بِسْمِ الله الرحمنِ الرحيم
الإخوة الكرام كُلُّ عامٍٍ وأنتُم بِخيْر , أترُكُ بيْنَ أيْديكُم شهادة من أحد شهاداتِ الحق , شهادة بسيطة في كلِماتِها .. لكِن لها وقْعُ الجِبال عِنْدَ من هيأ اللهُ له البحْثَ عن الحق ... إنها شهادة بسيطة أترُك تسْمِيَتها لمن أراد تسْمِيَتها , فلعل كلِمة تحريف - تُثير الحفيظة , فلرُبما ارتاح آخر إلى القول: تغيير , أو تبديل , , أو رُبما أصالة وشهادة بالأصالة - ولا عجب .. فهناك فريقًُ هم دعاة الخرافة .. يُهلِّلون مع كل اعتِراف بالتبديل والتلاعب والحذْفِ والإضافة ويروْنَ أنها شهاداتٌ بالأصالة .... وإلا فماذا غير الأصالة ؟!!
إنها شهادة أحدِ هؤلاءِ الذينَ يُعوّلُ عليْهِم , والذي طالما اسْتخدمهُ مُروِّجوا الخرافاتِ على أنهُ شاهِدٌ على التقليدِ وسلامةِ الكِتاب ... شاهِدٌ يقترِبُ من المسيح في الزمان .... ونعود إليْهِ 15 قرن للوراء ... 1500 عام مرة واحِدة ...
شهادةٌ زكرها صاحِبُها في معْرِض ردِّه على شُبهةٍ اعترضته هو وأبناء مِلّتِهِ في زمانِهِ , فبدأ معهم أحد دروس الميثولوجيا ... وأسمِّي كل تِلْكَ الردود التي لا تحْترِمُ العقول أو تُخالِفُ المعقول , ميْثولوجيا ...!!
شهادة القديس أغسطينوس ...
القديس أغسطينوس (القرن الخامس)[1]
وفقرة متى 27: 9- 10 :
نقرأها في الإنجيل الحالي هكذا :
( حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا النَّبِيِّ: «وَأَخَذُوا الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ ثَمَنَ الْمُثَمَّنِ الَّذِي ثَمَّنُوهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ) .
لكن في الحقيقة لو رجعنا إلى سفر أرمياء النبي , فلن نجد هذه الفقرة موجودة إطلاقاً, ولكنها موجودة في سفر آخر هو سفر النبي زكريا
فهل أخطأ الروح القُدُس ؟! ...
أم أن الكاتب لم يكن مُلهماً ؟! ..
أم هو إفساد وتحريف في النص؟! ..
أم أن الكاتب لم يكن مُلهماً ؟! ..
أم هو إفساد وتحريف في النص؟! ..
وإن كان تحريفاً فمن حرّفه؟!!
لنسمع إجابة القديس أغسطينوس في القرن الخامس الميلادي والذي يُعزّي الخطأ إلى ناسخ المخطوطة ويقوم بنقد النص الإنجيلي...ومع ذلك يُفضل أن يظل النص على خطأه ...فيقول:" والآن إذا وجد شخص صعوبة تخص هذه الفقرة حيث أنها غير موجودة في كتابات النبي آرمياء وظن أن هذا الإضرار يطعن في صدق كاتب البشارة , فليلحظ أولاً حقيقة أن نسبة هذه الفقرة إلى أرمياء النبي غير موجودة في جميع مخطوطات اللإنجيل , وبعضهم يكتبها ببساطة (حتى يتم ما قيل بالنبي), إذاً فمن الممكن أن نؤكد أن تلك المخطوطات التي لا تذكر اسم النبي أرمياء تستحق أن نتبعها , لأن هذه الكلمات فعلاً قيلت بالنبي , وهذا النبي كان زكريا.
