه قال: حدثت أن رسول الله قال: »لما دنوتُ لأركبه شَمُس، فوضع جبريل يده على مَعْرَفته، ثم قال: ألا تستحي يا بُراق مما تصنع؟ فوالله يا براق ما ركبك عبدٌ لله قبل محمد أكرم على الله منه. قال: فاستحيا حتى ارفضَّ عرقاً، ثم قرَّ حتى ركبته«. قال في حديثه: فمضى رسول الله ومضى جبريل معه حتى انتهى به إلى بيت المقدس، فوجد فيه إبراهيم وموسى وعيسى في نفر من الأنبياء، فألهم رسول الله فصلى بهم، ثم أتى بإناءين في أحدهما خمر وفي الآخر لبن. قال: فأخذ رسول الله ص إناء اللبن فشرب منه وترك الخمر. فقال له جبريل: هُديت للفطرة وهُديت أمتك يا محمد، وحرمت عليكم الخمر«. ثم انصرف رسول الله إلى مكة.
                          فلما أصبح غدا على قريش فأخبرهم الخبر، فقال أكثر الناس: »هذا والله الأمر البين. إن العير لتطرد شهراً من مكة إلى الشام مدبرة، وشهراً مقبلة. أفيذهب ذلك محمد في ليلة واحدة ويرجع إلى مكة؟« (سيرة الرسول لابن هشام صفحة 138 و139). وورد في مشكاة المصابيح: »عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن مالك بن صعصعة: أن نبي الله حدَّثهم عن ليلة أُسري به: بينما أنا في الحطيم وبما قال في الحجر، مضطجعاً، أن أتاني آت، فشق ما بين هذه وهذه (يعني من ثغرة نحره إلى شعرته) فاستخرج قلبي، ثم أُتيت بطست من ذهب مملوء إيماناً، فغسل قلبي ثم حشي، ثم أعيد. وفي رواية: غُسل البطن بماء زمزم ثم مُلئ إيماناً وحكمة. ثم أُتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار، أبيض، يُقال له البراق، يضع خطوة عند أقصى طرفه. فحُملت عليه فانطلق بي جبريل حتى أتى السماء الدنيا، فاستفتح. قيل: من هذا؟ قال: جبرائيل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم. قيل: مرحباً به، فنِعم المجيء. جاء ففتح. فلما خلصت فإذا فيها آدم. فقال: هذا أبوك آدم فسلِّم عليه. فسلمتُ عليه فردَّ السلام، ثم قال: مرحباً بالابن الصالح والنبي الصالح. ثم صعد بي حتى السماء الخامسة فاستفتح. قيل: من هذا؟ قال: جبرائيل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: وقد أُرسل إليه؟ قال: نعم. قيل: مرحباً به فنعم المجيء. جاء ففتح. فلما خلصت فإذا هارون. قال: هذا هارون فسلم عليه فسلمت عليه، فردَّ ثم قال: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح. ثم صعد بي حتى أتى السماء السادسة فاستفتح، قيل: من هذا؟ قال: جبرائيل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل وقد أُرسل إليه؟ قال: نعم. قيل: مرحباً، فنعم المجيء. جاء ففتح. فلما خلصت فإذا موسى. قال: هذا موسى فسلِّم عليه. فسلمتُ عليه، فردَّ ثم قال: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح. فلما جاوزتُ بكى. قيل له: ما يبكيك؟ قال: أبكي لأن غلاماً بُعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخلها من أمتي. ثم صعد بي إلى السماء السابعة، فاستفتح جبرائيل. قيل: من هذا؟ قال: جبرائيل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: وقد بُعث إليه؟ قال: نعم. قيل: مرحباً به فنعم المجيء جاء. فلما خلصت فإذا إبراهيم. قال: هذا أبوك إبراهيم فسلِّم عليه، فسلمتُ عليه، فردَّ السلام، ثم قال: مرحباً بالابن الصالح والنبي الصالح. ثم رُفعت إلى المنتهى فإذا نبقها مثل قلال هجر، وإذا ورقها مثل آذان الفيلة. قال: هذا سدرة المنتهى. فإذا أربعة أنهار، نهران باطنان ونهران ظاهران. قلت: ما هذا يا جبرائيل؟ قال: أما الباطنان فنهران في الجنة، وأما الظاهران فالنيل والفرات. ثم رُفع لي البيت المعمور، ثم أوتيت بإناء من خمر وإناء من لبن وإناء من عسل، فأخذت اللبن. فقال: هي الفطرة أنت عليها وأمَّتك« (مشكاة المصابيح من صفحة 518 إلى 520). ثم ساق الكلام وذكر أشياء أخرى كثيرة تختص بمعراج محمد، منها بكاء آدم وغيره مما لا لزوم إلى ذكره هنا.
                          ولننظر فيما إذا كان ما ذُكر عن معراج محمد أُخذ من قصة قديمة مشابهة لها أم لا. وإذا سأل سائل: ما هو مصدر قصة المعراج؟ قلنا: كتاب »أرتاويراف نامك« المكتوب باللغة البهلوية (أي اللغة الفارسية القديمة) منذ 400 سنة قبل الهجرة، في أيام أردشير بابكان ملك الفرس. وبيان ذلك أنه لما أخذت ديانة زردشت في بلاد الفرس في الانحطاط، ورغب المجوس في إحيائها في قلوب الناس، انتخبوا شاباً من أهل زرشت اسمه »أرتاويراف« وأرسلوا روحه إلى السماء. ووقع على جسده سُبات. وكان الهدف من سفره إلى السماء أن يطَّلع على كل شيء فيها ويأتيهم بنبأ. فعرج هذا الشاب إلى السماء بقيادة وإرشاد رئيس من رؤساء الملائكة اسمه »سروش« فجال من طبقة إلى أخرى وترقى بالتدريج إلى أعلى فأعلى. ولما اطلع على كل شيء أمره »أورمزد« الإله الصالح (سند وعضد مذهب زردشت) أن يرجع إلى الأرض ويخبر الزردشتية بما شاهد، ودُوِّنت هذه الأشياء بحذافيرها وكل ما جرى له في أثناء معراجه في كتاب »أرتاويراف نامك«.
                          ولنترجم عبارتين أو ثلاث عبارات من كتاب »أرتاويراف نامك« (فصل 7 فقرة 1-4) لننظر إن كان هناك تشابه بين معراج محمد ومعراج أرتاويراف الوهمي. قال: »وقدمت القدم الأولى حتى ارتقيت إلى طبقة النجوم في حومت.. ورأيت أرواح أولئك المقدسين الذين ينبعث منهم النور كما من كوكب ساطع. ويوجد عرش ومقعد باه باهر رفيع زاهر جداً. ثم استفهمت من سروش المقدس ومن الملاك آذر ما هذا المكان، ومن هم هؤلاء الأشخاص«.
                          وقصدهم من قولهم »طبقة الكواكب« فهو الحياط الأول أو الأدنى من فردوس الزردشتية، وأن »آذر« هو الملاك الذي له الرئاسة على النار، و»سروش« هو ملاك الطاعة وهو أحد المقدسين المؤبدين، أي الملائكة المقرَّبين لديانة زردشت، وهو الذي أرشد »أرتاويراف« في جميع أنحاء السماء وأطرافها المتنوعة، كما فعل جبرائيل بمحمد.
                          وبعد هذا ساق الكلام على كيفية وصول »أرتاويراف« إلى طبقة القمر، وهي الطبقة الثانية، ثم يليها طبقة الشمس وهي الطبقة الثالثة في السموات. وهكذا أرشده إلى باقي السموات. وبعد هذا ورد في فصل 11: »وأخيراً قام رئيس الملائكة »بهمن« من عرشه المرصع بالذهب فأخذني من يدي وأتى بي إلى حومت وحوخت وهورست بين أورمزد ورؤساء الملائكة وباقي المقدسين، وجوهر زردشت السامي العقل والإدراك وسائر الأمناء وأئمة الدين. ولم أرَ أبهى منهم رِواء ولا أبصر منهم هيئة. وقال بهمن: هذا أورمزد. ثم أني أردت أن أسلِّم عليه، فقال لي: السلام عليك يا أرتاويراف. مرحباً أنك أتيت من ذلك العالم الفاني إلى هذا المكان الباهي الزاهر. ثم أمر سروش المقدس والملاك آذر قائلاً: احملا أرتاويراف وأرياه العرش وثواب الصالحين وعقاب الظالمين أيضاً. وأخيراً أمسكني سروش المقدس والملاك آذر من يدي وحملاني من مكان إلى آخر، فرأيت رؤساء الملائكة أولئك، ورأيت باقي الملائكة«.
                          ثم ذكر أن أرتاويراف شاهد الجنة وجهنم، وورد في فصل 101: »أخيراً أخذني سروش المقدس والملاك آذر من يدي وأخرجاني من ذلك المحل المظلم المخيف المرجف وحملاني إلى محل البهاء ذلك وإلى جمعية أورمزد ورؤساء الملائكة فرغبت في تقديم السلام أمام أورمزد، فأظهر لي التلطف. قال: يا أرتاويراف المقدس العبد الأمين، يا رسول عبدة أورمزد، اذهب إلى العالم المادي وتكلم بالحق للخلائق حسب ما رأيت وعرفت، لأني أنا الذي هو أورمزد موجود هنا. من يتكلم بالاستقامة والحق أنا أسمعه وأعرفه. تكلم أنت الحكماء. ولما قال أورمزد هكذا وقفت باهتاً لأني رأيت نوراً ولم أرَ جسماً، وسمعت صوتاً وعرفت أن هذا هو أورمزد«.
                          فتتضح من هذا المشابهة العجيبة بين قصة معراج أرتاويراف الكاهن المجوسي وبين معراج محمد. ويوجد عند الزردشتية حكاية أخرى عن زردشت نفسه تقول إنه قبل ذلك الزمان بعدة أجيال عرج زردشت ذاته إلى السماء ثم استأذن لمشاهدة جهنم أيضاً، فرأى فيها »أهرمن« أي إبليس. ووردت هذه القصة بالتفصيل كتاب »زردشتنامه«. ولم تتواتر أمثال هذه الخرافات بين الفرس فقط، بل تواترت بين الهنود عبدة الأصنام أيضاً، لأنه يوجد بلغة »سنسكرت« (لغة الهنود القديمة) كتاب يُدعى »إتَدرلوكاكمتم« (يعني السياحة إلى عالم إندره) قال فيه الهنود إن »إندره« هو إله الجو وذُكر فيه أن شخصاً اسمه »أرجنة« وصل إلى السماء وشاهد كل شيء فيها، وأن أرجنة نظر قصر إندره السماوي واسمه »وَيْونتي« وهو قصر في بستان يسمى »نَفْدَنَم«. وورد في الكتب الهندية أن في ذلك المحل ينابيع أبدية تروي النباتات الخضراء النضرة الزاهية. وفي وسط ذلك البستان السماوي شجرة تسمى »بكشجتي« تثمر أثماراً تسمى »أمرته« (أي البقاء) فمن أكل من ثمرها لا يموت ولن يموت. وهذه الشجرة مزينة بالأزهار الزاهية ذات ألوان متنوعة رائعة. ومن استظل بظلالها الوارفة مُنح كل منية تمناها. ولا شك أن هذه الشجرة هي التي يسميها المسلمون »الطوبى«.
                          ويعتقد الزردشتية بوجود شجرة عجيبة تُسمى بلغة أفِستا »حوابة« وتُسمى باللغة البهلوية »حوميا« (ومعناها مروية بماء رائق فائق). ووصف في كتاب »ونديداد« (فصل 5) »تأتي المياه في الصفاء من بحر يوئتكة إلى بحر ووؤركشة وإلى شجرة حوابة فتنبت هناك كل النباتات على اختلاف أنواعها«. ومن الواضح أن هذه الشجرة هي ذات »شجرة الطوبى« وهي مثل بكشجتي شجرة الهنود.
                          ولم ترد هذه الأشياء فقط في كتب الهنود والزردشتية، بل وردت أيضاً في بعض الكتب الكاذبة التي كانت متداولة عند أصحاب البدع والضلالات من المسيحيين في الأزمنة القديمة، ولا سيما كتاب »عهد إبرهيم« الذي تقدم ذكره وفي كتاب آخر يسمى »رؤيا بولس«. فورد في كتاب »عهد إبراهيم« أن إبراهيم عرج بإرشاد أحد رؤساء الملائكة إلى السماء وشاهد كل ما فيها. وورد في كتاب »رؤيا بولس« أن بولس الرسول عرج كذلك، ولم نذكره اكتفاءً بما تقدم. وإنما نورد عبارة من »عهد إبراهيم« وهي »ونزل رئيس الملائكة ميخائيل وأخذ إبراهيم في عربة كروبية ورفعه في أثير السماء وأتى به وبستّين ملاكاً من الملائكة على السحاب، فساح إبراهيم على كل المسكونة في مركب« (»عهد إبراهيم« صورة 1 فصل 10).
                          فهذا هو أصل فكرة »البراق« الذي ذُكر في الأحاديث الإسلامية. ولعل اشتقاق البراق من كلمة عبرية تسمى »باراق« ومعناها البرق. ويوجد ما يشبه ذلك في الكتاب الكاذب »كتاب أخنوخ« (فصل 14) فقد ورد فيه كلام على تلك الشجرة السماوية والأربعة الأنهر. وقال اليهود عن شجرة الحياة التي كانت في جنة عدن إن مسافة ارتفاعها 500 سنة (ترجوم يوناثان) ورووا أيضاً روايات أخرى عجيبة عنها. وبما أن المسلمين توهموا أن جنة عدن التي خُلق فيها آدم هي في السماء، وجب أن نبحث عن منشأ هذا الخطأ والوهم، فنقول إن مصدره الكتب الموضوعة ولا سيما »رؤيا بولس« (فصل 45). ولا نعرف إذا كان أصحاب البدع الذين اختلقوا هذه الكتب قد اتخذوا هذه الأشياء وغيرها من كتب الزردشتية والهنود أم لا. إلا أنه من المؤكد أن هذه القصص كاذبة ولا يصدقها عاقل، ولم يقبلها أحد من المسيحيين، سواء كان في الأزمنة القديمة أو الحديثة، بل نبذها الجميع، ولم يعتقد أحد منهم بأنها كُتبت بوحي وإلهام، بل أنها كُتبت لفئة صغيرة من الجهلة أصحاب البدع والضلالات، ولا توجد الآن إلا في مكتبات قليلة على سبيل الفكاهات، ولتبرهن على جهل وحماقة الفرق المبتدعة التي قبلت بعضها بدون برهان على صحتها. بل بالعكس، قبلتها رغم توفُّر الأدلة على بطلانها.
                          وإذا سأل سائل: إذا كانت خرافات معراج أرتاويراف وزردشت وإبراهيم وأرجنة هي بلا أصل ولا أساس في الواقع، وأن الواجب أن نرفضها، ألا يجب أيضاً عدم تصديق أن أخنوخ وإيليا والمسيح صعدوا إلى السموات؟
                          قلنا: لا يصعب على الذكي الرد على ذلك، فمن البديهي أنه لا يمكن وجود نقود زائفة ما لم توجد نقود صحيحة حقيقية متقدمة في الوجود عليها، فإن النقود الزائفة عُملت على منوال النقود الصحيحة لغش الجاهل. ولا يجوز لعاقل أن يرفض التعامل بجميع النقود لوجود نقود زائفة في بعض الأحيان. بل نقول إن وجود النقود الزائفة تدل دلالة واضحة على وجود نقود صحيحة. فكذلك يصدق القول على المعجزات، لأنه لولا وجود معجزات صحيحة ما ادَّعى أحدٌ بمعجزات كاذبة. ولو لم يوجد دين حقيقي صحيح ما وُجدت الأديان الكاذبة، ولو لم يشتهر صعود رجال بالحقيقة إلى السماء ما رأينا هذه الخرافات المختلفة بلغات شتى بين عقائد عديدة. والحكيم هو الذي يفحص النقود التي تُعرض عليه قبل قبولها، لأن الفحص يُظهر أن بينها فرقاً كبيراً. وهذا هو سبب اعتقاد المسيحيين اعتقاداً جازماً بصحة ما ورد في الكتب المقدسة من القصص عن صعود أخنوخ وإيليا والمسيح، ورفضهم القصص الأخرى التي ذكرناها. والفرق بين الصدق والكذب ظاهر كالصبح إذا طالعنا ما ورد في الكتاب المقدس عن صعود أخنوخ وإيليا والمسيح، وقارنا بين القصص البسيطة التي لها رنة النقود الحقيقية الصحيحة وبين القصص الكذابة التي تقدم ذكرها.
                          أما من جهة أخنوخ فقد ورد في سفر التكوين 5: 24 »وسار أخنوخ مع الله ولم يوجد لأن الله أخذه«. وأما عن إيليا فورد في 2ملوك 2: 11 و12 »وفيما هما (أي أليشع وإيليا) يسيران ويتكلمان إذا مركبة من نار وخيل من نار ففصلت بينهما، فصعد إيليا في العاصفة إلى السماء. وكان أليشع يرى وهو يصرخ: يا أبي يا أبي، يا مركبة إسرائيل وفرسانها. ولم يره بعد«. أما صعود المسيح فذُكر في أعمال الرسل 1: 9-11 »ولما قال هذا (أي المسيح) ارتفع وهم ينظرون، وأخذته سحابة عن أعينهم. وفيما كانوا يشخصون إلى السماء وهو منطلق إذا رجلان قد وقفا بهم بلباس بيض وقالا: أيها الرجال الجليليون ما بالكم واقفين تنظرون إلى السماء؟ إن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقاً إلى السماء«. فهذه القصص الحقيقية سلمها لنا الذين شاهدوها بأعينهم، وهي منزهة عن الحكايات المطولة الوهمية الخرافية عما في السموات. ولا شك أن القصص الكاذبة تختلف اختلافاً بيناً عن القصص الحقيقية بحيث يسهل التمييز بين تواريخ الحوادث الواقعية الحقيقية وبين الحكايات الملفقة المختلفة التي يخترعها الناس لإرضاء الناس الذين يعجبون بمعرفة المجهولات التي سترها الله عن البشر.
                          قال الرسول بولس: »أعرف إنساناً في المسيح قبل أربع عشرة سنة، أفي الجسد؟ لست أعلم، أم خارج الجسد؟ لست أعلم. الله يعلم. اختُطف هذا إلى السماء الثالثة.. وسمع كلمات لا يُنطق بها، ولا يسوغ لإنسان أن يتكلم بها« (2كورنثوس 12: 2-4). وقد ورد في كتاب »رؤيا بولس« نبأ مطول عما رآه بولس وسمعه هناك. ومن هذا يظهر الفرق بين الحق والكذب. فالفرق بين الأناجيل الموضوعة والأناجيل الصادقة ظاهر للقارئ، كالفرق الموجود بين كتاب »ألف ليلة وليلة« و»كتاب الواقدي«. فأحدهما يشتمل على خرافات فارغة، والآخر يشتمل على حوادث حقيقية حصلت فعلاً. وإذا سأل سائل: ما هو أصل الخرافات الواردة عن شجرة الطوبى أو سدرة المنتهي أو الأربعة الأنهار السماوية؟ قلنا: نشأت هذه الخرافات من القصة البسيطة الصحيحة الواردة في التكوين 2: 8-17، فإنه لما كان الجهلة السذج الميالون إلى تصديق الخرافات لا يعرفون أن جنة عدن كانت بقرب بابل وبغداد، حوَّلوا بأوهامهم الجامحة وتصوراتهم الشاردة حق الله إلى أكاذيب بزياداتهم ومبالغاتهم، وغيَّروا الوقائع التاريخية والجغرافية إلى خرافات لا أصل لها.
                          (2) في أصل ما ذكر في القرآن والأحاديث بخصوص الجنة والحور والغلمان والجن وملك الموت وذرات الكائنات:
                          كل مسلم ملمّ بهذه الأمور يعرف ما ورد عنها في القرآن وفي الحديث، فلا لزوم أن نسرد كل تفاصيلها هنا. غير أن منتقدي القرآن قالوا إن مصدر كل هذه التعاليم هو كتب الزردشتية. ولا شك أن كل مطلع على التوارة والإنجيل يرى أنه لا يوجد أثر لها مطلقاً في التوراة أو الإنجيل. غاية الأمر أن الأنبياء والرسل أفادوا بوجود مكان راحة للمؤمنين الحقيقيين، سمّوه »حضن إبراهيم« أو »الجنة« أو »الفردوس«. ولم يرد ذكرٌ للحور أو الغلمان في كتب الرسل أو الأنبياء، غير أنها ذُكرت في كتب الزردشتية والهنود. ومن الغريب أن ما ورد فيها يشابه مشابهة غريبة ما ورد في القرآن والحديث.
                          قال المسلمون عن الحور في سورة الرحمن 55: 72 »حور مقصورات في الخيام« وفي سورة الواقعة 56: 23 »وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون« وهو مأخوذ مما قاله الزردشتية القدماء عن بعض أرواح غادات اسمهن »بَيْركان« ويسميها الفرس المتأخرون »بَرْيان« لأن الزردشتية زعموا أن أرواح هذه الغادات سكنت في الهواء ولها علاقة تامة بالكواكب والنور. وكان جمال أرواح هاته الغادات رائعاً حتى خلبت قلوب الرجال. وقال بعض الذين لا يعرفون غير العربية إن كلمة »حور« هي في الأصل عربية مشتقة من »حار« ولكن الأرجح أنها مأخوذة من لغة أفِستا ومن البهلوية، وهما لغتان من لغات الفرس القديمة، لأنه ورد في لغة »أفِستا« كلمة حوري (بمعنى الشمس وضوء الشمس). ووردت في اللغة البهلوية »هور« وفي لغة الفرس الحديثة »ضور« (أي الشمس وضوؤها). ولما أدخل العرب كلمة »حور« في لغتهم وكانوا لا يعرفون مصدرها واشتقاقها توهموا أنها مأخوذة من فعل »حار« وظنوا أن سبب تسميتهن بالحور هو سواد أعينهن. ولم يرد ذكر هاته الغانيات السماويات في كتب قدماء الفرس فقط، لأنه يوجد في كتب قدماء الهنود بعض القصص بخصوص الأشخاص الذين يسميهم المسلمون »الحور« و»الغلمان« ويسميهم الهنود »أَبْسَرسس« و»كندهروس«. وقال الهنود إن الذين يعاشرونهم في السماء هم الذين يظهرون البسالة في الحروب ويُقتَلون فيها، فإنهم كانوا يعتقدون في الأزمنة القديمة، كالمسلمين، أن كل من يُقتل في ساحة القتال جدير بالدخول إلى السماء. وقد ورد في كتاب »شرائع منوا« (فصل 5 بيت 89) »الملوك الذين تكافحوا في الحروب باختيارهم قتل بعضهم بعضاً ولا يصرفون وجوههم أخصامهم ذهبوا بعد إلى السماء.. لإقدامهم«.
                          وكذلك ورد في كتاب »قصة نلة« قول الإله إندره للملك نله: »أما حراس الأرض العدول والمحاربون الذين تركوا أمل الحياة، الذاهبون في الوقت المعين إلى الهلاك بالسلاح بدون أن يصرفوا وجودهم أن لهم هذا العالم الباقي«.
                          فيتضح من مثل هذه الأقوال أن قدماء عبدة الأصنام من الهنود توهموا، كما توهم المسلمون، أنه إذا قُتل إنسان في كفاح أو حرب استحق الدخول في السماء وفردوس النعيم وعاشر الحور والغلمان المقيمين فيها. وكان الإنكليز القدماء وجميع سكان شمال أوربا، أيام وثنيتهم يعتقدون أن الغادات السماويات (ويسمّونهن الكوريات، أي منتخبات المقتولين) كن يأتين إلى ميدان الحرب ويحملن إلى سماء إله الحرب أرواح الأبطال الذين قُتلوا في الكفاح.
                          ويعتقد المسلمون بوجود الجن. غير أن اشتقاق كلمة »جن« أو »جني« تدل على أَخْذها من لغة أجنبية، لأنه لو كانت هذه الكلمة عربية، وكانت مشتقة من الفعل »جن« لاقتضى أن يكون مفردها جنين، على قياس أن »قليل« مأخوذة من الفعل »قل«. وقال البعض الآخر إن هذه الكلمة مشتقة من »جنة« ولكن يلزم أن يكون مفردها »جني« مع أن الأمر هو خلافه. ثم أنه لا علاقة للجن بالجنة، لأنه لا يجوز لهم الدخول فيها. والحقيقة هي أن الكلمة مشتقة من لغة الفرس القديمة، لأنها وردت في كتاب »أفِستا« (وهو كتاب الزردشتية المقدس ودستور ديانتهم) بهذه الصورة والصيغة، وهي »جيني« ومعناها روح شرير، فأخذ العرب الاسم والمسمى من الزردشتية.
                          ويتضح مما ذكرنا أعلاه عن الميزان أنه ورد في الأحاديث أنه لما عرج محمد إلى السماء، رأى أنه إذا نظر آدم إلى الأسودة إلى عن يمينه ضحك، وإذا نظر إلى التي عن يساره ناح وبكى. وقد ظهر لنا قبلاً أنه ورد لنا ذكر هذا الشيء ذاته في كتاب »عهد إبراهيم« أيضاً، وهو مصدر هذه الحكاية ومنشأها. غير أنه يوجد فرق بين القصتين، وهو أن الأرواح المذكورة في كتاب »عهد إبراهيم« هم أرواح الأموات، غير أن الأسودة المذكورة في الأحاديث هم أرواح أشخاص لم يولدوا بعد، ويسميهم المسلمون »الذرات الكائنات«. ولا ينكر أن كلمة »ذرة« هي عربية، غير أن المسلمين اتخذوا الاعتقاد بوجود »الذرات الكائنات« من قدماء الزردشتية، لأن الزردشتية كانوا في قديم الزمان يعتقدون بمثل هذا الاعتقاد. وعبارة الأفِستا هو أن كل ذرة كائنة تسمى »فروشي« وتسمى باللغة البهلوية »فروهر« وقال البعض إنه يمكن أن الزردشتية اتخذوا هذا الاعتقاد من قدماء المصريين، ولكن العرب اقتبسوه من الزردشتية وأدخلوه في ديانتهم.
                          وقد اقتبس المسلمون من اليهود لقب »ملك الموت« لأن اليهود يطلقون عليه هذا اللقب بالعبري. ويتفق الفريقان على اسم هذا الملاك، ولا يوجد بشأنه سوى اختلاف زهيد بينهم. فاليهود يسمونه »سمائيل« والمسلمون يسمونه »عزازيل«. غير أن كلمة »عزازيل« ليست عربية بل هي عبرية، ومعناها »نصرة الله«. ولم يرد اسم هذا الملاك في التوراة والإنجيل. فيتضح أن اليهود اقتبسوا معلوماتهم عنه من مصدر آخر، والأرجح أن مصدر معلوماتهم هو »الأفِستا« التي ورد فيها أنه إذا وقع إنسان في الماء أو في النار أو في أي شيء من هذا القبيل فغرق أو احترق، فلا يكون سبب موته الماء أو النار، بل ملاك الموت، لأنهم زعموا أن عنصري الماء والنار صالحان ولا يؤذيان الناس. ويسمى ملاك الموت بلغة أفِستا »أستووِيدهوتُش«. (انظر كتاب »ونديداد« (فصل 5 الأسطر 25-35).

