السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه المقالة الثانية التى تسلمتها من الدكتورة زينب...وتتركز حول:
الفاتيكان ، الصهاينة ، والمسجد الأقصى ..
بقلم الدكتورة زينب عبد العزيز
فى 30 ديسمبر 1993 وقّع الفاتيكان الإتفاق الأساسى الذى يعترف فيه بدولة إسرائيل.. وكم أدهش هذا القرار المتابعين للأحداث السياسية ، فمنذ أن تم إنشاء هذا الكيان الصهيونى المحتل لأرض فلسطين كان البابوات يتشدقون بضرورة ضمان وضع دولى لمدينة القدس. وهو ما كان قد أوضحه البابا بولس السادس ، حينما زار الأراضى المقدسة عام 1964 ، أثناء إنعقاد مجمع الفاتيكان الثانى ، ودافع عن حق الرسالات التوحيدية الثلاث فى مدينة القدس. ورغمها أعلن الكيان الصهيونى فى أغسطس 1980 ضم القدس وإعتبارها "عاصمة أزلية " لإسرائيل.
والغريب أيضا أن البابا يوحنا بولس الثانى أعلن، بعد هذا القرار، فى خطابه الرسولى بعنوان: "عام الفداء" الصادر فى 20 إبريل 1984 ، ما يجعله يبدو وكأنه يتجاهل قرار الغزاة المحتلين، قائلا : "ان الشعوب والأمم التى لها أخوة فى الإيمان بمدينة القدس ، مسيحيون ، و يهود ، ومسلمون ، لديهم دافع خاص ليبزلوا كل ما فى وسعهم للحفاظ على الطابع المقدس ، المتفرد، والذى لا يعوض للمدينة. لذلك لا بد من إيجاد وسيلة حاسمة وفعّالة للحفاظ بصورة متجانسة وثابتة على مختلف المصالح والتطلعات ، لحمايتها بصورة مناسبة وفعّالة بوضح يتم ضمانه دوليا ".
ومن الواضح أن عبارته القائلة "أخوة فى الإيمان" كانت تتضمن الرسالات التوحيدية الثلاث ، كما أن عبارة "مختلف المصالح" تعنى أتباع الرسالات الثلاث، وأن الفاتيكان آنذاك كان يأخذ فى الإعتبار حق الإسلام و المسلمين فى القدس ، ولو شكلا أو حتى يبدو مطلبه محايدا. أما المطالبة بوضع ضمان دولى لمدينة القدس فتكشف عن أن الكرسى الرسولى لم يعد يثق تماما فى قادة الصهاينة لضمان التوافق المطلوب ، أو أنه بدأ يدرك مؤخراً الهاوية التى سقط فيها بتبرأتهم وبالإعتراف بدولة لهم على ..
وكان الأجدر به أن يدرك معنى الهاوية الجحيمية التى انساق إليها بتوقيعه على مثل هذا الإعتراف بالكيان الصهيونى المحتل لأرض فلسطين، متناسيا أن المسيحية الحالية قائمة أساسا على رفضها وبترها لليهودية ، وعلى لعن اليهود ومحاربتهم على مدى ألفى عام تقريبا . ومن المؤسف إضافة أن ذلك الإعتراف يعنى رضوخ أعلى سلطة دينية فى الغرب للقوى الصهيونية الجامحة ، التى تتلاعب وتعربد بكافة القرارات الناجمة عن المجتمع الدولى ومؤسساته ..
والغريب أن هذا الإعتراف الإجرامى من جانب الفاتيكان يناقض موقف البابوات السابقين وموقف الكنيسة الكاثوليكية الرسولية الرومية على مدى تاريخها . وتكفى الإشارة إلى البابا بيوس العاشر الذى كان قد إلتقى بتيودور هرتزل فى 25 يناير 1904 ، ورفض فكرة الموافقة على إنشاء دولة للصهاينة قائلا : " إن اليهود لم يعترفوا بربنا يسوع وبالتالى لا يمكننا الإعتراف بالشعب اليهودى " !. أما الكاردينال مرّى دل فال ، الذى كان برفقته فقال : " طالما يُنكر اليهود الإعتراف بألوهية المسيح لن يمكننا بكل تأكيد مسايرتهم . لا يمكننا. لا لأننا نتمنى لهم أى سوء ، بالعكس ، لطالما حمتهم الكنيسة. أنهم بالنسبة لنا شهود ضروريين على ما حدث عندما زار ربنا الأرض. لكنهم مصرّون على إنكار الوهية المسيح. كيف إذن يمكننا قبول استحواذهم على الأرض المقدسة إلا إن أنكرنا نحن أعلى مبادئنا ؟" (وارد فى كتاب أندريه شوراكى "الإعتراف" ، 1992 ، صفحة 108 ). وقد تم إضفاء صفة القداسة على البابا بيوس العاشر ، بمعنى أنه يمثل إيمان الكنيسة ، وإيمان الكنيسة حتى مطلع القرن العشرين كان يعنى عدم الإعتراف بدولة للصهاينة !