بهذه الطريقة يكون الإفتراض أن تلك المخطوطات التي ذكرت الإسم أرمياء خاطئة لأنهم وجب أن يذكروا الإسم زكريا أو لا يُعطوا إسماً على الإطلاق. كما هو الحال مع المخطوطة التي تقول (ليتم ما قيل بالنبي), وهكذا فبالتأكيد نفهم أن هذا النبي هو زكريا , وعلى ذلك فلندع الآخرين يتبنون هذه الطريقة في الدفاع إن كانوا مهتمين . أما أنا شخصيا فغير مُقتنع بها والسبب هو أن الغالبية العظمى من المخطوطات تكتب الإسم أرمياء , وأن هؤلاء النقاد الذين درسوا الإنجيل باهتمام فوق العادي من مخطوطاته اليونانية يقررون أنهم وجدوها كذلك في النماذج اليونانية الأكثر قِدماً. وأنا أنظر أيضاً إلى هذا بعين الإعتبار, أعني أنه لم يوجد سبب يُوضح لماذا وجب إضافة هذا الإسم (في المخطوطات الصحيحة), وخلق هذه المفسدة , في حين أنه كان هناك سبب منطقي واضح لحذف هذا الإسم من العديد من المخطوطات , إلا أن قلة الخبرة الجسورة فعلت ذلك بطيب نفس حين حارت مع المشكلة التي أظهرتها حقيقة ان هذا النص غير موجود في أرمياء"[2]
هل هو تحريف في المخطوطات كما يقول القديس أغسطينوس وكان يجب حذف كلمة أرميا ؟!!...... بهذه الطريقة يكون الإفتراض أن تلك المخطوطات التي ذكرت الإسم أرمياء خاطئة لأنهم وجب أن يذكروا الإسم زكريا أو لا يُعطوا إسماً على الإطلاق. كما هو الحال مع المخطوطة التي تقول (ليتم ما قيل بالنبي), وهكذا فبالتأكيد نفهم أن هذا النبي هو زكريا , وعلى ذلك فلندع الآخرين يتبنون هذه الطريقة في الدفاع إن كانوا مهتمين . أما أنا شخصيا فغير مُقتنع بها والسبب هو أن الغالبية العظمى من المخطوطات تكتب الإسم أرمياء , وأن هؤلاء النقاد الذين درسوا الإنجيل باهتمام فوق العادي من مخطوطاته اليونانية يقررون أنهم وجدوها كذلك في النماذج اليونانية الأكثر قِدماً. وأنا أنظر أيضاً إلى هذا بعين الإعتبار, أعني أنه لم يوجد سبب يُوضح لماذا وجب إضافة هذا الإسم (في المخطوطات الصحيحة), وخلق هذه المفسدة , في حين أنه كان هناك سبب منطقي واضح لحذف هذا الإسم من العديد من المخطوطات , إلا أن قلة الخبرة الجسورة فعلت ذلك بطيب نفس حين حارت مع المشكلة التي أظهرتها حقيقة ان هذا النص غير موجود في أرمياء"[2]
وكيف يجهل عظيم الأمة المسيحية في زمانه أن أرمياء كان إشارة إلى جميع كُتُب الأنبياء؟!!!!
ما رأي الأفاضِلِ الكرام في كلام القديس أغسطينوس؟!!!
أليْست هذه شهادةُ بالتحْريفِ في القرن الخامس الميلادي , أي قبلَ مجيء نبيِّ اللهِ مُحمد صلى اللهُ عليْهِ وسلّم ...؟!!!
ألا نقولُ أن الإختلافات والتحريفات هي منذ عهد الكنيسة الأولى !!
_________________________________
[1] القديس أغسطينوس (كان مانوياً لأب وثني فظ وأم مسيحية , وُلِد عام 354م وتعمّد عام 387 ميلادية وصار أسقفاً عام 395 م, وتنيّح عام 430م )
[2]De Consens. Evang. book 3, 7:29
تعليق