                          (3) قصة خروج عزازيل من جهنم.
                          اتَّخذ المسلمون اسم عزازيل من اليهود، وتوجد هذه الكلمة في التوراة العبرية ( اللاويين 16: 8 و10 و26). ولكنهم اتخذوا قصة خروجه من جهنم من الزردشتية، من كتاب بهلوي عنوانه: »بوندهشينة« (أي الخليقة). فورد في »قصص الأنبياء« (ص 9) »خلق الله عزازيل، فعبد عزازيل الله تعالى ألف سنة في سجن، ثم طلع إلى الأرض فكان يعبد الله تعالى في كل طبقة ألف سنة، إلى أن طلع على الأرض الدنيا«. وورد في »عرائس المجالس« (ص 43) أن إبليس يعني عزازيل أقام ثلاثة آلاف سنة عند باب الجنة بالأمل أن يضر آدم وحواء لامتلاء قلبه بالحسد. وورد في »بوندهشينه« (فصل 1 و2) »أهرمن يعني إبليس كان ولا يزال في الظلام غير عالم بالأشياء إلا بعد وقوعها، وحريصاً على إيصال الضرر للآخرين وكان في القعر.. وذلك الميل للضرر وتلك الظلمة أيضاً هما محل يسمونه »المنطقة المظلمة«. وكان أورمزد يعرف بعلمه التام بوجود أهرمن لأن أهرمن يهيج نفسه ويتداخل بالميل للحسد حتى الآخر.. وكان أورمزد وأهرمن مدة ثلاثة آلاف سنة بالروح، يعني كانا بدون تغيير ولا حركة.. فالروح الضار لم يعرف بوجود أورمزد لقصور معرفته. وأخيراً طلع من تلك الهاوية وأتى إلى المحل الباهي. ولما شاهد نور أورمزد ذلك اشتغل بالأضرار«.
                          فالفرق بين الأحاديث وبين هذا القول ظاهر، لأنه ذكر في الأحاديث أن عزازيل كان يعبد الله قبل خروجه من سجن، ولكن الزردشتية قالوا إن أهرمن لم يدرِ بوجود أورمزد أولاً. ولكن توجد مشابهة أيضاً بين هاتين الروايتين، وهي أن عزازيل وأهرمن دخلا الوجود في سجن أو في الهاوية، وصعد كل منهما من هناك، وبذلا جهدهما في الإضرار بخلق الله.
                          وقبل ختام الكلام على عزازيل أو أهرمن لا بأس من إيراد البرهان على وجود علاقة بين هاتين القصتين، فنقول: يتضح من الأحاديث ومن كتب الزردشتية أن الطاووس وافق من بعض الوجوه عزازيل الذي هو أهرمن، لأنه ورد في »قصص الأنبياء« أنه لما جلس عزازيل أمام باب الجنة ورغب في الدخول فيها رأى الطاووس الذي كان جالساً على الجنة واحداً يتلو أسماء الله العظمى الحسنى. فسأله الطاووس: »من أنت؟« فقال له: »أنا أحد ملائكة الله«. فسأله الطاووس: »لماذا أنت جالس هنا؟«. فقال له عزازيل: »أنظر الجنة وأتمني الدخول فيها«. فقال له الطاووس: »لم أومر بإدخال أحد إلى الجنة ما دام آدم عليه السلام فيها«. فقال له: »إذا كنت تأذن لي بالدخول فيها أعلّمك صلاة من تلاها نال ثلاثة أشياء: أحدها أنه لا يكبر، وثانيها أنه لا يصير عاصياً، وثالثها أنه لا يطرد من الجنة«. فأخبره إبليس بهذه الصلاة فتلاها الطاووس فطار من سور الجنة إلى الجنة ذاتها وأخبر الحية بما سمعه من إبليس. وذكر بعد هذا أنه لما أهبط الله آدم وحواء وإبليس من الجنة إلى الأرض طرد الطاووس معهم أيضاً.
                          أما قصة الطاووس في كتب الزردشتية فتختلف عن هذا، غير أنهم في قديم الأيام ظنوا أنه مساعد لأهرمن. فقد ورد في كتاب أرمني قديم يسمى »ردُّ البدع« (باب 2) تأليف يزنبق »عن الزردشتية في تلك الأعصر، قالوا إن أهرمن قال إنه ليس أني لا أقدر أن أعمل شيئاً من الخير، ولكني لا أريده. وخلق الطاووس لإثبات هذا الكلام«. فإذا كان أهرمن أو عزازيل هو الذي خلق الطاووس فلا غرابة إذا كان هو الذي علمه وصار معينه وطرد معه من الجنة.
                          (4) نور محمد
                          ورد في »قصص الأنبياء« أن محمداً قال »أول ما خلق الله نوري« (ص 2 و282) وجاء في »روضة الأحباب« أن محمداً قال: »لما خُلق آدم وضع الله على جبهته ذلك النور، وقال: يا آدم، إن هذا النور وضعتُه على جبهتك هو نور ابنك الأفضل الأشرف، وهو نور رئيس الأنبياء الذي يُبعَث«. ثم جاء أن ذلك النور انتقل من آدم إلى شيث ومن شيث إلى ذريته، وهكذا بالتعاقب إلى أن وصل إلى عبد الله بن عبد المطلب، ومنه إلى آمنة لما حبلت بمحمد. وورد أيضاً في الأحاديث أن محمداً قال إن الله قسم النور إلى أربعة أقسام، وخلق العرش من قسم من هذه الأقسام، وخلق القلم من قسم وخلق الجنة من قسم وخلق المؤمنين من قسم، ثم قسم هذه إلى أربعة أقسام أخرى، فمن أفضل وأشرف القسم الأول خلقني أنا الرسول، ومن القسم الثاني خلق العقل وجعله في رأس المؤمنين، ومن القسم الثالث خلق الحياء وجعله في أعين المؤمنين، ومن القسم الرابع خلق العشق وجعله في قلوب المؤمنين (قصص الأنبياء ص 2).
                          فإذا بحثنا عن مصدر هذه القصة وجدناها أيضاً في كتب الزردشتية، لأنه ورد في كتاب فارسي قديم يُدعى »مينوخرد« كُتب باللغة البهلوية أيام الفرس الساسانية أن الخالق »أورمزد« خلق هذه الدنيا وجميع خلائقه ورؤساء الملائكة والعقل السماوي من نوره الخصوصي مع تسبيح الزمان غير المتناهي. وذُكر هذا النور في كتاب أقدم من المينوخرد، هو »يشت 29« بخصوص »يمه خشائته« المسمى الآن »جمشيد«:
                          »كان البهاء الملكي العظيم ملازماً لجمشيد صاحب القطيع الصالح مدة طويلة، بينما كان متسلطاً على سبعة أقاليم الأرض: على الجن والأنس والسحرة والجنيات والأرواح الشريرة والعرافين والكهنة.. ثم لما خطرت بباله تلك الكلمة الكاذبة الساقطة زال منه البهاء الظاهر بصورة طير.. وهو »جمشيد« صاحب القطيع الصالح، لما لم يرَ بعد ذلك البهاء، تحسر جم، ولما اضطرب عمل على إحداث العداوة على الأرض. وأول ما زال ذلك البهاء زال من جمشيد، وزال ذلك البهاء من جم ابن الشمس بصورة طير وراغ (1).. فأخذ »مثره ذلك البهاء. ولما زال البهاء ثانيةً من جمشيد زال ذلك البهاء من جم ابن الشمس، وفارقه بصورة طير وراغ، فأخذ فريدون ابن القبيلة الآثويانية ابن القبيلة المشهورة بالبسالة ذلك البهاء، لأن فريدون كان أعظم مَن فاز بين الفائزين. ولما زال البهاء من جمشيد ثالثةً زال ذلك البهاء من جم ابن الشمس بصورة طير وراغ، فأخذ البطل كرساسبه ذلك البهاء لأنه كان أقوى من الأقوياء«.
                          فإذا قارنا بين هاتين القصتين رأينا أن »جمشيد« كان حائزاً على هذا النور العجيب مدة من الزمن. وبحسب تعاليم أفِستا كان جمشيد أول رجل خلقه الله على الأرض، ويقصدون بهذا آدم أبو البشر. ولما سقط جمشيد في الخطية واقترف الزلل، انتقل ذلك النور من واحد إلى آخر من أفضل أولاده بالتتابع، وهذا يوافق ما ذُكر في الأحاديث بخصوص نور محمد. فيتضح أن خرافة الفرس هذه هي مصدر ما رووه عن نور محمد. ولا شك أن المسلمين اتَّخذوا هذه القصة من الزردشتية، فقد ورد في كتاب الزردشتية القديم أن الملك العظيم جمشيد تسلط على الناس والجن والأرواح الشريرة. فلابد أن اليهود اتخذوا من هذه الرواية ما نسبوه إلى الملك سليمان من القوة والسلطة على الناس والجن.. إلخ.
                          واتخذ المسلمون من اليهود هذا الاعتقاد (كما رأينا في الفصل الثالث من هذا الكتاب). وما قاله المسلمون عن تقسيم نور محمد إلى أقسام ورد بالتفصيل، مع اختلاف بسيط، في كتاب فارسي قديم عنوانه »دساتير آسماني« (أي الأساطير السماوية) في الباب الوارد بخصوص زردشت. فنرى من ذلك أيضاً أن تفاصيل نور محمد مأخوذة من كتب الزردشتية.

