ألحان وأشجان
د. محمد العريفي
ماذا أقول وبماذا أبدأ..؟؟
نعم..ماذا أقول عن الغناء..صوت العصيان وعدو القرآن ومزمار الشيطان..
الذي يزمر به فيتبعه أولياؤه..
ماذا أقول عن الغناء ؟؟ وهو قرآن الشيطان ..والحجاب عن الرحمن..؟؟
فلو رأيتهم عند سماع الغناء ..وقد علت منهم الأصوات..وهاجت منهم الحركات..يتمايلون تمايل السكران..ويتكسرون تكسر النسوان..!!
وكم من قلوب هناك تمزق..وأموال في غير طاعة الله تنفق..؟؟!!
قضوا حياتهم لذة وطربا ..واتخذوا دينهم لعباً ولهوا..
ماذا أقول عن الغناء..وما أدمن عليه عبد إلا استوحش من القرآن والمساجد..وفر عن كل راكع وساجد..وغفل عن ذكر الرب المعبود..واستأنس بأصوات النصارى واليهود..وابتلي بالقلق والوساوس..وأحاط به الضيق والهواجس..
فسل ذا خبرة ينبــــيك عنه ... لتعلم كم خـبايا في الزوايا
وحـــذر إن شغفت به سهاماً ... مريشة بأهداب المــــــــنايا
ويصبح بعد أن قد كان حراً ... عفيف الفرج عبداَ للصــبايا .
ماذا أقول عن الغناء؟؟
وقد تغلب على بعض العقول وطغى..وزاد في الضلال وبغى..
بل لو سألت بعض الناس اليوم عن النبي صلى الله عليه وسلم..عن سنة من سننه..أو هدي من هديه..أو طريقة منامه..واستيقاظه وأكله..لقال لك : لا أدري..!!
وكيف له أن يدري؟؟ بل ومن أين يدري وهو يعكف على هذه الأغاني آناء الليل وأطراف النهار,,؟؟
فيدري عن المغنية فلانة..كيفية أكلها..ولون ثيابها..ومقاس حذائها..وعدد حفلاتها..وأسماء ملحنيها..
ويدري عن المغني فلان..عن سيارته..وعدد أشركته..وألحان أغنياته..وكأن أحدهم عالم جليل..أو مجاهد نبيل..
وما خلق الله العباد لأجل غناء وفساد..وإنما خلقهم ليعبدوه..ويحموا الدين وينصروه..ومن عاش عيش المؤمنين..ورفع راية الدين..لم يلتفت إلى شيء من ذلك ..نعم لم يلتفت إلى رقص راقص..ولم يستفزه عزف عازف..بل أدرك سر وجوده في الحياة..فعاش لأجله ومات..
وانظر إلى الذين يعيشون للإسلام..يحيون من أجله..ويموتون من أجله..ويسكبون دماءهم فداء له..
أقوام صالحون فطنا ..طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا ..
بذلوا لربهم حياتهم..وأنفقوا له أموالهم..وأذلوا بين يديه جباههم..وفارقوا لأجله أوطانهم..يأخذ ربهم من دماءهم..يغسل بها سيئاتهم..ويطيب حسناتهم..وإنك لتعجب وتعجبين..إذا علمت أن قول تعالى للمؤمنات : ( ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن..) معناه :
أن لا تضرب المرأة برجلها الأرض بقوة وهي لابسة خلاخل في قدميها..حتى لا يسمع الرجال صوت الخلاخل فيفتنون..
عجباً..إذا كان هذا حراماً ..فما بالك بمن تغني وتتمايل..وترفع صوتها بالضحكات..والهمسات..
كيف بمن تتكسر في صوتها..وتتميع في كلامها..تتأوه وتتغنج..فتثير الغرائز والشهوات..وتدعو إلى الفواحش والمنكرات..وهذا كله من إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا..وقد توعد الله من فعل ذلك بقوله :
( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون )
وهذا الوعيد في الذين يحبون أن تشيع الفاحشة ..فقط مجرد محبة ..لهم عذاب أليم ..فكيف بمن يعمل على إشاعتها..
تعليق