الانفتاق الكوني العظيم
القشة التي قصمت ظهر الملحدين
بقلم الأستاذ عبد الرحيم الشريف
تعبّد الله سبحانه وتعالى الناس بالتفكر في آياته " قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ " [يونس: 101]
بل خص الأمر بالنظر في كيفية بدء الخلق " أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ " [العنكبوت: 19]. فالقرآن الكريم لا يخشى ما يخشاه الدجالون المشعوذون كتبة الكُتُب بأيديهم زاعمين أنها من عند الله. فكرر الطلب مرة ثانية: " قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " [العنكبوت: 20].
فكان كل جيل من الأجيال.. وكل طائفة من طوائف علماء الناس يخاطَبون بذات الخطاب: الاستدلال من كتاب الله المنظور (وهو الكون)، على صحة ما في كَوْن الله المسطور (وهو القرآن الكريم).
بكل ثقة تحدى القرآن الكريم الكفار ..
هذا التحدي الذي لا يستطيع راعٍ في زمن الجهل ببدهيات علم الفلك، أن يتحدى به أكبر علماء الفلك .. زمن اختراع التلسكوبات العملاقة وقوانين الفيزياء ومركبات الفضاء... ـ كما قال أحد الإخوة في رسالة أرسلها متحدياً نصرانياً يزعم كذب القرآن ـ.
" أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ " [الإنبياء: 30].
ونتج عن هذا الفتق بعد الرتق توسع الكون " وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ " [الذريات: 47].
لقد شكلت الأدلة على صحة نظرية (الانفتاق الكوني) قاصمة للإلحاد الذي يزعم أزلية مادة الكون.
يقول (ستيفن هوكنج) العالم الفيزيائي المرموق (يدعى: نيوتن العصر الحديث): " لم تكن المادة هي وحدها التي خلقت أثناء الانفجار العظيم، بل إن الزمان والمكان أيضاً خلقا .. إن للمكان بداية، إذن: للزمان بداية ".[1]
ولا بد لهذا الانفجار من إله حكيم خبير كان قبل الكون، يقول هوكنج : " لو أن معدل التمدد بعد ثانية واحدة من الانفجار العظيم كان أقل ولو بجزء واحد من مائة ألف مليون مليون جزء لعاد الكون فتقوَّض قبل أن يصل إلى حجمه الحالي ".[2]
إذاً : المادة ليست أزلية بل حادثة.
بعد ظهور نظرية الانفتاق الكوني ضاق الملحدون بها ذرعاً [3]
بل حتى آينشتاين قال: " إن مسألة كون متمدد تقلقني ". وفي رسالة بعَثها إلى صديقه (دي ستر) قال له: " فكرة الكون الذي ينفجر تزعجني، لأن لازمها ان يكون للكون بداية ".[4]
ويقول (وتكر): " ليس من أساس لافتراض أن المادة والطاقة كانت موجودة ثم أثيرت فجأة.... بل الأبسط من هذا أن نفترض الخلق من العدم، والإرادة الإلهية هي التي تفعل ذلك ".[5]
إن فكرة حدوث شيء من غير محدِث هي فكرة متناقضة يستحيل التعبير عنها بعبارة مستقيمة، فالإحداث المسبب لذلك الحدث، لابد من محدِثٍ لها.
فالعدم هو نقيض الوجود، وكيف يوجِد المعدوم ؟!
والشيء القادم من العدم بدون محدِث، يكون كأنه مختفٍ داخل الفراغ ....
ولكن: كيف يختفي (شيء) في (فراغ) ؟!
إن نظرية الانفجار الكوني كانت ككابوس يقض مضاجع الملحدين..
يقول جون تيلر: " تقتضي نظرية الانفجار العظيم، أنه في وقت ما من الزمان الماضي، خلق الكون فجأة. ثم إنه تمدد بعد ذلك بطريقة يمكن استكشافها بالتفصيل، لكن قبل ذلك الوقت لم يكن هنالك وقت ولم يكن هنالك زمان. من الوسائل التي يمكن أن نتفادى بها المشكلات العظيمة التي يأتي بها هذا الانفجار العظيم، أن ندَّعي أنه لم يحدث قط ".[6]
هذا الشكل يوضح عملية توسع الكون منذ الانفجار العظيم وخلق الكون
سبحان الله ، يا له من قلق واضطراب يصاحب الملحد أينما حلَّ ....
ولا راحة إلا بالإيمان .. ولا أحلى من الإيمان بعد علم
فالعلم يدعو إلى الإيمان " وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ ءَامَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ " [الحج: 54].
بتصرف عن الفصل الرابع من كتاب: الفيزياء ووجود الخالق، أد. جعفر إدريس.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] انظر: الكون، بوزلو، ص46.
[2] انظر: تاريخ الزمان، هوكنج، ص1222
[3]انظر تفصيله في كتاب: الخالق والفلكيون، جاسترو، ص15 وما بعدها.
[4] المرجع السابق،ص29.
[5] المرجع السابق، ص122.