                          (5) الكلام على الصراط:
                          قال المسلمون إن محمداً قال إنه بعد دينونة يوم الدين الأخيرة يُؤمر جميع الناس بالمرور على الصراط، وهو شيء ممدود على متن جهنم بين الأرض والجنة. وقالوا إن الصراط هو أدق من الشعرة وأحدُّ من السيف، فيقع منه الكفار ويهلكون في النار. فمن أراد معرفة منشأ هذا القول وجب عليه أولاً أن ينظر في اشتقاق كلمة »صراط« لأن أصلها ليس من اللغة العربية، فلابد أنها اتُّخذت من لغة أخرى، لأن »صراط« معربة من أصل فارسي. والزردشتيون يسمّون »الصراط« »جينود«. وبما أنه لا يوجد حرف ج في الأبجدية العربية، استُعمل بدلاً عنه حرف ص، فكل كلمة أعجمية تكون تبدأ بحرف ج ويُراد تعريبها، يُبدل حرف ج إلى ص. مثلاً جين تصير صين. وعلى هذا القياس تكون كلمة صراط معربة عن »جينود«. ولم يتخذ المسلمون من قدماء الزردشتية كلمة صراط فقط، بل اتخذوا عنهم هذا الاعتقاد كله، كما يظهر من مجرد التأمل في العبارة الآتية المأخوذة من كتاب بهلوي يسمى »دينكرت« (جزء 2 فصل 81 في قسمي 5 و6) ونصه: »أهرب من الخطايا الكثيرة. أحافظ على نقاوة وطهارة سلوكي بحفظ طهارة قوى الحياة الست، وهي الفعل والقول والفكر والذهن والعقل والفهم حسب إرادتك يا مسبِّب الأعمال الصالحة العظيم. وإني أؤدي عبادتك بعدالة بحسن الفكر والقول والعمل، لأستمر في الطريق الباهية، لكي لا أعاقب بعقاب جهنم الصارم، بل أعبر على جينود، وأصل إلى ذلك المسكن المبارك المملوء من العطريات والمسر بأجمعه والباهر دائماً«.
                          وتعني كلمة »صراط« في الأصل »الجسر الممدود« فقط، إلا أنهم توسعوا في معنى هذه الكلمة بعد ذلك، فصارت تفيد الطريق، كما وردت بهذا المعنى في سورة الفاتحة. ومعنى الصراط الحقيقي (الذي لا يمكن أن يُستفاد من العربية) واضح إذا اطلعنا على اللغة الفارسية القديمة، لأنها مشتقة من كلمتين فارسيتين قديمتين معنى إحداهما الاتحاد ومعنى الثانية معبر، فيفيد جمع هاتين الكلمتين »القنطرة« التي قال الزردشتية إنها توصِّل الأرض بالجنة (2).