والغريب أيضا أن البابا يوحنا بولس الثانى أعلن، بعد هذا القرار، فى خطابه الرسولى بعنوان: "عام الفداء" الصادر فى 20 إبريل 1984 ، ما يجعله يبدو وكأنه يتجاهل قرار الغزاة المحتلين، قائلا : "ان الشعوب والأمم التى لها أخوة فى الإيمان بمدينة القدس ، مسيحيون ، و يهود ، ومسلمون ، لديهم دافع خاص ليبزلوا كل ما فى وسعهم للحفاظ على الطابع المقدس ، المتفرد، والذى لا يعوض للمدينة. لذلك لا بد من إيجاد وسيلة حاسمة وفعّالة للحفاظ بصورة متجانسة وثابتة على مختلف المصالح والتطلعات ، لحمايتها بصورة مناسبة وفعّالة بوضح يتم ضمانه دوليا ".
ومن الواضح أن عبارته القائلة "أخوة فى الإيمان" كانت تتضمن الرسالات التوحيدية الثلاث ، كما أن عبارة "مختلف المصالح" تعنى أتباع الرسالات الثلاث، وأن الفاتيكان آنذاك كان يأخذ فى الإعتبار حق الإسلام و المسلمين فى القدس ، ولو شكلا أو حتى يبدو مطلبه محايدا. أما المطالبة بوضع ضمان دولى لمدينة القدس فتكشف عن أن الكرسى الرسولى لم يعد يثق تماما فى قادة الصهاينة لضمان التوافق المطلوب ، أو أنه بدأ يدرك مؤخراً الهاوية التى سقط فيها بتبرأتهم وبالإعتراف بدولة لهم على ..
وكان الأجدر به أن يدرك معنى الهاوية الجحيمية التى انساق إليها بتوقيعه على مثل هذا الإعتراف بالكيان الصهيونى المحتل لأرض فلسطين، متناسيا أن المسيحية الحالية قائمة أساسا على رفضها وبترها لليهودية ، وعلى لعن اليهود ومحاربتهم على مدى ألفى عام تقريبا . ومن المؤسف إضافة أن ذلك الإعتراف يعنى رضوخ أعلى سلطة دينية فى الغرب للقوى الصهيونية الجامحة ، التى تتلاعب وتعربد بكافة القرارات الناجمة عن المجتمع الدولى ومؤسساته ..
والغريب أن هذا الإعتراف الإجرامى من جانب الفاتيكان يناقض موقف البابوات السابقين وموقف الكنيسة الكاثوليكية الرسولية الرومية على مدى تاريخها . وتكفى الإشارة إلى البابا بيوس العاشر الذى كان قد إلتقى بتيودور هرتزل فى 25 يناير 1904 ، ورفض فكرة الموافقة على إنشاء دولة للصهاينة قائلا : " إن اليهود لم يعترفوا بربنا يسوع وبالتالى لا يمكننا الإعتراف بالشعب اليهودى " !. أما الكاردينال مرّى دل فال ، الذى كان برفقته فقال : " طالما يُنكر اليهود الإعتراف بألوهية المسيح لن يمكننا بكل تأكيد مسايرتهم . لا يمكننا. لا لأننا نتمنى لهم أى سوء ، بالعكس ، لطالما حمتهم الكنيسة. أنهم بالنسبة لنا شهود ضروريين على ما حدث عندما زار ربنا الأرض. لكنهم مصرّون على إنكار الوهية المسيح. كيف إذن يمكننا قبول استحواذهم على الأرض المقدسة إلا إن أنكرنا نحن أعلى مبادئنا ؟" (وارد فى كتاب أندريه شوراكى "الإعتراف" ، 1992 ، صفحة 108 ). وقد تم إضفاء صفة القداسة على البابا بيوس العاشر ، بمعنى أنه يمثل إيمان الكنيسة ، وإيمان الكنيسة حتى مطلع القرن العشرين كان يعنى عدم الإعتراف بدولة للصهاينة !
