و رأس مالك إذا بقيت لا تحزنن على شيء بعدها ذهبا
لست أتعرض في هذه المشاركة لمعنى الإيمان و لا لتعريفه شرعيا أو لغويا ، و إنما أتعرض لأهمية الإيمان في حياة البشر .
فإذا كان الهواء ضروريا للإنسان ليحيا ، و إذا كان الماء ضروريا لأحياء البحر لتحيا ، فإن الإيمان ضرورة للبشر كي يرتقوا و يسمووا ، و الإيمان ضرورة للاستقرار و العطاء و النماء و البركة ، و قديما قال إقبال:
إذا الإيمان ضاع فلا أمان ....... و لا دنيا لمن لم يحيي دينه
و من رضي الحياة بغير دين ........ فقد جعل الفناء لها قرينا
فالإيمان رأس مال كل أمة من الأمم ، و إذا فقدت الأمة رأس مالها افتقدت أسباب استمرارها و تواصلها .
في هذه القصة ،،، شاهد على ما نقول ...
قضى بن خلدون سنوات ببلاد الأندلس يتعلم الفلسفة و العلوم ، و كان يحضر مجالس العلماء و يكتب عنهم ، حتى ملأ زكائب من الكتب و أوراق المعرفة ، و ما حصله في تلك السنوات من أنواع العلوم ثم عاد آيبا إلى مصر على متن سفينة و قريبا من شاطئ الإسكندرية غرقت السفينة التي كانت تقله و تعلق بخشبة سلمته للشاطئ و هو يرتجف ، و نظر في حسرة إلى البحر و إلى أوراقه و كتبه التي قضى فيها سنوات عمره على صفحات الماء و قد ذاب مدادها و تناثرت بفعل الأمواج صحائفها ثم رجع إلى نفسه و قال :
و رأس مالك إذا بقيت ***** لا تحزنن على شيء بعدها ذهبا
فإذا بقي للأمة رأس مالها و هو الإيمان و لم ينتقص و حرص كل فرد فيها أن يلتزم من شعب الإيمان المزيد ،، نهضت الأمة و ارتفع شأنها و تسامت بين الأمم و أصلحها الله حكاما و محكومين .... أمادو