                          (6) في ذكر قضايا قليلة مهمة:
                          لما كان ذكر جميع الأشياء التي اتَّخذها المسلمون من الزردشتية بالتفصيل الوافي لا يخلو من التطويل الممل، اكتفينا بذكر ثلاث أو أربع قضايا أخرى من هذا القبيل طلباً للاختصار:
                          أحدها أن المسلمين قالوا إن كل نبي شهد قبل موته للنبي الذي يأتي بعده فقالوا مثلاً إن إبراهيم شهد لموسى، وشهد موسى لداود، وهلم جراً. ولكن كل من طالع كتب الأنبياء وجد الأمر خلاف ذلك، فجميع الأنبياء من أولهم إلى آخرهم شهدوا للمسيح وحده لا غير. وبما أن المسلمين لم يتَّخذوا ما ذهبوا إليه من التوراة والإنجيل، وجب أن نبحث عن مصدر هذا الرأي، وهو كتاب من الكتب الزردشتية يُسمى »دساتير آسماني« (أي الأساطير السماوية). وهو من الكتب الحديثة، لأن مؤلف »دبستان مذاهب« ومؤلف »البرهان القاطع« ذكرا هذا الكتاب. وقالت الزردشتية كذباً وبهتاناً أنه مكتوب بلغة السماء، وتُرجم إلى اللغة الدارية في عصر خسرويرونز، أحد قدماء ملوك الفرس. ولا يزال هذا الكتاب موجوداً باللغة الأصلية وبالكيفية المترجم إليها، وطبع في بومباي منذ سنين عديدة. وقال ملا فيروز (الذي طبع هذا الكتاب) إنه يشتمل على خمس عشرة رسالة نزلت على خمسة عشر نبياً، أولهم مهاباد وآخرهم ساسان الخامس، ومنهم زردشت الثالث عشر. وفي آخر كل رسالة من هذه الخمس عشرة رسالة ذكر النبي الذي كان ينبغي أن يأتي بعدئذ في الوقت المعين. ولا شك أن هذا الكتاب هو من الكتب الموضوعة الكاذبة، مع أنه كان مؤلفاً في الأصل باللغة البهلوية قبل أن يُترجم إلى اللغة الدارية. وبناء على ذلك فهو كتاب قديم. والظاهر أن قول الفُرس إن كل نبي تنبأ عن مجيء خلَفه وقع موقعاً حسناً عند المسلمين، فاتَّخذوه من كتاب الزردشتية هذا. وثاني فقرة من كل رسالة من هذه الرسائل هي: »باسم المعطي الغافر الرحمن العادل«. فكل إنسان يرى أن هذه الكلمات توافق من بعض الوجوه البسملة التي افتُتحت بها المائة والثلاث عشرة سورة من سور القرآن البالغة 114 وهي »باسم الله الرحمن الرحيم« فالكلمات الأولى البوندهشنية تشبهها أيضاً، ونصها »باسم أورمزد الصانع«. وكان قدماء الزردشتية يؤدون الصلاة خمس مرات كل يوم، فيوجد اتفاق بين الزردشتية وبين الصابئين في هذا الأمر. ورأينا أن الصلوات الخمس المفروضة على المسلمين تطابق خمساً من الصلوات السبع المفروضة على الصابئين.
                          ختام الكلام
                          وإذا قال قائل لا يصح أن محمداً استحسن استحساناً تاماً قصص الزردشتية وفروضهم حتى أدرجها في القرآن والأحاديث، لأنه لا يُتصوَّر أن هذا النبي الأمي يعرف كل هذه الأشياء. قلنا إن المعترضين ردوا على هذا بثلاثة أفكار:
                          أولاً: ورد في »روضة الأحباب« أن محمداً اعتاد محادثة ومسامرة ومحاورة كل من يقصدونه على اختلاف مللهم ونحلهم، وكان يخاطبهم بألفاظ قليلة من لغتهم. وبما أنه كان كثيراً ما يتكلم بالفارسية تداولت بعض الألفاظ الفارسية في اللغة العربية.
                          ثانياً: إذا ثبت مما تقدم أن محمداً استحسن خرافات اليهود وروايات العرب الوثنيين عبدة الأصنام وفروضهم حتى أدرجها في القرآن، فما الفرق بين هذا وبين استحسانه لقصص الفُرس؟ أما القصص الكثيرة الواردة في القرآن فكانت متواترة بين العرب تواتراً عظيماً حتى قال الكندي عنها: »فإن ذكرتَ قصة عاد وثمود والناقة وأصحاب الفيل ونظائر هذه القصص، قلنا لك: هذه أخبار باردة وخرافات عجائز الحي اللواتي كنَّ يدرسنها ليلهن ونهارهن«.
                          ثالثاً: جاء في »السيرة« لابن هشام وابن إسحق أنه كان من صحابة محمد شخص فارسي اسمه سلمان، وهو الذي أشار على محمد وقت حصار المدينة بحفر الخندق فتبع نصيحته. وكان سلمان الفارسي أول من أشار على محمد باستعمال المنجنيق في غزوة ثقيف الطائف. وأكد أعداء محمد في عصره أن سلمان هذا ساعد محمداً على تأليف القرآن، فقد قيل: »ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر. لسان الذين يلحدون إليه أعجمي، وهذا لسان عربي مبين« (سورة النحل 16: 103). فإذا قال المعارضون الأولون لمحمد إن هذا العجمي أو الفارسي المسلم كان سبب حُسن تأليف القرآن وفصاحة عباراته، فهذا الجواب يكفي لدحض أقوالهم.
                          ولكن بما أنه ثبت أن كثيراً مما ورد في القرآن وفي الأحاديث يطابق مطابقة غريبة ما ورد في كتب الزردشتية، فهذه الآية القرآنية لا تكفي لدحض الاعتراض الذي تبرهن الآن ببراهين قوية. بل نقول إن هذه الآية التي أوردناها تدل على أنه كان قد اشتهر في عصر محمد أن سلمان الفارسي ساعد محمداً على التأليف وأفاده بحقائق كثيرة. وعليه فنحن مُلزَمون أن نسلم أن كتب الزردشتية كانت مصدراً من المصادر التي اتَّخذت الديانة الإسلامية بعضها.

                          تعليق

                          • سيف الكلمة
                            إدارة المنتدى

                            • 13 يون, 2006
                            • 6036
                            • مسلم

                            #14
                            يا شاهد ما شافش حاجة
                            هذه مشاركة أم كتاب
                            المقالة كلها أخطاء وفيها خمسين شبهة فى بعض وبتلبس الأكاذيب لبعضها وكاتبها قسيس نصرانى متخلف بيمجد كتابه المكدس الذى يقدسه ويسفه ما يخالفه وينسب للإسلام كثيرا مما ليس فيه وأتى بمراجع لم يضع روابط لها على منوال كتاب المهلبية المستخبية فى عقيدة الزرادشتية صفحة ألف وخمسمية

                            جلست أكثر من ساعة أقرأ أكاذيب وتخيلات لواحد دماغه ضارب وخلط بين الحق والباطل وفى الآخر يطلع لنا إن الكتاب المخرف هو السوبر وكل الكتب التانية فالصو والإسلام ناقل من الفالصو يبقى فالصو

                            لو راجعت مشاركة رقم 10 للأخ صفى الدين تعرف إن الكتاب الذى يمجده ويكذب الإسلام كتاب كله أخطاء علمية وتاريخية وخلافه أخطاء قاتلة لا تكون فى كتاب منزل من عند الله مثل الأرنب المجتر
                            فهل الأرنب من الحيوانات المجترة ؟؟؟؟؟ !!!
                            الكتاب المقدس بيقول كده

                            بلاش علماء الأحياء إنت لو ذبحت أرنب وفحصت الجهاز الهضمى ستعرف أن كاتب هذا السفر إنسان كذاب ومتخلف علميا

                            فأين هذا الكتاب المحرف من القرآن الذى به 1800 سبق علمى يسميها بعض المسلمين بالإعجاز العلمى مع عدم وجود تعارض مع العلم الحديث ولو فى آية واحدة لأنه كلام الله


                            سأضع رد مفصل على كاتب المقال الذى أتيت به فانتظر
                            أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
                            والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
                            وينصر الله من ينصره

                            تعليق

                            • صفي الدين
                              مشرف المنتدى

                              • 29 سبت, 2006
                              • 2596
                              • قانُوني
                              • مُسْلِم حُرٍ لله