[6] عندما دقت الساعة صفراً، جون تيلر، ص103
المصدر
من هنا
[/URL]
القشة التي قصمت ظهر الملحدين
بقلم الأستاذ عبد الرحيم الشريف
تعبّد الله سبحانه وتعالى الناس بالتفكر في آياته " قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ " [يونس: 101]
بل خص الأمر بالنظر في كيفية بدء الخلق " أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ " [العنكبوت: 19]. فالقرآن الكريم لا يخشى ما يخشاه الدجالون المشعوذون كتبة الكُتُب بأيديهم زاعمين أنها من عند الله. فكرر الطلب مرة ثانية: " قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " [العنكبوت: 20].
فكان كل جيل من الأجيال.. وكل طائفة من طوائف علماء الناس يخاطَبون بذات الخطاب: الاستدلال من كتاب الله المنظور (وهو الكون)، على صحة ما في كَوْن الله المسطور (وهو القرآن الكريم).
بكل ثقة تحدى القرآن الكريم الكفار ..
هذا التحدي الذي لا يستطيع راعٍ في زمن الجهل ببدهيات علم الفلك، أن يتحدى به أكبر علماء الفلك .. زمن اختراع التلسكوبات العملاقة وقوانين الفيزياء ومركبات الفضاء... ـ كما قال أحد الإخوة في رسالة أرسلها متحدياً نصرانياً يزعم كذب القرآن ـ.
" أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ " [الإنبياء: 30].
ونتج عن هذا الفتق بعد الرتق توسع الكون " وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ " [الذريات: 47].
لقد شكلت الأدلة على صحة نظرية (الانفتاق الكوني) قاصمة للإلحاد الذي يزعم أزلية مادة الكون.
يقول (ستيفن هوكنج) العالم الفيزيائي المرموق (يدعى: نيوتن العصر الحديث): " لم تكن المادة هي وحدها التي خلقت أثناء الانفجار العظيم، بل إن الزمان والمكان أيضاً خلقا .. إن للمكان بداية، إذن: للزمان بداية ".[1]
ولا بد لهذا الانفجار من إله حكيم خبير كان قبل الكون، يقول هوكنج : " لو أن معدل التمدد بعد ثانية واحدة من الانفجار العظيم كان أقل ولو بجزء واحد من مائة ألف مليون مليون جزء لعاد الكون فتقوَّض قبل أن يصل إلى حجمه الحالي ".[2]
إذاً : المادة ليست أزلية بل حادثة.
بعد ظهور نظرية الانفتاق الكوني ضاق الملحدون بها ذرعاً [3]
بل حتى آينشتاين قال: " إن مسألة كون متمدد تقلقني ". وفي رسالة بعَثها إلى صديقه (دي ستر) قال له: " فكرة الكون الذي ينفجر تزعجني، لأن لازمها ان يكون للكون بداية ".[4]
ويقول (وتكر): " ليس من أساس لافتراض أن المادة والطاقة كانت موجودة ثم أثيرت فجأة.... بل الأبسط من هذا أن نفترض الخلق من العدم، والإرادة الإلهية هي التي تفعل ذلك ".[5]
إن فكرة حدوث شيء من غير محدِث هي فكرة متناقضة يستحيل التعبير عنها بعبارة مستقيمة، فالإحداث المسبب لذلك الحدث، لابد من محدِثٍ لها.
فالعدم هو نقيض الوجود، وكيف يوجِد المعدوم ؟!
والشيء القادم من العدم بدون محدِث، يكون كأنه مختفٍ داخل الفراغ ....
ولكن: كيف يختفي (شيء) في (فراغ) ؟!
إن نظرية الانفجار الكوني كانت ككابوس يقض مضاجع الملحدين..
يقول جون تيلر: " تقتضي نظرية الانفجار العظيم، أنه في وقت ما من الزمان الماضي، خلق الكون فجأة. ثم إنه تمدد بعد ذلك بطريقة يمكن استكشافها بالتفصيل، لكن قبل ذلك الوقت لم يكن هنالك وقت ولم يكن هنالك زمان. من الوسائل التي يمكن أن نتفادى بها المشكلات العظيمة التي يأتي بها هذا الانفجار العظيم، أن ندَّعي أنه لم يحدث قط ".[6]
هذا الشكل يوضح عملية توسع الكون منذ الانفجار العظيم وخلق الكون
سبحان الله ، يا له من قلق واضطراب يصاحب الملحد أينما حلَّ ....
ولا راحة إلا بالإيمان .. ولا أحلى من الإيمان بعد علم
فالعلم يدعو إلى الإيمان " وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ ءَامَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ " [الحج: 54].
بتصرف عن الفصل الرابع من كتاب: الفيزياء ووجود الخالق، أد. جعفر إدريس.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] انظر: الكون، بوزلو، ص46.
[2] انظر: تاريخ الزمان، هوكنج، ص1222
[3]انظر تفصيله في كتاب: الخالق والفلكيون، جاسترو، ص15 وما بعدها.
[4] المرجع السابق،ص29.
[5] المرجع السابق، ص122.
[6] عندما دقت الساعة صفراً، جون تيلر، ص103
المصدر
من هنا
[/URL]
تعليق