وقد انتهت فترة البابا يوحنا بولس الثانى بصورة تكشف عن مدى عمق الكارثة ، إذ لم يعترف الفاتيكان بأول دولة دينية عرقية فى التاريخ فحسب ، ولم يخرج عن كل تعاليم دينه أو " إنكار مبادئه العليا " فحسب ، وإنما بدأ يساير دولة الصهاينة بمزيد من التنازلات الفاضحة : فكان يوحنا بولس الثانى أول بابا يذهب لزيارة المعبد اليهودى فى روما ، قائلا لأول مرة : " إخواننا الأكبر منا" ، وإعلانه فى 17 نوفمبر 1980 عن مسؤلية الكاثوليك تجاه اليهود ، وأنها تتضمن ثلاث نقاط : تعليم التراث اليهودى للكاثوليك ، دراسة معاداة السامية وما اقترفه المسيحيون من أعمال انتقامية على مر التاريخ ، و – وياللعجب : زيادة التقارب الروحى بين اليهود والمسيحيين ! ووقف نفس ذلك البابا فى سنة 2000 يبكى و يصلى أمام ما يطلقون عليه زورا وبهتانا: "حائط المبكى" .. فهذا الحائط هو"حائط البراق" ، وهو جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى..(تناولته بالتفصيل فى كتاب "حائط البراق" 2001، والطبعة الثانية عام 2004 بعنوان "من حائط البراق إلى جدار العار" ).
ويواصل البابا بنديكت السادس عشر نفس المسيرة المخزية. ففى الخطاب الأول الذى ألقاه بمناسبة توليه منصب البابوية ، وبعد أن قام بتحية مختلف الفئات الكاثوليكية حتى العلمانيين منهم ، "الذين يعاونون على إقامة مملكة الرب فى العالم"، - أى المساهمين فى عمليات التبشير وإقتلاع الإسلام التى فرضها عليهم مجمع الفاتيكان الثانى سنة 1965 ، واصل البابا قائلا : " إلى كل الذين لم يندمجوا معنا كلية بعد رغم حصولهم على التعميد" ، ويقصد بهم أتباع الكنائس الأخرى ، أضاف : "وأنتم ، الأخوة الأعزاء من الشعب اليهودى ، الذى نرتبط معه بتراث روحى مشترك تمتد جذوره فى وعود الرب التى لا رجعة فيها" ، ثم أنهى تلك التحية الكاشفة عن موقفه من الإسلام والمسلمين من أول يوم له فى هذا المنصب قائلا : "وأخيرا فإن فكرنا يتجه أيضا إلى جميع رجال عصرنا ، المؤمنين وغير المؤمنين"، وواصل الخطاب..
ويا له من إغفال أو إستبعاد له مغزاه ، فمنذ الكلمات الأولى الرسمية التى نطق بها إستبعد الإسلام والمسلمين ، ولا ندرى فى أى فئة وضعهم فى ذهنه : من ضمن المؤمنين ، أو غير المؤمنين .. ولا غرابة فى ذلك فقد سبق للفاتيكان أن وضع الإسلام عام 1965 مع الديانات الأسيوية ، فى وثيقة "فى زماننا هذا" الشهيرة لإستبعاده عن رسالة التوحيد !
ويا له من إغفال أو إستبعاد له مغزاه ، فمنذ الكلمات الأولى الرسمية التى نطق بها إستبعد الإسلام والمسلمين ، ولا ندرى فى أى فئة وضعهم فى ذهنه : من ضمن المؤمنين ، أو غير المؤمنين .. ولا غرابة فى ذلك فقد سبق للفاتيكان أن وضع الإسلام عام 1965 مع الديانات الأسيوية ، فى وثيقة "فى زماننا هذا" الشهيرة لإستبعاده عن رسالة التوحيد !
وإن كان لهذا الخطاب الإفتتاحى أى معنى ، فهو يشير بوضوح إلى موقف البابا المتعمّد العداء للإسلام ، كما يشير إلى أن الإسلام والمسلمين ليسوا مستبعدون فحسب تماما من تلك المسيرة المشتركة بين الصهاينة والفاتيكان وإنما يعمل الفريقان معا على اقتلاعهم، وبالتالى فإن الآثار الإسلامية الموجودة فى فلسطين ، وخاصة فى مدينة القدس ، وأهمها المسجد الأقصى ، لا مكان له فى تلك الجريمة المشتركة .. ولا غرابة فى ذلك أيضا ، فالسيد بنديكت السادس عشر كان قد نشر بحثا ، قبل توليته منصب البابوية بثلاث سنوات ، يتناول فيه السيدة مريم و الإيمان المريمى ، وقد أطلق عليه عنوان : " إبنة صهيون " !!.. ولعل ذلك يكشف عن سبب إنتخابه.......
================
وحتى لا يمل القارىء الكريم من طول المقال...فقد ارفقنا المقال كاملا ...وتستطيعوا تحميله من المرفقات.
اسأل الله ان يبارك فى الدكتورة زينب وان يحفظها وان يجزيها الفردوس الاعلى.
استخدموا برنامج (winrar) لفك ضغط الملف المرفق.
وجزاكم الله خيرا.