                              #15
                              السَلام عَليكُم
                              ولننظر فيما إذا كان ما ذُكر عن معراج محمد أُخذ من قصة قديمة مشابهة لها أم لا. وإذا سأل سائل: ما هو مصدر قصة المعراج؟ قلنا: كتاب »أرتاويراف نامك« المكتوب باللغة البهلوية (أي اللغة الفارسية القديمة) منذ 400 سنة قبل الهجرة، في أيام أردشير بابكان ملك الفرس. وبيان ذلك أنه لما أخذت ديانة زردشت في بلاد الفرس في الانحطاط، ورغب المجوس في إحيائها في قلوب الناس، انتخبوا شاباً من أهل زرشت اسمه »أرتاويراف« وأرسلوا روحه إلى السماء. ووقع على جسده سُبات. وكان الهدف من سفره إلى السماء أن يطَّلع على كل شيء فيها ويأتيهم بنبأ. فعرج هذا الشاب إلى السماء بقيادة وإرشاد رئيس من رؤساء الملائكة اسمه »سروش« فجال من طبقة إلى أخرى وترقى بالتدريج إلى أعلى فأعلى. ولما اطلع على كل شيء أمره »أورمزد« الإله الصالح (سند وعضد مذهب زردشت) أن يرجع إلى الأرض ويخبر الزردشتية بما شاهد، ودُوِّنت هذه الأشياء بحذافيرها وكل ما جرى له في أثناء معراجه في كتاب »أرتاويراف نامك«.
                              ولنترجم عبارتين أو ثلاث عبارات من كتاب »أرتاويراف نامك« (فصل 7 فقرة 1-4) لننظر إن كان هناك تشابه بين معراج محمد ومعراج أرتاويراف الوهمي. قال: »وقدمت القدم الأولى حتى ارتقيت إلى طبقة النجوم في حومت.. ورأيت أرواح أولئك المقدسين الذين ينبعث منهم النور كما من كوكب ساطع. ويوجد عرش ومقعد باه باهر رفيع زاهر جداً. ثم استفهمت من سروش المقدس ومن الملاك آذر ما هذا المكان، ومن هم هؤلاء الأشخاص«.
                              وقصدهم من قولهم »طبقة الكواكب« فهو الحياط الأول أو الأدنى من فردوس الزردشتية، وأن »آذر« هو الملاك الذي له الرئاسة على النار، و»سروش« هو ملاك الطاعة وهو أحد المقدسين المؤبدين، أي الملائكة المقرَّبين لديانة زردشت، وهو الذي أرشد »أرتاويراف« في جميع أنحاء السماء وأطرافها المتنوعة، كما فعل جبرائيل بمحمد.
                              وبعد هذا ساق الكلام على كيفية وصول »أرتاويراف« إلى طبقة القمر، وهي الطبقة الثانية، ثم يليها طبقة الشمس وهي الطبقة الثالثة في السموات. وهكذا أرشده إلى باقي السموات. وبعد هذا ورد في فصل 11: »وأخيراً قام رئيس الملائكة »بهمن« من عرشه المرصع بالذهب فأخذني من يدي وأتى بي إلى حومت وحوخت وهورست بين أورمزد ورؤساء الملائكة وباقي المقدسين، وجوهر زردشت السامي العقل والإدراك وسائر الأمناء وأئمة الدين. ولم أرَ أبهى منهم رِواء ولا أبصر منهم هيئة. وقال بهمن: هذا أورمزد. ثم أني أردت أن أسلِّم عليه، فقال لي: السلام عليك يا أرتاويراف. مرحباً أنك أتيت من ذلك العالم الفاني إلى هذا المكان الباهي الزاهر. ثم أمر سروش المقدس والملاك آذر قائلاً: احملا أرتاويراف وأرياه العرش وثواب الصالحين وعقاب الظالمين أيضاً. وأخيراً أمسكني سروش المقدس والملاك آذر من يدي وحملاني من مكان إلى آخر، فرأيت رؤساء الملائكة أولئك، ورأيت باقي الملائكة«.
                              ثم ذكر أن أرتاويراف شاهد الجنة وجهنم، وورد في فصل 101: »أخيراً أخذني سروش المقدس والملاك آذر من يدي وأخرجاني من ذلك المحل المظلم المخيف المرجف وحملاني إلى محل البهاء ذلك وإلى جمعية أورمزد ورؤساء الملائكة فرغبت في تقديم السلام أمام أورمزد، فأظهر لي التلطف. قال: يا أرتاويراف المقدس العبد الأمين، يا رسول عبدة أورمزد، اذهب إلى العالم المادي وتكلم بالحق للخلائق حسب ما رأيت وعرفت، لأني أنا الذي هو أورمزد موجود هنا. من يتكلم بالاستقامة والحق أنا أسمعه وأعرفه. تكلم أنت الحكماء. ولما قال أورمزد هكذا وقفت باهتاً لأني رأيت نوراً ولم أرَ جسماً، وسمعت صوتاً وعرفت أن هذا هو أورمزد«.
                              فتتضح من هذا المشابهة العجيبة بين قصة معراج أرتاويراف الكاهن المجوسي وبين معراج محمد. ويوجد عند الزردشتية حكاية أخرى عن زردشت نفسه تقول إنه قبل ذلك الزمان بعدة أجيال عرج زردشت ذاته إلى السماء ثم استأذن لمشاهدة جهنم أيضاً، فرأى فيها »أهرمن« أي إبليس. ووردت هذه القصة بالتفصيل كتاب »زردشتنامه«. ولم تتواتر أمثال هذه الخرافات بين الفرس فقط، بل تواترت بين الهنود عبدة الأصنام أيضاً، لأنه يوجد بلغة »سنسكرت« (لغة الهنود القديمة) كتاب يُدعى »إتَدرلوكاكمتم« (يعني السياحة إلى عالم إندره) قال فيه الهنود إن »إندره« هو إله الجو وذُكر فيه أن شخصاً اسمه »أرجنة« وصل إلى السماء وشاهد كل شيء فيها، وأن أرجنة نظر قصر إندره السماوي واسمه »وَيْونتي« وهو قصر في بستان يسمى »نَفْدَنَم«. وورد في الكتب الهندية أن في ذلك المحل ينابيع أبدية تروي النباتات الخضراء النضرة الزاهية. وفي وسط ذلك البستان السماوي شجرة تسمى »بكشجتي« تثمر أثماراً تسمى »أمرته« (أي البقاء) فمن أكل من ثمرها لا يموت ولن يموت. وهذه الشجرة مزينة بالأزهار الزاهية ذات ألوان متنوعة رائعة. ومن استظل بظلالها الوارفة مُنح كل منية تمناها. ولا شك أن هذه الشجرة هي التي يسميها المسلمون »الطوبى«.
                              ويعتقد الزردشتية بوجود شجرة عجيبة تُسمى بلغة أفِستا »حوابة« وتُسمى باللغة البهلوية »حوميا« (ومعناها مروية بماء رائق فائق). ووصف في كتاب »ونديداد« (فصل 5) »تأتي المياه في الصفاء من بحر يوئتكة إلى بحر ووؤركشة وإلى شجرة حوابة فتنبت هناك كل النباتات على اختلاف أنواعها«. ومن الواضح أن هذه الشجرة هي ذات »شجرة الطوبى« وهي مثل بكشجتي شجرة الهنود.
                              ولم ترد هذه الأشياء فقط في كتب الهنود والزردشتية، بل وردت أيضاً في بعض الكتب الكاذبة التي كانت متداولة عند أصحاب البدع والضلالات من المسيحيين في الأزمنة القديمة، ولا سيما كتاب »عهد إبرهيم« الذي تقدم ذكره وفي كتاب آخر يسمى »رؤيا بولس«. فورد في كتاب »عهد إبراهيم« أن إبراهيم عرج بإرشاد أحد رؤساء الملائكة إلى السماء وشاهد كل ما فيها. وورد في كتاب »رؤيا بولس« أن بولس الرسول عرج كذلك، ولم نذكره اكتفاءً بما تقدم. وإنما نورد عبارة من »عهد إبراهيم« وهي »ونزل رئيس الملائكة ميخائيل وأخذ إبراهيم في عربة كروبية ورفعه في أثير السماء وأتى به وبستّين ملاكاً من الملائكة على السحاب، فساح إبراهيم على كل المسكونة في مركب« (»عهد إبراهيم« صورة 1 فصل 10).
                              فهذا هو أصل فكرة »البراق« الذي ذُكر في الأحاديث الإسلامية. ولعل اشتقاق البراق من كلمة عبرية تسمى »باراق« ومعناها البرق. ويوجد ما يشبه ذلك في الكتاب الكاذب »كتاب أخنوخ« (فصل 14) فقد ورد فيه كلام على تلك الشجرة السماوية والأربعة الأنهر. وقال اليهود عن شجرة الحياة التي كانت في جنة عدن إن مسافة ارتفاعها 500 سنة (ترجوم يوناثان) ورووا أيضاً روايات أخرى عجيبة عنها. وبما أن المسلمين توهموا أن جنة عدن التي خُلق فيها آدم هي في السماء، وجب أن نبحث عن منشأ هذا الخطأ والوهم، فنقول إن مصدره الكتب الموضوعة ولا سيما »رؤيا بولس« (فصل 45). ولا نعرف إذا كان أصحاب البدع الذين اختلقوا هذه الكتب قد اتخذوا هذه الأشياء وغيرها من كتب الزردشتية والهنود أم لا. إلا أنه من المؤكد أن هذه القصص كاذبة ولا يصدقها عاقل، ولم يقبلها أحد من المسيحيين، سواء كان في الأزمنة القديمة أو الحديثة، بل نبذها الجميع، ولم يعتقد أحد منهم بأنها كُتبت بوحي وإلهام، بل أنها كُتبت لفئة صغيرة من الجهلة أصحاب البدع والضلالات، ولا توجد الآن إلا في مكتبات قليلة على سبيل الفكاهات، ولتبرهن على جهل وحماقة الفرق المبتدعة التي قبلت بعضها بدون برهان على صحتها. بل بالعكس، قبلتها رغم توفُّر الأدلة على بطلانها.
                              وإذا سأل سائل: إذا كانت خرافات معراج أرتاويراف وزردشت وإبراهيم وأرجنة هي بلا أصل ولا أساس في الواقع، وأن الواجب أن نرفضها، ألا يجب أيضاً عدم تصديق أن أخنوخ وإيليا والمسيح صعدوا إلى السموات؟
                              قلنا: لا يصعب على الذكي الرد على ذلك، فمن البديهي أنه لا يمكن وجود نقود زائفة ما لم توجد نقود صحيحة حقيقية متقدمة في الوجود عليها، فإن النقود الزائفة عُملت على منوال النقود الصحيحة لغش الجاهل. ولا يجوز لعاقل أن يرفض التعامل بجميع النقود لوجود نقود زائفة في بعض الأحيان. بل نقول إن وجود النقود الزائفة تدل دلالة واضحة على وجود نقود صحيحة. فكذلك يصدق القول على المعجزات، لأنه لولا وجود معجزات صحيحة ما ادَّعى أحدٌ بمعجزات كاذبة. ولو لم يوجد دين حقيقي صحيح ما وُجدت الأديان الكاذبة، ولو لم يشتهر صعود رجال بالحقيقة إلى السماء ما رأينا هذه الخرافات المختلفة بلغات شتى بين عقائد عديدة. والحكيم هو الذي يفحص النقود التي تُعرض عليه قبل قبولها، لأن الفحص يُظهر أن بينها فرقاً كبيراً. وهذا هو سبب اعتقاد المسيحيين اعتقاداً جازماً بصحة ما ورد في الكتب المقدسة من القصص عن صعود أخنوخ وإيليا والمسيح، ورفضهم القصص الأخرى التي ذكرناها. والفرق بين الصدق والكذب ظاهر كالصبح إذا طالعنا ما ورد في الكتاب المقدس عن صعود أخنوخ وإيليا والمسيح، وقارنا بين القصص البسيطة التي لها رنة النقود الحقيقية الصحيحة وبين القصص الكذابة التي تقدم ذكرها.
                              أما من جهة أخنوخ فقد ورد في سفر التكوين 5: 24 »وسار أخنوخ مع الله ولم يوجد لأن الله أخذه«. وأما عن إيليا فورد في 2ملوك 2: 11 و12 »وفيما هما (أي أليشع وإيليا) يسيران ويتكلمان إذا مركبة من نار وخيل من نار ففصلت بينهما، فصعد إيليا في العاصفة إلى السماء. وكان أليشع يرى وهو يصرخ: يا أبي يا أبي، يا مركبة إسرائيل وفرسانها. ولم يره بعد«. أما صعود المسيح فذُكر في أعمال الرسل 1: 9-11 »ولما قال هذا (أي المسيح) ارتفع وهم ينظرون، وأخذته سحابة عن أعينهم. وفيما كانوا يشخصون إلى السماء وهو منطلق إذا رجلان قد وقفا بهم بلباس بيض وقالا: أيها الرجال الجليليون ما بالكم واقفين تنظرون إلى السماء؟ إن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقاً إلى السماء«. فهذه القصص الحقيقية سلمها لنا الذين شاهدوها بأعينهم، وهي منزهة عن الحكايات المطولة الوهمية الخرافية عما في السموات. ولا شك أن القصص الكاذبة تختلف اختلافاً بيناً عن القصص الحقيقية بحيث يسهل التمييز بين تواريخ الحوادث الواقعية الحقيقية وبين الحكايات الملفقة المختلفة التي يخترعها الناس لإرضاء الناس الذين يعجبون بمعرفة المجهولات التي سترها الله عن البشر.
                              قال الرسول بولس: »أعرف إنساناً في المسيح قبل أربع عشرة سنة، أفي الجسد؟ لست أعلم، أم خارج الجسد؟ لست أعلم. الله يعلم. اختُطف هذا إلى السماء الثالثة.. وسمع كلمات لا يُنطق بها، ولا يسوغ لإنسان أن يتكلم بها« (2كورنثوس 12: 2-4). وقد ورد في كتاب »رؤيا بولس« نبأ مطول عما رآه بولس وسمعه هناك. ومن هذا يظهر الفرق بين الحق والكذب. فالفرق بين الأناجيل الموضوعة والأناجيل الصادقة ظاهر للقارئ، كالفرق الموجود بين كتاب »ألف ليلة وليلة« و»كتاب الواقدي«. فأحدهما يشتمل على خرافات فارغة، والآخر يشتمل على حوادث حقيقية حصلت فعلاً. وإذا سأل سائل: ما هو أصل الخرافات الواردة عن شجرة الطوبى أو سدرة المنتهي أو الأربعة الأنهار السماوية؟ قلنا: نشأت هذه الخرافات من القصة البسيطة الصحيحة الواردة في التكوين 2: 8-17، فإنه لما كان الجهلة السذج الميالون إلى تصديق الخرافات لا يعرفون أن جنة عدن كانت بقرب بابل وبغداد، حوَّلوا بأوهامهم الجامحة وتصوراتهم الشاردة حق الله إلى أكاذيب بزياداتهم ومبالغاتهم، وغيَّروا الوقائع التاريخية والجغرافية إلى خرافات لا أصل لها.
                              و بِالطَبع السَيد "شاهِد ما شَفش حاجَة " لَم يُعَلِق على ما كُتِب أعلاه و نَقضل - و لا أعلَم هل هذا لِفراغ جُعبَتِه مِن الردود على ما كَتَبَه في صَدر مَوضوعَه الأصلي - و راح مُتناسياً أصل المَوضوع و بِدون تَغير في حَرف مِن مواقِع نَصرانيَة تَحتَرِف الهجوم على الإسلام ,بِلا أدِلَة فلا هُم زادونا بما تنامى لَهُم مِن مَصادِر عَن هَذا الكِتاب أو أصول ما قاموا بِتَرجَمَتِه و كاعادَة قاموا بِكتابَة مَعلومات و إستَرسلوا في كَلام و تواريخ غَير مَوثوفَة و رُبما غَير مَعلومَة أصلاً

