السَلام عَليكُم
الإنجيل
الإنجيل عِند النَصارى هو البِشارَة السارَة بِمَجئ المًسيح و ما تَضَمَنَتُه حَياتُه و مَوتُه على الصَليب, و عِند المُسلمين هو كِتاب الله تَعالى الذي أنزَلَه على رَسوله عيسى المَسيح أخر رُسل الله لِبني اسرائيل و مُصَحِح ما شَذ مِن توراتِهِم و كُتبِهم مُعلِناً أنه مُنهي رِسالات السَماء الى بَني اسرائيل و أن هُناك في الأفاق أمة أخرى أقوى مِن بَني إسرائيل "لذلك اقول لكم ان ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل اثماره ومن سقط على هذا الحجر يترضض ومن سقط هو عليه يسحقه" متى الإصحاح 21 الفَقرَة 43 هو حالياً الكتب الأربعة الأولى في كتاب العهد الجديد والتي مِن المٌفتَرَض متى و مُرقس و لوقا و يوحنا
ايمان الكَنيسَة و نَظرَة نَقديَة:
و تؤمِن الكَنيسَة اليَوم بأن كاتِب إنجيل متى هو تِلميذ المَسيح متى , و أن كاتِب إنجيل مرقس هو مرقس تِلميذ بولِس و إبن أخت برنابا الذي تشاجر مَع بولِس و تَركه و أن كاتِب إنجيل لوقا طَبيب و تِلميذ لِبولِس
العُلماء الحَديثون مُتِّفقون بأِّن كُُُُتب الإنجيل لا يَعود تاريخها إلى فترة المسيح , الَجزء الأكبر منها تاريخه إلى الفترة الواقعــة بين الثِّورتٌْين الِّرئيسَّيَتٌْين في اليهُودِّية 66 إلى 74 ومن 132 إلى 135 بالّرغم من أنَّها بالتَّأكيد تقريباً تستند على الرِوايات السَّابقة هذه الّروايات السَّابقة لربَّما تَضَمَّنت وَثائِق مَكتوبة فُقَِدتْ بعد ذلك لأَّنه كــان هُناك دمار شامل للسِّجلاَّت في أعقاب الَّتمُّرد الأَّول لكنْ -رَغم أن ذَلِك غَير مؤكَد عَملياُ حَيثُ لَم أصادِف مَسيحي يَحفظ أي رواياة مِن روايات الإنجيل الأربع و لا حتى أول خَمس إصحاحات مِن أي إنجيل-إذا ما فَرضنا أنَّه هُناك شَفَهَّية أيضاً .
فَبلا شكٍّ تَّمتْ الُمبالغة في البعض من هذه التَّعاليم أو تَّم تَحريفهــا كُلِّيّاً و استُلمَِتْ وأُرْسِلَتْ إلى طرف ثانٍ وثالث ورابع .
و يُقال أن هُناك نواميس اشتُقَّتْ من الأشخاص الذين كانوا أحيـاء في زمان المسيح ومِنهم مَنْ كان يَعرِفه شَخْصيَّاً مِثل شَخص شابُّ مَثلاً كان حياً وَقت رَفع المَسيح أو لَرُبما ظَل حيَّاً أيضاً عندما أُعِدَّ الإنجيل و يَتَذَكَر بَعض النواميس
الا أن هذه الحُجَة لا تُعطي الإنجيل مِصداقية الكِتاب الموحى بِه الخالِص مِن العَبث
وأقدم كُُُتب الإنجيل يُعدُّ عُمُوماً أنًّه إنجيل مَرْقُس الذي أُعِدَّ في وقـــت ما أثناء الثَّورة بين عامي 66 – 74 أو بعد ذلك بقليل ماعدا إيراده لمسألة البَعْث التي هي إضافة لاحقة ومُزوَّرة .
بالرّغم من أنَّ مَرْقُس بحَدِّ ذاته ليس أحد حوارِّييْ المسيح الأصليِّيْن كَما جاء أعلاه إلاَّ أنَّه قد جاء من القُدْس وكان صديقاً للقدِّيس بوُلُس وإنجيله بشكل واضح يحمل طابع الفِكْر البُولُسّي لكنْ إنْ كان مَرْقُس من مُواطني القُدْس إنجيله كما يذكر كليمنت الإسكندراني أُعِدَّ في رُومَا ووُجِّهَ إلى جُمُهور روُماني إغريقي هذا بنفسه يُوضِّح مسألة ذات أهِّمَّية عظيمة .
بالرّغم من أنَّ مَرْقُس بحَدِّ ذاته ليس أحد حوارِّييْ المسيح الأصليِّيْن كَما جاء أعلاه إلاَّ أنَّه قد جاء من القُدْس وكان صديقاً للقدِّيس بوُلُس وإنجيله بشكل واضح يحمل طابع الفِكْر البُولُسّي لكنْ إنْ كان مَرْقُس من مُواطني القُدْس إنجيله كما يذكر كليمنت الإسكندراني أُعِدَّ في رُومَا ووُجِّهَ إلى جُمُهور روُماني إغريقي هذا بنفسه يُوضِّح مسألة ذات أهِّمَّية عظيمة .
إنْ كان مَرْقُس يودُّ أنْ يدوم إنجيله وأنْ ينال إعجاب الُجمهُور الُّروماني فَلم يَكُن مِن المُمكِن له أنْ يُقدَّم المسيح كمُعادٍ للرُّومانيَّة .
في الحقيقة لم يكن بإمكانه مُطلقاً أنْ يُقدِّم المَسيح كرجل ذي توجُّهات سياسيَّة لكي يَضمن بقاء رسالته كان عليه أنْ يلتزم بتبرئة الُّرومان من أيِّ ذنب في موت السَّيِّد المسيح وذلك ليُؤمِّن التَّغطية للنظِّام الحالي والُمتحصِّن ويُلقي اللَّومَ في موت المسيح الُمنتَظَر على بعض اليهُود
هذه الحِيلة لم يتبنَّاها مُؤلِّفو كُُتب الإنجيل الآخرين فحسب بل تبنَّتْهَا الكَنيسَة المسيحَّية القديمة أيضاً بدُون مثل هذه الحيلة لما استمَّر أيُّ إنجيل أو كَنيسَة
و سلاماً على المُرسلين و الحَمد لله رَب العَالمين
تعليق