                              و بِدايَة نتسأل هَل كان زرداشت نبياً في ضَوء قولِه تعالى
                              {وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً }
                              التَفسير المُيَسَر:
                              أرسلنا رسلا قد قصصناهم عليك في القرآن من قبل هذه الآية, ورسلا لم نقصصهم عليك لحكمة أردناها. وكلم الله موسى تكليمًا؛ تشريفًا له بهذه الصفة. وفي هذه الآية الكريمة, إثبات صفة الكلام لله -تعالى- كما يليق بجلاله, وأنه سبحانه كلم نبيه موسى -عليه السلام- حقيقة بلا وساطة.
                              و للإفادَة يُرجى مُراجَعَة هَذا الرابِط:
                              https://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=8154

                              و لِنأتي إلى ما سُطِر و غَير مَوثوق هل يواِفق الأسراء و المِعراج لنبينا صلوات رَبي و سلامُه عَليه في نِقاط:

                              1- من تَقول عَنه " أرتاويراف" تَم إتِخابُه لَيصعَد إلى السماء و يأتي لَهُم بِخَبرها , و هَذا لَم يَحدُث مَع النبي صلى الله عَليه و سَلم , فالإسراء بالنَبي كان بُناء على مُنطَلَق مُختَلِف تَماماً و في ظُروف مُغايرَة لأرتاويراف , فَأهل مَكَة لَم يَكونوا مؤمنين بَرسالَة يُريدون تَجديدُها و لَم يَختاروا النبي صلى الله عَليه و سَلم لِلقيام بِتِلك المُهِمَة , ثُم أن النبي تَم الذِهاب بشه إلى القُدس أولاً و مِن ثُم عُرج بِه

                              2- أرتاويراف عُرِج بِه رَوحاً و لَم يَكُن بِالجِسَد , أما النَبي صلى الله عَليه و سَلَم فَقد عُرِج بشه بِالروج و الجَسَد

                              3- مَن أصل القِصَة و مَصادِرها يتبادَر إلى الذِهن سؤال مُهِم
                              هل حقا هذه القصة كتبت قبل الإسلام بأربع قرون ؟
                              هل يوجد تشابه بين هذه القصةوحادث معراج النبي محمد عليه الصلاة والسلام ؟

                              تعالوا لنرى :-
                              القصة كماترجمها د- فريدان فاهمان في كتاب
                              (Arda Wiraz Namag by Fereydun Vahman)
                              تحكي فترة انهيار الديانة المازيدية فاجتمعت الكهنةواجروا قرعة لاختيار رجل يرسلونه للمملكة الروحية فيأتي لهم بالحل المنقذ . ووقعتالقرعة على البطل الذي اسمه في حكاية (ويراذ ) وفي حكاية أخرى ( أدربادي ).
                              ثميسقونه خمرا ويعطوه مادة مخدرة اسمها ( هوما ) فيغط في نوم عميق
                              وبعد سبعة أياميستيقظ ليحكي لهم ما رآه في المملكة الروحية .
                              ما يراه المبشرون متشابها مع قصةالمعراج هو الآتي :-

                              - البطل كان يمشي على جسر اسمه ( شين واد ) وهو طريق آمنكان ينتقل عليه مع الآلهة ليرى الجنة وفيها الأرواح الطيبة أو الجحيم وفيها الأرواحالشريرة . قال المبشرون أن النبي محمد اقتبس فكرة الصراط من الشين واد .

                              - قالوا أيضا أن ( ويراذ ) رأى نساء معلقة من أرجلها وتفقأ أعينها بمسامير وتمشطصدورها بأمشاط حديدية وهذا مشابه للقصة الإسلامية حسب قولهم !

                              تعالوا الآنلنرى ما هو التاريخ الحقيقي لهذه القصة :-

                              تقول encyclopedia Iranica الموسوعةالإيرانية :-

                              The Arda@ W^ra@z-na@mag, like many of the Zoroastrian works, underwent successive redactions. It assumed its definitive form in the 9th-10th centuries A.D., as may be seen in the text's frequent Persianisms, usages known to be characteristic of early Persian literature (e.g., generalized use of the durative particle hame@). This book has become comparatively well known to the Iranian public, thanks to its numerous versions in modern Persian (often versified and with illustrations). It was early made available in Western languages by M. Haug and E. W. West (The Book of Arda Viraf, Bombay and London, 1872 [repr. Amsterdam, 1971]; Glossary and Index of the Pahlavi Text of the Book of Arda Viraf; Bombay and London, 1874) and by M. A. Barthe lemy (Artâ Vîrâf Nâmak ou Livre d'Ardâ Vîrâf; Paris, 1887). A recent edition and translation is by Ph. Gignoux (Le livre d'Arda@ Vira@z, Paris, 1984). Inevitably this work has been compared with Dante's Divine Comedy (see the bibliography). Some influences, transmitted through Islam, may have been exerted on the latter, but these remain to be fully demonstrated.

                              http://www.iranica.com/newsite/index.isc

                              ( اردا ويراذ ناماك مثل باقي الأدب الزاردشتي مرت بتنقيحات كثيرة والصورة الأخيرة لهاالتي بين أيدينا الآن كتبت بين القرن التاسع والعاشر الميلادي )

                              مترجم القصة للانجليزية السيد فاهمان يقول في كتابه السابق ذكره :-

                              [glow=#ff0000]( مقدمة القصة ترجح زمنبعد الفتح الإسلامي لفارس .إنها تبدو انتاج أدبي فيما بين القرنين التاسع والعاشرالميلادي . التحليل اللغوي للقصة يؤيد هذا الرأي ) .[/glow]

                              إذن الثابت أن النص الحالي للقصة الذي يرى الجميع أن التقليد الإسلامي اقتبسه كتب بعد الإسلام بحوال يمائتي عام .

                              ولكن ماذا كان يقول النص الأصلي للقصة قبل أن تتعرض للتغييرأكثر من مرة
                              ومتي خرجت القصة للوجود لاول مرة ؟

                              لا أحد يعرف تحديدا . وإن كان السيد( فاهمان ) يستنتج من المقدمة أنه ربما بدأت الصياغة الأولى لهذه القصة وقت انهيار الإمبراطورية الفارسية على أيدي المسلمين .
                              وعلى هذا فتأثرالقصة الفارسية بالاسلام في بعض تفاصيلها هو الرأي الصحيح وليس العكس .

                              بقيأن أقول انه هناك ثلاث مخطوطات للقصة موجودة بين كوبنهجن وميونخ جميعهم تاريخه بعدالقرن الرابع عشر الميلادي .
                              كما هو واضح لنا فالقصة الفارسية هي فولكلور شعب يتعرض للتغيير في محتواه بمرور الزمن كعادة هذا النوع من الفنون والراجح أن القصة تأثرت بحادث معراج رسولنا الكريم في بعض تفاصيلها تماما مثل الكوميديا الالهية لدانتي التي تعتبر إقتباسا لقصة المعراج ( رغم أن هذا القول يغضب أصدقاءناالإيطاليين ) .

                              اختم بقول السيدة ماري بويس ( باحثة أدب شرقي ) التي تقول فيكتابها :-

                              Boyce, Mary. ed. Textual Sources for the Study of Zoroastrianism, 1984

                              ( لقد ظل سائدا أن قصة ( آردا ويراذ ناماك ) أثرت فيقصة المعراج الإسلامية حتى تبين أن الصورة الأخيرة للقصة الفارسية حديثة العهدبالنسبة للإسلام ) .

                              وهنا نندهش من الانسياق الالحادي وراء الوهم التنصيريفي نقد الاسلام .
                              كيف يرضى من يزعم أنه تابع للمدرسة العقلية أن يكون تابع المدرسة مشهورة بالتدليس .

                              هذا يجرنا لمقالة أخونا وصية المهدي ( اللادينية العربية .. بوابة خلفية للتنصير ) .
                              قليل من العقل لن يضر أحدا يا أصدقاؤناالملاحدة
                              http://www.sbeelalislam.net/index.php?option=com_content&task=view&id=2222&Ite mid=30

                              و سأترُك ما قُلتَه عَن العُملات الزائِفَة و العُملات الحَقيقيَة لِلقارئ لِيقرأها مَليا و يَتَعَرَف بِنَفسِه على ماهيَة الكاتِب و إعترافُه الضِمني بأن ما قالَه غضير مَوثوق بأدِلَة إنما هو مَحض إفتراءات لَحِقَت الإسلام و لَم تَسبِقَه

                              و الآن لِنأتي لِما يُسمى إقتباسات فِعلية و موثَقَة و كَثيرَة سواء مِن اليونانيَة القَديمَة أو الفَرعونيَة أو عِبادَة الشَمس و التي كان يعتنِقها راعي المَسيحيَة الأول و مُخرِجها قُسطنطين إلا أنني سأكتَفي فَقط بالتشابُهات مَع الديانَة الفارسيَة القَديمَة مَحل مَوضوعَك و سأزيلُها بِمقال رائِع جِداً للأستاذَة الدكتورة زينب عَبد العزيز تناولَت فيه عيد الميلاد عِند المَسيحين و أصلِه التاريخي:

                              [frame="1 80"]
                              عِبادة مِثرا:
                              يُعتَبر الاله مثرا مِن أشهر آلِهَة الفُرس و كان في أول الأمر آلها آريا و كان يُمَثِل أحد آلِهَة النور عِندهُم ثُم انتقل مَع القبائِل الآرية الى بِلاد الفُرس و بِِلاد الهِِند و يُعَد مِن الآلِهَة التي انتشرت قَديما بين الآريين , و اكتسبت عبادة ميثرا أولوية في بِلاد فارس على بَقية الالهة , و شاعت عبادته قَبل ظُهور زرادشت نَفسه و ظَل تَقديسه شائعا بين الفارسيين حتى بَعد ظُهور زرادشت و قد ورَد في بَعض أسفار الابستاق " و هو كِتاب الزرادشية المُقدس "
                              أن ميثرا يوصَف بأنه الحارس لِلمراعي و اليَقِظ الذي لا ينام و بأنه المُنعم المُتَفَضِل الذي يهب المَراعي لِمن يشاء بِمَحض ارادته و لا يؤذي مِن يَقوم على فِلاحة الارض و استغلالها و بأنه الاله القادِر الذي لا يُخدَع أبدا
                              و لَقد ظَلِت عِبادة مثرا قائمَة الى جانب "أهورمازدا"
                              و الاله مثرا كان يُعبَد على أساس أنه رَب الشَمس و اله النور الذي يَتَمَثل فيه الحَق و تَغمره الفَضيلَة التي هي ضد الظلام و أنه هو الوسيط بين الاله الأعلى للكون و الانسان الضال و لِهذا جاء مثرا ليهديهم سواء السبيل
                              و كان مثرا في نَظر عُباده بَطلا مُخلصَا صُوِرَ على الكهوف كَشاب قوي في زِي شَرقي و هو يَنحر ثورا قويا بِكُل هدوء كَذَلِك لَم يكُن مِيثرا صاحِب النِعَم على البَشَر فَحَسب بَل أيضا شَفيعا لَهم يوم القيامة أمام رَب النور الأكبر أهورمازدا و كان مثرا أيضا في نَظَر عُبادِه هو الذي يَنظُر في الأرواح و يُحاسِبها على ما قَدمت و أخرت و كان دائما في صَف البَشر و مُحبا لَهم
                              و مُعتَنِقو هذه الديانة يَقومون بِطقوس أهمها أن يَمر الشَخص بِسَبع درجات و لِكُل دَرَجَة لِبس خاص بِها الى أن يَصِل الى لِباس الجُندية و هو المرحلة الأخيرة و يَصل بعدها الى برج الشَمس فانه يُسمى شَريكا و عِندما يَصِل الى النهاية يَدخُل في عهد السرية التامة
                              الى جانب طقس أخر هو المَعمودية لإزالة ثِقل الخَطيئة و التَطهير مِن الشَر و بَعد المَعمودية يولَد الانسان ولادة ثانية
                              و هُناك مائِدَة مثرا و هي مائدة مُقَدَسَة يأكل مِنها مَع الاله ليُشتََرِك مَعه في موته و قيامته
                              و واضِح جدا التشابُه الصارِخ بينها و بين الطُقوس المَسيحية و تتطابق معها الى حد كبير
                              و قَد اعترف بِهذا التشابه أحد أساتِذَة عِلم اللاهوت المَسيحي د/فهيم عزيز فقال بَعد أن ذكر ديانة مثرا في كتابه "المدخل الى العهد الجديد":هذه هي ديانة مثرا و فيها نَجِد التشابه الكبير بينها و بين المسيحية في الطقوس , المعمودية ,و الولادة الثانية و الأكل مَع الاله و القيامة مَع الاله"
                              ثُم نَجده بَعد ذَلِك يحاول تبرير هذا التشابه بَقوله "و لَكن ماذا يميز المَسيحية عن المثرائية"؟
                              إن الفرق العَظيم الذي يكون فجوة لا تعبر بين الاثنين هو أن المَسيحية ديانة نََبَتَت على حََقيقَة تاريخية مَلموسة و مَركزها هو شَخص عاش في التاريخ مات و قام عَرفوه و رأوه و لَمسوه و شَهدوا لَه بِحياتِهم , أما ديانة ميثرا و غيرها فهي ديانة طقسية بُنيت على أساطير لا أساس تاريخي لها هي مِن خيال الانسان الذي يُريد الخلاص
                              و بالطبع ظاهر جدا عدم الاقناع بِهذا التبرير , فها يعقل أن يأتي دين من عِند الله بِما يُطابِق خيال و أساطير الانسان الذي اخترع بَعض القصص و الأساطير التي تتناسب و عقيدة الخلاص ؟ و هل يُعقل أن يأتي الإنسان غير المَعصوم بأساطير يَظهر مِنها الطقوس المُحكمة التي يريدُها الله مِنا؟ هَل يُعقَل هذا التطابق الأسطوري لِلطقوس و ما يَترتب عليها مِن نتائج و آثار ؟
                              إن التشابه بين الديانتين بَلغ دَرَجَة كَبيرة بينهما فَليس تَشابها ظاهريا و لا شكليا و إنما هو تَطابق في الطقوس و طَريقة القيام بِها و ما يَتَرَتب عليها مِن اعتقادات و عِبادات
                              هذا الى جانب أن ما يُريد أن يُثبته الباحِث المَسيحي مِن أن المَسيح قَد مات و قام و بثه لِهذه المقولة على أنها حقيقة تاريخية
                              أما نَحن فنتسأل عَمن قال ذَلِك ؟
                              انها لََيست حَقيقة و ليست تاريخية فَالنصوص التي ساقها المَسيحيون للدلالة على هذا مُتناقِضة و مُتضارِبة بِحيث لا يُمكن أن تَثبُت مِنها عَقيدة
                              و رجوعا الى موضوعنا , لَقد لاقت هذه الديانة"ميثرا" رواجا كَبيرا بين الرومانين و خاصة الجُنود العَسكريين حَيث أغرَموا بِها و بِِطقوسها و أسرارها و قاموا بِِنقلها إلى جَميع أنحاء العالم
                              و قَد مَهدت سياسة الاسكندر الأكبر بِِصفة عامة الى عَديد مِن الاتصالات بَين الشُعوب بَعضها البَعض و أخذت تِجارة الشَرق الأقصى تََشق طَريقها نََحو مَنطِقَة البَحر المُتوسط و بدأت عِبادة مثرا تَتَجه نََحو الاناضول و ايطاليا
                              هذا و قد اتخذت "ديانة ميثرا"آسيا الصُغرى مَركزا لإنطلاقها و إنتشارها في الامبراطورية الرومانية فَامتدت عِبادتِه الى سَواحل البََحر المُتوسط و إلى طَرسوس –المَدينة التي وُلِد فيها بولِس-حَيث انتشرت في أنحاء الامبراطورية الرومانية
                              و ساعد على انتشارها اعتِناق الجُنود الرومان لَها فَالجنود الرومان الذين أرسلوا الى كيليكيا (في جنوب آسيا الصُغرى)اعتنقوا المِثرائية و ذََلِك لأن ما فيها مِن دَعوة الى الحَرب و الكِفاح استهواهُم استهواءاً عَظيماً
                              ثُم كان التُجار السُوريون و العَبيد المَشارقة هُم الذين نَشروا عِِبادة ميثرا الاله الفارسي
                              و بدأت هذه الديانة تَنتشر شَيئا فشيئا حتى انتَشرت في جَميع انحاء الامبراطورية الرومانية و أضحَت أروج العقائد و رأى بَعض الباحثين استناداً الى بَعض الشواهِد أنه كان مِن المُمكن أن تُصبح عقيدة ميثرا بِمُضي الزَمن الدين الرَسمي لِلرومان

                              [/frame]

                              مَقال الدكتورَة زَينب عَبد العَزيز الرائِع:

                              [frame="7 80"]
                              يمثل عيد ميلاد " ربنا يسوع " نموذج واضح المعالم متكامل الأركان ، من حيث أنه يجمع مختلف وسائل التحريف والتزوير والإستحواذ على العقائد السابقة .. مما يوضح كيفية قيام المؤسسة الكنسية بنسج عقائد المسيحية الحالية، التى لا يعرف عنها يسوع شيئا، وتبعد كل البعد عن الرسالة التى أتى بها كأحد أنبياء الله المرسلين، كما نطالعه فى الأناجيل، إذ يقول عيسى عليه الصلاة والسلام : " أنا إنسان قد كلمكم بالحق الذى سمعه من الله " (يوحنا 8 : 40)، وكما يقول معاصروه : " يسوع الناصرى الذى كان إنساناً نبياً مقتدراً فى الفعل والقول أمام الله وجميع الشعب" (لوقا 24 : 19).

                              وتتناقض الأناجيل فى مختلف مكونات عيد الميلاد من حيث المكان والسنة واليوم . ونبدأ بتحديد مكان مولده : فى بيت لحم بمنطقة اليهودية جنوباً أو فى الناصرة بمنطقة الجليل شمالا ، إذ يقول متّى : " ولما وُلد يسوع فى بيت لحم اليهودية فى أيام هيرودس.." (2 : 1)، أما لوقا فيقول : " فصعد يوسف أيضا من الجليل من مدينة الناصرة إلى اليهودية إلى مدينة داود التى تدعى بيت لحم لكونه من بيت داود وعشيرته" (2: 4) ، أى أنه إنتقل من الناصرة حيث وُلد إلى بيت لحم حيث يتم التعداد .. والمفروض ان يقول الكاتب الذى من الواضح أنه يجهل جغرافية بلده : أن يوسف "نزل" وليس "صعد" ، فبيت لحم تقع جنوبا فى منطقة اليهودية !.. بينما يقول مرقس : "وفى تلك الأيام جاء يسوع من ناصرة الجليل وإعتمد من يوحنا فى الأردن" (1 : 9). وهنا لا بد من أن يتساءل القارىء : هل يمكن "لإله" أن يكون بحاجة إلى التعميد ؟ ومِن مَن ؟ من الذى يقول عن نفسه أنه ليس أهلا ان ينحنى ويحل سيور حذائه ؟! (مرقس 1 : 7) .. وبالمناسبة : لم تكن هناك أيام يسوع "أحذية" وإنما كانت نعال تربط بالسيور..

                              كما يقول متّى أن يسوع وُلد قبل موت هيرودس الكبير ، وهيرودس الكبير مات سنة 4 ق. م. (راجع متّى 2 : 1-20) .. وجاء فى إنجيل لوقا أن يسوع قام بالدعوة فى عام 15 من حكم القيصر تيبريوس وكان فى الثلاثين من عمره ، وتيبريوس حكم سنة 765 من تأسيس مدينة روما، أى ما معناه أن يسوع وُلد سنة 749 من تأسيس مدينة روما، أى أنه وُلد سنة 4 ق. م.

                              ولو أوجزنا تواريخ سنة ومكان ميلاد يسوع نرى أنه من الجليل وطنه (متّى 2 : 23؛ 13 : 54-55) ومن اليهودية وطنه (يوحنا 4 : 43-44) ؛ وولد أيام هيرود الملك (متّى 2 : 1) حوالى عام 6 ق. م. ، و ولد حينما كان كيرنيوس واليا على سوريا (لوقا 2 : 1-7) حوالى عام 7 ميلادية أى بعد أحد عشر عاما ! أو بقول آخر : يسوع وفقا لإنجيل متّى كان فى الحادية عشر حينما وُلد يسوع وفقا لإنجيل لوقا فى نفس الظروف والملابسات..

                              والإنجيل وفقا للوقا وحده هو الذى يصف مولد يسوع بشىء من التفصيل، أما الإنجيل وفقا لمتّى فيشير إليه بأن كتب شجرة عائلة يسوع، بينما كل من مرقس ويوحنا فيهملان بداية نشأته. وهنا تجب الإشارة إلى أن كتابة شجرة عائلة لـ "ربنا يسوع" ، كما جعلته المؤسسة الكنسية، يتنافى مع فكرة ربوبيته ..

                              لذلك " أوضح البحث التحليلى والتاريخى أنه يجب إعتبار مولد يسوع فى بلدة بيت لحم كعنصر من عناصر قصة كونتها المسيحية الأولى من الناحية الأدبية "، على حد قول كلاوس بايبرشتاين (K. Biberstein) فى كتابه "الأزمنة الأولى للكنيسة" (2002). ولذلك أيضا يقول القس السابق إرنست رينان (E. Renan)فى كتابه عن "حياة يسوع" (1863): " أن يسوع وُلد فى الناصرة، وهى بلدة صغيرة بالجليل، ولم يكن لها أى شهرة من قبله، وطوال حياته عُرف يسوع بالناصرى ، ولم يفلحوا فى جعله يولد فى بيت لحم إلا بالتحايل المحرج"، والإحراج هنا ناجم عن ان يسوع لا يمكن أن يولد فى وقت واحد أيام هيرود وأيام إحصاء التعداد والفرق بين الحدثين أحد عشر عاما ، ولا يمكن ان يولد فى بلدة لم تكن موجودة فى عهده ، فما تقوله الوثائق وكتب التاريخ أن الصليبيين هم الذين بنوها !..

                              ويقول شارل جينيوبير (Ch. Guignebert) : "رغم تكرار فكرة أن يسوع من الناصرة، فى عشرات الآيات، فما من نص قديم، سواء أكان وثنيا أو يهوديا، يذكر مدينة الناصرة (راجع : "يسوع" صفحة79)... ثم يتناول تفسير ما نلخصه بأن هناك عملية تحريف وتلاعب بين كلمة النذير (Nazoréen) ، أى الذى نذره أهله او نذر نفسه للسلك الكهنوتى، وهى الموجودة فى النصوص القديمة، وبين كلمة "الناصرى" (Nazaréen) ، نسبةً إلى مدينة الناصرة التى تم إختيارها ، إذ كيف يمكن لإله أن يُنذر نفسه لسلك الكهنوت ؟!.



                              أما عن يوم ميلاد يسوع فما من نص مسيحى واحد يحدده ، وما يُفهم من الأناجيل أنه وُلد فى بداية فصل الخريف أو الربيع مجازا، حيث أن الرعاة كانوا يباتون فى العراء "يحرسون حراسات الليل على رعيّتهم" (لوقا 2 : 8) ، وليس فى ديسمبر تحديداً نظرا لإستحالة ذلك فى جو قارس البرودة أو الثلوج المتساقطة .. كما أن عيد الميلاد المحدد بيوم 25 ديسمير لم يكن من الأعياد المسيحية الأولى ولا يرد إسمه فى قوائم الأعياد التى نشرها كل من إيرينى أو ترتوليان (راجع موسوعه أونيفرساليس الفرنسية Universalis والموسوعة الكاثوليكية الأمريكية). ونطالع فى الموسوعة الفرنسية تحديدا : " أن عيد الميلاد لا يمثل عيد مولد يسوع بمعنى الكلمة لأن تاريخ مولده مجهول" (ط 1968 ج19 صفحة 1360) ..

                              وتؤكد مارتين برّو (M. Perrot) الباحثة بمعهد البحوث القومى فى باريس فى كتاب حول "أصول عيد الميلاد" (2000) : "أن الكنيسة قد أقامت عيد الميلاد على إحتفال وثنى وفى مكانه، واستعانت بكثير من التفاصيل الوثنية كالشجرة، و الكعكة على شكل حطبة، ونبات الدبق، والهداية ، إلخ "... أى أن المؤسسة الكنسية استحوذت على عيد وثنى وقامت بتنصيره لترسيخ عقائدها بين الشعوب التى تقوم بتنصيرها!.

                              وقد تم تحديد تاريخ 25 ديسمبر لعيد ميلاد يسوع فى منتصف القرن الرابع. وقبل ربطه بذلك اليوم ، فكروا فى تثبيته فى عدة تواريخ منها 6 يناير الذى كان يرمز لعيد تعميده بينما كان يوم أول يناير يرمز لعيد ختانه الذى ألغته الكنيسة لتضع مكانه عيد "القديسة مريم أم الله " !. لكنهم استقروا على يوم 25 لأنه كان يمثل الإحتفال بعيد الشمس التى لا تقهر (Sol Invectus)، وعيد الميلاد الخاص بالإله ميثرا الشديد الإنتشار آنذاك بين الشعب والجيش الرومانى خاصة بعد أن قام الإمبراطور أورليان (270-275) بإعلانه "الإله الحامى الأساسى للإمبراطورية" وجعل من 25 ديسمبر، صبيحة مدار الشتاء، عيدا رسميا.

                              وكان الإمبراطور قسطنطين الأول، الذى سمح للمسيحيين بممارسة عقيدتهم، من أتباع هذا الإله وله أيقونات وعملات تمثله مؤلها ورأسه محاط بآشعة الشمس، إذ لم يتم تعميده وفقا للعقيدة المسيحية إلا وهو على فراش الموت وعلى مذهب الأريوسية الرافض لتأليه يسوع.

                              وبناء على توصيات القديس أغسطين، كان على الذين تم تنصيرهم حديثا، فى الإمبراطورية الرومانية، ألا يعبدوا الشمس فى ذلك اليوم وإنما "ربنا يسوع" . وبذلك تم فرضه حتى يسهل على الذين تم تنصيرهم حديثا أن يحتفلوا به بعد أن أدخله البابا ليبريوس سنة 354 م فى روما، وهو الذى حدد الإحتفالات الأولى لإمتصاص الإحتفالات الوثنية.

                              وتعد هذه المعلومة من الحقائق الأبجدية المسلّم بها فى الغرب ، فعندما سألوا البابا السابق يوحنا بولس الثانى، يوم 22 ديسمبر1993 ، عن رأيه فى هذا الخلط والإستحواذ التاريخى ، أقره قائلا: " أيام الوثنيين القدامى كانوا يحتفلون بعيد الشمس التى لا تقهر، والطبيعى بالنسبة للمسيحيين أن يستبدلوا هذا العيد لإقامة عيد الشمس الوحيدة الحقيقية وهى: يسوع المسيح" !. ومثل هذه "الحقائق" والآلاف غيرها هى التى كانت قد جعلت البابا بيوس الثانى عشر يقول فى احد المؤتمرات التاريخية الدولية عام 1955 ما سبق وقاله من قبل : "بالنسبة للكاثوليك، ان مسألة وجود يسوع ترجع إلى الإيمان أكثر منها للعلم " !!

                              ومن الغريب ان نرى البابا بنديكت 16 يواصل عملية ترسيخ هذه الفريات .. ففى يوم 21 ديسمبر 2008 راح يؤكد فى خطابه الأسبوعى، من نافذته بالفاتيكان، ليربط مولد يسوع المسيح بمدار الشتاء وتوضيح اهمية معنى مولده فى الخامس والعشرين من ديسمبر!!.



                              وتتوالى المفاجآت عبر السنين لتتبلور فى معطيات تمس بالعقائد وكيفية نسجها، ومنها الخطأ الذى وقع فيه القس دنيس القصير (Denys le Petit) ، المتوفى عام 545، والذى عدّل التقويم الميلادى إبتداء من مولد يسوع، ولم يدرك انه بجعل ميلاد يسوع فى ديسمبر 753 من تأسيس روما يتناقض مع تواريخ هيرودس الأكبر المتوفى سنة 750 ، كما فاته إحتساب عام صفر بين التقويمين، فأول عام ميلادى يُحتسب عدداً من العام التالى لميلاد يسوع ! والطريف أن جميع المؤرخين والتقويميين فى الغرب يعرفون ذلك وما من أحد يجرؤ على المطالبة بالتعديل لعدم إضافة مزيد من الأدلة على عمليات التحريف ..

                              وفى عام 2001 صدر كتاب الباحثة أوديل ريكو (Odile Ricoux) الذى تقدمت به كرسالة دكتوراه فى جامعة فالنسيان، شمال فرنسا، تحت عنوان " يسوع وُلد فى شهر يوليو"! وقد اقامت الكاتبة بحثها على العديد من الدراسات التى سبقتها إعتماداً على ذلك التيار الجديد، لذى يربط علم الفلك بالعلوم الإنسانية، الدائرة خاصة فى جامعة ستراسبور بفرنسا. وقد إعتمدت على ضوء الشِّعْرَى اليمانية وعلى مكانتها فى الديانة المصرية القديمة وعلى كل ما انتقل منها إستحواذاً أو تحريفاً إلى العقائد المسيحية..

                              وفى 9/12/2008 نشرت جريدة "تلجراف" البريطانية موضوعا تحت عنوان : علماء الفلك يعلنون : "يسوع وُلد فى يونيو" ! ففى أبحاثهم الفلكية إستطاعوا إستعادة تكوين شكل السماء والنجوم يومياً نزولا لبضعة آلاف من السنين ، وببحثهم فى صور السماء منذ الفى عام وجدوا أن هناك نجم سطع فوق سماء بيت لحم فى 17/6 وليس فى 25/12 ، وان ذلك النجم الساطع كان إلتقاء واضح لكوكبى الزهراء والمشترى اللذين كانا قريبين من بعضهما فى يونيو سنة 2 ق م لدرجة يبدوان فيها نجما واحدا.

                              ويقول ديف رينيكى (Dave Reneke) عالم الفلك الأسترالى والمحاضر الأساسى فى مرصد ميناء ماكوارى : " لا نقول أن هذه هى النجمة الدالة على عيد الميلاد يقينا، لكنها أقوى تفسير علمى يمكن تقديمه" ثم أضاف قائلا : "ان شهر ديسمبر هو شهر إفتراضى تقبلناه جدلا لكنه لا يعنى انه يشير الى تاريخ الميلاد حقا " ..



                              وسواء أكانت الأبحاث تدور فى مجال علم مقارنة الأديان، أو ربط علم الفلك بالعلوم الإنسانية، أو الأبحاث الفلكية البحتة ، أو حتى إعادة النظر فى النصوص التى هُريت بحثا ، فإن كل الأبحاث العلمية الحديثة تشير إلى بطلان حدوث عيد الميلاد فى شهر ديسمبر وتؤكد أن يسوع وُلد فى الصيف ، وهو ما قاله القرآن الكريم منذ أكثر من الف وأربعمائة عام حين قال بوضوح :

                              " وهزّى إليك بجذع النخلة تساقط عليكِ رطبا جنيا "، (25/ مريم).

                              والمعروف أن الرطب والبلح والتمر بكافة أنواعه لا يوجد إلا فى فصل الصيف !. وصدق ربى ، رب العزة سبحانه عما يُشركون ..

                              [/frame]

                              و أنصَح بالإطلاع على هَذا الرابِط إن كُنت فاعِلا:
                              https://www.hurras.org/vb/showthread.php?p=134015


                              مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ. كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ

                              تعليق

                              مواضيع ذات صلة

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              ابتدأ بواسطة محمد,,, 3 أكت, 2024, 04:46 م
                              رد 1
                              38 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة الراجى رضا الله
                              ابتدأ بواسطة كريم العيني, 13 يول, 2024, 08:09 م
                              ردود 0
                              28 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة كريم العيني
                              بواسطة كريم العيني
                              ابتدأ بواسطة كريم العيني, 8 يول, 2024, 02:48 م
                              ردود 0
                              31 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة كريم العيني
                              بواسطة كريم العيني
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 14 يون, 2024, 12:51 ص
                              ردود 3
                              37 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 2 يون, 2024, 04:25 ص
                              ردود 0
                              57 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                              يعمل...